العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (1) إلى الآية (8) ]
{طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8) }

قوله تعالى: {طه (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (طه)
قرأ ابن كثيرٍ وابن عامر وحفص والأعشى عن أبي بكر عن عاصم ويعقوب (طه) مفتوحة الطاء والهاء، وقرأها نافع بين الفتح والكسر، وروى الأصمعي عن نافع (طه) بقطعها، وروى يعقوب عن نافع (طه) كسرا، وقرأ أبو عمرو (طه) مفتوحة الطاء مكسورة الهاء، وقرأ حمزة والكسائي ويحيى عن أبي بكر (طه) بكسر الطاء والهاء.
قال أبو منصور: هذه الوجوه كلها أريد بها حروف الهجاء، وهي لغات كلها صحيح. وأحسنها قراءة نافع بن الكسر والفتح.
وأخبرني المنذري عن أبي طالب عن سلمة عن الفراء قال: حدثني قيس عن عاصم عن زرٍّ قال: قرأ رجل على ابن مسعود (طه)، فقال له عبد الله (طه) قال له الرجل: يا أبا عبد الرحمن، أليس إنما أمر أن يطأ قدمه؟
قال فقال عبد اللّه (طه) هكذا أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
[معاني القراءات وعللها: 2/141]
قال أبو منصور: هذا الحديث يدل على أنه أريد بالحرفين الهجاء.
وقال المنذريّ: أخبرني أبو العباس قال: قال الأخفش في قول الله " طه ": منهم من زعم أنهما حرفان مثل: (حم). ومنهم من يقول: له معنى (يا رجل) في بعض اللغات.
قال أبو العباس: لا يجوز (طه) لأن ابن مسعود روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (طه)، وهذا يدلّ على حروف التّهجي). [معاني القراءات وعللها: 2/142]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {طه} [1]
فيه سبع قراءات.
قرأ ابن عامر، وابن كثير وحفص عن عاصم. {طه} بتفخيم الحرفين.
وقرأ أهل الكوفة إلا حفصًا {طه} بإمالتهما، واحتجوا بما حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: حدثنا قيس عن عاصم عن زر أن رجلاً قرأ على عبد الله {طه} فقال: عبد الله {طه}، فقال: يا [أبا] عبد الرحمن أليس إنما أمر أن يطأ الأرض بقدمه؟ فقال: عبد الله: {طه}. كذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها. وقرأ نافع {طه} بين الإمالة، والتفخم. وهو إلى الفتح أقرب.
وقرأ أبو عمرو {طه} فتح الطاء وكسر الهاء، قيل لأبي عمرو: ولم كسرت الهاء؟ قال: لئلا يلتبس بالهاء التي للتنبيه.
وقرأ بن عمر ضد قراءة أبي عمرو {طه} فكأن كره أن يجمع بين كسرتين. ففتح الهاء ليعتدل الكلام.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/27]
وروي الأصمعي عن نافع {ط هـ} الهاء مقطوعة من الطاء؛ لأن حروف التهجي كل حرف قائم بحياله. قال الشاعر:
اقبلت من عند زياد كالحرف = تخط رجلاي بخط مختلف
تكتبان في الطريق لام الف
والقراءة السابعة {طه ما أنزلنا} بإسكان الهاء قرأ بها الحسن. وفسروه يا رجل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/28]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر الطاء والهاء من طه [طه/ 1] فقرأ ابن كثير وابن عامر (طه) بفتح الطاء والهاء.
وقرأ نافع: (طه) بين الفتح والكسر، وهو إلى الفتح أقرب، كذلك قال خلف عن المسيّبيّ وقال ابن سعدان كان المسيبي إذا لفظ ب (ها)، فكأنه يشمّها الكسر، فقلت له: إنك قد كسرت، فيأبى إلا الفتح. وقال محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع: (طه) بفتح الطاء والهاء، وكذلك قال القاضي عن قالون: مفتوحتان.
وقال أحمد بن صالح عن قالون: الطاء والهاء وسط، وقال يعقوب بن جعفر عن نافع (طه) بكسر الطاء والهاء. وقال الأصمعي: (طه) كأنك تقطعها.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: (طه) بكسر الطاء والهاء.
وقرأ أبو عمرو في غير رواية عباس (طه) بفتح الطاء وكسر الهاء. وروى عباس عن أبي عمرو: (طه) بكسر الطاء والهاء مثل حمزة. وقرأ عاصم في رواية حفص بالتفخيم.
[الحجة للقراء السبعة: 5/217]
قال أبو علي: قد قلنا في الإمالة في نحو (طه)، والتفخيم فيما تقدم، والتفخيم لغة أهل الحجاز، ولغة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم). [الحجة للقراء السبعة: 5/218]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ الضحاك وعمرو بن فائد: [طاوى] مُبَيَّضٌ). [المحتسب: 2/47]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ أبو عمرو {طه} بفتح الطّاء وكسر الهاء قيل لأبي عمرو لم كسرت الهاء قال لئلّا تلتبس بالهاء الّتي للتّنبيه وإنّما فتح الطّاء لاستعلائها ولأنّها من الحروف المناعة
[حجة القراءات: 449]
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر {طه} بكسر الطّاء والهاء وحجتهم صحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه أمال الطّاء والهاء عن زر قال قرأ رجل على ابن مسعود {طه} فقال عبد الله طه فقال له الرجل يا أبا عبد الرّحمن أليس إنّما أمر أن يطأ قدمه فقال له عبد الله {طه} هكذا أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم
قرأ نافع وابن عامر وابن كثير وحفص {طه} بفتح الطّاء والهاء وهو الأصل العرب تقول طاء وهاء ومن العرب من يكسر). [حجة القراءات: 450]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قد تقدم الاختلاف في الإمالة في قوله: {طه} «1» وعلة ذلك مذكور كله في الأصول في أبواب الإمالة، وكذلك تقدمت علة الإمالة والاختلاف فيما وقع في هذه السورة من ذوات الياء وغير ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/95]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {طه}[آية/ 1] بفتح الطاء والهاء:
قرأها ابن كثير وابن عامر و- ص- عن عاصم، ويعقوب- ح- و- يس-.
وقرأ نافع بين الفتح والكسر وهو إلى الفتح أقرب.
وروى- أن- عن يعقوب بين بين، والطاء إلى الفتح، والهاء إلى الكسر.
وقرأ أبو عمرو «طه» بفتح الطاء وكسر الهاء.
وقرأ حمزة والكسائي و- ياش- عن عاصم {طه}بكسر الطاء والهاء.
وقد ذكرنا في سورة مريم أحكام حروف التهجي في الإمالة وتركها، وبينَّا أن ترك الإمالة أصل، وأن إمالة هذه الحروف جائزة؛ لأنها أسماء لهذه الأصوات المخصوصة وليست بحروف، وذكرنا أن مذهب نافع فيما جازت فيه الإمالة أن يقرأ بين الفتح والكسر، وأن ذلك يكون في حكم الإمالة؛ لأنه مجانبة عن إتمام الإمالة فراراً عن الياء، وكراهة أن يعود إلى الياء وقد فر منها). [الموضح: 828]

قوله تعالى: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2)}

قوله تعالى: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)}

قوله تعالى: {تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4)}

قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)}

قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)}

قوله تعالى: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7)}

قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (9) إلى الآية (16) ]
{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)}

قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9)}

قوله تعالى: {إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فقال لأهله امكثوا)
قرأ حمزة (لأهله امكثوا) بضم الهاء، ومثله في القصص، وكذلك روى ابن سعدان عن المسيبي عن نافع، وكسر الباقون الهاء في السورتين.
قال أبو منصور: من ضم الهاء فلضمة الألف من (امكثوا) غير موصولة، نقلت ضمتها إلى الهاء، كقراءة من قرأ (أو انقص منه قليلًا).
ومن قرأ (لأهله امكثوا) بكسر الهاء فلأن الأصل عنده: (لأهله)، ولما اتصل الهاء بالميم بطل حكم الألف الوصلية من (امكثوا) ). [معاني القراءات وعللها: 2/142]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي آنست نارًا لعلّي آتيكم)
فتح الياء ابن كثيرٍ ونافع وأبو عمرو، وفتح ابن عامر (لعلّي آتيكم) ). [معاني القراءات وعللها: 2/142]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ابن سعدان عن إسحاق عن نافع وحمزة: (لأهله امكثوا) [طه/ 10] وكذلك في القصص [29]، بضم الهاء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/220]
والباقون يكسرون الهاء فيهما.
وقد تقدم القول في ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/221]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا} 10
قرأ حمزة {لأهله امكثوا} بضم الهاء وكذلك في القصص على أصل الكلمة وعلى لغة من يقول مررت به يا فتى
وقرأ الباقون بكسر الهاء وإنّما كسروا لمجاورة الكسرة وقد بينا في سورة البقرة). [حجة القراءات: 450]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {لأهله امكثوا} قرأ حمزة بضم الهاء، ومثله في القصص وقرأهما الباقون بكسر الهاء.
وحجة من ضم أنه أتى بالهاء على أصلها موصولة بواو، للتقوية على ما قدمنا من العلل، فلقيت الواو وهي ساكنة الميم من {امكثوا} وهي ساكنة فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، وبقيت الضمة تدل عليها.
2- وحجة من كسر أنه أبدل من ضمة الهاء كسرة للكسرة التي قبلها، فانقلبت الواو ياء، ثم حذفت لسكونها وسكون الميم بعدها، وبقيت الكسرة تدل عليها، وقد تقدم الكلام على هذه الهاء بأشبع من هذا، في باب هاء الكناية عن المذكر، والاختيار الكسر، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/95]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {لأَهْلِهِ امْكُثُوا}[آية/ 10] مضمومة الهاء في الوصل:
قرأها حمزة وحده، وكذلك في القصص.
والوجه أنه ضم الهاء على الأصل؛ لأن أصلها الضم، وإلحاق الواو بها كما سبق قبل، إلا أن القياس يقتضي أن تكسر لانكسار ما قبلها وتلحق بياء، لكن حمزة أجراها على الأصل من الضم والواو، ثم حذف الواو لالتقاء الساكنين، والقياس كسرها على ما ذكرنا، لكن الضم حسن ههنا لشيء آخر، وهو انضمام ما بعده، وذاك هو الكاف في {امْكُثُوا}وهم يثبتون في نحوه حركة الإتباع، وقد سبق مثله.
وقرأ الباقون {لأَهْلِهِ امْكُثُوا}مكسورة الهاء في السورتين.
والوجه أنه هو القياس الذي ذكرناه، وذاك أن هذه الهاء إذا انكسر ما قبلها كسرت وألحقت بها الياء نحو بهي، وقد مضى مثله). [الموضح: 829]

قوله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا أتاها نودي يا موسى * إنّي أنا ربك فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى وأنا اخترتك} 11 13
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {نودي يا موسى إنّي أنا ربك} بفتح الألف المعنى نودي بأنّي أنا ربك وموضع {إنّي} نصب
وقرأ الباقون {إنّي} بكسر الألف أوقعوا النداء على موسى فسلمت {إنّي} من وقوع النداء عليها فاستأنفوا بها الكلام وكسروا كذا ذكر الفراء وقال المبرد الكسر أقرب لأنّها حكاية كلام الله بعد النداء فالتقدير والله أعلم فناديناه بأن قلنا يا موسى إنّي أنا ربك
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {طوى} بغير تنوين وقرأ الباقون بالتّنوين
قال الزّجاج فمن لم ينون ترك صرفه من وجهين أحدهما أن يكون معدولا عن طاو فيصير مثل عمر المعدول عن عامر فلا يصرف كما لا ينصرف عمر والوجه الآخر أن يكون اسما للبقعة كما قال جلّ وعز {في البقعة المباركة من الشّجرة} ومن ينونه فهو اسم الوادي وهو مذكّر سمي بمذكر على فعل مثل حطم
قرأ حمزة (وأنا اخترناك) على معنى نودي أنا اخترناك من خطاب الملوك والعظماء ومن حجّته قوله قبله {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} والأصل أننا كما قال {إنّني معكما} ولكن النّون حذفت لكثرة النونات والمحذوف النّون الثّانية في أن
[حجة القراءات: 451]
الأولى الساكنة والثّانية المتحركة ف نا في موضع نصب ب أن، أن وما بعدها في موضع نصب المعنى نودي موسى أنا اخترناك
وقرأ الباقون {وإنّا} خفيفة {اخترتك} على لفظ التّوحيد ف أنا موضعه رفع بالابتداء وخبره اخترتك فالمعنى في القراءتين واحد غير أن هذه القراءة أشد موافقة للخطّ وأشبه بنسق اللّفظ لقوله {إنّي أنا ربك} فكذلك {وأنا اخترتك} ). [حجة القراءات: 452] (م)

قوله تعالى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي أنا ربّك)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (أنّي أنا ربّك) مفتوحة الألف والياء، وقرأ الباقون (إنّي أنا ربّك) بكسر الألف.
أوقع النداء على (أنّي) وعلى موسى، ومن كسر الألف فعلى أن النداء واقع على موسى عليه السلام وحده.
قال أبو منصور: المعنى: نادى بأني أنا ربّك). [معاني القراءات وعللها: 2/143]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (طوًى)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (طوى. اذهب) غير مجراتين.
وقرأ الباقون (طوًى) منونًا في السورتين.
قال أبو إسحاق: من نوّن (طوًى) فهو اسم الوادي، وهو مذكر سمي بمذكر، اسم على (فعل)، نحو: نغرٍ، وصرد، ومن لم ينون ترك صرفه من جهتين:
إحداهما: أن يكون معدولاً عن (طاوٍ) إلى (طوًى) فيصير مثل: عمر المعدول عن عامر، ولا ينصرف كما لا ينصرف عمر.
والجهة الأخرى: أن يكون اسما للبقعة، وهي مؤنثة، كما قال: (في البقعة المباركة من الشّجرة).
وقال أبو إسحاق: من قرأ (أنّي أنا ربّك) فالمعنى: نودي بأني أنا ربك، وموضع (أنّي) نصا.
ومن قرأ (إنّي) بالكسر فالمعنى: نودي يا موسى فقال الله جلّ ثناؤه: (إنّي أنا ربّك) ). [معاني القراءات وعللها: 2/143]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وأما قوله: (بالواد المقدّس) فقد اتفقوا كلّهم على أنه بغير ياء في وصل ولا وقف، إلا الكسائي فإنه وقف بياء، وكذلك الحضرمي. وكله جائز). [معاني القراءات وعللها: 2/162]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {إني أنا ربك} [12].
فتح أبو عمرو وابن كثير الهمزة والياء، فموضعه نصب على هذه القراءة نودي أني أنا ربك وبأني أنا ربك.
وقرأ الباقون {إني} جعلوه مستأنفًا، فـ «أن» على هذه القراءة حرف نصب لا موضع له.
وقوله تعالى: {لأهله امكثوا} [10].
قرأ حمزة وحده ها هنا وفي (القصص): {لأهله امكثوآ} بضم الهاء. فمن ضم الهاء فعلى أصل الكلمة. ومن كسر فلمجاورة الكسرة، وقد أحكمنا ذلك في أول (البقرة).
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/28]
وقر الباقون بكسر ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/29]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله [تعالى]: {طوى} [12].
قرأ أهل الكوفة وابن عامر بالإجراء
{طوى (12) وأنا اخترتك} [12، 13].
وقرأ الباقون {طوى} غير مجراة. وكذلك في (النازعات) فمن أجرى {طوى} جعله اسم واد مذكرًا. ومن لم يجره جعله اسم أرض. كما أن حنينًا مصروف اسم جبل. وبعضهم ترك صرفه حيث جعله اسم أرض، قال الشاعر:-
نصروا نبيهم وشدوا ازره = بحنين يوم تواكل الأبطال
وحراء: اسم جبل، مصروف ممدود. والشاعر ترك صرفه حيث جعله اسم بقعة. ويقال: البقعة، وهو اجود وانشد:-
السنا أكرم الثقلين رحلاً = وأعظمه ببطن حراء نارا
وقال الأعشى:-
وتدفن منه الصالحات وإن يسيء = يكن ما أساء النار في رأس كبكبا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/29]
فلم يصرف، كبكب: وهو اسم جبل.
وقال آخرون: «طوى» لا ينصرف؛ لأنه معدول عن طاو مثل عامر وعمر. وليس في كلام العرب اسم معدول من فاعل إلى فعل من ذوات الياء إلا هذا. والاختيار عند أكثر النحويين ترك الصرف، لأنها رأس آية، وهي مع آيات غير منونة نحو {موسى} [9] و{استمع لما يوحى} [13] وكذلك {طوى}.
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء أن بعضهم كسر الطاء، وأجرى {طوى (12) وأنا اخترتك}.
قال أبو عبد الله: وقد روي عن عيسى بن عمر أنه قرأ: {طاوي وأنا اخترتك} فهذه تؤيد من زعم أنه معدول، وهي قراءة رابعة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/30]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الألف وكسرها من قوله عز وجل: يا موسى إني أنا ربك [طه/ 11، 12].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (أنّي) بفتح الألف والياء.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: إني بكسر الألف، وفتح نافع الياء.
من كسر فلأن الكلام حكاية، كأنه نودي فقيل: يا موسى إنّي أنا ربك، والكسر أشبه بما بعد مما هو حكاية، وذلك قوله: إنني أنا الله لا إله إلا أنا، وقوله: وأنا اخترتك [طه/ 13]، فهذه كلّها حكاية، فالأشبه أن يكون قوله: إني أنا ربك كذلك أيضا.
ومن فتح كان المعنى: نودي بكذا، ونادى قد يوصل بحرف الجر، قال:
ناديت باسم ربيعة بن مكدم... أنّ المنوه باسمه الموثوق
وقال:
ونادى بها ماء إذا ثار ثورة المعنى: ونادى بندائها ماء، فقوله: ماء قد وقع النداء عليه، ومن الناس من يعمل هذه الأشياء التي هي في المعنى قول، كما يعمل
[الحجة للقراء السبعة: 5/218]
القول ولا يضمر القول معها، وينبغي أن يكون في نودي ضمير يقوم مقام الفاعل، لأنه لا يجوز أن يقوم واحد من قولك: يا موسى ولا إني أنا ربك مقام الفاعل لأنها جمل، والجمل لا تقوم مقام الفاعل، فإن جعلت الاسم الذي يقوم مقام الفاعل موسى، لأن ذكره قد جرى كان مستقيما). [الحجة للقراء السبعة: 5/219]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إجراء طوى [طه/ 12] وضمّ طائها.
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: (طوى وأنا) غير مجراة والطاء مضمومة وفي النّازعات [16، 17] مثله. وروى أبو زيد عن أبي عمرو: (طوى) وقال: هي أرض.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: طوى مجراة مضمومة الطاء.
حدّثنا الكندي، قال: حدثنا مؤمّل قال: حدّثنا إسماعيل عن ابن أبي نجيح قلت له: فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس، قال:
يقول: امض بقدميك إلى بركة الوادي، أظنه- يعني مجاهدا- طوى، مصروف وغير مصروف، فمن صرف فمن وجهين أحدهما:
أن يجعله اسم الوادي فيصرف لأنه سمّى مذكرا بمذكر. والوجه الآخر: أن يجعله صفة، وذلك في قول من قال: إنه قدّس مرّتين، فيكون طوى كقولك: ثنا، ويكون صفة كقولهم: مكانا سوى، وقوم عدى. وجاء في طوى الضم والكسر، كما جاء في قوله: (مكانا سوى) [طه/ 58] الكسر والضم، قال الشاعر:
[الحجة للقراء السبعة: 5/219]
أفي جنب بكر قطّعتني ملامة... لعمري لقد كانت ملامتها ثنا
أي: ليس هذا بأوّل ملامتها، وكذلك طوى وطوى. وقد أنشدوا:
ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم... وبدؤهم إن أتانا كان ثنيانا
ثنانا مكسورة الثاء، أنشدناه محمد بن السري، وزعم أبو الحسن أن الضم في هذا لغة، وبالضم أنشد قول الشاعر: ترى ثنانا...
وقال: الثنى: هو الثاني.
قال أبو علي: ومعنى ثنى وثنى: الذين يثنى بهم بعد السادة، لأنهم قالوا للسيد: البدء، من حيث بدئ بهم فيما يهمّ من الأمور.
ومن لم يصرف احتمل أمرين: أحدهما: أن يكون اسما لبقعة أو أرض، وهو مذكّر، فهو بمنزلة امرأة سمّيتها بحجر، ويجوز أن يكون معدولا كعمر. فإن قلت: إن عمر معدول عن عامر، وهذا الاسم لا يعرف عمّ عدل، بأنه لا يمتنع أن يقدر العدل عما لم يخرجوه إلى الاستعمال، ألا ترى أنّ جمع وكتع معدولتان عمّا لم يستعمل، وكذلك يكون طوى). [الحجة للقراء السبعة: 5/220]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا أتاها نودي يا موسى * إنّي أنا ربك فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى وأنا اخترتك} 11 13
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {نودي يا موسى إنّي أنا ربك} بفتح الألف المعنى نودي بأنّي أنا ربك وموضع {إنّي} نصب
وقرأ الباقون {إنّي} بكسر الألف أوقعوا النداء على موسى فسلمت {إنّي} من وقوع النداء عليها فاستأنفوا بها الكلام وكسروا كذا ذكر الفراء وقال المبرد الكسر أقرب لأنّها حكاية كلام الله بعد النداء فالتقدير والله أعلم فناديناه بأن قلنا يا موسى إنّي أنا ربك
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {طوى} بغير تنوين وقرأ الباقون بالتّنوين
قال الزّجاج فمن لم ينون ترك صرفه من وجهين أحدهما أن يكون معدولا عن طاو فيصير مثل عمر المعدول عن عامر فلا يصرف كما لا ينصرف عمر والوجه الآخر أن يكون اسما للبقعة كما قال جلّ وعز {في البقعة المباركة من الشّجرة} ومن ينونه فهو اسم الوادي وهو مذكّر سمي بمذكر على فعل مثل حطم
قرأ حمزة (وأنا اخترناك) على معنى نودي أنا اخترناك من خطاب الملوك والعظماء ومن حجّته قوله قبله {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} والأصل أننا كما قال {إنّني معكما} ولكن النّون حذفت لكثرة النونات والمحذوف النّون الثّانية في أن
[حجة القراءات: 451]
الأولى الساكنة والثّانية المتحركة ف نا في موضع نصب ب أن، أن وما بعدها في موضع نصب المعنى نودي موسى أنا اخترناك
وقرأ الباقون {وإنّا} خفيفة {اخترتك} على لفظ التّوحيد ف أنا موضعه رفع بالابتداء وخبره اخترتك فالمعنى في القراءتين واحد غير أن هذه القراءة أشد موافقة للخطّ وأشبه بنسق اللّفظ لقوله {إنّي أنا ربك} فكذلك {وأنا اخترتك} ). [حجة القراءات: 452] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {يا موسى * إني أنا} قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الهمزة، على إضمار حرف الجر، أي نودي بأنني أنا ربك، فـ «أن» في موضع نصب، فحذف حرف الجر، أو في موضع خفض، على إعمال الحرف لكثرة حذفه مع «أن» وقرأ الباقون بكسر الهمزة، لأنهم لما رأوا الكلام حكاية أضمروا القول، فكسروا «إن» بعد القول على الحكاية، تقديره: نودي موسى، فقيل له: إني أنا ربك، وقيل: إنه كسر على الاستئناف؛ لأن النداء، وقع على موسى، ثم استأنف {إني} فأما ما ذكرناه في التبصرة من {الواد} و{واد النمل} فالمفعول به لا يوقف عليه؛ لأنه غير تمام ولا قطع، فإن اضطر مضطر، فوقف عليه، وقف بغير ياء اتباعًا للمصحف، ويحمل الوقف على الوصل ولأنها لغة مشهورة، يقولون: هو القاضِ والغازِ. فيقفون بغير ياء، والاختيار الكسر في {إني} لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/96]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {طوى} قرأه الكوفيون وابن عامر بالتنوين، ومثله في النازعات وقرأهما الباقون بغير تنوين.
وحجة من نونه أنه جعله اسمًا لـ {الوادي} فأبدله له منه فصرفه في المعرفة والنكرة، لأنه سمى مذكرًا بمذكر.
5- وحجة لم ينونه أنه جعله اسمًا للبقعة والأرض، فيكون قد سمى مؤنثًا بمذكر، فلا ينصرف في المعرفة، لانتقاله من الخفة إلى الثقف وللتعريف، وقد يجوز أن يكون معدولًا كعمر، وإن كان لا يعرف عن أي شيء عدل كما أن «كُتَع وجُمَع» معدولان، ولم يستعمل ما عدلا عنه وقد قيل: إن {طوى} معدول عن «طاو» كعمر عن عامر، والقراءتان حسنتان غير أني أوثر ترك الصرف، لأن الحرميين وأبا عمرو عليه، واختار أبو عبيد
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/96]
التنوين، وخالفه ابن قتيبة، فاختار ترك التنوين، قال: لأنه اسم الوادي، وهو معدول كعمر وزفر، قال: ولأن بعض رؤوس الآي غير منونة، وهي رأس آية، فيجب أن تتبع رؤوس بعض الآي بعضًا على مثال واحد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/97]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {أنِّي أَنَارَبُّكَ}[آية/ 12] بفتح الألف من {أنِّي}:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
والوجه أن المعنى نودي بأني أنا ربك؛ لأن هذا الفعل يستعمل بالباء، يقال ناديت فلانًا بذلك، قال الشاعر:
[الموضح: 829]
87- ناديت باسم ربيعة ابن مكدم= أن المنوه باسمه الموثوق
وقرأ الباقون {إنِّي أَنَارَبُّكَ}بكسر الألف.
والوجه أنه على الحكاية؛ لأن النداء يتضمن معنى القول، والتقدير في نودي: وقيل له إني أنا ربك، فهو حكاية، كما أن ما بعده حكاية، وهو قوله: {وأَنَا اخْتَرْتُكَ} ). [الموضح: 830]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {طُوًى}[آية/ 12] غير منونة:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب، وكذلك في النازعات.
والوجه أنه اسم بقعة أو أرض فهي مؤنثة في المعنى، فلا تنصرف للتعريف والتأنيث، وهي من المؤنث الذي سمي باسم مذكر، نحو امرأة سميتها بحجر، فلا ينصرف.
ويجوز أن يكون {طُوًى}معدولاً نحو عمر، فيكون الاسم معدولاً عن طاوٍ، وإن لم يستعمل ما عدل عنه، ألا ترى أن جمع وكتع
[الموضح: 830]
معدولتان وإن لم يستعمل ما عدلتا عنه.
وقرأ ابن عامر والكوفيون {طُوًىً}بالتنوين.
والوجه أنه اسم لمذكر، وهو الوادي أو المكان فصرف؛ لأنه ليس فيه سببان من الأسباب المانعة من الصرف.
ويجوز أن يكون {طُوًىً}صفة كقولهم: مكان سوى وسوى، أي بين موضعين، وهذا ثنى وثنى، أي مثنى، فمعنى {طُوًىً}على هذا: أنه قدس مرتين). [الموضح: 831]

قوله تعالى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأنا اخترتك)
قرأ حمزة وحده (وأنّا اخترناك) بتشديد النون بالألف.
وقرأ الباقون (وأنا اخترتك) مخففًا بالتاء.
قال أبو منصور: ومن قرأ (وأنّا اخترناك) فالمعنى: ناداه الله بأنا اخترناك، على جمع (أنّا) كما أن الملك من ملوك العرب يقول: إنا فعلنا كذا وكذا بأنصاره.
ومن قرأ (وأنا اخترتك) فالاختيار لله وحده، لم يشرك في اختياره أحدًا). [معاني القراءات وعللها: 2/144]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {وأنا اخترتك} [13].
قرأ حمزة وحده {وأنا اخترتك} واحتج بما حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد عن الكسائي. قال: في حرف أبي: {وأني اخترتك} فمن قرأ {وأنا} فموضعه رفع بالابتداء، ومن قرأ {وأنا} فالأصل: أننا، فالنون والألف
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/30]
نصب بـ «أن»، و«أن» مع ما بعدها في موضع نصبٍ {نودي ......... أنا اخترنك} ولا أنا اخترناك.
وأما قراءة أبي «فإن» حرف نصبٍ ولا موضع له، والياء نصب بـ «فإن» حرف نصبٍ ولا موضع له، والياء نصب بـ «أن» فاعرف ذلك.
وقرأ الباقون: {وأنا اخترتك} على لفظ الواحد لقوله: {إني أنا الله} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/31]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التاء والنون من قوله عز وجل: وأنا اخترتك [طه/ 13].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر والكسائي: وأنا خفيف اخترتك بالتاء بغير ألف.
وقرأ حمزة (وأنّا) النون مشددة (اخترناك) بألف ونون قال أبو علي: الإفراد زعموا أكثر في القراءة، وهو أشبه بما قبله من قوله: إني أنا ربك ووجه الجمع: أن نحو ذلك قد جاء نحو قوله: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء/ 1] ثم قال: وآتينا موسى الكتاب [الإسراء/ 2]. وزعموا أنّه قراءة الأعمش، وزعموا أنه في حرف أبيّ: (وأنّي اخترتك) فهذا يقوي الوجه الأول). [الحجة للقراء السبعة: 5/221]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا أتاها نودي يا موسى * إنّي أنا ربك فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى وأنا اخترتك} 11 13
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {نودي يا موسى إنّي أنا ربك} بفتح الألف المعنى نودي بأنّي أنا ربك وموضع {إنّي} نصب
وقرأ الباقون {إنّي} بكسر الألف أوقعوا النداء على موسى فسلمت {إنّي} من وقوع النداء عليها فاستأنفوا بها الكلام وكسروا كذا ذكر الفراء وقال المبرد الكسر أقرب لأنّها حكاية كلام الله بعد النداء فالتقدير والله أعلم فناديناه بأن قلنا يا موسى إنّي أنا ربك
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {طوى} بغير تنوين وقرأ الباقون بالتّنوين
قال الزّجاج فمن لم ينون ترك صرفه من وجهين أحدهما أن يكون معدولا عن طاو فيصير مثل عمر المعدول عن عامر فلا يصرف كما لا ينصرف عمر والوجه الآخر أن يكون اسما للبقعة كما قال جلّ وعز {في البقعة المباركة من الشّجرة} ومن ينونه فهو اسم الوادي وهو مذكّر سمي بمذكر على فعل مثل حطم
قرأ حمزة (وأنا اخترناك) على معنى نودي أنا اخترناك من خطاب الملوك والعظماء ومن حجّته قوله قبله {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} والأصل أننا كما قال {إنّني معكما} ولكن النّون حذفت لكثرة النونات والمحذوف النّون الثّانية في أن
[حجة القراءات: 451]
الأولى الساكنة والثّانية المتحركة ف نا في موضع نصب ب أن، أن وما بعدها في موضع نصب المعنى نودي موسى أنا اخترناك
وقرأ الباقون {وإنّا} خفيفة {اخترتك} على لفظ التّوحيد ف أنا موضعه رفع بالابتداء وخبره اخترتك فالمعنى في القراءتين واحد غير أن هذه القراءة أشد موافقة للخطّ وأشبه بنسق اللّفظ لقوله {إنّي أنا ربك} فكذلك {وأنا اخترتك} ). [حجة القراءات: 452] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {وأنا اخترتك} قرأه حمزة «وأنا اخترناك» على لفظ الجمع في الكمتين للتعظيم لله والمبالغة في الإجلال له، وقد مضى له نظائر، وقرأ الباقون بالتاء ولفظ {أنا} على لفظ الواحد، ردوه على ما قبله من لفظ التوحيد في قوله: {إني أنا ربك} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/97]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {وأَنَا}بفتح الألف وتشديد النون، {اخْتَرْنَاكَ}بالنون والألف [آية/ 13]:
قرأهما حمزة وحده.
والوجه أن قوله {وأَنَا}عطف على قوله تعالى {أنِّي أَنَارَبُّكَ}، والكل من صلة {نُودِيَ}، والمعنى نودي بأني أنا ربك وبأنا اخترناك.
[الموضح: 831]
وفي قراءة الأعمش {وأَنَي اخْتَرْتُكَ}بفتح الألف والياء.
وأما {اخْتَرْنَاكَ}بالنون والألف على لفظ الجمع؛ فلأن المعنى في {اخْتَرْتُكَ} و{اخْتَرْنَاكَ}واحد في أن الفاعل هو الله تعالى، ومجيء هذا على لفظ الجمع بعد قوله تعالى {إنِّي أَنَارَبُّكَ}وهو على لفظ الوحدة جائز، كما استشهدنا به من قوله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى}وقوله بعده {وآتَيْنَا}.
وقرأ الباقون {وأَنَا}مخففة {اخْتَرْتُكَ}بالتاء على الوحدة.
وهو أليق بما قبله من قوله {إنِّي أَنَارَبُّكَ}، ولهذا كانت القراءة به أكثر). [الموضح: 832]

قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّني أنا اللّه)
حرّك الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/145]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لذكري إنّ السّاعة)
فتح الياء نافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/145]

قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير، ورويت عن الحسن ومجاهد: [أَخْفِيهَا]، بفتح الألف.
قال أبو الفتح: أَخْفَيْت الشيءَ: كتمْته، وأظهرته جميعا وخَفَيْتُه بلا ألف: أظهرتُه البتة. فمن ذلك قراءة من قرأ: {أُخْفِيهَا}. قالوا: معناه أُظْهِرُها. قال أبو علي: الغرض فيه أزيل عنها خفاءها، وهو ما تلف فيه القربة ونحوها: من كساء، وما يجري مجراه، قال: وعليه قول الشاعر:
لَقَدْ عَلِمَ الأيْقَاظُ أَخْفِيَةَ الْكَرَى ... تَزَجُّجَهَا مِنْ حَالِكٍ واكْتِحَالِهَا
قال: أراد الأيقاظ عيونا، فجعل العين كالخِفاء للنومِ؛ لأنها تستره، قال: مِن ألفاظ السلب: فأخفيتُه: سَلَبْتُ عنه خِفاءه، وإذا زال عنه ساتره ظهر لا محالة، ومثله من السلب: أشكيْتُ الرجل: إذا أزلتَ عنه ما يشكُوه، وقد سيق نحو هذا وحديثُ السلب في اللغة.
فأما [أَخْفِيهَا] بفتح الألف فإنه أُظهرها. قال امرؤ القيس:
[المحتسب: 2/47]
خَفَاهُنَّ مِن أَنْفَاقِهِنَّ كأنَّما ... خَفَاهُنَّ وَدْقُ مِنْ عَشِيٍّ مُجَلّب
فهذا إذًا أكاد أُظهرها، وقيل: أكادُ أخفيها من نفسي. وفي هذا ضرب من التصوف وقيل: أكاد أخفيها: أريد أخفيها، وأنشد أبو الحسن شاهدا له:
كَادَتْ وَكِدْتُ وَتِلْكَ خَيْرُ إِرَادَةٍ ... لَوْ عَادَ مِن لَهْوِ الصَّبابَةِ مَا مَضَى
فكأنه قال: أرادت وأردت: لقوله: وتلك خير إرادة. وقيل: أكاد هنا زائدة. أي: أخفيها وأنشدوا فيه لحسان:
وتَكَادُ تَكْسَلُ أنْ تَجِيءَ فِرَاشَهَا ... فِي جِسْمِ خَرعَبَة وَحُسْنِ قَوَام
فإذا كان [أَخْفِيها] بالفتح أو {أُخْفِيها} بمعنى أظهرها فاللام في قوله: {لِتُجْزَى} معلَّقةٌ بنفس {أخفيها}، ولا يحسن الوقف دونها.
وإذا كان من معنى الإخفاء والستر فاللام متعلقة بنفس {آتية}. أي: إن الساعة آتية لِتُجْزَى كل نفس بما تسعى، أكاد أخفيها. فالوجه أن تقف بعد {أخفيها} وقفة قصيرة. أما الوقفة فلئلا يظن أن اللام معلَّقةٌ بنفس [أخفيها]، وهذا ضِد المعنى، لأنها إذا لم تظهر لم يكن هناك جزاء، إنما الجزاء مع ظهورها. فأما قصر الوقفة فلأن اللام متعلقة بنفس [آتية]، فلا يحسن إتمام الوقف دونها؛ لاتصال العامل بالمعمول فيه. وهذه الوقفة القصيرة ذكرها أبو الحسن، وما أحسنَها وألطفَ الصنعةَ فيها! ). [المحتسب: 2/48]

قوله تعالى: {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:59 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (17) إلى الآية (23) ]
{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى (23)}


قوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17)}

قوله تعالى: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولي فيها مئارب أخرى)
فتح الياء حفص والأعشى عن أبي بكر). [معاني القراءات وعللها: 2/145]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وعمرو -بخلاف عنهما: [هِيَ عَصَايِ] بكسر الياء، مثل غلامي.
[المحتسب: 2/48]
وقرأ: [عَصَايْ] ابن أبي إسحاق أيضا.
قال أبو الفتح: كسر الياء في نحو هذا ضعيف؛ استثقالا للكسرة فيها وهربا إلى الفتحة، [كَهُدَايَ] و[يابُشْرَايَ]، إلا أن للكسرة وجها ما.
وذلك أنه قد قرأ حمزة: [مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيِّ]، فكسر الياء لالتقاء الساكنين مع أن قبلها كسرة وياء، والفتحة والألف في [عصايِ] أخف من الكسرة والياء في [مصرخِيِّ]. وروينا عن قطرب وجماعة من أصحابنا:
قالَ لَهَا هَلْ لَكَ يَا تَافِيِّى
أراد "فِيّ"، ثم أشبع الكسرة للإطلاق، وأنشأ عنها ياء نحو منزلي وحوملي، وروينا عنه أيضا:
عَلَىِّ لِعَمْرٍو نِعْمَةٌ بَعْدَ نِعْمَةٍ ... لِوَالِدِهِ لَيْسَتْ بِذَاتِ عَقَارِبِ
وروينا عنه أيضا:
إنَّ بَنِيِّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ ... أَفْلَحَ مَنْ كَانَ لَهُ رِبْعِيُّونْ
وقول ابن مجاهد: مثل غلامي لا وجه له؛ لأن الكسرة في ياء [عصايِ] لالتقاء الساكنين، والكسرة في ميم "غلامي" هي التي تحدثها ياء المتكلم. أفترى أن في "عصايِ" بعد ياء المتكلم
[المحتسب: 2/49]
ياء له أخرى حتى يكون للمتكلم ياءان؟ وهذا محال، وإنما غرضه أن الياء في "عصايِ" مكسور كما أن ميم غلامي مكسورة، وأساء التمثيل على ما ترى). [المحتسب: 2/50]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عكرمة، [وَأَهُسُّ] بالسين.
وقرأ إبراهيم: [وَأَهِشُّ]، بكسر الهاء، وبالشين.
قال أبو الفتح: أما [أَهِشُّ]، بكسر الهاء، وبالشين معجمة فيحتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون: أَمِيل بها على غنمي، إما لسوقها. وإما لتكسير الكلأ لها بها، كقراءة من قرأ: {أهُشُّ} بضم، الشين معجمة، يقال: هشَّ الخبزُ يهشُّ: إذا كان جافا يتكسر لهشاشته.
والآخر أن يكون أراد {أهُشُّ} بضم الهاء، أي أكسر بها الكلأ لها؛ فجاء به على "فَعَلَ يفْعِل" وإن كان مضاعفا ومتعديا. فقد مر بنا نحو ذلك، منه: هَرَّ الشيءَ يَهِرُّه: إذا كرهه، ومنه قول عنترة:
حَتَّى تَهِرُّوا الْعَوَالِيَا
أي: تكرهوها، وهو من قول قيس بن ذّرِيح:
نَهَارِي نَهَارُ الناسِ حَتَّى إِذَا بَدَا ... لِيَ اللَّيلُ هَرَّتْنِي إلَيْك الْمَضَاجِعُ
أي: كرهْتني، فنبَتْ بِي، وهزَّتْنِي بالزاي تصحيفٌ عندهم، ومثله: حَبَّ الشَّيءَ يَحِبُّه
[المحتسب: 2/50]
بكسر الحاء ألبتة. ولم يضموها، وغذّ العرقُ الدمَ يغِذُّه ويغُذُّه، وتمَّ الحديث يتِمُّه ويتُمُّه، وشَدَّ الحبل يشِدُّه ويشُدُّه. في أحرف سوى هذه. وكذلك يكون "أهش" كقراءة من قرأ: {أهُشُّ}، بضم الهاء، والشين معجمة.
وأما [أهُسُّ] بالسين غير معجمة فمعناه أسوق: رجل هساس. أي: سواق.
فإن قلت: فكيف قال: [أهسُّ بها على غنمي]؟، وهلا قال: أهسُّ بها غنمي. كقولك: أسوق بها غنمي؟
قيل: لما دَخَلَ السَّوقَ معنى الانتحاءِ لها والميل بها عليها استعمل معها "على"، حملا على المعنى، وقد ذكرنا من هذا فيما مضى صدرا صالحا. ومن ذلك قولهم: كفى بالله أي كفى الله. إلا أنهم زادو الباء حملا على معناه؛ إذ كان في معنى اكتف بالله. ولذلك قالوا حسبك به لما دخله معنى اكتف به. ولذلك أيضا حذفوا خبره في قولهم: حسبك لما دخله معنى اكتف، والفعل لا يخبر عنه, ونظائره كثيرة جدا). [المحتسب: 2/51]

قوله تعالى: {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19)}

قوله تعالى: {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)}

قوله تعالى: {قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)}

قوله تعالى: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22)}

قوله تعالى: {لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى (23)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:02 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (24) إلى الآية (36) ]
{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)}

قوله تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24)}
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25)}
قوله تعالى: {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويسّر لي أمري (26)
فتحها نافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/145]

قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27)}
قوله تعالى: {يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)}
قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29)}
قوله تعالى: {هَارُونَ أَخِي (30)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أخي (30) اشدد... (31)
حرّك ابن كثير وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/145]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري} 30 32
قرأ ابن عامر {أخي * اشدد به} بفتح الألف {وأشركه في أمري} بضم الألف على الإخبار كأن موسى أخبر عن نفسه كما تقول زرني أكرمك وإنّما انجزم الفعلان لأن جواب الأمر جواب شرط وجزاء المعنى إن فعلت ذلك أشدد به أزري فإن قيل لم فتح الألف في {اشدد} وضم في {وأشركه} فقل إذا كان الفعل ثلاثيا كان ألف المخبر عن نفسه مفتوحًا وإذا كان الفعل رباعيا كان الألف مضموما ألا تراك أنّك تقول شدّ يشد وأشرك يشرك
وقرأ الباقون {أخي اشدد} بوصل الألف {وأشركه} بفتح الألف على الأمر ومعناه الدّعاء أي اللّهمّ اشدد به أزري وأشركه في أمري أي في نبوتي). [حجة القراءات: 452] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}[آية/ 30 و31 و32] بسكون الياء من {أَخِي}، وقطع الألف من {اشْدُدْ}، وضم الألف من {أَشْرِكْهُ}:
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أن قوله {اشْدُدْ} و{أَشْرِكْهُ}على الخبر لا على الأمر، وهما مجزومان؛ لأنهما على جواب الدعاء الذي هو قوله {اجْعَل لِّي وزِيرًا مِّنْ أَهْلِي}، وجواب الدعاء مجزوم؛ لأن المعنى: إن تجعله وزيراً لي أشدد به
[الموضح: 832]
أزري، فأشدد في المعنى جواب الشرط المقدر، فهو مجزوم، و{أَشْرِكْهُ}معطوف عليه، فهو تابع له في الجزم.
وقرأ الباقون {اشْدُدْ}بوصل الألف و{أَشْرِكْهُ}بفتح الألف.
والوجه أنهما على الدعاء الذي هو بلفظ الأمر فقوله {اشْدُدْ}بوصل الألف صيغة أمر يراد بها الدعاء، فهو مبني على السكون، و{أَشْرِكْهُ}مثله، وهو معطوف عليه.
وهذا أوجه القراءتين؛ لأنه أشد موافقة لما قبله، وهو قوله {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ويَسِّرْ لِي أَمْرِي}، فالكل على الدعاء والمسألة، لا سيما والإشراك إنما هو في النبوة، والنبوة لا تكون إلا من الله تعالى.
وفي قراءة ابن عامر يكون المعنى: أشركه أنا في أمري بإشراكك إياه في النبوة.
ويجوز أن يكون جعله وزيرا على معنى بعثه نبيًا.
وفتح ابن كثير وأبو عمرو الياء من {أَخِي}، وأسكنها الباقون.
والوجه في فتح هذه الياء وإسكانها قد تقدم). [الموضح: 833] (م)
قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من أهلي (29) هارون أخي (30) اشدد به أزري (31) وأشركه في أمري (32)
قرأ ابن عامر (أشدد) (وأشركه في أمري) بالألف فيهما، ألف المخبر عن نفسه، على جواب المجازاة.
وقرأ الباقون (أخي (30) اشدد به أزري (31) وأشركه في أمري (32).
وهذا على الدعاء، كأنه قال: يا اللّه: اشدد بأخي أزري، وأشركه في أمري.
ومن قرأ (أشدد به أزري - واشركه في أمرى) فالمعنى أن تجعل لي أخي وزيرًا أشدد به أزري، وأشركه في أمري. على جواب الجزاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/144]
واختلف أهل العربية في (الأزر) فقال بعضهم: الأزر: الظهر، كأنه قال: اشدد به ظهري - وقيل: الأزر: القوة - المعنى: اشدد به قوتي). [معاني القراءات وعللها: 2/145] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {هارون أخي * اشدد} [30، 31].
قرأ ابن عامرٍ وحده {أشدد} بفتح الألف وقطعه.
{وأشركه في أمري} بضم الألف كأن موسى عليه السلام يخبر عن نفسه. والفعل له كما تقول: زرني أنفعك، وأكرمك. وإنما أنجزم الفعلان، لأن جواب الأمر جواب شرطٍ وجزاء مقدر.
فإن قيل: لم فتح الألف في {أشدد به} وضم في {أشركه}؟
فقل: إذا كان ثلاثيًا، كان ألف المخبر عن نفسه مفتوحًا، وإذا كان الفعل رباعيًا كان الألف مضمومًا، ألا ترى أنك تقول: شد يشد وأشرك يشرك.
وقرأ الباقون {أخي آشدد} بوصل الألف، وإذا ابتدأت به قلت: {أشدد} بضم الألف تجعله دعاء. أي: يا رب أشدد أنت به أزري أي: ظهرى، وأشركه في أمرى بفتح الألف، كما تقول: أكرمه، والفعل الرباعي ألفه مفتوحة في الأمر، والثلاثي ألفه مضمومة ومكسورة نحو {اركب معنا}
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/31]
{اضرب بعصاك} {ادخلوا مسكنكم} وهذا قد أحكمته في كتاب «الألفات».
وكان أبو عمرو وابن كثيرٍ يفتحان الياء في {أخي أشدد} والباقون يسكنون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/32]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن عامر وحده: (هارون أخي أشدد به) [طه/ 30، 31] مقطوعة مفتوحة، والياء ساكنة (وأشركه) الألف مضمومة على الجواب والمجازاة.
وقرأ الباقون: أخي اشدد به أزري. وأشركه في أمري مفتوحة على الدعاء، إلا أبا عمرو وابن كثير فإنهما فتحا الياء من أخي.
وقرأ نافع في رواية المسيبي وابن كثير: (وأشركهو في أمري) بزيادة واو في اللفظ.
[الحجة للقراء السبعة: 5/221]
وقرأ الباقون: وأشركه مضمومة الهاء من غير واو.
قال أبو علي: الوجه: الدعاء دون الإخبار، لأن ذلك معطوف على ما تقدّمه من قول: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري [طه/ 25، 26] فكما أن ذلك كلّه دعاء، فكذلك ما عطف عليه. وأما الإشراك فيبعد فيه الحمل على غير الدعاء، لأن الإشراك في النبوّة لا يكون إلا من الله سبحانه، اللهم إلا أن يجعل أمره شأنه الذي هو غير النبوة، وإنما ينبغي أن يكون النبوة، ألا ترى أنه قد جاء: اذهب إلى فرعون [النازعات/ 17] فقال: فأرسله معى ردءا يصدقني [القصص/ 34] فأما (أشدد به أزري) فحمله على الإخبار، وغير الدعاء أسهل، لأن الشدّ يكون من هارون لموسى.
وقال أبو عبيدة: اشدد به أزري أي: ظهري قال: يقولون آزرني أي: صار لي ظهرا، ويشبه أن يكون آزر لغة في وازر، كأكدت ووكدت، وآصدت وأوصدت وأرّخت وورّخت، ونحو ذلك، ولا يسوغ أن يحمل أشركه في أمري على غير السورة، لأنه قد جاء ما يعلم منه مسألة موسى لذلك، وذلك قوله: وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني، قال سنشد عضدك بأخيك [القصص/ 33، 34]. وقال:
بمحنية قد آزر الضّال نبتها... مضمّ جيوش غانمين وخيّب
[الحجة للقراء السبعة: 5/222]
كأن المعنى أن كلأها قد طال حتى صار في قوام الضال، ويدل على أن قول الجماعة غير ابن عامر أرجح أن قوله: كي نسبحك كثيرا [طه/ 33] كالجواب بعد هذه الأشياء التي سألها موسى ربّه، فينبغي أن يكون ذلك كلّه في جملة ما دعا به). [الحجة للقراء السبعة: 5/223]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري} 30 32
قرأ ابن عامر {أخي * اشدد به} بفتح الألف {وأشركه في أمري} بضم الألف على الإخبار كأن موسى أخبر عن نفسه كما تقول زرني أكرمك وإنّما انجزم الفعلان لأن جواب الأمر جواب شرط وجزاء المعنى إن فعلت ذلك أشدد به أزري فإن قيل لم فتح الألف في {اشدد} وضم في {وأشركه} فقل إذا كان الفعل ثلاثيا كان ألف المخبر عن نفسه مفتوحًا وإذا كان الفعل رباعيا كان الألف مضموما ألا تراك أنّك تقول شدّ يشد وأشرك يشرك
وقرأ الباقون {أخي اشدد} بوصل الألف {وأشركه} بفتح الألف على الأمر ومعناه الدّعاء أي اللّهمّ اشدد به أزري وأشركه في أمري أي في نبوتي). [حجة القراءات: 452] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {اشدد به أزري * واشركه} قرأ ابن عامر «أشدد» بهمزة مفتوحة مقطوعة، جعلها ألف المخبر عن نفسه، والفعل ثلاثي مجزوم؛ لأنه جواب الطلب، فهو كجواب الشرط، وقرأ {وأشركه} بضم الهمزة، جعلها ألف المتكلم أيضًا، في فعل رباعي، وهو مجزوم، عطف على {أشدد}، وقرأ الباقون «اشْدد» بوصل الألف، جعلوه طلبًا ودعاء، حملًا على ما قبله من الطلب والدعاء، والابتداء بالضم، وهو مبني غير معرب على مذهب سيبويه والبصريين، وقرؤوا بفتح الهمزة والقطع {وأشركه} على الطلب أيضًا، فهو مبني، والهمزة ألف قطع لأنه رباعي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/97] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}[آية/ 30 و31 و32] بسكون الياء من {أَخِي}، وقطع الألف من {اشْدُدْ}، وضم الألف من {أَشْرِكْهُ}:
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أن قوله {اشْدُدْ} و{أَشْرِكْهُ}على الخبر لا على الأمر، وهما مجزومان؛ لأنهما على جواب الدعاء الذي هو قوله {اجْعَل لِّي وزِيرًا مِّنْ أَهْلِي}، وجواب الدعاء مجزوم؛ لأن المعنى: إن تجعله وزيراً لي أشدد به
[الموضح: 832]
أزري، فأشدد في المعنى جواب الشرط المقدر، فهو مجزوم، و{أَشْرِكْهُ}معطوف عليه، فهو تابع له في الجزم.
وقرأ الباقون {اشْدُدْ}بوصل الألف و{أَشْرِكْهُ}بفتح الألف.
والوجه أنهما على الدعاء الذي هو بلفظ الأمر فقوله {اشْدُدْ}بوصل الألف صيغة أمر يراد بها الدعاء، فهو مبني على السكون، و{أَشْرِكْهُ}مثله، وهو معطوف عليه.
وهذا أوجه القراءتين؛ لأنه أشد موافقة لما قبله، وهو قوله {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ويَسِّرْ لِي أَمْرِي}، فالكل على الدعاء والمسألة، لا سيما والإشراك إنما هو في النبوة، والنبوة لا تكون إلا من الله تعالى.
وفي قراءة ابن عامر يكون المعنى: أشركه أنا في أمري بإشراكك إياه في النبوة.
ويجوز أن يكون جعله وزيرا على معنى بعثه نبيًا.
وفتح ابن كثير وأبو عمرو الياء من {أَخِي}، وأسكنها الباقون.
والوجه في فتح هذه الياء وإسكانها قد تقدم). [الموضح: 833] (م)

قوله تعالى: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من أهلي (29) هارون أخي (30) اشدد به أزري (31) وأشركه في أمري (32)
قرأ ابن عامر (أشدد) (وأشركه في أمري) بالألف فيهما، ألف المخبر عن نفسه، على جواب المجازاة.
وقرأ الباقون (أخي (30) اشدد به أزري (31) وأشركه في أمري (32).
وهذا على الدعاء، كأنه قال: يا اللّه: اشدد بأخي أزري، وأشركه في أمري.
ومن قرأ (أشدد به أزري - واشركه في أمرى) فالمعنى أن تجعل لي أخي وزيرًا أشدد به أزري، وأشركه في أمري. على جواب الجزاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/144]
واختلف أهل العربية في (الأزر) فقال بعضهم: الأزر: الظهر، كأنه قال: اشدد به ظهري - وقيل: الأزر: القوة - المعنى: اشدد به قوتي). [معاني القراءات وعللها: 2/145] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {وأشركه في أمري} [32].
قرأ ابن كثيرٍ، والمسيبي عن نافع: {واشركهو} بواو بعد الهاء.
والباقون يختلسون الضمة. وقد رت عله ذلك فيما سلف فأغني عن الإعادة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/32]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري} 30 32
قرأ ابن عامر {أخي * اشدد به} بفتح الألف {وأشركه في أمري} بضم الألف على الإخبار كأن موسى أخبر عن نفسه كما تقول زرني أكرمك وإنّما انجزم الفعلان لأن جواب الأمر جواب شرط وجزاء المعنى إن فعلت ذلك أشدد به أزري فإن قيل لم فتح الألف في {اشدد} وضم في {وأشركه} فقل إذا كان الفعل ثلاثيا كان ألف المخبر عن نفسه مفتوحًا وإذا كان الفعل رباعيا كان الألف مضموما ألا تراك أنّك تقول شدّ يشد وأشرك يشرك
وقرأ الباقون {أخي اشدد} بوصل الألف {وأشركه} بفتح الألف على الأمر ومعناه الدّعاء أي اللّهمّ اشدد به أزري وأشركه في أمري أي في نبوتي). [حجة القراءات: 452] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {اشدد به أزري * واشركه} قرأ ابن عامر «أشدد» بهمزة مفتوحة مقطوعة، جعلها ألف المخبر عن نفسه، والفعل ثلاثي مجزوم؛ لأنه جواب الطلب، فهو كجواب الشرط، وقرأ {وأشركه} بضم الهمزة، جعلها ألف المتكلم أيضًا، في فعل رباعي، وهو مجزوم، عطف على {أشدد}، وقرأ الباقون «اشْدد» بوصل الألف، جعلوه طلبًا ودعاء، حملًا على ما قبله من الطلب والدعاء، والابتداء بالضم، وهو مبني غير معرب على مذهب سيبويه والبصريين، وقرؤوا بفتح الهمزة والقطع {وأشركه} على الطلب أيضًا، فهو مبني، والهمزة ألف قطع لأنه رباعي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/97] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}[آية/ 30 و31 و32] بسكون الياء من {أَخِي}، وقطع الألف من {اشْدُدْ}، وضم الألف من {أَشْرِكْهُ}:
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أن قوله {اشْدُدْ} و{أَشْرِكْهُ}على الخبر لا على الأمر، وهما مجزومان؛ لأنهما على جواب الدعاء الذي هو قوله {اجْعَل لِّي وزِيرًا مِّنْ أَهْلِي}، وجواب الدعاء مجزوم؛ لأن المعنى: إن تجعله وزيراً لي أشدد به
[الموضح: 832]
أزري، فأشدد في المعنى جواب الشرط المقدر، فهو مجزوم، و{أَشْرِكْهُ}معطوف عليه، فهو تابع له في الجزم.
وقرأ الباقون {اشْدُدْ}بوصل الألف و{أَشْرِكْهُ}بفتح الألف.
والوجه أنهما على الدعاء الذي هو بلفظ الأمر فقوله {اشْدُدْ}بوصل الألف صيغة أمر يراد بها الدعاء، فهو مبني على السكون، و{أَشْرِكْهُ}مثله، وهو معطوف عليه.
وهذا أوجه القراءتين؛ لأنه أشد موافقة لما قبله، وهو قوله {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ويَسِّرْ لِي أَمْرِي}، فالكل على الدعاء والمسألة، لا سيما والإشراك إنما هو في النبوة، والنبوة لا تكون إلا من الله تعالى.
وفي قراءة ابن عامر يكون المعنى: أشركه أنا في أمري بإشراكك إياه في النبوة.
ويجوز أن يكون جعله وزيرا على معنى بعثه نبيًا.
وفتح ابن كثير وأبو عمرو الياء من {أَخِي}، وأسكنها الباقون.
والوجه في فتح هذه الياء وإسكانها قد تقدم). [الموضح: 833] (م)

قوله تعالى: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33)}
قوله تعالى: {وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34)}
قوله تعالى: {إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35)}
قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (37) إلى الآية (40) ]
{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37)}
قوله تعالى: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38)}
قوله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (على عيني (39) إذ (40)
حرّك الياء نافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/145]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولتصنع على عيني (39)
قرأ يعقوب وحده (ولتصنع عّلى عيني) مدغمة، ولم يدغم العين في العين إلا في هذا وحده،
وهو قول أبي عمرو إذا قرأ بالإدغام.
قال أبو منصور: القراءة المختارة (ولتصنع على عيني) بإظهار العين.
ومعناه ولتربّى بمرأى منّي). [معاني القراءات وعللها: 2/146]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي جعفر يزيد: [وَلْتُصْنَعَ عَلَى] بجزم اللام والعين.
وقرأ: [ولِتَصْنَعَ]. بفتح التاء والعين. وكسر اللام -أبو نهيك.
قال أبو الفتح: ليس دخول لام الأمر هنا كدخولها في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن قرأها معه: [فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا] بالتاء. وفرق بينهما أن المأمور في [فلتفرحوا] مخاطب، وعرف ذلك وعادته أن يحذف حرف المضارعة فيه. كقولنا: قُمْ، وقعد، وخُذْ، وسِرّ، وبع، وأما "ولتصنع فإن المأمور غائب غير مخاطب. فإنما هو كقولنا: ولتعن بحاجتي. ولتوضع في تجارتك؛ لأن العاني بها والواضع فيها غيرهما. وهما المخاطبان. فهذا كقولك: ليضرب زيد ولتضرب هند.
[المحتسب: 2/51]
وأما قول الرجل لصاحبه: خذ طرفك ولآخذ طرفي، وقولهم: لنمش كلنا، ولنقم إلى فلان، ونحو ذلك فإنما جاء باللام لأنه لم يكدر أمر الإنسان نفسه، فلما قل استعماله لم يخفف بحذف اللام كما أمر المأمور الحاضر، فخفف نحو قم، سر، وبع، وخف، ونم.
وأما: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} ففسره أحمد بن يحيى، أي: لتكون حركتك وتصرفك على عين مني، قال: ومعنى {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}، بضم التاء: لتربَّ وتغذى بمرأى مني). [المحتسب: 2/52]

قوله تعالى: {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (41) إلى الآية (48) ]
{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)}


قوله تعالى: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لنفسي (41) اذهب (42)
[معاني القراءات وعللها: 2/145]
فتحها ابن كثيرٍ ونافع وأبو عمرو.
وسائر القراء أرسلوهن، أعني الياءات). [معاني القراءات وعللها: 2/146]

قوله تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42)}
قوله تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43)}
قوله تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)}
قوله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن محيص: [أَنْ يُفْرَطَ] بفتح الراء:
قال أبو الفتح: هذا منقول من قراءة من قرأ: {أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا}، أي: يسبق ويسرع، فكأنه أن يفرطه مفرِط، أي: يحمله حامل على السرعة علينا وترك التأني بنا، فكأنه قال: أن يُحمل على العجلة في بابنا). [المحتسب: 2/52]

قوله تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)}
قوله تعالى: {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)}
قوله تعالى: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (49) إلى الآية (55) ]
{قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) }

قوله تعالى: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49)}
قوله تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)}

قوله تعالى: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51)}
قوله تعالى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)}
قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (الأرض مهدًا (53).. ها هنا، وفي الزخرف قرأ الكوفيون " مهدًا " بغير ألف في السورتين.
وقرأ الباقون (مهادًا).
قال أبو منصور: المهد والمهاد واحد، وهو: الفراش، كقوله جلّ وعزّ: (جعل لكم الأرض فراشًا) ). [معاني القراءات وعللها: 2/146]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {الأرض مهدًا} [53].
قرأ أهل الكوفة {مهدًا}، وكذلك في (الزخرف).
وقرأ الباقون: {مهدًا} والأمر بينهما قريب. كما تقول: جعل الله الأرض فراشًا. والسماء بناءً. وأبين من ذلك أن القراء كلهم قرأوا في (عم يتسآءلون) {ألم نجعل الأرض مهدًا} ولم يقرأ أحد منهم {مهدًا}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/32]
قال أبو عبد الله: وإنما قرأووا في هذه السورة {مهدًا} لتوافق رءوس الآي. وهذا مذهب حسن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/33]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا [في] قوله: (مهادا) [طه/ 53] في زيادة الألف ونقصانها هاهنا وفي الزخرف [10] ولم يختلفوا في غيرها.
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر: (مهادا) بالألف في كل القرآن.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: مهدا بغير ألف فيهما.
قال أبو علي: المهد: مصدر كالفرش، والمهاد مثل الفراش في قوله: الذي جعل لكم الأرض فراشا [البقرة/ 22] والله جعل لكم الأرض بساطا [نوح/ 19] فالمهاد مثل الفراش والبساط، وهما اسم ما يفرش ويبسط، ويجوز أن يكون المهد استعمل استعمال الأسماء، فجمع كما يجمع فعل على فعال، والأوّل أبين، ويجوز في قول من قرأ: مهدا أن يكون المعنى: ذا مهد، فيكون المعنى كقول من قال مهادا). [الحجة للقراء السبعة: 5/223]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الّذي جعل لكم الأرض مهدا}
[حجة القراءات: 452]
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (الّذي جعل لكم الأرض مهادا) بكسر الميم وفتح الهاء وكذلك في الزخرف وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال إنّما المهد الفعل يقال مهدت الأرض مهدا وهي نفسها مهاد كما تقول فرشتها فرشا وهي نفسها فراش وفي التّنزيل {الّذي جعل لكم الأرض فراشا} وقال {ألم نجعل الأرض مهادا} ولم يقرأ أحد {مهدا}
قرأ أهل الكوفة مهدا ذهبوا إلى المصدر فيكون تقدير الكلام الّذي جعل لكم الأرض ممهودة مهدا فكيتفي بقوله {مهدا} من ممهودة والعرب تضع المصادر في مواضع الموصوف فتقول رجل رضى أي مرضي ورجل صوم ويمكن أن يكون مهدا اسما يوصف به الأرض لأن النّاس يتمهدونها ويسكنونها فهي لهم كالمهد الّذي يعرف فسميت به وقال قوم هما لغتان مثل الريش والرياش). [حجة القراءات: 453]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {الأرض مهدًا} قرأه الكوفيون بفتح الميم وإسكان الهاء، من غير ألف، ومثله في الزخرف، وقرأهما الباقون بكسر الميم، وبألف بعد الهاء.
وحجة من قرأ بألف أنه جعله اسمًا كالفراش، وهو سم ما يمهد، كما
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/97]
قال: {جعل لكم الأرض فراشًا} «البقرة 22»{جعل لكم الأرض بساطًا} «نوح 19» فالفراش والبساط اسم ما يفرش وما يبسط كذلك المهاد اسم ما يمهد، ويجوز أن يكون المهاد جمع مهد، فجمع المصدر، جعله اسمًا غير مصدر كـ «بغل وبغال».
9- وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعله مصدرًا كالفرش، لكن عمل فيه عامل من غير لفظه، والتقدير: الذي مهد لكم الأرض مهدا، فـ «جعل» قام مقام «مهد» ويجوز أن يكون المعنى: ذات مهد، أي: ذات فراش، فيكون في المعنى كالمهاد، فالقراءتان على هذا بمعنى). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/98]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {مَهْدًا}[آية/ 53] بغير ألف:
قرأها الكوفيون، وكذلك في الزخرف.
[الموضح: 833]
والوجه أن المهد مصدر كالفرش فيكون بمعنى المفعول، والمعنى ممهوداً.
ويجوز أن يكون اسمًا لما يبسط فيستقر عليه، أي جعل لكم الأرض موضع قرار.
وقرأ الباقون {مِهَادًا}بالألف في السورتين.
والوجه أن المهاد اسم لما يفرش كالفراش، وهو كما قال {جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا}.
ويجوز أن يكون {مِهَادًا}جمع مهدٍ استعمل- وإن كان مصدراً استعمال الأسماء فجمع كما تجمع الأسماء. وعلى قول من جعل {مَهْدًا}اسما فلا نظر في جواز جمعه). [الموضح: 834]

قوله تعالى: {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54)}
قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (56) إلى الآية (59) ]
{وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56)قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) }

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56)}
قوله تعالى: {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57)}
قوله تعالى: {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (مكانًا سوًى (58)
[معاني القراءات وعللها: 2/146]
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي (سوًى) بكسر السين.
وقرأ الباقون بضم السين.
قال أبو منصور: المعنى في (سوًى) و(سوًى) واحد، أي: مكانًا منصفًا يكون بيننا وبينك، كأنه قال: مكانا منصفًا متوسطا بين الموضعين.
وقال الأخفش في (سوًى) و((سوًى) هو المكان النصف بين الفريقين.
وقال الفراء: الضم والكسر عربيان، ولا يكونان إلا مقصورين.
و (سواء) بالفتح والمد، بمعناهما، ومثله قوله تعالى: (تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم).
إلا أنه لم يقرأ ها هنا إلا بالقصر.
قال أبو منصور: واختار أبو حاتم (سوًى) بالضم منونًا، وغيره (سوى) بالكسر؛ لأنه أكثر في الكلام، وبه قال أبو عمرو والكسائي وابن كثير). [معاني القراءات وعللها: 2/147]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {مكانا سوى} بالضم.
وقرأ الباقون (سوى) بالكسر، مقصورين. وهما لغتان. قال الشاعر:
وأن أبانا كان حل ببلدةٍ = سوىً بين قيس قيس عيلان والفزر
قيس وفزر قبيلتان ها هنا، والفرز: القطيع من الشاء، والقيس: القرد، والقيس: مصدر قاس خطاه قيسًا. إذا سوى بينهما، يقال: رأيت جارية تميس ميسًا، وتقيس قيسًا. تميس معناه: تبختر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/33]
وسأل أعرابي رجلاً فقال: ما اسمك؟ قال: محمد قال: والكنية؟ قال: أبو قيس. قال: قبحك الله أتجمع بين اسم النبي صلى الله عليه وسلم والقرد؟! قال: والقيس الذكر عن ابن دريد فسألت أبا عمر فقال: هو الفيش.
وأما قولهم: جاءني القوم سوى زيد. فبالكسر مقصور، ومنهم من يفتح، ويمد فيقول: جائني القوم سواء زيد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/34]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله: (مكانا سوى) [طه/ 58] في ضم السين وكسرها. فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي: (مكانا سوى) كسرا.
[الحجة للقراء السبعة: 5/223]
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة: سوى بضم السين.
أبو عبيدة: مكانا سوى وسوى يضم أولها ويكسر مثل طوى وطوى. قال: وهو المكان النّصف فيما بين الفريقين، وأنشد لموسى بن جابر الحنفي:
فإن أبانا كان حلّ ببلدة... سوى بين قيس قيس عيلان والفزر
قال أبو علي: قوله: سوى، هو فعل من التسوية، فكأن المعنى مكانا تستوي فيه مسافته على الفريقين فتكون مسافة كل فريق إليه كمسافة الفريق الآخر، وهذا بناء يقل في الصفات، ومثله: قوم عدى، وأما فعل فهو في الصفات أكثر من فعل، نحو: رجل سلع، ودليل خنع، ومال لبد، ورجل حطم.
فأما انتصاب قوله: (مكانا سوى)، فلا يخلو من أن يكون مفعولا للموعد في قوله: فاجعل بيننا وبينك موعدا [طه/ 58] أو يكون ظرفا واقعا موقع المفعول الثاني، أو يكون منتصبا بأنه المفعول الثاني، فلا يجوز أن يكون متعلّقا بالموعد لا على أنه مفعول به، ولا على أنه ظرف له، وذلك أن الموعد قد وصف بالجملة التي هي: لا نخلفه نحن [طه/ 58] وإذا وصف لم يجز أن يعمل عمل الفعل لاختصاصه بالصفة، ولأنه إذا وصف لم يجز أن يتعلق به بعد الوصف شيء منه، كما أنه إذا عطف عليه لم يجز أن يتعلق به بعد العطف شيء منه،
[الحجة للقراء السبعة: 5/224]
وكذلك إذا أخبر عنه لم يجز أن يقع بعد الخبر عنه شيء يتعلق بالمخبر عنه، ولم يجز سيبويه: هذا ضارب ظريف زيدا، ولا: هذا ضويرب زيدا، إذا حقر اسم الفاعل، لأن التحقير في تخصيصه الاسم بمنزلة إجراء الوصف عليه، وقد جاء من ذلك في الشعر شيء، سمعت أبا إسحاق ينشد:
وراكضة ما تستجنّ بجنّة... بعير حلال غادرته مجعفل
وقرأت على محمد بن السري من خط السكري لبشر بن أبي خازم:
إذا فاقد خطباء فرخين رجّعت... ذكرت سليمى في الخليط المباين
وقال ذو الرّمة:
وقائلة تخشى عليّ أظنه... سيودي به ترحاله ومذاهبه
وهذا الذي جاء منه في الشعر يحمل النحويون مثله على إضمار فعل آخر: كما ذهبوا إليه في نحو قول الشاعر:
إن العرارة والنّبوح لدارم... والمستخفّ أخوهم الأثقالا
[الحجة للقراء السبعة: 5/225]
وكذلك قوله:
لسنا كمن حلت إياد دارها... تكريت ترقب حبّه أن يحصدا
فإن قلت: فقد جاء إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون [غافر/ 10] والظرف في المعنى يتعلق بالمقت الأول لأن المعنى: لمقت الله إياكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون، أكبر من مقتكم أنفسكم الآية. وقوله: إذ تدعون متعلّق بالمقت الأول، وقد وقع بعد خبره، قيل: إن الظروف يتجوّز فيها ما لا يتجوّز في غيرها، ألا ترى أنها تقع مواقع لا يقعها غيرها، وهو أيضا مع ذلك ينبغي أن يحمل على فعل آخر دلّ المقت عليه كأنه: مقتكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون. فعلى هذا الضرب من الأفعال يحمل هذا النحو إذا جاء، ولم نعلم في التنزيل مجيء شيء منه إلا في الظروف، فقد علمت أن مكانا في قوله: مكانا سوى ليس يتعلق بالموعد لما ذكرنا، وليس بالسهل أن تجعل انتصاب مكانا في قوله: (مكانا سوى) على أن يكون ظرفا، وقع موقع المفعول الثاني، كقولك: ظننت خروجك اليوم، وعلمت ركوبك غدا، لأنك إن حملته على ذلك جعلت المبتدأ الذي يلحقه، جعلت، وظننت ونحوه، موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا قصدا، فتنصب المكان كما تنصب اليوم، في قولك: القتال اليوم.
ولم يجروا قولهم: الموعد مجرى سائر هذه الأحداث، ألا ترى
[الحجة للقراء السبعة: 5/226]
أنه قد جاء في التنزيل: إن موعدهم الصبح [هود/ 81] برفع الصبح، وجاء: موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى [طه/ 59] فالقراءة بالرفع على أن الثاني هو الأول، وهذا حذف واتساع، ولا تقول على قياس موعدك الصبح: مرجعك الصبح، ولا مجيئك باب الأمير، ولا مقعدك السوق. وقد رأيت أنهم قد أخرجوا الموعد من أحكام نحوه، فلا يحسن فيه ما حسن في نحو ما يشبهه، ومما يدلّك على أنهم أخرجوا ما بعد الموعد من أن يكون ظرفا قوله: موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى [طه/ 59] ألا ترى أن قوله: وأن يحشر الناس ليس من الظروف في شيء فلولا أن اليوم في قوله: موعدكم يوم الزينة، قد خرج من أن يكون ظرفا لم يعطف عليه ما لا يكون ظرفا. ولو نصب ناصب (اليوم) من قوله: موعدكم يوم الزينة فجعل (اليوم) خبرا عن الحدث مثل: القتال اليوم، مع عطف قوله: وأن يحشر الناس ضحى عليه جاز على أن يتعلق يوم الزينة بالمحذوف، ويضمر لقوله: وأن يحشر الناس ضحى ما يكون مبنيا عليه، كأنه: موعدكم يوم الزينة، وموعدكم أن يحشر الناس ضحى، وهذا هو الأصل، وإذا صار الاستعمال فيه على ما وصفناه مما جاء التنزيل به كان غير ذلك كالأصول المرفوضة، ولو قال قائل: إن الموعد في الآي اسم الزمان، فيكون مجيء الموعد اسما للزمان كقولهم: كان هذا مبعث الجيوش، ومضرب الشّول، ومحبل فلانة، أي وقت بعضهم، ومضرب الشّول: أي وقت ضربها، ومحبل فلانة، أي: زمان حبلها. فإذا جاز أن يكون اسما للزمان ارتفع الصبح، ويوم
[الحجة للقراء السبعة: 5/227]
الزينة من حيث كان الثاني لأنه هو الأول، وأنشد أبو الحسن:
كلما قلت غد موعدنا... غضبت هند وقالت بعد غد
فهذا يتجه أيضا على الوجهين اللذين قدمنا: أن يكون جعل الموعد الحدث، وجعله غدا، قبل على الاتساع، أو يكون جعل الموعد اسم زمان مثل المحبل، وعلى هذا الاتساع فيه، ويجوز أن يكون الموعد اسم المكان فمما جاء فيه اسم مكان: وإن جهنم لموعدهم أجمعين [الحجر/ 43] فالموعد ينبغي هاهنا أن يكون مكانا، لأن جهنم مكان، والثاني فيه هو الأول، وهذا أبين من أن تحمله على أن جهنم مكان موعدهم لأن الكلام على الظاهر ولا حذف فيه، فإذا جعلت قوله: مكانا مفعولا ثانيا لجعلت كان بمنزلة قوله: جعلوا القرآن عضين [الحجر/ 91] وقوله: وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا [الزخرف/ 19] في أنه انتصب على أنه مفعول ثان لجعلت). [الحجة للقراء السبعة: 5/228]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [مَكَانًا سُوَى]، غير منون.
قال أبو الفتح: ترك صرف "سوى" ههنا مشكل، وذلك أنه وصف على فُعَل، وذلك مصروف عندهم: كمالٍ لُبَد، ورجلٍ حُطَم، ودليلٍ خُثَع، وسُكَع، إلا أنه ينبغي أن يحمل عليه أنه محمول على الوقف عليه، فجاء بترك التنوين. فإن وصل على ذلك فعلى نحو من قولهم: سبسبا وكلكلا، فجرى في الوصل مجراه في الوقف). [المحتسب: 2/52]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى}
قرأ عاصم وحمزة وابن عامر {مكانا سوى} بضم السّين وقرأ الباقون بالكسر وهما لغتان أي مكانا عدلا وقيل وسطا بين قريتين). [حجة القراءات: 453]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {مكانًا سوى} قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بضم السين، وقرأ الباقون بالكسر، وهما لغتان مثل: «طِوى وطُوى» وهو نعت لـ «مكان» ومعناه: مكانًا نصفًا فيما بين الفريقين، وهو فعل من التسوية. فالمعنى: مكانًا لتستوي مسافته على الفريقين، و«فعل» قليل في الصفات نحو: عدى، و«فعل» كثير في الصفات، نحو قولك: لُبد وحطم. وقد ذكرنا أن أبا بكر وحمزة الكسائي يقفون عليه بالإمالة، وورش وأبو عمرو بين اللفين، وقد تقدمت علة الإمالة فيه وفي غيره). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/98]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {مَكَانًا سُوًى}[آية/ 58] بكسر السين:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي.
وقرأها ابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب {سُوًى}مضمومة السين.
والوجه أن {سِوًى} و{سُوًى}بالكسر والضم لغتان، والمعنى: بين موضعين، وقلما يأتي فعل بكسر الفاء في الصفات، وقد جاء نحو: عدى وسوى وثني، وأما سوى بالضم على فعلٍ فهو في الصفات أكثر نحو رجل
[الموضح: 834]
سكع، ودليل ختع ورجل حطم ومال لبد). [الموضح: 835]

قوله تعالى: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن والأعمش والثقفي، ورويت عن أبي عمرو: [يَوْمَ الزِّينَةِ]، بالنصب.
قال أبو الفتح: أما نصب [يَوْمَ الزِّينَةِ] فعلى الظرف، كقولنا: قيامك يومَ الجمعة، فالموعد إذًا ههنا مصدر، والظرف بعده خبرٌ عنه. وهو عندي على حذف المضاف، أي: إنجاز موعدنا إياكم في ذلك اليوم.
ألا ترى أنه لا يراد في ذلك اليوم نعدكم؟ كيف ذا والوعد قد وقع الآن؟ إنما يتوقع إنجازه في ذلك اليوم، لكن في قوله: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} النظر، فظاهر حاله أن يكون مجرور الموضع حتى كأنه قال: موعدكم يوم الزينة وحشر الناس ضحى، أي: يوم هذا وهذا؛ فيكون "أن يحشر" معطوفا عل الزينة.
وقد يجوز أن يكون مرفوع الموضع عطفا على الموعد، فكأنه قال: إنجاز موعدكم وحشر الناس ضحى في يوم الزينة، أي: هذان الفعلان في يوم الزينة، فكأنه جعل الموعد عبارة عن جميع ما يتحدد ذلك اليوم: من الثواب، والعقاب، وغيرهما سوى الحشر. ألا تراه عطفه عليه. وأنت لا تقول: جاء القوم وزيد، وقد جاء زيد معهم؛ لأن الشيء لا يعطف على نفسه وكذلك قول الله تعالى : {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} لا يكون "جبريل" و"ميكائيل" داخلين في جملة الملائكة؛ لأنهما معطوفان عليهم، فلابد أن يكونا خارجين منهم، فأما قوله:
أكُرُّ عَلَيْهِمْ دَعْلَجًا وَلَبَانَهُ ... إذَا مَا اشتكَى وقعَ الرماحِ تَحَمْحَمَا
فيروى "لبانه" رفعا ونصبا، فمن رفعه فلا نظر فيه؛ لأنه مبتدأ وما بعده خبر عنه. وأما النصب فعلى أنه أخرج عن الجملة "لبانه"، ثم عطفه عليه، وساغ له ذلك لأنه مازه من جملته إكبارا له وتفخيما منه، كما ماز "جبريل" و"ميكائيل" من جملة الملائكة تشريفا
[المحتسب: 2/53]
لهما، وكذلك قوله: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} ليس في جملة ما دل عليه الموعد لما قدمناه، كأنه مميز من الزينة في اعتقادك إياه مجرورا؛ لأنه معطوف عليها.
وأما من رفع فقال: {يَوْمُ الزِّينَةِ} فإن الموعد عنده ينبغي أن يكون زمانا، فكأنه قال: وقت وعدي يوم الزينة، كقولنا: مبعث الجيوش شهر كذا، أي: وقت بعثها حينئذ. والعطف عليه بقوله: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} يؤكد الرفع؛ لأن "أن" لا تكون ظرفا. ألا ترى أن من قال: زيارتك إياي مقدم الحاج لا يقول: زيارتك إياي أن يقدم الحاج؟ وذلك أن لفظ المصدر الصريح أشبه بالظرف من "أن" وصلتها التي بمعنى المصدر، إذا كان اسما لحدث، والظرف اسم للوقت، والوقت يكاد يكون حدثا. وعلى كل حال فلست تحصل من ظرف الزمان على أكثر من الحدث الذي هو حركات الفلك، فلما تدانيا هذا التداني ساغ وقوع أحدهما موقع صاحبه.
وأما "أن" فحرف موصول، جعل بدل لفظه على أنه في معنى المصدر. وما أبعد هذا عن الظرفية! وقد استقصينا القول على ذلك في كتابنا الخصائص وغيره من مصنفاتنا وينبغي أيضا أن يكون على حذف المضاف، أي: وقت وعدكم يوم الزينة ووقت حشر الناس؛ لأن الحشر في الحقيقة ليس وقتا، كما أن: قولك: ورودك مقدم الحاج إنما هو على حذف المضاف، أي: وقت مقدم الحاج وكذلك، خفوق النجم وخلافة فلان. فاعرف ذلك). [المحتسب: 2/54]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود والجحدري وأبي عمران الجوني وأبي نهيك وأبي بكرة وعمرو بن فائد: [وَأَنْ يَحْشُرَ النَّاسَ ضُحًى].
قال أبو الفتح: الفاعل هنا مضمر، أي: وأن يحشر الله الناس، فهذا كقوله سبحانه: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا}، وجميع هذا يراد به العموم، أي: يحشرهم قاطبة وطُرًّا
[المحتسب: 2/54]
ولا يكون حالا كقوله سبحانه: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} ويدل عليه أيضا قوله: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} ). [المحتسب: 2/55]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (60) إلى الآية (64) ]
{فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)}

قوله تعالى: {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60)}

قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فيسحتكم بعذابٍ (61)
[معاني القراءات وعللها: 2/147]
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم (فيسحتكم) بفتح الباء من (سحته).
وقرأ الباقون (فيسحتكم) من (أسحت).
قال أبو منصور: هما لغتان: سحته وأسحته، إذا استأصله.
وقال الفرزدق:
وعضّ زمانٍ يا بن مروان لم يدع... من المال إلا مسحتاً أو مجلّف.
هكذا.
وأنشد الفراء، وقال: رفع (مجلّف) بإضمار (كذلك)، كأنه قال: أو مجلّف كذلك.
وروى غيره (إلا مسحتٌ أو مجلّف)، وجعل معنى لم يدع: لم يتقار ولم يبق). [معاني القراءات وعللها: 2/148]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {فيسحتكم بعذاب} [61].
قرأ حمزة، ووالكسائي، وحفص عن عاصمٍ {فيسحتكم} بضم الياء.
والباقون بالفتح. وهما لغتان سحت وأسحت: إذا استأصل يقال أسحت الجازر قلعة المعدن؛ قال الفرزدق:-
وعض زمانٍ يا ابن مروان لم يدع = من المال إلا مسحتًا أو مجلف
وينشد «مسحت» بالرفع فمن رفع. قال «لم يدع» بمعنى لم يبق. ومن نصب. قال: «أو مجلف» كذلك، ويروى: «إلا مسحتًا أو يجلف».
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/34]
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء عن أبي جعفر الرؤاسى قال: اجتاز الفرزدق بعبد الله بن أبي إسحق النحوي، فقال له: يا أبا فراس علام رفعت «إلا مسحتًا أو مجلف»؟ قال على مايسوؤك وينوؤك.
وفي غير هذا إنه قال يهجوه:
فلو كان عبد الله مولى هجوته = ولكن عبد الله مولى مواليا
وقيل له: وجب أن يقول: مولى موال مثل جوارٍ وغواش. فقال:
سلوا عن علة ذلك الذي يجر خصييه، يعني: ابن أبي إسحق. وكان أبو حاضرٍ النحوي عنده، فقال له: لحنت يا أبا فراس. قال: والله لأهجونك ببيتٍ يستشهد به إلى يوم القيامة.
أبا حاضرٍ من يزن يعرف زناؤه = ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكرًا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/35]
فمد الزنا، وهو مقصور. والنجويون جعلوه شاهدًا لما ذكرنا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/36]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضم الياء وفتحها من قوله عز وجل فيسحتكم [طه/ 61].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وأبو عمرو وابن عامر: (فيسحتكم) بفتح الياء من يسحت.
وقرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي: فيسحتكم بضم الياء من أسحت، وكسر الحاء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/228]
أبو عبيدة: يسحتكم: يهلككم قال: وبنو تميم يقولون:
يسحتكم، وأنشد:
وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع... من المال إلا مسحتا أو مجلّف
وفسر لم يدع: لم يبق، وقال أبو الحسن نحو ذلك، أبو عثمان: سحت وأسحت نحو قول أبي عبيدة). [الحجة للقراء السبعة: 5/229]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب}
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {فيسحتكم} بضم الياء وكسر الحاء وقرأ الباقون بفتح الياء والحاء
قال الفراء هما لغتان يقال سحته وأسحته إذا استأصله وأهلكه). [حجة القراءات: 454]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {فيسحتكم} قرأه حفص وحمزة والكسائي بضم الياء، وكسر الحاء، وفتحها الباقون وهما لغتان، وحكى
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/98]
أبو عبيدة والأخفش: سحته وأسحته، بمعنى، ومعنى {يستحكم} يسحقكم ويهلككم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/99]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {فَيُسْحِتَكُم}[آية/ 61] بضم الياء وكسر الحاء:
قرأها حمزة والكسائي وعاصم- ص- ويعقوب- يس-.
والوجه أنه من أسحته يسحته إسحاتًا: إذا استأصله، قال الفرزدق:
88- وعض زمان يا ابن مروان لم يدع =من المال إلا مسحتًا أو مجلف
فقوله: مسحت من أسحت.
وقرأ الباقون و- ياش- عن عاصم و- ح- عن يعقوب {فَيُسْحِتَكُم}بفتح الياء والحاء.
والوجه أنه من سحته يسحته سحتًا إذا استأصله، مثل أسحته، وسحت
[الموضح: 835]
أكثر اشتهاراً من أسحت). [الموضح: 836]

قوله تعالى: {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62)}

قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّ هذان لساحران (63)
[معاني القراءات وعللها: 2/148]
قرأ ابن كثيرٍ (إن) خفيفة، (هذان) بالرفع وتشديد النون.
وقرأ حفص (إن هذان) بالرفع وتخفيف النون:
وقرأ أبو عمرو (إنّ) مشددة، (هذين) نصبًا باللغة العالية.
وقرأ الباقون (إنّ) بالتشديد، (هذان) بالرفع وتخفيف النون.
قال أبو منصور: أما قراءة أبي عمرو (إنّ هذين) وهي اللغة العالية التي يتكلم بها جماهير العرب إلا أنها مخالفة للمصحف، وكان أبو عمرو يذهب في مخالفته المصحف إلى قول عائشة وعثمان: إنه من غلط الكاتب فيه، وفي حروف أخر.
وأما من قرأ (إن هذان لساحران) بتخفيف (إن)، و(هذان) بالرفع فإنه ذهب إلى أن (إنّ) إذا خففت رفع ما بعدها، ولم ينصب بها، وتشديد النون من (هذانّ) لغة معروفة، وقرئ (فذانّك برهانان) على هذه اللغة.
والمعنى في قراءة (إن هذان لساحران): ما هذان إلا ساحران، بمعنى النفي، واللام في (لساحران) بمعنى: إلا وهذا صحيح في المعنى، وفي كلام العرب.
[معاني القراءات وعللها: 2/149]
وأما قراءة العامّة (إنّ هذان لساحران) ففي صحته في العربية وجوه كلها حجة، منها: أن الأخفش الكبير وغيره من قدماء النحويين قالوا: هي لغة لكنانة، يجعلون ألف الاثنين في الرفع والخفض على لفظ واحد، كقولك: أتاني الزيدان، ورأيت الزيدان، ومررت بالزيدان، وقد أنشد الفراء بيتًا للمتلمّس حجة لهذه اللغة:
فأطرق إطراق الشّجاع ولو يرى... مساغاً لناباه الشّجاع لصمّما
وقال أبو عبيد: ويروي للكسائي يقول: هي لغة لبلحارث بن كعب، وأنشد
تزوّد منّا بين أذناه ضربةً... دعته إلى هابي التراب عقيم
وقال بعض النحويين في قوله (إنّ هذان لساحران) ها هنا هاء مضمرة، المعنى: إنّه هذان لساحران.
[معاني القراءات وعللها: 2/150]
وقال آخرون: (إنّ) بمعنى: نعم هذان لساحران، وقال ابن قيس الرقيّات:
ويقلن شيبٌ قد علا... ك وقد كبرت فقلت إنّه.
وقال أبو إسحاق الزجاج: أجود ما سمعت في هذا: أن (إن) وقعت موقع (نعم)، وأن اللام وقعت موقعها، والمعنى: نعم هذان لهما ساحران.
قال: والذي سلى هذا في الجودة مذهب بني كنانة في ترك ألف التثنية على هيئة واحد.
قال: وأما قراءة أبي عمرو فإني لا أجيزها لمخالفتها المصحف، قال: ولما وجدت سبيلاً إلى موافقة المصحف لم أجز مخالفته؛ لأن اتباعه سنّة، سيما وأكثر القراء على اتباعه، ولكني أستحسن (إن هذان لساحران) وفيه إمامان: عاصم، والخليل. وموافقة أبيٍّ - رضي الله عنه). [معاني القراءات وعللها: 2/151]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {إن هذان لسحرن} [63].
فيه ست قراءاتٍ:
قرأ أبو عمرو وحدة {إن هذين} بالياء؛ لأن تثنية المنصوب، والمجرور بالياء في لغة فصحاء العرب، وأما من جعل تثنية المجرور والمنصوب بالألف فقالوا: جلست بين يداه، وأعطيت درهمان. فلغة شاذة، لا تدخل في القرآن، وهي لغة بلحرث بن كعب. قال الشاعر:
تزود منا بين أذناه ضربة = دعته إلى هابي التراب عقيم
وقال أخر:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/36]
طاروا علاهن فطر علاها
واشدد بمتني حقب حقواها
إن أباها وأبا أباها
قد بلغا في المجد غايتاها
ناجية وناجيًا أباها
فلما كانت الكتابة في المصحف بالألف (إن هذان) حمله بعضهم على هذه اللغة.
وقال المبرد، وإسماعيل القاضي: أحسن ما قيل في هذا: أن يجعل «إن» بمعنى: «نعم»، والتقدير: نعم هذان لساحران. فيكون ابتداءً وخيرًا. قال الشاعر:
بكر العواذل بالضحي يلحينني والومهنة
ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه
وقرأ {إن هذان} عاصم في رواية أبي بكر، ونافع، وحمزة والكسائي وابن عامرٍ اتباعًا للمصحف. واحتجوا بما قدمت ذكره.
ولأبي عمرو حجة أخرى: وذلك أنه سمع حديث عثمان، وعائشة إنا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/37]
لنجد في مصاحفكم لحنًا، وستقيمه العرب بالسنتها.
فإن سأل سائل: كيف جاز لعثمان، وهو إمام أن يرى لحنًا في المصحف فلا يغيره؟
فالجواب: في ذلك:
أن اللحن على ثلاثة أودجه:-
فأحد ذلك أن تنصب الفاعل، وترفع المفعول، ونحو ذلك، فذلك لا يجوز في كلامٍ ولا قرآن، ولا غيره.
والوجه الثاني: أن يكون اللحن خروجًا من لغة إلى لغةٍ. فقول عثمان: نجد في مصاحفكم لحنًا، لم يرد اللحن الذي لا يجوز البتة، ولكنه أراد الخروج من لغةٍ إلى لغةٍ؛ لأن القرآن نزل بلغة قريش، لا بلغة بلحرث بن كعب. ألم تسمع أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغه أن ابن مسعودٍ يقرئ الناس بلغة هذيل {عتى حين} بالعين فكتب إليه: أما بعد، فإذا ورد عليك كتابي
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/38]
فأقرئ الناس بلغة هذا الحي من قريش. وكل قد ذهب مذهبًا، والحمد لله واجتهدوا.
والوجه الثالث: أن اللحن الفطنة، وقد فسر في غير هذا الموضع.
والقراءة الثالثة: {إن هذان لسحرن} بتخفيف «أن» قرأ بذلك حفص عن عاصمٍ. جعل «إن» جحدًا، ما هذان لساحران.
والقراءة الرابعة {إن هذان} بتخفيف «إن»، وتشديد نون التثنية، وهي قراءة ابن كثيرٍ وحفص وقد ذكرت علة تشديد النون في (النساء).
والقراءة الخامسة: أن أبيا قرأ: (إن ذان إلا ساحران) وهذا يقوى قراءة حفص وابن كثيرٍ.
والقراءة السادسة: أن ابن مسعودٍ قرأ: {إن هذان سحرن} بغير
فإن سأل سائل فقال: قد أجزت أن تجعل «إن» بمعنى «نعم».
ولا يدخل اللام بين المبتدأ وخبره. ولا يقال: زيد لقائم. فما وجه قوله:
{إن هذان}.
فالجواب في ذلك: أن من العرب من يدخل لام التأكيد في خبر المبتدأ.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/39]
فيقول زيد لأخوك. وهي لغة مستقيمة، قال الشاعر:-
خالي لأنت ومن جرير خاله = ينل العلاء ويكرم الأخوالا
وقال آخر:
أم الحليس لعجوز شهربه = ترضي من اللحم بعظم الرقبه
وفيه وجه أحسن من هذا كله، وذلك: أن جعفر بن محمد سئل عن {إن هذان}. فقال: إن فرعون كان لحنة قبطيا. فقال: إن هذان فحكي الله لفظه. ويخطئ هذا التوجيه أن فرعون لم يتكلم العربية... وكيف يغيب هذا عن شيخنا؟!). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/40]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: إن هذين [طه/ 63] في تشديد النون وتخفيفها.
فقرأ ابن عامر ونافع وحمزة والكسائي: (إنّ) مشدّدة النون.
هذان بألف خفيفة النون من هذان.
وقرأ ابن كثير (إن هذانّ) بتشديد نون (هذانّ) وتخفيف نون (إنّ).
واختلف عن عاصم فروى أبو بكر (إنّ هذان) نون إنّ مشدّدة، وروى حفص عن عاصم إن ساكنة النون وهي مثل قراءة ابن كثير، وهذان خفيفة.
وقرأ أبو عمرو وحده (إنّ) مشدّدة النون (هذين) بالياء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/229]
قال قائلون: (إنّ) في قوله: (إنّ هذان لساحران) بمعنى: أجل، وأن تكون (إنّ) للتأكيد والناصبة للاسم أشبه بما قبل الكلام وما بعده، فأما قبل فقوله: فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى [طه/ 62] فالتنازع إنما هو في أمر موسى وهارون، هل هما ساحران على ما ظنوه من أمرهما، وقد تقدم من قولهم ما نسبوهما فيه إلى السحر، وهو قولهم: أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى فلنأتينك بسحر مثله [طه/ 57، 58] فهذا وإن لم يتقدمه سؤال عن سحرهم كما تقدم السّؤال مثل قوله: قالوا نعم وهو قوله: فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم [الأعراف/ 44] فقد تقدم أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى فلنأتينك بسحر مثله [طه/ 57، 58] فيكون نعم منصرفا إلى تصديق أنفسهم فيما ادّعوه من السحر و (إن) بمنزلة نعم.
وقال: قد قال سيبويه: نعم عدة وتصديق، وأن تصرف إلى الناصبة للاسم أولى. قال الجرميّ: هو قراءة أبي عمرو وعيسى وعمرو بن عبيد وقوله: يريدان أن يخرجاكم إلى آخر الكلام، أن يكون تأكيدا لأنهما ساحران أشبه بالكلام فإن حمله على التصديق ضرب من التأكيد فإن حملت (إنّ) على أنّه بمعنى نعم بقي الكلام: هذان لساحران، فتحصل لام الابتداء داخلة على خبر المبتدأ، وهذا قد قال النحويون فيه: إنّه يجوز في الشعر على الضرورة، فإن قلت: أقدر الابتداء محذوفا، فإن هذا لا يتجه لأمرين: أحدهما: أن الذي حمله النحويون على الضرورة لا يمتنع من أن يستمر هذا التأويل فيه، ولم يحملوه مع ذلك عليه. والآخر: أن التأكيد باللام لا يليق به الحذف، ألا ترى أن الأوجه في الرتبة أن يتم الكلام ولا يحذف، ثم يؤكّد فأما أن
[الحجة للقراء السبعة: 5/230]
يحذف ثم يؤكّد، فليس باللائق في التقدير، ووجه قول من قال: إن ذان، وإن هذان مخفف (إن): أنّ إنّ إذا خفّفت لم يكن النصب بها كثيرا، وكان الأوجه أن يرفع الاسم بعدها، والدليل على ذلك كثرة وقوع الفعل بعدها في نحو: إن كاد ليضلنا [الفرقان/ 42] وإن كانوا ليقولون [الصافات/ 167] وإن كنا عن دراستهم لغافلين [الأنعام/ 156]، وإذا كان الأوجه الرفع بعدها رفع هذان بعدها، وأدى مع ذلك خطّ المصحف، ومن زعم أنّ هذان في الآية الألف التي فيه الألف التي كانت في هذا، ليس إلا ألف التي جلبته التثنية، فإن الأمر لو كان على ما زعم لم تنقلب هذه الألف في تثنيته، كما أن الألف التي في هذا لا تنقلب على حال، وفي كون هذه الألف مرّة ياء، ومرة ألفا دلالة على أنه كسائر التثنية، ولا فصل بين هذا وبين غيره من الأسماء المعربة، وذلك أن هذه الأسماء في الانفراد إنما بنيت لمشابهتها الحروف، فإذا ثنيت زال بالثنية مشابهتها للحروف، من حيث لم تثنّ الحروف فتصير كسائر الأسماء المعربة، ويدلّ على أن هذه الألف للتثنية أن التي كانت في الواحد قد حذفت، كما حذفت الياء من التي والذي إذا قلت: اللتان واللذان، فالياء التي كانت في الاسم قد حذفت وجيء بالتي للتثنية. ومثل حذف هذه الألف حذف الألف من أولات ومن ذوات ومن هيهات، هذه كلّها حذفت فيها الألف والياء لقلة تمكّنها، فكذلك تحذف من قولهم: هذا، ألفه، وتلحق التي تكون علما للتثنية، ومن ثم انقلبت مرّة ياء ومرة ألفا، والتي تثبت في الواحد لا يتعاورها القلب، ولا تزول عن أن تكون ألفا، وقال أبو الحسن: إن هذان لساحران بتخفيف إن لأن الكتاب: هذان فيحملها على لغة من يخفّف إنّ فيرفع بها، وإن ثقلت فهي لغة لبني الحارث بن كعب
[الحجة للقراء السبعة: 5/231]
يرفعون الاثنين في كل موضع قال: فأيّ التفسيرين فسرت فهو جيد). [الحجة للقراء السبعة: 5/232]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قالوا إن هذان لساحران} 63
قرأ أبو عمرو (إن هذين) بالياء لأن تثنية المنصوب والمجرور بالياء في لغة فصحاء العرب وأبو عمرو مستغن عن إقامة دليل على صحّتها كما أن القارئ في قول الله جلّ وعز {قال رجلان من الّذين يخافون} مستغن عن الاحتجاج على منازعه إن نازعه في صحة قراءته
وقرأ الباقون {إن هذان لساحران} بالألف وحجتهم أنّها مكتوبة هكذا في الإمام مصحف عثمان وهذا الحرف في كتاب الله مشكل على أهل اللّغة وقد كثر اختلافهم في تفسيره ونحن نذكر جميع ما قال النحويون فحكى أبو عبيدة عن أبي الخطاب وهو رأس رؤساء الرواة أنّها لغة كنانة يجعلون ألف الاثنين في الرّفع والنّصب والخفض على لفظ واحد يقولون أتاني الزيدان ورأيت الزيدان ومررت بالزيدان قال الشّاعر
تزود منا بين أذناه ضربة ... دعته إلى هابي التّراب عقيم
[حجة القراءات: 454]
قال الزّجاج وقال النحويون القدماء ها هنا هاء مضمرة والمعنى إنّه هذان لساحران كما تقول إنّه زيد منطلق ثمّ تقول إن زيد منطلق وقال المبرد أحسن ما قيل في هذا أن يجعل إن بمعنى نعم المعنى نعم هذان لساحران فيكون ابتداء وخبرا قال الشّاعر:
ويقلن شيب قد علا ... ك وقد كبرت فقلت إنّه
أي نعم فإن قيل اللّام لا تدخل بين المبتدأ وخبره لا يقال زيد لقائم فما وجه هذان لساحران
الجواب في ذلك أن من العرب من يدخل لام التوكيد في خبر المبتدأ فيقول زيد لأخوك قال الشّاعر:
خالي لأنت ومن جرير خاله ... ينل العلاء ويكرم الأخوالا
وقال الزّجاج المعنى نعم هذان لساحران وقال قطرب يجوز أن يكون المعنى أجل فيكون المعنى والله أعلم {فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النّجوى} قالوا أجل تصديقًا من بعضهم لبعض ثمّ قالوا {هذان لساحران} ويجوز أن يكون اللّام داخلة في الخبر على التوكيد
[حجة القراءات: 455]
وقال الفراء في {هذان} إنّهم زادوا فيها النّون في التّثنية وتركوها على حالها في الرّفع والنّصب والجر كما فعلوا في الّذي فقالوا الّذين في الرّفع والنّصب والجر
وقرأ حفص {إن هذان} بتخفف {إن} جعل إن بمعنى ما واللّام بمعنى إلّا التّقدير ما هذان إلّا ساحران
وقرأ ابن كثير {إن} بالتّخفيف {هذان} بالتّشديد و{إن} تكون أيضا بمعنى ما والأصل في هذان: هذا ان فحذف الألف وجعل التّشديد عوضا من الألف المحذوفة الّتي كانت في هذا ومن العرب من إذا حذف عوض ومنهم من إذا حذف لم يعوض فمن عوض آثر تمام الكلمة ومن لم يعوض آثر التّخفيف ومثل ذلك في تصغير مغتسل منهم من يقول مغيسل فلم يعوض ومنهم من يقول مغيسيل فعوض من التّاء ياء). [حجة القراءات: 456]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {قالوا إن هذان} قرأ ابن كثير وحفص: {قالوا إن} بتخفيف {إن}، وشدد الباقون، وقرأ أبو عمرو «هذين» بالياء، وقرأ الباقون بالألف.
وحجة من خفف أنه لما رأى القراءة وخط المصحف في {هذان} بالألف أراد أن يحتاط بالإعراب، فخفف {إن} ليحسن الرفع بعدها على الابتداء؛ لأن {إن} إذا خففت حسن رفع ما بعدها على الابتداء لنقصها عن شبه الفعل، ولأنها لم تقو قوة الفعل، فتعمل ناقصة، كما يعمل الفعل ناقصًا، في نحو: لم يك زيد أخانا، ومنهم من يعملها، وهي مخففة، عملها وهي مشددة، فالذي خفف {إن} اجتمع له في قراءته موافقة الخط وصحة الإعراب في {هذان}.
13- وحجة من شدده أنه أتى بها على أصلها، فوافق الخط، وتأول في رفع {هذان} مما نذكره.
14- وحجة من قرأ {هذان} بألف مع تشديد {إن} أنه اتبع خط المصحف، وأجرى {هذان} في النصب بألف على لغة لبني الحارث بن كعب، يلفظون بالمثنى بألف على كل حال، وأنشد النحويون في ذلك قول الشاعر:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/99]
= تزود منا بين أذناه طعنة =
فأتى بالألف في موضع الخفض، وقد قيل: إنما أتى {هذان} بألف على لغة من جعل {إن} بمعنى «نعم» فيرتفع ما بعدها بالابتداء، واستبعد ذلك بعض النحويين لدخول اللام في {لساحران} واللام إنما حقها أن تدخل في الابتداء دون الخبر، وإنما تدخل في الخبر إذا علمت {إن} في الاسم لما لم يظهر فيه الإعراب في الواحد والجمع أجريت التثنية على ذلك، فأتى بالألف على كل وجه من الإعراب، كما كان في الواحد والجمع.
15- وحجة من قرأ بالياء أنه أعمل {إن} في {هذان} فنصبته، وهي اللغة المشهورة المستعملة، لكنه خالف الخلط فضعف لذلك، وقد ذكرنا أن ابن كثير يشدد النون من {هذان} وذكرنا علته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/100]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {إنْ}بتشديد النون {هَذَينِ}بالياء [آية/ 63]:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه فيها بين، وهو أن {إنْ}هي المؤكدة الناصبة للاسم، الرافعة للخبر، و{هَذَينِ}اسمها، و{لَسَاحِرَانِ}خبرها، واللام هي لام التأكيد التي تدخل على خبر إن، وهي التي تسمى لام الابتداء.
وقرأ الباقون إلا ابن كثير و- ص- عن عاصم {إنْ}بتشديد النون، {هَذَانِ}بالألف وبتخفيف النون.
والوجه في ألف {هَذَانِ}قد ذكر فيها أقوال:
أحدها: أن يكون على لغة بني الحارث بن كعب؛ وذلك أن التثنية عندهم في الأحوال الثلاثة بالألف، يقولون: هذان أخواك ورأيت أخواك ومررت بأخواك، قال الشاعر:
89- كأن صريف ناباه إذا ما= أمرهما ترنم أخطبان
[الموضح: 836]
أراد: نابيه واخطبين، وقال آخر:
90- تزود منا بين أذناه ضربة =دعته إلى هابي التراب عقيم
أراد أذنيه، وقال الآخر:
91- إن أباها وأبا أباها= قد بلغا في المجد غايتاها
أراد غايتيها، وأما: أباها فإنه أجراها مجرى عصاها.
فقوله {هَذَانِ}ههنا في موضع نصب؛ لأن اسم {إنْ} و{لَسَاحِرَانِ}خبره، وحسن دخول اللام؛ لأنه في خبر إن.
والثاني: أن يكون {إنْ}بمعنى نعم، كما قال الشاعر:
[الموضح: 837]
92- بكر العواذل في الصبو= ح يلمنني وألومهنه
ويقلن شيب قد علا = ك وقد كبرت فقلت إنه
أراد: نعم، فيكون {هَذَانِ}على هذا مبتدأ و{لَسَاحِرَانِ}خبره. ويضعف هذا الوجه من جهة دخول اللام في خبر المبتدأ، وهو إنما جاء في الشعر، قال:
93- خالي لأنت ومن جرير خاله =ينل العلاء ويكرم الأخوالا
أي: خالي أنت، فزاد اللام.
والثالث: أن يكون على إضمار الأمر أو الشأن، والتقدير: إنه هذان لساحران، أي إن الأمر أو الشأن هذان ساحران، فأضمر الأمر، كما أضمره الشاعر في قوله:
94- إن من لام في بني بنت حسا= ن ألمه وأعصه في الخطوب
أي: إن الأمر.
[الموضح: 838]
وعلى هذا يكون الأمر اسم {إنْ} و{هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}مبتدأٌ وخبره، وهما خبر {إنْ}.
وقد دخلت اللام ههنا أيضًا على خبر المبتدأ، وفيه من البعد ما ذكرناه.
والرابع: ما ذكره الزجاج وهو أنه على إضمار الأمر كما سبق، إلا أن فيه إضماراً آخر، وهو أن التقدير: إن هذان لهما ساحران، فأضمر الشأن، كأنه قال: إنه هذان، فحذف الهاء، ثم أضمر مبتدأ، وهو: هما، فقال: لهما ساحران، فيكون اسم {إنْ}مضمراً وهو الأمر أو الشأن، و{هَذَانِ}مبتدأ، ولهما مبتدأ ثان، و{سَاحِرَانِ}خبر المبتدأ الثاني، والجملة أعني: لهما وساحران خبر المبتدأ الأول، وهو {هَذَانِ}، والكل خبر {إنْ}، واللام في هذا التقدير داخلة على المبتدأ، لا على الخبر، لكنه لما حذف المبتدأ الذي هو هما انتقل اللام إلى خبره وهو ساحران.
وهذا الوجه لم يرتضه أبو علي، وقال: اللام يدل على التأكيد، والمؤكد لا يليق به الحذف؛ لأن الحذف ضد التأكيد.
والخامس: أن يكون ألف {هَذَانِ}ألف الأصل، أعني ألف هذا، وحذفت ألف التثنية؛ لأنها اجتمعت مع ألف هذا، فحذفت لالتقاء الساكنين، وإنما حذفت ألف التثنية؛ لأن النون ههنا لازم لا يسقط، فصار دليل التثنية، ودخول اللام في {لَسَاحِرَانِ}على هذا حسنٌ؛ لأنها دخلت على خبر {إنْ}، وزيف أبو علي هذا الوجه، وقال: لما ثنيت هذا، صارت وإن كانت مبنية كالأسماء المعربة، فينبغي أن يكون تثنية هذا كتثنيتها، لا فرق؛ لأنها ثنيت زالت مشابهتها للحروف؛ لأن الحروف لا تثنى.
[الموضح: 839]
والسادس: أن تكون ها من قوله {إنْ هَذَانِ}ليست للتنبيه، بل هي ضمير القصة، وهي منفصلة من: ذان، ومتصلة بأن، والتقدير: إنها ذان لساحران، أي أن القصة ذان لساحران، فيكون الضمير ضمير القصة، وهو اسم إن، وذان مبتدأ، ولساحران خبره، وهما جميعًا خبر إن، والقول في اللام على ما سبق من الزيادة.
وهذا الوجه ضعيف؛ لأنه خلاف المصحف.
قرأ ابن كثير و- ص- عن عاصم {إنْ}بالتخفيف {هَذَانِ}بالألف والنون، وخفف- ص- النون من {هَذَانِ}، وشددها ابن كثير.
ووجه تخفيف النون من {إنْ}أن {إنْ}هي المخففة من الثقيلة، وهي إذا خففت أضمر الشأن أو الأمر بعدها في الأغلب، ولهذا يكون ما بعدها رفعًا، وقلما تعمل إن مخففة إلا في شعر.
والوجه في تشديد ابن كثير نون {هَذَانِ}هو أنه جعل التشديد عوضًا من ألف هذا التي حذفت لالتقائها مع ألف التثنية، فلما حذفت عوض منها نون فأدغمت في نون التثنية، وقد سبق ذلك في سورة النساء.
وأما وجه تخفيف نون {هَذَانِ}فظاهر؛ لأنه نون التثنية). [الموضح: 840]

قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فأجمعوا كيدكم (64)
قرأ أبو عمرو وحده (فاجمعوا كيدكم) بالوصل وفتح الميم، من (جمعت).
وقرأ الباقون (فأجمعوا) بألف القطع، من (أجمعت).
[معاني القراءات وعللها: 2/151]
قال الفراء: من قرأ (فأجمعوا كيدكم) فإن الإجماع: الإحكام والعزيمة على الشيء، تقول: أجمعت الخروج، وأجمعت على الخروج - وأنشد:
يا ليت شعري والمنى لا تنفع... هل أغدون يوماً وأمري مجمع
أي: أحكم وعزم عليه.
قال: ومن قرأ (فاجمعوا كيدكم) فمعناه: لا تدعوا من كيدكم شيئًا إلا جئتم به). [معاني القراءات وعللها: 2/152]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ثمّ ائتوا صفًّا (64)
روى خلف عن عبيد عن شبل (ثمّ) بكسر الميم (إيتو) بقطع الألف.
وروى عبيد عن شبل عن ابن كثير (ثمّ ايتوا) بفتح الميم، ثم يأتي بعدها يياء ساكنة.
قال ابن مجاهد: وهذا أشبه بالصواب؛ لأن ابن كثير أراد بلفظه هذا اتباع الكتاب؛ لأن الأصل في (ايتوا): إأتوا، بهمزتين: الأولى مكسورة، والثانية ساكنة، فصارت الهمزة الساكنة ياء لانكسار ألف الوصل التي قبلها: لأن ألف الوصل داخلة على ألف الأصل - ألا ترى أنك تقول: أتى زيد، يأتي فتجد الألف لا تبقى [...] وهي إحدى علامتي ألف الوصل، فإذا وصلت القراءة قلت:
[معاني القراءات وعللها: 2/152]
(ثمّ أتوا) أسقطت ألف الوصل الموجودة في الابتداء مكسورة، ورجعت همزة التي توجد ياء في [...]
وروي عن ابن كثير أيضًا أنه قرأ ((ثمّ ائتوا صفًّا) مثل سائر القراء.
قال أبو منصور: أما ما روى خلف عن عبيد، عن شبل (ثمّ إيتوا) بكسر الميم وقطع الألف فهو وهم؛ لأن معنى (آتوا): أعطوا، ولا معنى له ها هنا.
وأما ما روي لشبل عن ابن كثير (ثم ايتو) بياء ساكنة فقد احتج له ابن مجاهد بما احتج به، إلا أن ما احتج به مخالف اللفظ المروي عنه - والقراءة المختارة ما اتفق عليه القراء واختاره أهل اللغة (ثمّ ائتوا) ). [معاني القراءات وعللها: 2/153]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {فأجمعوا كيدكم} [64].
قرأ أبو عمرو وحده:- {فأجمعوا} بالوصل وفتح الميم موصولاً من جمعت على معنى عزمت، يقال: جمعت الأمر، وأجمعت عليه. وأزمعت الأمر، ولا يقال أزمعت عليه، وعزمت على الأمر بمعنى واحد.
وقرأ الباقون، {فأجمعوا} بقطع الألف على تقدير: أجمعوا السحر والكيد. وقد ذكرت هذا الحرف بأبين من هذا في سورة (يونس) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/40]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {ثم ائتوا صفا} [64].
فيه ثلاث قراءات: اختيار السبعة، {ثم ايتوا} بهمزة ساكنةٍ في الدرج والهمزة. فاء لفعل. فإذا وقعت ابتدأت: إيتوا بكسر الهمزة، والهمزة ساكنة. تتقلب ياء لانكسار ما قبلها. والأصل إئتوا. فإجاز الكسائي أن يبتدأ بهمزتين. والاختيار إيتوا بتليين الثانية.
والقراءة الثانية، أن خلفًا روى عن عبيد عن شبل، عن ابن كثيرٍ، {ثم ايتوا} بكسر الميم.
قال ابن مجاهدٍ: ولا وجه له.
وله عندى وجه، وذلك أن حركة الميم في ثم [تكسر] لالتقاء الساكنين. والعرب تجيز في مثل هذا نحو فظ وثم ومد وغض ورز عليك قميصك ثلاثة أوجه:
مد، ومد، ومد. قال الشاعر:
فغض الطرف إنك من نمير = فلا كعبًا بلغت ولا كلابا
روى: «غض»، و«غض»، و«غض»، فكذلك لو قرئ، «ثم» و«ثم» و«ثم»، لكان صوابًا كما قرئ «أف» و«أف» و«أف».
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/41]
وروى القطعي عن شبلٍ، عن ابن كثيرٍ، {ثم يتوا صفا} يفتح الميم ويأتي بعدها بياء ساكنةٍ. وكان وجه ذلك أن الهمزة قلبها ياء كقولهم: قرأت، وقريت، وأرجأت الأمر، وأرجيت.
قال الأخفش: العرب تقلب الهمزة إذا أرادوا تخفيفها، وتحويلها ياء.
إلا قولهم: «رفأت الثوب». فإنهم إذا حولوا، قالوا: رفوت الثوب بالواو. ولم يذكر العلة، والعلة في ذلك: أن العرب يهمزون ما ليس أصله الهمز تشبيهًا بغيره، كقولهم: «حلات السويق». يشبهونه: بحلات الإبل عن الماء: إذا منعتها، فكذلك إذا تركوا الهمز في قرأت شبهوه بقريت الضيف، ولم يكن رفيت في كلام العرب فردوه إلى الواو؛ لأن العرب تقول، رفوت الرجل؛ إذا سكته. قال الشاعر:
رفوني وقالوا يا خويلد لا تدع = فقلت أنكرت الوجوه هم هم
وهذا حسن جدًا، فاعرفه.
وروى أبو زيد، رفوت، ورفيت، وهو ثقة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/42]
فإن سأل سائل: هلا قلت في قرأت قروت، لأن العرب تقول، قروت الأرض إذا تتبعتها؟
فقل: لما اجتذبه أصلان، ياء، وواو، ردوه إلى الأخف، ألا ترى أن العرب تفر من الواو إلى الياء، ولا تفر من الياء إلى الواو. فيقولون: كف خضيب، ورجل جريح، وشيطان رجيم، والأصل: مخضوبه ومجروح ومرجوم، ولا يقولون في ظريف وكريم: ظروف وكروم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/43]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في همز الألف من قوله تعالى: فأجمعوا كيدكم [طه/ 64] في كسر الميم وإسقاط الألف وفتح الميم.
فقرأ أبو عمرو وحده (فاجمعوا) مفتوحة الميم من جمعت.
القطعيّ عن عبيد وهارون عن أبي عمرو: فأجمعوا ألف مقطوعة مثل حمزة.
وقرأ الباقون: فأجمعوا بقطع الألف وكسر الميم من أجمعت.
احتج أبو عمرو، زعموا، للقراءة بالوصل بقوله: فجمع كيده [طه/ 60] والفعل في الموضعين جميعا معدّى إلى الكيد. قال أبو الحسن، وإنما يقولون بالقطع إذا قالوا: أجمعنا على كذا وكذا، فأما إذا قالوا: أجمعوا أمركم، وأجمعوا كيدكم، فلا يقولون إلا بالوصل، قال: والقطع أكثر القراءة، قال: فأما أن يكون لغة في ذا المعنى لأن باب فعلت وأفعلت كثير، أو يكون أجمعوا أي: أجمعوا على كذا وكذا، ثم قال: كيدكم على أمر مستأنف، فإن قيل: فقد تقدّم ذكر قوله: فجمع كيده فإذا قالوا: فأجمعوا كيدكم، كان تكريرا، قيل: لا يكون كذلك، لأن ذاك في قصة وذا في أخرى، ذاك إخبار عن فرعون في جمعه كيده وسحره، وهذا فيما يتواصى به السحرة في جمع كيدهم، وما يستظهرون في المبالغة في سحرهم، ويشبه أن يكون ذلك على لغتين كما ظنه أبو الحسن كقول الشاعر:
[الحجة للقراء السبعة: 5/232]
وأنتم معشر زيد على مائة... فأجمعوا أمركم طرّا فكيدوني
فقوله: فأجمعوا أمركم بمنزلة: فأجمعوا كيدكم لأن كيدكم من أمركم.
قال: وروى القطعي عن عبيد عن شبل عن ابن كثير: ثم ائتوا صفا [طه/ 64] بفتح الميم، ثم يأتي بياء بعدها ساكنة. وروى خلف عن عبيد عن شبل عن ابن كثير: (ثمّ ايتوا) بكسر الميم بغير همز، ثم يأتي بالياء التي بعدها تاء، وهذا غلط، لا تكسر الميم من ثمّ، وحظها الفتح، ولا وجه لكسرها، وإنما أراد ابن كثير أن يتّبع الكتاب فلفظ بالياء التي خلفت الهمزة بعد فتحة الميم. وروى الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد عن شبل عن ابن كثير:
ثم ايتوا صفا مفتوحة الميم وبعدها ياء. وكذلك روى محبوب عن إسماعيل المكي عن ابن كثير وهذا هو الصواب.
وروى النّبال وغيره عن ابن كثير: ثم ائتوا صفا مثل حمزة، وكذلك قرأ الباقون قول ابن كثير: (ثمّ ايتوا صفّا) بفتح الميم ثم يأتي بياء بعدها ساكنة، وجهه فيه أنه مثل قوله: (أيذا) كأنّه قلب الهمزة ياء بعد ما خفّفها بأن جعلها بين بين إلا أنه في هذا قلبها ياء، وإن لم يكن خففها، وهذا مثل ما حكاه سيبويه في المتصل بيس، وقد كان أبين من هذا أن يقلبها ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها، مثل: راس وفاس في
[الحجة للقراء السبعة: 5/233]
المتصل، فأمّا قوله: (ثمّ ايتوا صفا) فخطأ بيّن وأصل هذا أنك تقول:
أتى يأتي، فإذا أمرت منه قلت: ايت، تجتلب همزة الوصل لسكون الهمزة التي هي فاء فلزم أن تقلب الفاء ياء لاجتماع الهمزتين، فقلت: ايت، وإن وصلته بشيء سقطت همزة الوصل، فلا يخلو ما يتصل به من أن يكون ساكنا أو متحركا، فإن كان متحركا لم يخل من أن يكون ضمّة أو فتحة أو كسرة، فإن كانت ضمّة وخففت الهمزة قلبتها واوا، فقلت: يا زيد وت، وعلى هذا: (يا صالح وتنا) [الأعراف/ 77] وعلى هذا (ومنهم من يقول اوذن لي ولا) [التوبة/ 49] وإن كانت كسرة فخفّفت الهمزة قلت: يا غلام يت بكذا، فقلبتها ياء، وإن شئت حقّقت الهمزة فقلت: يا غلام ئت بكذا، كما حققت بعد الضمة من قولك يا زيد ؤت، وإن كانت فتحة قلبتها ألفا إذا خففت الهمزة فقلت: يا غلام ات، وإن شئت حقّقت الهمزة. وعلى قياس قراءة ابن كثير: يا غلام يت، فتقلبها ياء ولا تقلبها ألفا، والوجه ما عليه الجمهور والكثرة، وقد قال قوم فيما روى بعض البغداذيين في أتى يأتي: ت بكذا وكذا، وأنشد:
ت لي آل زيد وهذا على قياس من حذف الهمزة حذفا من حيث كان حرف علّة، كما حذف من: خذ، ومر، وكل، وليس ذلك بالكثير ولا المعروف، والوجه في الآية قراءة النّبال وغيره عن ابن كثير). [الحجة للقراء السبعة: 5/234]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأجمعوا كيدكم ثمّ ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى}
قرأ أبو عمرو {فأجمعوا كيدكم} بوصل الألف وفتح الميم أي جيئوا بكل كيد تقدرون عليه أي لا تدعوا منه شيئا إلّا جئتم به وهو من جمعت الشّيء أجمعه وحجته قوله تعالى قبلها {فجمع كيده}
وقرأ الباقون {فأجمعوا} بقطع الألف وكسر الميم أي أحكموا أمركم واعزموا عليه قال الشّاعر
[حجة القراءات: 456]
يا ليت شعري والمنى لا تنفع ... هل أغدون يومًا وأمري مجمع
يريد قد أحكم وعزم عليه). [حجة القراءات: 457]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {فأجمعوا كيدكم} قرأه أبو عمرو بوصل الألف وفتح الميم، وقرأ الباقون بقطع الألف، وكسر الميم.
وحجة من وصل الألف أنه جعله من «جمع» ودليله قوله: {فجمع كيده} «طه 60» فالفعل في الموضعين معدى إلى «الكيد» قال الأخفش: إنما يقال: أجمعنا، إذا قالوا على كذا وكذا، فأما إذا قالوا: وأجمعوا كيدكم، وأجمعوا أمركم، فبالوصل يقولونه.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/100]
17- وحجة من قطع الألف أنه جعل من «أجمع» وأضمر «على كذا»، فالتقدير: فأجمعوا كيدكم على موسى، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/101]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {فَأَجْمِعُوا}[آية/ 64] بوصل الألف وفتح الميم:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه من جمعت خلاف فرقت، و{كَيْدَكُمْ}مفعول به، ودليله قوله تعالى {فَجَمَعَ كَيْدَهُ}، والمعنى لا تدعوا من كيدكم شيئًا إلا جئتم به.
وقرأ الباقون {فَأَجْمِعُوا}بفتح الألف وكسر الميم.
والوجه أنه يقال أجمعت الأمر: إذا عزمت عليه، وأجمعت إنما يتناول ما كان أمراً، والكيد أمر). [الموضح: 841]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة