قوله تعالى: {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4) تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((يس) [1] وقف حسن لمن قال: هو افتتاح السورة ومن قال: معنى «يس» يا رجل لم يقف عليه.
(ما قدموا وآثارهم) [12] حسن.)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/852]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({يس} تام. على قول من قال: هو اسم للسورة وافتتاح لها. والتقدير: اتل يس. وهو رأس آية في الكوفي. وقيل: هو كاف. وقيل: ليس بتام ولا كاف، لأن معناه: يا رجل.
{لمن المرسلين} كاف. {مستقيم} تام على قراءة من قرأ (تنزيل العزيز الرحيم) بالرفع على إضمار المبتدأ، أي: هذا تنزيل العزيز الرحيم. ومن قرأ ذلك بالنصب لم يقف على (مستقيم) لأن النصب على المصدر، والعامل فيه الفعل الذي دل عليه الكلام المتقدم من أول السورة إليه، وذلك أنه كله قد نزل، والتقدير: نزل تنزيل العزيز الرحيم. ورؤوس الآي كافية.
{كريم} تام ومثله {مبين}. {وآثارهم} كاف. )[المكتفى: 472]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{يس- 1- ط}.
{الحكيم- 2- لا} لجواب القسم.
{المرسلين- 3- لا} لأن الجار والمجرور مفعول ثان لمعنى الفعل في {المرسلين} أي: أرسلت على صراط المستقيم.
{مستقيم- 4- ط}. فمن قرأ {تنزيل} بالنصب فتقديره: نزل نزيل...، ومن قرأ بالرفع فتقديره: هذا تنزيل. {الرحيم- 5- لا} لتعلق لام كي بعامل {تنزيل} يعني: نزل لتنذر، وعلى قراءة الرفع بمعنى الفعل في التنزيل.
{بالغيب- 11- ج} لانقطاع النظم مع دخول الفاء. {وآثارهم- 12- ط}.)[علل الوقوف:3/842 - 843]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (يس (حسن) إن جعل يس افتتاح السورة أو إسما لها ليس بوقف إن فسر يس بيا رجل أو يا إنسان لأنَّ قوله إنك لمن المرسلين قد دخل في الخطاب كأنه قال يا محمد والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين فيكون كالكلام الواحد فلا يوقف على الحكيم لأن قوله والقرآن الحكيم قسم وجوابه إنك فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف
لمن المرسلين (حسن) على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل حبرًا ثانيًا لأن وكذا إن جعل موضع الجار والمجرور نصبًا مفعولاً ثانيًا لمعنى الفعل في المرسلين لأن تقديره إنك لمن الذين أرسلوا على صراط مستقيم فيكون قوله على صراط مستقيم داخلاً في الصلة وكذا إن قدر إنك لمن المرسلين لتنذر قومًا فيدخل قوله لتنذر في الصلة أيضًا فعلى هذه الأوجه لا يوقف على المرسلين ولا على مستقيم
ومستقيم (تام) لمن قرأ تنزيل بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي هو تنزيل لأن القرآن قد جرى ذكره وبالرفع قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والباقون بالنصب وكذا من قرأ تنزيل بالنصب على المصدرية بفعل مضمر أي نزله تنزيل العزيز أو نصب على المدح وهو في المعنى كالرفع وليس بوقف إن جرّ تنزيل نعتًا للقرآن أو بدلاً منه وبها قرأ أبو جعفر
الرحيم ليس بوقف لتعلق لام كي بما قبلها
قومًا (جائز) إن جعلت ما نافية أي لم تنذر قومًا ما أنذر آباؤهم لأن قريشًا لم يبعث إليهم نبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم وليس بوقف إن جعلت اسم موصول والتقدير لتنذر قومًا لذي أنذر آباؤهم أي بالشيء الذي أنذر به آباؤهم
غافلون (كاف)
على أكثرهم (جائز)
فهم لايؤمنون (كاف) أغلالاً (جائز) أي منعوا من التصرف في الخير لأنَّ ثم أغلالاً
إلى الأذقان (جائز)
مقمحون (كاف) أي يغضون بصرهم بعد رفعها
ومن خلفهم سدًا ليس بوقف
فأغشيناهم (جائز)
لا يبصرون (تام) قرأ العامة أغشيناهم بالغين المعجمة أي غطينا أبصارهم
وقرئ بالعين المهملة وهو ضعف البصر يقال غشى بصره وأغشيته أنا
لا يؤمنون (كاف)
بالغيب (جائز)
كريم (تام)
ما قدموا ليس بوقف لأن قوله وآثارهم معطوف على ما فكأنه قال نكتب الشيء الذي قدموه وآثارهم قيل نزلت في قوم كانت منازلهم بعيدة عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت تلحقهم المشقة إذا أرادوا الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فأرادوا أن يتقربوا من مسجده فأنزل الله إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم والوقف على آثارهم كاف لأن كل منصوب بمقدر أي أحصينا كل شيء أحصيناه
مبين (تام))[منار الهدى: 318 -319]
- أقوال المفسرين