العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الفرقان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الأولى 1434هـ/13-03-2013م, 11:54 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة الفرقان [ من الآية (51) إلى الآية (55) ]

{ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55) }


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 رجب 1434هـ/27-05-2013م, 06:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولو شئنا لبعثنا في كلّ قريةٍ نذيرًا (51) فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا}.
يقول تعالى ذكره: ولو شئنا يا محمّد لأرسلنا في كلّ مصرٍ ومدينةٍ نذيرًا ينذرهم بأسنا على كفرهم بنا، فيخفّ عنك كثيرٌ من أعباء ما حمّلناك منه، ويسقط عنك بذلك مؤنةٌ عظيمةٌ، ولكنّا حمّلناك ثقل نذارة جميع القرى لتستوجب بصبرك عليه إن صبرت ما أعدّ اللّه لك من الكرامة عنده والمنازل الرّفيعة قبله). [جامع البيان: 17/470]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولو شئنا لبعثنا في كلّ قريةٍ نذيرًا (51)
قوله تعالى: ولو شئنا لبعثنا في كلّ قريةٍ نذيرًا
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: في كلّ قريةٍ نذيرًا قال: لها رسلٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/2707]

تفسير قوله تعالى: (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فلا تطع الكافرين} فيما يدعونك إليه من أن تعبد آلهتهم فنذيقك ضعف الحياة وضعف الممات، ولكن جاهدهم بهذا القرآن جهادًا كبيرًا، حتّى ينقادوا للإقرار بما فيه من فرائض اللّه، ويدينوا به ويذعنوا للعمل بجميعه طوعًا وكرهًا.
وبنحو الّذي قلنا في قوله: {وجاهدهم به} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: قوله {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به} قال: بالقرآن.
وقال آخرون في ذلك بما:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجاهدهم به جهادًا كبيرًا} قال: الإسلام. وقرأ: {واغلظ عليهم} وقرأ: {وليجدوا فيكم غلظةً} وقال: هذا الجهاد الكبير). [جامع البيان: 17/470]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ قال: سمعت ابن زيدٍ في قول اللّه: وجاهدهم به جهادًا كبيرًا قال يريد الإسلام والدّين وقرأ: وأغلظ عليهم وقرأ: وليجدوا فيكم غلظةً وقال: هذا الجهاد الكبير). [تفسير القرآن العظيم: 8/2707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله {وجاهدهم به} قال: بالقرآن). [الدر المنثور: 11/191]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {وجاهدهم به جهادا كبيرا} قال: هو قوله {واغلظ عليهم} التوبة الآية 73 والله تعالى أعلم). [الدر المنثور: 11/191]

تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا قال جعل هذا ملحا أجاجا والأجاج المر). [تفسير عبد الرزاق: 2/70]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الكلبي جعل بينهما برزخا يقول حاجزا). [تفسير عبد الرزاق: 2/70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وهو الّذي مرج البحرين هذا عذبٌ فراتٌ، وهذا ملحٌ أجاجٌ، وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا}.
يقول تعالى ذكره: واللّه الّذي خلط البحرين، فأمرج أحدهما في الآخر، وأفاضه فيه.
وأصل المرج الخلط، ثمّ يقال للتّخلية: مرج، لأنّ الرّجل إذا خلّى الشّيء حتّى اختلط بغيره، فكأنّه قد مرجه؛ ومنه الخبر عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقوله لعبد اللّه بن عمرٍو: كيف بك يا عبد اللّه إذا كنت في حثالةٍ من النّاس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم، وصاروا هكذا وشبّك بين أصابعه.
يعني بقوله: (قد مرجت): اختلطت، ومنه قول اللّه: {في أمرٍ مريجٍ} أي: مختلطٌ.
وإنّما قيل للمرج مرجٌ من ذلك، لأنّه يكون فيه أخلاطٌ من الدّوابّ، ويقال: مرجت دابّتك: أي خلّيتها تذهب حيث شاءت. ومنه قول الرّاجز:
رعى بها مرج ربيعٍ ممرجا
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وهو الّذي مرج البحرين} يعني أنّه خلع أحدهما على الآخر.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {مرج البحرين} أفاض أحدهما على الآخر.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وهو الّذي مرج البحرين} يقول: خلع أحدهما على الآخر.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ: {مرج} أفاض أحدهما على الآخر.
وقوله {هذا عذبٌ فراتٌ} الفرات: شدّة العذوبة، يقال: هذا ماءٌ فراتٌ: أي شديد العذوبة.
وقوله {وهذا ملحٌ أجاجٌ} يقول: وهذا ملحٌ مرٌّ.
يعني بالعذب الفرات: مياه الأنهار والأمطار، وبالملح الأجاج: مياه البحار.
وإنّما عنى بذلك أنّه من نعمته على خلقه، وعظيم سلطانه، يخلط ماء البحر العذب بماء البحر الملح الأجاج، ثمّ يمنع الملح من تغيير العذب عن عذوبته، وإفساده إيّاه بقضائه وقدرته، لئلاّ يضرّ إفساده إيّاه بركبان الملح منهما، فلا يجدوا ماءً يشربونه عند حاجتهم إلى الماء، فقال جلّ ثناؤه: {وجعل بينهما برزخًا} يعني حاجزًا يمنع كلّ واحدٍ منهما من إفساد الآخر {وحجرًا محجورًا} يقول: وجعل كلّ واحدٍ منهما حرامًا محرّمًا على صاحبه أن يغيّره ويفسده.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {هذا عذبٌ فراتٌ وهذا ملحٌ أجاجٌ} يعني أنّه خلق أحدهما على الآخر، فليس يفسد العذب المالح، وليس يفسد المالح العذب، وقوله {وجعل بينهما برزخًا} قال: البرزخ: الأرض بينهما {وحجرًا محجورًا} يعني: حجر أحدهما على الآخر بأمره وقضائه، وهو مثل قوله {وجعل بين البحرين حاجزًا}.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وجعل بينهما برزخًا} قال: محبسًا. قوله: {وحجرًا محجورًا} قال: لا يختلط البحر بالعذب.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وجعل بينهما برزخًا} قال: حجازًا لا يراه أحدٌ، لا يختلط العذب في البحر.
قال ابن جريجٍ: فلم أجد بحرًا عذبًا إلاّ الأنهار العذاب، فإنّ دجلة تقع في البحر، فأخبرني الخبير بها أنّها تقع في البحر، فلا تمور فيه، بينهما مثل الخيط الأبيض؛ فإذا رجعت لم ترجع في طريقها من البحر، والنّيل يصبّ في البحر.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ: {وجعل بينهما برزخًا} قال: البرزخ: أنّهما يلتقيان فلا يختلطان، وقوله {حجرًا محجورًا} أي لا تختلط ملوحة هذا بعذوبة هذا، لا يبغي أحدهما على الآخر.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا} قال: هذا اليبس.
- حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا} قال: جعل هذا ملحًا أجاجًا، قال: والأجاج: المرّ.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: {مرج البحرين، هذا عذبٌ فراتٌ، وهذا ملحٌ أجاجٌ} يقول: خلع أحدهما على الآخر، فلا يغيّر أحدهما طعم الآخر {وجعل بينهما برزخًا} هو الأجل ما بين الدّنيا والآخرة {وحجرًا محجورًا} جعل اللّه بين البحرين حجرًا، يقول: حاجزًا حجز أحدهما عن الآخر بأمره وقضائه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا} قال: {وحجرًا محجورًا}: جعل بينهما سترًا لا يلتقيان. قال: والعرب إذا كلّم أحدهما الآخر بما يكره قال: حجرًا، قال: سترًا دون الّذي تقول.
قال أبو جعفرٍ: وإنّما اخترنا القول الّذي اخترناه في معنى قوله {وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا} دون القول الّذي قاله من قال معناه: إنّه جعل بينهما حاجزًا من الأرض أو من اليبس، لأنّ اللّه تعالى ذكره أخبر في أوّل الآية أنّه مرج البحرين، والمرج: هو الخلط في كلام العرب على ما بيّنت قبل، فلو كان البرزخ الّذي بين العذب الفرات من البحرين والملح الأجاج أرضًا أو يبسًا لم يكن هناك مرجٌ للبحرين، وقد أخبر جلّ ثناؤه أنّه مرجهما، وإنّما عرفنا قدرته بحجزه هذا الملح الأجاج عن إفساد هذا العذب الفرات، مع اختلاط كلّ واحدٍ منهما بصاحبه. فأمّا إذا كان كلّ واحدٍ منهما في حيّزٍ عن حيّز صاحبه فليس هناك مرجٌ، ولا هناك من الأعجوبة ما ينبّه عليه أهل الجهل به من النّاس ويذكّرون به، وإن كان كلّ ما ابتدعه ربّنا عجيبًا، وفيه أعظم العبر والمواعظ والحجج البوالغ). [جامع البيان: 17/471-476]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وهو الّذي مرج البحرين
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا هاني بن سعيدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك قال: المرج إرسال واحدٍ على الآخر.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: مرج البحرين قال: أفاض أحدهما في الآخر.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو الدّرداء عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ الفضل بن خالدٍ، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك قوله: وهو الّذي مرج البحرين يقول خلع أحدهما على الآخر فلا يغيّر أحدهما طعم الآخر.
قوله تعالى: البحرين
[الوجه الأول]
- حدثنا أبو سعيد الأشجع، ثنا بن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد: مرج البحرين قال: بحر السّماء وبحر الأرض
- وروى عن عطيّة ومجاهدٍ قالا: بحرٌ في السّماء وبحرٌ في الأرض.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن الحسن: مرج البحرين قال: بحر فارس والرّوم.
قوله تعالى: هذا عذبٌ فراتٌ وهذا ملحٌ أجاجٌ
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ البيروتيّ قراءةً أخبرني محمّد بن شعيب بن شابور أخبرني عثمان بن عطاءٍ عن أبيه، عن عطاءٍ: وأما الفرات فالماء العذاب وفي قوله: وهذا ملحٌ أجاجٌ وأمّا الأجاج: فالماء المالح.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وهذا ملحٌ أجاجٌ أي مرٌّ.
قوله تعالى: وجعل بينهما برزخًا
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن عطيّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن: وجعل بينهما برزخا قال: هو اليبس.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا حدّثني عقبة، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ قال: البرزخ عرض الدّنيا.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: برزخًا قال: محبسا.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك قوله: برزخًا قال: بينهما البرزخ، وهو الأجل ما بين الدّنيا والآخرة.
والوجه الثّالث:
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن قتادة في قوله: برزخًا قال: البرزخ التّخوم.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ، ثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: برزخا حجازا لا يراه أحدٌ لا يختلط العذب بالبحر ولا يختلط بحر الرّوم وفارس وبحر الرّوم ملحٌ.
قال ابن جريجٍ: فلم أجد بحرًا عذبًا إلا الأنهار العذاب تمور فيه بينهما مثل الخيط الأبيض فإذا رجعت لم ترجع في طريقهما من البحر شيءٌ والنّيل زعموا ينصبّ في البحر فلم أجد في قول مجاهدٍ العذب بالبحر فلم أجد العذاب إلا الأنهار.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا هاني بن سعيدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك قوله: حجرًا محجورًا قال: جعل بينهما حاجزًا من أمره لا يسيل المالح على العذب ولا العذب على المالح.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: وحجرًا محجورًا يقول: حجز أحدهما، عن الآخر بأمره وقضائه وهو مثل قوله: وجعل بين البحرين حاجزًا.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: حجرًا محجورا لا يختلط البحر بالعذب
- وروى، عن مجاهدٍ قوله: حجرًا محجورا لا يختلط البحر بالعذب
- وروى، عن قتادة أنّه قال: حجر العذب، عن المالح والمالح، عن العذب.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنا أصبغ بن الفرج قال سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا قال: جعل بينهما سترًا لا يلتقيان قال: والعرب إذا كلّم أحدهما الآخر بما يكره قال: سترًا دون الّذي تقول.
- حدّثنا أبي ثنا ابن نفيلٍ محمّد بن سلمة عن خصيفٍ في قوله: وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا قال: حجازًا محجوزًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2707-2710]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (وعن مجاهد في قوله مرج البحرين قال أفاض أحدهما في الآخر). [تفسير مجاهد: 454]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال البرزخ المحبس البر). [تفسير مجاهد: 454]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا شيبان عن جابر عن مجاهد قال البرزخ أنهما يلتقيان فلا يختلطان). [تفسير مجاهد: 454]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد حجرا محجورا قال يقول لا يختلط المر بالعذب). [تفسير مجاهد: 2/454-455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس {وهو الذي مرج البحرين} الآية، يعني خلع أحدهما على الآخر فليس يفسد العذب المالح وليس يفسد المالح العذب). [الدر المنثور: 11/191]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وهو الذي مرج البحرين} قال: أفاض أحدهما في الآخر). [الدر المنثور: 11/192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {مرج البحرين} قال: بحر في السماء وبحر في الأرض). [الدر المنثور: 11/192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله {فرات} قال: العذب، وفي قوله {أجاج} قال: الاجاج: المالح). [الدر المنثور: 11/192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وهذا ملح أجاج} قال: المر). [الدر المنثور: 11/192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال: هما بحران فتوضأ بأيهما شئت، ثم تلا هذه الآية {هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج} ). [الدر المنثور: 11/192-193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال: هو اليبس). [الدر المنثور: 11/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {برزخا} قال: هو اليبس). [الدر المنثور: 11/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال: محبسا لا يختلط البحر العذب بالبحر الملح). [الدر المنثور: 11/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال: التخوم). [الدر المنثور: 11/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن مجاهد في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال: حجازا لا يختلط العذب بالملح ولا يختلط بحر الروم وفارس، وبحر الروم ملح قال ابن جريج: فلم أجد بحرا عذبا إلا الأنهار العذاب، فإن دجلة تقع في البحر فلا تمور فيه يجعل فيه بينهما مثل الخيط الأبيض فإذا رجعت لم يرجع في طريقهما من البحر شيء، والنيل زعموا ينصب في البحر). [الدر المنثور: 11/193-194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الكلبي في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال: حاجزا). [الدر المنثور: 11/194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وحجرا محجورا} يقول: حجر أحدهما عن الآخر بأمره وقضائه). [الدر المنثور: 11/194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وحجرا محجورا} قال: إن الله حجر الملح عن العذب والعذب عن الملح أن يختلط بلطفه وقدرته). [الدر المنثور: 11/194]

تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وهو الّذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا، وكان ربّك قديرًا}.
يقول تعالى ذكره: واللّه الّذي خلق من النّطف بشرًا إنسانًا فجعله نسبًا، وذلك سبعةٌ، وصهرًا، وهو خمسةٌ.
- كما حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فجعله نسبًا وصهرًا} النّسب: سبعٌ، قوله: {حرّمت عليكم أمّهاتكم}. إلى قوله {وبنات الأخت} والصّهر خمسٌ، قوله: {وأمّهاتكم اللاّتي أرضعنكم}. إلى قوله {وحلائل أبنائكم الّذين من أصلابكم}.
وقوله: {وكان ربّك قديرًا} يقول: وربّك يا محمّد ذو قدرةٍ على خلق ما يشاء من الخلق، وتصريفهم فيما شاء وأراد). [جامع البيان: 17/476]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وهو الّذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا وكان ربّك قديرًا (54)
قوله تعالى: وهو الّذي خلق من الماء بشرًا
- حدّثنا إبراهيم بن مرزوقٍ البصريّ نزيل مصر، ثنا أبو عامرٍ، ثنا مبارك بن فضالة، عن ثمامة، عن أنس بن مالكٍ قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن العزل فقال: لو أنّ الماء الّذي يكون منه الولد صبّ على صخرةٍ لأخرج اللّه منها ما قدّر ليخلق اللّه نفسًا هو خالقها.
قوله تعالى: فجعله نسبًا
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعثمان قالا: ثنا أبو معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك قال: النّسب الرّضاع.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وهو الّذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا وكان ربّك قديرًا ذكر اللّه الصّهر مع النسب وحرم أربعة عشرة امرأةً سبعًا من النّسب وسبعًا من الصّهر واستوى تحريم اللّه في النّسب والصّهر.
قوله تعالى: وصهرا
- حدّثنا أبي ثنا سليمان بن معبدٍ، ثنا عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه: نسبًا وصهرًا قال: الرّضاعة من الصّهر.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو بكر وعثمان، أنبأ أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك قال: الصّهر الختونة.
قوله تعالى: وكان ربّك قديرًا
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو يحيى الرّازيّ، عن عمرو بن أبي قيسٍ، عن مطرّفٍ، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: أتاه رجلٌ فقال: يا ابن عبّاسٍ سمعت اللّه يقول: وكان اللّه كأنّه شيءٌ كان قال: أمّا قوله: وكان اللّه فإنّه لم يزل ولا يزال وهو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن). [تفسير القرآن العظيم: 8/2710-2711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا.
أخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن المغيرة قال: سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن نسب وصهر فقال: ما أراكم إلا قد عرفتم النسب، فأما الصهر: فالاختان والصحابة). [الدر المنثور: 11/194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {فجعله نسبا وصهرا} قال: النسب الرضاع والصهر الختونة). [الدر المنثور: 11/195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {فجعله نسبا وصهرا} قال: ذكر الله الصهر مع النسب وحرم أربع عشرة امرأة، سبعا من النسب وسبعا من الصهر، فاستوى تحريم الله في النسب والصهر). [الدر المنثور: 11/195]

تفسير قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر عن الحسن في قوله تعالى وكان الكافر على ربه ظهيرا قال عونا للشيطان على ربه على المعاصي). [تفسير عبد الرزاق: 2/70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويعبدون من دون اللّه ما لا ينفعهم ولا يضرّهم، وكان الكافر على ربّه ظهيرًا}.
يقول تعالى ذكره: ويعبد هؤلاء المشركون باللّه من دونه آلهةً لا تنفعهم فتجلب إليهم نفعًا إذا هم عبدوها، ولا تضرّهم إن تركوا عبادتها، ويتركون عبادة من أنعم عليهم هذه النّعم الّتي لا كفاء لأدناها، وهي ما عدّدّ علينا جلّ جلاله في هذه الآيات من قوله: {ألم تر إلى ربّك كيف مدّ الظّلّ} إلى قوله: {قديرًا}. ومن قدرته القدرة الّتي لا يمتنع عليه معها شيءٌ أراده، ولا يتعذّر عليه فعل شيءٍ أراد فعله، ومن قدرته إذا أراد عقاب بعض من عصاه من عباده أحلّ به ما أحلّ بالّذين وصف صفتهم من قوم فرعون وعادٍ وثمود وأصحاب الرّسّ، وقرونًا بين ذلك كثيرًا، فلم يكن لمن غضب عليه منه ناصرٌ، ولا له عنه دافعٌ.
{وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} يقول تعالى ذكره: وكان الكافر معينًا للشّيطان على ربّه، مظاهرًا له على معصيته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} قال: يظاهر الشّيطان على معصية اللّه بعينه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {على ربّه ظهيرًا} قال: معينًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
قال ابن جريجٍ: أبو جهلٍ معينًا، ظاهر الشّيطان على ربّه.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الحسن، في قوله: {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} قال: عونًا للشّيطان على ربّه على المعاصي.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} قال: على ربّه عوينًا. والظّهير: العوين. وقرأ قول اللّه: {فلا تكوننّ ظهيرًا للكافرين} قال: لا تكوننّ لهم عوينًا. وقرأ أيضًا قول اللّه: {وأنزل الّذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم} قال: ظاهروهم: أعانوهم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} يعني: أبا الحكم الّذي سمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أبا جهل بن هشامٍ.
وقد كان بعضهم يوجّه معنى قوله {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} أي وكان الكافر على ربّه هيّنًا من قول العرب: ظهرت به، فلم ألتفت إليه، إذا جعله خلف ظهره فلم يلتفت إليه، وكأنّ الظّهير كان عنده فعيلٌ صرف من مفعولٍ إليه من مظهورٍ به، كأنّه قيل: وكان الكافر مظهورًا به.
والقول الّذي قلناه هو وجه الكلام والمعنى الصّحيح، لأنّ اللّه تعالى ذكره أخبر عن عبادة هؤلاء الكفّار من دونه، فأولى الكلام أن يتبع ذلك ذمّه إيّاهم، وذمّ فعلهم دون الخبر عن هوانهمٍ على ربّهم، ولما يجر لاستكبارهم عليه ذكر؛ فيتبع بالخبر عن هوانهم عليه). [جامع البيان: 17/476-479]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويعبدون من دون اللّه ما لا ينفعهم ولا يضرّهم وكان الكافر على ربّه ظهيرًا (55)
قوله تعالى: ويعبدون من دون اللّه ما لا ينفعهم ولا يضرّهم
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ويعبدون من دون اللّه هذا الوثن وهذا الحجر.
قوله تعالى: وكان الكافر على ربّه ظهيرًا
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن فضيلٍ، عن مطرّفٍ، عن عامرٍ: وكان الكافر على ربّه ظهيرًا قال أبو جهلٍ وروى، عن مجاهدٍ وسعيد بن جبيرٍ وعطيّة مثل ذلك.
قوله تعالى: على ربه ظهيرا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، ثنا ابن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: وكان الكافر على ربّه ظهيرًا يقول: عونًا للشّيطان على ربّه بالعداوة والشّرك.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو غسّان زنيجٌ، ثنا حكّامٌ، ثنا عنبسة، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ : وكان الكافر على ربّه ظهيرًا قال: يظاهر الشّيطان على معصية اللّه يعينه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين بن الجنيد، ثنا ابن أبي حمّادٍ، ثنا الصّبّاح بن محاربٍ، ثنا محمّد بن أبان، عن زيد بن أسلم قوله: وكان الكافر على ربّه ظهيرًا قال مواليا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2711]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وكان الكافر على ربه ظهيرا قال يعني معينا). [تفسير مجاهد: 455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا.
أخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {وكان الكافر على ربه ظهيرا} يعني أبا الحكم: الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل ابن هشام). [الدر المنثور: 11/195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله {وكان الكافر على ربه} قال: أبو جهل). [الدر المنثور: 11/195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عطية في قوله {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال: هو أبو جهل). [الدر المنثور: 11/195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وسعيد بن منصور والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال: معينا للشيطان على معاصي الله.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن والضحاك، مثله). [الدر المنثور: 11/196]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال: عونا للشيطان على ربه بالعداوة والشرك). [الدر المنثور: 11/196]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال: معينا للشيطان على عداوة ربه). [الدر المنثور: 11/196]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 08:08 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولو شئنا لبعثنا في كلّ قريةٍ نذيرًا} [الفرقان: 51] رسولًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/486]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فلا تطع الكافرين} [الفرقان: 52] فيما ينهونك عنه من طاعة اللّه.
{وجاهدهم به} [الفرقان: 52] بالقرآن.
وقال السّدّيّ: بالقول.
{جهادًا كبيرًا} [الفرقان: 52] شديدًا.
قال يحيى: هذا الجهاد باللّسان يومئذٍ بمكّة قبل أن يؤمر بقتالهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/486]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (52 - {وجاهدهم به} أي بالقرآن).[تفسير غريب القرآن: 314]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا (52)}
ويجوز كثيرا، والقراءة بالباء، ومعنى (به) أي بالحق، أي بالقرآن الذي أنزل اليك وهو الحق). [معاني القرآن: 4/71-72]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وجاهدهم به جهادا كبيرا} [آية: 52]
أي بالقرآن). [معاني القرآن:5/36]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وهو الّذي مرج البحرين} [الفرقان: 53] أفاض أحدهما في الآخر في تفسير مجاهدٍ، يعني العذب والمالح.
{هذا عذبٌ فراتٌ} [الفرقان: 53] أي حلوٌ.
{وهذا ملحٌ أجاجٌ} [الفرقان: 53] قال قتادة: مرٌّ.
{وجعل بينهما برزخًا} [الفرقان: 53] حاجزًا، لا يغلب المالح على العذب، ولا العذب على المالح فيما حدّثني فطرٌ عن مجاهدٍ.
قوله: {وحجرًا محجورًا} [الفرقان: 53] حرامًا محرّمًا أن يغلب أحدهما على الآخر.
وقال الحسن: فصلًا مفصّلًا.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: برزخًا لا يرى، وحجرًا محجورًا لا يراه أحدٌ ولا يختلط العذب بالبحر). [تفسير القرآن العظيم: 1/486]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وجعل بينهما برزخاً...}
البرزخ: الحاجز، جعل بينهما حاجزاً لئلا تغلب الملوحة العذوبة.
وقوله: {وحجراً مّحجوراً} (من ذلك أي) حراماً محرّماً أن يغلب أحدهما صاحبه). [معاني القرآن:2/270]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وهو الّذي مرج البحرين} إذا تركت الشيء وخليته فقد مرجته، ومنه قولهم مرج الأمير الناس أي خلاهم بعضهم على بعض مرجت دابتك أي تركتها في أمر مريج أي مختلط، وإذا رعيت الدابة فقد أمرجتها قال العجاج:
رعى بها مرج ربيعٍ ممرجا
وفي الحديث مرجت عهودهم وأماناتهم أي اختلطت وفسدت.
{هذا عذبٌ فراتٌ} أي شديد العذوبة
{أجاجٌ} والأجاج أملح الملوحة وما بين ذلك المسوس والزعاق الذي يحرق كل شيء من ملوحته قال ذو الإصبع:
لو كنت ماءً كنت لا... عذب المذاق ولا مسوسا.
{وجعل بينهما برزخاً} كل ما بين شيئين برزخ وما بين الدنيا والآخرة برزخ). [مجاز القرآن:2/77]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (53 - {وهو الّذي مرج البحرين} أي خلاهما. يقال: مرج السلطان الناس، إذا خلّاهم. ويقال: امرج الدابة، إذا رعاها.
و(الفرات): العذب.
و(الأجاج): أشدّ المياه ملوحة. وقيل: هو الذي يخالطه مرارة.
ويقال: ماء ملح، ولا يقال: مالح.
{وجعل بينهما برزخاً} أي حاجزا - وكذلك الحجز والحجاز -: لئلا يختلطا). [تفسير غريب القرآن:314]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وهو الّذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا (53)}
معنى مرج خلّى بينهما، تقول: مرجت الدابة وأمرجتها إذا خليتها ترعى والمرج من هذا سمّي، ويقال مرجت عهودهم وأماناتهم إذا اختلطت. يروى ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله: {هذا عذب فرات}
فرات: صفة لعذب، والفرات أشدّ المياه عذوبة، والمعنى هذا عذب أشدّ الماء عذوبة.
{وهذا ملح أجاج}
والأجاج صفة للملح، المعنى وهذا ملح أشدّ الملوحة.
{وجعل بينهما برزخا}
البرزخ الحاجز فهما في مرأى العين مختلطان، وفي قدرة اللّه – عز وجل - منفصلان لا يختلط أحدهما بالآخر). [معاني القرآن:4/72]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وهو الذي مرج البحرين} [آية: 53]
أي خلطهما وخلاهما فهما مختلطان في مرآة العين وبينهما حاجز من قدرة الله عز وجل
وفي الحديث مرجت أماناتهم أي اختلطت
ويقال مرج السلطان الناس أي خلاهم وأمرجت الدابة ومرجتها أي خليتها لترعى
ثم قال تعالى: {هذا عذب فرات} [آية: 53]
أي شديد العذوبة
{وهذا ملح أجاج} [آية: 53]
روى معمر عن قتادة قال الأجاج المر
قال أبو جعفر والمعروف عند أهل اللغة أن الأجاج الشديد الملوحة ويقال ماء ملح ولا يقال مالح
وروي عن طلحة أنه قرأ وهذا ملح أجاج بفتح الميم وكسر اللام
ثم قال جل وعز: {وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا} [آية: 53]
{برزخا} أي حاجزا
{وحجرا محجورا} أي مانعا). [معاني القرآن:5/36-38]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {مرج البحرين} أي: أجراهما.
والبرزخ: كل حاجز بين شيئين، والقبر: برزخ، لأنه بين الدنيا والآخرة). [ياقوتة الصراط:383]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (53- {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ}: أي خلاهما). [تفسير المشكل من غريب القرآن:173]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (53- {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ}: تركهما
53- {فُرَاتٌ}: عذب). [العمدة في غريب القرآن:222]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وهو الّذي خلق من الماء بشرًا} [الفرقان: 54] خلق آدم من طينٍ، والطّين كان من الماء.
{فجعله نسبًا وصهرًا} [الفرقان: 54] سعيدٌ عن قتادة قال: ذكر اللّه الصّهر مع النّسب وحرّم أربع عشرة امرأةً.
[تفسير القرآن العظيم: 1/486]
قال يحيى: حرّم اللّه من النّسب سبع نسوةٍ، وحرّم من الصّهر سبع نسوةٍ قال: {حرّمت عليكم أمّهاتكم} [النساء: 23] فلا يتزوّج الرّجل أمّه ولا أمّ امرأته ولا يجمع بينهما ولا يتزوّجها بعدها، ولا ابنته، ولا ابنة امرأته، إلا ألا يكون دخل بأمّها فإنّه يتزوّجها بعدها، ولا يجمع بينهما.
قال: {وأخواتكم} [النساء: 23] فلا يتزوّج أخته، ولا أخت امرأته لا يجمع بين الأختين.
قال: {وعمّاتكم} [النساء: 23] فلا يتزوّج عمّته، ولا عمّة امرأته، ولا يجمع بين امرأته وعمّتها.
قال: {وخالاتكم} [النساء: 23] فلا يتزوّج خالته ولا خالة امرأته ولا يجمع بين امرأته وخالتها.
قال: {وبنات الأخ} [النساء: 23] فلا يتزوّج ابنة أخيه، ولا ابنة أخي امرأته، لا يجمع بين امرأته ولا ابنة أخيها.
قال: {وبنات الأخت} [النساء: 23] فلا يتزوّج ابنة أخته، ولا ابنة أخت امرأته، لا يجمع بين امرأته وبين ابنة أختها.
فهذه أربع عشرة نسوةً حرّمهنّ اللّه، سبعٌ من النّسب وسبعٌ من الصّهر.
قال: {وكان ربّك قديرًا} [الفرقان: 54] قادرًا على كلّ شيءٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/487]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" وهو الذّي خلق من الماء بشراً " مجازه خلق من النطف البشر وفي آية أخرى " من مّاءٍ دافقٍ " أي نطفة).
[مجاز القرآن: 2/77]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {خلق من الماء بشراً} يعني من النّطفة. {فجعله نسباً} يعني قرابة النّسب، {وصهراً} يعني: قرابة النكاح).
[تفسير غريب القرآن: 314]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجل: {وهو الّذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربّك قديرا}
فالأصهار من النسب من يجوز لهم التزويج، والنسب الذي ليس يصهر، من قوله: {حرّمت عليكم أمّهاتكم} إلى {وأن تجمعوا بين الأختين} ). [معاني القرآن: 4/72]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {وهو الذي خلق من الماء بشرا} يعني بالماء النطفة والله عز وجل أعلم
وقوله جل وعز: {فجعله نسبا وصهرا} قيل هو الماء الذي خلق منه أصول الحيوان
وقيل النسب البنون ينتسوب إليه وخلق له بنات من جهتهن الأصهار
وقال أبو إسحاق النسب الذي ليس بصهر من قوله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم} إلى قوله: {وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف} والصهر من يحل له التزوج
وروى عميرة مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنه وهو قول الضحاك قال حرم من النسب سبع ومن الصهر سبع
ثم قرأ: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم} إلى قوله: {وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف}
وقيل من الصهر خمس وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم إلى وحلائل أبنائكم وهذا لفظ الضحاك
وقد اختلف في الفرق بين الختن والصهر
فقال الأصمعي الأختان كل شيء من قبل المرأة مثل أبي المرأة وأخيها وعمها والأصهار يجمع هذا كله يقال صاهر فلان إلى بني فلان وأصهر إليهم
وقال ابن الأعرابي الأختان أبو المرأة وأخوها وعمها والصهر زوج ابنة الرجل وأخوه وأبوه وعمه
وقال محمد بن الحسن في رواية أبي سليمان الجوزجاني أختان الرجل أزواج بناته وأخواته وعماته وخالاته، وكل ذي محرم منه أصهاره كل ذي رحم محرم من زوجته
قال أبو جعفر الأولى في هذا أن يكون القول في الأصهار ما قال الأصمعي وأن يكون من قبلهما جميعا لأنه يقال صهرت الشيء أي خلطته فكل واحد منهما قد خلط صاحبه
والأولى في الأختان ما قاله محمد بن الحسن لجهتين :
أحدهما الحديث المرفوع روى محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنت مني وأنا منك فهذا يدل على أن زوج البنت ختن
والجهة الأخرى أنه يقال ختنه إذا قطعه فالزوج قد انقطع عن أهله وقطع المرأة عن أهلها فهو أولى بهذا الاسم). [معاني القرآن: 5/41-38]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فجعله نَسَبًا}: يعني قرابة النسب {وَصِهْرًا}: أي قرابة النكاح). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويعبدون من دون اللّه ما لا ينفعهم ولا يضرّهم} [الفرقان: 55] يعني الأوثان.
{وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} [الفرقان: 55] عوينًا، ظاهر الشّيطان على أمر ربّه في تفسير الحسن.
وقال بعضهم: هو أبو جهلٍ أعان الشّيطان على النّبيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/487]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وكان الكافر على ربّه ظهيراً...}

المظاهر المعاون؛ والظهير العون). [معاني القرآن: 2/270]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" وكان الكافر على ربّه ظهيراً " أي مظهوراً به أي هيناً ومنه ظهرت به فلم التفت إليه.
وله موضع آخر مجازه معيناً عدوه). [مجاز القرآن: 2/77-78]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ظهيرا}: معينا). [غريب القرآن وتفسيره: 278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ظهيراً} أي عونا). [تفسير غريب القرآن: 314]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويعبدون من دون اللّه ما لا ينفعهم ولا يضرّهم وكان الكافر على ربّه ظهيرا}
معنى الظهير: المعين، لأنه يتابع الشيطان ويعاونه على معصية اللّه، لأن عبادتهم للأصنام معاونة للشيطان). [معاني القرآن: 4/73-72]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكان الكافر على ربه ظهيرا}
قال مجاهد أي معينا
وقال الحسن أي عونا للشيطان على الله عز وجل على المعاصي). [معاني القرآن: 5/41]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ظَهِيرًا}: معيناً). [العمدة في غريب القرآن: 223]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 08:09 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) }

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (و«المِلح» أنثى). [المذكور والمؤنث: 75]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (ويقال ماء عذب ومياه عذاب وقد عذب الماء عذوبة، ومنه الزلال وهو أشد الماء عذوبة وأطيبه طعما، ومنه النقاخ وهو مثل الزلال ومنه الفرات وهو العذب). [كتاب المطر: 19]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (ومنه المِلْح وهو الذي لا يشرب منه). [كتاب المطر: 19]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (ومنه القعاع وهو أشده ملوحة وأخبثه ومثله الأجاج. قال الراجز:
يشربن ماء سبخا أجاجا = لو يلغ الذئب به ما عاجا = لا يتعيفن الأجاج الماجا).
[كتاب المطر: 19]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول هذا ماء ملح وقال الله عز وجل: {وهذا ملح أجاج} وهذا سمك مليح ومملوح ولا تقل مالح ولم يجئ شيء في الشعر إلا في بيت لعذافر:

(بصرية تزوجت بصريا = يطعمها المالح والطريا)
ولا يقال ماء مالح وملحت القدر إذا ألقيت فيها الملح). [إصلاح المنطق: 288]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "مرجت عهودهم". يقول: اختلطت وذهبن بهم كل مذهب، يقال: مرج الماء إذا سال ولم يكن له مانع، قال الله عز وجل: {مرج البحرين يلتقيان} ). [الكامل: 2/523]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (يقال: ماء عذبٌ، وماءُ فراتٌ، وهو أعذب العذبِ، ويقال: ماءُ ملح، ولا يقال: مالحٌ، وسمكٌ مملوحُ ومليحٌ، ولا يقالُ: مالحٌ، وأشدُ الماء ملوحةً الأجاج، قال الفرزدق:

ولو اسقيتهم عسلاً مصفى = بماء النيل أو ماء الفراتِ
لقالوا إنه ملحٌ أجاجٌ = أراد به لنا إحدى الهناتِ).
[الكامل: 2/844]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (ويقال: ماء ملح، فإذا اشتدت ملوحته قيل: زعاق وقعاع وأجاج وحراق، أي يحرق أوبار الماشية من شدة ملوحته). [الأمالي: 1/115]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} قال: النسب: القرابات؛ والصهر: الذي يصاهر من الغرباء. قال: والأحماء من قبل الزوج، والأختان من قبل المرأة، والأصهار يجمعهما. وإنما سموا أحماء من حموا أنفسهم أن يضاموا. ويقال حمو وحم، وحما وحمو. يقال هذا حموك وحمك وحماك وحموك. والأختان سموا أختانًا من قطع ماثم). [مجالس ثعلب: 143]

تفسير قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55) )
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وظِهْري حرف من الأضداد؛ يقال: ظهري للمعين، قال عمران بن حطان:

ومن يك ظهريا على الله ربه = بقوته فالله أغنى وأوسع
أراد: ومن يكون معاونا على الله ربه، والظهري في هذا المعنى بمنزلة الظهير، قال الله عز وجل: {رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين}، أراد معاونا. وقال الله عز وجل: {وكان الكافر على ربه ظهيرا}، أراد: وكان معاونا للكافرين على ربه. ويكون الظهري المطرح الذي لا يلتفت إليه، فيقول القائل: جعلتني ظهريا، وجعلت حاجتي ظهرية، أي مطرحة، وقال الله: {واتخذتموه وراءكم ظهريا}، أراد: اطرحتموه ولم تعبدوه، ولم تقفوا عند أمره ونهيه.
وقال أبو عبيدة: يقال: سألت فلانا حاجة فظهر بها،
إذا ضيعها ولم يلتفت إليها). [كتاب الأضداد: 255-256] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 05:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 05:39 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 05:48 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وفي قوله تعالى: {ولو شئنا} الآية اقتضاب يدل عليه ما ذكرناه، تقديره: ولكنا أفردناك واصطفيناك فلا تطع الكافرين). [المحرر الوجيز: 6/445]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)}

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا}
اضطرب الناس في تفسير هذه الآية، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: أراد: بحر السماء والبحر الذي في الأرض، ورتبت ألفاظ الآية على ذلك، وقال مجاهد: البحر العذب هو مياه الأنهار الواقعة في البحر الأجاج، ووقوعها فيه هو مرجها، قال: والبرزخ والحجر هو حاجز في علم الله تعالى لا يراه البشر، وقاله الزجاج، وقالت
[المحرر الوجيز: 6/445]
فرقة: معنى "مرج": أدام أحدهما في الآخر، وقال ابن عباس: على أحدهما على الآخر، ونحو هذا من الأقوال التي تتداعى.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والذي أقول في الآية: إن القصد بها التنبيه على قدرة الله تعالى، وإتقان خلقه للأشياء، في أن بث في الأرض مياها عذبة كثيرة من أنهار وعيون وآبار، وجعلها خلال الأجاج، وجعل الأجاج خلالها، فترى البحر قد اكتنفته المياه العذبة في ضفتيه، وتلقى الماء في البحر في الجزائر ونحوها- قد اكتنفه الماء الأجاج، فبثها هكذا في الأرض، هو خلطها، ومنه قوله: "مرج"، ومنه في أمر مريج.
و "البحران" يراد بهما جميع الماء العذب وجميع الماء الأجاج، كأنه قال: مرج نوعي الماء، فالبرزخ والحجر هما ما بين البحرين من الأرض واليبس، قاله الحسن، ومنه القدرة التي تمسكها مع قرب ما بينهما في بعض المواضع. وبكسر الحاء قرأ الناس كلهم هنا، والحسن بضم الحاء في سائر القرآن، و"البرزخ": الحاجز بين الشيئين.
وقرأ الجمهور: "هذا ملح"، وقرأ طلحة بن مصرف: "وهذا ملح" بفتح الميم وكسر اللام، قال أبو حاتم: هذا منكر في القراءة، قال ابن جني: أراد: مالحا، وحذف الألف، كعرد وبرد. و"الأجاج": أبلغ ما يكون من الملوحة). [المحرر الوجيز: 6/446]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وهو الذي خلق من الماء بشرا} الآية. هو تعديد النعمة على الناس في إيجادهم بعد العدم، والتنبيه على العبرة في ذلك، وتعديد النعمة في التواشج الذي بينهم من النسب والصهر، وقوله: {من الماء} إما أن يريد أصل الخلقة في أن كل حي مخلوق من الماء، وإما أن يريد نطف الرجال، وكل ذلك قالته فرقة، والأول أفصح وأبين. و"النسب والصهر" معنيان يعمان كل قربى تكون بين كل آدميين، فالنسب هو أن يجتمع إنسان مع آخر في أب أو في أم، قرب ذلك أو بعد ذلك، والصهر هو تواشج المناكحة، فقرابة الزوجة هم الأختان، وقرابة الزوج هم الأحماء، والأصهار يقع عاما لذلك كله، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: النسب ما لا يحل نكاحه، والصهر ما يحل نكاحه، وقال الضحاك: الصهر قرابة الرضاع.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وذلك عندي وهم أوجبه أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حرم من النسب سبع، ومن الصهر خمس"، وفي رواية أخرى: ومن الصهر سبع، يريد قوله عز وجل: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت} فهذا هو النسب، ثم يريد بالصهر قوله تبارك وتعالى: {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف}، ثم ذكر المحصنات، ويحتمل هذا أن ابن عباس رضي الله عنهما أراد:
[المحرر الوجيز: 6/447]
حرم من الصهر ما ذكر معه، فقصد بـ "ما ذكر" إلى عظمه وهو الصهر؛ لا أن الرضاع صهر، وإنما الرضاع عديل النسب يحرم منه ما يحرم من النسب بحكم الحديث المأثور فيه، ومن روى: وحرم من الصهر خمس أسقط من الآيتين الجمع بين الأختين، والمحصنات، وهن ذوات الأزواج.
وحكى الزهراوي قولا: أن النسب من جهة البنين، والصهر من جهة البنات.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا حسن وهو في درج ما قدمته، وقال ابن سيرين: نزلت هذه الآية في النبي صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لأنه جمعه معه نسب وصهر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فاجتماعهما وكاد حرمة إلى يوم القيامة.
وقوله: {وكان ربك قديرا} هي "كان" التي للدوام قبل وبعد، لا أنها تعطي مضيا فقط). [المحرر الوجيز: 6/448]

تفسير قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى خطأهم في عبادتهم أصناما لا تملك لهم ضرا ولا نفعا. وقوله: {وكان الكافر على ربه ظهيرا} فيه تأويلان: أحدهما أن "الظهير" المعين، فتكون الآية بمعنى توبيخهم على ذلك، من أن الكفار يعينون على ربهم غيرهم من الكفرة، ويعينون الشيطان بأن يطيعوه ويظاهروه، وهذا هو تأويل مجاهد، والحسن، وابن زيد. والثاني ذكره الطبري في أن يكون " الظهير" فعيلا من قولك: "ظهرت الشيء" إذا طرحته وراء ظهرك واتخذته ظهريا، فيكون معنى الآية على هذا التأويل احتقار الكفرة، و"الكافر" في هذه الآية اسم جنس، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: بل هو معين أراد به أبا جهل بن هشام.
[المحرر الوجيز: 6/448]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويشبه أن أبا جهل سبب الآية، ولكن اللفظ عام للجنس كله). [المحرر الوجيز: 6/449]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 محرم 1440هـ/25-09-2018م, 02:55 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 محرم 1440هـ/25-09-2018م, 02:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولو شئنا لبعثنا في كلّ قريةٍ نذيرًا (51) فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا (52) وهو الّذي مرج البحرين هذا عذبٌ فراتٌ وهذا ملحٌ أجاجٌ وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا (53) وهو الّذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا وكان ربّك قديرًا (54)}.
يقول تعالى: {ولو شئنا لبعثنا في كلّ قريةٍ نذيرًا} يدعوهم إلى اللّه عزّ وجلّ، ولكنّا خصصناك -يا محمّد -بالبعثة إلى جميع أهل الأرض، وأمرناك أنّ تبلّغ النّاس هذا القرآن، {لأنذركم به ومن بلغ} [الأنعام: 19]، {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} [هودٍ: 17] {ولتنذر أمّ القرى ومن حولها} [الأنعام: 92]، {قل يا أيّها النّاس إنّي رسول اللّه إليكم جميعًا} [الأعراف: 158]. وفي الصّحيحين: "بعثت إلى الأحمر والأسود" وفيهما: "وكان النّبيّ يبعث إلى قومه خاصّةً وبعثت إلى النّاس عامّةً"؛ ولهذا قال: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به} يعني: بالقرآن، قاله ابن عبّاسٍ {جهادًا كبيرًا}، كما قال تعالى: {يا أيّها النّبيّ جاهد الكفّار والمنافقين واغلظ عليهم} [التّوبة: 73،التّحريم: 9]).[تفسير ابن كثير: 6/ 116]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وهو الّذي مرج البحرين هذا عذبٌ فراتٌ وهذا ملحٌ أجاجٌ} أي: خلق الماءين: الحلو والملح، فالحلو كالأنهار والعيون والآبار، وهذا هو البحر الحلو الفرات العذب الزّلال. قاله ابن جريجٍ، واختاره ابن جريرٍ، وهذا الّذي لا شكّ فيه، فإنّه ليس في الوجود بحرٌ ساكنٌ وهو عذبٌ فراتٌ. واللّه سبحانه إنّما أخبر بالواقع لينبّه العباد على نعمه عليهم ليشكروه، فالبحر العذب هو هذا السّارح بين النّاس، فرقه تعالى بين خلقه لاحتياجهم إليه أنهارًا وعيونًا في كلّ أرضٍ بحسب حاجتهم وكفايتهم لأنفسهم وأراضيهم.
وقوله: {وهذا ملحٌ أجاجٌ} أي: مالحٌ مرّ زعاقٌ لا يستساغ، وذلك كالبحار المعروفة في المشارق والمغارب: البحر المحيط وما يتّصل به من الزّقاق وبحر القلزم، وبحر اليمن، وبحر البصرة، وبحر فارس وبحر الصّين والهند وبحر الرّوم وبحر الخزر، وما شاكلها وشابهها من البحار السّاكنة الّتي لا تجري، ولكن تتموّج وتضطرب وتغتلم في زمن الشّتاء وشدّة الرّياح، ومنها ما فيه مدٌّ وجزر، ففي أوّل كلّ شهرٍ يحصل منها مدٌّ وفيضٌ، فإذا شرع الشّهر في النّقصان جزرت، حتّى ترجع إلى غايتها الأولى، فإذا استهلّ الهلال من الشّهر الآخر شرعت في المدّ إلى اللّيلة الرّابعة عشرة ثمّ تشرع في النّقص، فأجرى اللّه سبحانه وتعالى -وله القدرة التّامّة -العادة بذلك. فكلّ هذه البحار السّاكنة خلقها اللّه سبحانه وتعالى مالحة الماء، لئلّا يحصل بسببها نتن الهواء، فيفسد الوجود بذلك، ولئلّا تجوى الأرض بما يموت فيها من الحيوان. ولمّا كان ماؤها ملحًا كان هواؤها صحيحًا وميتتها طيّبةً؛ ولهذا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقد سئل عن ماء البحر: أنتوضّأ به؟ فقال: "هو الطّهور ماؤه، الحلّ ميتته". رواه الأئمّة: مالكٌ، والشّافعيّ، وأحمد، وأهل السّنن بإسنادٍ جيّدٍ.
وقوله: {وجعل بينهما برزخًا وحجرًا} أي: بين العذب والمالح {برزخًا} أي: حاجزًا، وهو اليبس من الأرض، {وحجرًا محجورًا} أي: مانعًا أن يصل أحدهما إلى الآخر، كما قال: {مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخٌ لا يبغيان * فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} [الرّحمن: 19 -21]، وقال تعالى: {أمّن جعل الأرض قرارًا وجعل خلالها أنهارًا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزًا أإلهٌ مع اللّه بل أكثرهم لا يعلمون} [النّمل: 61]). [تفسير ابن كثير: 6/ 117]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وهو الّذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا وكان ربّك قديرًا} أي: خلق الإنسان من نطفةٍ ضعيفةٍ، فسوّاه وعدّله، وجعله كامل الخلقة، ذكرًا أو أنثى، كما يشاء، {فجعله نسبًا وصهرًا}، فهو في ابتداء أمره ولدٌ نسيبٌ، ثمّ يتزوّج فيصير صهرًا، ثمّ يصير له أصهارٌ وأختانٌ وقراباتٌ. وكلّ ذلك من ماءٍ مهينٍ؛ ولهذا قال: {وكان ربّك قديرًا}). [تفسير ابن كثير: 6/ 117]

تفسير قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويعبدون من دون اللّه ما لا ينفعهم ولا يضرّهم وكان الكافر على ربّه ظهيرًا (55) وما أرسلناك إلا مبشّرًا ونذيرًا (56) قل ما أسألكم عليه من أجرٍ إلا من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلا (57) وتوكّل على الحيّ الّذي لا يموت وسبّح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرًا (58) الّذي خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ ثمّ استوى على العرش الرّحمن فاسأل به خبيرًا (59) وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورًا (60)}.
يخبر تعالى عن جهل المشركين في عبادتهم غير اللّه من الأصنام، الّتي لا تملك لهم نفعًا ولا ضرًّا، بلا دليلٍ قادهم إلى ذلك، ولا حجّةٍ أدّتهم إليه، بل بمجرّد الآراء، والتّشهّي والأهواء، فهم يوالونهم ويقاتلون في سبيلهم، ويعادون الله ورسوله [والمؤمنون] فيهم؛ ولهذا قال: {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} أي: عونًا في سبيل الشّيطان على حزب اللّه، وحزب اللّه هم الغالبون، كما قال تعالى: {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً لعلّهم ينصرون * لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جندٌ محضرون} [يس: 74 -75] أي: آلهتهم الّتي اتّخذوها من دون اللّه لا تملك لهم نصرًا، وهؤلاء الجهلة للأصنام جندٌ محضرون يقاتلون عنهم، ويذبّون عن حوزتهم، ولكنّ العاقبة والنّصرة للّه ولرسوله في الدّنيا والآخرة.
قال مجاهدٌ: {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} قال: يظاهر الشّيطان على معصية اللّه، يعينه.
وقال سعيد بن جبيرٍ: {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} يقول: عونًا للشّيطان على ربّه بالعداوة والشّرك.
وقال زيد بن أسلم: {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} قال: مواليًا). [تفسير ابن كثير: 6/ 117-118]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة