العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:36 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة محمد

توجيه القراءات في سورة محمد


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:36 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة محمد

مقدمات توجيه القراءات في سورة محمد

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة محمّدٍ (عليه السلام) ). [معاني القراءات وعللها: 2/385]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (سورة محمد) عليه السلام). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/323]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم). [الحجة للقراء السبعة: 6/190]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة محمد صلى الله عليه وسلم). [المحتسب: 2/270]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (47 - سورة محمّد صلى الله عليه وسلم). [حجة القراءات: 666]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة محمد صلى الله عليه وسلم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/276]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة محمد صلى الله عليه وسلم). [الموضح: 1181]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مدنية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/276]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي تسع وثلاثون آية في المدني وثمان وثلاثون في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/276]

ياءات الإضافة والمحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها ياء إضافة ولا محذوفة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/279]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:38 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة محمد
[من الآية (1) إلى الآية (6) ]

{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (3) فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)}


قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)}
قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (3)}
قوله تعالى: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
وقوله جلّ وعزّ: (والّذين قتلوا في سبيل اللّه)
قرأ أبو عمرو، وحفص عن عاصم (قتلوا) بغير ألف.
وقرأ الباقون (قاتلوا) بألف.
قال أبو منصور: من قرأ (قتلوا) فهم مفعولون.
ومن قرأ (قاتلوا) فالمعنى " أنهم جاهدوا الكفار وحاربوهم، والمقاتلة تكون بين اثنين وبين الجماعة، فأعلم الله أن الذي يقتل في سبيل الله لا يحبط عمله، وكذلك الذي يقاتل الكفّار في سبيل الله). [معاني القراءات وعللها: 2/385]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {والذين قتلوا في سبيل الله} [4].
أربع قراءات:- قرأ أبو عمرو:- {قتلوا} على ما لم يسم فاعله، وحفص عن عاصم مثلة.
وقرأ الباقون: {قاتلوا} بألف.
وقرأ الحسن: {قتلوا} مشددًا.
وقرأ عاصم الجحدري: {قتلوا} مخففً، بفتح القاف والمعاني فيها قريبة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/323]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ أبو عمرو وحده: والذين قتلوا في سبيل الله [4] بضمّ القاف وكسر التاء وكذلك روى حفص عن عاصم.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: والذين قاتلوا بالألف.
قال أبو علي: الذين قاتلوا أعمّ من قتلوا ألا ترى أنّ الذي قاتل ولم يقتل لم يضلّ عمله، كما أنّ الذي قتل كذلك؟ فإذا كان قاتلوا* يشتمل القبيلين، وقد حصل للمقاتل الثواب في قتاله، كما حصل للمقتول كان لعمومه أولى، ومن قال: قتلوا حصر ذلك على المقتولين، فله أن يقول إنّ المقتول لا يقتل حتى يكون منه مقاتلة في أكثر الأمر، وإن كان كذلك فقد جعل في قتلوا ما في قاتلوا*). [الحجة للقراء السبعة: 6/190]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم * سيهديهم ويصلح بالهم} 4 و5
قرأ أبو عمرو وحفص {والّذين قتلوا في سبيل الله} بضم القاف على ما لم يسم فاعله وحجتهما أن هذه الآية مخصوص بها الشّهداء المقتولون في سبيل الله الّذين قال الله جلّ وعز فيه {ولا تحسبن الّذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا} وقوله {سيهديهم} إلى طريق الجنّة ويصلح شأنهم في الآخرة ويدخلهم الجنّة
وقرأ الباقون قاتلوا وحجتهم أن قاتلوا أعم ثوابًا وأبلغ للممدوح في المجاهدين في سبيل الله لأنّه إذا فعل ذلك بالمقاتل في سبيله وإن لم يقتل ولم يقتل كان أعم من أن يكون ذلك الوعد منه لم فتل دون من قاتل
وحجّة أخرى أن الله جلّ وعز أخبر أنه {سيهديهم ويصلح بالهم}
[حجة القراءات: 666]
بعدما أخبرنا عنهم بالقتال في سبيله فلو كان المراد من الكلام القتل لم يكن في ظاهر قوله {سيهديهم ويصلح بالهم} كبير معنى لأنّه قتلوا بل إنّما يدل الظّاهر على أنه وعدهم الهداية وإصلاح البال جزاء لهم في الدّنيا على قتالهم أعداءه وأن يدخلهم في الآخرة والجنّة وهذا أوضح الوجهين). [حجة القراءات: 667]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {والذين قتلوا} قرأه أبو عمرو وحفص بضم القاف وكسر التاء، من غير ألف، على ما لم يسم فاعله، وقرأ الباقون «قاتلوا» من المقاتلة بألف.
وحجة من قرأ بغير ألف أنه أخبر عمن قتل في سبيل الله أن الله يهديه إلى جنته، ويصلح حاله بالنعيم المقيم الدائم، ويدخله جنته، وأنه لا يذهب علمه وسعيه باطلًا، ويجوز أن يكون قوله: {سيهديهم} «5» وما بعده لمن بقي بعد من قتل من المؤمنين، وفي هذه القراءة قوة وزيادة معنى، وذلك أن من قتل في سبيل الله لم يقتل حتى قاتل، فقد اجتمع له القتال في سبيل الله ثم القتل، فكان من قتل في قتال في سبيل الله، فقد قاتل وليس كل من قاتل قتل.
2- وحجة من قرأ بألف أنه أخبر عمن قاتل في سبيل الله أن الله لا يحبط عمله، وأنه يهديه ويصلح حاله في الدنيا، ويدخله الجنة بعد ذلك، ويقوي ذلك أن الإخبار بهذا لا يكون عن حي لم يقتل فقاتل، أو لأنه ممن قتل، ولولا الجماعة أنهم على «قاتلوا» بألف لكان {قتلوا} أقوى في المعنى، وأعم في الفضل، وأمدح للمخبر عنه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/276]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَالَّذِينَ قُتِلُوا} [آية/ 4] بضم القاف من غير ألف:-
قرأها أبو عمرو وعاصم ص- ويعقوب.
والوجه أن المراد: المقتولون في سبيل الله لن يبطل الله أعمالهم، وإنما هذا في المجاهدين، أي الذين قاتلوا الكفار حتى قتلوا، فثواب أعمالهم غير محبط، بخلاف الكفار، فإن أعمالهم باطلة، وإذا كان المقاتل الذي لم يقتل موعودًا بإجزال الثواب، فالذي قاتل حتى قتل أولى.
وقرأ الباقون {فَقَاتِلُوا} بالألف وفتح القاف.
والوجه أنه من المقاتلة، والمعنى إن الذين حاربوا الكفار وجاهدوهم لا يضيع الله ثواب أعمالهم، وهذا أعم؛ لأن المقاتل في سبيل الله يدخل فيه المقتول في سبيله؛ لأن المقتول في الأغلب كان مقاتلاً حتى قتل، فالمقتول مقاتل أيضًا في الأمر العام، وإن كان لا يخلو من أن يحصل له بكل واحد
[الموضح: 1181]
من القتال والقتل ضروب من الثواب). [الموضح: 1182]

قوله تعالى: {سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5)}
قوله تعالى: {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:40 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة محمد

[ من الآية (7) إلى الآية (11) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ (11)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8)}
قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9)}
قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10)}
قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ (11)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة محمد

[ من الآية (12) إلى الآية (15) ]
{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ (12) وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ (13) أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ (14) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ (15)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ (12)}
قوله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ (13)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {وَكَائِنْ} [آية/ 13] بالمد قبل الهمز، في وزن كاعن:-
قرأها ابن كثير وحده.
وقرأ الباقون {وَكَأَيِّنْ} في وزن (كَعَيِّنْ).
وقد سبق الكلام عليه في سورة آل عمران). [الموضح: 1182]



قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ (14)}
قوله تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ (15)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من ماءٍ غير آسنٍ)
قرأ ابن كثير وحده (غير أسنٍ) بألف مقصورة.
وقرأ الباقون (من ماءٍ غير آسنٍ) على (فاعل)
[معاني القراءات وعللها: 2/385]
قال أبو منصور: أسن الماء يأسن فهو آسن، إذا تغير ريحه هذا الأكثر.
ومن العرب من يقول: أسن الماء يأسن أسنًا فهو آسن حكاه أبو زيد عن العرب.
أما الذي ينزل في البئر التي طال عهد المستقين بها فدير برأسه.
فلا يقال فيه إلا: أسن يأسن فهو أسن. لا غير، بقصر الألف.
قال زهير:
يميد في الرّمح ميد المائح الأسن). [معاني القراءات وعللها: 2/386]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {من ماء غير ءاسن} [15].
قرأ ابن كثير وحده: {من ماء غير أسن} مقصورة كقولك: هرم فهو هرم، وعرج فهو عرج، وأسن فهو أسن: إذ تغير الماء يأسن ويأسن أسونًا.
وقرأ الباقون: {ءاسن} بالمد على فاعل فالهمزة الأولي فاء الفعل. والألف الثانية مزيدة، فالمدة من أجل ذلك مثل أجن الماء يأجن أجونًا فهو آجن، ومعناهما واحد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/323]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وحده: من ماء غير أسن [محمد/ 15] مقصور على وزن فعل، وفي كتابهم مفتوحة الألف لم يذكروا مدّا ولا غيره.
[الحجة للقراء السبعة: 6/190]
قال أبو زيد: يقال: أسن الماء يأسن أسنا إذا تغير، وأسن الرجل يأسن أسنا، إذا غشي عليه من ريح خبيثة، وربّما مات منها. وأنشد:
التارك القرن مصفرّا أنامله يميل في الرمح ميل المائح الأسن وقال أبو عبيدة: الأسن: المتغيّر الريح.
حجّة ابن كثير في قراءته: أسن على فعل أنّ اسم الفاعل من فعل يفعل على فعل وقد ثبت ذلك مع كثرته وفشوّه ممّا حكاه أبو زيد.
ومن حجّته: أنّهم زعموا أنّه كما كان في المصحف أو بعض المصاحف من ماء غير يسن بالياء. وهذا إنّما هو على تخفيف الهمزة، وهو في المنفصل نظير: مير، وذيب في المتصل.
وقال أبو الحسن: أسن لغة، وفعل إنّما هي للحال التي يكون عليها.
فأمّا من قال: غير أاسن على فاعل، فإنّما يريد أن ذلك لا يصير إليه فيما يستقبل، فهو من باب: بعيرك صائد غدا). [الحجة للقراء السبعة: 6/191]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ علي وابن عباس رضي الله عنهما: [أَمْثَالُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ].
قال أبو الفتح: هذه القراءة دليل على أن القرءة العامة التي هي {مثل}، بالتوحيد - بلفظ الواحد ومعنى الكثرة؛ وذلك لما فيه من معنى المصدرية؛ ولهذا جاز مررت برجل مثل رجلين وبرجلين مثل رجال، وبامرأة مثل رجل، وبرجل مثل امرأة. ألا ترى أنك تستفيد في أثناء ذلك معنى التشبيه والتمثيل؟
ومثل ومثل بمعنى واحد، كشبه وشبه، وبدل وبدل.
فإن قيل: فإنه لم يأت عنهم ضربت له مثلا، كما يقال: ضربت له مثلا.
قيل: المعنى الواحد، وإن لم يأت الاستعمال به، كما أتى الآخر في هذا المعنى. ألا ترى أنك لا تضرب مثلا إلا بين الشيئين اللذين كل واحد منهما مثل صاحبه، ولو خالفه فيما ضربته فيه لم تضربه مثلا؟). [المحتسب: 2/270]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({مثل الجنّة الّتي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن} 15
قرأ ابن كثير {من ماء غير آسن} مقصورا على وزن فعل قال أبو زيد تقول أسن الماء يأسن أسنا فهو أسن كقولك هرم الرجل فهو هرم وعرج فهو عرج ومرض يمرض فهو مرض وكذلك أسن فهو أسن إذا تغيّرت رائحته فأعلم الله أن أنهار الجنّة لا تتغيّر رائحة مائها
وقرأ الباقون {من ماء غير آسن} بالمدّ على فاعل فالهمزة الأولى فاء الفعل والألف بعدها مزيدة فالمد من اجل ذلك تقول أسن الماء يأسن فهو آسن مثل أجن الماء يأجن ويأجن إذا تغير وهو آجن وذهب فهو ذاهب وضرب فهو ضارب قال الأخفش أسن لغة وفعل إنّما هو للحال الّتي تكون عليها فأما من قال {غير آسن} على فاعل فإنّما يريد ذلك لا يصير إليه فيما يستقبل). [حجة القراءات: 667]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {غير آسن} قرأه ابن كثير بالقصر، على وزن «فعل»، وقرأ الباقون بالمد على وزن «فاعل»، وورش أطول فيه مدًا من غيره على أصله المتقدم.
وحجة من قصر أنه جعله اسم فاعل على «فعل»؛ لأنه غير متعد إلى مفعول كحذر، وهو قليل، وحكى أبو زيد وغيره «أسن الماء يأسن إذا تغير، وأسن الرجل يأسن إذا غشي عليه من ريح خبيثة» فأسن بالقصر للحال، فالمعنى: غير متغير في حال جريه، وحكي أن في بعض المصاحف «غير يسن» بالياء أبدلت من الهمزة المفتوحة لانكسار ما قبلها، فهذا يدل على القصر فيه.
4- وحجة من مده أنه بنى اسم الفاعل على «فاعل»، وهو الأكثر في «فعل يفعل» نحو: جهل يجهل: فهو جاهل، وعلم يعلم فهو عالم، فهذا بناء لما يستقبل، فالمعنى: من ماء لا يتغير على كثرة المكث، وقد يكون للحال مثل الأول، والاختيار المد لكثرة «فاعل» في باب «فعل يفعل»، ولأن الجماعة عليه، وقد تقدمت العلة في تمكين ورش للمد في حرف المد واللين إذا أتى بعده همزة، وقد ذكرنا «عسيتم، وها أنتم، وكأين» وشبهه، فأغنى ذلك عن إعادته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/277]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {غَيْرِ آَسِنٍ} [آية/ 15] بقصر الألف مثل عسن:-
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أنه من أسن بكسر السين يأسن بفتحها، كفعل يفعل، والفاعل أسن كحذر من حذر يحذر.
وقرأ الباقون {آَسِنٍ} بالمد، على وزن فاعل.
والوجه أنه اسم الفاعل من أسن بفتح السين يأسن بكسرها، وهو آسن كضارب، وهما لغتان أسن بالفتح وأسن بالكسر). [الموضح: 1182]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:47 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة محمد

[ من الآية (16) إلى الآية (19) ]
{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ (16) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17) فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)}


قوله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ (16)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وحده: ماذا قال أنفا [محمد/ 16] قصرا فيما أخبرني به مضر بن محمد عن البزّي. وقرأت على قنبل أيضا ممدود.
وكذلك قرأ الباقون: آنفا ممدودة أيضا.
قال أبو زيد: ائتنفت الكلام ائتنافا وابتدأته ابتداء وهما واحد.
وأنشد أبو زيد:
وجدنا آل مرّة حين خفنا جريرتنا هم الأنف الكراما ويسرح جارهم من حيث أمسى كأن عليه مؤتنفا حراما قال السكري: الأنف الذين يأنفون من احتمال الضّيم، فقال أبو علي: فإذا كان كذا فقد جمع فعلا على فعل، لأنّ واحد أنف أنف، بدلالة قول الشاعر:
وحمّال المئين إذا ألمّت بنا الحدثان والأنف النّصور
[الحجة للقراء السبعة: 6/192]
فشبّه الصّفة بالاسم، فكسّرها تكسيره، وقد قالوا في جمع نمر: نمر، أنشد سيبويه:
فيه عياييل أسود ونمر وليس الأنف والأنف في البيتين ممّا في الآية في شيء لأنّ ما في الشعر: من الأنفة. وما في الآية: من الابتداء ولم يسمع أنف في معنى ابتداء، وإن كان القياس يوجبه، وقد يجيء اسم الفاعل على ما لم يستعمل من الفعل نحو: فقير جاء على فقر، والمستعمل: افتقر، وكذلك شديد المستعمل: اشتد، فكذلك قوله: آنفا، المستعمل ائتنف، فأمّا قوله: كأنّ عليه مؤتنفا حراما فالمعنى: كأنّ عليه حرمة شهر مؤتنف حرام، فحذف وأقام الصّفة مقام الموصوف، فالتّقدير: إنّ جارهم لعزّهم ومنعتهم لا يهاج ولا يضام، فهو كأنّه في حرمة شهر حرام، وكانوا لا يهيجون أحدا في الشهر الحرام، ومن ثم سمّي رجب: منصل الأسنّة، والشهر الأصمّ،
[الحجة للقراء السبعة: 6/193]
أي: لا يسمع فيه قعقعة السّلاح، فأمّا قوله:
ويأكل جارهم أنف القصاع فإنّه يريد: أنّهم يؤثرون ضيفهم بأفضل الطعام وجيّده، فيطعمونه أوله لا البقايا، وما أتي على نقاوته، فهذا جمع على أنف، مثل بازل وبزل وقاتل وقتل، فإذا كان كذلك قوّى قراءة من قرأ: ماذا قال آنفا.
وأمّا ما روي عن ابن كثير من قوله آنفا، فيجوز أن يكون توهّمه مثل حاذر وحذر، وفاكه وفكه والوجه الرواية الأخرى آنفا بالمدّ كما قرأه عامّتهم). [الحجة للقراء السبعة: 6/194]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {آَنِفًا} [آية/ 16] بقصر الألف على وزن فعل:-
روي عن ابن كثير.
[الموضح: 1186]
والوجه أنه فعل بمعنى فاعل كحذر بمعنى حاذر وفكه بمعنى فاكه.
وقرأ الباقون {آَنِفًا} بالمد.
والوجه أنه على وزن فاعل، والماضي منه: ايتنف، ولم يجئ أنف، ولكنه كفقير، لم يستعمل فعله إلا على الزيادة فقيل افتقر، فكذلك هذا استعمل فعله على افتعل، والفاعل آنف). [الموضح: 1187]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17)}
قوله تعالى: {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم} [18].
اتفق القراء على فتح الهمزة من «أن»، وإنما ذكرته لأن ابن مجاهد حدثني عن السمري عن الفراء، قال: حدثني أبو جعفر الرؤاسي، قال: سألت أبا عمرو بن العلاء: لم دخلت الفاء في قوله تعالى: {فقد جاء أشراطها}.
قال: جواب الشرط.
قلت: فأين الشرط؟
قال: {أن تأتيهم بغتة}، قال: وأراني أن تلك أخذها عن أهل مكة، وكذلك في مصاحفهم.
قال ابن خلويه: حدثني ابن مجاهد عن نصر عن الزي عن ابن كثير {ماذا قال أنفا} [16] مقصور الألف، الذي قرأت عليه ممدود مثل أبي عمرو. وحدثني الزاهد عن ثعلب: {ماذا قال ءانفًا} أي: من ساعة، ومن ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قال لي جبريل آنفًا كذا وكذا». أي: منذ ساعة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/324]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أهل مكة -فيما حكاه أبو جعفر الرواسي: [إنْ تَأْتِهِمُ]، بكسر الألف من غير ياء.
قال أبو الفتح: هذا على استئناف شرط؛ لأنه وقف على قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ}، ثم قال: [إنْ تَأْتِهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا] فأجاب الشرط بقوله: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}
[المحتسب: 2/270]
فإن قلت: فإن الشرط لا بد فيه من الشك، وهذا موضع محذوف عنه الشك البتة. ألا ترى إلى قوله تعالى: [إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا]، وغير ذلك من الآي القاطعة بإتيانها؟
قيل: لفظ الشك من الله سبحانه، ومعناه منا، أي: إن شكوا في مجيئها بغتة فقد جاء أشراطها، أي: أعلامها، فهو توقعوا وتأهبوا لوقوعها مع دواعي العلم بذلك لهم إلى حال وقوعها. فنظيره مما اللفظ فيه من الله تعالى ، ومعناه منا - قوله تعالى : {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}، أي: يزيدون عندكم أنتم؛ لأنكم لو رأيتم جمعهم لقلتم أنتم: هؤلاء مائة ألف، أو يزيدون. وقد مضى هذا مشروحا فيما قبل). [المحتسب: 2/271]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي عمرو في رواية هارون بن حاتم عن حسين عنه: [بَغَتَّةً].
قال أبو الفتح: فعلة مثال لم يأت في المصادر ولا في الصفات أيضا، وإنما هو مختص بالاسم، منه الشربة: اسم موضع. أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن عن أبي العباس أحمد بن يحيى: يقول عبد الله بن الحجاج التغلبي لعبد الملك بن مروان في خبر له معه:
ارحم أصيبيتي الذين كأنهم ... حجلى تدرج بالشربة وقع
[المحتسب: 2/271]
ومنه الجزية: الجماعة. قال:
جربة كحمر الأيك ... لا ضرع فيها ولا مذكى
وجاء بلا تاء في الاسم أيضا، وهو معد، وهبي، وهو الصبي الصغير. ولا بد من إحسان الظن بأبي عمرو، ولا سيما وهو القرآن، وما أبعده عن الزيغ والبهتان! ). [المحتسب: 2/272]

قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:48 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة محمد

[ من الآية (20) إلى الآية (24) ]
{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ (21) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)}


قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20)}
قوله تعالى: {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ (21)}
قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فهل عسيتم إن تولّيتم)
قرأ نافع ويعقوب (عسيتم) بكسر السين.
وقرأ يعقوب (إن تولّيتم) - بضم التاء، وكسر اللام -.
وقرأ سائر القراء (فهل عسيتم) بفتح السين، (إن تولّيتم) بفتح التاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/387]
قال أبو منصور: أما قراءة نافع (فهل عسيتم) بكسر السين فهي لغة، وليست بالكثيرة الشائعة.
وأهل اللغة اتفقوا على (عسيتم) بفتح السين.
والدليل على صحتها اجتماع القراء على قوله: (عسى ربّكم) لم يقرأه أحد (عسى ربّكم).
وأما من قرأ (إن تولّيتم) فهو على ما لم يسم فاعله.
والمعنى: إن ولّي عليكم ولاة جور تحركتم معهم في الفتنة وعاونتموهم علي ظلمهم.
ومن قرأ (فهل عسيتم إن تولّيتم) فمعناه: إن توليتم أمور الناس، ووليتم أعمالهم.
وقيل: معنى إن توليتم، أي: أعرضتم عن الحق.
والله أعلم بما أراد). [معاني القراءات وعللها: 2/388]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وتقطّعوا أرحامكم)
قرأ يعقوب وحده (وتقطعوا أرحامكم) بفتح التاء، وسكون القاف، وفتح الطاء خفيفة.
وقرأ الباقون (وتقطّعوا أرحامكم) بضم التاء، وتشديد الطاء.
قال أبو منصور: من قرأ (وتقطعوا) فهو من قولك قطع رحمه يقطعها.
ومن قرأ (وتقطّعوا) فهو من قطّع رحمه يقطّعها، وهو أبلغ في باب قطيعة الرحم من قطع يقطع). [معاني القراءات وعللها: 2/388]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: [فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ وُلِّيتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ].
وروي عن علي: [إِنْ تُوَلِّيْتُم].
قال أبو الفتح: قال أبو حاتم: معناه إن تولاكم الناس). [المحتسب: 2/272]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} [آية/ 22] بكسر السين:-
قرأها نافع وحده.
[الموضح: 1182]
وقرأ الباقون {عَسَيْتُمْ} بفتح السين.
والوجه أنهما لغتان عسيت بالفتح وعسيت بالكسر، والفتح هو الأشهر، والكسر قليل). [الموضح: 1183]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {إِنْ تَوَلَّيْتُمْ} [آية/ 22] بضم التاء والواو وكسر اللام على تفعلتم.
قرأها يعقوب يس-.
والوجه أنه على ما لم يسم فاعله، والمعنى إن وليكم ولاة ظلمة عاونتموهم على ظلمهم وانضممتهم إليهم في الفساد، يقال توليت فلانًا ووليته إذا صرت واليًا عليه، وإذا بني الفعل للمفعول به قيل توليت، وهذا منه.
وقرأ الباقون ويعقوب غير يس- {تَوَلَّيْتُمْ} بفتح التاء والواو واللام.
والمعنى إن توليتم أمور الناس وتقلدتم أعمالهم ظلمتم وعملتم بالفساد.
وقيل: إن أعرضتم عن الإيمان وما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم عدتم إلى ما كنتم عليه في الجاهلية من قطيعة الرحم وقتل بعضكم بعضًا). [الموضح: 1183]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [آية/ 22] بفتح التاء وسكون القاف، مخففة الطاء مفتوحة.
قرأها يعقوب وحده.
[الموضح: 1183]
والوجه أنه من القطع، وهو لكونه فعلاً يحتمل الكثرة، وإن كان مخففًا، فإنه مأخوذ من المصدر فهو يتضمن الجنس، فلهذا يصح أن يكون مسندًا إلى الأرحام، وهي جماعة.
وقرأ الباقون {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} بضم التاء وفتح القاف وتشديد الطاء وكسرها.
والوجه أن الفعل مبني من التفعيل، وهو بناء يختص الكثرة، فلكون الأرحام جمعًا جعل فعله فعل التكثير والمبالغة). [الموضح: 1184]

قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23)}
قوله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:50 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة محمد

[ من الآية (25) إلى الآية (32) ]
{إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32)}


قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأملى لهم (25)
قرأ أبو عمرو (وأملي لهم) بضم الألف، وفتح الياء.
وقرأ يعقوب الحضرمي (وأملي لهم) بضم الألف، وسكون الياء.
وقرأ الباقون (وأملى لهم) بفتح الألف واللام، وسكون الياء.
قال أبو منصور: من قرأ (وأملي لهم) بفتح الياء، وضم الألف فهو على ما لم يسم فاعله، وهو فعل ماض مجهول؛ ولذلك فتحت الياء.
ومن قرأ (وأملي لهم) بسكون الياء وضم الألف، فالألف ألف المخبر على (أفعل) أي: طوّل لهم المدة، كما قال الله: (إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا).
[معاني القراءات وعللها: 2/386]
والإملاء: إطالة المدة.
ومن قرأ (وأملى لهم) فالفعل للشيطان سوّل لهم الشيطان، أي: زيّن لهم ردّتهم، وأملى، أي: منّاهم طول البقاء في الدنيا.
والأصل فيه من قولك: أقمت عنده ملاوةً من الدهر، وملاوة، وملوة، أي: مدة طويلة). [معاني القراءات وعللها: 2/387]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {وأملي لهم} [25].
فيه ثلاث قراءات:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/324]
قرأ أبو عمرو وحده: {وأملي لهم} على ما لم يسم فاعله. قال أبو عمرو: وما قرأت حرفًا من كتاب الله عز وجل برأي إلا قوله: {واملي لهم}فوجدت الناس قد سبقوني إليه. وما زدت في شعر العرب إلا بيتًا واحدًا في أول قصيدة الأعشي:
فأنكرني وما كان الذي نكرت = من الحوادث إلا الشيب والصلعا
وقرأ الباقون: {وأملي لهم} بفتح الهمزة، ردًا على قوله الشيطان: أسول لهم {وأملي لهم}.
وقرأ مجاهد: {وأملي لهم} بضم الهمزة، وإسكان [الميم] الله تعالى يخبر عن نفسه، أي: أملي أنا؛ لأن الله تعالى قد ذكر في مواضع أخر: {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما} وفي (الأعراف) {وأملي لهم إن كيدي متين} وكل ذلك صواب بحمد الله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/325]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ أبو عمرو: وأملي لهم* [محمد/ 25] بضمّ الألف، وكسر اللّام وفتح الياء.
والباقون: وأملى بفتح الألف واللّام.
قال أبو علي: انتظرته مليا من الدّهر، أي: متّسعا منه، فهو صفة استعمل استعمال الأسماء، وقالوا: تمليت حبيبا، أي: عشت معه ملاوة وملاوة من الدّهر، قال التّوّزيّ: ملاوة وملاوة وملاوة، والملا: المتّسع من الأرض قال:
[الحجة للقراء السبعة: 6/194]
ألا غنّياني وارفعا الصّوت بالملا وقال آخر:
وأنضو الملا بالشّاحب المتشلشل وقالوا: الملوان: يريدون بها تكرّر اللّيل والنّهار، وكثرة تردّدهما، وطول مدتهما، قال:
نهار وليل دائم ملواهما على كلّ حال المرء يختلفان فلو كان اللّيل والنّهار لم يضافا إلى ضميرهما من حيث لا يضاف الشيء إلى نفسه، ولكن كأنّه يراد تكرّر الدّهر والساعة بهما.
والملاءة، الهمزة فيها منقلبة عن حرف لين بدلالة سقوطها في التّحقير، روينا في تحقيرها مليّتين، ولو كانت الهمزة لاما لم تسقط، ويشبه أن تكون لزيادة عرضها على عرض الشّفة، والضمير في أملي لاسم الله عزّ وجلّ، كما قال في أخرى: وأملي لهم إن كيدي متين [الأعراف/ 183] وأنما نملي لهم خير لأنفسهم [آل عمران/ 178] وإنما نملي لهم ليزدادوا إثما [آل عمران/ 178].
[الحجة للقراء السبعة: 6/195]
فأمّا قراءة أبي عمرو: وأملي لهم*، فبناء الفعل للمفعول به حسن في هذا الموضع للعلم بأنّه لا يؤخر أحد مدة أحد، ولا يوسع له فيها إلّا الله سبحانه.
قال أبو الحسن: هي حسنة في المعنى، وليس ما أنشده أبو زيد من قول الشاعر:
فآليت لا أشريه حتّى يملّني بشيء ولا أملاه حتّى يفارقا من هذا الباب، ولكن لا أملاه: لا أمله، فأبدل من التضعيف حرف العلّة كما أبدل في قوله: وقد خاب من دساها [الشمس/ 10] ونحو ذلك، ممّا يكثر، وكذلك قوله: فهي تملى عليه بكرة وأصيلا [الفرقان/ 5] هو بدل من التضعيف، وفي موضع آخر: أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل [البقرة/ 282].
وليس من هذا الباب قولهم: رجل ملي، إنّما هو على تخفيف الهمزة، والهمزة الأصل، قالوا: ملؤ الرجل ملاءة إذا أيسر، ومن هذا اللّفظ: ملأت الإناء مل ءا، ومنه أيضا: رجل مملوء: للمزكوم، وبه ملاءة). [الحجة للقراء السبعة: 6/196]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج ومجاهد والجحدري والأعمش ويعقوب: [سَوَّلَ لَهُمْ وَأُمْلِي لَهُمْ]، بضم الألف، وسكون الياء.
قال أبو الفتح: تقديره الشيطان سول لهم، وأملي أنا لهم، أي: الشيطان يغويهم وأنا أنظرهم. ومعنى سول لهم، أي: دلاهم، وهو من السول، وهو استرخاء البطن. رجل أسول، وامرأة سولاء: إذا كانا مسترخين البطون. قال الهذلي:
كالسحل البيض جلا لونها ... سح نجاء الحمل الأسول
أي: السحاب المسترخى الأسافل، لثقله وغزر مائه. فهذا إذا كقول الله سبحانه: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ}، وهذا اشتقاق حسن، أخذناه عن أبي علي). [المحتسب: 2/272]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الشّيطان سوّل لهم وأملى لهم} 25
قرأ أبو عمرو {وأملي لهم} بضم الألف وكسر اللّام وفتح الياء
[حجة القراءات: 667]
على ما لم يسم فاعله قال أبو عمرو إن الشّيطان لا يملي لأحد وحجته قوله {ولا يحسبن الّذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنّما نملي لهم} فكأن أبا عمرو لما كان القارئ إذا قرأ {وأملي} بالفتح جاز أن يقع في الوهم أن الإملاء مسند إلى الشّيطان لأن ذكره قد تقدم الفعل ولم يجر لله قبل الفعل ذكر فقرأ {وأملي} ليزيل التّوهّم إن الإملاء إلى الله لا إلى الشّيطان كما قال جلّ وعز {فأمليت للكافرين} وأصل الإملاء الإطالة في العمر يقال تملى فلا منزله إذا طالت إقامته فيه
وقرأ الباقون (أملى لهم) بفتح الألف أي زين لهم الشّيطان كذا قال النّخعيّ وقال آخرون أملى الله لهم فالفعل مسند إلى إليه وإن لم يجر له ذكر وحجتهم في هذا قوله {لتؤمنوا باللّه ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه}
[حجة القراءات: 668]
هذه الهاء أعني {تسبحوه} عائدة على الله وقوله {وتعزروه وتوقروه} عائدة على النّبي صلى الله عليه فكذلك قوله {الشّيطان سوّل لهم وأملى لهم} التسويل راجع إلى الشّيطان والإملاء إلى الله). [حجة القراءات: 669]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {وأملى لهم} قرأه أبو عمرو بضم الهمزة، وكسر اللام، وفتح الياء، جعله فعلًا ماضيًا لم يسم فاعله، والفاعل في المعنى هو الله جل ذكره،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/277]
كما قال: {وأملي لهم إن كيدي} «الأعراف 183»، وقال: {أنما نملي لهم} «آل عمران 178»، وقرأ الباقون بفتح الهمزة واللام، وبألف بعد اللام، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، فهو في قراءة الجماعة على معنى أنهم بنوه على الإخبار عن الله جل ذكره بذلك، فهو فعل سمي فاعله، والفاعل مضمر في «أملي»، وهو الله جل ذكره، مثل قوله: {أنما نملي لهم}، وقوله: {فأمليت للذين كفروا} «الرعد 32» فالمعنى: الشيطان يسول لهم، و«أملي الله لهم» أي: أخر في أعمالهم حتى اكتسبوا السيئات ولم يعالجهم بالعقوبة، فالابتداء بـ «أملي لهم» في القراءتين حسن، ليفرق بين فعل منسوب إلى الشيطان وفعل الله جل ذكره، وقد قيل: إن المضمر في {وأملي لهم} بفتح الهمزة للشيطان، كأنه الملعون وسوس لهم فبعدت آمالهم حتى ماتوا على كفرهم، فلا يبتدأ بـ {أملي لهم} على هذا التقدير، والأول أحسن). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/278]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَأُمْلِي لَهُمْ} [آية/ 25] بضم الهمزة وكسر اللام وفتح الياء على ما لم يسم فاعله:-
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أن الفعل بني للمفعول به؛ لأن إسناد الفعل فيما تقدم إلى الشيطان، والإملاء إنما هو من الله تعالى، فقطع الإسناد إلى الفاعل، وبنى الفعل للمفعول به لذلك.
وقرأ يعقوب {وَأُمْلِي لَهُمْ} بضم الهمزة وكسر اللام وإسكان الياء.
والوجه أنه مضارع أمليت له، أي أطلت له المدة، فأنا أملي، فهو على الإخبار عن النفس، والمخبر هو الله عز وجل.
وقرأ الباقون {وَأُمْلِي لَهُمْ} بفتح الهمزة على الماضي.
[الموضح: 1184]
والوجه أن الفعل لله تعالى، والمعنى: الشيطان سول لهم، وأملى الله لهم، أي أمهلهم ووسع في عمرهم، وإنما جاز؛ لأنه معلوم أن المملي هو الله عز وجل). [الموضح: 1185]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (واللّه يعلم إسرارهم (26)
قرأ ابن كثيرٍ، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم، (واللّه يعلم أسرارهم) بفتح الألف.
وقرأ الحضرميّ بالفتح والكسر.
وقرأ حفص وحمزة والكسائي (إسرارهم) بكسر الألف.
قال أبو منصور: من قرأ (أسرارهم) فهو جمع: السر.
ومن قرأ (إسرارهم) فهو مصدر: أسر يسرّ إسرارًا). [معاني القراءات وعللها: 2/387]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {والله يعلم إسرارهم} [26].
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {إسرارهم} بكسر الهمزة جعلاه مصدر أسر يسر إسرارًا.
والباقون بالفتح جمع سر، يقال: أسررت الشيء: اخفيته وأسررته: أظهرته. وسررت زيدًا: فرحته، وسررت الصبي: قطعت سرره والذي تبقي: السرة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/326]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر الألف وفتحها من قوله: والله يعلم أسرارهم [محمد/ 26] فقرأ حمزة والكسائي وحفص: إسرارهم بكسر الألف.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: أسرارهم، بفتح الألف
[الحجة للقراء السبعة: 6/196]
حجة من قال: إسرارهم أنّه لمّا كان مصدرا أفرده، ولم يجمع، ويقوّي الإفراد قوله: ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم [التوبة/ 78] فكما أفرد السّر ولم يجمع، كذلك قال: إسرارهم، والدليل على الإسرار قوله: يعلم ما يسرون وما يعلنون [النحل/ 23] ويعلم ما يخفون وما يعلنون [النمل/ 25].
ومن قال: أسرارهم بفتح الهمزة، جعله جمع سرّ كقولهم:
عدل وأعدال، وكأنّه جمع لاختلاف ضروب السرّ، وجميع الأجناس يحسن جمعها مع الاختلاف، وجاء سرّهم في قوله: يعلم سرهم [التوبة/ 78] على ما عليه معظم المصادر، وأنّه يتناول جميع ضروبه، فأفرد مرة وجمع أخرى، وقد جمع في غير هذا وأفرد كقوله: الذين يؤمنون بالغيب [البقرة/ 3] والغيب الذي يؤمنون به ضروب: كالبعث والنشور، وإتيان الساعة، فأوقع الغيب على هذه الأشياء وغيرها، وجمع أيضا في قوله: إن الله علام الغيوب [التوبة/ 78]، فكذلك السرّ أفرد في موضع، وجمع في آخر). [الحجة للقراء السبعة: 6/197]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والله يعلم إسرارهم}
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {والله يعلم إسرارهم} بكسر الألف وقرأ الباقون {إسرارهم} بالفتح جمع سر وأسرار مثل حمل وأحمال فكأنهم جمعوا للاختلاف في ضروب السّرّ وجميع الأجناس يحسن جمعها مع الاختلاف وجاء سر في قوله {يعلم سرهم} على ما عليه جميع المصادر فأفرد مرّة وجمع أخرى وقد جمع في غير هذا وأفرد كقوله {يؤمنون بالغيب ويقيمون الصّلاة} فالغيب الّذي يؤمنون به ضروب البعث والنشور وإتيان السّاعة فأوقع على هذه الأشياء وغيرها وجمع أيضا في قوله {علام الغيوب} فكذلك السّرّ أفرد في موضع وجمع في آخر وقد قيل إنّه جمع فأخرج الأسرار بعددهم كما قال بعدها {والله يعلم أعمالكم} فجمع الأعمال لإضافته إيّاها إلى جمع ومن قرأ {إسرارهم} فهو مصدر أسررت إسرارا وحجتهم قوله {ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم} فكما أفرد السّرّ ولم يجمع فكذلك قال {إسرارهم} ). [حجة القراءات: 669]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {والله يعلم إسرارهم} قرأه حفص وحمزة والكسائي بكسر الهمزة، جعلوه مصدر «أسر» ووحّد لأنه يدل بلفظه على الكثرة، وقرأ الباقون بفتح الهمزة، جعلوه جمع «سر» كعدل وأعدال، وحسن جمعه لاختلاف ضروب الإسرار من بني آدم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/278]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {وَالله يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} [آية/ 26] بكسر الألف:-
قرأها حمزة والكسائي وص- عن عاصم.
والوجه أنه مصدر أسر يسر إسرارًا، ولكونه مصدرًا أفرد ولم يجمع؛ لأدائه معنى الجنس.
وقرأ الباقون {أَسْرَارَهُمْ} بفتح الألف.
والوجه أنه جمع سر كعدل وأعدال وحمل وأحمال وسعر وأسعار، وسر مصدر أيضًا، وإنما جمع لاختلاف أنواعه). [الموضح: 1185]

قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27)}
قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28)}
قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)}
قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30)}
قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولنبلونّكم (31)
قرأ أبو بكر عن عاصم (وليبلونّكم) بالياء، (حتّى يعلم... ويبلو) ثلاثهن بالياء.
وقرأ الباقون ثلاثهنّ بالنون.
وقرأ يعقوب ثلاثهن بالنون، غير أنه أسكن الواو من قوله: (ونبلو أخباركم).
[معاني القراءات وعللها: 2/388]
ولنبلونّكم حتّى نعلم المجاهدين منكم والصّابرين ونبلو أخباركم قال أبو منصور: من قرأ (لنبلونّكم) بالنون، (حتّى نعلم... ونبلو) فالمعنى: لنختبرنكم بالحرب حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين لأمر الله. والله - عزّ وجلّ - قد علم قبل أن خلقهم المجاهد والصابر منهم، ولكنه أراد العلم الذي يقع به الجزاء؛ لأنه إنما يجزيهم على أعمالهم، لا على ما علم منهم.
فتأويل قوله: حتى نعلم علم الشهادة لا علم الغيب.
ومن قرأ (ليبلونّكم) فالمعنى: ليبلونكم الله، أي ليختبرنّكم.
وأما قراءة يعقوب (ونبلوا) بإسكان الواو فهو استئناف، والمعنى: سنبلوا أخباركم). [معاني القراءات وعللها: 2/389]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {ولنبلونكم ... ونبلوا أخباركم} [31].
قرأ عاصم وحده بالياء أي: الله تعالى يبلوا ويختبر.
وقرأ الباقون بالنون، الله تعالى يخبر عن نفسه.
فإن قيل الله تعالى يعلم الأشياء قبل كونها، فلم قال: {حتى نعلم}؟
فالجواب في ذلك أن معناه: حتى تعلموا أنتم، وهذا تحسين في اللفظ، كما يجتمع عاقل وأحمق. فيقول الأحمق: الحطب يحرق النار، ويقول العاقل: بل النار تحرق الحطب، فيقول العاقل: نجمع بين النار والحطب لنعلم أيهما يحرق صاحبه. أي لتعلمه أنت). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/326]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ عاصم في رواية أبي بكر: وليبلونكم حتى يعلم المجاهدين... ويبلو [محمد/ 31] ثلاثتهنّ بالياء.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم ثلاثتهنّ بالنون.
وجه قراءة عاصم أنّ قبله: والله يعلم أعمالكم [محمد/ 30] واسم الغيبة أقرب إليه من لفظ الجمع، فحمل على الأقرب، ووجه النّون في ولنبلونكم حتى نعلم [محمد/ 31] أنّ قبله: ولو نشاء
[الحجة للقراء السبعة: 6/197]
لأريناكهم [محمد/ 30] فإمّا أن يكون جعل قوله عزّ وجلّ: والله يعلم أعمالكم كالاعتراض وحمل الكلام على ولو نشاء أو يكون عاد إلى لفظ الجمع بعد لفظ الإفراد فيكون كقوله: وآتينا موسى الكتاب [الإسراء/ 2] بعد قوله: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء/ 1] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/198]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولنبلونكم حتّى نعلم المجاهدين منكم والصّابرين ونبلو أخباركم} 31
[حجة القراءات: 669]
قرأ أبو بكر (وليبلونكم حتّى يعلم المجاهدين ويبلو أخباركم) بالياء إخبارًا عن الله أي ليبلوكم الله
وحجته ما تقدم من ذكر الله وهو قوله {والله يعلم أعمالكم} وقرأ الباقون {ولنبلونكم حتّى نعلم} ونبلو كله بالنّون الله يخبر عن نفسه وحجتهم أن قبله {ولو نشاء لأريناكهم} فأخبر عن نفسه بلفظ الجمع). [حجة القراءات: 670]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {ولنبلونكم حتى نعلم}، {ونبلو} قرأه أبو بكر بالياء في الثلاث الكلمات، على الإخبار عن الله جل ذكره، حمل ذلك على لفظ الغيبة التي قبله في قوله: {والله يعلم}، وقرأهن الباقون بالنون، على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، لأن قبله إخبارًا أيضًا في قوله: {ولو نشاء لأريناكهم} «30»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/278]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {وَلَيَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى يَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَيَبْلُوَ} [آية/ 31] بالياء فيهن:-
قرأها عاصم وحده ياش-.
والوجه أن ما قبله على إسناد الفعل إلى الله تعالى، وهو قوله {وَالله يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} فأسند هذا إليه لموافقة ما قبله ولقربه منه.
[الموضح: 1185]
وقرأ الباقون بالنون في الأحرف الثلاثة.
والوجه أنه على الإخبار عن النفس بلفظ الجمع تعظيمًا؛ لأن قبله {وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ} فهذه المواضع محمولة عليه.
ويجوز أن يكون على الرجوع عن لفظ الإفراد إلى لفظ الجمع، كما قال تعالى {أَسْرَى بِعَبْدِهِ} ثم قال {وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ}.
وروى يس- عن يعقوب {وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} بإسكان الواو.
والوجه أنه استئناف، والمعنى وسنبلوا أخباركم). [الموضح: 1186]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة محمد

[ من الآية (33) إلى الآية (38) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36) إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37) هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33)}
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34)}
قوله تعالى: {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {وتدعوا إلى السلم} [35].
قرأ عاصم وحمزة بالكسرة.
والباقون بالفتح. وقد ذكرت علته فيما سلف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/326]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم: وتدعوا إلى السلم [محمد/ 35] مفتوحة السين.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة بكسر السين السلم.
السّلم والاستسلام والسّلم: من أسلم، كالعطاء من أعطى، والثبات من أثبت. قال: ادخلوا في السلم كافة [البقرة/ 208] ويجوز أن يكون السّلم في الإسلام يراد به الصلح على أن يكون معنى أسلم: صار ذا سلم وخرج من أن يكون حربا للمسلمين، وفيه لغتان:
السّلم والسّلم، وقال أبو إسحاق: والسّلم أيضا والسّلم الذي هو الصلح يذكّر ويؤنث، فمن التأنيث قوله: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها [الأنفال/ 61]. وقال الشاعر:
فإنّ السّلم زائدة نوالا وإنّ نوى المحارب لا تئوب
وقالوا: سالمته مسالمة، ولم نعلم الفعل جاء منه على مثال فعل. قال:
[الحجة للقراء السبعة: 6/198]
تبين صلاة الحرب منّا ومنهم إذا ما التقينا والمسالم بادن المعنى: لا تدعوا إلى السلم، لا توادعوهم ولا تتركوا قتالهم حتى يسلموا لأنّكم الأعلون، فلا ضعف بكم فتدعوا إلى الموادعة). [الحجة للقراء السبعة: 6/199]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك: [فَلا تَهِنُوا وَتَدَّعُوا إِلَى السَّلْمِ]، بالتشديد. قرأ بها السلمي.
قال أبو الفتح: معنى تدعو هنا، أي: تنسبوا إلى السلم، كقولك: فلان يدعى إلى بني فلان، أي: ينتسب إليهم، ويحمل نفسه عليهم. وإلى هذا يرجع معنى قوله:
فما برحت خيل تثوب وتدعى
فأما قوله:
فلا وأبيك ابنه العامري ... لا يدعي القوم أني أفر
فإنه من الدعوى المستعملة في المعاملات، المحوجة إلى البينة. وقد تمكن رجوعها أيضا إلى معنى الانتساب، أي: لا ينسبونني إلى الفرار. وما أقرب أطراف هذه اللغة على ظاهر بعدها وأشد تلاقيها مع مظنون تنافيها! ). [المحتسب: 2/273]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم}
قرأ أبو بكر وحمزة {وتدعوا إلى السّلم} بكسر السّين وقرأ الباقون بالفتح
السّلم بالكسر الإسلام كقوله {وإن جنحوا للسلم} أي الإسلام وبالفتح الصّلح كذا قال أبو عمرو وقال آخرون هما لغتان الفتح والكسر). [حجة القراءات: 670]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {وتدعوا إلى السلم} قرأه أبو بكر وحمزة بكسر السين وفتحها الباقون، وهما لغتان يراد بهما الصلح، وقد ذكرنا ذلك بأشبع من هذا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/279]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {إِلَى السَّلْمِ} [آية/ 35] بكسر السين:-
قرأها عاصم ياش- وحمزة.
وقرأ الباقون {السَّلْمِ} بفتح السين.
والوجه أن السلم والسلم بالفتح والكسر لغتان، وقد ذكرنا ذلك في سورة الأنفال ملخصًا وفي السورة). [الموضح: 1186]
قوله تعالى: {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36)}
قوله تعالى: {إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رواه الحلواني عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو: [وَيُخْرِجُ أَضْغَانَكُمْ]، مرفوعة الجيم.
[المحتسب: 2/273]
قال أبو الفتح: هو على القطع تقديره {إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا}، ثم الكلام هنان ثم استأنف فقال: وهو [يُخْرِجُ أَضْغَانَكُمْ] على كل حال، أي: هذا ما يصح منه، فاحذروه أن يتم منه عليكم، فهو راجع بالمعنى إلى معنى الجزم.
وهذا كقولك: إذا زرتني فأنا ممن يحسن إليك، أي: فحرى بي أن أحسن إليك. ولو جاء بالفعل مصارحا به فقال: إذا زرتني أحسنت إليك لم يكن في لفظه ذكر عادته التي يستعملها من الإحسان إلى زائره. وجاز أيضا أن يظن به عجز عنه، أو وني وفتور دونه. فإذا ذكر أن ذلك عادته، ومظنة منه -كانت النفس إلى وقوعه أسكن، وبه أوثق. فاعرف هذه المعاريض في القول، ولا ترينها تصرفا واتساعا في اللغة، مجردة من الأغراض المرادة فيها، والمعاني المحمولة عليها). [المحتسب: 2/274]

قوله تعالى: {هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ها أنتم (38)
روى عليٌّ بن نصر عن أبي عمرو: (ها أنتم) ممدودة مهموزة، مثل حمزة وعاصم والكسائي وابن عامر.
وقرأ نافع وأبو عمرو - في سائر الروايات عنه (هآنتم) بمدة مطولة غير مهموزة.
وقرأ ابن كثير (هأنتم) بوزن (هعنتم).
قال أبو منصور: من قرأ (ها أنتم) فـ (ها) تنبيه، و(أنتم) كلمة على حدة، وإنما مدّ من ما ليفصل ألف (ها) من ألف (أنتم).
وجائز أن يكون (ها أنتم) بمعنى: أأنتم.
بهمزة مطولة قلبت الهمزة الأولى هاء.
ومن قرأ (هأنتم) بوزن (هعنتم) فالمعنى: أأنتم.
قلبت الهمزة الأولى هاء. والله أعلم. والقراءة هي الأولى). [معاني القراءات وعللها: 2/389]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وروي عن نصر عن أبي عمرو {هأنتم} [38] بقطع الألف كقراءة أهل الكوفة، والصحيح من قراءته {هآنتم} بمدة خفيفة من غير همزة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/326]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (عليّ بن نصر عن أبي عمرو: ها أنتم [محمد/ 38] مقطوعة ممدودة، وقد ذكر ذلك في آل عمران [66]، وهذا خلاف قراءة أبي عمرو.
وقد ذكرنا ذلك في سورة آل عمران). [الحجة للقراء السبعة: 6/199]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة