العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم الاعتقاد > قواعد الأسماء والصفات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 محرم 1439هـ/13-10-2017م, 08:52 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي الصفات حكمها حكم الذات

الصفات حكمها حكم الذات


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 محرم 1439هـ/15-10-2017م, 10:03 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

الصفات حكمها حكم الذات

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (
[الرابعُ والثلاثونَ]: ([أ]نَّ المعانيَ المفهومةَ مِن الكتابِ والسُّنَّةِ لا تُرَدُّ بالشُّبُهاتِ؛ فيكونَ رَدُّها مِنْ بابِ تحريفِ الكَلِمِ عنْ مَواضِعِهِ، ولا يُتْرَكُ تَدَبُّرُها ومَعرفتُها، فيكونَ ذلكَ مشابَهَةً للذينَ إذا ذُكِّرُوا بآياتِ ربِّهم خَرُّوا عليها صُمًّا وعُمْيَاناً، ولا يُقالُ: هيَ ألفاظٌ لا تُعْقَلُ مَعانيها ولا يُعْرَفُ المرادُ منها، فيكونَ ذلكَ مُشابَهَةً للذينَ لا يَعلمونَ الكتابَ إلاَّ أَمَانِيَّ؛ بلْ هيَ آياتٌ بَيِّنَاتٌ دالَّةٌ علَى أَشرفِ المعاني وأَجَلِّها، قائمةٌ حقائقُها في صدورِ الذينَ أُوتُوا العلْمَ والإيمانَ، إثباتاً بلا تَشبيهٍ، وتَنزيهاً بلا تعطيلٍ، كما قامَتْ حقائقُ سائرِ صفاتِ الكمالِ في قلوبِهم كذلكَ، فكان البابُ عندَهم باباً واحداً، قد اطمأَنَّتْ بهِ قلوبُهم، وسَكَنَتْ إليهِ نفوسُهم، فَأَنِسُوا مِنْ صفاتِ كمالِهِ ونعوتِ جَلالِهِ بما اسْتَوْحَشَ منهُ الجاهلونَ الْمُعَطِّلُونَ، وسَكَنَتْ قلوبُهم إلَى ما نَفَرَ منهُ الجاحدونَ، وعَلِمُوا أنَّ الصِّفَاتِ حُكْمُها حُكْمُ الذاتِ؛ فكما أنَّ ذاتَهُ سُبحانَهُ لا تُشْبِهُ الذواتِ فصفاتُهُ لا تُشبِهُ الصِّفَاتِ، فما جاءَهم مِن الصِّفَاتِ عن المعصومِ تَلَقَّوْهُ بالقَبولِ، وقابَلُوهُ بالمعرفةِ والإيمانِ والإقرارِ؛ لعِلْمِهم بأنَّهُ صفةُ مَنْ لا شَبيهَ لذاتِهِ ولا لصفاتِهِ.
قالَ الإمامُ أحمدُ: [إِنَّمَا التشبيهُ أن يقولَ: يدٌ كيدٍ، أوْ: وجهٌ كوجهٍ]؛ فأمَّا إثباتُ يدٍ ليستْ كالأيدي، ووجهٍ ليسَ كالوجوهِ، فهوَ كإثباتِ ذاتٍ ليست كالذواتِ. وحياةٍ ليستْ كغيرِها مِن الحياةِ، وسَمْعٍ وبَصَرٍ ليسَ كالأسماعِ والأبصارِ، وليسَ إلاَّ هذا الْمَسْلَكَ أوْ مَسْلَكَ التعطيلِ الْمَحْضِ، أو التناقضَ الذي لا يَثْبُتُ لصاحبِهِ قَدَمٌ في النفيِ ولا في الإثباتِ، وباللهِ التوفيقُ)([77]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]

([77]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (229-230).
* مُلحَقٌ: وهاهنا قواعدُ مُهِمَّةٌ، أشارَ إليها ابنُ القيِّمِ –رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى- ولم يَجْتَمِعْ لنا من كلامِه ما يَكفِي لصياغتِها، فنَذْكُرُ كلامَهُ –رَحِمَهُ اللهُ- وتَجِدُ القاعدةَ التي أشارَ إليها ظاهرةً فيه، وقد عَنْوَنَّا لها بما نَرْجُو أن يُوضِّحَ المرادَ منها :
1 - قال - رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى – في شِفاءِ العليلِ (1/ 58): ([التعبُّدُ للهِ تعالَى بمُقتضَى أسمائِه الحُسنَى وصفاتِه العُلَى]
أنَّ اللهَ سبحانَهُ... يُحِبُّ مُقتضَى أسمائِه وصفاتِه وما يُوافِقُها، فهو القويُّ، ويُحِبُّ المؤمنَ القويَّ، وهو وِترٌ ويُحِبُّ الوِتْرَ، وجميلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، وعليمٌ يحبُّ العُلَمَاءَ، ونظيفٌ يحبُّ النظافةَ، ومؤمنٌ يحبُّ المؤمنينَ، ومُحسِنٌ يُحِبُّ المحسنينَ، وصابرٌ يحبُّ الصابرينَ، وشاكرٌ يُحِبُّ الشاكرينَ).
2 - وقال –رَحِمَهُ اللهُ – في القصيدةِ النونيةِ (80): [أنواعُ ما يُضافُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ]
وَنَظِيرُ ذَا أَيْضًا سَوَاءٌ مَا يُضَا = فُ إِلَيْهِ مِنْ صِفَةٍ وَمِنْ أَعْيَانِ
فَإِضَافَةُ الأَوْصَافِ ثَابِتَةٌ لِمَنْ = قَامَتْ بِهِ كَإِرَادَةِ الرَّحْمَنِ
وَإِضَافَةُ الأَعْيَانِ ثَابِتَةٌ لَهُ = مُلْكًا وخَلْقًا مَا هُمَا سِيَّانِ
فَانْظُرْ إِلَى بَيْتِ الإلهِ وعِلمِهِ = لَمَّا أُضِيفَا كَيْفَ يَفْتَرِقَانِ
وَكَلامُهُ كحَياتِهِ وكَعِلْمِهِ = فِي ذِي الإِضافَةِ إذْ هُمَا وَصْفَانِ
لَكِنَّ نَاقَتَهُ وبَيْتَ إِلَهِنَا = فَكَعْبِدِه أَيْضًا هُمَا ذَاتَانِ
فَانْظُرْ إِلَى الْجَهْمِيِّ لَمَّا فَاتَهُ الْـ = ـحَقُّ الْمُبِينُ وَوَاضِحُ الفُرقانِ
كانَ الجميعُ لَدَيْهِ بَابًا وَاحدًا = والصُّبْحُ لاحَ لِمَنْ لَهُ عَيْنَانِ).
[ومقصودُه –رَحِمَهُ اللهُ-: أنَّ ما يضافُ إلى اللهِ - جَلَّ وعَلا- إمَّا أن يكونَ صفةً أو عينًا قائمةً بذاتِها. فالأولُ إضافتُه إلى اللهِ عزَّ وجلَّ من بابِ إضافةِ الصفةِ إلى المُتَّصِفِ بها. والثاني من بابِ إضافةِ المخلوقِ إلى خالِقِه، والمملوكِ إلى مالكِه].
قال ابنُ القيمِ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى رحمةً وَاسِعَةً ـ بعد ذِكرِ بعضِ هذه القواعدِ في بدائعِ الفوائدِ (1/170): فهذه عشرونَ فائدةً مُضافةً إلى القاعدةِ التي بَدَأْنَا بها في أقسامِ ما يُوصَفُ به الربُّ تَبارَكَ وتعالَى فعَلَيْكَ بمَعْرِفَتِها ومُراعاتِها، ثم اشْرَحِ الأسماءَ الحُسنَى إن وَجَدْتَ قَلبًا عاقلاً ولسانًا قائلاً ومَحَلاًّ قابلاً، وإلا فالسكوتُ أولَى بك، فجَنابُ الربوبيةِ أجَلُّ وأعزُّ مِمَّا يَخْطُر بالبالِ أو يُعَبِّرُ عنه المَقالُ، وفوقَ كُلِّ ذي علمٍ عليمٌ حتى ينتهيَ العلمُ إلى مَن أحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا.
وعسى اللهُ أن يُعِينَ بفَضلِه على تعليقِ شرحِ الأسماءِ الحُسنَى مراعيًا فيه أحكامَ هذه القواعدِ بريئًا من الإلحادِ في أسمائِه وتعطيلِ صفاتِه فهو المانُّ بفضلِه، واللهُ ذو الفضلِ العظيمِ).
والحمدُ للهِ تعالَى على ما يَسَّرَ مِن جمعِ هذه الفوائدِ والقواعدِ المتفرِّقَةِ في كُتبِ هذا العالمِ الجليلِ، وقد جَمَعْتُهَا لك في موضعٍ واحدٍ لِتَكُونَ أسهلَ تَنَاوُلاً وأقربَ إلى الفَهْمِ إذا ما قُرِنَتْ بنَظائِرِها، وأيسَرَ في الرجوعِ إليها، وقد ذكرتُ لك مَوْضِعَ كُلِّ قاعدةٍ في كُتبِهِ - رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى –
فَلاَ تَجْهَلْ لَهَا قَدْرًا وَخُذْهَا = شَكُورًا لِلَّذِي يُحْيِي الأَنامَا

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة