سورة الأنعام
[ من الآية (63) إلى الآية (67) ]
{قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64) قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67)}
قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا في التَّشْدِيد وَالتَّخْفِيف من قَوْله {قل من ينجيكم} . . {قل الله ينجيكم} 63 64
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {قل من ينجيكم} مُشَدّدَة {قل الله ينجيكم} خَفِيفَة
وروى علي بن نصر {قل من ينجيكم} خَفِيفَة {قل الله ينجيكم} مثلهَا خَفِيفَة
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {قل من ينجيكم} . . {قل الله ينجيكم} ). [السبعة في القراءات: 259]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19- قَوْله {تضرعا وخفية} 63
قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {وخفية} بِكَسْر الْخَاء هَهُنَا وفي الْأَعْرَاف 55 وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وخفية} بِضَم الْخَاء هَهُنَا وفي الْأَعْرَاف
وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم في الْمَوْضِعَيْنِ). [السبعة في القراءات: 259]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (20 - قَوْله {لَئِن أنجانا} 63
قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ (لَئِن أنجنا) بِأَلف
وَقَرَأَ الحجازيان ابْن كثير وَنَافِع وَأهل الشَّام وَأَبُو عَمْرو {لَئِن أنجيتنا}
وَكَانَ حَمْزَة والكسائي يميلان الْجِيم وَغَيرهمَا لَا يمِيل). [السبعة في القراءات: 259 - 260]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خفية) وفي الأعراف بكسر الخاء، أبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 242]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من ينجيكم) خفيف عباس ويعقوب، وسهل(أنجانا) كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 243]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قل من ينجيكم) [63]: خفيف: سلام، ويعقوب، وعباس، وعبد الوارث، وسهل.
[المنتهى: 2/678]
(وخفية) [63، الأعراف: 55]: بكسر الخاء فيهما أبو بكر.
(لئن أنجانا) [63]: بألف كوفي إلا ابن بشار طريق البختري وقاسمًا، وفخمه عاصم). [المنتهى: 2/679]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (وخفية) بكسر الخاء هنا وفي الأعراف، وضم الباقون). [التبصرة: 204]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (لئن أنجانا) بألف من غير ياء ولا تاء، وأمال حمزة والكسائي وفتح عاصم، وقرأ الباقون (أنجيتنا) بياء بعد الجيم وتاء بعدها). [التبصرة: 204]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {وخفية} (63)، هنا، وفي الأعراف: بكسر الخاء.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 276]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {لئن أنجانا} (63): بالألف، من غير ياء ولا تاء.
والباقون: بالياء والتاء، من غير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (من ينجيكم) هنا وفي يونس (فاليوم ننجيك) و(ثمّ ننجي رسلنا) بتخفيف الجيم في الثّلاثة، والباقون بالتّشديد، والله الموفق). [تحبير التيسير: 356]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو بكر: (وخفية) هنا وفي الأعراف بكسر الخاء، والباقون بضمها.
[تحبير التيسير: 356]
الكوفيّون: (لئن أنجانا) بالألف بغير ياء ولا تاء، والباقون بالياء والتّاء من غير ألف). [تحبير التيسير: 357]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَنْ يُنَجِّيكُمْ) خفيف سلام، ويَعْقُوب، وسهل، والزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، والْجَحْدَرِيّ والعباس، وعبد الوارث، وهارون، وعبيد، واللؤلؤي، والجهضمي، وخارجة عن أَبِي عَمْرٍو وابن حماد، والأصمعي عن نافع، الباقون مشدد، وهو الاختيار عليَّ التكثير (يُنَجِّيكُمْ) مشدد أبو جعفر وشيبة، وأيوب وهشام، وابْن مِقْسَمٍ وكوفي غير العنسي طريق الأبزاري عن الزَّيَّات، وهو الاختيار لما ذكرت، الباقون خفيف. (أَنْجَانَا) بالألف كوفي غير أبو عبيد، وابْن سَعْدَانَ وأبن بشار طريق البحتري، وابن مقسم، وهو الاختيار لقوله: (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ)، الباقون بالياء والتاء، وفخمه عَاصِم، وخفف في يونس، ومريم، والزمر يَعْقُوب، وسهل، والزَّعْفَرَانِيّ وافق قُتَيْبَة طريق ابن الوليد، وأبي خالد في يونس، وافق ابن سلام وحمصي وأبو بشر، وحفص، وعباس، والكسائي غير عَاصِم، وقاسم في (نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ)، زاد ابن الجلاد عن نصير (نُنَجِّي رُسُلَنَا) والهاشمي عنه وأبو خالد عن قُتَيْبَة (نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ)، والكسائي غير قاسم (نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا)،
[الكامل في القراءات العشر: 541]
وعباس طريق ابن هاشم، (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا)، الباقون مشدد، وهو الاختيار لما ذكرت، أما في يوسف (فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ) خفيف ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، والزَّعْفَرَانِيّ، وشدد على ما لم يسم فاعله الْمُسَيَّبِيّ طريق ابْن سَعْدَانَ، وأبو نشيط طريق ابْن الصَّلْتِ وشامي غير ابن مسلم فقاسم، ويَعْقُوب، وسهل، وعَاصِم غير الخزاز غير أن ابْن سَعْدَانَ وأبا نشيط أسكنا الياء وشدده مع التنوين ابْن مِقْسَمٍ، الباقون تنوين الثانية ساكنة وتخفيف الجيم، والاختيار ما عليه ابْن مِقْسَمٍ لما ذكرت.
أما في الأنبياء قوله: (نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) بنون واحدة وتشديد الجيم دمشقي، وأبو بكر، وقاسم والشيزري عن علي، الباقون على أصولهم، وأما في الحجر (لَمُنَجُّوهُم)، وفي العنكبوت (مُنَجُّوكَ)، (لَنُنَجِّيَنَّهُ) الكسائي غير قاسم، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، ويَعْقُوب، وسهل، وابن صبيح، والزَّعْفَرَانِيّ، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، وأبو حنيفة، وأبو زيد بن محبوب عن أَبِي عَمْرٍو، وفي قول أبي علي ومسعود، وأحمد ضيف، وافق مكي أبو بكر غير أن الحسن، والفضل طريق الْأَصْفَهَانِيّ، وأبان في العنكبوت (لَمُنَجُّوهُم)، الباقون مشدد (تُنْجِيكُمْ) في الصف مشدد دمشقي، وابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار، الباقون خفيف (وَخُفْيَةً)، وفي الأعراف الأول بكسر الخاء الْأَعْمَش في رواية جرير وأبو بكر، والمفضل، وأبان وعضمة، الباقون بضم الخاء فيهما، وهو الاختيار، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 542]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([63]- {وَخُفْيَةً} بكسر الخاء فيهما [هنا: 63]، [والأعراف: 55]: أبو بكر.
[63]- {لَئِنْ أَنْجَانَا} بألف: الكوفيون). [الإقناع: 2/640]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (644 - مَعاً خُفيَةً فِي ضَمِّهِ كَسْرُ شُعْبَةٍ = وَأَنْجَيْتَ لِلْكًوِفِيِّ أَنْجى تَحَوَّلاَ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([644] معًا خفية في ضمه كسر (شعبةٍ) = وأنجيت لـ (لكوفي) أنجى تحولا
خُفية وخِفية، لغتان فصيحتان.
و{أنجنا}؛ لأن قبله: {تدعونه}، وهو في مصاحفهم كذلك.
و{أنجيتنا}، حكاية ما قالوه في حال دعائه). [فتح الوصيد: 2/884]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [644] معا خفيةً في ضمه كسر شعبةٍ = وأنجيت للكوفي أنجى تحولا
ح: (خفيةً): مبتدأ، (في ضمه كسرُ شعبةٍ): جملة اسمية خبره، والضمير: للفظ (خفية)، (معًا): حال منه، و(أنجيت): مبتدأ، (تحولا): خبر، (أنجى): مفعوله، (للكوفي): حال.
ص: قرأ شعبة: {تدعونه تضرعًا وخفيةً} هنا [63]، مع: {ادعوا ربكم تضرعًا وخفيةً} في الأعراف [55] بكسر الخاء من: {وخفيةً} والباقون بضمها، وهما لغتان، أي: مظهرين للضراعة ومضمرين ومخفين للاستكانة.
ولا خلاف في: {واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفةً} [الأعراف: 205] لأنها من الخوف قلبت اللام إلى العين.
ثم قال: (وأنجيت)، أي: قرأ الكوفيون: (لئن أنجانا من هذه} [63] على الغيبة، والفاعل هو الله تعالى، فحمزة والكسائي يميلان على أصلهما، ولم يبين لضيق النظم.
[كنز المعاني: 2/199]
والباقون: {لئن أنجيتنا} على الخطاب لله تعالى). [كنز المعاني: 2/200]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (644- مَعًا خُفيَةً فِي ضَمِّهِ كَسْرُ شُعْبَةٍ،.. وَأَنْجَيْتَ لِلْكًوِفِيِّ أَنْجى تَحَوَّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/121]
الضم والكسر في خفية لغتان، وقوله: معًا يعني: هنا وفي الأعراف: {تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}، {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}؛ أي: مظهرين للضراعة والاستكانة ومضمرين ذلك في أنفسكم؛ أي: ادعوا ربكم، وارغبوا إليه ظاهرا وباطنا، وأما التي في آخر الأعراف: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً}.
فذلك من الخوف بتقديم الياء على الفاء، ووزنه فعلة كجلسة وركبة، فأبدلت الواو ياء لأجل الكسرة قبلها، وأما قوله: {لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ}، فعلى الخطاب، وقراءة الكوفيين على الغيبة أي: أنجانا الله وهما ظاهران؛ أي: وأنجيت تحول للكوفي أنجا وهم في ذلك على أصولهم في الإمالة فيميلها حمزة والكسائي، ولم يبين ذلك كما بين في "توفاه" "واستهواه"، و"فناداه الملائكة"؛ لضيق العبارة عليه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/122]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (644 - معا خفية في ضمّه كسر شعبة = وأنجيت للكوفيّ أنجى تحوّلا
645 - قل الله ينجيكم يثقّل معهم = هشام وشام ينسينّك ثقّلا
قرأ شعبة لفظ وَخُفْيَةً* هنا في: تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً وفي الأعراف في ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً بكسر ضم الخاء في الموضعين فتكون قراءة غيره بضمها فيهما. ومعنى قوله: (وأنجيت للكوفي أنجى) أن لفظ (أنجيت) في قوله تعالى لَئِنْ أَنْجَيْتَنا تحول في قراءة الكوفيين إلى أنجى، فالكوفيون يقرءون لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ وغيرهم يقرأ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا وقد لفظ الناظم بكلتا القراءتين). [الوافي في شرح الشاطبية: 259]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (106- .... .... .... .... .... = .... .... .... يُنْجِي فَثَقِّلَا
107 - بِثَانٍِ أَتَى وَالْخِفَّ فِي الْكُلِّ حُزْ وَتَحْـ = ـتَ صَادَ يُرَى .... .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ينجي فثقلا بثان أتي إلخ، اعلم أنهم اختلفوا في المشتق منالتنجية في أحد عشر موضعًا وهو {من ينجيكم} [63] و{قل الله ينجيكم} [64] هنا وفي يونس {ننجيك ببدنك} [92] و{ننجي رسلنا} [103] {علينا ننج المؤمنين} [103] وفي الحجر {إنا لمنجوهم}[59] وفي مريم {ثم ننجي الذين اتقوا} [72] وفي العنكبوت {لننجينه} [32] و{إنا منجوك} [33] وفي الزمر {وينجي الله} [61] وفي الصف {تنجيكم} [11] قرأ مرموز (ألف) أتى وهو أبو جعفر {قل الله ينجيكم} [64] في هذه السورة بالتثقيل وهو الثان، وعلم من الوفاق أنه قرأ في البواقي كذلك، وقرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب بتخفيف الجمع ما عدا الزمر فإنه قرأ فيه بالتخفيف منرواية روح وهذا معنى قوله: وتحت صاد يرى، واتفقوا على تخفيف موضع الصف وفاقًا لأصولهم، وزيد على المذكور موضعان {فنجي من نشاء} [110] في يوسف، {وكذلك ننجي المؤمنين} [الأنبياء: 88} الأول يأتي في سورته والثاني متفق التخفيف بينهم). [شرح الدرة المضيئة: 126] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَنْ يُنَجِّيكُمْ هُنَا وَقُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ بَعْدَهَا، وَفِي يُونُسَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ، وَنُنَجِّي رُسُلَنَا، وَنُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفِي الْحِجْرِ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ،
[النشر في القراءات العشر: 2/258]
وَفِي مَرْيَمَ نُنَجِّي الَّذِينَ، وَفِي الْعَنْكَبُوتِ لَنُنَجِّيَنَّهُ، وَفِيهَا إِنَّا مُنَجُّوكَ، وَفِي الزُّمَرِ وَيُنَجِّي اللَّهُ، وَفِي الصَّفِّ تُنْجِيكُمْ مِنْ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِتَخْفِيفِ تِسْعَةِ أَحْرُفٍ مِنْهَا، وَهِيَ مَا عَدَا الزُّمَرَ وَالصَّفَّ وَافَقَهُ عَلَى الثَّانِي هُنَا نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ، وَأَبُو عَمْرٍو، وَابْنُ ذَكْوَانَ، وَانْفَرَدَ الْمُفَسِّرُ بِذَلِكَ عَنْ زَيْدٍ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ، وَوَافَقَهُ عَلَى الثَّالِثِ مِنْ يُونُسَ الْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ، وَوَافَقَهُ فِي الْحِجْرِ وَالْأَوَّلِ مِنَ الْعَنْكَبُوتِ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَوَافَقَهُ عَلَى مَوْضِعِ مَرْيَمَ الْكِسَائِيُّ، وَعَلَى الثَّانِي مِنَ الْعَنْكَبُوتِ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَمْزَةُ، وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ.
وَأَمَّا مَوْضِعُ الزُّمَرِ فَخَفَّفَهُ رَوْحٌ وَحْدَهُ وَشَدَّدَ الْبَاقُونَ سَائِرَهُنَّ، وَأَمَّا حَرْفُ الصَّفِّ فَشَدَّدَهُ ابْنُ عَامِرٍ وَخَفَّفَهُ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/259] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: خُفْيَةً هُنَا وَالْأَعْرَافِ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ (أَنْجَانَا) بِأَلِفٍ بَعْدَ الْجِيمِ مِنْ غَيْرِ يَاءٍ، وَلَا تَاءٍ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَهُمْ فِي الْإِمَالَةِ عَلَى أُصُولِهِمْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ وَالتَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى: أَنْجَيْتَنَا فِي سُورَةِ يُونُسَ لِأَنَّهُ إِخْبَارٌ عَنْ تَوَجُّهِهِمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ فَقَالَ: عَزَّ وَجَلَّ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا، وَذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ بِالْخِطَابِ بِخِلَافِ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ فَإِنَّهُ قَالَ تَعَالَى أَوَّلًا قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ قَائِلِينَ ذَلِكَ إِذْ يَحْتَمِلُ الْخِطَابَ وَيَحْتَمِلُ حِكَايَةَ الْحَالِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى روح {قل من ينجيكم} و{ قل الله ينجيكم} الموضعين [63، 64]، وفي يونس [92] {فاليوم ننجيك}، و{ننجي رسلنا} [يونس: 103]، و{ننج المؤمنين} [يونس: 103]، وفي الحجر [59] {إنا لمنجوهم}، وفي
[تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
مريم [72] {ثم ننجي}، وفي العنكبوت [32] {لننجينه}، وفيها [33] {إنا منجوك}، وفي الزمر [6] {وينجي الله}، وفي الصف [10] {تنجيكم من عذابٍ} الإحدى عشرة بالتخفيف، وافقه رويس في غير الزمر، ووافق الجميع سوى ابن عامر في الصف، ووافق نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان في الثاني من هذه السورة [64]، وانفرد بذلك المفسر عن الداجوني عن هشام، ووافق الكسائي وحفص على الثالث من يونس [103] ووافق حمزة والكسائي وخلف في الحجر [59]، والأول من العنكبوت [32]، ووافق الكسائي في مريم [72]، ووافق ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر في الثاني من العنكبوت [32]، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 509] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {وخفيةً} هنا [63]، وفي الأعراف [55] بكسر الخاء والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 509]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {لئن أنجانا} [63] بالألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء، والباقون {أنجيتنا} بالياء والتاء من غير ألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 509]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (600- .... .... .... .... .... = .... وننجي الخفّ كيف وقعا
601 - ظلّ وفي الثّان اتل من حقٍّ وفي = كاف ظبىً رض تحت صاد شرّف
602 - والحجر أولى العنكبا ظلمٌ شفا = والثّان صحبةٌ ظهيرٌ دلفا
603 - ويونس الأخرى علا ظبىٌ رعا = وثقل صفٍّ كم وخفيةً معا
604 - بكسر ضمٍّ صف وأنجانا كفى = أنجيتنا الغير .... .... ). [طيبة النشر: 73] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وننجي الخ) يعني وخفف يعقوب «ننجي» كيف وقع في القرآن بالياء أو بالتاء أو بالنون أو بغير ذلك وهو «ينجيكم» هنا «وقل الله ينجيكم» بعدها وكلاهما في هذه السورة، وفي يونس «فاليوم ننجيك ببدنك، وننجي رسلنا، وننجي المؤمنين» وفي الحجر «إنا لمنجوهم» وفي مريم «ثم ننجي» وفي العنكبوت «لننجينه، إنا منجوك» وفي الزمر «وينجي الله» وفي الصف «ينجيكم من» ووافقه غيره في مواضع كما سيأتي:
(ظ) لّ وفي الثّان (ا) تل (م) ن (حقّ) وفي = كاف (ظ) بى (رض) تحت صاد (ش) رّف
أي الثاني من هذه السورة يعني «قل الله ينجّيكم» خففه نافع وابن ذكوان وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالتشديد قوله: (وفي كاف) يعني وخفف
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 224]
الذي في مريم «ثم ننجّي الذين اتقوا» يعقوب والكسائي قوله: (تحت صاد) أي الذي في الزمر «وينجّي الله الذين اتقوا» خففه روح.
والحجر أولى العنكبا (ظ) لم (شفا) = والثّان (صحبة) (ظ) هير (د) لفا
يعني خفف الذي في الحجر والأولى في العنكبوت، وهما «إنا لمنجوهم، ولننجينه» يعقوب وحمزة والكسائي وخلف قوله: (والثان) يعني الثاني من العنكبوت، معنى «إنا منجوك» خففه حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب وابن كثير.
ويؤنس الأخرى (ع) لا (ظ) بي (ر) عا = وثقل صفّ (ك) م وخفية معا
يعني وخفف الحرف الأخير من يونس، وهو كذلك «حقا علينا ننجي المؤمنين» حفص ويعقوب والكسائي قوله: (وثقل صف) أي وقرأ الموضع الذي في الصف وهو «تتنجّيكم من عذاب أليم» بالتشديد ابن عامر، والباقون بالتخفيف قوله: (وخفية) يعني قرأ «خفية» من قوله تعالى: تضرعا وخفية في الموضعين هنا والأعراف بالكسر شعبة، والباقون بالضم كما في البيت الآتي:
بكسر ضمّ (ص) ف وأنجانا (كفى) = أنجيتنا الغير وينسي (ك) يّفا
أي وقرأ «لئن أنجانا من هذه» على ما لفظ به الكوفيون، يعني بالألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء كما هو في مصحف الكوفة، وقرأ غير الكوفيين بالياء والتاء من غير ألف وكذا هو في سائر المصاحف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 225] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ظ) لـ وفي الثاني (ا) تل (م) ن (حقّ) وفي = كاف (ظ) بى (ر) ض تحت صاد (ش) رّف
والحجر أولى العنكبا (ظ) لم (شفا) = والثّان (صحبة) (ظ) هير (د) لفا
ويونس الأخرى (ع) لا (ظ) بى (ر) عا = وثقل (ص) فّ (ك) م وخفية معا
ش: أي: قرأ [ذو] [ظاء] (ظل) يعقوب باب «ننجي» كيف وقع، سواء كان اسما أو فعلا اتصل به ضمير، أم بدئ بنون أو ياء، وهو أحد عشر موضعا قل الله ينجيكم هنا [الآية: 64] وفاليوم ننجيك وننجي رسلنا وننج المؤمنين ثلاثتها بيونس [الآيتان: 92، 103]، وإنا لمنجوهم بالحجر [الآية: 59]، وننجي الذين بمريم [الآية: 72] لننجينه [و] إنا منجوك كلاهما بالعنكبوت [الآيتان:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/302]
32، 33] وينجي الله بالزمر [الآية: 61] [و] تنجيكم من عذاب أليم بالصف [الآية: 10]- فقرأ يعقوب بتخفيف الكل إلا الزمر عن رويس ووافقه بعض على بعض: فقرأ بتخفيف (الثاني) هنا وهو: قل الله ينجيكم [الأنعام: 64] ذو ألف [(اتل):
نافع، وميم (من) ابن ذكوان]، و(حق) البصريان وابن كثير.
وقرأ بتخفيف مريم ذو ظاء (ظبا): يعقوب، وراء (رض): الكسائي.
وقرأ بتخفيف الزمر ذو شين (شرف): روح.
وقرأ بتخفيف (الحجر)، و(أول العنكبوت) ذو ظاء (ظلم) يعقوب، و(شفا): حمزة والكسائي وخلف.
وقرأ بتخفيف ثاني العنكبوت مدلول (صحبة) حمزة [والكسائي] وخلف وأبو بكر، وظاء (ظهير) يعقوب، ودال (دلفا) ابن كثير.
وقرأ بتخفيف آخر يونس [الآية: 103] ذو عين (علا): حفص وظاء (ظبى) يعقوب و[راء] (رعا) الكسائي، والباقون بالتثقيل في الجميع.
وثقل الصف ذو كاف (كم) ابن عامر، وخففها الباقون.
تنبيه:
ذكر يعقوب أولا [في] تخفيف الباب كله، ثم ذكر الموافقين، وأعاد ذكره
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/303]
[معهم] لئلا يتوهم خروجه عن أصله.
ولما خرج رويس في الزمر، ذكر روحا وتركه.
ووجه تثقيله: أنه مضارع «نجى» المعدى بالتضعيف.
ووجه تخفيفه: أنه مضارع «أنجى» المعدى بالهمزة، [نحو] لئن أنجيتنا [يونس: 22].
ووجه «الفرق» الجمع). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/304] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (خفية)، فقال: ص:
بكسر ضمّ (صف) وأنجانا (كفى) = أنجيتنا الغير وينسى (ك) يّفا
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر تدعونه تضرعا وخفية هنا بالأنعام [الآية:
63]، وو ادعوا ربكم تضرعا وخفية بالأعراف [الآية: 55] بكسر الخاء، والباقون بضمه، وهما لغتان، والضم أكثر، وقيد الكسر لمخالفة الاصطلاح.
وقرأ مدلول (كفا) الكوفيون لئن أنجينا [الأنعام: 63] بألف بعد الجيم ثم نون، وأصلهم إمالتها، والباقون بياء مثناة تحت وتاء مثناة فوق ثم نون، واستغنى بلفظ القراءتين.
وقرأ ذو كاف (كيفا) ابن عامر ينسّينّك [الأنعام: 68] بفتح النون الأولى وتشديد السين، والباقون بتخفيفها.
وجه غيب أنجينا [الأنعام: 63] مناسبة تدعونه [الأنعام: 63]، وقل الله [الأنعام: 64]، أي: لئن أنجانا الله، وعليه رسم الشامي، وأميل؛ لأنه يائي.
ووجه الخطاب: حكاية قولهم وقت الدعاء، أي: لئن (أنجيتنا) يا ربنا، وعليه بقية الرسوم.
ووجه وجهي ينسينّك: أن ماضيه نسى أو أنسى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/304] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُم، قُلِ اللَّهُ يُنْجِيكُم" [الآية: 63 والآية: 64] بعدها وفي يونس الآية: 92] "فَالْيَوْمَ ننجيك" و"ننجي رُسُلَنَا" و"ننجِي الْمُؤْمِنِين" [الآية: 103] وفي [الحجر الآية: 59] "إِنَّا لَمنجوهُم" وفي [مريم الآية: 72] "ثُمَّ ننجي الَّذِينَ اتَّقَوْا" وفي [العنكبوت الآية: 32، 33] "لَننجيَنَّه" و"إِنَّا منجوك" وفي [الزمر الآية: 61] "وَينجي اللَّه" وفي [الصف الآية: 10] "تنجيكُم" فنافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان بتسكين النون وتخفيف الجيم في الثاني من هذه السورة فقط، وافقهم ابن محيصن والكسائي وحفص كذلك في ثالث يونس، وافقهما المطوعي وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف كذلك في الحجر والأول من العنكبوت، وافقهم المطوعي وقرأ الكسائي كذلك في موضع مريم وافقه ابن محيصن بخلف، وقرأ ابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف الثاني من العنكبوت كذلك، وافقهم ابن محيصن والأعمش وقرأ يعقوب بتخفيف ما عدا الزمر والصف، وهي تسعة أحرف، وأما موضع الزمر فخففه روح وحده، والباقون بالتشديد في سائرهن، وأما حرف الصف فشدده ابن عامر وخففه [إتحاف فضلاء البشر: 2/15]
الباقون، وذلك من نجى بالتضعيف وأنجى بالهمز). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "خفية" [الآية: 63] هنا و[الأعراف الآية: 55] فأبو بكر بكسر الخاء والباقون بضمها وهما لغتان كإسوة وأسوة وأما خيفة آخر الأعراف فليس من هذا بل هو من الخوف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِه" [الآية: 63] فحمزة والكسائي وكذا خلف بألف ممالة بعد الجيم من غير ياء ولا تاء بلفظ الغيبة وافقهم الأعمش، وقرأ عاصم كذلك لكنه بغير إمالة، والباقون بياء ساكنة بعد الجيم بعدها تاء مفتوحة على الخطاب حكاية لدعائهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وخفية} [63] قرأ شعبة بكسر الخاء، والباقون بالضم، لغتان). [غيث النفع: 576]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنجيتنا} قرأ الكوفيون بألف بعد الجيم، من غير ياء ولا تاء، والباقون بياء تحتية ساكنة، وبعدها تاء فوقية مفتوحة). [غيث النفع: 576]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينجيكم} [64] قرأ الحرميان والبصري وابن ذكوان بإسكان النون، وتخفيف الجيم، والباقون بفتح النون، وتشديد الجيم، ولا خلاف بين السبعة في تثقيل {قل من ينجيكم} [63] قبله). [غيث النفع: 576] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63)}
{يُنَجِّيكُمْ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي ونافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر (ينجيكم) بالتشديد من (نجى).
[معجم القراءات: 2/449]
- وقرأ حميد بن قيس وعلي بن نصر وعباس وعبد الوارث عن أبي عمرو ويعقوب وسلام وعباس (ينجيكم) بالتخفيف من (أنجى).
{وَخُفْيَةً}
- قراءة الجمهور (وخفية) بضم الخاء، وهي رواية حفص عن عاصم.
- وقرأ أبو بكر عن عاصم، وحماد (وخفية) بكسر الخاء.
والضم والكسر لغتان مشهورتان كالعدوة والعدوة، والأسوة والإسوة.
وقال ابن عطية: (وقرأ عاصم في رواية أبي بكر رضي الله عنه..) كذا! حسب أنه الخليفة وليس هو، فهو سبق قلم.
- وقرأ الأعمش (وخيفة) بتقديم الياء على الفاء، من الخوف.
- وقراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها (وخفيه).
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
[معجم القراءات: 2/450]
{أَنْجَانَا}
- قرأ عاصم (أنجانا) بالألف والفتح، وهي مروية عن هشام.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (أنجانا) بالألف الممالة وكذلك جاءت القراءة في مصاحف أهل الكوفة بالألف على الغالب.
قال الفراء: (قراءة أهل الكوفة -وكذلك هي في مصاحفهم- (أن ج ي ن ألف)، وبعضهم بالألف أنجانا..).
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب وورش (أنجيتنا) بالتاء على الخطاب حكاية لدعائهم، وهو كذلك في مصاحف أهل المدينة والبصرة.
قال مكي: (على لفظ الخطاب، فهو أبلغ في الدعاء والابتهال والسؤال، وهو الاختيار، لأن الأكثر من القراء عليه).
وقال النحاس: (واتساق الكلام بالتاء كما قرأ أهل المدينة وأهل الشام) ). [معجم القراءات: 2/451]
قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (قل الله ينجيكم) مشددة كوفي، ويزيد، وهشام). [الغاية في القراءات العشر: 243]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({قل الله ينجيكم} [64] مشدد: كوفي إلا العبسي طريق الأبزاري، وحمصي، ويزيد، وهشام، وأيوب). [المنتهى: 2/679]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وهشام (قل الله ينجيكم) منها بالتشديد، وخفف الباقون، وكلهم شددوا: (قل من ينجيكم) ). [التبصرة: 205]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وهشام: {قل الله ينجيكم} (64): مشددًا.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 277]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون وأبو جعفر وهشام: (قل اللّه ينجيكم) مشددا، والباقون مخففا). [تحبير التيسير: 357]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([64]- {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ} مشددا: الكوفيون وهشام). [الإقناع: 2/640] قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (645 - قُلِ اللهُ يُنْجِيكُمْ يُثَقِّلُ مَعْهُمُ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 51]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([645] قل الله ينجيكم يثقل معهم = (هشامٌ) و(شام) ينسينك ثقلا
التثقيل للتكرير، وقبله: {قل من ينجيكم} بإجماع.
والتخفيف لقوله: {لئن أنجيتنا}.
وكذلك القول في: {ينسيك} ). [فتح الوصيد: 2/885] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [645] قل الله ينجيكم يثقل معهم = هشام وشام ينسينك ثقلا
ح: (يثقل): فاعله (هشامٌ)، (قل الله ينجيكم): مفعوله، (معهم): حال من الفاعل، والضمير: للكوفيين، (شامٍ): مبتدأ، (ثقلا): خبره، (ينسينك): مفعول الخبر.
ص: شدد الكوفيون وهشام: {قل الله ينجيكم} [64] من (نجى)، والباقون: {ينجيكم} بالتخفيف من (أنجى) .
وشدد ابن عامر: {ينسينك الشيطان} [68] من (نسى) إذا أنسي، والباقون {ينسينك} من (أنسى)، والكل لغات، كـ (أنزل) و (نزل) ). [كنز المعاني: 2/200] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (645- قُلِ اللهُ يُنْجِيكُمْ يُثَقِّلُ مَعْهُمُ،.. هِشَامٌ وَشَامٍ يُنْسِيَنَّكَ ثَقَّلا
أي هشام مع الكوفيين على تشديد "ينجيكم"، وابن عامر وحده على تشديد: "يُنْسِّيَنَّكَ الشَّيْطَانُ"، والتخفيف والتشديد فيهما لغتان، أنجى ونجى وأنسى ونسَّى كأنزل ونزَّل وأكمل وكمَّل وأمتع ومتَّع، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/122] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (645 - قل الله ينجيكم يثقّل معهم = .... .... .... .... ....
....
ثم أخبر أن هشاما يثقل مع الكوفيين الجيم من قوله تعالى: قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ، ومن ضرورة التثقيل فتح النون فتكون قراءة أهل سما وابن ذكوان بتخفيف الجيم، ومن ضرورته إسكان النون. وقيد يُنَجِّيكُمْ بوقوعه بعد قُلِ اللَّهُ للاحتراز عن قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ فقد اتفق السبعة على قراءته بالتشديد). [الوافي في شرح الشاطبية: 259]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (106- .... .... .... .... .... = .... .... .... يُنْجِي فَثَقِّلَا
107 - بِثَانٍِ أَتَى وَالْخِفَّ فِي الْكُلِّ حُزْ وَتَحْـ = ـتَ صَادَ يُرَى .... .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ينجي فثقلا بثان أتي إلخ، اعلم أنهم اختلفوا في المشتق منالتنجية في أحد عشر موضعًا وهو {من ينجيكم} [63] و{قل الله ينجيكم} [64] هنا وفي يونس {ننجيك ببدنك} [92] و{ننجي رسلنا} [103] {علينا ننج المؤمنين} [103] وفي الحجر {إنا لمنجوهم}[59] وفي مريم {ثم ننجي الذين اتقوا} [72] وفي العنكبوت {لننجينه} [32] و{إنا منجوك} [33] وفي الزمر {وينجي الله} [61] وفي الصف {تنجيكم} [11] قرأ مرموز (ألف) أتى وهو أبو جعفر {قل الله ينجيكم} [64] في هذه السورة بالتثقيل وهو الثان، وعلم من الوفاق أنه قرأ في البواقي كذلك، وقرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب بتخفيف الجمع ما عدا الزمر فإنه قرأ فيه بالتخفيف منرواية روح وهذا معنى قوله: وتحت صاد يرى، واتفقوا على تخفيف موضع الصف وفاقًا لأصولهم، وزيد على المذكور موضعان {فنجي من نشاء} [110] في يوسف، {وكذلك ننجي المؤمنين} [الأنبياء: 88} الأول يأتي في سورته والثاني متفق التخفيف بينهم). [شرح الدرة المضيئة: 126] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَنْ يُنَجِّيكُمْ هُنَا وَقُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ بَعْدَهَا، وَفِي يُونُسَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ، وَنُنَجِّي رُسُلَنَا، وَنُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفِي الْحِجْرِ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ،
[النشر في القراءات العشر: 2/258]
وَفِي مَرْيَمَ نُنَجِّي الَّذِينَ، وَفِي الْعَنْكَبُوتِ لَنُنَجِّيَنَّهُ، وَفِيهَا إِنَّا مُنَجُّوكَ، وَفِي الزُّمَرِ وَيُنَجِّي اللَّهُ، وَفِي الصَّفِّ تُنْجِيكُمْ مِنْ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِتَخْفِيفِ تِسْعَةِ أَحْرُفٍ مِنْهَا، وَهِيَ مَا عَدَا الزُّمَرَ وَالصَّفَّ وَافَقَهُ عَلَى الثَّانِي هُنَا نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ، وَأَبُو عَمْرٍو، وَابْنُ ذَكْوَانَ، وَانْفَرَدَ الْمُفَسِّرُ بِذَلِكَ عَنْ زَيْدٍ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ، وَوَافَقَهُ عَلَى الثَّالِثِ مِنْ يُونُسَ الْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ، وَوَافَقَهُ فِي الْحِجْرِ وَالْأَوَّلِ مِنَ الْعَنْكَبُوتِ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَوَافَقَهُ عَلَى مَوْضِعِ مَرْيَمَ الْكِسَائِيُّ، وَعَلَى الثَّانِي مِنَ الْعَنْكَبُوتِ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَمْزَةُ، وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ.
