قوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((فصدوا عن سبيل الله) [2] حسن.
(يحسبون كل صيحة عليهم) [4] تام. (فاحذرهم) حسن).
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/936]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({فصدوا عن سبيل الله} كاف. وكذا الفواصل بعد.
{كل صيحة عليهم} تام.
حدثنا محمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا ابن سلام في قوله: {يحسبون كل صيحة عليهم} قال: وصفهم الله بالجبن عن القتال. وانقطع الكلام ثم قال: هم العدو فيما أسروا {فاحذرهم}.
{فاحذرهم} كاف).[المكتفى: 570]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{لرسول الله- 1- م} لأنه لو وصل قوله: {والله يعلم} من مقول المنافقين.
{لرسوله- 1- ط} {لكاذبون- 1- ج} لأن: {اتخذوا} يصلح صفة واستئنافًا، والصفة أليق.
{عن سبيل الله- 2- ط} {أجسامهم- 4- ط} {لقولهم- 4- ط} {مسندة- 4- ط} {عليهم- 4- ط}
{فاحذرهم- 4- ط} {قاتلهم الله- 4- ز} [لابتداء الاستفهام] مع اتصال المعنى).[علل الوقوف: 3/1018-1019]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (إنَّك لرسول الله (كاف) ولا يجوز وصله لأنَّه لو وصله لصار قوله والله يعلم إنَّك من مقول المنافقين وليس الأمر كذلك بل هو ردٌّ لكلامهم إنَّ رسول الله غير رسول فكذبهم الله بقوله والله يعلم إنَّك لرسوله
والوقف على رسوله (تام) عند نافع
لكاذبون (تام) عند أبي عبيدة إن جعل اتخذوا أيمانهم خبرًا مستأنفًا وليس بوقف إن جعل جواب إذا وهو بعيد وتام إن جعل جوابها قالوا أو جعل محذوفًا وقالوا حالاً أي إذا جاؤك قائلين كيت وكيت فلا تقبل منهم
عن سبيل الله (حسن)
يعملون (كاف)
ثم كفروا (جائز)
لا يفقهون (كاف)
أجسامهم (جائز) ومثله تسمع لقولهم إن جعل موضع الكاف رفعًا أي هم خشب أو هي جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب ومثله في الجواز مسندة
كل صحيحة عليهم (حسن) قال يحيى بن سلام وصفهم الله بالجبن عن القتال بحيث لو نادى مناد في العسكر أو انفلتت دابة أو أنشدت ضالة أو نثرت حثالة لظنوا أنَّهم المرادون لما في قلوبهم من الرعب
فاحذرهم (حسن)
أنَّى يؤفكون (كاف)).[منار الهدى: 393-394]
- أقوال المفسرين