سورة طه
[ من الآية (60) إلى الآية (64) ]
{فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)}
قوله تعالى: {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60)}
{فَتَوَلَّى، أَتَى}
- الإمالة فيهما كالإمالة في (لتشقى) في أول هذه السورة في الآية/2). [معجم القراءات: 5/447]
قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا في ضم الْيَاء وَفتحهَا من قَوْله {فيسحتكم} 61
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {فيسحتكم} بِفَتْح الْيَاء من سحت
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة حَفْص وَحَمْزَة والكسائي {فيسحتكم} بِضَم الْيَاء وَكسر الْحَاء من أسحت). [السبعة في القراءات: 419]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فيسحتكم) بضم الياء كوفي - غير أبي بكر – ورويس). [الغاية في القراءات العشر: 321]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فيسحتكم) [61]: بضم الياء وكسر الحاء هما، وخلف، وحفص، ورويس). [المنتهى: 2/830]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (فيسحتكم) بضم الياء وكسر الحاء، وقرأ الباقون بفتحهما). [التبصرة: 271]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {فيسحتكم} (61): بضم الياء، وكسر الحاء.
والباقون: بفتحهما). [التيسير في القراءات السبع: 362]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ ورويس وخلف: (فيستحكم) بضم الياء وكسر الحاء، والباقون بفتحهما). [تحبير التيسير: 459]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَيُسْحِتَكُمْ) بضم الياء وكسر الحاء الزَّعْفَرَانِيّ، ورُوَيْس، والوليد، وكوفي غير قاسم، وأبي بكر، والمفضل، وأبان، الباقون بفتح الياء والخاء، وهو الاختيار من الثلاثي سحت). [الكامل في القراءات العشر: 598] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([61]- {فَيُسْحِتَكُمْ} بضم الياء وكسر الحاء: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/699]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (876 - فَيُسْحِتَكمْ ضَمٌّ وَكَسْرٌ صِحَابُهُمْ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 69]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([876] فيسحتكم ضم وكسر (صحابـ)هم = وتخفيف قالوا إن (عـ)المه (دـ)ـلا
[877] وهذين في هذان (حـ)ـج وثقله = (د)نا فاجمعوا صل وافتح الميم (حـ)ـولا
سحته وأسحته، إذا استأصله.
والثلاثي لغة أهل الحجاز، والرباعي لتميم. ذكره أبو عمرو بن العلاء). [فتح الوصيد: 2/1101]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [876] فيسحتكم ضم وكسرٌ صحابهم = وتخفيف قالوا إن عالمه دلا
[877] وهذين في هذان حج وثقله = دنا فاجمعوا صل وافتح الميم حولا
ب: (الحول): العارف بتحول الأمور.
ح: (فيسحتكم): مبتدأ، (ضمٌ): خبر، (صحابهم): فاعله، و(تخفيف):
[كنز المعاني: 2/432]
مبتدأ، أضيف إلى (قالوا إن)، (عالمه): مبتدأ ثان)، (دلا): خبره، والجملة: خبر الأول، (هذين): مبتدأ، (حج): خبر، (في هذان): متعلق به، (ثقله دنا): مبتدأ وخبر، (فاجمعوا): مفعول (صل)، (حولا): حال من فاعل (افتح).
ص: قرأ حمزة والكسائي وحفص: {فيسحتكم بعذاب} [61] بضم الياء وكسر الحاء من (أسحت)، والباقون: بفتحهما من (سحت) لغتان، بمعنى: استأصل.
وقرأ حفص وابن كثير: {قالوا إن هذان} [63] بتخفيف {إن}، والباقون: بتشديدها، وقرأ أبو عمرو (هذين لساحران) بالياء، وابن كثير: {هاذان} بتشديد النون، والباقون: بالألف والتخفيف.
فهذه أربع قراءات: لحفص: {إن هذان} بتخفيف النونين والألف، ولابن كثير: {إن هذان} بتخفيف الأولى وتشديد الثانية والألف، ولأبي عمرو: (إن هذين) بتشديد الأولى والياء، وللباقين: {إن هذان} بتشديد الأولى والألف
[كنز المعاني: 2/433]
فعلى قراءة حفص: {إن} مخففة من الثقيلة ألغيت من العمل، واللام في {لساحران} فارقة عند البصريين، ونافية واللام بمعنى (إلا) عند الكوفيين نحو: {إن نظنك لمن الكاذبين} [الشعراء: 186] وكذلك على قراءة ابن كثير، إلا أنه شدد نون {هاذان} للدلالة على بعد المشار إليهما، وقراءة أبي عمرو ظاهرة، وقراءة الباقين لها وجوه:
الوجه الأول: إن ضمير الشأن محذوف، والأصل: (إنه هذان)، واللام زائدة، أو أريد بها التقديم، أي: لهذان ساحران.
الثاني: إن الأصل (هذا) زيد الياء والنون عليها، فاجتمع ساكنان، فحذفت الياء، إذ لم يمكن حذف الأول لاختلال الكلمة بها، لأنها على حرفين .
[كنز المعاني: 2/434]
والثالث: إن {إن} بمعنى: (نعم): نحو:
ويقلن: شيب قد علا = وقد كبرت فقلت: إنه
أي: نعم، و{هذان لساحران} و أصله: لهما ساحران، حذف المبتدأ، وأدخل اللام على الخبر للدلالة على المحذوف.
والرابع: لغة بني الحارث بن كعب، يقلبون كل ياء ساكنة إذا انفتح ما قبلها ألفا، نحو: (من أحب کریمتاه فلا يكتبن بعد العصر)، قال الشاعر:
[كنز المعاني: 2/435]
إن أباها وأبا أباها = قد بلغا في المجلي غايتاها
وقرأ أبو عمرو: {فأجمعوا كيدكم} [64] بوصل الهمزة وفتح الميم، أم من (جمع يجمع)، والباقون: بقطعها والكسر، من (أجمع) بمعنى العزم على الأمر، أو لغتان بمعنى الجمع). [كنز المعاني: 2/436] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (876- فَيُسْحِتَكمْ ضَمٌّ وَكَسْرٌ "صِحَابُـ"ـهُمْ،.. وَتَخْفِيفُ قَالوا إِنَّ "عَـ"ـالِمُهُ "دَ"لا
أي: ذو ضم في الياء وكسر في الحاء وصحابهم فاعل المصدر كأنه قال ضمه وكسره صحابهم: فقراءتهم من أسحت وفتح غيرهم الياء والحاء فقراءتهم من سحت وهما لغتان يقال سحته وأسحته إذا استأصله). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/372]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (876 - فيسحتكم ضمّ وكسر صحابهم = وتخفيف قالوا إنّ عالمه دلا
877 - وهذين في هذان حجّ وثقله = دنا فاجمعوا صل وافتح الميم حوّلا
قرأ حفص وحمزة والكسائي: فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ بضم الياء وكسر الحاء، وقرأ غيرهم بفتح الياء والحاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 320]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (157- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... وَطُوِّلَا
158 - فَيَسْحَتَ ضُمَّ اكْسِرْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 33]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وطولا فيسحت إلخ أي روى مرموز (طاء) طولا وهو
[شرح الدرة المضيئة: 174]
رويس {فيسحتكم بعذاب} [61] بضم الياء وكسر الحاء وعلم لخلف كذلك ولأبي جعفر بفتحهما). [شرح الدرة المضيئة: 175]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَيُسْحِتَكُمْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ وَرُوَيْسٌ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْحَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا، وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ خَابَ لِحَمْزَةَ وَابْنِ عَامِرٍ بِخِلَافٍ عَنْهُ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/320]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص ورويس {فيسحتكم} [61] بضم الياء وكسر الحاء، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 597]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (773- .... .... .... وضمّ واكسرا = يسحت صحبٌ غاب .... .... ). [طيبة النشر: 85]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ن) ل (ك) م (فتى) (ظ) نّ وضمّ واكسرا = يسحت (صحب) (غ) اب إن خفّف (د) را
يريد أنه ضم الياء وكسر الحاء من قوله «فيسحتكم بعذاب» حمزة والكسائي وخلف وحفص ورويس، والباقون بفتحهما وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 274]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ [ذو] (صحب) حمزة، وعلى وخلف، وحفص، وذو غين (غاب)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/449]
رويس: فيسحتكم [61]- بضم الياء وكسر الحاء، مضارع «أسحته» - وهي لتميم.
والباقون بفتح الحرفين، مضارع «سحته» وهي حجازية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/450]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَيُسْحِتَكُم" [الآية: 61] فحفص وحمزة والكسائي ورويس وخلف بضم الياء وكسر الحاء من أسحت رباعيا لغة نجد وتميم، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح الياء والحاء من سحته ثلاثيا لغة الحجاز). [إتحاف فضلاء البشر: 2/248] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال خاب حمزة وهشام من طريق الداجوني فيما رواه عنه في الروضة والتجريد وغيرهما، وابن ذكوان من طريق الصوري). [إتحاف فضلاء البشر: 2/248]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فيسحتكم} [61] قرأ حفص والأخوان بضم الياء، وكسر الحاء، من (أسحت) رباعيًا، وهي لغة نجد وتميم.
والباقون بفتحهما، من (سحت) ثلاثيًا، وهي لغة الحجاز). [غيث النفع: 857]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61)}
{قَالَ لَهُمْ}
- إظهار اللام وإدغامها في اللام عن أبي عمرو ويعقوب.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{فَيُسْحِتَكُمْ}
- قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف والأعمش وطلحة وابن جرير ورويس عن يعقوب (فيسحتكم) بضم الياء وكسر الحاء المهملة من (أسحت) الرباعي، وهي لغة نجد وتميم.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر ورويس وابن عباس، وروح وزيد عن يعقوب، وأبو جعفر (فيسحتكم) بفتح الياء من (سحت) الثلاثي، وهي لغة الحجاز.
{وَقَدْ خَابَ}
- أمال (خاب) حمزة وهشام من طريق الداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري وابن عامر بخلاف عنه.
[معجم القراءات: 5/447]
- وقرأه الباقون بالفتح، وبه قرأ الحلواني وابن سوار وغيره عن الداجواني عن هشام والأخفش عن ابن ذكوان.
- وتقدمت الإمالة فيه في الآية/15 من سورة إبراهيم.
{افْتَرَى}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف وأبي عمرو، وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وورش والأزرق بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 5/448]
قوله تعالى: {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62)}
{النَّجْوَى}
- انظر الإمالة في (لتشقى) الآية/2 أول السورة). [معجم القراءات: 5/448]
قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {إِن هَذَانِ لساحران} 63 في تَشْدِيد النونين وتخفيفهما وفي الْألف وَالْيَاء
فَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {إِن} مُشَدّدَة النُّون (هذن) بِأَلف خَفِيفَة النُّون
وَقَرَأَ ابْن كثير (إِن هذن) بتَشْديد نون (هذن) وَتَخْفِيف نون {إِن}
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى أَبُو بكر (إِن هذن) نون {إِن} مُشَدّدَة (هذن) مثل حَمْزَة وروى حَفْص عَن عَاصِم {إِن} سَاكِنة النُّون وهي قِرَاءَة ابْن كثير و(هذن) خَفِيفَة
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده {إِن} مُشَدّدَة النُّون (هذَيْن) بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 419]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إن هذين) أبو عمرو (إن) خفيف مكي، وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 322]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قالوا إن) [63]: بجزم النون مكي، والمفضل طريق جبلة، وأبو بكر طريق ابن جبير، وحفص إلا البختري.
(هذان) [63]: نصب). [المنتهى: 2/830]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وحفص (قالوا إن هذان) بتخفيف (إن) وشدد الباقون، وقرأ أبو عمرو (هذين) بالياء، وقرأ الباقون بالألف، وكلهم خففوا النون إلا ابن كثير فإنه شدد، وقد ذكرته). [التبصرة: 272]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وحفص: {قالوا إن} (63): بإسكان النون.
[التيسير في القراءات السبع: 362]
والباقون: بتشديدها.
أبو عمرو: {هذين}: بالياء.
والباقون: بالألف.
وابن كثير: يشدد النون.
والباقون: يخففونها). [التيسير في القراءات السبع: 363]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وحفص: (قالوا إن) بإسكان النّون والباقون بتشديدها،، أبو عمرو (هذين) بالياء والباقون بالألف، وابن كثير يشدد النّون في هذان والباقون يخففونها). [تحبير التيسير: 459]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إِنْ هَذَانِ) " إنْ " خفيف " هذان " بالألف أبو حيوة، وَحُمَيْد بن الوزير عن يَعْقُوب، والزَّعْفَرَانِيّ، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وابن جبير عن أبي بكر، وجبلة عن المفضل، وحفص إلا البحتري، وابن صبيح، وهو الاختيار، يعني: ما هذان، الباقون (إنَّ) مشدد أَبُو عَمْرٍو غير يونس وإبرهيم بن الغلاف (هَذَاينِ) بياء). [الكامل في القراءات العشر: 598] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([63]- {قَالُوا إِنْ} بإسكان النون: ابن كثير وحفص.
[63]- {هَذَانِ} بالياء: أبو عمرو.
وشدد ابن كثير النون). [الإقناع: 2/699]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (876- .... .... .... .... = وَتَخْفِيفُ قَالوا إِنَّ عَالِمُهُ دَلاَ
877 - وَهذَيْنِ فِي هذَانِ حَجَّ وَثِقْلُهُ = دَناَ .... .... .... .... ). [الشاطبية: 69]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([876] فيسحتكم ضم وكسر (صحابـ)هم = وتخفيف قالوا إن (عـ)المه (دـ)ـلا
[877] وهذين في هذان (حـ)ـج وثقله = (د)نا فاجمعوا صل وافتح الميم (حـ)ـولا
...
وخففت (إن) في {إن هذن}، لأنها إذا خففت جاز أن لا تعمل.
[فتح الوصيد: 2/1101]
واللام في {لسحرن}، للفرق بين النافية والمخففة، كقوله: {إن كاد ليضلنا}، و{إن نظنك لمن}، {وإن كل لما جميع لدينا محضرون}. وهي قراءة الخليل.
فعالم هذه القراءة (دلا)، أي أخرج دلوه ملأى، لأنه لا تعقب عليه.
(وهذين في هذان حج)، لأنه قرأ على الوجه الظاهر الجلي المعروف. وكذلك قرأ عیسی بن عمر.
قال أبو عمرو: «إني لأستحيي من الله أن أقرأ (إن هذان)».
وقال أيضًا: «ما وجدت في القرآن لحنا غير {إن هذن} و{أكن من الصلحين}».
فرأى أن ذلك من قبل الكاتب.
وهذا الذي قاله، إنما يقوله على الظن. وكم من ظن غير مصيب.
ومن حجته، أن المصاحف لما كتبت، عرضت على عثمان رضي الله عنه، فوجد فيها في أحرف فقال: «لا تغيروها فإن العرب ستغيرها، أو ستعربها بألسنتها».
[فتح الوصيد: 2/1102]
والرواية في ذلك غير ثابتة، ولا يليق ذلك عثمان رضي الله عنه، وقد كتب إمامًا متبعًا، للعرب وغيرها.
وروي أن عروة سأل عائشة رضي الله عنها عن (إن هذان لساحران)، فقالت: هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب».
وفي القراءة المشهورة أقوال:
قال المبرد وإسماعيل بن إسحاق وعلي بن سليمان؛ وقال الزجاج -وأعجب به- قال: (إن) بمعنى: (نعم)، و(ساحران): خبر مبتدإ محذوف.
[فتح الوصيد: 2/1103]
واللام التي في المبتدأ، بقيت في الخبر دلالة على المبتدأ المحذوف. والتقدير: لهما ساحران كما قال:
أم المحليس لعجوز شهربه
قال أبو علي: «التأكيد مع الحذف لا يليق؛ بل الأوجه أن يتم الكلام ثم يؤكد».
و(إن) كما قال الزجاج، قد جاءت بمعنى (نعم). حكي ذلك الكسائي عن عاصم.
وقد قال سيبويه رحمه الله: « إن (إن)، تأتي من أجل».
وروي عن علي عليه السلام أنه قال: لا أحصي كم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على منبره: «إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ثم يقول: أنا أفصح قریش كلها، وأفصحها بعدي أبان بن سعيد بن العاص».
وأبان هذا هو الذي ضمه أبو بكر رضي الله عنه إلى زيد بن ثابت في كتابة المصحف.
فهذا أوضح دليل على صحة هذه القراءة.
وقد قدمت في صدر هذا الكتاب، استشهادات على إتيان (إن) بمعنی (نعم)؛ ومن ذلك قول الشاعر:
قالوا غدرت فقلت إن وربما = نال العلى وشفى القليل الغادر
وقال آخر:
[فتح الوصيد: 2/1104]
ليت شعري هل للمحب شفاء = من جوى حبهن إن اللقاء
قول ثان:
قال الكسائي والفراء وأبو زيد والأخفش: هو لغة بني الحارث بن كعب؛ يقولون: أخذت برجلاه وفي أذناه، ورأيت الزيدان.
وأنشد الفراء:
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى = مساغًا لناباه الشجاع لصمما
وقال أبو الخطاب: «هي أيضًا لغة بني كنانة».
وقيل أيضًا: هي لغة بني العنبر وبني الهجيم وبني زبيد.
وقال آخر:
أي قلوص راكب تراها = طاروا علاهن فطر علاها
إن أباها وأبا أباها = قد بلغا في المجد غايتاها
وأنشد الكسائي:
تزود منا بين أذناه ضربةً = دعته إلى هابي التراب عقيم
[فتح الوصيد: 2/1105]
قول ثالث:
قال الفراء: «لما كانت الألف دعامة ولم تكن لام الفعل، زيد عليها النون ولم تغير، كما قالوا: (الذي)، ثم قالوا: جاءني الذين، ورأيت اللذين فزادوا نونًا».
قول رابع:
قال النحاس: «شبهت ألف (هذان)، بألف (يفعلان)، فلم تغير».
قول خامس:
وهو أن أئمة النحو القدماء، يقولون: الهاء مضمرة؛ والتقدير: إنه هذان لساحران.
قول سادس:
قال النحاس: «سألت أبا الحسن بن كيسان عنه، فقال: إن شئت أخبرتك بقول النحويين، وإن شئت أخبرك بقولي. فقلت: بقولك، فقال: سألني إسماعيل بن إسحاق عنها، فقلت: القول عندي: إنه لما كان يقال: هذا في موضع الرفع والنصب والخفض، وكانت التثنية، يجب أن لا يغير له الواحد، أجريت التثنية مجرى الواحد، فقال: ما أحسن هذا لو تقدمك أحد بالقول به حتى يؤنس به. قلت: فيقول القاضي به حتى يؤنس به، فتبسم»؟.
قول سابع:
الألف عند سيبويه، حرف إعراب.
[فتح الوصيد: 2/1106]
قال سيبويه: «إذا ثنيت الواحد، زدت عليه زائدتين: الأولى منهما حرف مد ولين، وهو حرف الإعراب. فإذا كان حرف الإعراب، فالأصل أن لا يتغير، فجاء (إن هذان)، تنبيها على الأصل، كـ(استحوذ)».
قول ثامن:
قال عبد القاهر: «(ها): تنبيهٌ، و(ذا): إشارةٌ، زيد على ذلك ألف ونون، فاجتمع ألفان، فلا بد من الحذف، فلم يمكن حذف ألف (ذا)، لأنها كلمة على حرفين، فحذفت ألف التثنية، وبقيت النون دالة عليها. وألف (ذا)، لا تنقلب».
قول تاسع:
إنه ليس بتثنية على الحقيقة، لأن التثنية لما تتعرف نكرته، و تتنكر معرفته.
فهذا لفظ موضوع للتثنية، وليس بها كقولهم: (أنتما) و (هما)، فلا تعمل (إن) في ذلك.
وهذا القول والذي قبله يصلحان علة لمن لا يقول: (إن هذين).
وأنكر الزجاج قراءة أبي عمرو وقال: «لا أجيزها، لمخالفتها المصحف».
قال: «وكلما وجدت سبيلًا إلى موافقة المصحف، لم أجز مخالفته، لأن اتباعه سنة، لا سيما وأكثر القراء على اتباعه، ولكن أستحسن (إن هذان)، وفيه إمامان: عاصم والخليل وموافقة أُبي». انتهى كلامه.
[فتح الوصيد: 2/1107]
قال أبو عبيد: «رأيتها في مصحف عثمان: (هذن) بغير ألف».
قال أبو عبيد: «وكذلك رأيت التثنية المرفوعة كلها بغير ألف».
وأما تشديد النون، فقد سبق في سورة النساء). [فتح الوصيد: 2/1108]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [876] فيسحتكم ضم وكسرٌ صحابهم = وتخفيف قالوا إن عالمه دلا
[877] وهذين في هذان حج وثقله = دنا فاجمعوا صل وافتح الميم حولا
ب: (الحول): العارف بتحول الأمور.
ح: (فيسحتكم): مبتدأ، (ضمٌ): خبر، (صحابهم): فاعله، و(تخفيف):
[كنز المعاني: 2/432]
مبتدأ، أضيف إلى (قالوا إن)، (عالمه): مبتدأ ثان)، (دلا): خبره، والجملة: خبر الأول، (هذين): مبتدأ، (حج): خبر، (في هذان): متعلق به، (ثقله دنا): مبتدأ وخبر، (فاجمعوا): مفعول (صل)، (حولا): حال من فاعل (افتح).
ص: قرأ حمزة والكسائي وحفص: {فيسحتكم بعذاب} [61] بضم الياء وكسر الحاء من (أسحت)، والباقون: بفتحهما من (سحت) لغتان، بمعنى: استأصل.
وقرأ حفص وابن كثير: {قالوا إن هذان} [63] بتخفیف {إن}، والباقون: بتشديدها، وقرأ أبو عمرو (هذين لساحران) بالياء، وابن كثير: {هاذان} بتشديد النون، والباقون: بالألف والتخفيف.
فهذه أربع قراءات: لحفص: {إن هذان} بتخفيف النونين والألف، ولابن كثير: {إن هذان} بتخفيف الأولى وتشديد الثانية والألف، ولأبي عمرو: (إن هذين) بتشديد الأولى والياء، وللباقين: {إن هذان} بتشديد الأولى والألف
[كنز المعاني: 2/433]
فعلى قراءة حفص: {إن} مخففة من الثقيلة ألغيت من العمل، واللام في {لساحران} فارقة عند البصريين، ونافية واللام بمعنى (إلا) عند الكوفيين نحو: {إن نظنك لمن الكاذبين} [الشعراء: 186] وكذلك على قراءة ابن كثير، إلا أنه شدد نون {هاذان} للدلالة على بعد المشار إليهما، وقراءة أبي عمرو ظاهرة، وقراءة الباقين لها وجوه:
الوجه الأول: إن ضمير الشأن محذوف، والأصل: (إنه هذان)، واللام زائدة، أو أريد بها التقديم، أي: لهذان ساحران.
الثاني: إن الأصل (هذا) زيد الياء والنون عليها، فاجتمع ساكنان، فحذفت الياء، إذ لم يمكن حذف الأول لاختلال الكلمة بها، لأنها على حرفين .
[كنز المعاني: 2/434]
والثالث: إن {إن} بمعنى: (نعم): نحو:
ويقلن: شيب قد علا = وقد كبرت فقلت: إنه
أي: نعم، و{هذان لساحران} و أصله: لهما ساحران، حذف المبتدأ، وأدخل اللام على الخبر للدلالة على المحذوف.
والرابع: لغة بني الحارث بن كعب، يقلبون كل ياء ساكنة إذا انفتح ما قبلها ألفا، نحو: (من أحب کریمتاه فلا يكتبن بعد العصر)، قال الشاعر:
[كنز المعاني: 2/435]
إن أباها وأبا أباها = قد بلغا في المجلي غايتاها
وقرأ أبو عمرو: {فأجمعوا كيدكم} [64] بوصل الهمزة وفتح الميم، أم من (جمع يجمع)، والباقون: بقطعها والكسر، من (أجمع) بمعنى العزم على الأمر، أو لغتان بمعنى الجمع). [كنز المعاني: 2/436] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وخفف حفص وابن كثير إن من قوله سبحانه: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}، وهذه قراءة واضحة جيدة غير محوجة إلى تكلف في تأويل رفع هذان بعدها؛ لأن إن إذا خففت جاز أن لا تعمل النصب في الاسم نحو: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ}، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا}، ويرتفع ما بعدها على الابتداء والخبر، واللام في الخبر هي الفارقة بين المخففة من الثقيلة وبين النافية؛ هذه عبارة البصريين في كل ما جاء من هذا القبيل نحو: {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ}، {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}. والكوفيون يقولون: إن نافية واللام بمعنى إلا؛ أي: ما هذان إلا ساحران، وكذلك البواقي فعالم هذه القراءة دلا؛ أي: أخرج دلوه ملأى، فاستراح خاطره لحصول غرضه وتمام أمره، قال الزجاج: روي عن الخليل: "إن هذان لساحران" بالتخفيف، قال: والإجماع أنه لم يكن أحد بالنحو أعلم من الخليل: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} بالتخفيف قال: والإجماع أنه لم يكن أحد بالنحو أعلم من الخليل.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/372]
877- وَهذَيْنِ فِي هذَانِ "حَـ"ـجَّ وَثِقْلُهُ،.. "دَ"نا فَاجْمَعُوا صِلْ وَافْتَحِ الْميمَ "حُـ"ـوَّلا
أي: وقرأ أبو عمرو "إن هذين" بنصب "هذين"؛ لأنه اسم "إن" فهذه قراءة جلية أيضا فلهذا قال: حج؛ أي: غلب في حجته لذلك ثم قال: وثقله دنا أي: أن ابن كثير شدد النون من هذان، وهذا قد تقدم ذكره في النساء، وإنما أعاد ذكره؛ تجديدا للعهد به وتذكيرا بما لعله نسي كما قلنا في "سوى وسدى"، أما قراءة غير أبي عمرو وابن كثير وحفص فبتشديد إن وهذان بألف، قال أبو عبيد: ورأيتها أنا في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان بن عفان بهذا الخط "هذان" ليس فيها ألف، وهكذا رأيت رفع الاثنين في جميع ذلك المصحف بإسقاط الألف، فإذا كتبوا النصب والخفض كتبوهما بالياء ولا يسقطونها.
قلت: فلهذا قرئت بالألف؛ إتباعا للرسم، واختارها أبو عبيد وقال: لا يجوز لأحد مفارقة الكتاب وما اجتمعت عليه الأمة، وقال الزجاج: أما قراءة أبي عمرو فلا أجيزها؛ لأنها خلاف المصحف، وكلما وجدت إلى موافقة المصحف سبيلا لم أجز مخالفته؛ لأن اتباعه سنة وما عليه أكثر القراء، ولكني أستحسن إن هذان بتخفيف إن وفيه إمامان: عاصم والخليل، وموافقة أُبَيٍّ في المعنى، وإن خالفه اللفظ، يروى عنه أنه قرأ: "ما هذان إلا ساحران"، وفي رواية: "إن ذان إلا ساحران" قال ويستحسن أيضا: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}؛ لأنه مذهب أكثر القراء وبه يقرأ، قال: وهذا حرف مشكل على أهل اللغة، وقد كثر اختلافهم في تفسيره.
قلتُ: مدار الأقوال المنقولة عنهم في ذلك على وجهين؛ أحدهما: أن يكون هذان اسما؛ لأن، والآخر: أن يكون مبتدأ فإن كان اسما لـ "أن" فلا يتوجه إلا على أنه لغة لبعض العرب يقولون هذان في الرفع والنصب والجر كما يلفظون
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/373]
بسائر الأسماء المقصورة، كعصى وموسى، وكذا ما معناه التثنية نحو كلا إذا أضيف إلى الظاهر اتفاقا من الفصحاء وإلى الضمير في بعض اللغات، قال الزجاج: حكى أبو عبيد عن أبي الخطاب -وهو رأس من رؤساء الرواة- أنها لغة كانة يجعلون ألف الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد، يقولون: آتاني الزيدانُ ورأيت الزيدانَ ومررت بالزيدانِ، ويقولون: ضربته من أذناه، ومن يشتري مني الحقان، قال: وكذلك روى أهل الكوفة أنها لغة بني الحارث بن كعب، وقال أبو عبيد: كان الكسائي يحكي هذه اللغة عن بني الحارث بن كعب وخيثم وزبيد وأهل تلك الناحية، وقال الفراء: أنشدني رجل من الأسد عن بعض بني الحارث:
فأطرق إطراق الشجاع ولو ترى،.. مساغًا لناباه الشجاع لصمما
قال: وحكي عنه أيضا: هذا خط يدا أخي أعرفه. قال أبو جعفر النحاس: هذا الوجه من أحسن ما حملت عليه الآية؛ إذ كانت هذه اللغة معروفة قد حكاها من يُرتضى علمه وصدقه وأمانته منهم: أبو زيد الأنصاري وهو الذي يقال إذا قال سيبويه حدثني من أثق به فإنما يعنيه، وأبو الخطاب الأخفش وهو رئيس من رؤساء أهل اللغة روى عنه سيبويه وغيره، وقال غيره هي لغة بني العنبر وبني الهجيم، ومراد وعذرة، وبعضهم يفر من الياء مطلقا في التثنية والأسماء الستة وعلى وإلى، قال الراجز:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/374]
أي قلوص راكب تراها،.. طاروا على هن فَطِرْ علاها
إن أباها وأبا أباها،.. قد بلغا في المجد غايتاها
قال هوبز الحارثي أنشده الكسائي:
تزود منا بين أذناه ضربة،.. دعته إلى هابي التراب عقيم
معناه وإلى موضع هابئ التراب؛ أي: ترابه مثل الهباء يريد به القبر ثم وصفه بأنه عقيم؛ أي: لا مسكن له بعده وأنشد غيره:
كأن صريف ناباهُ إذا ما،.. أمرَّهما ترنَّم أخطبان
وقال أبو حاتم: قال أبو زيد: سمعت من العرب من يقلب كل ياء ينفتح ما قبلها ألفا فيقول: جئت إلاك وسلمت علاك، قلت: فإذا ثبتت هذه اللغة فقد وجهها النحاة بوجوه منها: ما يشمل جميع مواضع التثنية، ومنها ما يختص باسم الإشارة قيل: شبهت ألف التثنية بألف يفعلان فلم تغير، وقيل؛ لأن الألف حرف الإعراب عند سيبويه، وحرف الإعراب لا يتغير.
وقيل: الألف في هذان هي ألف هذا، وألف التثنية حذفت؛ لالتقاء الساكنين، وقيل: جعلوا هذان لفظا موضوعا للتثنية مبنيا على هذه الصفة كما قالوا في المضمر: أنتما وهما؛ لأن أسماء الإشارة أسماء مبنيات كالمضمرات فلم تعرب تثنيتهما، وقيل: فروا من ثقل الياء إلى خفة الألف لما لم يكن هنا على حقيقة التثنية بدليل أنه لم يقل ذيان كما يقال: رحيان وحبليان، وقال الفراء: الألف من هذا دعامة وليست بلام فعل، فلما ثنيته
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/375]
زدت عليها نونا ثم تركت الألف ثابتة على حالها لا تزول في كل حال كما قالت العرب الذي ثم زادوا نونا تدل على الجمع فقالوا الذين في رفعهم ونصبهم وخفضهم كذا تركوا هذان في رفعه ونصبه وخفضه، قلت: وإنما اكتفوا بالنون في هذين الضربين؛ لأنها لا تحذف لإضافة، ولما كانت النون تحذف من غيرهما للإضافة احتاجوا إلى ألف تبقى دلالة على التثنية، قال: وكنانة تقول ألذون، وقال النحاس: سألت أبا الحسن بن كيسان عنها فقال: سألني عنها إسماعيل بن إسحاق فقلت: لما كان يقال هذا في موضع النصب والخفض والرفع على حال واحد وكانت التثنية يجب أن لا يغير لها الواحد أجريت التثنية مجرى الواحد. قلت: هذه سبع أوجه صالحة لتعليل لغة من لا يقلب ألف هذا وهي مفرقة في كتب جماعة من المصنفين يوردونها على أنها وجوه في الاحتجاج لهذه القراءة وليست الحجة إلا في كونها لغة لبعض العرب؛ إذ لو لم يثبت كونها لغة لما ساغ لأحد برأيه أن يفعل ذلك لأجل هذه المعاني أو بعضها، فترى بعضهم يقول في تعليل هذه القراءة خمسة أقوال وبعضهم يقول ستة وبعضهم بلغ بها تسعة وليس لها عندي إلا ثلاثة أقوال ذكرنا منها قولا واحدا وهو أنها على لغة هؤلاء القوم ووجهنا هذه اللغة بوجوه سبعة وهذان فيها كلها اسم؛ لأن القول الثاني أن تكون أن بمعنى نعم، وقد ثبت ذلك في اللغة كأنهم لما: {تَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} أفضى بعضهم إلى بعض ذلك فقال المخاطبون: نعم، هو كما تقولون أو قال لهم فرعون وملؤه: {هَذَانِ لَسَاحِرَان}، فانظروا كيف تصنعون في إبطال ما جاءا به فقالوا: نعم ثم استأنفوا جملة ابتدائية فقالوا: "هذان لساحران" وهذا القول محكي عن جماعة من النحاة المتقدمين، قال النحاس: وإلى هذا القول كان محمد بن يزيد وإسماعيل ابن إسحاق يذهبان، قال: ورأيت أبا إسحاق وأبا الحسن علي بن سليمان يذهبان إليه. قلت: وهذا القول يضعفه دخول اللام
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/376]
في خبر المبتدأ فأنشدوا على ذلك أبياتا وقع فيها مثل ذلك، واستنبط الزجاج لها تقديرا آخر وهو: "لهما ساحران" فتكون داخلة على مبتدأ ثم حذف للعلم به، واتصلت اللام بالخبر دلالة على ذلك قال: وكنت عرضته على عالمنا محمد بن يزيد وعلى إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن يزيد؛ يعني: القاضي فقبلاه، وذكرا أنه أجود ما سمعناه في هذا، وقال أبو علي: هذا تأويل غير مرتضًى عندي؛ إذ يقبح أن يذكر التأكيد ويحذف تفسير المؤكد، أو شيء من المؤكد. القول الثالث: قال الزجاج: النحويون القدماء، الهاء ههنا مضمرة، المعنى: "إنه هذان لساحران"؛ يعني "إنه" ضمير الشأن والجملة بعده مبتدأ وخبر وفيه بعد من جهة اللام كما سبق ومن جهة أخرى، وهي حذف ضمير الشأن فذلك ما يجيء إلا في الشعر، ومنهم من قال ضمير الشأن والقصة موجود وهو أنها ذان فيكون اسم الإشارة خاليا من حرف التنبيه ولكن هذا يضعفه مخالفة خط المصحف، فبان لمجموع ذلك ضعف هذه القراءة؛ فإنها إن حملت على تلك اللغة فهي لغة مهجورة غير فصيحة، ولأن لغة القرآن العزيز خلافها
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/377]
بدليل قوله تعالى: {إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}، وجميع ما فيه من ألفاظ التثنية؛ فإنها إنما جاءت على اللغة الفصيحة التي في الرفع بالألف وبالياء في النصب والجر، وإن حملت على "أن"، "إن": بمعنى نعم فهي أيضا لغة قليلة الاستعمال ويلزم منه شذوذ إدخال لام التوكيد في الخبر كما سبق، وإن حملت على حذف ضمير الشأن فهو أيضا ضعيف ويضعفه أيضا اللام في الخبر وقراءة هذين بالياء ووجهها ظاهر من جهة اللغة الفصيحة لكنها على مخالفة ظاهر الرسم، فليس الأقوى من جهة الرسم واللغة معا إلا القراءة بتخفيف إن ورفع هذان، والله المستعان). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/378]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (876 - .... .... .... .... .... = وتخفيف قالوا إنّ عالمه دلا
877 - وهذين في هذان حجّ وثقله = دنا .... .... .... ....
....
وقرأ حفص وابن كثير: قالُوا إِنْ هذانِ بتخفيف نون إِنْ وسكونها، وقرأ غيرهما بتشديدها مفتوحة. وقرأ أبو عمرو: هذين بالياء الساكنة في مكان الألف في قراءة غيره. وقرأ ابن كثير بتشديد نون هذانِ وقرأ غيره بتخفيفها. فيؤخذ من هذا كله: أن حفصا يقرأ بتخفيف نون إِنْ وبالألف في هذانِ مع تخفيف نونه. وأن ابن كثير يقرأ بتخفيف نون إِنْ وبالألف في هذانِ مع تشديد نونه، وأن أبا عمرو يقرأ بتشديد نون إِنْ وبالياء في هذين مع تخفيف نونه، وأن الباقين يقرءون بتشديد نون إِنْ وبالألف في هذانِ مع تخفيف نونه). [الوافي في شرح الشاطبية: 320]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (158- .... .... .... .... .... = وَهَذَانِ حُزْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 33]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله وهذان أي قرأ يعقوب أيضًا {إن هذان} [63] بالألف كما نطق به وعلم من الوفاق للآخرين كذلك وهم على أصولهم في النون). [شرح الدرة المضيئة: 175]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَالُوا إِنْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ
[النشر في القراءات العشر: 2/320]
وَحَفْصٌ بِتَخْفِيفِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/321]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هَذَانِ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو هَذَيْنِ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ، وَابْنُ كَثِيرٍ عَلَى أَصْلِهِ فِي تَشْدِيدِ النُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/321]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وحفص {قالوا إن} [63] بتخفيف النون، والباقون بتشديدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 597]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {هذان} [63] بالياء، والباقون بالألف، وابن كثير على أصله في التشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 597]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (773- .... .... .... .... .... = .... .... .... إن خفّف درا
774 - علماً وهذين بهذان حلا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 85]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (إن خفف) أي قرأ ابن كثير وحفص المرموز له أول البيت الآتي بعد «قالوا إن» بتخفيف النون للفرار من التثقيل، والباقون بالتشديد للإتيان به على الأصل.
(ع) لما وهذين بهذان (ح) لا = وفاجمعوا صل وافتح الميم (ح) لا
أراد أن أبا عمرو قرأ هذين بالياء موضع قراءة غيره هذان بالألف على ما لفظ به القراءتين، فابن كثير خفف «إن هذان» بالألف وتقدم له تشديد النون وحفص مثله إلا أنه خفف النون من هذان، وأبو عمرو يثقل إنّ ويقرأ هذين بالياء مع تخفيف نونه، والباقون بتثقيل إن وهذان بالألف مع تخفيف النون، فوجه قراءة ابن كثير وحفص أن إن مخففة من الثقيلة وهذان مبتدأ ولساحران خبر واللام فارقة وهذه موافقة للرسم، وأما قراءة أبي عمرو فهذين اسمها واللام مؤكدة داخلة في الخبر لكن فيها مخالفة للرسم، وأما قراءة الباقين فقيل جاءت على لغة بني الحارث وكنانة، وغيرهما من العرب يعربون المثنى بالألف في الأحوال كلها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 274]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو دال (درا) ابن كثير وعين (علما) حفص: قالوا إن [63] بتخفيف النون، والباقون بتشديدها.
وقرأ ذو حاء (حلا) أبو عمرو: هذين لساحران بالياء، والتسعة بالألف؛ فصار ابن كثير بتخفيف إن، وهذانّ بألف ونون مشددة، وحفص كذلك لكن بلا تشديد، وأبو عمرو بتشديد إن وهذين بياء بلا تشديد، والباقون كذلك، لكن هذان بألف.
وجه الأولين: جعل «إن» مخففة من الثقيلة ملغاة، ورفع «هذان لساحران» بالابتداء، واللام فارقة كقوله: وإن كلّ لما [يس: 32]، وجوز الكوفيون أن يكون «إن» ك «ما»، واللام ك «إلّا».
وتقدم في النساء وجه تشديد هذانّ ووجه التشديد [أي لـ «إنّ»] والياء واضح.
ووجه التشديد والألف قول أبي عبيد عن الكسائي والزجاج عن أبي عبيدة عن أبي الخطاب: هي لغة بلحارث بن كعب، وكنانة، [والهجيم]، وزبيد، يعربون التثنية بالألف مطلقا، كأنهم يجردون الألف لدلالة الاثنين ويقدرون عليها الإعراب. وقال أبو زيد: «من العرب من [يقلب] كل ياء ساكنة قبلها [فتحة] ألفا، وقال ابن كيسان:
حملت على الواحد، وقيل: حذفت ياء التثنية للساكنين. وفي هذا كفاية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/450]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إن هذين لساحران" [الآية: 63] فنافع وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب [إتحاف فضلاء البشر: 2/248]
وخلف بتشديد إن وهذان بالألف، وتخفيف النون وافقهم الشنبوذي والحسن، وفيها أوجه: أحدها أن إن بمعنى نعم، وهذان مبتدأ ولساحران خبره، الثاني اسمها ضمير الشأن محذوف، وجملة هذان لساحران خبرها، الثالث أن هذان اسمها على لغة من أجرى المثنى بالألف دائما، واختاره أبو حيان، وهو مذهب سيبويه، وقرأ ابن كثير وحده بتخفيف إن وهذان بالألف مع تشديد النون، وقرأ حفص كذلك إلا أنه خفف نون هذان، وافقه ابن محيصن وهاتان القراءتان أوضح القراءات في هذه الآية: معنى ولفظا وخطا، وذلك أن إن المخففة من الثقيلة أهملت وهذان مبتدأ ولساحران الخبر واللام للفرق بين النافية والمخففة على رأي البصريين، وقرأ أبو عمرو إن بتشديد النون وهذين بالياء مع تخفيف النون، وهذه القراءة واضحة من حيث الإعراب والمعنى؛ لأن هذين اسم أن نصب بالياء، ولساحران خبرها ودخلت اللام للتأكيد، لكن استشكلت من حيث خط المصحف، وذلك أن هذين رسم بغير ألف ولا ياء ولا يرد بهذا على أبي عمرو، وكم جاء في الرسم مما هو خارج عن القياس مع صحة القراءة به وتواترها، وحيث ثبت تواتر القراءة فلا يلتفت لطعن الطاعن فيها، وافقه اليزيدي والمطوعي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/249]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قالوا إن} [63] قرأ المكي وحفص بتخفيف نون {إن} أي بسكونها، والباقون بالتشديد). [غيث النفع: 857]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هذان} قرأ البصري بياء بعد الذال، والباقون بالألف، وقرأ المكي بتشديد النون، والباقون بالتخفيف.
فصار المكي يقرأ {إن هذان} بتخفيف نون {إن} وألف بعد الذال، وتشديد النون، وحفص مثله إلا أنه يخفف نون {هذان} وهاتان القراءتان أوضح القراءات في هذه الآية لفظًا ومعنى، ولفظًا وخطا.
والبصري بتشديد {إن} و{هاذن} بالياء والتخفيف، والباقون مثله إلا أنهم بالألف مكان الياء، ولا بد للمكي من المد الطويل في {هذان} وصلاً ووقفًا، ولغيره القصر، إلا في الوقف فلهم الثلاثة.
تذييل: اتفقت المصاحف على رسم {هذان} بغير ياء، وهكذا رآه أبو عبيدة في الإمام، وعليه فرسمه للبصري بياء حمراء ملحقة كسائر نظائره، والله أعلم). [غيث النفع: 857]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)}
{إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}
- قرأ أبو بحرية وأبو حيوة والزهري وابن محيصن وحميد وابن سعدان وحفص عن عاصم وابن كثير وإسماعيل بن قسطنطين والخليل بن أحمد والمفضل وأبان والأخفش (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ).
[معجم القراءات: 5/448]
قال القرطبي: (وهذه القراءة سلمت من مخالفة المصحف، ومن فساد الإعراب، ويكون معناها: ما هذان إلا ساحران).
قلت: هذا رأي الكوفيين.
قال أبو حيان: (إن هي المخففة من الثقيلة، وهذان مبتدأ، ولساحران: الخبر، واللام للفرق بين إن النافية وإن المخففة من الثقيلة على رأي البصريين).
- وقرأ أبو جعفر والحسن وشيبة والأعمش وطلحة وحميد وأيوب وخلف في اختياره وأبو عبيد وأبو حاتم وابن عيسى الأصبهاني وابن جرير وابن جبير الأنطاكي وابن عامر ونافع وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم ويعقوب والشنبوذي (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ) بتشديد (إن)، و(هذان) بالألف، وتخفيف النون.
وفي تخريج هذه القراءة أوجه:
1- إن: بمعنى نعم، وهذان مبتدأ، ولساحران خبره.
2- إن: عاملة، واسمها ضمير الشأن محذوف، وجملة (هذان
[معجم القراءات: 5/449]
لساحران) خبرها.
3- إن: عاملة، و(هذان) اسمها على لغة لبني الحارث بن كعب، يأتون بالتثنية المنصوبة وغيرها بألف على كل حال.
وذكروا أنها لغة خثعم وزبيد وكنانة وبني العنبر وبني الهجيم وعذرة ومراد، وحكى هذه اللغة الأئمة الكبار كأبي الخطاب وأبي زيد الأنصاري والكسائي.
قال أبو زيد: (سمعت من العرب من يقلب كل ياء ينفتح ما قبلها ألفاً، يجعلون المثنى كالمقصور فيثبتون ألفاً في جميع أحواله، ويقدرون إعرابه بالحركات).
- قرأ أن كثير (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ) بتخفيف النون من (إن)، و(هذان) بالألف وتشديد النون.
قال ابن خالويه: (وهي قراءة ابن كثير وحفص) كذا!
قلت لم يذكرها أحد غيره قراءةً لحفص.
- وقرأت عائشة وعثمان والحسن والنخعي وعاصم الجحدري والأعمش وسعيد ابن جبير وابن جرير وعيسى بن عمرو الثقفي وابن عبيد واليزيدي والموعي وابن الزبير وأبو عمرو بن العلاء (إن
[معجم القراءات: 5/450]
هذان ساحران).
والإعراب هنا واضح، وهي قراءة موافقة للإعراب، مخالفة لخط المصحف. قال أبو عبيد: (رأيتها في الإمام مصحف عثمان (هذن) ليس فيها ألف، وهكذا رأيت الاثنين في ذلك المصحف بإسقاط الألف، وإذا كتبوا النصب والخفض كتبوه بالياء ولا يسقطونها).
وقال أبو زرعة: (وأبو عمرو مستغنٍ عن إقامة دليل على صحتها).
وقالت عائشة: (... هذا كان خطأ من الكاتب).
وقال الفراء: (وقرأ أبو عمرو ...، واحتج أنه بلغه عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن في المصحف لحناً وستقيمه العرب).
وقال ابن قتيبة: (على أن القراء قد اختلفوا في قراءة هذا الحرف، فقرأه أبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر (إن هذين لساحران)، وذهبا إلى أنه غلط من الكاتب كما قالت عائشة).
وفي حاشية الشهاب: (وقوله: وقرأ أبو عمرو ...، وهو ظاهر لفظاً ومعنىً، لكن في الدر المصون أنها استشكلت بأنها مخالفة لرسم
[معجم القراءات: 5/451]
مصحف عثمان رضي الله عنه، فإنه فيه بدون ألف وياء، فإثبات الياء زيادة عليه؛ ولذا قال الزجاج: أنا لا أجيزها)، وليس بشيء لأنه مشترك الإلزام، ولو سلم فكم في القراءات ما خالف رسمه القياس مع أن حذق الألف ليس على القياس أيضاً.
وأما قول عثمان رضي الله عنه: إني أرى في المصحف لحناً وستقيمه العرب بألسنتها فكلام مشكل ...).
وقال الزجاج: (فأما قراءة عيسى.. فلا أجيزها لأنها خلاف المصحف، وكل ما وجدته إلى موافقة المصحف أقرب لم أجز مخالفته؛ لأن إتباعه سُنة، وما عليه أكثر القراء ...).
- وقرأ أبي بن كعب (إن ذان ساحران).
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (إن ذان إلا ساحران).
- وذكر العكبري أنه قرئ (إن ذين لساحران).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (إن هذان ساحران) بغير لام.
- وقرأ ابن مسعود (أن هذان ساحران) بفتح أن بغير لام.
قال ابن قتيبة: وفي مصحف عبد الله (وأسروا النجوى أن هذان ساحران) منصوبة الألف بجعل (أن هذان) تبييناً للنجوى.
[معجم القراءات: 5/452]
- وروي عنه (أن هذان إلا ساحران).
- وفي المقتضب: أن ابن مسعود قرأ (إن ذان لساحران) كذا ضُبط مضعف النون من (إن).
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (إن هذان إلا ساحران).
- وقرأ أبي بن كعب (ما هذان إلا ساحران).
- وذكر أبو حيان أنه قرئ (ما هذا إلا ساحران)، كذا بحذف النون من (هذان).
- وذكر ابن خالويه أنه قرئ (هذأن) بالهمز وتشديد النون.
{وَيَذْهَبَا}
- قراءة الجماعة (ويذهبا) بفتح الياء من (ذهب).
- وقرأ أبان بن عاصم (ويذهبا) بضم الياء وكسر الهاء من (أذهب).
{بِطَرِيقَتِكُمُ}
- قرأ ابن مسعود وأبي بن كعب وعبد الله بن عمرو وأبو رجاء العطاردي (ويذهبا بالطريقة) بألف ولام مع حذف الكاف والميم.
- وقراءة الجماعة (... بطريقتكم) بكاف وميم.
{الْمُثْلَى}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 5/453]
- والباقون على القراءة بالفتح.
وانظر تخرج إمالة (لتشقى) في الآية/2، من أول هذه السورة). [معجم القراءات: 5/454]
قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في همز الْألف وَكسر الْمِيم وَإِسْقَاط الْألف وَفتح الْمِيم من قَوْله {فَأَجْمعُوا كيدكم} 64
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده {فَأَجْمعُوا} مَفْتُوحَة الْمِيم من جمعت
وروى القطعي عَن عبيد وهرون عَن أَبي عَمْرو {فَأَجْمعُوا} بِأَلف مَقْطُوعَة مثل حَمْزَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فَأَجْمعُوا} بِقطع الْألف وَكسر الْمِيم من أَجمعت). [السبعة في القراءات: 419 - 420]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - قَوْله {ثمَّ ائْتُوا صفا} 64
روى القطعي عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير (ثمَّ ايتُوا) بِفَتْح الْمِيم من {ثمَّ} ثمَّ يأتي بياء بعْدهَا سَاكِنة
وروى خلف عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير (ثمَّ ايتُوا) بِكَسْر الْمِيم بِغَيْر همز ثمَّ يأتي بِالْيَاءِ الَّتِي بعْدهَا تَاء
وَهَذَا غلط لِأَنَّهُ كسر الْمِيم من {ثمَّ} وحظها الْفَتْح وَلَا وَجه لكسرها
وَإِنَّمَا أَرَادَ ابْن كثير أَن يتبع الْكتاب فَلفظ بِالْيَاءِ بعد فَتْحة الْمِيم الَّتِي خلفت الْهمزَة
وَكَذَلِكَ روى الْحسن بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن أَبي يزِيد عَن شبْل عَن ابْن كثير (ثمَّ ايتُوا صفا) مَفْتُوحَة الْمِيم وَبعدهَا يَاء
وَكَذَلِكَ روى مَحْبُوب عَن إِسْمَاعِيل المكي عَن ابْن كثير
وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب
وروى النبال وَغَيره عَن ابْن كثير {ثمَّ ائْتُوا} مثل حَمْزَة
وَالْبَاقُونَ مثله). [السبعة في القراءات: 420]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فاجمعوا) وصل أبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 322]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (و(فاجمعوا) [64]: وصل: أبو عمرو). [المنتهى: 2/831]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (فاجمعوا) بوصل الألف وفتح الميم، وقرأ الباقون بقطع الألف وكسر الميم). [التبصرة: 272]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {فاجمعوا} (64): بوصل الألف، وفتح الميم.
والباقون: بقطع الألف، وكسر الميم). [التيسير في القراءات السبع: 363]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو: (فاجمعوا) بوصل الألف وفتح الميم والباقون بقطع الألف وكسر الميم). [تحبير التيسير: 460]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([64]- {فَأَجْمِعُوا} وصل: أبو عمرو). [الإقناع: 2/700] قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (877- .... .... .... .... = فَاجْمَعُوا صِلُ وَافْتَحِ الْمِيمَ حُوَّلاَ). [الشاطبية: 69]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([877] وهذين في هذان (حـ)ـج وثقله = (د)نا فاجمعوا صل وافتح الميم (حـ)ـولا
...
و{فاجمعوا} بالوصل، لاتفاقهم على {فجمع كيده ثم أتی}.
ومعنى: (أجمع أمره)، أحكمه وعزم عليه.
قال الشاعر:
يا ليت شعري والمنى تنفع = هل أغدون يومًا وأمري مجمع
و(وحولا)، منصوب على الحال؛ وهو العارف بتحويل الأمور). [فتح الوصيد: 2/1108]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [876] فيسحتكم ضم وكسرٌ صحابهم = وتخفيف قالوا إن عالمه دلا
[877] وهذين في هذان حج وثقله = دنا فاجمعوا صل وافتح الميم حولا
ب: (الحول): العارف بتحول الأمور.
ح: (فيسحتكم): مبتدأ، (ضمٌ): خبر، (صحابهم): فاعله، و(تخفيف):
[كنز المعاني: 2/432]
مبتدأ، أضيف إلى (قالوا إن)، (عالمه): مبتدأ ثان)، (دلا): خبره، والجملة: خبر الأول، (هذين): مبتدأ، (حج): خبر، (في هذان): متعلق به، (ثقله دنا): مبتدأ وخبر، (فاجمعوا): مفعول (صل)، (حولا): حال من فاعل (افتح).
ص: قرأ حمزة والكسائي وحفص: {فيسحتكم بعذاب} [61] بضم الياء وكسر الحاء من (أسحت)، والباقون: بفتحهما من (سحت) لغتان، بمعنى: استأصل.
وقرأ حفص وابن كثير: {قالوا إن هذان} [63] بتخفيف {إن}، والباقون: بتشديدها، وقرأ أبو عمرو (هذين لساحران) بالياء، وابن كثير: {هاذان} بتشديد النون، والباقون: بالألف والتخفيف.
فهذه أربع قراءات: لحفص: {إن هذان} بتخفيف النونين والألف، ولابن كثير: {إن هذان} بتخفيف الأولى وتشديد الثانية والألف، ولأبي عمرو: (إن هذين) بتشديد الأولى والياء، وللباقين: {إن هذان} بتشديد الأولى والألف
[كنز المعاني: 2/433]
فعلى قراءة حفص: {إن} مخففة من الثقيلة ألغيت من العمل، واللام في {لساحران} فارقة عند البصريين، ونافية واللام بمعنى (إلا) عند الكوفيين نحو: {إن نظنك لمن الكاذبين} [الشعراء: 186] وكذلك على قراءة ابن كثير، إلا أنه شدد نون {هاذان} للدلالة على بعد المشار إليهما، وقراءة أبي عمرو ظاهرة، وقراءة الباقين لها وجوه:
الوجه الأول: إن ضمير الشأن محذوف، والأصل: (إنه هذان)، واللام زائدة، أو أريد بها التقديم، أي: لهذان ساحران.
الثاني: إن الأصل (هذا) زيد الياء والنون عليها، فاجتمع ساكنان، فحذفت الياء، إذ لم يمكن حذف الأول لاختلال الكلمة بها، لأنها على حرفين .
[كنز المعاني: 2/434]
والثالث: إن {إن} بمعنى: (نعم): نحو:
ويقلن: شيب قد علا = وقد كبرت فقلت: إنه
أي: نعم، و{هذان لساحران} و أصله: لهما ساحران، حذف المبتدأ، وأدخل اللام على الخبر للدلالة على المحذوف.
والرابع: لغة بني الحارث بن كعب، يقلبون كل ياء ساكنة إذا انفتح ما قبلها ألفا، نحو: (من أحب کریمتاه فلا يكتبن بعد العصر)، قال الشاعر:
[كنز المعاني: 2/435]
إن أباها وأبا أباها = قد بلغا في المجلي غايتاها
وقرأ أبو عمرو: {فأجمعوا كيدكم} [64] بوصل الهمزة وفتح الميم، أم من (جمع يجمع)، والباقون: بقطعها والكسر، من (أجمع) بمعنى العزم على الأمر، أو لغتان بمعنى الجمع). [كنز المعاني: 2/436] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقول الناظم: فأجمعوا صل؛ أي: ائت بهمزة الوصل في قوله تعالى: "فاجمعوا كيدهم" وافتح الميم فهو موافق لقوله: {فَجَمَعَ كَيْدَهُ} المتفق عليه، وقراءة الباقين بهمزة قطع وكسر الميم من أجمع أمره إذا أحكم وعزم عليه وكلاهما متقارب، والذي في يونس بالقطع: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ}، وحولا حال وهو العارف بنحو الأمور والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/378]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (877 - .... .... .... .... .... = .... فاجمعوا صل وافتح الميم حوّلا
....
وقرأ أبو عمرو: (فاجمعوا كيدكم) بهمزة وصل محذوفة هنا مطلقا وصلا وابتداء لوقوعها بعد الفاء وبفتح الميم، وقرأ غيره بهمزة قطع مفتوحة مطلقا مع كسر الميم). [الوافي في شرح الشاطبية: 320]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (158- .... .... .... وَبِالْقَطْعِ أَجْمِعُوا = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 33]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وبالقطع اجمعوا وهذان حز أي قرأ المرموز له (بحا) حز وهو يعقوب {فأجمعوا} [64] بقطع الهمزة وكسر الميم أمر من اجمع وعلم للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 175]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ فَقَرَأَ أَبُو عُمَرَ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْقَطْعِ وَكَسْرِ الْمِيمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/321]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو {فأجمعوا} [64] بوصل الهمزة وفتح الميم، والباقون بالقطع وكسر الميم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 597]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (774- .... .... .... .... = فأجمعوا صل وافتح الميم حلا). [طيبة النشر: 85]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ثم أراد أن أبا عمرو قرأ فاجمعوا بوصل الهمزة وفتح الميم، والباقون بالقطع وكسر الميم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 274]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو حاء (حلا) أبو عمرو: فاجمعوا كيدكم [64] بهمزة وصل فيصل الفاء بالجيم، وفتح الميم، أمر من «جمع أمره» ضمه على حد: فجمع كيده [60]، والتسعة بهمزة قطع، وكسر الميم أمر من أجمعه: أحكمه، وعدّاه الأخفش
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/450]
بـ «على»، أو هما لغتان). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/451]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُم" [الآية: 64] [إتحاف فضلاء البشر: 2/249]
فأبو عمرو يوصل الهمزة وفتح الميم من جمع ضد فرق، وافقه اليزيدي، والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الميم من أجمع رباعيا أي: أعزموا كيدكم، واجعلوه مجمعا عليه.
تنبيه
تقدم أن التقليل عن أبي عمرو في رءوس الآي أكثر منه في فعلى، فيتفرع على ذلك ما لو قرئ له نحو: "قالوا يا موسى إما أن تلقي، وإما أن نكون أول من ألقى" [الآية: 65] فالفتح في يا موسى مع الفتح والتقليل في ألقى لكونه رأس آية التقليل في موسى مع التقليل في ألقى وجها واحدا، بناء على ما ذكر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/250]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فأجمعوا} [64] قرأ البصري بهمزة وصل بعد الفاء، وفتح الميم، والباقون بهمزة قطع مفتوحة، وكسر الميم). [غيث النفع: 858]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)}
{فَأَجْمِعُوا}
- قرأ الجمهور (فأجمعوا) بقطع الهمزة وكسر الميم من (أجمع) رباعياً. وقال الأخفش هي لغة في (جمع).
- وروى هذه القراءة القطعي عن عبيد وهارون عن أبي عمرو.
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب في رواية والزهري وابن محيصن وأبو حاتم واليزيدي (فاجمعوا) بوصل الألف وفتح الميم.
{ثُمَّ ائْتُوا}
- قرأ شبل بن عباد وابن كثير في رواية شبل عنه (ثم ايتوا) بكسر الميم، وإبدال الهمزة ياءً تخفيفاً.
قال أبو على: (وهذا غلط، ولا وجه لكسر الميم من (ثم).
وقال الرازي: (وذلك –أي الكسر- لالتقاء الساكنين، كما
[معجم القراءات: 5/454]
وقال ابن مجاهد: (روى القطعي عن عبيد عن شبل عن ابن كثير (ثم ايتوا) بفتح الميم من (ثم) ثم يأتي بعدها ياء ساكنة ...، وكذلك روى الحسن بن محمد بن عبيد بن أبي يزيد عن شبل عن أن كثير ...، وكذلك روى محبوب عن إسماعيل المكي عن ابن كثير وهو الصواب).
- وذكر الصفراوي هذه القراءة عن ابن محيصن.
- وقرأ الباقون (ثم أئتوا) بالهمز، وروى مثل هذا النبال وغيره عن ابن كثير.
- وذكر ابن خالويه أن ابن كثير قرأ (ثم إيتوا).
{قَدْ أَفْلَحَ}
- قرأ نافع وورش وعباس (قد افلح) بنقل الحركة إلى الدال وحذف الهمزة.
- وكذا قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (قد أفلح).
{الْيَوْمَ مَنِ}
- الإظهار والإدغام عن أبي عمرو ويعقوب.
{اسْتَعْلَى}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
[معجم القراءات: 5/455]
وانظر تخريج الإمالة في الآية/2 (لتشقى) ). [معجم القراءات: 5/456]