جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالّذي خلقك من ترابٍ ثمّ من نطفةٍ ثمّ سوّاك رجلاً (37) لكنّا هو اللّه ربّي ولا أشرك بربّي أحدًا}.
يقول تعالى ذكره: قال لصاحب الجنّتين صاحبه الّذي هو أقلّ منه مالاً وولدًا {وهو يحاوره} يقول: وهو يخاطبه ويكلّمه: {أكفرت بالّذي خلقك من ترابٍ} يعني خلق أباك آدم من ترابٍ {ثمّ من نطفةٍ} يقول: ثمّ أنشأك من نطفة الرّجل والمرأة {ثمّ سوّاك رجلاً} يقول: ثمّ عدّلك بشرًا سويًّا رجلاً، ذكرًا لا أنثى، يقول: أكفرت بمن فعل بك هذا أن يعيدك خلقًا جديدًا بعد ما تصير رفاتًا). [جامع البيان: 15/263]
تفسير قوله تعالى: (لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({لكنّا هو اللّه ربّي} [الكهف: 38] : «أي لكن أنا، هو اللّه ربّي، ثمّ حذف الألف وأدغم إحدى النّونين في الأخرى»). [صحيح البخاري: 6/88]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله لكنا هو الله ربّي أي لكن أنا هو اللّه ربّي ثمّ حذف الألف وأدغم إحدى النّونين في الأخرى هو قول أبي عبيدة وقال الفرّاء ترك الألف من أنا كثيرٌ في الكلام ثمّ أدغمت نون أنا في نون لكن وأنشد
وترمقني بالطّرف أي أنت مذنبٌ = وتقلينني لكن إيّاك لا أقلي
أي لكن أنا إيّاك لا أقلي قال ومن العرب من يشبع ألف أنا فجاءت القراءة على تلك اللّغة). [فتح الباري: 8/408]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (لاكنّا هو الله ربّي أي لكن أنا هو الله ربّي ثمّ حذف الألف وأدغم إحدى النّونين في الأخرى
أشار به إلى قوله تعالى: {لكنّا هو الله ربّي ولا أشرك بربي أحدا} (الكهف: 38) هذا الّذي ذكره هو تصرف عامّة النّحويين، وهو حذف همزة، أنا طلبا للخفة لكثرة استعماله وإدغام إحدى النونين في الأخرى، وعن الكسائي: فيه تقديم وتأخير مجازه، لكن هو الله ربّي). [عمدة القاري: 19/39]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لكنا هو الله ربي} أي لكن أنا هو الله ربي) كما كتبت في مصحف أبي بإثبات أنا (ثم حذف الألف) التي هي صورة الهمزة والهمزة (وأدغم إحدى النونين في الأخرى) عند التقاء المثلين وقوله ثم حذف الألف يحتمل أن يكون بنقل حركة الهمزة لنون لكن أو حذفت من غير نقل على غير قياس قال في الدور الأول: أحسن الوجهين. وقال في المصابيح: قول بعضهم نقلت حركة الهمزة إلى النون ثم حذفت على القياس في التخفيف ثم سكنت النون وأدغمت مردود لأن المحذوف لعلة بمنزلة الثابت ولهذا تقول هذا قاض بالكسر لا بالرفع لأن حذف الياء للساكنين فهي مقدرة الثبوت فيمتنع الإدغام لأن الهمزة فاصلة في التقدير). [إرشاد الساري: 7/215-216]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({لكنّا هو اللّه ربّي} يقول: أمّا أنا فلا أكفر بربّي، ولكن أنا هو اللّه ربّي، معناه أنّه يقول: ولكن أنا أقول: هو اللّه ربّي {ولا أشرك بربّي أحدًا}.
وفي قراءة ذلك وجهان: أحدهما ( لكنّ هو اللّه ربّي ) بتشديد النّون وحذف الألف في حال الوصل، كما يقال: أنا قائمٌ فتحذف الألف من أنا، وذلك قراءة عامّة قرّاء أهل العراق. وأمّا في الوقف فإنّ القراءة كلّها تثبت فيها الألف، لأنّ النّون إنّما شدّدت لاندغام النّون من لكن، وهي ساكنةٌ في النّون الّتي من أنا، إذ سقطت الهمزة الّتي في أنا، فإذا وقف عليها ظهرت الألف الّتي في أنا، فقيل: لكنّا، لأنّه يقال في الوقف على أنا بإثبات الألف لا بإسقاطها. وقرأ ذلك جماعةٌ من أهل الحجاز: {لكنّا} بإثبات الألف في الوصل والوقف، وذلك وإن كان ممّا ينطق به في ضرورة الشّعر، كما قال الشّاعر:
أنا سيف العشيرة فاعرفوني = حميدًا قد تذرّيت السّناما
فأثبت الألف في أنا، فليس ذلك بالفصيح من الكلام.
والقراءة الّتي هي القراءة الصّحيحة عندنا ما ذكرنا عن العراقيّين، وهو حذف الألف من " لكنّ " في الوصل، وإثباتها في الوقف). [جامع البيان: 15/263-264]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 38 - 39
أخرج ابن أبي حاتم عن أسماء بنت عميس قالت: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئا). [الدر المنثور: 9/542]
تفسير قوله تعالى: (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) )
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله جلّ وعزّ: {لا قوّة إلّا بالله}
- أخبرنا أبو صالحٍ المكّيّ، حدّثنا فضيلٌ، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن ابن أبي ليلى، عن أبي ذرٍّ: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال له: «يا أبا ذرٍّ ألا أدلّك على كنزٍ من كنوز الجنّة؟» قال: نعم، قال: " تقول: لا حول ولا قوّة إلّا بالله "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/158]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولولا إذ دخلت جنّتك قلت ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه إن ترن أنا أقلّ منك مالاً وولدًا}.
يقول عزّ ذكره: وهلاّ إذ دخلت بستانك، فأعجبك ما رأيت منه، قلت ما شاء اللّه كان، وفي الكلام محذوفٌ استغني بدلالة ما ظهر عليه منه، وهو جوّاب الجزاء، وذلك كان.
وإذا وجّه الكلام إلى هذا المعنى الّذي قلنا كانت " ما " نصبًا بوقوع فعل اللّه عليه، وهو شاء، وجاز طرح الجوّاب، لأنّ معنى الكلام معروفٌ، كما قيل: فإن استطعت أن تبتغي نفقًا في الأرض، وترك الجوّاب، إذ كان مفهومًا معناه. وكان بعض أهل العربيّة يقول " ما " من قوله: {ما شاء اللّه} في موضع رفعٍ بإضمار هو، كأنّه قيل: قلت هو ما شاء اللّه {لا قوّة إلاّ باللّه} يقول: لا قوّة على ما نحاول من طاعته إلاّ به.
وقوله: {إن ترن أنا أقلّ منك مالاً وولدًا} وهو قول المؤمن الّذي لا مال له، ولا عشيرة، مثل صاحب الجنّتين وعشيرته، وهو مثل سلمان وصهيبٍ وخبّابٍ، يقول: قال المؤمن للكافر: إن ترن أيّها الرّجل أنا أقلّ منك مالاً وولدًا، فإذا جعلت أنا عمادًا نصبت أقلّ، وبه القراءة عندنا، لأنّ عليه قراءة الأمصار، وإذا جعلته اسمًا رفعت أقلّ). [جامع البيان: 15/264-265]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا الجرّاح بن مخلدٍ، ثنا عمر بن يونس، ثنا عيسى بن عونٍ، حدثنا عبد الملك بن زرارة، عن أنسٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما أنعم اللّه عزّ وجلّ على عبدٍ نعمةً من أهلٍ، أو مالٍ، أو ولدٍ، فيقول: ما شاء اللّه، لا قوّة إلّا باللّه، فيرى فيه آفةً دون الموت. وكان يتأوّل هذه الآية: {ولولا إذ دخلت جنّتك قلت ما شاء اللّه لا قوّة إلّا باللّه}.
-وقال البزّار حدثنا عبد اللّه بن الصّبّاح العطّار، ثنا حجّاج بن نصيرٍ، ثنا أبو بكرٍ الهذليّ عن ثمامة، عن أنسٍ رضي الله عنه قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " من رأى شيئًا " فأعجبه فقال: ما شاء اللّه، لا قوّة إلّا باللّه. لم يضرّه). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/28-31]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن عروة أنه كان إذا رأى من ماله شيئا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه قال: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} ويتأول قول الله: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}). [الدر المنثور: 9/542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن زياد بن سعد قال: كان ابن شهاب إذا دخل أمواله قال: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} ويتأول قوله: {ولولا إذ دخلت جنتك} الآية). [الدر المنثور: 9/542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مطرف قال: كان مالك إذا دخل بيته قال: {ما شاء الله} قلت لمالك لم تقول هذا قال: ألا تسمع الله يقول: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله} ). [الدر المنثور: 9/542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم حفص بن ميسرة قال: رأيت على باب وهب بن منبه مكتوبا {ما شاء الله} وذلك قول الله: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله} ). [الدر المنثور: 9/542-543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن مرة قال: إن من أفضل الدعاء قول الرجل: {ما شاء الله} ). [الدر المنثور: 9/543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم بن أدهم قال: ما سأل رجل مسألة أنجح من أن يقول: {ما شاء الله}). [الدر المنثور: 9/543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن يحيى بن سليم الطائفي عمن ذكره قال: طلب موسى عليه السلام من ربه حاجة فأبطأت عليه فقال: {ما شاء الله} فإذا حاجته بين يديه فقال: يا رب أنا أطلب حاجتي منذ كذا وكذا أعطيتنيها الآن فأوحى الله إليه يا موسى أما علمت أن قولك: {ما شاء الله} أنجح ما طلبت به الحوائج). [الدر المنثور: 9/543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى ابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله. إلا دفع الله عنه كل آفة حتى تأتيه منيته " وقرأ: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) ). [الدر المنثور: 9/543-544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي عن معاذ بن جبل: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ألا أدلك على باب من أبواب الجنة قال: ما هو قال: لا حول ولا قوة إلا بالله). [الدر المنثور: 9/545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وصححه والنسائي عن قيس بن سعد بن عبادة أن أباه دفعه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يخدمه قال: فخرج علي النّبيّ صلى الله عليه وسلم - وقد صليت ركعتين واضطجعت فضربني برجله وقال: ألا أدلك على باب من أبواب الجنة قلت: بلى، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله). [الدر المنثور: 9/545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: يا أبا ذر ألا أعلمك كلمة من كنز الجنة قال: بلى، قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله). [الدر المنثور: 9/545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله). [الدر المنثور: 9/545-546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي أيوب الأنصاري قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنه كنز من كنوز الجنة). [الدر المنثور: 9/546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن ثابت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ألا أدلكم على كنز من كنوز الجنة تكثرون من لا حول ولا قوة إلا بالله). [الدر المنثور: 9/546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة). [الدر المنثور: 9/546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد فيقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله إلا دفع الله عنه كل آفة حتى تأتيه منيته وقرأ {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} ). [الدر المنثور: 9/547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أنس رضي الله عنه قال: من رأى شيئا من ماله فأعجبه فقال: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} لم يصب ذلك المال آفة أبدا وقرأ {ولولا إذ دخلت جنتك} الآية، وأخرجه البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه مرفوعا). [الدر المنثور: 9/547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} ). [الدر المنثور: 9/547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة تحت العرش قلت: نعم، قال: أن تقول: {لا قوة إلا بالله} قال عمرو بن ميمون: قلت لأبي هريرة - رضي الله عنه - لا حول ولا قوة إلا بالله فقال: لا إنها في سورة الكهف {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} ). [الدر المنثور: 9/547-548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن منده في الصحابة من طريق حماد بن سلمة عن سماك عن جرير قال: خرجت إلى فارس فقلت: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} فسمعني رجل فقال: ما هذا الكلام الذي لم أسمعه من أحد منذ سمعته من السماء فقلت: ما أنت وخبر السماء قال: إني كنت مع كسرى فأرسلني في بعض أموره فخرجت ثم قدمت فإذا شيطان خلفني في أهلي عي صورتي فبدأ لي فقال: شارطني على أن يكون لي يوم ولك يوم وإلا أهلكتك فرضيت بذلك فصار جليسي يحادثني وأحادثه فقال لي ذات يوم: إني مما يسترق السمع والليلة نوبتي قلت: فهل لك أن أختبئ معك قال: نعم، فتهيأ ثم أتاني فقال: خذ بمعرفتي وإياك أن تتركها فتهلك فأخذت بمعرفته فعرج بي حتى لمست السماء فإذا قائل يقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله فسقطوا على وجوههم وسقطت فرجعت إلى أهلي فإذا أنا به يدخل بعد أيام فجعلت أقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال: فيذوب لذلك حتى يصير مثل الذباب، ثم قال لي: قد حفظته فانقطع عنا). [الدر المنثور: 9/548-549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن يحيى بن سليم الثقفي عن شيخ له قال: الكلمة التي تزجر بها الملائكة الشياطين حتى يسترقون السمع {ما شاء الله} ). [الدر المنثور: 9/549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الحلية عن صفوان بن سليم قال: ما نهض ملك من الأرض حتى يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله). [الدر المنثور: 9/549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حول ولا قوة إلا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم). [الدر المنثور: 9/549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والخطيب والديلمي من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال: أخبرني جبريل أن تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله أنه لا حول عن معصية الله إلا بقوة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله). [الدر المنثور: 9/549-550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنها في لا حول ولا قوة إلا بالله قال: لا حول بنا على العمل بالطاعة إلا بالله ولا قوة لنا على ترك المعصية إلا بالله). [الدر المنثور: 9/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد أنه سئل عن تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله قال: لا تأخذ ما تحب إلا بالله ولا تمتنع مما تكره إلا بعون الله). [الدر المنثور: 9/550]
تفسير قوله تعالى: (فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله حسبانا من السماء قال عذابا من السماء). [تفسير عبد الرزاق: 1/404]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى صعيدا زلقا قال حصد ما فيها فلم يترك فيها شيء). [تفسير عبد الرزاق: 1/407]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({زلقًا} [الكهف: 40] : «لا يثبت فيه قدمٌ»). [صحيح البخاري: 6/88]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (زلقاً لا يثبت فيه قدمٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {فتصبح صعيدا زلقاً} (الكهف: 40) وفسره بقوله: لا تثبت فيه قدم. وفي التّفسير {صعيدا زلقاً} يعني: صعيدا أملس لا نبات عليه، وعن مجاهد: رملاً هائلاً وتراباً). [عمدة القاري: 19/39]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({زلقًا}) في قوله تعالى: {فتصبح صعيدًا زلقًا} [الكهف: 40] (لا يثبت فيه قدم) لكونها أرضًا ملساء بل يزلق عليها وهذه ساقطة لأبي ذر أيضًا). [إرشاد الساري: 7/216]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فعسى ربّي أن يؤتين خيرًا من جنّتك ويرسل عليها حسبانًا من السّماء فتصبح صعيدًا زلقًا (40) أو يصبح ماؤها غورًا فلن تستطيع له طلبًا}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل المؤمن الموقن للمعاد إلى اللّه للكافر المرتاب في قيام السّاعة: إن ترن أيّها الرّجل أنا أقلّ منك مالاً وولدًا في الدّنيا، فعسى ربّي أن يرزقني خيرًا من بستانك هذا {ويرسل عليها} يعني على جنّة الكافر الّتي قال لها: ما أظنّ أن تبيد هذه أبدًا {حسبانًا من السّماء} يقول: عذابًا من السّماء ترمى به رميًا وتقذف. والحسبان: جمع حسبانةٍ، وهي المرامي.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ويرسل عليها حسبانًا من السّماء} عذابًا.
- حدّثت عن محمّد بن يزيد، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: عذابًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ويرسل عليها حسبانًا من السّماء}. قال: عذابًا، قال: الحسبان: قضاءٌ من اللّه يقضيه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: الحسبان: العذاب.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: أخبرنا عبد الرازق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله {حسبانًا من السّماء} قال: عذابًا.
وقوله: {فتصبح صعيدًا زلقًا} يقول عزّ ذكره: فتصبح جنّتك هذه أيّها الرّجل أرضًا ملساء لا شيء فيها، قد ذهب كلّ ما فيها من غرسٍ ونبتٍ، وعادت خرابًا بلاقع زلقًا، لا يثبت في أرضها قدمٌ لامليساسها، ودروس ما كان نابتًا فيها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فتصبح صعيدًا زلقًا} أي قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيءٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {فتصبح صعيدًا زلقًا} قال: مثل الجرز.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال ابن زيدٍ، في قوله: {فتصبح صعيدًا زلقًا} قال: صعيدًا زلقًا وصعيدًا جرزًا واحدٌ ليس فيها شيءٌ من النّبات). [جامع البيان: 15/265-267]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 40 - 45.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الحسبان العذاب). [الدر المنثور: 9/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {حسبانا من السماء} قال: نارا، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:
بقية معشر صبت عليهم * شآبيب من الحسبان شهب). [الدر المنثور: 9/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {حسبانا من السماء} قال: نارا). [الدر المنثور: 9/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فتصبح صعيدا زلقا} قال: مثل الجزر). [الدر المنثور: 9/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {حسبانا من السماء} قال: عذابا {فتصبح صعيدا زلقا} أي قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيء {أو يصبح ماؤها غورا} أي ذاهبا قد غار في الأرض {وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه} قال يصفق {على ما أنفق فيها} متلهفا على ما فاته). [الدر المنثور: 9/550-551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {صعيدا زلقا} قال: الصعيد الأملس والزلق التي ليس فيها نبات {وأحيط بثمره} قال: بثمر الجنتين فأهلكت {فأصبح يقلب كفيه} يقول: ندامة عليها {وهي خاوية على عروشها} قال: قلب أسفلها أعلاها). [الدر المنثور: 9/551]
تفسير قوله تعالى: (أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أو يصبح ماؤها غورًا} يقول: أو يصبح ماؤها غائرًا، فوضع الغور وهو مصدرٌ مكان الغائر، كما قال الشّاعر:
تظلّ جياده نوحًا عليه = مقلّدةً أعنّتها صفونا
بمعنى نائحةٍ، وكما قال الآخر:
هريقي من دموعهما سجاما = ضباع وجاوبي نوحًا قياما
والعرب توحّد الغور مع الجمع والاثنين، وتذكّر مع المذكّر والمؤنّث، تقول: ماءٌ غورٌ، وماءان غورٌ ومياهٌ غورٌ. ويعني بقوله: {غورًا} ذاهبًا قد غار في الأرض، فذهب فلا تلحقه الرّشاء، كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أو يصبح ماؤها غورًا} أي ذاهبًا قد غار في الأرض.
وقوله: {فلن تستطيع له طلبًا} يقول: فلن تطيق أن تدرك الماء الّذي كان في جنّتك بعد غوره، بطلبك إيّاه). [جامع البيان: 15/267-268]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {حسبانا من السماء} قال: عذابا {فتصبح صعيدا زلقا} أي قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيء {أو يصبح ماؤها غورا} أي ذاهبا قد غار في الأرض {وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه} قال يصفق {على ما أنفق فيها} متلهفا على ما فاته). [الدر المنثور: 9/550-551] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وأحيط بثمره قال الثمر من المال كله يعني الثمر وغيره من المال كله.
أخبرني الثوري عن رجل عن مجاهد وكان له ثمر قال الذهب والفضة). [تفسير عبد الرزاق: 1/404]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأحيط بثمره فأصبح يقلّب كفّيه على ما أنفق فيها وهي خاويةٌ على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربّي أحدًا}.
يقول تعالى ذكره: وأحاط الهلاك والجوائح بثمره، وهي صنوف ثمار جنّته الّتي كان يقول لها: {ما أظنّ أن تبيد هذه أبدًا} فأصبح هذا الكافر صاحب هاتين الجنّتين، يقلّب كفّيه ظهرًا لبطنٍ، تلهّفًا وأسفًا على ذهاب نفقته الّتي أنفق في جنّته {وهي خاويةٌ على عروشها} يقول: وهي خاليةٌ على نباتها وبيوتها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فأصبح يقلّب كفّيه} أي يصفّق {كفّيه على ما أنفق فيها} متلهّفًا على ما فاته وهو {يقول يا ليتني لم أشرك بربّي أحدًا}.
{ويقول: يا ليتني}، يقول: يتمنّى هذا الكافر بعد ما أصيب بجنّته أنّه لم يكن كان أشرك بربّه أحدًا، يعني بذلك: هذا الكافر إذا هلك وزالت عنه دنياه وانفرد بعمله، ودّ أنّه لم يكن كفر باللّه ولا أشرك به شيئًا). [جامع البيان: 15/268]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وأحيط بثمره يعني ذهبا وفضة أيضا). [تفسير مجاهد: 376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {صعيدا زلقا} قال: الصعيد الأملس والزلق التي ليس فيها نبات {وأحيط بثمره} قال: بثمر الجنتين فأهلكت {فأصبح يقلب كفيه} يقول: ندامة عليها {وهي خاوية على عروشها} قال: قلب أسفلها أعلاها). [الدر المنثور: 9/551] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {وأحيط بثمره} قال: أحاط به أمر الله فهلك). [الدر المنثور: 9/551]
تفسير قوله تعالى: (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولم تكن له فئةٌ ينصرونه من دون اللّه وما كان منتصرًا (43) هنالك الولاية للّه الحقّ هو خيرٌ ثوابًا وخيرٌ عقبًا}.
يقول تعالى ذكره: ولم يكن لصاحب هاتين الجنّتين فئةٌ، وهم الجماعة، كما قال العجّاج:
كما يحوز الفئة الكميّ
وبنحو ما قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل، وإن خالف بعضهم في العبارة عنه عبارتنا، فإنّ معناهم نظير معنانا فيه
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، ح، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {ولم تكن له فئةٌ ينصرونه من دون اللّه} قال: عشيرة.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولم تكن له فئةٌ ينصرونه من دون اللّه} أي جندٌ ينصرونه.
وقوله: {ينصرونه من دون اللّه} يقول: يمنعونه من عقاب اللّه وعذاب اللّه إذا عاقبه وعذّبه.
وقوله {وما كان منتصرًا} يقول: ولم يكن ممتنعًا من عذاب اللّه إذا عذّبه، كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وما كان منتصرًا} أي ممتنعًا). [جامع البيان: 15/268-270]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولم تكن له فئة قال يعني عشيرة). [تفسير مجاهد: 376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولم تكن له فئة} قال: عشيرة). [الدر المنثور: 9/551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ولم تكن له فئة} قال: عشيرة). [الدر المنثور: 9/551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ولم تكن له فئة} أي جند يعينونه {من دون الله وما كان منتصرا} أي ممتنعا). [الدر المنثور: 9/551-552]
تفسير قوله تعالى: (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({هنالك الولاية} [الكهف: 44] : «مصدر الوليّ» ، {عقبًا} [الكهف: 44] : «عاقبةً وعقبى وعقبةً واحدٌ، وهي الآخرة»). [صحيح البخاري: 6/88]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله هنالك الولاية مصدر ولي الوليّ ولاءً كذا لأبي ذرٍّ وللباقين مصدر الولي وهو أصوب وهو قول أبي عبيدة قاله في تفسير سورة البقرة وقرأ الجمهور بفتح الواو والأخوان بكسرها وأنكره أبو عمرٍو والأصمعيّ لأنّ الّذي بالكسر الإمارة ولا معنى له هنا وقال غيرهما الكسر لغةٌ بمعنى الفتح كالدّلالة بفتح دالها وكسرها بمعنًى تنبيهٌ يأتي قوله خيرٌ عقبًا في الدّعوات). [فتح الباري: 8/408]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (هنالك الولاية مصدر الوليّ
أشار به إلى قوله تعالى: {وما كان منتصراً هنالك الولاية لله الحق} الآية. قوله: (الولاية) ، بفتح الواو في قراءة الجمهور، وقال الزّمخشريّ: الولاية بالفتح النّصرة، والتولي، وبالكسر: السّلطان والملك، وقد قرئ بهما.
قوله: (مصدر الوليّ) ، ويروى: مصدر ولي بدون الألف واللّام، وهكذا في رواية الأكثرين، وفي رواية أبي ذر مصدر ولي المولى. ولاء والأول هو الأصوب. قوله: (هنالك) أي: يوم القيامة، وفي التّفسير: هنالك يتولون الله تعالى ويتبرؤون ممّا كانوا يعبدونه.
عقباً عاقبةٌ وعقبى وعقبةٌ واحدٌ وهي الآخرة
أشار به إلى قوله تعالى: {هو خير ثوابًا وخير عقباً} (الكهف: 44) وفسّر بقوله: (عاقبة) ، ثمّ قال: (العاقبة وعقبى وعقبة) بمعنى واحد، يقال: هذا عقب أمر كذا وعقباه وعاقبته، أي: آخره، وقال الجوهري: عاقبة كل شيء آخره). [عمدة القاري: 19/39]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({هنالك الولاية}) بكسر الواو ولأبي ذر الولاية بفتحها لغتان بمعنى أو الكسر من الإمارة والفتح من النصرة وبالكسر قرأ حمزة والكسائي وهي (مصدر الولي) ولأبي ذر مصدر ولي بغير ألف ولام وفي رواية مصدر ولي الولي ولاء قال في الفتح والأول أصوب والمعنى النصرة في ذلك المقام لله وحده لا يقدر عليها غيره). [إرشاد الساري: 7/216]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({عقبًا}) في قوله: {هو خير ثوابًا وخير عقبًا} [الكهف: 44] أي (عاقبة وعقبى وعقبة واحد وهي الآخرة) وقرأ عاصم وحمزة عقبًا بسكون القاف والباقون بضمها فقيل هما لغتان كالقدس والقدس أو الضم الأصل والسكون تخفيف منه وكلاهما بمعنى العاقبة وهذا ساقط لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/216]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هنالك الولاية للّه الحقّ} يقول عزّ ذكره: ثمّ وذلك حين حلّ عذاب اللّه بصاحب الجنّتين في القيامة.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {الولاية} فقرأ بعض أهل المدينة والبصرة والكوفة {هنالك الولاية} بفتح الواو من الولاية، يعنون بذلك هنالك الموالاة للّه، كقول اللّه: {اللّه وليّ الّذين آمنوا} وكقوله: {ذلك بأنّ اللّه مولى الّذين آمنوا} يذهبون بها إلى الولاية في الدّين. وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: ( هنالك الولاية ) بكسر الواو: من الملك والسّلطان، من قول القائل: وليت عمل كذا، أو بلدة كذا أليه ولايةً.
وأولى القراءتين في ذلك بالصّواب، قراءة من قرأ بكسر الواو، وذلك أنّ اللّه عقّب ذلك خبره عن ملكه وسلطانه، وأنّ من أحلّ به نقمته يوم القيامة فلا ناصر له يومئذٍ، فاتّباع ذلك الخبر عن انفراده بالمملكة والسّلطان أولى من الخبر عن الموالاة الّتي لم يجر لها ذكرٌ ولا معنًى، لقول من قال: لا يسمّى سلطان اللّه ولايةً، وإنّما يسمّى ذلك سلطان البشر، لأنّ الولاية معناها أنّه يلي أمر خلقه منفردًا به دون جميع خلقه، لا أنّه يكون أميرًا عليهم.
واختلفوا أيضًا في قراءة قوله {الحقّ} فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والعراق خفضًا، على توجيهه إلى أنّه من نعت اللّه، وإلى أنّ معنى الكلام: هنالك الولاية للّه الحقّ ألوهيّته، لا الباطل بطول ألوهه الآلهه الّتي يدعوها المشركون باللّه آلهةً. وقرأ ذلك بعض أهل البصرة وبعض متأخّري الكوفيّين: ( للّه الحقّ ) برفع الحقّ توجيهًا منهما إلى أنّه من نعت الولاية، ومعناه: هنالك الولاية الحقّ، لا الباطل للّه وحده لا شريك له.
وأولى القراءتين عندي في ذلك بالصّواب، قراءة من قرأه خفضًا على أنّه من نعت اللّه، وأنّ معناه ما وصفت على قراءة من قرأه كذلك.
وقوله: {هو خيرٌ ثوابًا} يقول عزّ ذكره: الله خيرٌ للمنيبين في العاجل والآجل ثوابًا {وخيرٌ عقبًا} يقول: وخيرهم عاقبةً في الآجل إذا صار إليه المطيع له، العامل بما أمره اللّه، والمنتهي عمّا نهاه اللّه عنه. والعقب هو العاقبة، يقال: عاقبة أمر كذا وعقباه وعقبه، وذلك آخره وما يصير إليه منتهاه.
وقد اختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الكوفة {عقبًا} بضمّ العين وتسكين القاف.
والقول في ذلك عندنا. أنّهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 15/270-271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد قال: {الولاية} الدين والولاية ما أتولى). [الدر المنثور: 9/552]