وَأَمَّا مَوْضِعُ الزُّمَرِ فَخَفَّفَهُ رَوْحٌ وَحْدَهُ وَشَدَّدَ الْبَاقُونَ سَائِرَهُنَّ، وَأَمَّا حَرْفُ الصَّفِّ فَشَدَّدَهُ ابْنُ عَامِرٍ وَخَفَّفَهُ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/259] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى روح {قل من ينجيكم} و{ قل الله ينجيكم} الموضعين [63، 64]، وفي يونس [92] {فاليوم ننجيك}، و{ننجي رسلنا} [يونس: 103]، و{ننج المؤمنين} [يونس: 103]، وفي الحجر [59] {إنا لمنجوهم}، وفي
[تقريب النشر في القراءات العشر: 508]
مريم [72] {ثم ننجي}، وفي العنكبوت [32] {لننجينه}، وفيها [33] {إنا منجوك}، وفي الزمر [6] {وينجي الله}، وفي الصف [10] {تنجيكم من عذابٍ} الإحدى عشرة بالتخفيف، وافقه رويس في غير الزمر، ووافق الجميع سوى ابن عامر في الصف، ووافق نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان في الثاني من هذه السورة [64]، وانفرد بذلك المفسر عن الداجوني عن هشام، ووافق الكسائي وحفص على الثالث من يونس [103] ووافق حمزة والكسائي وخلف في الحجر [59]، والأول من العنكبوت [32]، ووافق الكسائي في مريم [72]، ووافق ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر في الثاني من العنكبوت [32]، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 509] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (600- .... .... .... .... .... = .... وننجي الخفّ كيف وقعا
601 - ظلّ وفي الثّان اتل من حقٍّ وفي = كاف ظبىً رض تحت صاد شرّف
602 - والحجر أولى العنكبا ظلمٌ شفا = والثّان صحبةٌ ظهيرٌ دلفا
603 - ويونس الأخرى علا ظبىٌ رعا = وثقل صفٍّ كم وخفيةً معا
604 - بكسر ضمٍّ صف وأنجانا كفى = أنجيتنا الغير .... .... ). [طيبة النشر: 73] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وننجي الخ) يعني وخفف يعقوب «ننجي» كيف وقع في القرآن بالياء أو بالتاء أو بالنون أو بغير ذلك وهو «ينجيكم» هنا «وقل الله ينجيكم» بعدها وكلاهما في هذه السورة، وفي يونس «فاليوم ننجيك ببدنك، وننجي رسلنا، وننجي المؤمنين» وفي الحجر «إنا لمنجوهم» وفي مريم «ثم ننجي» وفي العنكبوت «لننجينه، إنا منجوك» وفي الزمر «وينجي الله» وفي الصف «ينجيكم من» ووافقه غيره في مواضع كما سيأتي:
(ظ) لّ وفي الثّان (ا) تل (م) ن (حقّ) وفي = كاف (ظ) بى (رض) تحت صاد (ش) رّف
أي الثاني من هذه السورة يعني «قل الله ينجّيكم» خففه نافع وابن ذكوان وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالتشديد قوله: (وفي كاف) يعني وخفف
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 224]
الذي في مريم «ثم ننجّي الذين اتقوا» يعقوب والكسائي قوله: (تحت صاد) أي الذي في الزمر «وينجّي الله الذين اتقوا» خففه روح.
والحجر أولى العنكبا (ظ) لم (شفا) = والثّان (صحبة) (ظ) هير (د) لفا
يعني خفف الذي في الحجر والأولى في العنكبوت، وهما «إنا لمنجوهم، ولننجينه» يعقوب وحمزة والكسائي وخلف قوله: (والثان) يعني الثاني من العنكبوت، معنى «إنا منجوك» خففه حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب وابن كثير.
ويؤنس الأخرى (ع) لا (ظ) بي (ر) عا = وثقل صفّ (ك) م وخفية معا
يعني وخفف الحرف الأخير من يونس، وهو كذلك «حقا علينا ننجي المؤمنين» حفص ويعقوب والكسائي قوله: (وثقل صف) أي وقرأ الموضع الذي في الصف وهو «تتنجّيكم من عذاب أليم» بالتشديد ابن عامر، والباقون بالتخفيف قوله: (وخفية) يعني قرأ «خفية» من قوله تعالى: تضرعا وخفية في الموضعين هنا والأعراف بالكسر شعبة، والباقون بالضم كما في البيت الآتي:
بكسر ضمّ (ص) ف وأنجانا (كفى) = أنجيتنا الغير وينسي (ك) يّفا
أي وقرأ «لئن أنجانا من هذه» على ما لفظ به الكوفيون، يعني بالألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء كما هو في مصحف الكوفة، وقرأ غير الكوفيين بالياء والتاء من غير ألف وكذا هو في سائر المصاحف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 225] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ظ) لـ وفي الثاني (ا) تل (م) ن (حقّ) وفي = كاف (ظ) بى (ر) ض تحت صاد (ش) رّف
والحجر أولى العنكبا (ظ) لم (شفا) = والثّان (صحبة) (ظ) هير (د) لفا
ويونس الأخرى (ع) لا (ظ) بى (ر) عا = وثقل (ص) فّ (ك) م وخفية معا
ش: أي: قرأ [ذو] [ظاء] (ظل) يعقوب باب «ننجي» كيف وقع، سواء كان اسما أو فعلا اتصل به ضمير، أم بدئ بنون أو ياء، وهو أحد عشر موضعا قل الله ينجيكم هنا [الآية: 64] وفاليوم ننجيك وننجي رسلنا وننج المؤمنين ثلاثتها بيونس [الآيتان: 92، 103]، وإنا لمنجوهم بالحجر [الآية: 59]، وننجي الذين بمريم [الآية: 72] لننجينه [و] إنا منجوك كلاهما بالعنكبوت [الآيتان:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/302]
32، 33] وينجي الله بالزمر [الآية: 61] [و] تنجيكم من عذاب أليم بالصف [الآية: 10]- فقرأ يعقوب بتخفيف الكل إلا الزمر عن رويس ووافقه بعض على بعض: فقرأ بتخفيف (الثاني) هنا وهو: قل الله ينجيكم [الأنعام: 64] ذو ألف [(اتل):
نافع، وميم (من) ابن ذكوان]، و(حق) البصريان وابن كثير.
وقرأ بتخفيف مريم ذو ظاء (ظبا): يعقوب، وراء (رض): الكسائي.
وقرأ بتخفيف الزمر ذو شين (شرف): روح.
وقرأ بتخفيف (الحجر)، و(أول العنكبوت) ذو ظاء (ظلم) يعقوب، و(شفا): حمزة والكسائي وخلف.
وقرأ بتخفيف ثاني العنكبوت مدلول (صحبة) حمزة [والكسائي] وخلف وأبو بكر، وظاء (ظهير) يعقوب، ودال (دلفا) ابن كثير.
وقرأ بتخفيف آخر يونس [الآية: 103] ذو عين (علا): حفص وظاء (ظبى) يعقوب و[راء] (رعا) الكسائي، والباقون بالتثقيل في الجميع.
وثقل الصف ذو كاف (كم) ابن عامر، وخففها الباقون.
تنبيه:
ذكر يعقوب أولا [في] تخفيف الباب كله، ثم ذكر الموافقين، وأعاد ذكره
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/303]
[معهم] لئلا يتوهم خروجه عن أصله.
ولما خرج رويس في الزمر، ذكر روحا وتركه.
ووجه تثقيله: أنه مضارع «نجى» المعدى بالتضعيف.
ووجه تخفيفه: أنه مضارع «أنجى» المعدى بالهمزة، [نحو] لئن أنجيتنا [يونس: 22].
ووجه «الفرق» الجمع). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/304] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُم، قُلِ اللَّهُ يُنْجِيكُم" [الآية: 63 والآية: 64] بعدها وفي يونس الآية: 92] "فَالْيَوْمَ ننجيك" و"ننجي رُسُلَنَا" و"ننجِي الْمُؤْمِنِين" [الآية: 103] وفي [الحجر الآية: 59] "إِنَّا لَمنجوهُم" وفي [مريم الآية: 72] "ثُمَّ ننجي الَّذِينَ اتَّقَوْا" وفي [العنكبوت الآية: 32، 33] "لَننجيَنَّه" و"إِنَّا منجوك" وفي [الزمر الآية: 61] "وَينجي اللَّه" وفي [الصف الآية: 10] "تنجيكُم" فنافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان بتسكين النون وتخفيف الجيم في الثاني من هذه السورة فقط، وافقهم ابن محيصن والكسائي وحفص كذلك في ثالث يونس، وافقهما المطوعي وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف كذلك في الحجر والأول من العنكبوت، وافقهم المطوعي وقرأ الكسائي كذلك في موضع مريم وافقه ابن محيصن بخلف، وقرأ ابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف الثاني من العنكبوت كذلك، وافقهم ابن محيصن والأعمش وقرأ يعقوب بتخفيف ما عدا الزمر والصف، وهي تسعة أحرف، وأما موضع الزمر فخففه روح وحده، والباقون بالتشديد في سائرهن، وأما حرف الصف فشدده ابن عامر وخففه [إتحاف فضلاء البشر: 2/15]
الباقون، وذلك من نجى بالتضعيف وأنجى بالهمز). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينجيكم} [64] قرأ الحرميان والبصري وابن ذكوان بإسكان النون، وتخفيف الجيم، والباقون بفتح النون، وتشديد الجيم، ولا خلاف بين السبعة في تثقيل {قل من ينجيكم} [63] قبله). [غيث النفع: 576] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)}
{يُنَجِّيكُمْ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وهشام عن ابن عامر وخلف وأبو جعفر (ينجيكم) بالتشديد من (نجى) للكثرة، وهو الأجود عند الزجاج.
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعلي بن نصر عن أبي عمرو وابن ذكوان وحميد بن قيس وسهل ويعقوب وابن محيصن، والقزاز عن عبد الوارث واليزيدي والحسن (ينجيكم) بالتخفيف من (أنجى) ). [معجم القراءات: 2/452]
قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "باس" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وحققه الباقون، ومنهم الأصبهاني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ بكسر التنوين من "بعض انظر" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ، وابن ذكوان من طريق النقاش عن الأخفش عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/16]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بأس} [65] يبدله السوسي وحده). [غيث النفع: 576]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بعض انظر} قرأ البصري وابن ذكوان وعاصم وحمزة بكسر التنوين في الوصل، والباقون بالضم.
تنبيه: سقط هذا من كلام الجعبري فإنه قال: «والتنوين اثنا عشر {فتيلا انظر} [النساء} و{وغير متشابه انظروا} [99] ...».
وتبعه ابن القاصح فقالك «وأول وقوع التنوين بالنساء {فتيلا انظر} وبالأنعام {متشابه انظروا}» ولم يذكره ابن غازي أيضًا.
[غيث النفع: 576]
ولا بد منه، وتركه سهو بلا شك). [غيث النفع: 577]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)}
{الْقَادِرُ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{أَوْ يَلْبِسَكُمْ}
- قراءة الجماعة بفتح الياء (.. يلبسكم)، أي: يلبس عليكم أموركم.
- وقرأ أبو عبد الله المدني (.. يلبسكم) بضم الباء من (ألبس)، أي: يلبسكم الفتنة.
{وَيُذِيقَ}
- قراءة الجماعة بالياء (ويذيق).
[معجم القراءات: 2/452]
- وقرأ الأعمش (ونذيق) بالنون، وهي نون العظمة، وهو التفات فائدته نسبة ذلك إلى الله على سبيل العظمة والقدرة البالغة.
{بَأْسَ}
- أبدل الهمز فيه ألفًا (باس) أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- وحقق الهمز الباقون (بأس) ومعهم الأصبهاني.
{بَعْضٍ انْظُرْ}
- قرأ (بعضٍ انظر) بكسر التنوين لالتقاء الساكنين أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ وابن ذكوان من طريق النقاش عن الأخفش عنه، وسهل والمطوعي والحسن، وهي قراءة أهل مكة.
- وقرأ الباقون (بعض انظر) بضم التنوين، وهو الوجه الثاني لقنبل وابن ذكوان، والضم دليل على أن ألف الوصل المحذوفة من الكلام كانت مضمومة). [معجم القراءات: 2/453]
قوله تعالى: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66)}
{وَكَذَّبَ}
- قراءة الجماعة (كذب) على التذكير.
- وقرأ ابن أبي عبلة (كذبت) بالتاء على معنى الجماعة.
{وَكَذَّبَ بِهِ}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب.
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها في مواضع، وانظر الآيتين/29 و85
[معجم القراءات: 2/453]
من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/454]
قوله تعالى: {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67)}
{لِكُلِّ نَبَإٍ}
- فيه لحمزة وهشام وقفًا الإبدال ألفًا، والتسهيل بالروم). [معجم القراءات: 2/454]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين