تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) }
تفسير قوله تعالى:{إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ أبق إلى الفلك المشحون {140}} [الصافات: 140] الموقّر بأهله، فرّ من قومه إلى الفلك، وكان فيما عهد يونس إلى قومه أنّهم إن لم يؤمنوا أتاهم العذاب، وجعل العلم بينه وبين قومه أن يخرج من بين
[تفسير القرآن العظيم: 2/841]
أظهرهم، وأن يفقدوه، فخرج مغاضبًا لقومه، مكايدًا لدين ربّه، ولم يجز ذلك له عند اللّه في تفسير الحسن.
وقال: فخرج حتّى ركب السّفينة، فلمّا ركبها قامت فلم تسر، قال أهل السّفينة: إنّ فيكم لمذنبًا، قال: فتساهموا، فقرع يونس، وهو قوله: {فساهم فكان من المدحضين} [الصافات: 141] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/842]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {الفلك المشحون...}
السّفينة إذا جهزّت , وملئت : وقع عليها هذا الاسم.
والفلك يذكّر , ويؤنّث , ويذهب بها إلى الجمع؛ قال الله : {حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} , فجعلها جمعاً.
هو بمنزلة الطفل يكون واحداً وجمعاً، والضيف والبشر مثله.). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إذ أبق إلى الفلك المشحون}: فزع إلى الفلك.). [مجاز القرآن: 2/174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إلى الفلك المشحون}: أي : السفينة المملوءة.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقالوا في قوله: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا}: إنه غاضب قومه! استيحاشا من أن يكون مع تأييد الله وعصمته وتوفيقه وتطهيره، يخرج مغاضبّا لربّه. ولم يذهب مغاضبا لربّه ولا لقومه، لأنّه بعث إليهم فدعاهم برهة من الدّهر فلم يستجيبوا، ووعدهم عن الله فلم يرغبوا، وحذّرهم بأسه فلم يرهبوا، وأعلمهم أنّ العذاب نازل عليهم لوقت ذكره لهم، ثم إن اعتزلهم ينتظر هلكتهم. فلما حضر الوقت أو قرب فكّر القوم واعتبروا، فتابوا إلى الله وأنابوا، وخرجوا بالمراضيع وأطفالها يجأرون ويتضرّعون، فكشف الله تعالى عنهم العذاب، ومتّعهم إلى حين.
فإن كان نبي الله، صلّى الله عليه وسلم، ذهب مغاضبا على قومه قبل أن يؤمنوا، فإنما راغم من استحق في الله أن يراغم، وهجر من وجب أن يهجر، واعتزل من علم أن قد حقّت عليه كلمة العذاب. فبأيّ ذنب عوقب بالتهام الحوت، والحبس في الظّلمات، والغمّ الطويل؟.
وما الأمر الذي ألام فيه فنعاه الله عليه إذ يقول: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} والمليم: الذي أجرم جرما استوجب به الّلوم.
ولم أخرجه من أولي العزم من الرّسل، حين يقول لنبيه، صلّى الله عليه وسلم: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ}.
وإن كان الغضب عليهم بعد أن آمنوا، فهذا أغلظ مما أنكروا، وأفحش مما استقبحوا، كيف يجوز أن يغضب على قومه حين آمنوا، ولذلك انتخب وبه بعث، وإليه دعا؟!.
وما الفرق بين عدو الله ووليّه إن كان وليّه يغضب من إيمان مائة ألف أو يزيدون؟.
والقول في هذا أنّ المغاضبة: المفاعلة من الغضب، والمفاعلة تكون من اثنين، تقول: غاضبت فلانا مغاضبة وتغاضبنا: إذا غضب كلّ واحد منكما على صاحبه، كما تقول: ضاربته مضاربة، وقاتلته مقاتلة، وتضاربنا وتقاتلنا.
وقد تكون المفاعلة من واحد، فنقول: غاضبت من كذا: أي غضبت، كما تقول:
سافرت وناولت، وعاطيت الرّجل، وشارفت الموضع، وجاوزت، وضاعفت، وظاهرت، وعاقبت.
ومعنى المغاضبة هاهنا: الأنفة؛ لأن الأنف من الشيء يغضب، فتسمّى الأنفة غضبا، والغضب أنفة، إذا كان كل واحد بسبب من الآخر، تقول: غضبت لك من كذا، وأنت تريد أنفت، قال الشاعر:
غضبت لكم أن تساموا اللّفاء=بشجناء من رحم توصل
يروى مرة: (أنفت لكم)، ومرة: (غضبت لكم)؛ لأنّ المعنيين متقاربان.
وكذلك (العبد) أصله: الغضب. ثم قد تسمّى الأنفة عبدا.
وقال الشاعر:
=وأعبد أن تهجى تميم بدارم
يريد: آنف.
وحكى أبو عبيد، عن أبي عمرو، أنه قال في قوله تعالى: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}: هو من الغضب والأنفة. ففسّر الحرف بالمعنيين لتقاربهما.
فكأنّ نبيّ الله، صلّى الله عليه وسلم، لمّا أخبرهم عن الله أنّه منزل العذاب عليهم لأجل، ثم بلغه بعد مضيّ الأجل أنّه لم يأتهم ما وعدهم- خشي أن ينسب إلى الكذب ويعيّر به، ويحقّق عليه، لاسيّما ولم تكن قرية آمنت عند حضور العذاب فنفعها إيمانها غير قومه، فدخلته الأنفة والحميّة، وكان مغيظا بطول ما عاناه من تكذيبهم وهزئهم وأذاهم واستخفافهم بأمر الله، مشتهيا لأن ينزل بأس الله بهم. هذا إلى ضيق صدره، وقلّة صبره على ما صبر على مثله أولوا العزم من الرّسل.
وقد روي في الحديث أنه كان ضيّق الصدر، فلما حمّل أعباء النّبوّة تفسّخ تحتها تفسّخ الرّبع تحت الحمل الثّقيل، فمضى على وجهه مضيّ الآبق النّادّ.
يقول الله سبحانه: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}.
{فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} أي: لن نضيّق عليه، وأنّا نخلّيه ونهمله.
والعرب تقول: فلان مقدّر عليه في الرزق، ومقتّر عليه، بمعنى واحد، أي مضيّق عليه. ومنه قوله تعالى: {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}. وقدر- بالتخفيف والتثقيل-
قال أبو عمرو بن العلاء: قتر وقتّر وقدر وقدّر، بمعنى واحد، أي ضيّق. فعاقبه الله عن حميّته وأنفته وإباقته، وكراهيته العفو عن قومه، وقبول إنابتهم- بالحبس له، والتّضييق عليه في بطن الحوت.
وفي رواية أبي صالح: ((أن ملكا من ملوك بني إسرائيل كان أمره بالمسير إلى نينوى ليدعو أهلها بأمر شعياء النبي صلّى الله عليه وسلم، فأنف من أن يكون ذهابه إليهم بأمر أحد غير الله تعالى، فخرج مغاضبا للملك، فعاقبه الله بالتقام الحوت)).
قال: ((فلما قذفه الحوت بعثه الله إلى قومه فدعاهم. وأقام بينهم حتى آمنوا))). [تأويل مشكل القرآن: 405-409] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إذ أبق إلى الفلك المشحون (140)}
(أبق): هرب إلى الفلك المشحون، والمشحون: المملوء.). [معاني القرآن: 4/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن يونس لمن المرسلين إذ ابق إلى الفلك المشحون}: أي: هرب.
قال طاووس : لما ركب السفينة , ركدت , فقالوا: إن فيها رجلا مشئوما , فقارعوه , فوقعت القرعة عليه ثلاث مرات, فرموا به , فالتقمه الحوت.). [معاني القرآن: 6/56-57]
تفسير قوله تعالى:{فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فساهم فكان من المدحضين} [الصافات: 141] من المقروعين.
وقال مجاهدٌ: المسهومين). [تفسير القرآن العظيم: 2/842]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {المدحضين...}
المغلوبين.
يقال: أدحض الله حجّتك , فدحضت, وهو في الأصل : أن يزلق الرّجل.). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فساهم فكان من المدحضين }
تقول العرب: أدحض الله حجته , أي: أبطلها , والدحض : الماء والزلق , قال ذو الإصبع:
لبئس المرء في شيء= من الأمرار والنقض
غدواً ورواحاً و= هو في مزلقةٍ دحض.). [مجاز القرآن: 2/174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({المدحضين}: يقال أدحض الله حجته أي أبطلها. والدحض الماء والزلق). [غريب القرآن وتفسيره: 319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فساهم}: أي: فقارع، {فكان من المدحضين}: أي: من المقروعين. يقال: أدحض اللّه حجته فدحضت، أي أزالها فزالت. وأصل الدحض: الزلق.
وقال ابن عيينة: فساهم: أي قامر.
{فكان من المدحضين} :أي :المقمورين.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فساهم فكان من المدحضين (141)}
{فساهم}: قارع، و {المدحضين}: المغلوبين.
لما صار يونس في السفينة , فلم تسر , فقارعه أهل السفينة، ووقعت عليه القرعة , فخرج منها , وألقى نفسه في البحر.). [معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فساهم فكان من المدحضين}
قال مجاهد : (فكان من المدحضين , أي: من المسهومين) .
قال أبو جعفر : أصل أدحضته :أزلقته .
وقال ابن عيينة : أي : من المقمورين.). [معاني القرآن: 6/57]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِنْ الْمُدْحَضِينَ}: أي : من المقروعين , وقيل: من المقمورين.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الْمُدْحَضِ): يطلب حجة). [العمدة في غريب القرآن: 256]
تفسير قوله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فأوحى اللّه إلى الحوت {فالتقمه} [الصافات: 142] هذا تفسير الحسن.
قال يحيى: بلغنا واللّه أعلم أنّ يونس دعا قومه زمانًا إلى اللّه، فلمّا طال ذلك وأبوا أوحى اللّه إليه أنّ العذاب يأتيهم يوم كذا وكذا، فلمّا دنا الوقت تنحّى عنهم فلمّا كان قبل الوقت بيومٍ جاء فجعل يطوف بالمدينة وهو يبكي ويقول: غدًا يأتيكم العذاب، فسمعه رجلٌ منهم، فانطلق إلى الملك، فأخبره أنّه سمع يونس يبكي ويقول: غدًا يأتيكم العذاب، فلمّا سمع ذلك
الملك دعا قومه فأخبرهم بذلك وقال: إن كان هذا حقًّا فسيأتيكم العذاب غدًا، فاجتمعوا حتّى ننظر في أمرنا، فاجتمعوا.
فخرجوا من المدينة من الغد فنظروا فإذا بظلمةٍ وريحٍ شديدةٍ وقد أقبلت نحوهم فعلموا أنّه الحقّ، ففرّقوا بين الصّبيان وبين أمّهاتهم، وبين البهائم وبين أمّهاتها، ولبسوا الشّعر، وجعلوا التّراب والرّماد على رءوسهم تواضعًا للّه وتضرّعوا إليه، وبكوا، وآمنوا، فصرف اللّه عنهم العذاب، واشترط بعضهم على بعضٍ ألا يكذب أحدٌ كذبةً إلا قطعوا لسانه، وجاء يونس من الغد،
فنظر فإذا المدينة على حالها، وإذا النّاس داخلون وخارجون، فقال: أمرني ربّي أن أخبر قومي أنّ العذاب يأتيهم فلم يأتهم، فكيف ألقاهم؟ فانطلق حتّى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا بسفينةٍ في البحر، فأشار إليهم، فأتوه، فحملوه ولا يعرفونه، فانطلق إلى ناحيةٍ من السّفينة، فتقنّع ورقد، فما مضوا إلا قليلا حتّى جاءتهم ريحٌ كادت السّفينة تغرق فاجتمع أهل السّفينة
ودعوا اللّه ثمّ قالوا: أيقظوا الرّجل يدعو اللّه معنا، ففعلوا، فرفع اللّه عنهم تلك الرّيح، ثمّ انطلق إلى مكانه فرقد، فجاءت ريحٌ كادت السّفينة تغرق، فأيقظوه ودعوا اللّه، فارتفعت فتفكّر العبد الصّالح فقال:
[تفسير القرآن العظيم: 2/842]
هذا من خطيئتي أو قال: من ذنبي أو كما قال.
فقال لأهل السّفينة: شدّوني وثاقًا وألقوني في البحر فقالوا: ما كنّا لنفعل وحالك حالك، ولكن نقترع فمن أصابته القرعة ألقيناه في البحر، وقال بعضهم: لمّا ركدت السّفينة فلم تسر، لفّ نفسه في كسائه وأراد أن يطرح نفسه في البحر فقالوا: لا، ولكنّا نقترع، فمن أصابته القرعة ألقيناه في البحر، فاقترعوا، فأصابته القرعة فقال: قد أخبرتكم، فقالوا: ما كنّا
لنفعل، ولكن اقترعوا، فاقترعوا الثّانية فأصابته القرعة، ثمّ اقترعوا الثّالثة، فأصابته القرعة، وهو قول اللّه: {فساهم فكان من المدحضين} [الصافات: 141]، أي: من المقروعين.
وقال مجاهدٌ: من المسهومين، أي: وقع السّهم عليه.
فانطلق إلى صدر السّفينة ليلقي نفسه في البحر، فإذا هو بحوتٍ فاتحٍ فاه، فانطلق إلى ذنب السّفينة، فإذا هو بالحوت فاتحًا فاه، ثمّ جاء إلى جنب السّفينة، فإذا هو بالحوت فاتحًا فاه، ثمّ جاء إلى الجنب الآخر فإذا هو بالحوت فاتحًا فاه، فلمّا رأى ذلك ألقى نفسه فالتقمه الحوت، فأوحى اللّه إلى الحوت: لا تأكل عليه ولا تشرب، وقال: إنّي لم أجعله لك رزقًا ولكنّي جعلت بطنك
له سجنًا، فمكث في بطن الحوت أربعين ليلةً {فنادى في الظّلمات} [الأنبياء: 87] كما قال اللّه: {أن لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين} [الأنبياء: 87].
قال اللّه: {فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ} [الأنبياء: 88] والظّلمات: ظلمة اللّيل، وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت.
قال: {وكذلك ننجي المؤمنين} [الأنبياء: 88].
فأوحى اللّه إلى الحوت أن يلقيه إلى البرّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/843]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وهو مليمٌ} [الصافات: 142] مذنبٌ، في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/844]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وهو مليمٌ...}
وهو الذي قد اكتسب اللوم , وإن لم يلم, والملوم : الذي قد ليم باللسان.
وهو مثل قول العرب: أصبحت محمقاً معطشاً , أي: عندك الحمق والعطش, وهو كثير في الكلام.). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وهو مليمٌ }
تقول العرب: ألام فلان في أمره وذلك إذا أتى أمراً يلام عليه ,قال لبيد بن ربيعة:
سفهاً عذلت ولمت غير مليم= هداك قبل اليوم غير حكيم.).[مجاز القرآن: 2/174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مليم}: تقول العرب ألام فلان في أمره فهو مليم، وذلك إذا أتى أمرا يلام عليه). [غريب القرآن وتفسيره: 319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وهو مليمٌ}:أي:مذنب. يقال: ألام الرجل، إذا أذنب ذنبا يلام عليه). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} والمليم: الذي أجرم جرما استوجب به الّلوم). [تأويل مشكل القرآن: 405] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فالتقمه الحوت وهو مليم (142)}
وهو السمكة، ولما خرج من السفينة,سارت.
{وهو مليم}: قد أتى بما يلام عليه، يقال: قد ألام الرجل فهو مليم، إذا أتى ما يجب أن يلام عليه.).[معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فالتقمه الحوت وهو مليم}
قال قتادة :(أي مسيء).
قال أبو جعفر :يقال ألام الرجل إذا جاب ما يلام عليه.).[معاني القرآن: 6/57-58]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُلِيمٌ}: مذنب .
يقال: ألام الرجل: إذا أذنب ذنباً يلام عليه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُلِيمٌ}: أي : ما يلام.). [العمدة في غريب القرآن: 256]
تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فلولا} [الصافات: 143]، يعني: فلوما.
{أنّه كان من المسبّحين} [الصافات: 143] يقول من المصلّين، وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/844]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (أبو أميّة، عن الحسن، قال: {فلولا أنّه كان من المسبّحين} [الصافات: 143] قال: أما واللّه ما هو بالمسبّح قبل ذلك، ولكنّه لمّا التقمه الحوت أنشأ يقول: سبحان اللّه، سبحان اللّه ويدعو اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فلولا أنّه كان من المسبّحين}: يقال: من المصلين.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فإذا رأيت للولا جوابا فليست بهذا المعنى، كقوله: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، فهذه (لولا) التي تكون لأمر لا يقع لوقوع غيره). [تأويل مشكل القرآن: 541]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلولا أنّه كان من المسبّحين (143)}: من المصلّين.). [معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
روى أبو رزين , عن ابن عباس : {من المسبحين }, قال: (من المصلين).). [معاني القرآن: 6/58]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِنْ الْمُسَبِّحِينَ}: أي: من المصلين.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
تفسير قوله تعالى: {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} [الصافات: 144]
حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: فلولا أنّه كان من المصلّين في الرّخاء قبل ذلك، قال: ويقال: إنّ العمل الصّالح يقي الرّجل مصارع السّوء.
[تفسير القرآن العظيم: 2/844]
- حدّثنا نعيم بن يحيى، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي عثمان النّهديّ، عن سلمان الفارسيّ قال: من سرّه أن يستجاب له في الضّرّاء، فليكثر الدّعاء، التّسبيح، في السّرّاء). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقوله: {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} [الصافات: 144] لكان بطن الحوت له قبرًا إلى يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون (144)}
جاء في التفسير : أنه لبث أربعين يوما، وقال الحسن : لم يلبث إلا قليلا , وأخرج من بطنه بعيد الوقت الذي ألتقم فيه.). [معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال: {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
قال مجاهد : أي: في بطن الحوت.). [معاني القرآن: 6/58]
تفسير قوله تعالى:{فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ} [الصافات: 145] وهو ضعيفٌ مثل الصّبيّ، فأصابته حرارة الشّمس، فأنبت اللّه عليه {شجرةً من يقطينٍ} [الصافات: 146] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/843]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ} [الصافات: 145] قد فسّرناه قبل هذا). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فنبذناه بالعراء }
تقول العرب: نبذته بالعراء , أي : الأرض الفضاء , قال الخزاعي:
رفّعت رجلاً لا أخاف عثارها= ونبذت بالبلد العراء ثيابي
البلد العراء الذي لا يواره شيء من شجر , ولا من غيره.). [مجاز القرآن: 2/175]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((نبذناه بالعراء): ألقيناه بالفناء، والساحة أيضا الفناء). [غريب القرآن وتفسيره: 320]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فنبذناه} ألقيناه {بالعراء} , وهي: الأرض التي لا يتواري فيها بشجر , ولا غيره. وكأنه من عرى الشيء.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فنبذناه بالعراء وهو سقيم (145)}
يعني بالمكان الخالي، والعراء على وجهين، مقصور وممدود.
فالمقصور الناحية، والعزاء ممدود المكان الخالي.
قال أبو عبيدة وغيره: إنما قيل له العراء لأنه لا شجر فيه، ولا شيء يغطيه، وقيل: إن العراء : وجه الأرض, ومعناه: وجه الأرض الخالي، وأنشدوا:
ورفعت رجلا لا أخاف عثارها= ونبذت بالبلد العراء ثيابي). [معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فنبذناه بالعراء وهو سقيم}
قال يعقوب بن إسحاق , قال الفراء : العراء: المكان الخالي , ومنه قول الله جل وعز: {فنبذناه بالعراء وهو سقيم}
قال : وقال أبو عبيدة : العراء وجه الأرض , وأنشد لرجل من خزاعة:
رفعت رجلا لا أخاف عثارها = ونبذت بالبلد العراء ثيابي). [معاني القرآن: 6/59]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فنبذناه بالعراء}: أي: تركناه بالصحراء.). [ياقوتة الصراط: 432]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء}: أي: ألقيناه بالأرض.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَنَبَذْنَاهُ}: ألقيناه {بِالْعَرَاء}: الموضع الواسع.). [العمدة في غريب القرآن: 257]
تفسير قوله تعالى:{وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ} [الصافات: 145] وهو ضعيفٌ مثل الصّبيّ، فأصابته حرارة الشّمس، فأنبت اللّه عليه {شجرةً من يقطينٍ} [الصافات: 146] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/843] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({شجرةً من يقطينٍ} [الصافات: 146] وهي القرع، فأظلّته فنام فاستيقظ وقد يبست فحزن عليها، فأوحى اللّه إليه: أحزنت على هذه الشّجرة وأردت أن أهلك مائة ألفٍ من خلقي أو يزيدون؟ أي: بل يزيدون.
قال يحيى: بلغنا أنّهم كانوا عشرين ومائة ألفٍ، فعلم عند ذلك أنّه قد ابتلي، فانطلق فإذا هو بذودٍ من غنمٍ، فقال للرّاعي: اسقني لبنًا، فقال: ما هاهنا شاةٌ لها
[تفسير القرآن العظيم: 2/843]
لبنٌ، فأخذ شاةً منها فمسح بيده على ظهرها فدرّت، فشرب من لبنها، فقال له الرّاعي: من أنت يا عبد اللّه لتخبرني، قال: أنا يونس، فانطلق الرّاعي إلى قومه فبشّرهم به، فأخذوه وجاءوا معه إلى موضع الغنم، فلم
يجدوا يونس، فقالوا: إنّا قد شرطنا لربّنا ألا يكذب منّا أحدٌ إلا قطعنا لسانه، فتكلّمت الشّاة بإذن اللّه فقالت: قد شرب من لبني، وقالت شجرةٌ كان استظلّ تحتها: قد استظلّ بظلّي، فطلبوه، فأصابوه، فرجع إليهم فكان فيهم حتّى قبضه اللّه، وكانوا بمدينةٍ يقال لها: نينوى من أرض الموصل، وهي على دجلة.
- حدّثنا عثمان، أنّ ابن عبّاسٍ، قال: في دجلة ركب السّفينة، وفيها التقمه الحوت ثمّ أفضى به إلى البحر، فدار في البحر، ثمّ رجع إلى دجلة، ثمّ نبذه بالعراء، فأرسل إليهم بعد ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/844]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّن يقطينٍ...}
قيل عند ابن عباسٍ: هو ورق القرع؟, فقال: (وما جعل ورق القرع من بين الشجر يقطيناً! كل ورقةٍ اتسعت , وسترت فهي يقطين).).. [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({شجرةً مّن يقطينٍ }: كل شجرة لا تقوم على ساق ؛ فهي يقطين نحو: الدبا , والحنظل, والبطييخ.). [مجاز القرآن: 2/175]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يقطين}: كل شجرة منبطحة لا تقوم على ساق فهي يقطينة، والجمع يقطين نحو الدباء والحنظل والبطيخ). [غريب القرآن وتفسيره: 320]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و(اليقطين): الشجر الذي لا يقوم على ساق, مثل : القرع , والحنظل, والبطيخ. وهو: يفعيل.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين (146)}
كل شجرة لا تنبت على ساق، وإنّما تمتد على وجه الأرض , نحو : القرع , والبطيخ, والحنظل, فهو يقطين.
وأحسب اشتقاقها من قطن بالمكان إذا أقام به، فهذا الشجر كله على وجه الأرض، فلذلك قيل: يقطين.). [معاني القرآن: 4/314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين}
روى عمرو بن ميمون, عن ابن مسعود قال: (هي القرع).
وقال مجاهد : (هي كل شجرة على وجه الأرض لا ساق لها).
قال أبو جعفر : هذا الذي قاله مجاهد هو الذي تعرفه العرب يقع للقرع , والحنظل , والبطيخ , والكل ما لم يكن على ساق , وكأن اشتقاقه من قطن بالمكان , أي: أقام به , وأنشد سيبويه:
= قواطنا مكة من ورق الحمي= ). [معاني القرآن: 6/59-60]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (و(اليَقْطِينٍ) يقال: إنه شجرة الدباء، ويقال: إنها شجرة غيرها.). [ياقوتة الصراط: 432-433]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (اليَقْطِين): الشجر الذي لا يقوم على ساق, مثل :القرع , والحنظل , والبطيخ.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَقْطِينٍ}: كل شجرة لا تقوم علي ساق , وتنبت على وجه الأرض , مثل القرع , والقثاء, والبطيخ.). [العمدة في غريب القرآن: 257]
تفسير قوله تعالى:{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} [الصافات: 147] بل يزيدون، وهو تفسير السّدّيّ.
قال الحسن: فأعاد اللّه له الرّسالة، فآمنوا عن آخرهم، لم يشذّ منهم أحدٌ.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} [الصافات: 147] قبل أن يلتقمه الحوت). [تفسير القرآن العظيم: 2/844]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون {147}} [الصافات: 147] بل يزيدون، وهو تفسير السّدّيّ، وقد فسّرناه قبل هذا). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون...}
أو ها هنا في معنى بل, كذلك في التفسير مع صحّته في العربيّة.). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إلى مائة ألفٍ أو يزيدون }: أو ها هنا ليس بشك , وهي في موضع آخر :{بل يزيدون }, وفي القرآن : {قالوا ساحرٌ أو مجنون}: ليس بشك , وقد قالوهما جميعاً , فهي في موضع الواو التي للموالاة , وقال جرير:
أثعلبة الفوارس أو رياحا= عدلت بهم طهّية والخشابا
والمعنى ثعلبة الفوارس , ورياحا عدلت بهم طهية والخشابا , وقال آخر:
إنّ بها أكتل أو رزاما= خوير بين ينقفان الهاما
ولو كان شكاً, أو اسماً واحداً لما قال " خوير بين ينقفان " إنما هو أكتل , ورزام.). [مجاز القرآن: 2/175]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون}, وقال: {مائة ألفٍ أو يزيدون} : يقول: كانوا كذاك عندكم.). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} أي: ويزيدون, و«أو» معنى «الواو»على ما بينت في «تأويل المشكل».). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (أو): تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.
وتكون للتخيير بين شيئين...، وأما قوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}، فإن بعضهم يذهب إلى أنها بمعنى بل يزيدون، على مذهب التَّدارك لكلام غلطت فيه وكذلك قوله: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} وقوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}.
وليس هذا كما تأوّلوا، وإنما هي بمعنى (الواو) في جميع هذه المواضع: وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون، وما أمر الساعة إلا كلمح البصر وهو أقرب، و: فكان قاب قوسين وأدنى.
وقال ابن أحمر:
قَرَى عنكُما شَهْرينِ أو نِصْفَ ثالث = إلى ذاكُمَا قَد غَيَّبَتْنِي غِيَابِيَا
وهذا البيت بوضح لك معنى الواو: وأراد: قرى شهرين ونصفا، ولا يجوز أن يكون أراد قرى شهرين بل نصف شهر ثالث.
وقال آخر:
أثعلبةَ الفوارسِ أو رِياحا = عَدَلْتَ بِهِمْ طُهَيَّةُ وَالخِشَابَا
أراد: وعدلت هذين بهذين). [تأويل مشكل القرآن: 543-545]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون (147)}
قال غير واحد : معناه: بل يزيدون.
قال ذلك الفراء , وأبو عبيدة , وقال غيرهما معناه : أو يزيدون في تقديركم أنتم إذا رآهم الرائي , قال: هؤلاء مائة ألف , أو يزيدون على المائة , وهذا على أصل (أو).
وقال قوم: معناها معنى الواو, و (أو) لا تكون بمعنى الواو؛ لأن الواو معناها الاجتماع، وليس فيها دليل أن أحد الشيئين قبل الآخر.
و(أو) معناها إفراد أحد شيئين , أو أشياء.). [معاني القرآن: 4/314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون}
قال أبو جعفر: في معنى (أو) أربعة أقوال:
- قال أبو عبيدة والفراء : هي بمعنى بل , وهذا خطأ عند أكثر النحويين الحذاق , ولو كان كما قالا لكان , وأرسلناه إلى أكثر من مائة ألف , واستغنى عن (أو).
- وقال القتبي : أو بمعنى الواو , وهذا أيضا خطا لأن فيه بطلان المعاني .
- وقيل: أو للإباحة
- وقال محمد بن يزيد : أو على بابها والمعنى أرسلناه إلى جماعة لو رأيتموهم لقلتم : مائة ألف أو أكثر .
وروي , عن ابن عباس قال : (أرسل إلى مائة ألف وثلاثين ألفا) .
قال أبو مالك : أقام في بطن الحوت أربعين يوما .
قال ابن طاووس : أنبت الله عليه شجرة من يقطين , وهي الدباء , فكانت تظله من الشمس , ويأكل منها فلما سقطت بكى عليها , فأوحى الله جل وعز إليه : أتحزن على شجرة , ولا تحزن على مائة ألف , أو يزيد , وتابوا , فلم يهلكهم .
قال سعيد بن جبير : (أرسل الله جل وعز على الشجرة الأرضة , فقطعت أصولها , فحزن عليها) , وذكر الحديث .
قال مجاهد : (كانت الرسالة قبل أن يلتقمه الحوت) .
قال أبو جعفر حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: حدثنا العباس بن محمد , قال: حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل , قال: حدثنا أبو هلال , قال: حدثنا شهر بن حوشب , عن ابن عباس قال : (إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت) وتلا هذه الآية: {وإن يونس لمن المرسلين} حتى بلغ إلى قوله: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون})
قال : (كانت الرسالة بعد ذلك).). [معاني القرآن: 6/62-63]
تفسير قوله تعالى: {فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فآمنوا} [الصافات: 148] وقد فسّرنا كيف كان إيمانهم في أوّل حديثهم.
قوله عزّ وجلّ: {فمتّعناهم إلى حينٍ} [الصافات: 148] إلى الموت، إلى آجالهم ولم يهلكهم بالعذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فمتّعناهم إلى حينٍ...}
وفي قراءة عبد الله : {فمتّعناهم حتّى حين} , وحتى , وإلى في الغايات مع الأسماء سواء.). [معاني القرآن: 2/393]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قوله جل وعز: {فآمنوا فمتعناهم إلى حين}
روى معمر , عن قتادة قال: (إلى الموت).). [معاني القرآن: 6/63]