العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:48 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (60) إلى الآية (63) ]

{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)}

قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ترهبون به عدوّ اللّه وعدوّكم... (60).
قرأ يعقوب (ترهّبون) بفتح الراء وتشديد الهاء، وقرأ الباقون (ترهبون) بسكون الراء.
قال أبو منصور: المعنى واحد في (ترهّبون) و(ترهبون) ). [معاني القراءات وعللها: 1/443]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {تُرَهِّبُونَ بِهِ} [آية/ 60] بفتح الراء وتشديد الهاء:
قرأها يعقوب وحده- يس-، وقرأ الباقون {تُرْهِبُونَ} بسكون الراء وتخفيف الهاء.
والوجه أن {تُرَهِّبُونَ} بالتشديد من رهب، و{تُرْهِبُونَ} بالتخفيف من أرهب، وكلاهما واحد في المعنى؛ لأن النقل بالهمزة كالنقل بالتضعيف، واللازم من كليهما رهب، وقد مضى مثله). [الموضح: 583]

قوله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- قوله تعالى: {وإن جنحوا للسلم} [61].
قرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر بكسر السين.
والباقون يفتحون. وذكرت علته في (البقرة) إلا أن أبا عبيدة قال: السلم: الصلح، وفيه ثلاث لغات السَّلم والسَّلْم والسَلَمُ وأنشد:
أنائل إنني سلْمٌ = لأهلك فأقبلي سلمى
والسلم أيضًا -: - أيضًا -: السلف، والسلم أيضًا: شجر، واحدتها سلمة، وبه سمى سلمة بن كهيل، فأما الدلو فالسلم بفتح السين وسكون اللام.
فإن قال قائل: إن السلم الصلح مذكر، والسلم الدلو مؤنث، فلم قال: {فاجنح لها} ولم يقل فاجنح له؟.
فالجواب في ذلك أن الهاء تعود على الجنحة؛ لأن الفعل يدل على مصدره كما قال: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة} أي: وإن الاستعانة لكبيرة، كما تقول العرب: من كذب كان شرًا له، معناه: كان الكذب شرًا له، وقال بعض أهل العلم إن الهاء تعود على الصلاة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/231]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر: وإن جنحوا للسلم [الأنفال/ 61] بكسر السين.
وقرأ الباقون للسلم بفتح السين. وروى حفص عن عاصم للسلم أيضا بالفتح.
قال أبو زيد: فيما روى عنه الأثرم: جنح الرجل يجنح جنوحا: إذا أعطى بيده، أو عدل إلى ما يحبّ القوم، وجنح الليل يجنح جنوحا: إذا أقبل، وجنحت الإبل تجنح جنوحا:
إذا خفضت سوالفها في السير.
وقال أبو عبيدة: وإن جنحوا للسلم أي: رجعوا وطلبوا المسالمة، قال: والسّلم والسّلم والسّلم واحد، قال رجل جاهلي:
[الحجة للقراء السبعة: 4/158]
أنائل إنني سلم... لأهلك فاقبلي سلمي
أنشده [أبو زيد] بالفتح فيما رواه التوّزي عنه، وقال أبو الحسن: الصّلح: فيه الكسر والفتح لغتان، يعني: السّلم والسّلم، وقد تقدم القول في ذلك في سورة البقرة). [الحجة للقراء السبعة: 4/159]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأشهب العقيلي: [فاجْنُحْ لها] بضم النون.
[المحتسب: 1/280]
قال أبو الفتح: حكى سيبويه جنَح يجنُح، وهي في طريق ركَد يركُد، وقعَد يقعُد، وسفَل يسفُل في قربها ومعناها. ويؤكد ذلك أيضًا ضَرْبٌ من القياس؛ وهو أن جنح غير متعد، وغير المتعدي الضم أقيس فيه من الكسر، فقعد يقعد أقيس من جلس يجلس؛ وذلك أن يفعُل بابه لِمَا ماضيه فَعُل نحو: شرُف يشرُف، ثم أُلحق به قعد. وباب يفعِل بابه لِمَا يتعدى نحو: ضرب يضرب، فضرب يضرب إذن أقيس من قتل يقتل، كما أن قعد يقعد أقيس من جلس يجلس. وقد تقصيت هذه الطريق في كتابي المنصف). [المحتسب: 1/281]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن جنحوا للسلم فاجنح لها}
قرأ أبو بكر عن عاصم {وإن جنحوا للسلم} بالكسر وقرأ الباقون بالفتح وهما لغتان وهو الصّلح). [حجة القراءات: 312]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {وإن جنحوا للسلم} قرأه أبو بكر بكسر السين، وفتحها الباقون، وهما لغتان في الصلح، وقد ذكر هذا في سورة البقرة بأشبع من هذا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/494]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {وإن جَنَحُوا لِلسِّلْمِ} [آية/ 61] بكسر السين:
قرأها عاصم وحده- ياش-، وقرأ الباقون {السَّلَمَ} بفتح السين.
والوجه أن السلم والسلم لغتان). [الموضح: 583]

قوله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62)}

قوله تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (64) إلى الآية (66) ]

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إن يكن منكم عشرون صابرون... (65) (فإن يكن منكم مائةٌ صابرةٌ... (66)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر (وإن تكن منكم... فإن تكن منكم) بالتاء فيهما.
وقرأ أبو عمرو ويعقوب (فإن تكن منكم) بالتاء، والأولى بالياء.
وقرأ الباقون بالياء فيهما جميعًا.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فلتأنيث المائة، ومن قرأ بالياء فلتقديم فعل جمع المائة). [معاني القراءات وعللها: 1/443]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {وإن تكن منكم مائة تغلبوا ألفا} [65].
{فإن تكن منكم مائة صابرة} [66].
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر كليهما بالتاء.
وقرأ أبو عمرو الثانية بالتاء.
وقرأ الباقون كليهما بالياء، فمن أنث فلتأنيث المائة، ومن ذكر فلأن المائة وقعت على عدد المذكر، ولأن تأنيثها غير حقيقي وقد مر شبه ذلك في الكتاب.
فأما أبو عمرو فإنه أتى باللغتين جميعًا ليعلم أن هذه جائزة وهذه جائزة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/232]
وحجة أخرى لأبي عمرو أن الله تعالى: أكد تأنيث المائة الثانية بصفة مؤنث فقال: {فإن تكن منكم مائة صابرة} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/233] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله [جلّ وعزّ]: وإن يكن منكم مائة يغلبوا... فإن تكن منكم مائة صابرة [الأنفال/ 65 - 66].
فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: إن يكن منكم مائة
[الحجة للقراء السبعة: 4/159]
يغلبوا وفإن يكن منكم مائة صابرة بالياء فيهما.
وقرأ أبو عمرو: وإن تكن منكم بالتاء والأخرى بالياء.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي الحرفين جميعا بالياء.
وليس عن نافع خلاف أنهما بالتاء، إلا ما رواه خارجة عن نافع أنهما بالياء.
قال أبو علي: قراءة ابن كثير ونافع وابن عامر بالياء إن يكن، لأنه يراد به المذكر ويدل على ذلك قوله: يغلبوا وكذلك ما وصف فيه المائة بقوله: صابرة لأنهم رجال في المعنى، فحملوا الكلام على أنهم مذكّرون في المعنى كما جاء: فله عشر أمثالها [الأنعام/ 160]. فأنّث الأمثال على المعنى لما كانت حسنات.
وقراءة أبي عمرو: فإن تكن منكم مائة صابرة لأنّه كما أنّث صفة المائة، وهي قوله: صابرة، كذلك أنّث الفعل، وكأنّ التأنيث في قوله سبحانه: إن تكن منكم مائة
[الحجة للقراء السبعة: 4/160]
أشدّ مشاكلة لقوله: صابرة من التذكير، وفي الأخرى بالياء لأنه أخبر عنه بقوله: يغلبوا فكان التذكير أشدّ مشاكلة ليغلبوا، كما كان التأنيث في تكن* أشدّ مشاكلة لقوله: صابرة. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي الحرفين جميعا بالياء، حملوا ذلك على المعنى، لأنهم في الموضعين جميعا رجال، فكان ذلك في الحمل على المعنى في قراءتهم كقوله: فله عشر أمثالها [الأنعام/ 160].
وقرأ نافع جميعا بالتاء، فحمله على اللفظ، واللفظ مؤنّث، ورواه خارجة بالياء، وذلك للحمل على المعنى دون اللفظ، وكلّ ذلك حسن). [الحجة للقراء السبعة: 4/161] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا} {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين}
[حجة القراءات: 312]
65 - و66
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر (وإن تكن منكم مئة) (فإن تكن منكم مئة صابرة) بالتّاء فيهما وقرأ أبو عمرو الثّانية بالتّاء وقرأ الباقون بالياء فيهما فمن أنث فلتأنيث المئة ومن ذكر فلأن المئة وقعت على عدد مذكّر وأخرى وهي أنه لما حجز بين الاسم والفعل بحاجز ذكر الفعل لأن الحاجز صار كالعوض منه وحجّة أبي عمر ذكرها اليزيدي فقال لقوله {صابرة} ذهب اليزيدي إلى أنه لما نعتها بالتأنيث وجب أن يكون فعلها بلفظ التّأنيث لأن المذكر لا ينعت به المؤنّث
قرأ عاصم وحمزة {وعلم أن فيكم ضعفا} بفتح الضّاد وفي الرّوم مثله وقرأ الباقون بالرّفع وهما لغتان مثل المكث والمكث والفقر والفقر والقرح والقرح). [حجة القراءات: 313] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {وإن يكن منكم مائة} في موضعين، قرأه الكوفيون وأبو عمرو الأول بالياء، ذكروا لفظ الفعل للتفريق بين المؤنث وفعله بـ «منكم»، ولأن المخاطبين مذكورون، فردوه على المعنى، فذكروا كما قال: «يغلبوا»، ولم يقل «يغلبن»، وهذا ضد قوله: {فله عشر أمثالها}، فإنما أنَّث لأن الأمثال
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/494]
في المعنى هي الحسنات، فحمل التأنيث على معنى الأمثال، لا على لفظها، وكذلك هذا حمل على التذكير، على معنى المائة، لا على لفظها، وقرأ الكوفيون «يكن» الثاني بالياء على الرد على معنى المائة، ولأنه قد فرّق بـ «منكم» وقرأهما الباقون بالتاء، حملوه على تأنيث لفظ المائة، وفرّق أبو عمرو بين الأول والثاني، فقرأ الأول بالياء، حملًا على معنى المائة، وقرأ الثاني بالتاء حملًا على لفظ المائة، واختار في الثاني التأنيث لقوله: {صابرة} 62، فأكد لفظ التأنيث بتأنيث الصفة، فقوي لفظ التأنيث فيه بخلاف الأولى، واختار فيه التاء والقراءة بتأنيث الفعل فيهما لتأنيث لفظ المائة أحب إلي؛ لأن عليه أهل الحرمين وابن عامر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/495]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {وإن تَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ} [آية/ 65] بالتاء:
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر، وكذلك في الباقي، وقرأ أبو عمرو ويعقوب {فَإن تَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ} بالتاء، والباقي بالياء.
والوجه أن التاء لتأنيث لفظ المائة؛ لأن لفظها مؤنث لأجل الهاء التي فيه، فالظاهر تأنيث الفعل المسند إلى المؤنث.
[الموضح: 583]
وقرأ الباقون بالياء في الجميع.
والوجه أن التأنيث في المائة غير حقيقي، وقد فصل بين الفعل وفاعله بقوله {مِنْكُمْ} فحسن التذكير، ويؤيد هذا الوجه أن المراد بالمائة رجال، فهو في المعنى جمع مذكر). [الموضح: 584]

قوله تعالى: {الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إن يكن منكم عشرون صابرون... (65) (فإن يكن منكم مائةٌ صابرةٌ... (66)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر (وإن تكن منكم... فإن تكن منكم) بالتاء فيهما.
وقرأ أبو عمرو ويعقوب (فإن تكن منكم) بالتاء، والأولى بالياء.
وقرأ الباقون بالياء فيهما جميعًا.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فلتأنيث المائة، ومن قرأ بالياء فلتقديم فعل جمع المائة). [معاني القراءات وعللها: 1/443] (م)
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وعلم أنّ فيكم ضعفًا... (66)
(اللّه الّذي خلقكم من ضعفٍ).
قرأ حمزة وعاصم (ضعفًا)، (من ضعف) بفتح الضاد.
وقرأ حفص بفتح الضاد في قوله (ضعفًا)، واختار ضم الضاد في قوله (من ضعفٍ)، وكذلك في قوله: (ثمّ جعل من بعد قوّةٍ ضعفًا).
وقرأ الباقون بضم الضاد في هذا كله.
قال أبو منصور: الضّعف والضّعف لغتان، وروي عن النبي صلى الله عليه أنه قرأ (من ضعفٍ) ). [معاني القراءات وعللها: 1/444]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {وإن تكن منكم مائة تغلبوا ألفا} [65].
{فإن تكن منكم مائة صابرة} [66].
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر كليهما بالتاء.
وقرأ أبو عمرو الثانية بالتاء.
وقرأ الباقون كليهما بالياء، فمن أنث فلتأنيث المائة، ومن ذكر فلأن المائة وقعت على عدد المذكر، ولأن تأنيثها غير حقيقي وقد مر شبه ذلك في الكتاب.
فأما أبو عمرو فإنه أتى باللغتين جميعًا ليعلم أن هذه جائزة وهذه جائزة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/232]
وحجة أخرى لأبي عمرو أن الله تعالى: أكد تأنيث المائة الثانية بصفة مؤنث فقال: {فإن تكن منكم مائة صابرة} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/233] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {وعلم أن فيكم ضعفا} [66].
قرأ عاصم وحمزة {ضعفا} بفتح الضاد، وقرأ الباقون {ضعفا} بضم الضاد وهما لغتان الضعف والضعف مثل الكره والكره والقرح والقرح، وقال آخرون: الضعف: الاسم، والضعف: المصدر.
وحجة من ضم الضاد واختاره: أن ابن عمر قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الله الذي خلقكم من ضعف} وهي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيها قراءة ثالثة: حدثني أحمد بن عبدان عن علي بن أبي عبيد أن أبا جعفر قرأ: {علم أن فيكم ضعفاء} جمع ضعيف مثل شريك وشركاء، ولم يصرف؛ لأن في آخره همزة التأنيث). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/233]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله [جلّ وعزّ]: وإن يكن منكم مائة يغلبوا... فإن تكن منكم مائة صابرة [الأنفال/ 65 - 66].
فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: إن يكن منكم مائة
[الحجة للقراء السبعة: 4/159]
يغلبوا وفإن يكن منكم مائة صابرة بالياء فيهما.
وقرأ أبو عمرو: وإن تكن منكم بالتاء والأخرى بالياء.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي الحرفين جميعا بالياء.
وليس عن نافع خلاف أنهما بالتاء، إلا ما رواه خارجة عن نافع أنهما بالياء.
قال أبو علي: قراءة ابن كثير ونافع وابن عامر بالياء إن يكن، لأنه يراد به المذكر ويدل على ذلك قوله: يغلبوا وكذلك ما وصف فيه المائة بقوله: صابرة لأنهم رجال في المعنى، فحملوا الكلام على أنهم مذكّرون في المعنى كما جاء: فله عشر أمثالها [الأنعام/ 160]. فأنّث الأمثال على المعنى لما كانت حسنات.
وقراءة أبي عمرو: فإن تكن منكم مائة صابرة لأنّه كما أنّث صفة المائة، وهي قوله: صابرة، كذلك أنّث الفعل، وكأنّ التأنيث في قوله سبحانه: إن تكن منكم مائة
[الحجة للقراء السبعة: 4/160]
أشدّ مشاكلة لقوله: صابرة من التذكير، وفي الأخرى بالياء لأنه أخبر عنه بقوله: يغلبوا فكان التذكير أشدّ مشاكلة ليغلبوا، كما كان التأنيث في تكن* أشدّ مشاكلة لقوله: صابرة. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي الحرفين جميعا بالياء، حملوا ذلك على المعنى، لأنهم في الموضعين جميعا رجال، فكان ذلك في الحمل على المعنى في قراءتهم كقوله: فله عشر أمثالها [الأنعام/ 160].
وقرأ نافع جميعا بالتاء، فحمله على اللفظ، واللفظ مؤنّث، ورواه خارجة بالياء، وذلك للحمل على المعنى دون اللفظ، وكلّ ذلك حسن). [الحجة للقراء السبعة: 4/161] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الضّاد وفتحها من قوله [جلّ وعزّ]: وعلم أن فيكم ضعفا [الأنفال/ 66].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي: ضعفا* ومن ضعف [الروم/ 54] كلّ ذلك بضمّ الضاد.
وقرأ عاصم وحمزة بفتح الضاد ضعفا في كلّ ذلك، وكذلك في [سورة] الروم.
[الحجة للقراء السبعة: 4/161]
وخالف حفص عاصما، فقرأ عن نفسه لا عن عاصم في الروم: من ضعف وضعفا* بالضم جميعا.
[قال أبو علي]: قال سيبويه: قالوا: ضعف ضعفا، وهو ضعيف، وقال أيضا: قالوا الفقر، كما قالوا: الضّعف، وقالوا: الفقر، كما قالوا: الضّعف: فعلمنا بذلك أنّ كل واحد من الضّعف والضّعف لغة، كما كان الفقر والفقر كذلك). [الحجة للقراء السبعة: 4/162]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا} {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين}
[حجة القراءات: 312]
65 - و66
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر (وإن تكن منكم مئة) (فإن تكن منكم مئة صابرة) بالتّاء فيهما وقرأ أبو عمرو الثّانية بالتّاء وقرأ الباقون بالياء فيهما فمن أنث فلتأنيث المئة ومن ذكر فلأن المئة وقعت على عدد مذكّر وأخرى وهي أنه لما حجز بين الاسم والفعل بحاجز ذكر الفعل لأن الحاجز صار كالعوض منه وحجّة أبي عمر ذكرها اليزيدي فقال لقوله {صابرة} ذهب اليزيدي إلى أنه لما نعتها بالتأنيث وجب أن يكون فعلها بلفظ التّأنيث لأن المذكر لا ينعت به المؤنّث
قرأ عاصم وحمزة {وعلم أن فيكم ضعفا} بفتح الضّاد وفي الرّوم مثله وقرأ الباقون بالرّفع وهما لغتان مثل المكث والمكث والفقر والفقر والقرح والقرح). [حجة القراءات: 313] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (17- قوله: {أن فيكم ضعفا} قرأ عاصم وحمزة «ضعفا» بفتح الضاد، وضمها الباقون، وهما لغتان مصدران بمعنى، والفعل «ضعفا» كالفَقر والفُقر مصدران لـ «فقر»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/495]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {وعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} [آية/ 66] بفتح الضاد:
قرأها عاصم وحمزة، وكذلك في الروم، و- ص- خالف عاصمًا في الروم وقرأها بالضم عن نفسه، وقرأ الباقون {ضُعْفاً} بضم الضاد في السورتين.
[الموضح: 584]
والوجه أن الضعف والضعف لغتان، كالفقر والفقر، وزعموا أن الضم قراءة النبي صلى الله عليه (وسلم) ). [الموضح: 585]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:52 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (67) إلى الآية (69) ]

{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)}


قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أن يكون له أسرى... (67).
[معاني القراءات وعللها: 1/444]
أن يكون له أسرى حتّى يثخن في الأرض تريدون عرض الدّنيا واللّه يريد الآخرة واللّه عزيزٌ حكيمٌ (67)
قرأ أبو عمرو والحضرمي (أن تكون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [معاني القراءات وعللها: 1/445]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {أن يكون له أسرى} [67].
قرأ أبو عمرو وحده بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء، وهو جمع أسير مثل جريح، وجرحى، وصريع وصرعى.
فمن أنث رده إلى لفظه، ومن ذكر فلأن تأنيثه غير حقيقي وهو بمعنى الجماعة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/233]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله [جلّ وعزّ]: أن يكون له أسرى [الأنفال/ 67]. فقرأ أبو عمرو وحده أن تكون له بالتاء. وقرأ الباقون: يكون بالياء.
قال أبو علي: أنّث أبو عمرو تكون* على لفظ الأسرى، [لأن الأسرى] وإن كان المراد به التذكير والرجال فهو مؤنث اللفظ.
ومن قال: يكون، فلأن الفعل متقدم، والأسرى مذكّرون في المعنى، وقد وقع الفصل بين الفعل والفاعل، وكلّ واحد من ذلك إذا انفرد يذكّر الفعل معه، يقال: جاء
[الحجة للقراء السبعة: 4/162]
الرجال، وحضر قبيلتك، وحضر القاضي امرأة، فإذا اجتمعت هذه الأشياء كان التذكير أولى.
وقال أبو الحسن: التذكير أحبّ إليّ، لأنّ الأسرى فعل للرجال وليس للنساء، تقول: النساء يفعلن، ولا تقول: الأسرى يفعلن، فتذكير فعلهم أحسن والتأنيث على المجاز). [الحجة للقراء السبعة: 4/163]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن جماز: [واللهُ يُريد الآخرةِ] يحملها على عَرَضَ الآخرة.
قال أبو الفتح: وجه جواز ذلك على عزته وقلة نظيره أنه لما قال: {تريدون عَرَض الدنيا}، فجرى ذكر العَرَض فصار كأنه أعاده ثانيًا فقال: عَرَض الآخرة ولا يُنْكَرُ نحو ذلك.
ألا ترى إلى بيت الكتاب:
أكُلَّ امرئ تحسبين امرأً ... ونارٍ تَوَقَّد بالليل نارا
وأن تقديره: وكل نار؟ فناب ذكره "كُلَّا" في أول الكلام عن إعادتها في الآخر، حتى كأنه قال: وكُلَّ نار؛ هربًا من العطف على عاملين، وهما: كل وتحسبين. وعليه بيته أيضًا:
إنَّ الكريم وأبيك يَعتمِلْ ... إن لم يجد يومًا على من يتكلْ
أراد: من يتكل عليه، فحذف "عليه" من آخر الكلام استغناء عنها بزيادتها في قوله: على من يتكل، وإنما يريد: إن لم يجد من يكتل عليه.
وعليه أيضًا قول الآخر:
أتدْفع عن نفس أتاه حِمامُها ... فهلا التي عن بين جنبيك تَدفع
[المحتسب: 1/281]
أراد: فهلا عن التي بين جنبيك تدفع، فزاد "عن" في قوله: عن بين جنبيك، وجعلها عوضًا من "عن" التي حذفها، وهو يريدها في قوله: فهلا التي، ومعناها: فهلا عن التي.
وله نظائر، فعلى هذا جازت هذه القراءة؛ أعني قوله: [تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةِ]، في معنى: عرض الآخرة وعلى تقديره. ولعمري إنه إذا نصب فقال على قراءة الجماعة: {وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}، فإنما يريد: عرض الآخرة، إلا أنه يَحذف المضاف ويقيم المضاف إليه مقامه، وإذا جَرَّ فقال: يريد الآخرةِ، صار كأن العَرَض في اللفظ موجود لم يحذف، فاحتُمل ضعف الإعراب تجريدًا للمعنى وإزالة للشك أن يَظن ظان أنه يريد الآخرةَ إرادة مرسلة هكذا. هذا إلى ما قدمناه من حذف لفظ لمجيئه فيما قَبْلُ أو بَعْدُ). [المحتسب: 1/282]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى} {يا أيها النّبي قل لمن في أيديكم من الأسرى} 67 و70
قرأ أبو عمرو (ما كان لنبيّ أن تكون له أسرى) بالتّاء أراد جماعة أسرى فجرى مجرى قوله {كذبت قوم نوح المرسلين}
ونظائر ذلك وقرأ الباقون {أن يكون} بالياء أراد جمع أسرى
قال أهل البصرة لما فصل بين الاسم والفعل بفاصل ذكر الفعل لأن الفاصل صار كالعوض
[حجة القراءات: 313]
قرأ أبو عمرو يا أيها النّبي قل لمن في أيديكم من الأسارى بالألف قال أبو عمرو إذا كان عند القتال فأسر القوم عدوهم فهم الأسرى فإذا ذهبت زحمة القتال فصاروا في أيديهم فهم الأسارى وقال أيضا ما كان في الأيدي وفي السجن فإنّها أسارى وما لم يكن في الأيدي ولا في السجن فقل ما شئت أسرى وأسارى
وقرأ الباقون {من الأسرى} بغير ألف وحجتهم أن العرب جمعت على فعلى من كانت به دمامة أو مرض يمنعه من النهوض فقالوا في صريع صرعى وجريح جرحى ولما كان الأسر آفة تدخل على الإنسان فتمنعه من النهوض أجري مجرى ذوي العاهات فقالوا أسير وأسرى). [حجة القراءات: 314] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (18- قوله: {أن يكون له أسرى} قرأه أبو عمرو بالتاء، لتأنيث لفظ «الأسرى»، ألا ترى أن فيه ألف التأنيث، وقرأ الباقون بالياء على التذكير، حملوه على تذكير معنى «الأسرى» لأن المراد به الرجل، وأيضًا فقد فرّق بين المؤنث وفعله بقوله: «له»، وقوى التذكير فيه أنك لا تُخبر عن «الأسرى» بلفظ التأنيث لو قلنا «الأسرى يفتن» لم يجز؛ لأن المراد بهم المذكورون، فكان التذكير أولى به، وهو الاختيار لذلك، ولأن الجماعة على الياء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/495]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {أَن تَكُونَ لَهُ أَسْرَى} [آية/ 67] بالتاء:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن لفظ الأسرى مؤنث؛ لكونه جمعًا، فأنث الفعل لذلك.
وقرأ الباقون {أَن يَكُونَ لَهُ} بالياء.
والوجه أن ههنا قد اجتمعت ثلاثة أشياء كلها يحسن تذكير الفعل:
أحدها: تقدم الفعل.
والثاني: أن الأسرى مذكرون.
والثالث: أنه فصل بين الفعل وفاعله بالجار والمجرور.
وكل واحد منها إذا انفرد حسن معه تذكير الفعل؛ فلأن يحسن عند اجتماعها أولى). [الموضح: 585]

قوله تعالى: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)}

قوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:53 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (70) إلى الآية (71) ]

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقرأ أبو عمرو وحده: (لمن في أيديكم من الأسارى... (70)
بالألف، وقرأ الباقون (من الأسرى) بغير ألف.
قال أبو منصور: من قرأ (أسرى) فهو جمع أسير، كما يقال: جريح وجرحى، وضعيف وضعفى، ومن قرأ (أسارى) فهي جمع الجمع، يقال: أسير وأسرى ثم أسارى جمع الجمع.
وروى الأصمعي عن أبي عمرو أنه قال يقال لهم (أسارى) إذا شدّوا بالقدّ، وأما الأسرى فهم الذين أخذوا ولم يشدّوا بقدٍّ، والله أعلم). [معاني القراءات وعللها: 1/445]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {قل لمن في أيديكم من الأسرى} [70].
قرأ أبو عمرو وحده {من الأسرى}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/233]
وقرأ الباقون {من الأسرى}. والأسارى جمع الجمع، وقال أبو عمرو: ما كان في أيديهم أو في الجيش فهم الأسرى، وما جاء مستأسرًا فهم الأسارى). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/234]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): ( [واختلفوا في قوله تعالى: قل لمن في أيديكم من الأسارى [الأنفال/ 70].
فقرأ أبو عمرو وحده: قل لمن في أيديكم من الأسارى بالألف. وقرأ الباقون: من الأسرى بغير ألف.
قال أبو علي: أسرى: أقيس من الأسارى وذلك أن أسير فعيل بمعنى مفعول، وما كان من باب فعيل الذي بمعنى مفعول، لا يجمع بالواو والنون ولا بالألف والتاء، كما أن فعولا كذلك، لكنّه يجمع على فعلى نحو جريح وجرحى، وقتيل، وقتلى، وقال [جلّ وعزّ]: كتب عليكم القصاص في القتلى [البقرة/ 178]، وعقير وعقرى، ولديغ ولدغى، وكثر هذا الجمع في هذا الباب، واستمر حتى
[الحجة للقراء السبعة: 4/163]
شبّه به غيره مما ليس منه، وذلك لموافقته إياه في المعنى، وذلك مثل: مرضى، وموتى، وهلكى، ووج ووجيا فهذا أشبه بفعيل الذي بمعنى مفعول، لمقاربته له في المعنى، وذلك [أن هذا أمر ابتلوا به، وأدخلوا فيه، وأصيبوا به، وهم له كارهون] فصار لذلك في قول الخليل مشبها لفعيل الذي بمعنى مفعول وليس مثله، يدلّ على ذلك أنهم قالوا: هالكون، وهلّاك، فجاءوا به على القياس، ولم يحملوه على المعنى، وكذلك قالوا: دامرون ودمّار، وضامر وضمّر، فلم يجيئوا به على فعلى، وإنما قالوا: أسارى على التشبيه بكسالى، قال سيبويه: قالوا: أسارى شبّهوه بكسالى، وقالوا:
كسلى فشبّهوه بأسرى.
وأسارى في جمع أسير، ليس على بابه، وما عليه قياسه، كما أن أسراء، وقتلاء في جمع أسير، ليس على بابه، وإنّما شبّه بظرفاء حيث كان على وزنه، فأسارى في جمع أسير على
[الحجة للقراء السبعة: 4/164]
التشبيه بغير بابه، وبابه أسرى، فكما شبّه أسير بكسلان، فقالوا: أسارى كما قالوا: كسالى، كذلك شبّه كسلان بأسير.
وقالوا في جمعه: كسلى، كما قالوا: أسرى. فعلى هذا يوجّه قول من قال: أسارى. فأمّا أسرى فهو على الباب المستمر الكثير.
وقال أبو الحسن: الأسرى ما لم يكن موثقا، والأسارى:
الموثقون، قال: والعرب لا تعرف ذلك، كلاهما عندهم سواء). [الحجة للقراء السبعة: 4/165]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى} {يا أيها النّبي قل لمن في أيديكم من الأسرى} 67 و70
قرأ أبو عمرو (ما كان لنبيّ أن تكون له أسرى) بالتّاء أراد جماعة أسرى فجرى مجرى قوله {كذبت قوم نوح المرسلين}
ونظائر ذلك وقرأ الباقون {أن يكون} بالياء أراد جمع أسرى
قال أهل البصرة لما فصل بين الاسم والفعل بفاصل ذكر الفعل لأن الفاصل صار كالعوض
[حجة القراءات: 313]
قرأ أبو عمرو يا أيها النّبي قل لمن في أيديكم من الأسارى بالألف قال أبو عمرو إذا كان عند القتال فأسر القوم عدوهم فهم الأسرى فإذا ذهبت زحمة القتال فصاروا في أيديهم فهم الأسارى وقال أيضا ما كان في الأيدي وفي السجن فإنّها أسارى وما لم يكن في الأيدي ولا في السجن فقل ما شئت أسرى وأسارى
وقرأ الباقون {من الأسرى} بغير ألف وحجتهم أن العرب جمعت على فعلى من كانت به دمامة أو مرض يمنعه من النهوض فقالوا في صريع صرعى وجريح جرحى ولما كان الأسر آفة تدخل على الإنسان فتمنعه من النهوض أجري مجرى ذوي العاهات فقالوا أسير وأسرى). [حجة القراءات: 314] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- قوله: {الأسرى إن يعلم} قرأه أبو عمرو «الأسارى» على وزن «فعالى» شبهه بـ «كسالى»، كما قالوا: «كسلى» في الجمع على التشبيه بـ «أسرى»، فكل واحد مشبه بالآخر، محمول عليه، وإنما اشتبها لأن معنى هذا متقارب، وذلك أن «الكسل» أمر يدخل على الإنسان بغير شهوته، كذلك «الأسر» يدخل عليه بغير شهوته، فلما اتفقا في المعنى امتزجا في الجمع فحمل كل على الآخر في بابه، فباب «أسير» أن يجمع على «أسرى»، كجريح وجرحى، وباب «كسلان» أن يجمع على «كسالى» كسكران وسكارى، فحمل «أسير» على باب «كسلان» فجمع على «أسارى»، وحمل «كسلان» على باب «أسير» فجمع على «كسلى»، وقد خرج أيضًا «أسير» عن بابه، فجمع على «أسراه» لمشابهته في اللفظ «ظريفا وظرفاء» وكذلك قالوا: «قتلى» على التشبيه بلفظ «ظريف»، وقد قال الأخفش: الأسرى الذين لم يدخلوا في وثاق، والأسارى الذين دخلوا في الوثاق، وقرأ الباقون «أسرى» على «فعلى»، وهو أصل باب «أسير» أن يجمع على «فعلى» كقتيل وقتلى وجريح وجرحى وصريع وصرعى، وذلك أن «فعيلا» إذا كان بمعنى «مفعول» فبابه في الجمع فعلاء، وقد أدخلوا في فعلاء ما ليس بمعنى مفعول على التشبيه في اللفظ والمعنى، قالوا: مريض ومرضى، وميت وموتى، وهالك وهلكى، وذلك أنها أشبهت في اللفظ قولك: أسير وجريح وقتيل؛ لأنها كلها على وزن فعيل، وأشبهها في المعنى لأنها كلها علل ابتلوا بها وهم كارهون لها، وقد أجمعوا على «أسرى» في قوله: {أن يكون له أسرى} وهو الاختيار، لأنه الأصل في جمع «أسير» ولأن عليه الجماعة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/496]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {مِّنَ الأَسْارَى} [آية/ 70] بالألف:
قرأها أبو عمرو وحده، وقرأ الباقون {الأَسْرَى} بغير ألف.
[الموضح: 585]
وقد مضى الكلام في الأسرى والأسارى في سورة البقرة). [الموضح: 586]

قوله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (72) إلى الآية (75) ]

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ما لكم من ولايتهم من شيءٍ... (72).
قرأ حمزة وحده (من ولايتهم) بكسر الواو، وقرأ الباقون بفتح الواو.
[معاني القراءات وعللها: 1/445]
ووافق الكسائي حمزة على كسر الواو من قوله: (هنالك الولاية للّه).
قال أبو منصور: من فتح الواو فقال (الولاية) فهو من ولاية النصرة، مصدر الولي.
ومن كسر الواو فهي مصدر الوالي؛ لأن ولاية الوالي كالصناعة، كما يقال: الإمارة، والعرافة، والنكاية والنقابة له، ومن العرب من يجيز الولاية بالكسر في التناصر؛ لأن في تولى القوم بعضهم بعضا ضربًا من الصناعة. والله أعلم). [معاني القراءات وعللها: 1/446]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {ما لكم من ولايتهم من شيء} [72]. و{هنالك الولاية لله الحق}.
قرأ حمزة بكسر الواو فيهما جميعًا.
وقرأ الكسائي بفتح الواو في (الأنفال) وكسر الواو في (الكهف) وقرأ الباقون بفتحهما كليهما، فقال قوم: هما لغتان الولاية والولاية مثل الوكالة والوكالة والدلالة والدلالة.
وقال آخرون: الولاية: الإمارة. والولاية في الدين يقال: ولي بين الولاية ولا يقال: والٍ حسن الولاية.
فأما الكسائي ففرق بينهما؛ لأنه أتى باللغتين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/234]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الواو وكسرها من قوله جلّ وعزّ: من ولايتهم [الأنفال/ 72].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وعاصم وابن عامر: من ولايتهم والولاية [الكهف/ 44] بفتح الواو فيهما.
وقرأ حمزة: ولايتهم والولاية بالكسر فيهما.
وقرأ الكسائي: من ولايتهم بفتح الواو، والولاية بكسر الواو.
قال أبو عبيدة: من ولايتهم: مصدر المولى، يقال:
مولى بيّن الولاية إذا فتحت، فإذا كسرت فهو من وليت الشيء.
وقال أبو الحسن: ما لكم من ولايتهم من شيء، وهذا
[الحجة للقراء السبعة: 4/165]
من الولاية فهو مفتوح، وأما في السلطان، فالولاية بالكسر، وكسر الواو في الأخرى لغة.
قال: وقرأ الأعمش: ما لكم من ولايتهم من شيء مكسورة.
قال أبو علي: الولاية هنا من الدين، فالفتح أجود. قال أبو الحسن: وهي قراءة الناس، إلّا أن الأعمش كسر الواو وهي لغة، وليست بذاك.
وحكى محمد بن يزيد عن الأصمعي: أن الأعمش لحن في كسره لذلك، وليس قوله هذا بشيء، لأنه إذا كانت لغة فيما حكاه أبو الحسن فليس بلحن). [الحجة للقراء السبعة: 4/166]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ما لكم من ولايتهم من شيء حتّى يهاجروا}
قرأ حمزة {ما لكم من ولايتهم} بكسر الواو وهي مصدر وليت الشّيء ولاية ووال حسن الولاية قال الفراء {ما لكم من ولايتهم} يريد من ميراثهم وكسر الواو في الولاية أعجب إليّ من فتحها لأنّها إنّما يفتح أكثر ذلك إذا كانت في معنى نصرة قال فكان الكسائي يفتحها ويذهب بها إلى النّصرة ولا أراه علم التّفسير ويختارون في وليته ولاية الكسر
وقرأ الباقون {من ولايتهم} بفتح الواو أي من نصرهم والعرب تقول نحن لكم على بني فلان ولاية أي أنصار). [حجة القراءات: 314]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (20- قوله: {من ولايتهم} قرأه حمزة بكسر الواو، ووافقه الكسائي على الكسر في الكهف، وقرأهما الباقون بالفتح.
وحجة من كسر أنه جعله من «وليت الشيء» إذا توليته، يقال: هو ولي، بين الولاية، فهو مصدر من «الولي»، وكذلك المراد به في هذه السورة، ويقال: هو مولى بين الولاية، بالفتح، فالفتح في الكهف أحسن، لأنه في معنى المولى، ويحسن أن يكون بمعنى الولي، لأن الله مولى المؤمنين ووليهم، وعلى ذلك قرأ حمزة والكسائي في الكهف بالكسر.
21- وحجة من قرأ بالفتح أنه جعله مصدرًا لمولى، يقال: هو مولى بين الولاية وهو ولي بيَّن الولاية، بالفتح أيضًا، إذا كان الولي بمعنى المولى، فالولي يكون بمعنى المولى، كما يكون المولى بمعنى الولي، قال الله جل ذكره: {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم} «محمد 11» والولاية في هذه السورة تحتمل أن تكون من ولاية الدين، فيكون الفتح أولى به، وهو الاختيار لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/497]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {مَا لَكُم مِّن وِلايَتِهِم} [آية/ 72] بكسر الواو:
قرأها حمزة وحده، وكذلك في الكهف، وقرأ الكسائي في الكهف بالكسر وفي الأنفال بالفتح.
والوجه في الكسر أنه مصدر الوالي، فهو على وزن الفعالة؛ لأنها من الصناعات كالكتابة والإمارة والنقابة والحجابة.
وقرأ الباقون {وِلايَتِهِم} بالفتح و{الوَلاية} في الموضعين.
والوجه أنها النصرة فهي مصدر الولي، يقال: ولي بين الولاية، بالفتح، وقد يقال بالكسر أيضًا في هذا المعنى). [الموضح: 586]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة