هل سورة النجم مكية أو مدنية؟
من حكى الإجماع على أنها مكية :
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (مكّيّة بإجماع). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 170]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وهي مكية بإجماع من المتأولين). [المحرر الوجيز: 27/104] م
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وهي مكية بإجماعهم). [زاد المسير: 8/62] م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مكّيّةٌ، قال ابن عطيّة: بإجماع المتأوّلين). [التحرير والتنوير: 27/87]م
من حكى الخلاف في مكيتها ومدنيتها :
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مكّيّةٌ، قال ابن عطيّة: بإجماع المتأوّلين. وعن ابن عبّاسٍ وقتادة: استثناء قوله تعالى: {الّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلّا اللّمم} [النّجم: 32] الآية قالا: (هي آيةٌ مدنيّةٌ). وسنده ضعيفٌ.
وقيل: السّورة كلها مدنيّة ونسب إلى الحسن البصريّ أن السّورة: (كلّها مدنيّةٌ)، وهو شذوذٌ). [التحرير والتنوير: 27/87]
من نص على أنها مكية:
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (مكية كلها). [تفسير غريب القرآن:427]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (مكية). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 58]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (مكية). [الكشف والبيان: 9/134]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (سورة ق والذّرايات والطّور والنّجم والقمر والرّحمن والواقعة
حدّثنا أبو جعفرٍ قال حدّثنا يموت، بإسناده عن ابن عبّاسٍ،: «أنّهنّ نزلن بمكّة»). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 3/20](م)
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (مكية). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 423]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مكية ). [البيان: 234]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (مكية). [الوسيط: 4/192]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (مكّيّةٌ). [معالم التنزيل: 7/399]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وهي مكية بإجماع من المتأولين). [المحرر الوجيز: 27/104]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (مكية) . [علل الوقوف: 3/976]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وهي مكية بإجماعهم
إلا أنه قد حكي عن ابن عباس وقتادة أنهما قالا: (إلا آية منها وهي: {الذين يجتنبون كبائر الإثم} الآية [النجم: 32]).
وكذلك قال مقاتل قال: (وهذه أول سورة أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة)). [زاد المسير: 8/62]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقالا -أي ابن عباس وقتادة-: في سورة النجم {الذين يجتنبون كبائر الإثم} الآية نزلت بالمدينة، وباقيها مكي) [جمال القراء:1/17]قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (مكية). [أنوار التنزيل: 5/157]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وهي مكّيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 7/442]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وهي مكّيّة. قال مقاتل: (غير آية نزلت في نبهان التمار وهي: {والّذين يجتنبون كبائر الإثم} [النّجم: 23]). وفيه رد لقول أبي العبّاس في (مقامات التّنزيل) وغيره: مكّيّة بلا خلاف). [عمدة القاري: 19/280]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مكية). [الدر المنثور: 14/5]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال: (نزلت سورة النجم بمكة).
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله). [الدر المنثور: 14/5]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مكية). [لباب النقول: 223]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (مكية). [إرشاد الساري: 7/358]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وهي مكّيّةٌ جميعها في قول الجمهور.
وروي عن ابن عبّاسٍ وعكرمة أنّها مكّيّةٌ إلّا آيةً منها، وهي قوله: {الّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش} الآية [لنجم: 32].
وأخرج ابن مردويه عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة النّجم بمكّة).
وأخرج أيضًا عن ابن الزّبير مثله). [فتح القدير: 5/137]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مكّيّةٌ، قال ابن عطيّة: بإجماع المتأوّلين. وعن ابن عبّاسٍ وقتادة: استثناء قوله تعالى: {الّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلّا اللّمم} [النّجم: 32] الآية قالا: (هي آيةٌ مدنيّةٌ). وسنده ضعيفٌ). [التحرير والتنوير: 27/87]م
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مكية في أكثر الأقاويل واستثنى ابن عباس وقتادة آية منها وهي قوله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ) فإنها نزلت بالمدينة وقال الحسن: كلها مدنية والله أعلم). [القول الوجيز: 301]
من نص على أنها مكية إلا آيات منها :
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (مكية [إلا آية 32 فمدنية]). [الكشاف: 5/633]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وهي مكية بإجماعهم
إلا أنه قد حكي عن ابن عباس وقتادة أنهما قالا: (إلا آية منها وهي: {الذين يجتنبون كبائر الإثم} الآية[النجم: 32]).
وكذلك قال مقاتل). [زاد المسير: 8/62] م
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقالا -أي ابن عباس وقتادة-: في سورة النجم {الذين يجتنبون كبائر الإثم} الآية نزلت بالمدينة، وباقيها مكي) [جمال القراء:1/17] م
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وهي مكّيّة. قال مقاتل: (غير آية نزلت في نبهان التمار وهي: {والّذين يجتنبون كبائر الإثم} [النّجم: 23]). وفيه رد لقول أبي العبّاس في (مقامات التّنزيل) وغيره: مكّيّة بلا خلاف). [عمدة القاري: 19/280] م
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (مكية إلا قوله عند سدرة المنتهى فمدني). [منار الهدى: 374]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وروي عن ابن عبّاسٍ وعكرمة أنّها مكّيّةٌ إلّا آيةً منها، وهي قوله: {الّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش} الآية [لنجم: 32]). [فتح القدير: 5/137]م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مكّيّةٌ [ .....] وعن ابن عبّاسٍ وقتادة: استثناء قوله تعالى: {الّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلّا اللّمم} [النّجم: 32] الآية قالا: (هي آيةٌ مدنيّةٌ). وسنده ضعيفٌ). [التحرير والتنوير: 27/87]م
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مكية في أكثر الأقاويل واستثنى ابن عباس وقتادة آية منها وهي قوله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ) فإنها نزلت بالمدينة وقال الحسن: كلها مدنية والله أعلم). [القول الوجيز: 301]
أدلة من قال بأنها مكية :
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال البخاريّ: حدّثنا نصر بن عليٍّ، أخبرني أبو أحمد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن عبد اللّه قال: (أول سورةٍ أنزلت فيها سجدة: {والنّجم} [النجم: 62])، قال: (فسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وسجد من خلفه، إلّا رجلًا رأيته أخذ كفًّا من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرًا، وهو أميّة بن خلف).
وقد رواه البخاريّ أيضًا في مواضع، ومسلمٌ، وأبو داود، والنّسائيّ، من طرقٍ، عن أبي إسحاق، به.
وقوله في الممتنع: إنّه أميّة بن خلفٍ في هذه الرّواية مشكلٌ، فإنّه قد جاء من غير هذه الطّريق أنّه عتبة بن ربيعة). [تفسير القرآن العظيم: 7/442]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، وَابن مردويه عن ابن مسعود قال: (أول سورة نزلت فيها سجدة {والنجم} [النجم: 62] فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد الناس كلهم إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه فرأيته بعد ذلك قتل كافرا وهو أمية بن خلف)). [الدر المنثور: 14/5]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن ابن مسعودٍ هي (أوّل سورةٍ أعلنها رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بمكّة)). [التحرير والتنوير: 27/87]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا نصر بن عليٍّ، أخبرني أبو أحمد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، قال: (أوّل سورةٍ أنزلت فيها سجدةٌ والنّجم، قال: فسجد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وسجد من خلفه إلّا رجلًا رأيته أخذ كفًّا من ترابٍ فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرًا، وهو أميّة بن خلفٍ)). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال محمدُ بنُ يوسف بنِ عليٍّ الكَرْمانيُّ (ت: 786هـ) : (قوله (نصر) بسكون المهملة و(أبو أحمد) هو محمد بن عبد الله المشهور بالزبيري بضم الزاي وفتح الموحدة وسكون التحتانية وبالراء و(الأسود) ضد الأبيض بن يزيد من الزيادة و(أمية) بضم الهمزة وخفة الميم وشدة التحتانية ابن خلف بفتح اللام والمعجمة).[شرح الكرماني: 18/116]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله (أوّل سورةٍ أنزلت فيها سجدةٌ والنّجم قال: فسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم) أي لمّا فرغ من قراءتها وقد قدمت في تفسير الحج من حديث ابن عبّاسٍ بيان ذلك والسّبب فيه.
ووقع في رواية زكريّا عن أبي إسحاق في أوّل هذا الحديث أنّ (أوّل سورةٍ استعلن بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ على النّاس النّجم)، وله من رواية زهير بن معاوية (أوّل سورةٍ قرأها على النّاس النّجم).
قوله: (إلّا رجلًا) في رواية شعبة في سجود القرآن (فما بقي أحدٌ من القوم إلّا سجد فأخذ رجلٌ من القوم كفًّا من حصًى) وهذا ظاهره تعميم سجودهم لكن روى النّسائيّ بإسنادٍ صحيحٍ عن المطّلب بن أبي وداعة قال: (قرأ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بمكّة والنّجم فسجد وسجد من عنده وأبيت أن أسجد) ولم يكن يومئذٍ أسلم.
قال المطّلب: (فلا أدع السّجود فيها أبدًا) فيحمل تعميم ابن مسعودٍ على أنّه بالنّسبة إلى من اطّلع عليه.
قوله: (كفًّا من ترابٍ) في رواية شعبة (كفًّا من حصًى أو ترابٍ).
قوله: (فسجد عليه) في رواية شعبة (فرفعه إلى وجهه فقال: يكفيني هذا).
قوله: (فرأيته بعد ذلك قتل كافرًا) في رواية شعبة قال عبد اللّه بن مسعودٍ: (فلقد رأيته بعد قتل كافرًا).
قوله: (وهو أميّة بن خلفٍ) لم يقع ذلك في رواية شعبة وقد وافق إسرائيل على تسميته زكريّا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عند الإسماعيليّ وهذا هو المعتمد وعند ابن سعدٍ أنّ الّذي لم يسجد هو الوليد بن المغيرة قال: وقيل: سعيد بن العاص بن أميّة، قال: وقال بعضهم: كلاهما جميعًا.
وجزم بن بطّالٍ في باب سجود القرآن بأنّه الوليد، وهو عجيبٌ منه مع وجود التّصريح بأنّه أميّة بن خلفٍ ولم يقتل ببدرٍ كافرًا من الّذين سمّوا عنده غيره.
ووقع في تفسير ابن حبّان أنّه أبو لهبٍ وفي شرح الأحكام لابن بزيزة أنّه منافقٌ وردّ بأنّ القصّة وقعت بمكّة بلا خلافٍ ولم يكن النّفاق ظهر بعد.
وقد جزم الواقديّ بأنّها كانت في رمضان سنة خمسٍ وكانت المهاجرة الأولى إلى الحبشة خرجت في شهر رجبٍ فلمّا بلغهم ذلك رجعوا فوجدوهم على حالهم من الكفر فهاجروا الثّانية ويحتمل أن يكون الأربعة لم يسجدوا والتعميم في كلام ابن مسعودٍ بالنّسبة إلى ما اطّلع عليه كما قلته في المطلب لكن لا يفسّر الّذي في حديث ابن مسعودٍ إلّا بأميّة لما ذكرته واللّه أعلم). [فتح الباري: 8/614-615]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (حدّثنا نصر بن عليٍّ أخبرني أبو أحمد يعني الزّبيري حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضي الله عنه قال: (أوّل سورةٍ أنزلت فيها سجدةٌ والنّجم قال فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه إلاّ رجلاً رأيته أخذ كفّا من ترابٍ فسجد عليه فرأيته بعد ذلك قتل كافرا وهو أميّة بن خلفٍ).
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. ونصر بن عليّ الجهضمي الأزديّ البصريّ، مات بالبصرة سنة خمسين ومائتين، قاله أبو العبّاس السراج، وهو شيخ مسلم أيضا. وأبو أحمد محمّد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، يروي عن جده أبي إسحاق عمرو السبيعي عن الأسود بن يزيد بن قيس النّخعيّ خال إبراهيم النّخعيّ عن عبد الله بن مسعود، وهذا الحديث مر في أبواب سجود القرآن في: باب سجدة والنجم، فإنّه أخرجه هناك عن حفص بن عمر عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد إلى آخره، ومر الكلام فيه هناك.
قوله: (فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: بعد فراغه من قراءتها.
قوله: (إلاّ رجلا) بيّنه في الحديث أنه أميّة بن خلف.
قوله: (أخذ كفا من تراب)، وفي رواية كفا من حصا أو تراب.
قوله: (فسجد عليه) وفي رواية شعبة: (فرفعه إلى وجهه. فقال: يكفيني هذا).
قوله: (وهو) أي: الرجل المذكور (هو أميّة بن خلف) ولم يذكر هو، وفي رواية شعبة، وفي رواية بن سعد أن الّذي لم يسجد هو الوليد بن المغيرة.
قال: وقيل: سعيد بن العاص بن أميّة، قال: وقال بعضهم: كلاهما جميعًا وجزم ابن بطال في: باب سجود القرآن أنه الوليد، وهذا مستغرب منه مع وجود التّصريح بأنّه أميّة بن خلف. ولم يقتل كافرًا ببدر من الّذين سموا عنده غيره). [عمدة القاري: 19/293]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (حدّثنا نصر بن عليٍّ، أخبرني أبو أحمد يعني الزّبيريّ، حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد اللّه -رضي الله عنه- قال: (أوّل سورةٍ أنزلت فيها سجدةٌ والنّجم، قال: فسجد رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- وسجد من خلفه، إلاّ رجلًا رأيته أخذ كفًّا من ترابٍ فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرًا، وهو أميّة بن خلفٍ).
وبه قال: (حدّثنا نصر بن علي) بالصاد المهملة الجهضمي البصر قال: (أخبرني) بالإفراد ولأبي ذر أخبرنا (أبو أحمد) محمد بن عبد الله (يعني الزبيري) بضم الزاي وفتح الموحدة قال:
(حدّثنا) ولأبي ذر حدّثني بالإفراد (إسرائيل) بن يونس (عن) جده (أبي إسحاق) عمرو السبيعي (عن الأسود بن يزيد) بن قيس النخعي خال إبراهيم النخعي (عن عبد الله) بن مسعود (-رضي الله عنه-) أنه (قال: أوّل سورة أنزلت فيها سجدة {والنجم} قال) ابن مسعود: (فسجد رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-) بعد فراغه من قراءتها (وسجد) معه (من خلفه إلا رجلًا رأيته أخذ كفًّا من تراب فسجد عليه) وفي رواية شعبة في أبواب السجود فرفعه إلى وجهه فقال يكفيني هذا (فرأيته بعد ذلك قتل كفرًا) ببدر (وهو أمية بن خلف).
وعند ابن سعد أنه الوليد بن المغيرة وقيل سعيد بن العاص بن أمية وقيل غير ذلك والمعتمد الأول، وعند النسائي بإسناد صحيح أنه المطلب بن أبي وداعة وأنه أبى أن يسجد وأنه كان قبل أن يسلم فلما أسلم قال فلا أدع السجود فيها أبدًا فتعيين ابن مسعود محمول على ما اطّلع عليه). [إرشاد الساري: 7/363]
من نص على أنها مدنية :
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وقيل: السّورة كلها مدنيّة ونسب إلى الحسن البصريّ أن السّورة: (كلّها مدنيّةٌ)، وهو شذوذٌ). [التحرير والتنوير: 27/87]م
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مكية في أكثر الأقاويل واستثنى ابن عباس وقتادة آية منها وهي قوله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ) فإنها نزلت بالمدينة وقال الحسن: كلها مدنية والله أعلم). [القول الوجيز: 301]