قوله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس) [1] قرأ نافع وغيره من أهل المدينة وعاصم وأبو عمرو والكسائي: (الملك القدوس العزيز الحكيم) بالخفض.
وقرأ شقيق أبو وائل: (الملك القدوس العزيز الحكيم) بالرفع. فمن فخض وقف على (الحكيم) ولم يحسن له أن يقف على (ما في الأرض) ومن رفع حسن له أن يقف على (ما في الأرض) ويبتدئ: (الملك) على معنى «هو الملك»).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/935]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({العزيز الحكيم} تام، وقيل: كاف.
{لما يلحقوا بهم} كاف. وقال الأخفش وابن عبد الرزاق: هو تام، ورأس الآية أكفى.
حدثنا محمد بن عبد الله بن عيسى قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن حسن قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: حدثنا ابن سلام في قوله:{وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} قال: في تفسير مجاهد يعني إخوانهم من العجم أي: بعث الله تعالى في الأميين رسولاً منهم وفي آخرين منهم لما يلحقوا بهم بعد.
{يؤتيه من يشاء} كاف. {العظيم} تام).[المكتفى: 568]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{والحكمة- 2- ز} قد قيل على معنى: وقد كانوا.
{مبين- 2- لا} للعطف، أي: في الأميين وفي آخرين منهم...، أو: يعلمهم ويعلم آخرين...
{بهم- 3- ط} {يشاء- 4- ط}).[علل الوقوف: 3/1016-1017]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (وما في الأرض (كاف) إن رفع ما بعده على إضمار مبتدأ محذوف أي هو الملك وبها قرأ أبو وائل والخليل وشقيق بن سلمة وليس بوقف على قراءة العامة بالجر في الأربعة على النعت لما قبله
الحكيم (حسن)
رسولاً منهم (جائز) ومثله والحكمة إن جعلت أن قوله وإن كانوا مخففة من الثقيلة أو نافية واللام بمعنى إلاَّ أي ما كانوا إلا في ضلال مبين من عبادة الأوثان وغيرها
مبين (جائز) لأنه رأس آية ولولا ذلك لما جاز لأنَّ قوله وآخرين مجرور عطفًا على الأميين أو هو منصوب عطفًا على الهاء في ويعلمهم أي ويعلم آخرين والمراد بالآخرين العجم لما صح أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت سورة الجمعة قرأها إلى قوله وآخرين قال رجل من هؤلاء يا رسول الله فوضع يده على سلمان ثم قال لو كان الإيمان عند الثريا لنا له رجال من هؤلاء وقال أيضًا لو كان الدين عند الثريا لذهب إليه رجل أو قال رجال من أبناء فارس حتى يتناولوه أو هم التابعون أو هم جميع من دخل في الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم قاله الكواشي
لما يلحقوا بهم (كاف) ومثله الحكيم وكذا من يشاء
العظيم (تام)). [منار الهدى: 392-393]
- أقوال المفسرين