جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى تمور السماء مورا قال مورها تحركها). [تفسير عبد الرزاق: 2/247]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: ... وقال غيره: {تمور} [الطور: 9] : «تدور» ). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره تمور تدور وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قال في قوله تعالى يوم تمور السّماء مورا قال مورها تحرّكها وأخرج الطّبريّ من طريق بن عيينة عن بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله يوم تمور السّماء مورا قال تدور دورًا). [فتح الباري: 8/602]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره تمور: تدور
أي: قال غير مجاهد في قوله تعالى: {يوم تمور السّماء مورا} (الطّور: 9) أي: تدور دورا كدوران الرّحى وتكفأ بأهلها تكفؤ السفين ويموج بعضها في بعض، وأصل المور الاختلاف والاضطراب، وجاء عن مجاهد أيضا: تدرو دورا، رواه الطّبريّ من طريق ابن أبي نجيح عنه). [عمدة القاري: 19/194]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) غير مجاهد ({تمور}) أي (تدور) وقال أبو عبيدة تكفأ وأنشد الأعشى:
كأن مشيتها من بيت جارتها = مور السحابة لا ريث ولا عجل). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم تمور السّماء مورًا (9) وتسير الجبال سيرًا}
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: إنّ عذاب ربّك لواقعٌ {يوم تمور السّماء مورًا} فيوم من صلة واقعٍ، ويعني بقوله: {تمور}: تدور وتكفأ. وكان معمر بن المثنّى ينشد بيت الأعشى:
كأنّ مشيتها من بيت جارتها مور السّحابة لا ريثٌ ولا عجل.
فالمور على روايته: التّكفّؤ والتّرهيؤ في المشية، وأمّا غيره فإنّه كان يرويه مرّ السّحابة.
واختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم فيه نحو الّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يوم تمور السّماء مورًا}. قال: يقول: تحريكًا.
- حدّثنا ابن المثنّى، وعمرو بن مالكٍ قالا: حدّثنا أبو معاوية الضّرير، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {يوم تمور السّماء مورًا} قال: تدور السّماء دورًا.
- حدّثنا الحسين بن عليٍّ الصّدائيّ قال: حدّثنا إبراهيم بن بشّارٍ قال: حدّثنا سفيان بن عيينة قال: أخبروني عن أبي معاوية الضّرير، عنّي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {يوم تمور السّماء مورًا}. قال: تدور دورًا.
- حدّثنا هارون بن حاتمٍ المقري، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، قال: ثني أبو معاوية عنّي عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {يوم تمور السّماء مورًا} قال: تدور دورًا..
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يوم تمور السّماء مورًا}. مورها: تحريكها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {يوم تمور السّماء مورًا}، قال: مورها: تحريكها.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {يوم تمور السّماء مورًا} يعني: استدارتها وتحريكها لأمر اللّه، وموج بعضها في بعضٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان قال: قال الضّحّاك {يوم تمور السّماء مورًا} قال: يموّج بعضها في بعضٍ، وتحرّيكها لأمر اللّه.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يوم تمور السّماء مورًا} قال: هذا يوم القيامة، وأمّا المور: فلا علم لنا به وقال آخرون: مورها: تشقّقها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يوم تمور السّماء مورًا} قال: يوم تشقّق السّماء). [جامع البيان: 21/571-573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {يوم تمور السماء مورا} الآيات
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يوم تمور السماء مورا} قال: تحرك وفي قوله {يوم يدعون} قال: يدفعون). [الدر المنثور: 13/686-687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {يوم تمور السماء مورا} قال: تدور دورا). [الدر المنثور: 13/687]
تفسير قوله تعالى: (وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وتسير الجبال سيرًا} يقول: وتسير الجبال عن أماكنها من الأرض سيرًا، فتصير هباءً منبثًّا). [جامع البيان: 21/574]
تفسير قوله تعالى: (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (11) الّذين هم في خوضٍ يلعبون (12) يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا (13) هذه النّار الّتي كنتم بها تكذّبون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: فالوادي الّذي يسيل من قيحٍ وصديدٍ في جهنّم، يوم تمور السّماء مورًا، وذلك يوم القيامة للمكذّبين بوقوع عذاب اللّه للكافرين، يوم تمور السّماء مورًا.
وكان بعض نحويّي البصرة يقول: أدخلت الفاء في قوله: {فويلٌ يومئذٍ} لأنّه في معنى إذا كان كذا وكذا، فأشبه المجازاة، لأنّ المجازاة يكون خبرها بالفاء.
وقال بعض نحويّي الكوفة: الأوقات تكون كلّها جزاءٌ مع الاستقبال، فهذا من ذاك، لأنّهم قد شبّهوا (إن) وهي أصل الجزاء بحين، وقال: إنّ مع يوم إضمار فعلٍ، وإن كان التّأويل جزاءً، لأنّ الإعراب يأخذ ظاهر الكلام، وإن كان المعنى جزاءً). [جامع البيان: 21/574]
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {الّذين هم في خوضٍ يلعبون} يقول: الّذين هم في فتنةٍ واختلاطٍ في الدّنيا يلعبون، غافلين عمّا هم صائرون إليه من عذاب اللّه في الآخرة). [جامع البيان: 21/574]
تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يوم يدعون إلى نار جهنم قال يزعجون إليها إزعاجا). [تفسير عبد الرزاق: 2/247]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} يقول تعالى ذكره: فويلٌ للمكذّبين يوم يدعّون.
- وقوله: {يوم يدعّون} ترجمةٌ عن قوله: {يومئذٍ} وإبدالٌ منه.
وعنى بقوله: {يدعّون} يدفعون بإرهاقٍ وإزعاجٍ، يقال منه: دععت في قفاه: إذا دفعت فيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا أبو كدينة، قال: حدّثنا محمد بن الصّلت، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} قال: يدفع في أعناقهم حتّى يردوا النّار.
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} يقول: يدفعون.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} قال: يدفعون فيها دفعًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} يقول: يدفعون إلى نار جهنّم دفعًا..
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم} قال: يدفعون.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعا} قال: يزعجون إليها إزعاجًا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة بنحوه.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} الدّعّ: الدّفع والإرهاق.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا} قال: يدفعون دفعًا، وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى: {فذلك الّذي يدعّ اليتيم} [الماعون: ] قال: يدفعه، ويغلظ عليه). [جامع البيان: 21/575-576]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يوم يدعون إلى نار جهنم دعا قال يقول يدفعون إليها دفعا). [تفسير مجاهد: 2/625]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا محمّد بن فضيلٍ، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، أخبرني ربّ هذه الدّار أبو هلالٍ، أنّه سمع أبا برزة الأسلميّ- رضي اللّه عنه- يحدّث "أنّهم كانوا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فسمعوا غناءً فشرفوا له، فقام رجلٌ فاستمع- وذلك قبل أن تحرّم الخمر- فأتاهم، ثمّ رجع فقال: هذا فلانٌ وفلانٌ وهما يتغنّيان، يجيب أحدهما الآخر وهو يقول:
لايزال جواري لا تلوح عظامه ……ذوى الحرب عنه أن يخر فيقبرا
رفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يديه: فقال: اللّهمّ أركسهما في الفتنة ركسًا، اللّهمّ دعّهما إلى النّار".
- رواه أبو يعلى الموصليّ: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ... فذكره). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/277-278]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: وثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جريرٌ ومحمّد بن فضيلٍ، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، حدّثني أبو هلالٍ، عن أبي برزة قال: "كنّا مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في سفرٍ فسمع رجلين يتغنّيان وأحدهما يقول لصاحبه:
يزال جواري ما تزول عظامه …زوال الحرب عنه وأن يخرّ فيقبرا
قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: من هذان؟! فقيل له: فلانٌ وفلانٌ. قال: فقال: اللّهمّ اركسهما في الفتنة ركساً، ودعهما في النار دعّاً"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {يوم تمور السماء مورا} الآيات
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يوم تمور السماء مورا} قال: تحرك وفي قوله {يوم يدعون} قال: يدفعون). [الدر المنثور: 13/686-687] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يوم يدعون إلى نار جهنم} قال: يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار). [الدر المنثور: 13/687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب في قوله {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا} قال: يدفعون إليها دفعا). [الدر المنثور: 13/687]
تفسير قوله تعالى: (هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هذه النّار الّتي كنتم بها تكذّبون} يقول تعالى ذكره: يقال لهم: هذه النّار الّتي كنتم بها في الدّنيا تكذّبون، فتجحدون أن تردوها، وتصلوها، أو يعاقبكم بها ربّكم وترك ذكر يقال لهم، اجتزاءً بدلالة الكلام عليه). [جامع البيان: 21/576]
تفسير قوله تعالى: (أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفسحرٌ هذا أم أنتم لا تبصرون (15) اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواءٌ عليكم إنّما تجزون ما كنتم تعملون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره مخبرًا عمّا يقول لهؤلاء المكذّبين الّذين وصف صفتهم إذا وردوا جهنّم يوم القيامة: أفسحرٌ أيّها القوم هذا الّذي وردتموه الآن أم أنتم لا تعاينونه ولا تبصرونه؟ وقيل هذا لهم توبيخًا لا استفهامًا). [جامع البيان: 21/576]
تفسير قوله تعالى: (اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {اصلوها} يقول: ذوقوا حرّ هذه النّار الّتي كنتم بها تكذّبون، وردوها فاصبروا على ألمها وشدّتها، أو لا تصبروا على ذلك، سواءٌ عليكم صبرتم أو لم تصبروا {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} يقول: ما تجزون إلاّ أعمالكم: أي لا تعاقبون إلاّ على معصيتكم في الدّنيا ربّكم وكفركم به). [جامع البيان: 21/577]