تفسير قوله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أشهل، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد: {فظن أن لن نقدر عليه}، قال: فظن أن لن نعاقبه بذنب). [الجامع في علوم القرآن: 1/139]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني شبيب عن شعبة عن الحكم عن مجاهد في قول الله: {فظن أن لن نقدر عليه}، أن لن نعاقبه). [الجامع في علوم القرآن: 2/25]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة والكلبي فظن أن لن نقدر عليه قالا ظن أن لن نقضي عليه العقوبة). [تفسير عبد الرزاق: 2/27]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فنادى في الظلمات قال ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل). [تفسير عبد الرزاق: 2/27]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا يحيى بن العلاء قال أخبرني حميد بن صخر عن أنس بن مالك قال: قال النبي لما ألقى يونس نفسه في البحر فالتقمه الحوت هوى به حتى انتهى به إلى الأرض فسمع تسبيح الأرض فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قال فأقبلت الدعوة تحن حول العرش فقالت الملائكة يا ربنا إنا لنسمع صوتا ضعيفا من بلاد غربية فقال أو ما تدرون من ذاكم قالوا لا ربنا قال ذاكم عبدي يونس قالوا الذي كنا لا نزال نرفع له عملا متقبلا ودعوة مجابة قال نعم قالوا ربنا ألا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتجيبه عند البلاء قال بلى فأمر الحوت فلفظه قال حميد فحدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة أنه لفظه حين لفظه في أصل يقطينة وهي الدباء وهو كهيئة الصبي فكان يستظل بظلها وهيأ الله له أروية من الوحش تروح عليه بكرة وعشيا فتفشخ عليه فيشرب من لبنها حتى نبت لحمه). [تفسير عبد الرزاق: 2/156-157]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله إذ ذهب مغاضبا قال غاضب قومه ولم يغاضب ربه). [تفسير عبد الرزاق: 2/158]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن إسماعيل بن عبد الملك عن سعيد بن جبير في قوله: {ذهب مغاضبًا فظنّ أن لن نقدر عليه} قال: ذهب مغاضبا لربه [الآية: 87]). [تفسير الثوري: 204]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، قال: حدّثني من لا أتّهم، عن ابن منبّهٍ، أنّه جلس هو وطاوسٌ ونحوهما من أهل ذلك الزّمان فذكروا أيّ أمر الله أسرع، فقال بعضهم: قول الله {كلمح البصر}، وقال بعضهم: السّرير حين أتي به سليمان، فقال ابن منبّهٍ: أسرع أمر الله، أنّ يونس على حافّة السّفينة إذ أوحى اللّه إلى نونٍ في نيل مصر، قال: فما خرّ من حافّتها إلاّ في جوفه). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 363]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن عبد الله بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله تعالى: {فالتقمه الحوت} قال: لمّا التقمه ذهب به حتّى وضعه في الأرض السّابعة فسمع الأرض تسبّح، قال: فهيّجته على التّسبيح، فقال: {لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين} قال: فأخرجه حتّى ألقاه على الأرض بلا شعرٍ، ولا ظفرٍ مثل الصّبيّ المنفوس، فأنبت اللّه عليه شجرةً تظلّه، ويأكل من تحتها من حشرات الأرض، فبينما هو نائمٌ تحتها فتساقطت عليه ورقها قد يبست، فشكا ذلك إلى ربّه، فقيل له: أتحزن على شجرةٍ، ولا تحزن على مئة ألفٍ أو يزيدون يعذّبون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 443] قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وذا النّون إذ ذهب مغاضبًا فظنّ أن لن نقدر عليه فنادى في الظّلمات أن لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين}.
يقول تعالى ذكره: واذكر يا محمّد ذا النّون، يعني صاحب النّون. والنّون: الحوت. وإنّما عنى بذي النّون: يونس بن متّى، وقد ذكرنا قصّته في سورة يونس بما أغنى عن ذكره في هذا الموضع.
وقوله: {إذ ذهب مغاضبًا} يقول: حين ذهب مغاضبًا.
واختلف أهل التّأويل في معنى ذهابه مغاضبًا، وعمّن كان ذهابه، وعلى من كان غضبه، فقال بعضهم: كان ذهابه عن قومه وإيّاهم غاضب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ،، قوله: {وذا النّون إذ ذهب مغاضبًا} يقول: " غضب على قومه ".
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {إذ ذهب مغاضبًا} " أمّا غضبه فكان على قومه ".
وقال آخرون: ذهب عن قومه مغاضبًا لربّه، إذ كشف عنهم العذاب بعدما وعدهموه.
ذكر من قال ذلك، وذكر سبب مغاضبته ربّه في قولهم:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن زيادٍ، عن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " بعثه اللّه يعني يونس إلى أهل قريته، فردّوا عليه ما جاءهم به، وامتنعوا منه. فلمّا فعلوا ذلك أوحى اللّه إليه: إنّي مرسلٌ عليهم العذاب في يوم كذا وكذا، فاخرج من بين أظهرهم فأعلم قومه الّذي وعدهم اللّه من عذابه إيّاهم، فقالوا: ارمقوه، فإن خرج من بين أظهركم فهو واللّه كائنٌ ما وعدكم.
فلمّا كانت اللّيلة الّتي وعدوا بالعذاب في صبحها أدلج ورآه القوم، فخرجوا من القرية إلى برازٍ من أرضهم، وفرّقوا بين كلّ دابّةٍ وولدها، ثمّ عجّوا إلى اللّه، فاستقالوه، فأقالهم، وتنظّر يونس الخبر عن القرية وأهلها، حتّى مرّ به مارٌّ، فقال: ما فعل أهل القرية؟ فقال: فعلوا أنّ نبيّهم خرج من بين أظهرهم، عرفوا أنّه صدقهم ما وعدهم من العذاب، فخرجوا من قريتهم إلى برازٍ من الأرض، ثمّ فرّقوا بين كلّ ذات ولدٍ وولدها. وعجّوا إلى اللّه، وتابوا إليه. فقبل منهم، وأخّر عنهم العذاب قال: فقال يونس عند ذلك وغضب: واللّه لا أرجع إليهم كذّابًا أبدًا، وعدتهم العذاب في يومٍ، ثمّ ردّ عنهم ومضى على وجهه مغاضبًا ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا عوفٌ، عن سعيد بن أبي الحسن، قال: بلغني " أنّ يونس، لمّا أصاب الذّنب، انطلق مغاضبًا لربّه، واستزلّه الشّيطان ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، عن مجالد بن سعيدٍ، عن الشّعبيّ، في قوله: {إذ ذهب مغاضبًا} قال: " مغاضبًا لربّه ".
- حدّثنا الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا سفيان، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن سعيد بن جبيرٍ، فذكر نحو حديث ابن حميدٍ، عن سلمة، وزاد، فيه: قال: فخرج يونس ينظر العذاب، فلم ير شيئًا، قال: جرّبوا عليّ كذبًا فذهب مغاضبًا لربّه حتّى أتى البحر ".
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن وهب بن منبّهٍ اليمانيّ، قال: سمعته يقول: " إنّ يونس بن متّى كان عبدًا صالحًا، وكان في خلقه ضيقٌ. فلمّا حملت عليه أثقال النّبوّة، ولها أثقالٌ لا يحملها إلاّ قليلٌ، تفسّخ تحتها تفسّخ الرّبع تحت الحمل، فقذفها بين يديه، وخرج هاربًا منها. يقول اللّه لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل}، {فاصبر لحكم ربّك ولا تكن كصاحب الحوت}، أي: لا تلق أمري كما ألقاه.
وهذا القول، أعني قول من قال: ذهب عن قومه مغاضبًا لربّه، أشبه بتأويل الآية، وذلك لدلالة قوله: {فظنّ أن لن نقدر عليه} على ذلك. على أنّ الّذين وجّهوا تأويل ذلك إلى أنّه ذهب مغاضبًا لقومه، إنّما زعموا أنّهم فعلوا ذلك استنكارًا منهم أن يغاضب نبيّ من الأنبياء ربّه، واستعظامًا له. وهم بقيلهم أنّه ذهب مغاضبًا لقومه قد دخلوا في أمرٍ أعظم ممّا أنكروا، وذلك أنّ الّذين قالوا: ذهب مغاضبًا لربّه اختلفوا في سبب ذهابه كذلك، فقال بعضهم: إنّما فعل ما فعل من ذلك كراهة أن يكون بين قومٍ قد جرّبوا عليه الخلف فيما وعدهم، واستحيا منهم، ولم يعلم السّبب الّذي دفع به عنهم البلاء.
وقال بعض من قال هذا القول: كان من أخلاق قومه الّذين فارقهم قتل من جرّبوا عليه الكذب، عسى أن يقتلوه من أجل أنّه وعدهم العذاب، فلم ينزل بهم ما وعدهم من ذلك وقد ذكرنا الرّواية بذلك في سورة يونس، فكرهنا إعادته في هذا الموضع.
وقال آخرون: بل إنّما غاضب ربّه من أجل أنّه أمر بالمصير إلى قومٍ لينذرهم بأسه، ويدعوهم إليه، فسأل ربّه أن ينظره ليتأهّب للشّخوص إليهم، فقيل له: الأمر أسرع من ذلك، ولم ينظر، حتّى شاء أن ينظر إلى أن يأخذ نعلاً يلبسها، فقيل له نحو القول الأوّل. وكان رجلاً في خلقه ضيقٌ، فقال: أعجلني ربّي أن آخذ نعلاً فذهب مغاضبًا.
- وممّن ذكر هذا القول عنه: الحسن البصريّ حدّثني بذلك الحارث، قال: حدّثنا الحسن بن موسى، عن أبي هلالٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عنه.
قال أبو جعفرٍ: وليس في واحدٍ من هذين القولين من وصف نبيّ اللّه يونس صلوات اللّه عليه شيءٌ إلاّ وهو دون ما وصفه بما وصفه الّذين قالوا: ذهب مغاضبًا لقومه، لأنّ ذهابه عن قومه مغاضبًا لهم، وقد أمره اللّه تعالى بالمقام بين أظهرهم، ليبلّغهم رسالته، ويحذّرهم بأسه وعقوبته على تركهم الإيمان به، والعمل بطاعته، لا شكّ أنّ فيه ما فيه. ولولا أنّه قد كان صلّى اللّه عليه وسلّم أتى ما قاله الّذين وصفوه بإتيان الخطيئة، لم يكن اللّه تعالى ذكره ليعاقبه العقوبة الّتي ذكرها في كتابه، ويصفه بالصّفة الّتي وصفه بها، فيقول لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظومٌ}، ويقول: {فالتقمه الحوت وهو مليمٌ فلولا أنّه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}.
وقوله: {فظنّ أن لن نقدر عليه} اختلف أهل التّأويل في تأويله، فقال بعضهم: معناه: فظنّ أن لن نعاقبه بالتّضييق عليه. من قولهم: قدرت على فلانٍ: إذا ضيّقت عليه، كما قال اللّه جلّ ثناؤه: {ومن قدر عليه رزقه فلينفق ممّا آتاه اللّه}
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فظنّ أن لن، نقدر عليه} يقول: " ظنّ أن لن يأخذه العذاب الّذي أصابه ".
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {فظنّ أن لن، نقدر عليه} يقول: " ظنّ أن لن نقضي عليه عقوبةً، ولا بلاءً فيما صنع بقومه في غضبه إذ غضب عليهم، وفراره. وعقوبته أخذ النّون إيّاه ".
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهدٍ، أنّه قال في هذه الآية: {فظنّ أن لن نقدر عليه} قال: " فظنّ أن لن نعاقبه بذنبه ".
- حدّثني موسى بن عبد الرّحمن المسروقيّ قال: حدّثنا زيد بن حبابٍ قال: حدّثني شعبة، عن مجاهدٍ، ولم يذكر فيه الحكم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فظنّ أن لن نقدر عليه} قال: يقول: " ظنّ أن لن نعاقبه ".
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة والكلبي: {فظنّ أن لن نقدر عليه} قالا: " ظنّ أن لن نقضي عليه العقوبة.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فظنّ أن لن نقدر} يقول: " ظنّ أنّ اللّه لن يقضي عليه عقوبةً، ولا بلاءً في غضبه الّذي غضب على قومه، وفراقه إيّاهم ".
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {فظنّ أن لن نقدر عليه} قال: " البلاء الّذي أصابه ".
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فظنّ أنه يعجز ربّه فلا يقدر عليه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا عوفٌ، عن سعيد بن أبي الحسن، قال: بلغني " أنّ يونس، لمّا أصاب الذّنب، انطلق مغاضبًا لربّه، واستزلّه الشّيطان، حتّى ظنّ أن لن نقدر عليه. قال: وكان له سلفٌ وعبادةٌ وتسبيحٌ. فأبى اللّه أن يدعه للشّيطان، فأخذه فقذفه في بطن الحوت، فمكث في بطن الحوت أربعين، من بين ليلةٍ ويومٍ، فأمسك اللّه نفسه، فلم يقتله هناك. فتاب إلى ربّه في بطن الحوت، وراجع نفسه " قال: " فقال: {سبحانك إنّي كنت من الظّالمين} قال: فاستخرجه اللّه من بطن الحوت برحمته بما كان سلف من العبادة والتّسبيح، فجعله من الصّالحين ". قال عوفٌ: وبلغني " أنّه قال في دعائه: وبنيت لك مسجدًا في مكانٍ لم يبنه أحدٌ قبلي ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا هوذة، قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن: {فظنّ أن لن، نقدر عليه} " وكان له سلفٌ من عبادةٍ وتسبيحٍ، فتداركه اللّه بها فلم يدعه للشّيطان ".
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الرّحمن بن الحارث، عن إياس بن معاوية المدنيّ، أنّه كان إذا ذكر عنده يونس، وقوله: {فظنّ أن لن نقدر عليه} يقول إياس: " فلم فرّ ".
وقال آخرون: بل ذلك بمعنى الاستفهام، وإنّما تأويله: أفظنّ أن لن نقدر عليه؟.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فظنّ أن لن نقدر عليه} قال: هذا استفهامٌ. وفي قوله: {فما تغن النّذر}، قال: " استفهامٌ أيضًا ".
قال أبو جعفرٍ: وأولى هذه الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصّواب، قول من قال: عنى به: فظنّ يونس أن لن نحبسه، ونضيّق عليه، عقوبةً له على مغاضبته ربّه.
وإنّما قلنا ذلك أولى بتأويل الكلمة، لأنّه لا يجوز أن ينسب إلى الكفر وقد اختاره لنبوّته، ووصفه بأن ظنّ أنّ ربّه يعجز عمّا أراد به، ولا يقدر عليه، وصفٌ له بأنّه جهل قدرة اللّه، وذلك وصفٌ له بالكفر، وغير جائزٍ لأحدٍ وصفه بذلك.
وأمّا ما قاله ابن زيدٍ، فإنّه قولٌ لو كان في الكلام دليلٌ على أنّه استفهامٌ حسنٌ، ولكنّه لا دلالة فيه على أنّ ذلك كذلك. والعرب لا تحذف من الكلام شيئًا لهم إليه حاجةٌ إلاّ وقد أبقت دليلاً على أنّه مرادٌ في الكلام، فإذا لم يكن في قوله: {فظنّ أن لن نقدر عليه} دلالةٌ على أنّ المراد به الاستفهام كما قال ابن زيدٍ، كان معلومًا أنّه ليس به. وإذ فسد هذان الوجهان، صحّ الثّالث، وهو ما قلنا.
وقوله: {فنادى في الظّلمات} اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بهذه الظّلمات، فقال بعضهم: عني بها ظلمة اللّيل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ: {فنادى في الظّلمات} قال: " ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة اللّيل " وكذلك قال أيضًا ابن جريجٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن زيادٍ، عن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: {نادى في الظّلمات}: " ظلمة اللّيل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت {لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين} ".
- حدّثني محمّد بن إبراهيم السّلميّ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: أخبرنا محمّد بن رفاعة، قال: سمعت محمّد بن كعبٍ، يقول في هذه الآية: {فنادى في الظّلمات} قال: " ظلمة اللّيل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت ".
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فنادى في الظّلمات} قال: " ظلمة اللّيل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت ".
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {فنادى في الظّلمات} قال: " ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة اللّيل ".
وقال آخرون: إنّما عنى بذلك أنّه نادى في ظلمة جوف حوتٍ في جوف حوتٍ آخر في البحر. قالوا: فذلك هو الظّلمات.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن سالم بن أبي الجعد: {فنادى في الظّلمات} قال: " أوحى اللّه إلى الحوت أن لا تضرّ له لحمًا ولا عظمًا. ثمّ ابتلع الحوت حوتٌ آخر، قال: {فنادى في الظّلمات} قال: ظلمة الحوت، ثمّ حوتٌ، ثمّ ظلمة البحر ".
قال أبو جعفرٍ: والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّ اللّه أخبر عن يونس أنّه ناداه في الظّلمات: {أن لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين} ولا شكّ أنّه قد عنى بإحدى الظّلمات: بطن الحوت، وبالأخرى: ظلمة البحر، وفي الثّالثة اختلافٌ، وجائزٌ أن تكون تلك الثّالثة ظلمة اللّيل، وجائزٌ أن تكون كون الحوت في جوف حوتٍ آخر.
ولا دليل يدلّ على أيّ ذلك من أيٍّ، فلا قول في ذلك أولى بالحقّ من التّسليم لظاهر التّنزيل.
وقوله: {لا إله إلاّ أنت سبحانك} يقول: نادى يونس بهذا القول معترفًا بذنبه، تائبًا من خطيئته {إنّي كنت من الظّالمين} في معصيتي إيّاك.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن زيادٍ، عن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: {فنادى في الظّلمات أن لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين} " معترفًا بذنبه، تائبًا من خطيئته ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ قال أبو معشرٍ: قال محمّد بن قيسٍ: قوله: {لا إله إلاّ أنت سبحانك} ما صنعت من شيءٍ، فلم أعبد غيرك، {إنّي كنت من الظّالمين} " حين عصيتك ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان، عن عوفٍ الأعرابيّ، قال: " لمّا صار يونس في بطن الحوت ظنّ أنه قد مات. ثمّ حرّك رجليه، فلمّا تحرّكت سجد مكانه، ثمّ نادى: يا ربّ، اتّخذت لك مسجدًا في موضعٍ ما اتّخذه أحدٌ ".
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثني ابن إسحاق، عمّن حدّثه عن عبد اللّه بن رافعٍ، مولى أمّ سلمة زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " لمّا أراد اللّه حبس يونس في بطن الحوت، أوحى اللّه إلى الحوت: أن خذه، ولا تخدش له لحمًا، ولا تكسر عظمًا فأخذه، ثمّ هوى به إلى مسكنه من البحر، فلمّا انتهى به إلى أسفل البحر، سمع يونس حسًّا، فقال في نفسه: ما هذا؟ قال: فأوحى اللّه إليه وهو في بطن الحوت: إنّ هذا تسبيح دوابّ البحر، قال: فسبّح وهو في بطن الحوت، فسمعت الملائكة تسبيحه، فقالوا: يا ربّنا، إنّا نسمع صوتًا ضعيفًا بأرضٍ غريبةٍ، قال: ذاك عبدي يونس، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر. قالوا: العبد الصّالح الّذي كان يصعد إليك منه في كلّ يومٍ وليلةٍ عملٌ صالحٌ؟ قال: نعم. قال: فشفعوا له عند ذلك، فأمر الحوت فقذفه في السّاحل كما قال اللّه تبارك وتعالى: وهو سقيمٌ "). [جامع البيان: 16/373-385]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا أبو هلال الراسبي قال ثنا شهر بن حوشب عن ابن عباس قال إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت). [تفسير مجاهد: 413]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب إملاءً وقراءةً، ثنا محمّد بن عليّ بن ميمونٍ الرّقّيّ، ثنا محمّد بن يوسف الفريابيّ، حدّثني يونس بن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن محمّد بن سعدٍ، عن محمّد بن سعدٍ، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «دعاء ذي النّون إذ دعا به وهو في بطن الحوت، لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، أنّه لم يدع بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطّ إلّا استجيب له» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/414]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، ثنا سعيد بن مسعودٍ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، في قوله تعالى: {فنادى في الظّلمات} [الأنبياء: 87] قال: «ظلمة اللّيل وظلمة بطن الحوت وظلمة البحر» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/415]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وذا النّون} [الأنبياء: 87]- الآية.
- عن عبد اللّه - يعني ابن مسعودٍ -: وذا النّون إذ ذهب مغاضبًا قال: عبدٌ أبق من سيّده.
رواه الطّبرانيّ، وفيه يحيى الحمّانيّ وهو ضعيفٌ.
- وعن سعد بن أبي وقّاصٍ قال: «مررت بعثمان بن عفّان في المسجد فسلّمت عليه، فملأ عينيه منّي ثمّ لم يردّ عليّ السّلام، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب فقلت: يا أمير المؤمنين، هل حدث في الإسلام شيءٌ؟ مرّتين، قال: [لا] وما ذاك؟ قلت: لا، إلّا أنّي مررت بعثمان آنفا في المسجد فسلّمت عليه، فملأ عينيه منّي ثمّ لم يردّ عليّ السّلام، قال: فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه، فقال: ما منعك ألّا تكون رددت على أخيك السّلام؟ قال عثمان: ما فعلت؟ قلت: بلى، قال: حتّى حلف وحلفت، قال: ثمّ إنّ عثمان ذكر فقال: بلى وأستغفر اللّه وأتوب إليه، إنّك مررت بي آنفًا وأنا أحدّث نفسي بكلمةٍ سمعتها من رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - واللّه ما ذكرتها قطّ إلّا تغشى بصري وقلبي غشاوةٌ، قال سعدٌ: فأنا أنبّئك بها، إنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - ذكر لنا أوّل دعوةٍ، ثمّ جاءه أعرابيٌّ فشغله حتّى قام رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فتبعته حتّى أشفقت أن يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض، فالتفت إليّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فقال: " من هذا؟ أبو إسحاق "، قلت: نعم يا رسول اللّه، قال: " فمه؟ "، قلت: لا واللّه، إلّا أنّك ذكرت لنا أوّل دعوةٍ ثمّ جاءك هذا الأعرابيّ فشغلك، قال: " نعم، دعوة ذي النّون إذ هو في بطن الحوت: لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين فإنّه لن يدعو بها مسلمٌ ربّه في شيءٍ قطّ إلّا استجاب له» ". قلت: روى التّرمذيّ طرفًا من آخره.
رواه أحمد، ورجاله رجال الصّحيح، غير إبراهيم بن محمّد بن سعد بن أبي وقّاصٍ وهو ثقةٌ). [مجمع الزوائد: 7/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 87 - 88.
أخرج ابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا} يقول: غضب على قومه {فظن أن لن نقدر عليه} يقول: أن لن نقضي عليه عقوبة ولا بلاء فيما صنع بقومه في غضبه عليهم وفراره، قال: وعقوبته أخذ النون إياه). [الدر المنثور: 10/357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا} قال: مغاضبا لقومه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن قيس قال: كانت تكون أنبياء جميعا يكون عليهم واحد فكان يوحى إلى ذلك النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أرسل فلان إلى بني فلان فقال الله: {إذ ذهب مغاضبا} قال: مغاضبا لذلك النبي). [الدر المنثور: 10/358]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فظن أن لن نقدر عليه} قال: ظن أن لن يأخذه العذاب الذي أصابه). [الدر المنثور: 10/358]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {إذ ذهب مغاضبا} قال: انطلق آبقا {فظن أن لن نقدر عليه} فكان له سلف من عمل صالح فلم يدعه الله فبه أدركه). [الدر المنثور: 10/358]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فظن أن لن نقدر عليه} قال: ظن أن لن نعاقبه بذلك). [الدر المنثور: 10/358]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية في قوله: {فظن أن لن نقدر عليه} قال: أن لن نقضي عليه). [الدر المنثور: 10/358]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {فظن أن لن نقدر عليه} يقول: ظن أن الله لن يقضي عليه عقوبة ولا بلاء في غضبه الذي غضب على قومه فراقه إياهم). [الدر المنثور: 10/359]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن الحارث قال: لما التقم الحوت يونس نبذ به إلى قرار الأرض فسمع تسبيح الأرض فذاك الذي حاجه فناداه). [الدر المنثور: 10/359]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {فظن أن لن نقدر عليه} قال: ظن أن لن نعاقبه {فنادى في الظلمات} قال: ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت {أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} قال الملائكة: صوت معروف في أرض غريبة). [الدر المنثور: 10/359]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة والكلبي {فظن أن لن نقدر عليه} قالا: ظن أن لن نقضي عليه العقوبة). [الدر المنثور: 10/359]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما {فنادى في الظلمات} قال: ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت.
وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب وعمرو بن ميمون وقتادة مثله.
وأخرج أحمد في الزهد عن سعيد بن جبير مثله). [الدر المنثور: 10/359-360]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وابن أبي الدنيا في كتاب الفرج بعد الشدة، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه {فنادى في الظلمات} قال: ظلمة الليل وظلمة بطن الحوت وظلمة البحر). [الدر المنثور: 10/360]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سالم بن أبي الجعد قال: أوحى الله تعالى إلى الحوت أن: لا تضر له لحما ولا عظما ثم ابتلع الحوت حوت آخر قال: {فنادى في الظلمات} قال: ظلمة الحوت ثم حوت ثم ظلمة البحر). [الدر المنثور: 10/360]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: كل تسبيح في القرآن صلاة إلا قوله: {سبحانك إني كنت من الظالمين} ). [الدر المنثور: 10/360]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن معاوية قال له يوما: إني قد ضربتني أمواج القرآن البارحة في آيتين لم أعرف تأويلهما ففزعت إليك، قال: وما هما قال: قول الله: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه} وأنه يفوته إن أراده وقول الله: (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا) (يوسف آية 110) كيف هذا يظنون أنه قد كذبهم ما وعدهم فقال ابن عباس: أما يونس فظن أن لن تبلغ خطيئته أن يقدر الله عليه فيها العقاب ولم يشك أن الله إن أراده قدر عليه.
وأمّا الآية الأخرى فإن الرسل استيأسوا من إيمان قومهم وظنوا أن من عصاهم لرضا في العلانية قد كذبهم في السر وذلك لطول البلاء ولم تستيئس الرسل من نصر الله ولم يظنوا أنهم كذبهم ما وعدهم، فقال معاوية: فرجت عني با ابن عباس فرج الله عنك). [الدر المنثور: 10/361]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم ن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما دعا يونس قومه أوحى الله إليه أن العذاب يصبحهم فقال لهم فقالوا: ما كذب يونس وليصبحنا العذاب فتعالوا حتى نخرج سخال كل شيء فنجعلها من أولادنا لعل الله أن يرحمهم، فأخرجوا النساء مع الولدان وأخرجوا الإبل مع فصلانها وأخرجوا البقر مع عجاجيلها وأخرجوا الغنم مع سخالها فجعلوه أمامهم وأقبل العذاب، فلما رأوه جأروا إلى الله ودعوا وبكى النساء والولدان ورغت الإبل وفصلانها وخارت البقر وعجاجيلها وثغت الغنم وسخالها فرحمهم الله فصرف ذلك العذاب عنهم وغضب يونس فقال: كذبت فهو قوله: {إذ ذهب مغاضبا} فمضى إلى البحر وقوم رست سفينتهم فقال: احملوني معكم فحملوه فأخرج الجعل فأبوا أن يقبلوه منه فقال: إذا أخرج عنكم، فقبلوه فلما لجت السفينة في البحر أخذهم البحر والأمواج فقال لهم يونس: اطرحوني تنجوا، قالوا: بل نمسكك ننجو، قال: فساهموني - يعني قارعوني - فساهموه ثلاثا فوقعت عليه القرعة فأوحى إلى سمكة يقال لها النجم من البحر الأخضر أن شقي البحار حتى تأخذي يونس فليس يونس لك رزقا ولكن بطنك له سجن فلا تخدشي له جلدا ولا تكسري له عظما فجاءت حتى استقبلت السفينة فقارعوه الثالثة فوقعت عليه فاقتحم الماء فالتقمته السمكة فشقت به البحار حتى انتهت به إلى البحر الأخضر). [الدر المنثور: 10/361-362]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما التقم الحوت يونس ذهب به حتى أوقفه بالأرض السابعة فسمع تسبيح الأرض فهيجه على التسبيح فقال: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فأخرجته حتى ألقته على الأرض بلا شعر ولا ظفر مثل الصبي المنفوس فأنبتت عليه شجرة تظله ويأكل من تحتها من حشرات الأرض فبينا هو نائم تحتها إذ تساقط ورقها قد يبست، فشكا ذلك إلى ربه فقال: تحزن على شجرة يبست ولا تحزن على مائة ألف أو يزيدون يعذبون). [الدر المنثور: 10/362-363]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن أبي الدنيا في الفرج، وابن مردويه عن أنس رفعه: أن يونس حين بدا له أن يدعو الله بالكلمات حين ناداه في بطن الحوت قال: اللهم {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فأقبلت الدعوة تحف بالعرش فقالت الملائكة: هذا صوت ضعيف معروف في بلاد غريبة فقال: أما تعرفون ذلك قال: يا رب وما هو قال: ذاك عبدي يونس، قالوا: عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مجابة قال: نعم، قالوا: يا رب أفلا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه من البلاء قال: بلى، فأمر الحوت فطرحه بالعراء فأنبت الله عليه اليقطينة). [الدر المنثور: 10/363]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وعبد بن حميد، وابن مردويه، وابن عساكر عن علي رضي الله عنه مرفوعا: ليس لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى سبح الله في الظلمات). [الدر المنثور: 10/363-364]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي والنسائي والحكيم في نوادر الأصول والحاكم وصححه، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له). [الدر المنثور: 10/364]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والدبلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: هذه الآية مفزع للأنبياء {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} نادى بها يونس في ظلمة بطن الحوت). [الدر المنثور: 10/364]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} ). [الدر المنثور: 10/365]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: هل أدلكم على اسم الله الأعظم دعاء يونس {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فأيما مسلم دعا ربه به في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطي أجر شهيد، وإن برأ برأ مغفورا له). [الدر المنثور: 10/365]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب). [الدر المنثور: 10/365]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم مر على ثنية فقال: ما هذه قالوا: ثنية كذا وكذا، قال: كأني أنظر إلى يونس على ناقة خطامها ليف وعليه جبة من صوف وهو يقول: لبيك اللهم لبيك). [الدر المنثور: 10/365]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى - نسبة إلى أبيه - أصاب ذنبا ثم اجتباه ربه). [الدر المنثور: 10/365-366]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والبخاري والنسائي، وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقولن أحدكم أنا خير من يونس بن متى). [الدر المنثور: 10/366]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى، والله أعلم). [الدر المنثور: 10/366]
تفسير قوله تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن إسماعيل بن عبد الملك عن سعيد بن جبير في قوله: {ونجيناه من الغم} قال: ظلمة البحر وظلمة بطن الحوت وظلمة الليل [الآية: 88]). [تفسير الثوري: 204]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}.
يقول تعالى ذكره: {فاستجبنا} ليونس دعاءه إيّانا، إذ دعانا في بطن الحوت، ونجّيناه من الغمّ الّذي كان فيه بحبسناه في بطن الحوت، وغمّه بخطيئته وذنبه. {وكذلك ننجي المؤمنين} يقول جلّ ثناؤه: وكما أنجينا يونس من كرب الحبس في بطن الحوت في البحر إذ دعانا، كذلك ننجي المؤمنين من كربهم إذا استغاثوا بنا ودعونا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك جاء الأثر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عمران بن بكّارٍ الكلاعيّ، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الرّحمن، قال: حدّثنا أبو يحيى بن عبد الرّحمن، قال: حدّثني بشر بن منصورٍ، عن عليّ بن زيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، قال: سمعت سعد بن مالكٍ، يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " اسم اللّه الّذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، دعوة يونس بن متّى ". قال: فقلت: يا رسول اللّه، هي ليونس بن متّى خاصّةٌ، أم لجماعة المسلمين؟ قال: " هي ليونس بن متّى خاصّةٌ، وللمؤمنين عامّةٌ، إذا دعوا بها، ألم تسمع قول اللّه تبارك وتعالى {فنادى في الظّلمات أن لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}؟ فهو شرط اللّه لمن دعاه بها ".
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ننجي المؤمنين} فقرأت ذلك قرّاء الأمصار، سوى عاصمٍ، بنونين، الثّانية منهما ساكنةٌ، من أنجيناه، فنحن ننجيه. وإنّما قرءوا ذلك كذلك، وكتابته في المصاحف بنونٍ واحدةٍ، لأنّه لو قرئ بنونٍ واحدةٍ، وتشديد الجيم، بمعنى ما لم يسمّ فاعله، كان المؤمنون رفعًا، وهم في المصاحف منصوبون، ولو قرئ بنونٍ واحدةٍ، وتخفيف الجيم، كان الفعل للمؤمنين، وكانوا رفعًا، ووجب مع ذلك أن يكون قوله ( نجّي ) مكتوبًا بالألف، لأنّه من ذوات الواو، وهو في المصاحف بالياء.
فإن قال قائلٌ: فكيف كتب ذلك بنونٍ واحدٍ، وقد علمت أنّ حكم ذلك إذا قرئ: {ننجي} أن يكتب بنونين؟ قيل: لأنّ النّون الثّانية لمّا سكّنت وكان السّاكن غير ظاهرٍ على اللّسان حذفت، كما فعلوا ذلك بـ إلاّ لا، فحذفوا النّون من ( إنّ ) لخفائها، إذ كانت مندغمةً في اللاّم من ( لا ).
وقرأ ذلك عاصمٌ: ( نجّي المؤمنين ) بنونٍ واحدةٍ، وتثقيل الجيم، وتسكين الياء. فإن يكن عاصمٌ وجّه قراءته ذلك إلى قول العرب: ضرب الضّرب زيدًا، فكنّى عن المصدر الّذي هو النّجاء، وجعل الخبر أعني خبر ما لم يسمّ فاعله المؤمنين، كأنّه أراد: وكذلك نجّي النّجاء المؤمنين، فكنّى عن النّجاء، فهو وجهٌ، وإن كان غيره أصوب، وإلاّ فإنّ الّذي قرأ من ذلك على ما قرأه لحنٌ، لأنّ المؤمنين اسمٌ على القراءة الّتي قرأها ما لم يسمّ فاعله، والعرب ترفع ما كان من الأسماء كذلك. وإنّما حمل عاصمًا على هذه القراءة أنّه وجد المصاحف بنونٍ واحدةٍ، وكان في قراءته إيّاه على ما عليه قراءة القرّاء إلحاق نونٍ أخرى ليست في المصحف، فظنّ أنّ ذلك زيادة ما ليس في المصحف، ولم يعرف لحذفها وجهًا يصرفه إليه.
قال أبو جعفرٍ: والصّواب من القراءة الّتي لا أستجيز غيرها في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار، من قراءته بنونين، وتخفيف الجيم، لإجماع الحجّة من القرّاء عليها، وتخطئتها خلافه). [جامع البيان: 16/385-387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعد رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اسم الله الذي دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى دعوة يونس بن متى، قلت: يا رسول الله هي ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين قال: هي ليونس خاصة وللمؤمنين إذا دعوا بها ألم تسمع قول الله: {وكذلك ننجي المؤمنين} فهو شرط من الله لمن دعاه). [الدر المنثور: 10/364]