تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد جئناهم بكتابٍ فصّلناه على علمٍ هدًى ورحمةً لقومٍ يؤمنون}.
يقول تعالى ذكره: أقسم يا محمّد لقد جئنا هؤلاء الكفرة بكتابٍ، يعني القرآن الّذي أنزله إليهم. يقول: لقد أنزلنا إليهم هذا القرآن مفصّلاً مبيّنًا فيه الحقّ من الباطل، {على علمٍ} يقول: على علمٍ منّا بحقّ ما فصّل فيه من الباطل الّذي ميّز فيه بينه وبين الحقّ، {هدًى ورحمةً}، يقول: بيّنّاه ليهتدي ويرحم به قومٌ يصدّقون به وبما فيه من أمر اللّه ونهيه وأخباره ووعده ووعيده. فينقذهم به من الضّلالة إلى الهدى.
وهذه الآية مردودةٌ على قوله: {كتابٌ أنزلناه إليك فلا يكن في صدرك حرجٌ منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين}. {ولقد جئناهم بكتابٍ فصّلناه على علمٍ}.
والهدى في موضع نصبٍ على القطع من الهاء الّتي في قوله: {فصّلناه}، ولو نصب على فعل فصّلناه، فيكون المعنى: فصّلنا الكتاب كذلك كان صحيحًا.
ولو كان قرئ (هدًى ورحمةٍ) كان في الإعراب فصيحًا، وكان خفض ذلك بالرّدّ على الكتاب). [جامع البيان: 10/ 240]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({ولقد جئناهم بكتابٍ فصّلناه على علمٍ هدًى ورحمةً لقومٍ يؤمنون (52)}
قوله تعالى: {ولقد جئناهم بكتابٍ فصّلناه على علمٍ}
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ فصّلناه يقول: بيّنّاه.
قوله تعالى: {هدى}
الوجه الأول:
- حدثنا الحسن بن أبي الربيع، ابن عبد الرّزّاق، أنبأ الثّوريّ، عن بيانٍ عن الشّعبيّ في قوله: {هدًى} من الضّلالة.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ، وأمّا {هدى}: فنورٌ.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ قوله: {هدًى}؛ قال: تبيانٌ.
قوله تعالى: {ورحمةً}
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ البيرونيّ قراءةً، أخبرني محمّد بن شعيب بن شابور، أنبأ سعيدٌ عن قتادة قوله: {ورحمةً}؛ قال: القرآن. وروي عن أبي العالية مثل ذلك.
قوله تعالى: {لقومٍ يؤمنون}
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق: {هدى ورحمةً لقومٍ يؤمنون}؛ أي مغفرةً لما ركبوا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1493]
تفسير قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، والكلبي، في قوله تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله} قالا تأويله عاقبته). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 230]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هل ينظرون إلاّ تأويله يوم يأتي تأويله يقول الّذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ}.
يقول تعالى ذكره: {هل ينظرون إلاّ تأويله}: هل ينتظر هؤلاء المشركون الّذين يكذّبون بآيات اللّه ويجحدون لقاءه، إلاّ تأويله؟ يقول: إلاّ ما يئول إليه أمرهم من ورودهم على عذاب اللّه، وصليّهم جحيمه، وأشباه هذا ممّا أوعدهم اللّه به.
وقد بيّنّا معنى التّأويل فيما مضى بشواهده بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {هل ينظرون إلاّ تأويله}: أي ثوابه، {يوم يأتي تأويله}: أي ثوابه.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ قال: حدّثنا معمرٌ، عن قتادة: {هل ينظرون إلاّ تأويله يوم يأتي تأويله}، قال: تأويله: عاقبته.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن شبلٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {هل ينظرون إلاّ تأويله}، قال: جزاءه، {يوم يأتي تأويله}، قال: جزاؤه.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن أبي زائدة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني محمّد بن عمرو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: في قوله: {تأويله}. قال: جزاؤه.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {هل ينظرون إلاّ تأويله} أمّا تأويله: فعواقبه مثل وقعة بدرٍ، والقيامة، وما وعد فيه من موعدٍ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ، في قوله: {هل ينظرون إلاّ تأويله يوم يأتي تأويله يقول الّذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ}، فلا يزال يقع من تأويله أمرٌ حتّى يتمّ تأويله يوم القيامة، ففي ذلك أنزل: {هل ينظرون إلاّ تأويله}، حيث أثاب اللّه تبارك وتعالى أولياءه وأعداءه ثواب أعمالهم، يقول يومئذٍ: {الّذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ} الآية.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {هل ينظرون إلاّ تأويله يوم يأتي تأويله} قال: يوم القيامة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يوم يأتي تأويله}، قال: يأتي تحقيقه. وقرأ قول اللّه تعالى: {هذا تأويل رؤياي من قبل}، قال: هذا تحقيقها. وقرأ قول اللّه: {وما يعلم تأويله إلاّ اللّه}، قال: ما يعلم حقيقته ومتى يأتي إلاّ اللّه تعالى.
وأمّا قوله: {يوم يأتي تأويله يقول الّذين نسوه من قبل}، فإنّ معناه: يوم يجيء ما يئول إليه أمرهم من عقاب اللّه، {يقول الّذين نسوه من قبل}، أي يقول الّذين ضيّعوا وتركوا ما أمروا به من العمل المنجّيهم ممّا آل إليه أمرهم يومئذٍ من العذاب من قبل ذلك في الدّنيا: {قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ}، أقسم المساكين حين عاينوا البلاء وحلّ بهم العقاب أنّ رسل اللّه الّتي أتتّهم بالنّذارة وبلّغتهم عن اللّه الرّسالة، قد كانت نصحت لهم وصدّقتهم عن اللّه، وذلك حين لا ينفعهم التّصديق ولا ينجّيهم من سخط اللّه وأليم عقابه كثرة القيل والقال.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرو بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {يقول الّذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ}، أمّا الّذين نسوه فتركوه، فلمّا رأوا ما وعدهم أنبياؤهم استيقنوا فقالوا: قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {يقول الّذين نسوه}، قال: أعرضوا عنه.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
القول في تأويل قوله تعالى: {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نردّ فنعمل غير الّذي كنّا نعمل قد خسروا أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}.
وهذا خبرٌ من اللّه تعالى ذكره عن هؤلاء المشركين الّذين وصف صفتهم أنّهم يقولون عند حلول سخط اللّه بهم وورودهم أليم عذابه ومعاينتهم تأويل ما كانت رسل اللّه تعدهم: هل لنا من أصدقاء وأولياء اليوم، فيشفعوا لنا عند ربّنا، فتنجّينا شفاعتهم عنده ممّا قد حلّ بنا من سوء فعالنا في الدّنيا، أو نردّ إلى الدّنيا مرّةً أخرى، فنعمل فيها بما يرضيه ويعتبه من أنفسنا؟ قال: هذا قول المساكين هنالك، لأنّهم كانوا عهدوا في الدّنيا أنفسهم لها شفعاء تشفع لهم في حاجاتهم، فيذكروا ذلك في وقتٍ لا خلّة فيه لهم ولا شفاعة.
يقول اللّه جلّ ثناؤه: {قد خسروا أنفسهم}، يقول: غبنوا أنفسهم حظوظها ببيعهم ما لا خطر له من نعيم الآخرة الدّائم بالخسيس من عرض الدّنيا الزّائل، {وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} يقول: وأسلمهم لعذاب اللّه، وحاد عنهم أولياؤهم الّذين كانوا يعبدونهم من دون اللّه، ويزعمون كذبًا وافتراءً أنّهم أربابهم من دون اللّه.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {قد خسروا أنفسهم} يقول: شروها بخسرانٍ.
وإنّما رفع قوله: {أو نردّ}، ولم ينصب عطفًا على قوله: {فيشفعوا لنا}، لأنّ المعنى: هل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا، أو هل نردّ فنعمل غير الّذي كنّا نعمل. ولم يرد به العطف على قوله: {فيشفعوا لنا}). [جامع البيان: 10/ 240-245]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({هل ينظرون إلّا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الّذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نردّ فنعمل غير الّذي كنّا نعمل قد خسروا أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون (53)}
قوله تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله}
- ذكر عن عليّ بن نصرٍ، ثنا محمّد بن جهضمٍ عن الفرات عن معاوية بن قرّة هل ينظرون إلا تأويله قال: الجزاء به في الآخرة.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، عن سعيد بن قتادة قوله: {هل ينظرون إلا تأويله}؛ أي ثوابه.
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: {هل ينظرون إلا تأويله}؛ أمّا تأويله: عواقبه مثل وقعة بدرٍ، والقيامة وما وعد فيه من موعدٍ.
قوله تعالى: {يوم يأتي تأويله}
الوجه الأول:
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي، حدّثني عمّي، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ قوله: {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله}؛ فهو يوم القيامة.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه عن الرّبيع في قوله: {يوم يأتي تأويله}؛ قال: لا يزال يجيء من تأويله أمرٌ حتّى يوم الحساب، حتّى يدخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار فتمّ تأويله يومئذٍ.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: {تأويله}؛ جزاؤه.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى الصّنعانيّ، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله}؛ قال: عاقبته.
والوجه الثّالث:
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال:
سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قوله: يوم يأتي تأويله قال: تحقيقه وقرأ قول اللّه: هذا تأويل رءياي من قبل قال: هذا تحقيقها، وقرأ: {وما يعلم تأويله إلا اللّه}؛ قال: وما يعلم تحقيقه إلا الله.
قوله تعالى: {يقول الّذين نسوه من قبل}
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ
قوله: {يقول الّذين نسوه من قبل أعرضوا عنه}.
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: يقول الّذين نسوه من قبل أما الّذين نسوه، فتركوه.
قوله تعالى: {قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ}
- وبه عن السّدّيّ قوله: قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ فلمّا رأوا ما وعدهم أنبياؤهم استيقنوا فقالوا: {قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ}
قوله تعالى:{ فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نردّ فنعمل غير الّذي كنّا نعمل}
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه عن الرّبيع قوله: يقول الّذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ فلا يزال يقع من تأويله أمرٌ حتّى تمّ تأويله يوم القيامة ففي ذلك أنزل هل ينظرون إلا تأويله حيث أثاب اللّه أولياءه وأعداءه ثواب أعمالهم يقول يومئذٍ الّذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نردّ فنعمل غير الّذي كنّا نعمل
قوله تعالى: {قد خسروا أنفسهم}
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن بشّارٍ، ثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي رزينٍ في قوله:{ قد خسروا أنفسهم}؛ قال: قد ضلّوا.
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: {قد خسروا أنفسهم}؛ أمّا خسروا أنفسهم فبشروها بخسران.
قوله تعالى: {وضل عنهم}
الوجه الأول:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}؛ قال: ما كانوا يكذبون في الدّنيا.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس النّرسيّ، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة ما كانوا يفترون أي يشركون). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1494-1496]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: {هل ينظرون إلا تأويله}؛ يعني جزاؤه وثوابه). [تفسير مجاهد: 238]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: {الذين نسوه من قبل}؛ يقول أعرضوا عنه). [تفسير مجاهد: 238]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة: في قوله: {هل ينظرون إلا تأويله} قال: عاقبته
- وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {يوم يأتي تأويله}؛ قال: جزاؤه، {يقول الذين نسوه من قبل}؛ قال: أعرضوا عنه.
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يوم يأتي تأويله}؛ قال: يوم القيامة.
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {يوم يأتي تأويله} قال: عواقبه مثل وقعة بدر والقيامة وما وعد فيه من موعد.
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس في الآية قال: لا يزال يقع من تأويله أمر حتى يتم تأويله يوم القيامة حتى يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فيتم تأويله يومئذ ففي ذلك أنزل: {يوم يأتي تأويله} حيث أثاب الله أولياءه وأعداءه ثواب أعمالهم، يقول يومئذ {الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق} إلى آخر الآية.
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {يوم يأتي تأويله} قال: تحقيقه، وقرأ: {هذا تأويل رؤياي من قبل} [يوسف: 100] قال: هذا تحقيقها وقرأ: {وما يعلم تأويله إلا الله} [آل عمران: 7] قال: ما يعلم تحقيقه إلا الله.
- وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وضل عنهم ما كانوا يفترون}؛ قال: ما كانوا يكذبون في الدنيا.
- وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ما كانوا يفترون}؛ أي يشركون). [الدر المنثور: 6/ 415-417]