العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم الاعتقاد > جمهرة شرح أسماء الله الحسنى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 رمضان 1434هـ/9-07-2013م, 08:55 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي الأسماء المضاف إليها "ذو"

الأسماء المضاف إليها "ذو"
- ذو الجلال والإكرام.
- أدلّة هذا الاسم
- شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ)
- شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)
- شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)
- شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ)
- شرح ابن سعدي (ت:1376هـ)

- ذو الفضل العظيم.

- أدلّة هذا الاسم
- شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)
- شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ)


ذو العرش
- أدلّة هذا الاسم

- ذو الطول.

- أدلّة هذا الاسم

- شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)
- شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ)

- ذو المعارج.
- أدلّة هذا الاسم
- شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)

- ذو القوة (القوى)

- أدلّة هذا الاسم
- شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)

- ذو العزة
-أدلّة هذا الاسم

- ذو المغفرة
-أدلّة هذا الاسم

- ذو الرحمة.
-أدلّة هذا الاسم

- ذو الانتقام.
-أدلّة هذا الاسم

- ذو الملك.
-أدلّة هذا الاسم

- ذو الملكوت
-أدلّة هذا الاسم

-ذو الجبروت
-أدلّة هذا الاسم

-ذو الكبرياء
-أدلّة هذا الاسم

- ذو العظمة
-أدلّة هذا الاسم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 02:21 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو الجلال والإكرام

- أدلّة هذا الاسم
{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} [الرحمن: 27]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويبقى وجه ربّك ذو الجلال...}: هذه، والتي في آخرها ذي ـ كلتاهما في قراءة عبد الله ـ ذي ـ تخفضان في الإعراب؛ لأنهما من صفة ربك تبارك وتعالى، وهي في قراءتنا: {ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام}
ذو: تكون من صفة وجه ربنا ـ تبارك وتعالى).[معاني القرآن: 3/116]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ذو الجلال} [الرحمن: 27] : «ذو العظمة»). [صحيح البخاري: 6/145]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ذو الجلال العظمة هو من كلام ابن عبّاسٍ وسيأتي في التّوحيد وقرأ الجمهور ذو الجلال الأولى بالواو صفةً للوجه وفي قراءة ابن مسعودٍ ذي الجلال بالياء صفةً للرّبّ وقرأ الجمهور الثّانية كذلك إلّا بن عامرٍ فقرأها أيضًا بالواو وهي في مصحف الشّام كذلك). [فتح الباري: 8/623]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ذو الجلال: ذو العظمة
أشار به إلى قوله تعالى: {تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام} (الرّحمن: 38) أي: ذو العظمة والكبرياء. قوله: (والإكرام)، أي: ذو الكرم، وهو الّذي يعطي من غير مسألة ولا وسيلة، وقيل: المتجاوز الّذي لا يستقصى في العتاب).
[عمدة القاري: 19/215]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: كلّ من على ظهر الأرض من جنّ وإنسٍ فإنّه هالكٌ، ويبقى وجه ربّك يا محمّد ذو الجلال والإكرام.
وذو الجلال والإكرام من نعت الوجه فلذلك رفع ذو وقد ذكر أنّها في قراءة عبد اللّه بالياء (ذي الجلال) على أنّه من نعت الرّبّ وصفته).
[جامع البيان: 22/212]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله {ذو الجلال والإكرام} قال: ذو الكبرياء والعظمة). [الدر المنثور: 14/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن حميد بن هلال قال: قال رجل: يرحم الله رجلا أتى على هذه الآية {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} فسأل الله تعالى بذلك الوجه الكافي الكريم ولفظ البيهقي بذلك الوجه الباقي الجميل). [الدر المنثور: 14/118-119]

{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)} [الرحمن: 78]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ذو الجلال} [الرحمن: 27] : «ذو العظمة»). [صحيح البخاري: 6/145] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ذو الجلال العظمة هو من كلام ابن عبّاسٍ وسيأتي في التّوحيد وقرأ الجمهور ذو الجلال الأولى بالواو صفةً للوجه وفي قراءة ابن مسعودٍ ذي الجلال بالياء صفةً للرّبّ وقرأ الجمهور الثّانية كذلك إلّا بن عامرٍ فقرأها أيضًا بالواو وهي في مصحف الشّام كذلك). [فتح الباري: 8/623] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ذو الجلال: ذو العظمة
أشار به إلى قوله تعالى: {تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام} (الرّحمن: 38) أي: ذو العظمة والكبرياء. قوله: (والإكرام)، أي: ذو الكرم، وهو الّذي يعطي من غير مسألة ولا وسيلة، وقيل: المتجاوز الّذي لا يستقصى في العتاب).
[عمدة القاري: 19/215] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الاسم) يزاد، قال: أبو عبيدة: بسم الله إنما هو بالله، وأنشد للبيد:
إلى الحولِ ثمَّ اسمُ السَّلامِ عليكما = ومن يبكِ حولاً كاملاً فقد اعتذرْ
أي: السلام عليكما.
و{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ}، أي: تبارك ربّك). [تأويل مشكل القرآن: 255]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ذي الجلال والإكرام}
- أخبرنا أبو عليٍّ محمّد بن يحيى، قال: حدّثنا عبد الله بن عثمان، قال: حدّثنا عبد الله، قال: أخبرنا يحيى بن حسّان، عن ربيعة بن عامرٍ، قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ألظوا بذي الجلال والإكرام»).
[السنن الكبرى للنسائي: 10/286]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {تبارك اسم ربّك}. يقول تعالى ذكره: تبارك ذكر ربّك يا محمّد {ذي الجلال} يعني ذي العظمة {والإكرام}. يعني: ومن له الإكرام من جميع خلقه.
- كما: حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ذي الجلال والإكرام} يقول: ذو العظمة والكبرياء).
[جامع البيان: 22/278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}
أي: فبأيّ نعم ربّكما التي عددت عليكما يا معشر الجن والإنس تكذبان.
فإنما ينبغي أن يعظّما الله ويمجداه، فختم السورة بما ينبغي أن يمجّد به - عزّ وجلّ - ويعظّم، فقال عزّ وجلّ: {تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام}). [معاني القرآن: 5/105] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام}
وأخرج البخاري في الأدب والترمذي، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن معاذ بن جبل قال: سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: يا ذا الجلال والإكرام قال: قد استجيب لك فسل.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس بن مالك قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطي).
[الدر المنثور: 14/170-171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجة والبيهقي عن ثوبان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثا ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام). [الدر المنثور: 14/171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام فإنهما اسمان من أسماء الله العظام). [الدر المنثور: 14/171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام). [الدر المنثور: 14/171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والنسائي، وابن مردويه عن ربيعة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام). [الدر المنثور: 14/171-172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي، وابن مردويه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام). [الدر المنثور: 14/172]


قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (ذو الجلال والإكرام
أخبرنا محمّد بن عيسى عن ابن المبارك عن يحيى بن حسان عن ربيعة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ألظّوا بـ يا ذا الجلال والإكرام)
- أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى قال ثنا خالد قال ثنا شعبة عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم قال (اللّهمّ أنت السّلام ومنك السّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام).[النعوت الأسماء والصفات:318- 1/316]

قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (ذو الجلال والإكرام الجلالة والجلال واحد وهما مصدر الجليل من الرجال ومعنى ذو الجلال أنه المستحق لأن يجل ويكرم). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (ذو الجلال
الجلال: العظمة، فالله عز وجل ذو الجلال والعظمة والكبرياء. قال الأصمعي: ولا يقال: «الجلال» إلا لله عز وجل. قال أبو حاتم السجستاني: قد يقال: «جلال» في غير الله. أنشد لهبدة بن خشرم:
فلا ذا جلال هبنه لجلاله = ولا ذا ضياع هن يتركن للفقر
قال الأصمعي: ويقال: «فعلت ذلك من جلل كذا وكذا، ومن جلال ذلك»: أي من عظمته في صدري. قال جميل:
رسم دار وقفت في طلله = كدت أقضي الغداة من جلله
ويقال: «فعلت ذلك من أجل كذا وكذا، ومن إجله، ومن جراه، ومن جرائه، ومن جلله». ويقال: «ذاك أمر جلل»: أي عظيم، «وأمر جلل»: أي صغير، وهو من الأضداد. قال الشاعر:
كل شيء ما خلا الله جلل
أي: صغير حقير. وقال آخر:
يقول جزء ولم يقل جللاً = إني تزوجت ناعمًا جذلا
أي: لم يقل صغيرًا.
والجلى: الأمر العظيم وجمعها جلل، والجلة: الإبل المسان، ويقال: «مشيخة جلة». وجلة بالفتح: البعر، والجلالة: الإبل التي تأكل العذرة، والجليل: الثمام قال الشاعر:
ألا ليت شعري هل إيبتن ليلة = بواد وحولي إذخر وجليل
وجل الشيء: معظمه، وتجللت الشيء: إذا أخذت جلاله، وجل الرجل البعر: إذا لقطه.
وجل الرجل يجل جلولاً: إذا أخرج من بلد إلى بلد، وكذلك جلا يجلو جلاء لغتان، ومنه قولهم: «استعمل فلان على الجالة والجالية». فالجالة من جللت، والجالية من جلوت، وهو أن يأتي أقوامًا فروا من مكان إلى مكان.
ويقال: «جل الرجل يجل جلة»: إذا عظم، والمجلة: صحيفة يكتب فيها شيء من الحكم وينشد بيت النابغة:
مجلتهم ذات الإله ودينهم = قويم فما يرجون غير العواقب
يعين: الصحيفة التي يقرؤون فيها، ويروى «محلتهم» بالحاء يراد بها: بيت المقدس لأنها دارهم). [اشتقاق أسماء الله: 201-203]

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (ذو الإكرام
الإكرام: مصدر من: «أكرمت إكرامًا»: يراد بذلك أنه يكرم عباده المؤمنين، كما يهين الكفار. يقال: «أكرمت إكرامًا»، والكرامة: الاسم، والمكرمة: الفضيلة. وقد شرحنا الكريم والكرم فيما مضى). [اشتقاق أسماء الله: 203-204]

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (86- ذو الجلال والإكرام: الجلال: مصدر الجليل. يقال: جليل بين الجلالة والجلال. والإكرام: مصدر أكرم يكرم إكراما والمعنى: أن الله جل وعز مستحق أن يجل ويكرم فلا يحجد، ولا يكفر به، وقد يحتمل أن يكون المعنى أنه يكرم أهل ولايته، ويرفع درجاتهم بالتوفيق لطاعته في الدنيا، ويجلهم بأن يتقبل أعمالهم ويرفع في الجنان درجاتهم، وقد يحتمل [أن يكون] أحد الأمرين، وهو الجلال، مضافًا إلى الله سبحانه بمعنى الصفة له، والآخر مضافا إلى العبد بمعنى الفعل منه، كقوله سبحانه: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} [المدثر: 56] [فانصرف أحد الأمرين وهو المغفرة إلى الله سبحانه] والآخر إلى العباد وهو التقوى. والله أعلم). [شأن الدعاء: 91-92]

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: ذو الجلال والإكرام قاله الله عزّ وجلّ في سورة الرّحمن.
263 - أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، قال: حدثنا أحمد بن الفضل العسقلانيّ، حدثنا بشر بن بكر، وأخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلمٍ، قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرٍو، حدثنا أبو مسهرٍ عبد الأعلى بن مسهرٍ، حدثنا إسماعيل بن سماعة قالا: حدّثنا عبد الرّحمن بن عمرٍو الأوزاعيّ، عن شدّاد بن عبد الله أبي عمّارٍ قال: حدّثني أبو أسماء الرّحبيّ، حدثنا ثوبان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاث مرّاتٍ ثمّ قال: اللهمّ أنت السّلام ومنك السّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
264 - أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليٍّ، قال: حدثنا أبو حاتمٍ محمّد بن إدريس بن المنذر الرّازيّ، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة، عن خالدٍ الحذّاء، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة قالت: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا سلّم قال: اللهمّ أنت السّلام ومنك السّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
265 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الورّاق، حدثنا أحمد بن مهديٍّ، حدثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، حدثنا يحيي بن أيّوب، حدّثني جعفر بن ربيعة، أنّ عون بن عبد الله بن عتبة قال: صلّى رجلٌ إلى جنب عبد الله بن عمرٍو فسمعه حين سلّم يقول: اللهمّ أنت السّلام ومنك السّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. ثمّ صلّى إلى جنب ابن عمر فسمعه حين سلّم يقول مثل ذلك فضحك الرّجل فقال له ابن عمر: ما أضحكك؟ فقال: إنّي صلّيت إلى جنب ابن عمرٍو فسمعته يقول مثل ما قلت، فقال عبد الله بن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل ذلك). [التوحيد: 2/120-121]

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: المضافة إلى صفاته وأفعاله
قوله عزّ وجلّ: {ذو الجلال والإكرام}
قال ابن عبّاسٍ: ذو الكبرياء والعظمة. وقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: قال الله: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري.
358 - أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوقٍ، حدثنا وهب بن جريرٍ، حدثنا شعبة، عن عاصمٍ الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة، رضي الله عنها، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا سلّم قال: اللهمّ أنت السّلام ومنك السّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
359 - أخبرنا محمّد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن منصورٍ المروزيّ، قال: حدثنا سلمة بن سليمان المروزيّ، حدّثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا يحيى بن حسّان، عن ربيعة بن عامرٍ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألظّوا بيا ذا الجلال والإكرام.
يحيى بن حسّان: فلسطينيٌّ ثقةٌ مشهورٌ.
وروي من حديث الأعمش، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنسٍ نحوه.
وهذا من رسم النّسائيّ.
360 - أخبرنا محمّد بن الحسن أبو طاهرٍ، قال: حدثنا عبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، حدثنا أبو عبد الرّحمن المقري، قال: حدثنا حيوة بن شريحٍ، أخبرني أبو هانئٍ الجنبيّ، أنّ أبا عليٍّ عمرو بن مالكٍ الجنبيّ أخبره، عن فضالة بن عبيدٍ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثةٌ لا تسأل عنهم: رجلٌ ينازع الله رداءه، فإنّ رداءه الكبرياء، وإزاره العزّة، ورجلٌ شكّ في أمر الله، والقنوط من رحمة الله.
ذو الفضل العظيم.
361 - أخبرنا أبو عمرٍو المدينيّ، قال: حدثنا أبو أميّة، محمّد بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الصّمد بن حسّان المروزيّ، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن محمّد بن زيادٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينجّي أحدكم عمله قالوا: ولا أنت؟ قال: ولا أنا إلاّ أن يتغمّدني الله بفضلٍ منه ورحمةٍ.
ذو القوّة المتين، ذو العرش المجيد، ذو الطّول والإحسان، ذو الرّحمة الواسعة، ذو الجبروت والملكوت، فاطر السّماوات والأرض، فالق الحبّ والنّوى، منزل الكتاب، سريع الحساب، علاّم الغيوب، غافر الذّنب، وقابل التّوب، فارج الهمّ، كاشف الكرب، مقلّب القلوب.
362 - أخبرنا الحسين بن عليٍّ، قال: حدثنا محمّد بن إسحاق أبو بكرٍ، قال: حدثنا أحمد بن منيعٍ، وزياد بن أيّوب، قالا: حدثنا هشيمٌ، أخبرنا يعلى بن عطاءٍ، عن عمرو بن عاصمٍ، عن أبي هريرة، أنّ أبا بكرٍ الصّدّيق، رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: علّمني كلماتٍ أقولهنّ إذا أصبحت وإذا أمسيت فقال: قل: اللهمّ فاطر السّماوات والأرض عالم الغيب والشّهادة، ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أعوذ بك من شرّ نفسي وشرّ الشّيطان وشركه فقال: قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك.
قال: وأخبرنا محمّد بن بشّارٍ، حدثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدثنا شعبة، عن يعلى نحوه.
منزل الكتاب سريع الحساب.
363 - أخبرنا عبدوس بن الحسين، قال: حدثنا أبو حاتمٍ، قال: حدثنا أبو شيخٍ الحرّانيّ عبد الله بن مروان، حدثنا زهير بن معاوية، حدثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب، فقال: اللهمّ منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب، اللهمّ اهزمهم وزلزلهم.
رواه جماعةٌ عن إسماعيل.
ربّ العرش العظيم، ربّ العرش الكريم، ربّ السّماوات السّبع، خير الرّاحمين، أرحم الرّاحمين، خير الفاتحين، خير النّاصرين، خير الوارثين، خير الفاصلين، خير المنزلين، أحكم الحاكمين، أحسن الخالقين، وليّ المؤمنين.
364 - أخبرنا حمزة بن محمّدٍ الكنانيّ، قال: أخبرنا أحمد بن شعيبٍ النّسائيّ، أخبرنا نصر بن عليٍّ الجهضميّ، قال: حدثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدثنا سعيدٌ، وهشامٌ، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عبّاسٍ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهنّ عند الكرب: لا إله إلاّ الله العظيم الحليم، لا إله إلاّ الله ربّ العرش العظيم، لا إله إلاّ الله ربّ السّماوات السّبع وربّ العرش الكريم.
365 - أخبرنا محمّد بن سعدٍ، وحمزة بن محمّدٍ، قالا: حدثنا أبو عبد الرّحمن النّسائيّ، أخبرنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيدٍ، وعبد الرّحمن بن إبراهيم دحيمٌ، قالا: حدثنا مروان بن معاوية، قال: حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: كان رجلٌ من الأنصار عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم ومعه صبيٌّ له، فجعل يضمّ إليه صبيّه، فقال: أترحمه؟ فقال: نعم يا رسول الله، فقال: الله أرحم منك، وهو أرحم الرّاحمين.
366 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: حدثنا سهل بن عبد الله أبو طاهرٍ، حدثنا صفوان بن صالحٍ الدّمشقيّ، حدثنا الوليد بن مسلمٍ، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للّه تسعةٌ وتسعون اسمًا مائةٌ إلاّ واحدًا من أحصاها دخل الجنّة هو الله الّذي لا إله إلاّ هو الرّحمن الرّحيم: الملك، القدّوس، السّلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر، الخالق، البارئ، المصوّر، الغفّار، القهّار، الوهّاب، الرّزّاق، الفتّاح، القابض، الباسط، الخافض، الرّافع، المعزّ، المذلّ، السّميع، البصير، الحكم، العدل، اللّطيف، الخبير، الحليم، العليم، الغفور، الشّكور، العليّ، الكبير، الحفيظ، المغيث، الحسيب، الجليل، الكريم، الرّقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المحيط، الباعث، الشّهيد، الحقّ، الوكيل، القويّ، المبين، الوليّ، الحميد، المحصي، المعيد، المبدئ، المحيي، المميت، الحيّ، القيّوم، الماجد، الواجد، الواحد، الأحد، الصّمد، القادر، المقتدر، المقدّم، المؤخّر، الأوّل الآخر، الظّاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البرّ، التّوّاب، المنتقم، العفوّ، الرّؤوف، الملك، المالك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغنيّ المغني، المانع، المنّان، الضّارّ، النّافع، النّور، الهاد، البديع، الباقي، الوارث، الرّشيد، الصّبور.
رواه موسى بن أيّوب عن الوليد وغيره وذكر الأسماء). [التوحيد: 2/202-206]
قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ): ("ذو الجلال والإكرام" أي: ذو العظمة والكبرياء، وذو الرحمة والجود، والإحسان العام والخاص، المكرم لأوليائه وأصفيائه، الذين يجلونه ويعظمونه ويحبونه). [تيسير الكريم المنان: 947]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:09 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو الفضل العظيم

- أدلة هذا الاسم:
{مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)} [البقرة: 105]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واللّه يختصّ برحمته من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم}.
يعني بقوله -جلّ ثناؤه-:
{واللّه يختصّ برحمته من يشاء} واللّه يختصّ من يشاء بنبوّته ورسالته فيرسله إلى من يشاء من خلقه، ويتفضّل بالإيمان به على من أحبّ فيهديه له. واختصاصه إيّاهم بها إفرادهم بها دون غيرهم من خلقه. وإنّما جعل اللّه رسالته إلى من أرسل إليه من خلقه وهدايته من هدى من عباده رحمةً منه له ليصيّره بها إلى رضاه ومحبّته وفوزه بها بالجنّة واستحقاقه بها ثناءه؛ وكلّ ذلك رحمةً من اللّه له.
وأمّا قوله:
{واللّه ذو الفضل العظيم} فإنّه خبرٌ من اللّه -جلّ ثناؤه- عن أنّ كلّ خيرٍ ناله عباده في دينهم ودنياهم فإنّه من عنده ابتداءً وتفضّلاً منه عليهم من غير استحقاقٍ منهم ذلك عليه.
وفي قوله:
{واللّه يختصّ برحمته من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم} تعريضٌ من اللّه -تعالى ذكره- بأهل الكتاب أنّ الّذي آتى نبيّه محمّدًا -صلّى اللّه عليه وسلّم- والمؤمنين به من الهداية تفضّل منه، وأنّ نعمه لا تدرك بالأمانيّ ولكنّها مواهب منه يختصّ بها من يشاء من خلقه). [جامع البيان: 2/ 387-388]

{فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)} [البقرة: 251]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولولا دفع اللّه النّاس بعضهم ببعضٍ لفسدت الأرض ولكنّ اللّه ذو فضلٍ على العالمين}.
يعني تعالى ذكره بذلك: ولولا أنّ اللّه يدفع ببعض النّاس، وهم أهل الطّاعة له والإيمان به، بعضًا وهم أهل المعصية للّه، والشّرك به، كما دفع عن المتخلّفين عن طالوت يوم جالوت من أهل الكفر باللّه والمعصية له وقد أعطاهم ما سألوا ربّهم ابتداءً من بعثة ملكٍ عليهم ليجاهدوا معه في سبيله بمن جاهد معه من أهل الإيمان باللّه واليقين والصّبر، جالوت وجنوده، لفسدت الأرض، يعني لهلك أهلها بعقوبة اللّه إيّاهم، ففسدت بذلك الأرض، ولكنّ اللّه ذو منٍّ على خلقه، وتطوّلٍ عليهم بدفعه بالبرّ من خلقه عن الفاجر، وبالمطيع عن العاصي منهم، وبالمؤمن عن الكافر.
وهذه الآية إعلامٌ من اللّه تعالى ذكره أهل النّفاق الّذين كانوا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المتخلّفين عن مشاهده والجهاد معه للشّك الّذي في نفوسهم ومرض قلوبهم والمشركين وأهل الكفر منهم، وأنّه إنّما يدفع عنهم معاجلتهم العقوبة، على كفرهم ونفاقهم بإيمان المؤمنين به وبرسوله، الّذين هم أهل البصائر والجدّ في أمر اللّه، وذوو اليقين بإنجاز اللّه إيّاهم وعده على جهاد أعدائه، وأعداء رسوله من النّصر في العاجل، والفوز بجنّانه في الآخرة).
[جامع البيان: 4/514-515]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله ولكنّ اللّه ذو فضلٍ على العالمين
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ ثنا زنيجٌ محمّد بن عمرٍو ثنا سلمة، قال بن إسحاق ولكنّ اللّه ذو فضلٍ على العالمين أي: منٍّ).
[تفسير القرآن العظيم: 1/481]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لفسدت الأرض يقول لهلك أهلها). [تفسير مجاهد: 114]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولكنّ اللّه ذو فضلٍ على العالمين} أي: منٌّ عليهم ورحمةٌ بهم، يدفع عنهم ببعضهم بعضًا وله الحكم والحكمة والحجّة على خلقه في جميع أفعاله وأقواله). [تفسير ابن كثير: 1/ 670]

{يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)} [آل عمران: 74]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يختصّ برحمته من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم}
...
{واللّه ذو الفضل العظيم} يقول: ذو فضلٍ يتفضّل به على من أحبّ وشاء من خلقه، ثمّ وصف فضله بالعظم، فقال: فضله عظيمٌ؛ لأنّه غير مشبهٍ في عظم موقعه ممّن أفضله عليه أفضال خلقه، ولا يقاربه في جلالة خطره ولا يدانيه). [جامع البيان: 5/507]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يختصّ برحمته من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم (74)
...
قوله تعالى: واللّه ذو الفضل العظيم
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه ابن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قوله: العظيم يعني: وافرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/683]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {ذو الفضل العظيم} يعني الوافر). [الدر المنثور: 3/628]

{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} [آل عمران: 174]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فانقلبوا بنعمةٍ من اللّه وفضلٍ لم يمسسهم سوءٌ واتّبعوا رضوان اللّه واللّه ذو فضلٍ عظيمٍ}
...
{واللّه ذو فضلٍ عظيمٍ} يعني: واللّه ذو إحسانٍ وطولٍ عليهم بصرف عدوّهم الّذي كانوا قد همّوا بالكرّة إليهم، وغير ذلك من أياديه عندهم، وعلى غيرهم بنعمةٍ، عظيمٌ عند من أنعم به عليه من خلقه). [جامع البيان: 6/253]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فانقلبوا بنعمةٍ من اللّه وفضلٍ لم يمسسهم سوءٌ واتّبعوا رضوان اللّه واللّه ذو فضلٍ عظيمٍ (174)
......
قوله تعالى: واللّه ذو فضلٍ عظيمٍ
- حدّثنا أبي ثنا الحسن بن الرّبيع، ثنا ابن إدريس، قال محمّد بن إسحاق:
قوله: واللّه ذو فضلٍ عظيمٍ لما صرف عنهم من لقاء عدوّهم).
[تفسير القرآن العظيم: 2/820]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)} [الأنفال: 29]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {والله ذو الفضل العظيم} يقول: واللّه الّذي يفعل ذلك بكم، له الفضل العظيم عليكم وعلى غيركم من خلقه بفعله ذلك وفعل أمثاله، وإنّ فعله جزاءٌ منه لعبده على طاعته إيّاه؛ لأنّه الموفّق عبده لطاعته الّتي اكتسبها حتّى استحقّ من ربه الجزاء الّذي وعده عليها). [جامع البيان: 11/129-130]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا أيّها الّذين آمنوا إن تتّقوا اللّه يجعل لكم فرقانًا ويكفّر عنكم سيّئاتكم ويغفر لكم واللّه ذو الفضل العظيم (29)
قوله تعالى: واللّه ذو الفضل العظيم
- حدّثنا أبي ثنا عبد اللّه بن صالح بن مسلمٍ أنبأ فضيل بن مرزوقٍ عن عطيّة حدّثني ابن عبّاسٍ قال: إذا قال اللّه للشّيء عظيمٍ فهو عظيمٌ.
- حدّثنا أبو زرعة ثنا ابن بكيرٍ ثنا ابن لهيعة ثنا عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ قوله: العظيم يعني: وافرًا).
[تفسير القرآن العظيم: 5/1686]

{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)} [الحديد: 21]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {سابقوا إلى مغفرةٍ من ربّكم وجنّةٍ عرضها كعرض السّماء والأرض أعدّت للّذين آمنوا باللّه ورسله ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم}.
وقوله: {ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء}. يقول جلّ ثناؤه: هذه الجنّة الّتي عرضها كعرض السّماء والأرض الّتي أعدّها اللّه للّذين آمنوا باللّه ورسله، فضل اللّه تفضّل به على المؤمنين، واللّه يؤتي فضله من يشاء من خلقه، وهو ذو الفضل العظيم عليهم، بما بسط لهم من الرّزق في الدّنيا، ووهب لهم من النّعم، وعرّفهم موضع الشّكر، ثمّ جزاهم في الآخرة على الطّاعة ما وصف أنّه أعدّه لهم).
[جامع البيان: 22/417-418]

{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)} [الحديد: 29]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لئلاّ يعلم أهل الكتاب ألاّ يقدرون على شيءٍ من فضل اللّه وأنّ الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم}.
....
وقوله: {وأنّ الفضل بيد اللّه}. يقول تعالى ذكره: وليعلموا أنّ الفضل بيد اللّه دونهم، ودون غيرهم من الخلق {يؤتيه من يشاء}. يقول: يعطي فضله ذلك من يشاء من خلقه، ليس ذلك إلى أحدٍ سواه {واللّه ذو الفضل العظيم}. يقول تعالى ذكره: واللّه ذو الفضل على خلقه، العظيم فضله).
[جامع البيان: 22/445]

{فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)} [الجمعة: 4]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({واللّه ذو الفضل العظيم}. يقول: اللّه ذو الفضل على عباده، المحسن منهم والمسيء، والّذين بعث فيهم الرّسول منهم وغيرهم، {العظيم} الّذي يقلّ فضل كلّ ذي فضلٍ عنده). [جامع البيان: 22/632]


قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (وذو الطول [وذو الفضل]: معناه أهل الطول والفضل. وذو: حرف النسبة. كقوله تعالى: {ذو الجلال والإكرام} [الرحمن: 27] ).[شأن الدعاء: 104-105] (م)

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: المضافة إلى صفاته وأفعاله
...
ذو الفضل العظيم.

361 - أخبرنا أبو عمرٍو المدينيّ، قال: حدثنا أبو أميّة، محمّد بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الصّمد بن حسّان المروزيّ، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن محمّد بن زيادٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينجّي أحدكم عمله قالوا: ولا أنت؟ قال: ولا أنا إلاّ أن يتغمّدني الله بفضلٍ منه ورحمةٍ). [التوحيد: 2/203]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:09 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو العرش
- أدلة هذا الاسم:
{قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42)} [الإسراء: 42]

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون} [الإسراء: 42] وهي تقرأ أيضًا بالتّاء.
فمن قرأها بالتّاء فيقول للنّبيّ: قل لهم: لو كان معه آلهةٌ، ثمّ أقبل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كما تقولون.
ومن قرأها بالياء يقول للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهم: لو كان معه آلهةٌ كما يقولون.
{إذًا لابتغوا} [الإسراء: 42]، يعني: الآلهة لو كانت آلهةً.
{إلى ذي العرش سبيلا} [الإسراء: 42] إذًا لطلبوا إليه الوسيلة والقربة.
وقال قتادة: إذًا لعرفوا له فضله عليهم، ولابتغوا إليه ما يقرّبهم إليه).
[تفسير القرآن العظيم: 1/137]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون إذًا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين الّذين جعلوا مع اللّه إلهًا آخر: لو كان الأمر كما تقولون: من أنّ معه آلهةً وليس ذلك كما تقولون، إذن لابتغت تلك الآلهة القربة من اللّه ذي العرش العظيم، والتمست الزّلفة إليه، والمرتبة منه. كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون إذًا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً} يقول: لو كان معه آلهةٌ إذن لعرفوا فضله ومرتبته ومنزلته عليهم، فابتغوا ما يقرّبهم إليه.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {إذًا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً} قال: لابتغوا القرب إليه، مع أنّه ليس كما يقولون).
[جامع البيان: 14/603]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا }
فمن قرأ (كما تقولون) فعلى مخاطبة القائلين {إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا}.
أي لتقربوا إلى ذي العرش، كما قال: {أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب}.
وقال بعضهم: {إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا} أي لكانوا مضادّين له يطلبون الانفراد بالربوبية.
والقول الأول عليه المفسرون). [معاني القرآن: 3/242-241]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا}
قال قتادة المعنى إذا لتقربوا إلى الله
وقال سعيد بن جبير إذا لطلبوا إليه طريقا للوصول ليزيلوا ملكه جل وعز). [معاني القرآن: 4/159]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):({إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا} لو كان معه آلهة كما تقولون، لابتغوا -أولئك الآلهة- التقرب إلى الله، لأنه رب كل شيء.
وقيل: لابتغوا سبيلا: أي طريقا إليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 137]

{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15)} [غافر: 15]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده...}.
الروح في هذا الموضع: النبوة؛ لينذر من يلقى عليه الروح يوم التلاق, وإنما قيل "التلاق"؛ لأنه يلتقي فيه أهل السماء , وأهل الأرض).
[معاني القرآن: 3/6]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة يلقي الروح قال الوحي والرحمة). [تفسير عبد الرزاق: 2/179]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى يوم التلاق يوم يتلاقى أهل السماء وأهل الأرض والخالق وخلقه). [تفسير عبد الرزاق: 2/180]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({رفيع الدّرجات ذو العرش يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التّلاق}
وقال:
{رفيع الدّرجات ذو العرش} :رفيع ,رفع على الابتداء, والنصب جائز لو كان في الكلام على المدح). [معاني القرآن: 4/2]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يلقي الرّوح من أمره}: أي: الوحي).[تفسير غريب القرآن: 386]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {رفيع الدّرجات ذو العرش يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التّلاق (15) يوم هم بارزون لا يخفى على اللّه منهم شيءٌ لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار}.
يقول تعالى ذكره: هو رفيع الدّرجات؛ ورفع قوله: {رفيع الدّرجات} على الابتداء؛ ولو جاء نصبًا على الرّدّ على قوله: فادعوا اللّه، كان صوابًا. {ذو العرش} يقول: ذو السّرير المحيط بما دونه).
[جامع البيان: 20/294]

{ذي قُوَّةٍ عِنْدَ ذي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20)} [التكوير: 20]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {ذي قُوَّةٍ عِنْدَ ذي الْعَرْشِ مَكِينٍ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ذي قُوَّةٍ، يعنِي جِبْرِيلَ على ما كُلِّفَ مِنْ أَمْرٍ غيرِ عاجِزٍ، {عِنْدَ ذي الْعَرْشِ مَكِينٍ}، يقولُ: هوَ مَكِينٌ عندَ ربِّ العرْشِ العظيمِ). [جامع البيان: 24/ 163]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في تعلّق قوله تعالى: {عند ذي العرش}؛ فذهب بعض المتأوّلين إلى تعلّقه بقوله سبحانه: {ذي قوّةٍ}، وذهب آخرون إلى أنّ الكلام تمّ في قوله: {ذي قوّةٍ}، وتعلّق الظرف بقوله: {مكينٍ}، ومعناه: له مكانةٌ ورفعةٌ).[المحرر الوجيز: 8/ 551]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ذي قوّةٍ}، كقوله: {علّمه شديد القوى * ذو مرّةٍ}؛ أي: شديد الخلق شديد البطش والفعل، {عند ذي العرش مكينٍ}. أي: له مكانةٌ عند اللّه عزّ وجلّ ومنزلةٌ رفيعةٌ، قال أبو صالحٍ في قوله: {عند ذي العرش مكينٍ}. قال: جبريل يدخل في سبعين حجاباً من نورٍ بغير إذنٍ).[تفسير القرآن العظيم: 8/ 338-339]

{ذو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)} [البروج: 15]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ذو العرش المجيد...} خفضه يحيى وأصحابه. وبعضهم رفعه جعله من صفة الله تبارك وتعالى. وخفضه من صفة العرش، كما قال: {بل هو قرآنٌ مجيدٌ} فوصف القرآن بالمجادة).[معاني القرآن: 3/ 254]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ذو العرش المجيد}وقال: {ذو العرش المجيد} فـ{المجيد} جرّ على {العرش} والرفع على قوله: {ذو} وكذلك {مّحفوظٍ} جر على "اللّوح" ورفع على "القرآن").[معاني القرآن: 4/ 49]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ في قَولِهِ تَعَالَى:{الوَدُودُ}: الَحبيبُ. {الَمجيدُ}: الكَريمُ). [متن فتح الباري: 8 / 698] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {الوَدُودُ}: الحَبِيبُ، {المجيدُ}: الكريمُ، ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ، ويَأتِي في التَّوحيدِ.
- وأخرجَ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ في قَولِهِ:
{الْغَفُورُ الْوَدُودُ} قَالَ: {الوَدُودُ}: الحَبِيبُ، وفي قولِهِ: {ذو الْعَرْشِ المَجِيدُ} يَقولُ: الكريمُ). [فتح الباري: 8 / 699] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْوَدُودُ}: هو الْحَبِيبُ الْمُتَوَدِّدُ إلى أَوْلِيَائِهِ بِالْكَرَامَةِ. {الْمَجِيدِ} أي: (الْكَرِيمِ) وقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ هذا سَاقِطٌ في الْفَرْعِ كَأَصْلِهِ، ثَابتٌ في روايةِ النَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [إرشاد الساري: 7 / 416] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {ذو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}؛ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ذو الْعَرْشِ الْكَرِيمُ.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني عَلِيٌّ، قالَ: ثنا أبو صَالِحٍ، قالَ: ثني معاويةُ، عن عَلِيٍّ، عن ابْنِ عبَّاسٍ، قولَهُ:
{ذو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}. يقولُ: الْكَرِيمُ.
واختلفت القَرَأَةُ فِي قراءةِ قولِه:
{الْمَجِيدُ}؛ فقرأتْه عامَّةُ قَرَأَةِ الْمَدِينَةِ ومكَّةَ والبصرةِ وبعضُ الكوفيِّينَ رفعاً، ردًّا عَلَى قولِه: {ذو}. عَلَى أنَّه مِن صفةِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ. وقرأَ ذَلِكَ عامَّةُ قرَأَةِ الكوفةِ خفضاً، عَلَى أنَّه مِن صفةِ "الْعَرْشِ".
والصوابُ مِن الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِندَنَا أَنَّهُمَا قراءتانِ معروفتانِ، فبأيَّتِهما قرأَ القارئُ فمصيبٌ).
[جامع البيان: 24 / 284]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ذو العرش المجيد (15)}
(المجيد) ويقرأ (المجيد). ومعنى المجيد الكريم. فمن جرّ (المجيد) فمن صفة العرش، ومن رفع فمن صفة (ذو)).
[معاني القرآن: 5/ 308]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({المجيد} أي: الرفيع).[ياقوتة الصراط: 566]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({المجِيدٌ}: الكريم).[العمدة في غريب القرآن: 343]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وخصّص العرش بإضافة نفسه إليه؛ تشريفاً للعرش، وتنبيهاً على أنه أعظم المخلوقات.
وقرأ حمزة، والكسائيّ، والمفضّل عن عاصمٍ، والحسن، وابن وثّابٍ، والأعمش، وعمرو بن عبيدٍ: (المجيد) بخفض الدّال صفةً للعرش، وهذا على أنّ المجد والتّمجّد قد يوصف به كثيرٌ من الموجودات، وقد قالوا: مجدت الدابّة. إذا سمنت، وأمجدتها. إذا أحسنت عليها. وقالوا: (في كلّ شجرٍ نارٌ، واستمجد المرخ والعفار). أي: كثرت نارهما.
وقرأ الباقون والجمهور:
{المجيد} بالرّفع؛ صفةً للّه تعالى.
وقرأ الجمهور:
{ذو العرش}. وروي عن ابن عامرٍ: (ذي العرش) نعتاً لقوله تعالى: {إنّ بطش ربّك}).[المحرر الوجيز: 8/ 580]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ذو العرش}. أي: صاحب العرش المعظّم العالي على جميع الخلائق،
والمجيد فيه قراءتان: الرّفع على أنّه صفةٌ للرّبّ عزّ وجلّ، والجرّ على أنّه صفةٌ للعرش، وكلاهما معنًى صحيحٌ).
[تفسير القرآن العظيم: 8/ 372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ والبَيْهَقِيُّ في الأسماءِ والصفاتِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {الوَدُودُ}. قَالَ: الحَبِيبُ. وفي قَوْلِهِ: {ذو العَرْشِ المَجِيدُ}. قَالَ: الكَرِيمُ). [الدر المنثور: 15 / 344]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:26 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو الطول

- أدلة هذا الاسم:
{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)} [غافر: 3]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز جل: {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب...}
جعلها كالنعت للمعرفة , وهي نكرة؛ ألا ترى أنك تقول: مررت برجل شديد القلب، إلاّ أنه وقع معها قوله:
{ذي الطول}، وهو معرفة فأجرين مجراه. وقد يكون خفضها على التكرير فيكون المعرفة والنكرة سواء. ومثله قوله: {وهو الغفور الودود، ذو العرش المجيد، فعّالٌ لما يريد} فهذا على التكرير؛ لأن فعّال نكرة محضة، ومثله قوله: {رفيع الدرجات ذو العرش}، فرفيع نكرة، وأجرى على الاستئناف، أو على تفسير المسألة الأولى).[معاني القرآن: 3/5]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({غافر الذّنب وقابل التّوب}: مجازها أن يكون مصدراً وجماعاً.
{ذي الطول}: ذي التفضل , تقول العرب للرجل: إنه لذو طول على قومه, أي: ذو فضل عليهم.). [مجاز القرآن: 2/194]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم (2) غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلاّ هو إليه المصير}
قال:
{حم} , {تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم} {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب} : فهذا على البدل لأن هذه الصفة, وأما {غافر الذّنب وقابل التّوب} : فقد يكون معرفة , لأنك تقول: هذا ضارب زيدٍ مقبلاً إذا لم ترد به التنوين, ثم قال: {ذي الطّول}: فيكون على البدل , وعلى الصفة , ويجوز فيه الرفع على الابتداء , والنصب على خبر المعرفة إلا في {ذي الطّول} ,فإنه لا يكون فيه النصب على خبر المعرفة لأنه معرفة, و{التوب}: هو جماعة التوبة ويقال "عومةٌ" , و"عومٌ" في "عوم السّفينة" , وقال الشاعر:
عوم السّفين فلمّا حال دونهم = فيد القريّات فالفتكان فالكرم)
[معاني القرآن: 4/1] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ذي الطول}: التفضل).[غريب القرآن وتفسيره: 327]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {الطّول} [غافر: 3] التّفضّل). [صحيح البخاري: 6/127]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الطّول التّفضّل هو قول أبي عبيدة وزاد تقول العرب للرّجل إنّه لذو طولٍ على قومه أي ذو فضلٍ عليهم وروى بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله ذي الطّول قال ذي السّعة والغنى ومن طريق عكرمة قال ذي المنن ومن طريق قتادة قال ذي النّعماء). [فتح الباري: 8/555]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الطّول التّفضّل
أشار به إلى قوله تعالى: {شديد العقاب ذي الطول} (غافر: 3) وفسره بالتفضل، وكذا فسره أبو عبيدة، وزاد: تقول العرب للرجل إنّه لذو طول على قومه أي: ذو فضل عليهم، وروى ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس. في قوله: (ذي الطول، قال: ذي السعة والغنى، ومن طريق عكرمة: ذي المنن، ومن طريق قتادة، قال: ذي النعماء).
[عمدة القاري: 19/148]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الطول}) في قوله تعالى: {شديد العقاب ذي الطول} [غافر: 3] هو (التفضل). وقال قتادة النعم وأصله الإنعام الذي تطول مدته على صاحبه). [إرشاد الساري: 7/324]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الطّول}: التفضل, يقال: طل علي برحمتك، أي: تفضل). [تفسير غريب القرآن: 385]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وفي قوله: {غافر الذّنب} وجهان؛ أحدهما: أن يكون بمعنى يغفر ذنوب العباد، وإذا أريد هذا المعنى، كان خفض {غافر} و{قابل} من وجهين؛ أحدهما من نيّة تكرير من، فيكون معنى الكلام حينئذٍ: تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم، من غافر الذّنب، وقابل التّوب، لأنّ {غافر الذّنب} نكرةٌ، وليس بالأفصح أن يكون نعتًا للمعرفة، وهو نكرةٌ.
والآخر أن يكون أجرى في إعرابه، وهو نكرةٌ على إعراب الأوّل كالنّعت له، لوقوعه بينه وبين قوله: {ذي الطّول} وهو معرفةٌ. وقد يجوز أن يكون أتبع إعرابه وهو نكرةٌ إعراب الأوّل، إذ كان مدحًا، وكان المدح يتبع إعرابه ما قبله أحيانًا، ويعدل به عن إعراب الأوّل أحيانًا بالنّصب والرّفع كما قال الشّاعر:
لا يبعدن قومي الّذين هم = سمّ العداة وآفة الجزر
النّازلين بكلّ معتركٍ = والطّيّبين معاقد الأزر
وكما قال جلّ ثناؤه: {وهو الغفور الودود. ذو العرش المجيد. فعّالٌ لما يريد} فرفع فعّالٌ وهو نكرةٌ محضةٌ، وأتبع إعراب الغفور الودود؛ والآخر: أن يكون معناه: أنّ ذلك من صفته تعالى، إذ كان لم يزل لذنوب العباد غفورًا من قبل نزول هذه الآية وفي حال نزولها، ومن بعد ذلك، فيكون عند ذلك معرفةً صحيحةً ونعتًا على الصّحّة وقال: {غافر الذّنب} ولم يقل الذّنوب، لأنّه أريد به الفعل.
وأمّا قوله: {وقابل التّوب} فإنّ التّوب قد يكون جمع توبةٍ، كما يجمع الدّومة دومًا والعومة عومًا من عومة السّفينة، كما قال الشّاعر:
عوم السّفين فلمّا حال دونهم
وقد يكون مصدر تاب يتوب توبًا.
- وقد حدّثني محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن أبي إسحاق، قال: جاء رجلٌ إلى عمر، فقال: إنّي قتلت، فهل لي من توبةٍ؟ قال نعم اعمل ولا تيأس، ثمّ قرأ: {حم. تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم. غافر الذّنب وقابل التّوب}.
وقوله: {شديد العقاب} يقول تعالى ذكره: شديدٌ عقابه لمن عاقبه من أهل العصيان له، فلا تتّكلوا على سعة رحمته، ولكن كونوا منه على حذرٍ، باجتناب معاصيه، وأداء فرائضه، فإنّه كما أنّ لا يؤيس أهل الإجرام والآثام من عفوه وقبول توبة من تاب منهم من جرمه، كذلك لا يؤمّنهم من عقابه وانتقامه منهم، بما استحلّوا من محارمه، وركبوا من معاصيه.
وقوله: {ذي الطّول} يقول: ذي الفضل والنّعم المبسوطة على من شاء من خلقه؛ يقال منه: إنّ فلانًا لذو طولٍ على أصحابه، إذا كان ذا فضلٍ عليهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ذي الطّول} يقول: ذي السّعة والغنى.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {ذي الطّول} الغنى.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ذي الطّول} أي ذي النّعم.
وقال بعضهم: الطّول: القدرة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {ذي الطّول} قال: الطّول: القدرة، ذاك الطّول.
وقوله: {لا إله إلاّ هو إليه المصير} يقول: لا معبود تصلح له العبادة إلاّ اللّه العزيز العليم، الّذي صفته ما وصف جلّ ثناؤه، فلا تعبدوا شيئًا سواه {إليه المصير} يقول تعالى ذكره: إلى اللّه مصيركم ومرجعكم أيّها النّاس، فإيّاه فاعبدوا، فإنّه لا ينفعكم شيءٌ عبدتموه عند ذلك سواه).
[جامع البيان: 20/276-279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلّا هو إليه المصير (3)}: على صفات اللّه، فأما خفض {شديد العقاب} فعلى البدل لأنه مما يوصف به النكرة.
وقوله:
{ذي الطّول} : معناه : ذي الغنى, والفضل , والقدرة.
تقول: لفلان على فلان طول ؛ إذا كان له عليه فضل.).
[معاني القرآن: 4/366]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {غافر الذنب وقابل التوب}
ويجوز أن يكون التوب : جمع توبة , كما قال:-
=فيخبو ساعة ويهب ساعا
ويجوز أن يكون التوب بمعنى التوبة , ثم قال جل وعز:
{شديد العقاب ذي الطول}
روى ابن أبي نجيح : ذي الطول , قال: ذي الغنى .
وروى سعيد , عن قتادة قال : ذي النعمة .
قال أبو جعفر : الطول في اللغة الفضل والاقتدار , يقال: لفلان على فلان طول, واللهم طل علينا برحمتك
وروى علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس: ذي الطول , قال: ذي السعة والغنى.).
[معاني القرآن: 6/202-203]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (و{قابل التوب} : جمع: توبة، والتوب مصدر: تاب, {ذي الطول}:أي: الغنى والفضل.). [ياقوتة الصراط: 449]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ذي الطول قال ذي إنعام). [تفسير مجاهد: 563-564]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الطَّوْلِ}: التفضل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 215]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الطَّوْلِ}: الفضل). [العمدة في غريب القرآن: 263]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {غافر الذّنب} [غافر: 3].
- عن عبد اللّه بن عمر في قول اللّه - عزّ وجلّ - {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلّا هو إليه المصير} [غافر: 3] قال: (غافر الذّنب) لمن يقول لا إله إلّا اللّه (وقابل التّوب) لمن يقول: لا إله إلّا اللّه (شديد العقاب) لمن لا يقول: لا إله إلّا اللّه (ذي الطّول) ذي الغنى (لا إله إلّا هو) كانت كفّار قريشٍ لا يوحّدونه فوحّد نفسه (إليه المصير) مصير من يقول لا إله إلّا اللّه فيدخله الجنّة، ومصير من لا يقول لا إله إلّا اللّه فيدخله النّار.
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ وهو ضعيفٌ).
[مجمع الزوائد: 7/101-102]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن يزيد بن الأصم رضي الله عنه أن رجلا كان ذا بأس وكان من أهل الشام وأن عمر فقده فسأل عنه فقيل له: في الشراب فدعا عمر رضي الله عنه كاتبه فقال له: اكتب: من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان، سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو {غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير} ثم دعا وأمن من عنده فدعوا له أن يقبل الله عليه بقلبه وأن يتوب الله عليه، فلما أتت الصحيفة الرجل جعل يقرأها ويقول {غافر الذنب} قد وعدني أن يغفر لي {وقابل التوب شديد العقاب} قد حذرني الله عقابه {ذي الطول} الكثير الخير {إليه المصير} فلم يزل يرددها على نفسه حتى بكى ثم نزع فأحسن النزع، فلما بلغ عمر رضي الله عنه أمره قال: هكذا فافعلوا إذا رأيتم حالكم في زلة فسددوه ووفقوه وادعوا الله له أن يتوب عليه ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه). [الدر المنثور: 13/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما {ذي الطول} السعة والغنى). [الدر المنثور: 13/12-13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {ذي الطول} قال: ذي الغنى). [الدر المنثور: 13/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {ذي الطول} قال: ذي النعم). [الدر المنثور: 13/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه {ذي الطول} قال: ذي المن). [الدر المنثور: 13/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله {غافر الذنب وقابل التوب} قال {غافر الذنب} لمن يقول لا إله إلا الله {وقابل التوب} لمن يقول لا إله إلا الله {شديد العقاب} لمن لا يقول لا إله إلا الله {ذي الطول} ذي الغنى {لا إله إلا هو} كانت كفار قريش لا يوحدونه فوحد نفسه {إليه المصير} مصير من يقول لا إله إلا هو فيدخله الجنة ومصير من لا يقول لا إله إلا هو فيدخله النار). [الدر المنثور: 13/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم عن ثابت البناني رضي الله عنه قال: كنت مع مصعب بن الزبير رضي الله عنه في سواد الكوفة فدخلت حائطا أصلي ركعتين فافتتحت {حم} المؤمن حتى بلغت {لا إله إلا هو إليه المصير} فإذا خلفي رجل على بغلة شهباء عليه مقطنات يمنية فقال: إذا قلت {وقابل التوب} فقل: يا قابل التوب اقبل توبتي وإذا قلت {شديد العقاب} فقل: يا شديد العقاب لا تعاقبني ولفظ ابن أبي شيبة اعف عني وإذ قلت {ذي الطول} فقل: يا ذا الطول طل علي بخير قال: فقلتها ثم التفت فلم أر أحدا فخرجت إلى الباب فقلت: مر بكم رجل عليه مقطنات يمينة قالوا: ما رأينا أحدا، كانوا يقولون أنه إلياس). [الدر المنثور: 13/13-14]


قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ)
: (ذو الطول

الطول: الفضل، يقال: «طال فلان علينا طولاً»: إذا أفضل عليهم، والطول: خلاف العرض. ويقال: «لا أكلمك طوال الدهر» أي: أبدًا. وينشد:
إنا محيوك فاسلم أيها الطلل = وإن بليت وإن طالبت بك الطيل
والطول: الحبل. فأما قوله:
تعرض المهرة في الطول
فإنما شدده للقافية). [اشتقاق أسماء الله: 193-194]
قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (وذو الطول [وذو الفضل]: معناه أهل الطول والفضل. وذو: حرف النسبة. كقوله تعالى: {ذو الجلال والإكرام} [الرحمن: 27] ).[شأن الدعاء: 104-105] (م)


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:39 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو المعارج


- أدلة هذا الاسم:
{مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)} [المعارج: 3]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ذي المعارج...}.من صفة الله عز وجل؛ لأن الملائكة تعرج إلى الله عز وجل، فوصف نفسه بذلك). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ من اللّه ذي المعارج} يريد: معارج الملائكة.وأصل «المعارج»: الدّرج، وهو من «عرج»: إذا صعد).[تفسير غريب القرآن: 485]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ذي المعارج}. يعني: ذا العلوّ والدّرجات والفواضل والنّعم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ذي المعارج}. يقول: العلوّ والفواضل.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {من اللّه ذي المعارج}: ذي الفواضل والنّعم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {من اللّه ذي المعارج}. قال: معارج السّماء.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ذي المعارج}. قال: اللّه ذو المعارج.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن رجلٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {ذي المعارج}. قال: ذي الدّرجات).
[جامع البيان: 23 / 250-251]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {من اللّه ذي المعارج (3)} قيل معارج الملائكة،. وقيل ذي الفواصل). [معاني القرآن: 5/219]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن عليٍّ الشّيبانيّ بالكوفة، ثنا أحمد بن حازمٍ الغفاريّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن سفيان الثّوريّ، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ (1) للكافرين ليس له دافعٌ (2) من اللّه ذي المعارج} [المعارج: 2] ذي الدّرجات {سأل سائلٌ} [المعارج: 1] قال: هو النّضر بن الحارث بن كلدة قال: «اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك، فأمطر علينا حجارةً من السّماء» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 545] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({المَعَارِج} يريد معارج الملائكة، وأصله الدَرَج). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والمعارج في اللغة الدرج في الأجرام، وهي هنا مستعارة في الرتب والفواضل والصفات الحميدة، قاله قتادة وابن عباس. وقال ابن عباس: المعارج السماوات تعرج فيها الملائكة من سماء إلى سماء. وقال الحسن: هي المراقي إلى السماء). [المحرر الوجيز: 8/ 401]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من اللّه ذي المعارج} قال الثّوريّ، عن الأعمش، عن رجلٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ذي المعارج} قال: ذو الدّرجات.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {ذي المعارج} يعني: العلوّ والفواضل.
وقال مجاهدٌ: {ذي المعارج} معارج السّماء. وقال قتادة: ذي الفواضل والنّعم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ذي المعارج} قال: ذي العلو والفواضل.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله: {ذي المعارج} قال: معارج السماء.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ذي المعارج} قال: ذي الفضائل والنعم.
وأخرج أحمد، وابن خزيمة عن سعد بن أبي وقاص أنه سمع رجلا يقول: لبيك ذي المعارج فقال: إنه لذو المعارج ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول ذلك).
[الدر المنثور: 14 / 686]



قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (وذو المعارج: المعارج: الدرج، واحدها معرج، وهو المصعد. يقال: عرج يعرج عروجا بمعنى: صعد. ومنه قوله سبحانه: (يدبر [الأمر] من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون [السجدة: 5]. وهو الذي يصعد إليه بأعمال العباد، وإليه يصعد بأرواح المؤمنين.
[39] على ما جاء في الحديث. من عروج الأرواح في المعارج، وهي الطرائق التي [يصعد بالدرج فيها] ).[شأن الدعاء: 104]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:46 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو القوة (القوى)

أدلة هذا الاسم:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذاريات: 58]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين...}.
قرأ يحيى بن وثاب (المتين) بالخفض جعله من نعتٍ ـ القوة، وإن كانت أنثى في اللفظ، فإنّه ذهب إلى الحبل وإلى الشيء المفتول.
أنشد بعض العرب:
لكل دهرٍ قد لبست أثوباً = من ريطةٍ واليمنة المعصّبا
فجعل المعصّب نعتاً لليمنة، وهي مؤنثةٌ في اللفظ لأن اليمنة ضربٌ وصنفٌ من الثياب: الوشي، فذهب إليه.
وقرأ الناس ـ (المتين) رفعٌ من صفة الله تبارك وتعالى).
[معاني القرآن: 3/90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و{المتين}: الشديد القوي). [تفسير غريب القرآن: 423]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين (58) فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون}.
يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه هو الرّزّاق خلقه، المتكفّل بأقواتهم، ذو القوّة المتين.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {المتين} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار خلا يحيى بن وثّابٍ والأعمش: {ذو القوّة المتين} رفعًا، بمعنى: ذو القوّة الشّديد، فجعلوا (المتين) من نعت (ذي)، ووجّهوه إلى وصف اللّه به.
وقرأه يحيى والأعمش (المتين) خفضًا، فجعلاه من نعت القوّة، وإنّما استجاز خفض ذلك من قرأه بالخفض، ويصيّره من نعت القوّة، والقوّة مؤنّثةٌ، والمتين في لفظ مذكّرٍ، لأنّه ذهب بالقوّة إلى القوّة من قوي الحبل والشّيء المفتول المبرم الفتل، فكأنّه قال على هذا المذهب: ذو الحبل القويّ وذكر الفرّاء أنّ بعض العرب أنشده:
لكلّ دهرٍ قد لبست أثؤبا من ريطةٍ واليمنة المعصّبا.
فجعل المعصّب نعت اليمنة، وهي مؤنّثةٌ في اللّفظ، لأنّ اليمنة ضربٌ وصنفٌ من الثّياب، فذهب بها إليه.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا {ذو القوّة المتين} رفعًا على أنّه من صفة اللّه جلّ ثناؤه، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه، وأنّه لو كان من نعت القوّة لكان التّأنيث به أولى، وإن كان للتّذكير وجهٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ذو القوّة المتين} يقول: الشّديد).
[جامع البيان: 21/555-557]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين}
والقراءة الرفع وهو في العربية أحسن نكون رفع (المتين) صفة لله عزّ وجل، ومن قرأ (ذو القوة المتين) - بالخفض - جعل المتين صفة للقوة لأن تأنيث القوة كتأنيث الموعظة، كما قال: (فمن جاءه موعظة) المعنى فمن جاءه وعظ.
ومعنى (ذو القوّة المتين) ذو [الاقتدار] الشديد).
[معاني القرآن: 5/59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَتِينُ}: القوي الشديد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا أبو يعلى حدثنا روح بن عبد المؤمن المقري حدثنا عليّ بن نصر حدّثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد اللّه قال أقرأني رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: {إنّ الله هو الرّزّاق ذو القوّة المتين}). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/436-437]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (تنبيهٌ لم يذكر البخاريّ في هذه السّورة حديثًا مرفوعًا ويدخل فيها على شرطه حديثٌ أخرجه أحمد والتّرمذي والنّسائيّ من طريق أبي إسحاق عن عبد الرّحمن بن يزيد عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال أقرأني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (أنّي أنا الرّزّاق ذو القوّة المتين) قال التّرمذي حسنٌ صحيح وصححه بن حبان). [فتح الباري: 8/601]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (ولم يذكر المؤلّف حديثًا مرفوعًا هنا، والظاهر أنه لم يجده على شرطه. نعم قال في الفتح: يدخل حديث ابن مسعود أقرأني رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- (إني أنا الرزاق ذو القوّة المتين) أخرجه أحمد والنسائي وقال الترمذي: حسن صحيح وصححه ابن حبان). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي، وابن الأنباري في المصاحف، وابن حبان والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}). [الدر المنثور: 13/675-676]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {المتين} يقول: الشديد، قوله تعالى: {فإن للذين ظلموا ذنوبا} الآية). [الدر المنثور: 13/676]

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ)
: (ذو القوى

قد مضى شرح ذلك في ذكر القوي). [اشتقاق أسماء الله: 194]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:56 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو العزّة

قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (ذو العزّة
أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا خلف وهو ابن خليفة عن ابن أخي أنس عن أنس قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلقة إذ جاء رجل فسلم على النّبي صلى الله عليه وسلم وعلى القوم فقال السّلام عليكم فرد النّبي صلى الله عليه وسلم وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته قال فلمّا جلس الرجل قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى

فقال له النّبي صلى الله عليه وسلم كيف فرد على النّبي صلى الله عليه وسلم كما قال فقال النّبي صلى الله عليه وسلم والّذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبوها فما دروا كيف يكتبوها حتّى رفعوه إلى ذي العزّة فقال اكتبوها كما قال عبدي
- أخبرنا الرّبيع بن محمّد بن عيسى قال ثنا آدم ابن أبي إياس قال ثنا شيبان عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنّم تقول هل من مزيد حتّى يضع رب العزّة فيها قدمه فتقول قطّ قطّ وعزّتك ويزوي بعضها إلى بعض). [النعوت الأسماء والصفات:320- 1/319]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:56 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو المغفرة

- أدلة هذا الاسم:
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6)} [الرعد: 6]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قول تعالى: {ويستعجلونك بالسّيّئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم وإنّ ربّك لشديد العقاب}.
...
وقوله: {وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم} يقول تعالى ذكره: وإنّ ربّك يا محمّد لذو سترٍ على ذنوب من تاب من ذنوبه من النّاس، فتاركٌ فضيحته بها في موقف القيامة، وصافحٌ له عن عقابه عليها عاجلاً وآجلاً {على ظلمهم}، يقول: على فعلهم ما فعلوا من ذلك بغير إذنٍ لهم بفعله {وإنّ ربّك لشديد العقاب} لمن هلك مصرًّا على معاصيه في القيامة، إن لم يعجّل له ذلك في الدّنيا، أو يجمعهما له في الدّنيا والآخرة.
وهذا الكلام وإن كان ظاهره ظاهر خيرٍ، فإنّه وعيدٌ من اللّه وتهددٌ للمشركين من قوم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، إن هم لم ينيبوا ويتوبوا من كفرهم قبل حلول نقمة اللّه بهم
- حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس} يقول: ولكنّ ربّك).
[جامع البيان: 13/436-437]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويستعجلونك بالسّيّئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم وإنّ ربّك لشديد العقاب (6)
...
قوله: وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن سفيان الخزّاز الكوفيّ، ثنا عماد بن زيدٍ عن عليّ بن زيدٍ قال: تلا مطرّف هذه الآية وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم ثمّ قال مطرّف: لو يعلم النّاس قدر رحمة اللّه وعفو اللّه وتجاوز اللّه ومغفرة اللّه لقرّت أعينهم.
- حدّثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حمّادٌ عن عليّ بن زيدٍ عن سعيد بن المسيّب قال: لمّا نزلت هذه الآية وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم وإنّ ربّك لشديد العقاب قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لولا عقوبة اللّه وتجاوزه ما هنأ أحدٌ العيش ولولا وعيده وعقابه لا تكل كلّ أحدٍ.
قوله: وإنّ ربّك لشديد العقاب.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن سفيان الخزّاز الكوفيّ، ثنا حمّاد بن زيدٍ عن عليّ بن زيدٍ بن جدعان قال: تلا مطرّف هذه الآية وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإنّ ربّك لشديد العقاب ولو يعلم النّاس قدر عقوبة اللّه ونقمة اللّه وبأس اللّه، ونكال اللّه ما رقى لهم دمعٌ ولا قرّت أعينهم بشيءٍ).
[تفسير القرآن العظيم: 7/2223-2224]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم}
روى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال لما نزلت {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب}،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لولا عفو الله ورحمته وتجاوزه لما هنا أحدا عيش ولولا عقابه ووعيده وعذابه لاتكل كل واحد)) ). [معاني القرآن: 3/473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ لأحد العيش ولولا وعيده، وعقابه لاتكل كل أحد). [الدر المنثور: 8/373]

{مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذو مَغْفِرَةٍ وَذو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43)} [فصلت: 43]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما يقال لك إلاّ ما قد قيل للرّسل من قبلك إنّ ربّك لذو مغفرةٍ وذو عقابٍ أليمٍ}.
.....
وقوله: {إنّ ربّك لذو مغفرةٍ} يقول: إنّ ربّك لذو مغفرةٍ لذنوب التّائبين إليه من ذنوبهم بالصّفح عنهم {وذو عقابٍ أليمٍ} يقول: وهو ذو عقابٍ مؤلمٍ لمن أصرّ على كفره وذنوبه، فمات على الإصرار على ذلك قبل التّوبة منه). [جامع البيان: 20/445-446]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ما يقال لك إلّا ما قد قيل للرّسل من قبلك إنّ ربّك لذو مغفرة وذو عقاب أليم (43)}
أي: تكذيبك كما كذب الرسل من قبلك، وقيل لهم كما يقول الكفار لك، ثم قال:
{إنّ ربّك لذو مغفرة}: المعنى لمن آمن بك, {وذو عقاب أليم}: لمن كذبك). [معاني القرآن: 4/388-389]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك}
...
وقوله تعالى: {إن ربك لذو مغفرة}: أي: لمن آمن بك, وذو عقاب أليم, أي: لمن كذبك). [معاني القرآن: 6/277-278]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:56 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو الرحمة


- أدلة هذا الاسم:
{وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ (133)} [الأنعام: 133]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وربّك الغنيّ ذو الرّحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرّيّة قومٍ آخرين (133) إنّ ما توعدون لآتٍ وما أنتم بمعجزين (134) قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إنّي عاملٌ فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدّار إنّه لا يفلح الظّالمون (135)}
الغنيّ صفة ذات لله عز وجل لأنه تبارك وتعالى لا يفتقر إلى شيء من جهة من الجهات، ثم تليت هذه الصفة بقوله ذو الرّحمة فأردف الاستغناء بالتفضل وهذا أجمل تناسق، ثم عقب بهذه الألفاظ المضمنة الوعيد المحذرة من بطش الله عز وجل في التعجيل بذلك وأما مع المهلة ومرور الجديدين، فكذلك عادة الله في الخلق، وأما «الاستخلاف» فكما أوجد الله تعالى هذا العالم الآدمي بالنشأة من ذرية قوم متقدمين أصلهم آدم عليه السلام، وقرأت الجماعة «ذرّية» بضم الذال وشد الراء المكسورة، وقرأ زيد بن ثابت بكسر الذال وكذلك في سورة آل عمران وحكى أبو حاتم عن أبان بن عثمان أنه قرأ «ذرية» بفتح الذال وتخفيف الراء المكسورة، وحكى عنه أبو الزناد أنه قرأ على المنبر «ذرية» بفتح الذال وسكون الراء على وزن فعلة، قال فسألته فقال أقرأنيها زيد بن ثابت، ومن في قوله من ذرّيّة للتبعيض وذهب الطبري إلى أنها بمعنى قولك أخذت من ثوبي دينارا بمعنى عنه وعوضه).[المحرر الوجيز: 3/ 464-465]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وربّك الغنيّ ذو الرّحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرّيّة قومٍ آخرين (133) إنّ ما توعدون لآتٍ وما أنتم بمعجزين (134) قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إنّي عاملٌ فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدّار إنّه لا يفلح الظّالمون (135)}
يقول [تعالى]:
{وربّك} يا محمّد {الغنيّ} أي: عن جميع خلقه من جميع الوجوه، وهم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، {ذو الرّحمة} أي: وهو مع ذلك رحيمٌ بهم رؤوف، كما قال تعالى: {إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ} [البقرة: 143]).[تفسير القرآن العظيم: 3/ 342]

{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147)} [الأنعام: 147]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإن كذّبوك فقل ربّكم ذو رحمةٍ واسعةٍ ولا يردّ بأسه عن القوم المجرمين}.
يقول جلّ ثناؤه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فإن كذّبوك يا محمّد هؤلاء اليهود فيما أخبرناك أنّا حرّمنا عليهم وحلّلنا لهم كما بيّنّا في هذه الآية، فقل: ربّكم ذو رحمةٍ بنا وبمن كان به مؤمنًا من عباده وبغيرهم من خلقه، واسعةٍ، تسع جميع خلقه المحسن والمسيء، لا يعاجل من كفر به بالعقوبة ولا من عصاه بالنّقمة، ولا يدع كرامة من آمن به وأطاعه ولا يحرمه ثواب عمله، رحمةً منه بكلا الفريقين، ولكنّ بأسه، وذلك سطوته وعذابه، لا يردّه إذا أحلّه عند غضبه على المجرمين بهم عنهم شيءٌ. والمحرّمون هم الّذين أجرموا فاكتسبوا الذّنوب واجترحوا السّيّئات.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ:
{فإن كذّبوك}: اليهود.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ:
{فإن كذّبوك}: اليهود {فقل ربّكم ذو رحمةٍ واسعةٍ}.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: كانت اليهود يقولون: إنّما حرّمه إسرائيل يعني: الثّرب وشحم الكليتين فنحن نحرّمه، فذلك قوله:
{فإن كذّبوك فقل ربّكم ذو رحمةٍ واسعةٍ ولا يردّ بأسه عن القوم المجرمين}). [جامع البيان: 9/ 647-648]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({فإن كذّبوك فقل ربّكم ذو رحمةٍ واسعةٍ ولا يردّ بأسه عن القوم المجرمين (147) }
...

قوله تعالى: {فقل ربّكم ذو رحمةٍ واسعةٍ }.
أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ فيما كتب إليّ ثنا أحمد بن مفضّلٍ ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ قال: كانت اليهود تقول: إنّما حرّمه إسرائيل، فنحن نحرّمه. فذلك قوله: فإن كذّبوك فقل ربّكم ذو رحمةٍ واسعةٍ ولا يردّ بأسه عن القوم المجرمين).
[تفسير القرآن العظيم: 5/ 1412]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فإن كذّبوك فقل ربّكم ذو رحمةٍ واسعةٍ ولا يردّ بأسه عن القوم المجرمين (147) سيقول الّذين أشركوا لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرّمنا من شيءٍ كذلك كذّب الّذين من قبلهم حتّى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علمٍ فتخرجوه لنا إن تتّبعون إلاّ الظّنّ وإن أنتم إلاّ تخرصون (148)}
يريد فإن كذّبوك فيما أخبرت به أن الله حرمه عليهم وقالوا لم يحرم الله علينا شيئا وإنما حرمنا ما حرم إسرائيل على نفسه، قال السدي وهذه كانت مقالتهم فقل يا محمد على جهة التعجب من حالهم والتعظيم لفريتهم في تكذيبهم لك مع علمهم بحقيقة ما قلت، ربّكم ذو رحمةٍ واسعةٍ، إذ لا يعاجلكم بالعقوبة مع شدة جرمكم.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وهذا كما تقول عند رؤية معصية أو أمر مبغي ما أحلم الله، وأنت تريد لإمهاله على مثل ذلك في قوله ربّكم ذو رحمةٍ واسعةٍ قوة وصفهم بغاية الاجترام وشدة الطغيان، ثم أعقب هذه المقالة بوعيد في قوله ولا يردّ بأسه عن القوم المجرمين فكأنه قال: ولا تغتروا أيضا بسعة رحمته فإن له بأسا لا يرد عن المجرمين إما في الدنيا وإما في الآخرة، وهذه الآية وما جانسها من آيات مكة مرتفع حكمه بالقتال). [المحرر الوجيز: 3/ 485-486]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {فإن كذّبوك فقل ربّكم ذو رحمةٍ واسعةٍ ولا يردّ بأسه عن القوم المجرمين (147)}
يقول تعالى: فإن كذّبك -يا محمّد -مخالفوك من المشركين واليهود ومن شابههم، فقل:
{ربّكم ذو رحمةٍ واسعةٍ} وهذا ترغيبٌ لهم في ابتغاء رحمة اللّه الواسعة، واتّباع رسوله، {ولا يردّ بأسه عن القوم المجرمين} ترهيبٌ لهم من مخالفتهم الرّسول خاتم النّبيّين. وكثيرًا ما يقرن اللّه تعالى بين التّرغيب والتّرهيب في القرآن، كما قال تعالى في آخر هذه السّورة: {إنّ ربّك سريع العقاب وإنّه لغفورٌ رحيمٌ} [الآية: 165]، وقال {وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم وإنّ ربّك لشديد العقاب} [الرّعد: 6]، وقال تعالى: {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم. وأنّ عذابي هو العذاب الأليم} [الحجر: 49، 50]، وقال تعالى: {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب} [غافر: 3]، وقال [تعالى]: {إنّ بطش ربّك لشديدٌ إنّه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور الودود} [البروج: 12 -14]، والآيات في هذا كثيرةٌ جدًّا). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 357]

{وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58)} [الكهف: 58]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وربّك الغفور ذو الرّحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب بل لهم موعدٌ لن يجدوا من دونه موئلاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وربّك السّاتر يا محمّد على ذنوب عباده بعفوه عنهم إذا تابوا منهم {ذو الرّحمة} بهم).
[جامع البيان: 15/304]


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:56 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو الانتقام


- أدلة هذا الاسم:
{مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذو انْتِقَامٍ (4)} [آل عمران: 4]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه لهم عذابٌ شديدٌ، واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}
يعني بذلك جلّ ثناؤه أنّ الّذين جحدوا أعلام اللّه وأدلّته على توحيده وألوهته وأنّ عيسى عبدٌ له واتّخذوا المسيح إلهًا وربًّا، أو ادّعوه للّه ولدًا،
{لهم عذابٌ} من اللّه {شديدٌ} يوم القيامة،
والّذين كفروا هم الّذين جحدوا آيات اللّه، وآيات اللّه أعلام اللّه وأدلّته وحججه.
وهذا القول من اللّه عزّ وجلّ، ينبئ عن معنى قوله:
{وأنزل الفرقان} أنّه معنيّ به الفصل الّذي هو حجّةٌ لأهل الحقّ على أهل الباطل؛ لأنّه عقّب ذلك بقوله: {إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه} يعني أنّ الّذين جحدوا ذلك الفصل والفرقان الّذي أنزله فرقًا بين المحقّ والمبطل، {لهم عذابٌ شديدٌ} وعيدٌ من اللّه لمن عاند الحقّ بعد وضوحه له، وخالف سبيل الهدى بعد قيام الحجّة عليه، ثمّ أخبرهم أنّه عزيزٌ في سلطانه لا يمنعه مانعٌ ممّن أراد عذابه منهم، ولا يحول بينه وبينه حائلٌ، ولا يستطيع أن يعانده فيه أحدٌ، وأنّه ذو انتقامٍ ممّن جحد حججه وأدلّته، بعد ثبوتها عليها، وبعد وضوحها له ومعرفته بها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزّبير:
{إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه لهم عذابٌ شديدٌ واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ} أي أنّ اللّه منتقمٌ ممّن كفر بآياته بعد علمه بها، ومعرفته بما جاء منه فيها.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع:
{إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه لهم عذابٌ شديدٌ واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}). [جامع البيان: 5/184-185]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (ومعنى {من قبل هدى للنّاس} أي: من قبل القرآن.
ومعنى {وأنزل الفرقان} أي: ما فرق به بين الحق والباطل , وروي عن بعض المفسرين: أن كل كتاب للّه فرقان.
ومعنى{واللّه عزيز ذو انتقام} أي : قد ذل له كل شيء بأثر صنعته فيه.
ومعنى{ذو انتقام} أي: ذو انتقام ممن كفر به، لأن ذكر الكافرين ههنا جرى). [معاني القرآن: 1/375]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ( {من قبل هدًى للنّاس وأنزل الفرقان إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه لهم عذابٌ شديدٌ واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ (4)}
.....
قوله تعالى: {واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}
- حدّثنا أبي، ثنا الحسن بن الرّبيع، ثنا ابن إدريس، ثنا محمّد بن إسحاق قوله: واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ عزيزٌ ذو بطشٍ
- وبه عن ابن إسحاق قوله: ذو انتقامٍ ممّن أراد.
- حدّثنا محمّد بن نحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق قوله: واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ أي أنّ اللّه منتقمٌ ممّن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفته بما جاء منه فيها).
[تفسير القرآن العظيم: 2/588-589]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال تعالى: {وأنزل الفرقان} أي: الفارق بين الحق والباطل.
كما قال بعض المفسرين: كل كتاب له فرقان.
{والله عزيز} أي: ذل له كل شيء بأثر صنعته فيه
{ذو انتقام} أي: ممن كفر به). [معاني القرآن: 1/343]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم توعد تعالى الكفار عموما بالعذاب الشديد، وذلك يعم عذاب الدنيا بالسيف والغلبة، وعذاب الآخرة بالنار، والإشارة بهذا الوعيد إلى نصارى نجران، وقال النقاش: «إلى اليهود، كعب بن الأشرف، وكعب بن أسد، وبني أخطب وغيرهم»، وعزيزٌ، معناه غالب، وقد ذل له كل شيء، والنقمة والانتقام، معاقبة المذنب بمبالغة في ذلك).[المحرر الوجيز: 2/ 154]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واللّه عزيزٌ} أي: منيع الجناب عظيم السّلطان {ذو انتقامٍ} أي: ممّن كذّب بآياته وخالف رسله الكرام، وأنبياءه العظام). [تفسير القرآن العظيم: 2/ 6]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير {وأنزل الفرقان} أي الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره، وفي قوله {إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام} أي أن الله منتقم ممن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفته بما جاء منه فيها، وفي قوله {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء} أي قد علم ما يريدون وما يكيدون وما يضاهون بقولهم في عيسى، إذ جعلوه ربا والها وعندهم من علمه غير ذلك غرة بالله وكفرا به {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء} قد كان عيسى ممن صور في الأرحام لا يدفعون ذلك ولا ينكرونه كما صور غيره من بني آدم فكيف يكون إلها وقد كان بذلك المنزل). [الدر المنثور: 3/444-445]

{يَا أَيُّهَا الَّذينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذو انْتِقَامٍ (95)} [المائدة: 95]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (ذو انتقام) (95): ذو اجتراء). [مجاز القرآن: 1/177]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}
يقول عزّ وجلّ: واللّه منيعٌ في سلطانه، لا يقهره قاهرٌ، ولا يمنعه من الانتقام ممّن انتقم منه، ولا من عقوبة من أراد عقوبته مانعٌ، لأنّ الخلق خلقه، والأمر أمره، له العزّة والمنعة.
وأمّا قوله: {ذو انتقامٍ} فإنّه يعني به: معاقبته لمن عصاه على معصيته إيّاه).
[جامع البيان: 8/722]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: واللّه عزيزٌ
- حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم ثنا أبو جعفرٍ عن الرّبيع بن أنسٍ عن أبي العالية واللّه عزيزٌ يقول: عزيزٌ في نقمته إذا انتقم.
- حدّثنا أبي ثنا الحسن بن الرّبيع، ثنا ابن إدريس، ثنا محمّد بن إسحاق واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ قال: عزيزٌ ذو بطشٍ.
قوله تعالى: ذو انتقامٍ
- وبه عن ابن إسحاق واللّه عزيزٌ ذو انتقام قال: ذوا انتقامٍ ممّن آذاه.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ أي أنّ اللّه منتقمٌ ممّن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفته بما جاءه منه فيها).
[تفسير القرآن العظيم: 4/1210]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ تنبيه على صفتين تقتضي خوف من له بصيرة، ومن خاف ازدجر، ومن هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل). [المحرر الوجيز: 3/262]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال ابن جريرٍ في قوله: {واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ} يقول عزّ ذكره: واللّه منيعٌ في سلطانه لا يقهره قاهرٌ، ولا يمنعه من الانتقام ممّن انتقم منه، ولا من عقوبة من أراد عقوبته مانعٌ؛ لأنّ الخلق خلقه، والأمر أمره، له العزّة والمنعة.
وقوله: {ذو انتقامٍ} يعني: أنّه ذو معاقبةٍ لمن عصاه على معصيته إياه).
[تفسير القرآن العظيم: 3/190-196]

{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذو انْتِقَامٍ (47)} [إبراهيم: 47]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا تحسبنّ اللّه مخلف وعده رسله، إنّ اللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}.
...
قوله: {إنّ اللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ} يعني بقوله: {إنّ اللّه عزيزٌ}: لا يمانع منه شيءٌ أراد عقوبته، قادرٌ على كلّ من طلبه، لا يفوته بالهرب منه {ذو انتقامٍ} ممّن كفر برسله وكذّبهم، وجحد نبوّتهم، وأشرك به واتّخذ معه إلهًا غيره).
[جامع البيان: 13/726-727]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إن الله عزيز ذو انتقام} قال: عزيز والله في أمره يملي وكيده متين ثم إذا انتقم انتقم بقدره). [الدر المنثور: 8/574]

{وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذي انْتِقَامٍ (37)} [الزمر: 37]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({أليس اللّه بعزيزٍ ذي انتقامٍ} يقول جلّ ثناؤه: أليس اللّه يا محمّد بعزيزٍ في انتقامه من كفرة خلقه، ذي انتقامٍ من أعدائه الجاحدين وحدانيّته). [جامع البيان: 20/211]


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:56 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو الملك


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:56 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي


ذو الملكوت
أدلة هذا الاسم:
- قال عبد الملك بن عمير: حدثنى ابن أخى حذيفة عن حذيفة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لأصلى بصلاته؛ فافتتح فقرأ قراءة ليست بالخفيفة ولا بالرفيعة قراءة حسنة يرتل فيها يسمعناقال: ثم ركع نحوا من قيامه ثم رفع رأسه نحوا من ركوعه فقال « سمع الله لمن حمده » ثم قال « الحمد لله ذى الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ». رواه الإمام أحمد وأبو داوود والنسائي.
- عاصم بن حميد يقول سمعت عوف بن مالك يقول قمت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبدأ فاستاك ثم توضأ ثم قام يصلى وقمت معه فبدأ فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف يتعوذ ثم ركع فمكث راكعا بقدر قيامه يقول فى ركوعه « سبحان ذى الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ». ثم قرأ آل عمران ثم سورة ففعل مثل ذلك). رواه الإمام أحمد وأبو داوود والنسائي. (م)


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:56 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو الجبروت
أدلة هذا الاسم:
- قال عبد الملك بن عمير: حدثنى ابن أخى حذيفة عن حذيفة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لأصلى بصلاته؛ فافتتح فقرأ قراءة ليست بالخفيفة ولا بالرفيعة قراءة حسنة يرتل فيها يسمعناقال: ثم ركع نحوا من قيامه ثم رفع رأسه نحوا من ركوعه فقال « سمع الله لمن حمده » ثم قال « الحمد لله ذى الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ». رواه الإمام أحمد وأبو داوود والنسائي.
- عاصم بن حميد يقول سمعت عوف بن مالك يقول قمت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبدأ فاستاك ثم توضأ ثم قام يصلى وقمت معه فبدأ فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف يتعوذ ثم ركع فمكث راكعا بقدر قيامه يقول فى ركوعه « سبحان ذى الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ». ثم قرأ آل عمران ثم سورة ففعل مثل ذلك). رواه الإمام أحمد وأبو داوود والنسائي. (م)


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:56 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو الكبرياء
أدلة هذا الاسم:
- قال عبد الملك بن عمير: حدثنى ابن أخى حذيفة عن حذيفة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لأصلى بصلاته؛ فافتتح فقرأ قراءة ليست بالخفيفة ولا بالرفيعة قراءة حسنة يرتل فيها يسمعناقال: ثم ركع نحوا من قيامه ثم رفع رأسه نحوا من ركوعه فقال « سمع الله لمن حمده » ثم قال « الحمد لله ذى الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ». رواه الإمام أحمد وأبو داوود والنسائي.
- عاصم بن حميد يقول سمعت عوف بن مالك يقول قمت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبدأ فاستاك ثم توضأ ثم قام يصلى وقمت معه فبدأ فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف يتعوذ ثم ركع فمكث راكعا بقدر قيامه يقول فى ركوعه « سبحان ذى الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ». ثم قرأ آل عمران ثم سورة ففعل مثل ذلك). رواه الإمام أحمد وأبو داوود والنسائي. (م)


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:56 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو العظمة
أدلة هذا الاسم:
- قال عبد الملك بن عمير: حدثنى ابن أخى حذيفة عن حذيفة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لأصلى بصلاته؛ فافتتح فقرأ قراءة ليست بالخفيفة ولا بالرفيعة قراءة حسنة يرتل فيها يسمعناقال: ثم ركع نحوا من قيامه ثم رفع رأسه نحوا من ركوعه فقال « سمع الله لمن حمده » ثم قال « الحمد لله ذى الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ». رواه الإمام أحمد وأبو داوود والنسائي.
- عاصم بن حميد يقول سمعت عوف بن مالك يقول قمت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبدأ فاستاك ثم توضأ ثم قام يصلى وقمت معه فبدأ فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف يتعوذ ثم ركع فمكث راكعا بقدر قيامه يقول فى ركوعه « سبحان ذى الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ». ثم قرأ آل عمران ثم سورة ففعل مثل ذلك). رواه الإمام أحمد وأبو داوود والنسائي. (م)


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة