العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة فصلت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 04:00 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة فصلت[ من الآية 52 إلى الآية 54]

تفسير سورة فصلت[ من الآية 52 إلى الآية 54]


{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 04:00 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أرأيتم إن كان من عند اللّه ثمّ كفرتم به من أضلّ ممّن هو في شقاقٍ بعيدٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم {قل} يا محمّد للمكذّبين بما جئتهم به من عند ربّك من هذا القرآن {أرأيتم} أيّها القوم {إن كان} هذا الّذي تكذّبون به {من عند اللّه ثمّ كفرتم به} ألستم في فراقٍ وبعدٍ من الصّواب، فجعل مكان التّفريق الخبر، فقال: {من أضلّ ممّن هو في شقاقٍ بعيدٍ} إذ كان مفهومًا معناه.
وقوله: {من أضلّ ممّن هو في شقاقٍ بعيدٍ} يقول: قل لهم من أشدّ ذهابًا عن قصد السّبيل، وأسلك لغير طريق الصّواب، ممّن هو في فراقٍ لأمر اللّه وخوفٍ له، بعيدٌ من الرّشاد). [جامع البيان: 20/460]

تفسير قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر قال أنا إنسان عن مجاهد في قوله سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم قال ما يفتح الله عليهم من القرى وفي أنفسهم قال فتح مكة). [تفسير عبد الرزاق: 2/189]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ}.
يقول تعالى ذكره: سنري هؤلاء المكذّبين، ما أنزلنا على محمّدٍ عبدنا من الذّكر، آياتنا في الآفاق.
واختلف أهل التّأويل في معنى الآيات الّتي وعد اللّه هؤلاء القوم أن يريهم، فقال بعضهم: عنى بالآيات في الآفاق وقائع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بنواحي بلد المشركين من أهل مكّة وأطرافها، وبقوله: {وفي أنفسهم} فتح مكّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، عن عمرو بن قيسٍ، عن المنهال، في قوله: {سنريهم آياتنا في الآفاق} قال: ظهور محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم على النّاس.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {سنريهم آياتنا في الآفاق} يقول: ما نفتح لك يا محمّد من الآفاق {وفي أنفسهم} في أهل مكّة، يقول: نفتح لك مكّة.
وقال آخرون: عنى بذلك أنّه يريهم نجوم اللّيل وقمره، وشمس النّهار، وذلك ما وعدهم أنّه يريهم في الآفاق وقالوا: عنى بالآفاق: آفاق السّماء، وبقوله: {وفي أنفسهم} سبيل الغائط والبول.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم} قال: آفاق السّماوات: نجومها وشمسها وقمرها اللاّتي يجرين، وآياتٍ في أنفسهم أيضًا.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب القول الأوّل، وهو ما قاله السّدّيّ، وذلك أنّ اللّه عزّ وجلّ وعد نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يري هؤلاء المشركين الّذين كانوا به مكذّبين آياتٍ في الآفاق، وغير معقولٍ أن يكون تهدّدهم بأن يريهم ما هم راءوه، بل الواجب أن يكون ذلك وعدًا منه لهم أن يريهم ما لم يكونوا رأوه قبل من ظهور نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على أطراف بلدهم وعلى بلدهم، فأمّا النّجوم والشّمس والقمر، فقد كانوا يرونها كثيرًا قبل وبعد ولا وجه لتهدّدهم بأنّه يريهم ذلك.
وقوله: {حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ} يقول جلّ ثناؤه: أري هؤلاء المشركين وقائعنا بأطرافهم وبهم حتّى يعلموا حقيقة ما أنزلنا إلى محمّدٍ، وأوحينا إليه من الوعد له بأنّا مظهرو ما بعثناه به من الدّين على الأديان كلّها، ولو كره المشركون.
وقوله: {أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ} يقول تعالى ذكره: أولم يكف بربّك يا محمّد أنّه شاهدٌ على كلّ شيءٍ ممّا يفعله خلقه، لا يعزب عنه علم شيءٍ منه، وهو مجازيهم على أعمالهم، المحسن بالإحسان، والمسيء جزاءه.
وفي قوله: {أنّه} وجهان؛ أحدهما: أن يكون في موضع خفضٍ على وجه تكرير الباء، فيكون معنى الكلام حينئذٍ: أولم يكف بربّك بأنّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ؟ والآخر: أن يكون في موضع رفعٍ رفعا، بقوله: {يكف} فيكون معنى الكلام: أولم يكف بربّك شهادته على كلّ شيءٍ). [جامع البيان: 20/461-463]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: (سنريهم آياتنا في الأفاق) قال: محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 13/126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: (سنريهم آياتنا في الأفاق) . قال: ما يفتح الله عليهم من القرى، (وفي أنفسهم) قال: فتح مكة). [الدر المنثور: 13/126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج: (سنريهم آياتنا في الأفاق) قال: إمساك المطر عن الأرض كلها (وفي أنفسهم) . قال: البلايا التي تكون في أجسامهم). [الدر المنثور: 13/126-127]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس: {سنريهم آياتنا في الآفاق} قال: كانوا يسافرون فيرون آثار عاد وثمود يقولون والله لقد صدق محمد صلى الله عليه وسلم ? (وما أراهم في أنفسهم)? قال: الأمراض). [الدر المنثور: 13/127]

تفسير قوله تعالى: (أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {مريةٍ} [فصلت: 54] : ومريةٌ واحدٌ، أي امتراءٌ "). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مريةٌ ومريةٌ واحدٌ أي بكسر الميم وضمّها أي امتراءٌ هو قول أبي عبيدة أيضًا وقراءة الجمهور بالكسر وقرأ الحسن البصريّ بالضّمّ). [فتح الباري: 8/561]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مريةٍ ومريةٍ واحدٌ أي امتراءٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {ألا إنّهم في مرية من لقاء ربهم} (فصلت: 54) وقال: مرية، بكسر الميم ومرية بضمها واحد، ومعناها: الامتراء، وقراءة الجمهور بالكسر، وقراءة الحسن البصريّ بالضّمّ). [عمدة القاري: 19/154]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مرية}) بكسر الميم في قوله تعالى: (ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم} [فصلت: 54] ({ومرية}) بضمها في قراءة الحسن لغتان كخفية وخفية ومعناهما (واحد أي امتراء) أي في شك من البعث والقيامة). [إرشاد الساري: 7/328]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألا إنّهم في مريةٍ من لقاء ربّهم ألا إنّه بكلّ شيءٍ مّحيطٌ}.
يقول تعالى ذكره: ألا إنّ هؤلاء المكذّبين بآيات اللّه في شكٍّ من لقاء ربّهم، يعني أنّهم في شكٍّ من البعث بعد الممات، ومعادهم إلى ربّهم.
- كما حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {ألا إنّهم في مريةٍ من لقاء ربّهم} يقول: في شكٍّ من لقاء ربّهم.
وقوله: {ألا إنّه بكلّ شيءٍ محيطٌ} يقول تعالى ذكره: ألا إنّ اللّه بكلّ شيءٍ ممّا خلق محيطٌ علمًا بجميعه، وقدرةً عليه، لا يعزب عنه علم شيءٍ منه أراده فيفوته، ولكن المقتدر عليه العالم بمكانه). [جامع البيان: 20/463]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 04:02 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أولم يكف بربّك...}.: أنه إن شئت جعلت أنّ في موضع خفض على التكرير: أو لم يكف بربك بأنه على كل شيء شهيد، وإن شئت جعلته رفعا على قولك: أو لم يكف بربك شهادته على كل شيء، والرفع أحبّ إليّ). [معاني القرآن: 3/21]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سنريهم آياتنا في الآفاق} : قال مجاهد: فتح القرى، {وفي أنفسهم}: فتح مكة.). [تفسير غريب القرآن: 390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد (53)}
أي : سنريهم الأعلام التي تدل على التوحيد في الآفاق، وواحدها أفق.
يقول: سنريهم آثار من مضى قبلهم ممن كذب الرسل من الأمم , وآثر خلق اللّه في كل البلاد ,
{وفي أنفسهم}: من أنهم كانوا نطفا , ثم علقا , ثم مضغا , ثم عظاما كسيت لحما، ثم نقلوا إلى التمييز والعقل، , وذلك كله دليل على أن الذي فعله واحد , ليس كمثله شيء.
{أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد} : ويجوز " إنّه "، والقراءة " أنّه " بالفتح, وموضع {بربّك} في المعنى رفع,
المعنى : أولم يكف ربك
وموضع
{أنه} نصب، وإن شئت كان رفعا.
المعنى في النصب : أو لم يكف ربك بأنه على كل شيء شهيد.
ومن رفع فعلى البدل، المعنى أولم يكف أن ربّك على كل شيء شهيد، أي أولم يكفهم شهادة ربّك.
, ومعنى الكفاية ههنا أنه قد بين لهم ما فيه كفاية في الدلالة على توحيده , وبينت رسله.).
[معاني القرآن: 4/392]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}
أي: في آفاق الدنيا , وتقلب أحوالها , وفي أنفسهم مثل ذلك.
قال مجاهد :
{في الآفاق }: فتح القرى , {وفي أنفسهم }: فتح مكة.
وقوله جل وعز:
{أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد}
المعنى: أو لم يكفهم بربك , أي: أو لم يكفهم ربك بما دلهم به على توحيد الله جل وعز مما فيه كفاية لهم ؛ لأنه على كل شيء شهيد .
ويجوز أن يكون المعنى أنه له على كل شيء شاهد بأنه محدث , وإذا شهده جازى عليه.).
[معاني القرآن:6/285-287]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ مريةً }: ومرية , أي: امتراء.). [مجاز القرآن: 2/198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألا إنّهم في مريةٍ} :أي: في شك.). [تفسير غريب القرآن: 390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ألا إنّهم في مرية من لقاء ربّهم ألا إنّه بكلّ شيء محيط (54)}: في شك.
(ألا) كلمة يبتدأ بها ينبّه بها المخاطب توكيدا يدلّ على صحة ما بعدها.
{ألا إنّه بكلّ شيء محيط}: أي : عالم بكل شيء علما يحيط بما ظهر , وخفي).[معاني القرآن: 4/392]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم} :أي: في شك , وقرأ الحسن: في مرية .
{ألا إنه بكل شيء محيط }:أي: قد أحاط بعلم الغيب , والشهادة جل وعز.). [معاني القرآن: 6/287]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({في مرية}: أي: في شك.). [ياقوتة الصراط: 456]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 04:02 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52)}

تفسير قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)}

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54)}

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 04:01 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 04:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 04:05 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام أن يقف قريشا على هذا الاحتجاج وموضع تغريرهم بأنفسهم، فقال تعالى: {قل أرأيتم إن كان} هذا الشرع {من عند الله} وبأمره وخالفتموه أنتم، ألستم على هلكة من قبل الله تعالى؟ فمن أضل ممن يبقى على مثل هذا الغرر مع الله تعالى؟ وهذا هو الشقاق). [المحرر الوجيز: 7/ 496]

تفسير قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وعد تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه سيري الكفار آياته، واختلف المتأولون في معنى قوله تعالى: {في الآفاق وفي أنفسهم} فقال المنهال، والسدي، وجماعة: هو وعد بما يفتحه الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم من الأقطار حول مكة، وفي غير ذلك من الأرض كخيبر ونحوها، و"في أنفسهم" أراد به فتح مكة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا تأويل حسن ينتظم الإعلام بغيب ظهر وجوده بعد، كذلك ويجري معه لفظ الاستئناف الذي في الفعل، وقال الضحاك، وقتادة: سنريهم آياتنا في الآفاق هو ما أصاب الأمم المكذبة في أقطار الأرض قديما، وفي أنفسهم يوم بدر، وقال ابن زيد، وعطاء: "الآفاق" آفاق السماء، وأراد به الآيات في الشمس والقمر والرياح وغير ذلك، و"في أنفسهم" عبرة الإنسان بجسمه وحواسه وغريب خلقته وتدريجه في البطن ونحو ذلك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه آيات قد كانت مرتبة، فليس هذا المعنى يجري مع قوله تعالى: "سنريهم"، والتأويل الأول أرجحها، والله أعلم.
والضمير في قوله تعالى: {أنه الحق} عائد على الشرع والقرآن، فبإظهار الله تعالى إياه وفتح البلاد عليه تبين لهم أنه الحق، ثم قال تعالى وعدا لنبيه عليه الصلاة والسلام: {أولم يكف بربك}، والتقدير: أولم يكف ربك؟ والباء زائدة للتأكيد، و"أن" يحتمل أنه في موضع رفع على البدل من الموضع; إذ التقدير: أو لم يكف ربك؟ ويحتمل أن يكون في موضع خفض على البدل من اللفظ، وهذا كله بدل الاشتمال، ويصح أن يكون في موضع نصب على إسقاط حرف الجر، أي: لأنه. وقرأ الجمهور: "[أنه]" بفتح الألف، وقرأ بعض الناس: [إنه] بكسرها على الاعتراض أثناء القول). [المحرر الوجيز: 7/ 496-497]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {[ألا]} استفتاح يقتضي إقبال السامع على ما يقال له، فاستفتح الإخبار على أنهم في شك وريب وضلال أداهم إلى الشك في البعث. وقرأ جمهور الناس: "في مرية" بكسر الميم، وقرأ أبو عبد الرحمن، والحسن: [في مرية] بضم الميم، والمعنى واحد، ثم استفتح الإخبار بإحاطته بكل شيء على معنى الوعيد لهم، وإحاطته تعالى هي بالقدرة والسلطان، لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
كمل تفسير سورة (حم السجدة) والحمد لله رب العالمين). [المحرر الوجيز: 7/ 497]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 05:05 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 05:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {قل أرأيتم إن كان من عند اللّه ثمّ كفرتم به من أضلّ ممّن هو في شقاقٍ بعيدٍ (52) سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ (53) ألا إنّهم في مريةٍ من لقاء ربّهم ألا إنّه بكلّ شيءٍ محيطٌ (54)}
يقول تعالى: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين المكذّبين بالقرآن: {أرأيتم إن كان} هذا القرآن {من عند اللّه ثمّ كفرتم به} أي: كيف ترون حالكم عند الّذي أنزله على رسوله؟ ولهذا قال: {من أضلّ ممّن هو في شقاقٍ بعيدٍ}؟ أي: في كفرٍ وعنادٍ ومشاقّةٍ للحقّ، ومسلك بعيدٍ من الهدى). [تفسير ابن كثير: 7/ 186-187]

تفسير قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم} أي: سنظهر لهم دلالاتنا وحججنا على كون القرآن حقًّا منزّلًا من عند اللّه، عزّ وجلّ، على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم بدلائل خارجيّةٍ {في الآفاق}، من الفتوحات وظهور الإسلام على الأقاليم وسائر الأديان.
قال مجاهدٌ، والحسن، والسّدّيّ: ودلائل في أنفسهم، قالوا: وقعة بدر، وفتح مكّة، ونحو ذلك من الوقائع الّتي حلّت بهم، نصر اللّه فيها محمّدًا وصحبه، وخذل فيها الباطل وحزبه.
ويحتمل أن يكون المراد من ذلك ما الإنسان مركّبٌ منه وفيه وعليه من الموادّ والأخلاط والهيئات العجيبة، كما هو مبسوطٌ في علم التّشريح الدّالّ على حكمة الصّانع تبارك وتعالى. وكذلك ما هو مجبولٌ عليه من الأخلاق المتباينة، من حسنٍ وقبيحٍ وبين ذلك، وما هو متصرّفٌ فيه تحت الأقدار الّتي لا يقدر بحوله، وقوّته، وحيله، وحذره أن يجوزها، ولا يتعدّاها، كما أنشده ابن أبي الدّنيا في كتابه "التّفكّر والاعتبار"، عن شيخه أبي جعفرٍ القرشيّ:
وإذا نظرت تريد معتبرا = فانظر إليك ففيك معتبر...
أنت الّذي يمسي ويصبح في = الدّنيا وكلّ أموره عبر...
أنت المصرّف كان في صغرٍ = ثمّ استقلّ بشخصك الكبر...
أنت الّذي تنعاه خلقته = ينعاه منه الشّعر والبشر...
أنت الّذي تعطى وتسلب لا = ينجيه من أن يسلب الحذر...
أنت الّذي لا شيء منه له = وأحقّ منه بماله القدر...
وقوله تعالى: {حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ}؟ أي: كفى باللّه شهيدًا على أفعال عباده وأقوالهم، وهو يشهد أنّ محمّدًا صادقٌ فيما أخبر به عنه، كما قال: {لكن اللّه يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون} [النّساء: 166]). [تفسير ابن كثير: 7/ 187]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ألا إنّهم في مريةٍ من لقاء ربّهم} أي: في شكٍّ من قيام السّاعة؛ ولهذا لا يتفكّرون فيه، ولا يعملون له، ولا يحذرون منه، بل هو عندهم هدرٌ لا يعبئون به وهو واقعٌ لا ريب فيه وكائنٌ لا محالة.
قال ابن أبي الدّنيا: حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا خلف بن تميمٍ، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن سعيدٍ الأنصاريّ: أنّ عمر بن عبد العزيز صعد المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد، أيّها النّاس، فإنّي لم أجمعكم لأمرٍ أحدثه فيكم، ولكن فكّرت في هذا الأمر الّذي أنتم إليه صائرون، فعلمت أنّ المصدّق بهذا الأمر أحمق، والمكذّب به هالك ثم نزل.
ومعنى قوله، رضي اللّه عنه: "أنّ المصدّق به أحمق" أي: لأنّه لا يعمل له عمل مثله، ولا يحذر منه ولا يخاف من هوله، وهو مع ذلك مصدّقٌ به موقنٌ بوقوعه، وهو مع ذلك يتمادى في لعبه وغفلته وشهواته وذنوبه، فهو أحمق بهذا الاعتبار، والأحمق في اللّغة: ضعيف العقل.
وقوله: "والمكذّب به هالكٌ" هذا واضحٌ، واللّه أعلم.
ثمّ قال تعالى -مقرّرًا على أنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ، وبكلّ شيءٍ محيطٌ، وإقامة السّاعة لديه يسيرٌ سهلٌ عليه تبارك وتعالى-: {ألا إنّه بكلّ شيءٍ محيطٌ} أي: المخلوقات كلّها تحت قهره وفي قبضته، وتحت طيّ علمه، وهو المتصرّف فيها كلّها بحكمه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن). [تفسير ابن كثير: 7/ 187-188]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة