تفسير قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله قد أفلح المؤمنون قال: قال كعب إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة خلق آدم بيده والتوراة بيده وغرس جنة عدن بيده ثم قال للجنة تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون لما علمت فيها من كرامة الله لأهلها). [تفسير عبد الرزاق: 2/43]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا جعفرٌ، عن أبي عمران، حدّثنا يزيد بن بابنوس، قال: قلنا لعائشة: يا أمّ المؤمنين، كيف كان خلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟، قالت: «كان خلق رسول الله القرآن»، فقرأت {قد أفلح المؤمنون} [المؤمنون: 1] حتّى انتهت {والّذين هم على صلواتهم يحافظون} [المؤمنون: 9]، قالت: «هكذا كان خلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/193]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون (1) الّذين هم في صلاتهم خاشعون (2) والّذين هم عن اللّغو معرضون}.
قال أبو جعفرٍ: يعني جلّ ثناؤه بقوله: {قد أفلح المؤمنون} قد أدرك الّذين صدقوا اللّه ورسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، وأقرّوا بما جاءهم به من عند اللّه، وعملوا بما دعاهم إليه ممّا سمّي في هذه الآيات، الخلود في جنّات ربّهم وفازوا بطلبتهم لديه
- كما حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {قد أفلح المؤمنون} قال: قال كعبٌ: لم يخلق اللّه بيده إلاّ ثلاثةً: خلق آدم بيده، وكتب التّوراة بيده، وغرس جنّة عدنٍ بيده، ثمّ قال لها: تكلّمي فقالت: {قد أفلح المؤمنون} لما علمت فيها من الكرامة.
- حدّثنا سهل بن موسى الرّازيّ، قال: حدّثنا يحيى بن الضّريس، عن عمرو بن أبي قيسٍ، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، عن مجاهدٍ، قال: لمّا غرس اللّه تبارك وتعالى الجنّة، نظر إليها فقال: {قد أفلح المؤمنون}.
- قال: حدّثنا حفص بن عمر، عن أبي خلدة، عن أبي العالية قال: لمّا خلق اللّه الجنّة قال: {قد أفلح المؤمنون} فأنزل اللّه به قرآنًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ، عن ميسرة، قال: لم يخلق اللّه شيئًا بيده غير أربعة أشياء: خلق آدم بيده، وكتب الألواح بيده، والتّوراة بيده، وغرس عدنًا بيده، ثمّ قال: {قد أفلح المؤمنون} ). [جامع البيان: 17/5-6]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أحمد بن سهلٍ الفقيه ببخارى، ثنا قيس بن أنيفٍ، ثنا قتيبة بن سعيدٍ، ثنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران، عن يزيد بن بابنوس، قال: قلنا لعائشة رضي اللّه عنها: يا أمّ المؤمنين، كيف كان خلق رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟ قالت: «كان خلق رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم القرآن». ثمّ قالت: تقرأ سورة المؤمنين؟ اقرأ {قد أفلح المؤمنون} [المؤمنون: 1] حتّى بلغ العشر. فقالت: هكذا كان خلق رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/426] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب المفرد والنسائي، وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن يزيد بن بابنوس قال: قلنا لعائشة كيف كان خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كان خلقه القرآن، ثم قالت: تقرأ سورة المؤمنون {قد أفلح المؤمنون} فقرأ حتى بلغ العشر فقالت: هكذا كان خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). [الدر المنثور: 10/539] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلق الله جنة عدن وغرس أشجارها بيده وقال لها: تكلمي، فقالت {قد أفلح المؤمنون}.
وأخرج الطبراني في السنة، وابن مردويه من حديث ابن عباس مثله). [الدر المنثور: 10/539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة في قوله {قد أفلح المؤمنون} قال: قال كعب: لم يخلق الله بيده إلا ثلاثة، خلق آدم بيده والتوراة بيده وغرس جنة عدن بيده ثم قال: تكلمي، فقالت: {قد أفلح المؤمنون} لما علمت فيها من الكرامة). [الدر المنثور: 10/539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: لما غرس الله الجنة نظر إليها فقال: {قد أفلح المؤمنون} ). [الدر المنثور: 10/539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال: لما خلق الله الجنة قال {قد أفلح المؤمنون} وأنزل الله به قرآنا). [الدر المنثور: 10/539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {قد أفلح المؤمنون} يعني: سعد المصدقون بتوحيد الله). [الدر المنثور: 10/539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن طلحة بن مصرف أنه كان يقرأ {قد أفلح المؤمنون} برفع أفلح). [الدر المنثور: 10/539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عن عاصم أنه قرأ بنصب (أفلح).
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {قد أفلح المؤمنون} قال: فازوا وسعدوا، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت قول لبيد:
فاعقلي إن كنت ما تعقلي * ولقد أفلح من كان عقل). [الدر المنثور: 10/540]
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، في قوله: {الذين هم في صلاتهم خاشعون} [سورة المؤمنون: 2]، قال: السكون).[الزهد لابن المبارك: 2/ 71]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا عبد الرحمن المسعودي، قال: أنبأنا أبو سنان الشيباني، عن رجل، عن علي سئل عن قول الله عز ذكره: {الذين هم في صلاتهم خاشعون} [سورة المؤمنون: 2] قال: الخشوع في القلب، وأن تلين كنفك للمرء المسلم، ولا تلتفت في صلاتك). [الزهد لابن المبارك: 2/715]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد في قوله: {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: السكون). [الزهد لابن المبارك: 2/715]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري في قوله في صلاتهم خاشعون قال هو سكون المرء في صلاته قال معمر وقال الحسن خائفون). [تفسير عبد الرزاق: 2/43]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال قتادة الخشوع في القلب). [تفسير عبد الرزاق: 2/43]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن أبي سنان عن رجل عن علي قال سئل عن قوله الذين هم في صلاتهم خاشعون قال لا تلتفت في صلاتك وأن تلين كتفيك للرجل المسلم). [تفسير عبد الرزاق: 2/43]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {في صلاتهم خاشعون} قال: الخشوع: خشوع القلب والطّرف). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 102]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} يقول تعالى ذكره: الّذين هم في صلاتهم إذا قاموا فيها خاشعون؛ وخشوعهم فيها تذلّلهم للّه فيها بطاعته، وقيامهم فيها بما أمرهم بالقيام به فيها.
وقيل: إنّها نزلت من أجل أنّ القوم كانوا يرفعون أبصارهم فيها إلى السّماء قبل نزولها، فنهوا بهذه الآية عن ذلك.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت خالدًا، عن محمّد بن سيرين، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا صلّى نظر إلى السّماء، فأنزلت هذه الآية: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: فجعل بعد ذلك وجهه حيث يسجد.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا هارون بن المغيرة، عن أبي جعفرٍ، عن الحجّاج الصّوّاف، عن ابن سيرين، قال: كان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يرفعون أبصارهم في الصّلاة إلى السّماء؛ حتّى نزلت: {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون} فقالوا بعد ذلك برءوسهم هكذا.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا أيّوب، عن محمّدٍ، قال: نبّئت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا صلّى رفع بصره إلى السّماء، فنزلت آيةٌ إن لم تكن {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} فلا أدري أيّة آية هي؟ قال: فطأطأ. قال: وقال محمّدٌ: وكانوا يقولون: لا يجاوز بصره مصلاّه، فإن كان قد استعاد النّظر فليغمض.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا هشيمٌ، عن ابن عونٍ، عن محمّد نحوه.
واختلف أهل التّأويل في الّذي عني به في هذا الموضع من الخشوع، فقال بعضهم: عني به سكون الأطراف في الصّلاة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: السّكون فيها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: سكون المرء في صلاته.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، مثله
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن الثّوريّ، عن أبي سفيان الشّيبانيّ، عن رجلٍ، عن عليٍّ، قال: سئل عن قوله: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: لا تلتفت في صلاتك.
- حدّثنا عبد الجبّار بن يحيى الرّمليّ، قال: قال ضمرة بن ربيعة، عن أبي شوذبٍ، عن الحسن، في قوله: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: كان خشوعهم في قلوبهم، فغضّوا بذلك البصر، وخفضوا به الجناح.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن إبراهيم، في قوله: {خاشعون} قال: الخشوع في القلب، وقال: ساكنون.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني خالد بن عبد اللّه عن المسعوديّ، عن أبي سنانٍ، عن رجلٍ من قومه، عن عليٍّ رضي اللّه عنه قال: الخشوع في القلب، وأن تلين للمرء المسلم كنفك، ولا تلتفت.
- قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ قال: قال عطاء بن أبي رباحٍ في قوله: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: التّخشّع في الصّلاة.
وقال لي غير عطاءٍ: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قام في الصّلاة نظر عن يمينه ويساره ووجاهه، حتّى نزلت: {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون} فما رؤي بعد ذلك ينظر إلاّ إلى الأرض.
وقال آخرون: عني به الخوف في هذا الموضع
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: خائفون.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، في قوله: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} قال الحسن: خائفون. وقال قتادة: الخشوع في القلب.
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} يقول: خائفون ساكنون.
وقد بيّنّا فيما مضى قبل من كتابنا أنّ الخشوع التّذلّل والخضوع، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. وإذ كان ذلك كذلك، ولم يكن اللّه تعالى ذكره دلّ على أنّ مراده من ذلك معنًى دون معنًى في عقلٍ ولا خبرٍ، كان معلومًا أنّ معنى مراده من ذلك العموم. وإذ كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام ما وصفت من قبل من أنّه: والّذين هم في صلاتهم متذلّلون للّه بإدامة ما ألزمهم من فرضه وعبادته، وإذا تذلّل للّه فيها العبد رؤيت ذلّة خضوعه في سكون أطرافه، وشغله بفرضه، وتركه ما أمر بتركه فيها). [جامع البيان: 17/6-10]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني الحسن بن حليمٍ المروزيّ، أنبأ أبو الموجّه، أنبأ عبدان، أنبأ عبد اللّه، أنبأ عبد الرّحمن المسعوديّ، أخبرني أبو سنانٍ، عن عبيد اللّه بن أبي رافعٍ، عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، أنّه سئل عن قوله عزّ وجلّ: {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 2] قال: «الخشوع في القلب، وأن تلين كتفك للمرء المسلم، وأن لا تلتفت في صلاتك» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/426]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني أبو سعيدٍ أحمد بن يعقوب الثّقفيّ، ثنا أبو شعيبٍ الحرّانيّ، حدّثني أبي، ثنا إسماعيل ابن عليّة، عن أيّوب، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم " كان إذا صلّى رفع بصره إلى السّماء فنزلت {الّذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 2] فطأطأ رأسه «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين لولا خلافٌ فيه على محمّدٍ فقد قيل عنه مرسلًا ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/426]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: الذين هم في صلاتهم خاشعون.
أخرج سعيد بن منصور، وابن جرير والبيهقي في "سننه" عن محمد ابن سيرين قال: نبئت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى يرفع بصره إلى السماء فنزلت {الذين هم في صلاتهم خاشعون} ). [الدر المنثور: 10/540]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في مراسيله، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه" من وجه آخر عن ابن سيرين قال: كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا قام في الصلاة نظر هكذا وهكذا يمينا وشمالا فنزلت {الذين هم في صلاتهم خاشعون} فحنى رأسه). [الدر المنثور: 10/540-541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد ابن سيرين قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة ويلتفتون يمينا وشمالا فأنزل الله {قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون} فقالوا برؤوسهم فلم يرفعوا أبصارهم بعد ذلك في الصلاة ولم يلتفتوا يمينا ولا شمالا). [الدر المنثور: 10/541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربما ينظر إلى الشيء في الصلاة فرفع بصره حتى نزلت آية ان لم تكن هذه فلا أدري ما هي {الذين هم في صلاتهم خاشعون} فوضع رأسه). [الدر المنثور: 10/541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في "سننه" عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان أذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت {الذين هم في صلاتهم خاشعون} فطأطأ رأسه). [الدر المنثور: 10/541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر في قوله {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: كانوا إذا قاموا في الصلاة اقبلوا على صلاتهم وخفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم وعلموا أن الله يقبل عليهم فلا يلتفتون يمينا لولا شمالا). [الدر المنثور: 10/541-542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في "سننه" عن علي أنه سئل عن قوله {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: الخشوع في القلب وان تلين كنفك للمرء المسلم وان لا تلتفت في صلاتك). [الدر المنثور: 10/542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وان المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: خائفون ساكنون). [الدر المنثور: 10/542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعوذوا بالله من خشوع النفاق، قالوا يا رسول الله وما خشوع النفاق قال: خشوع البدن ونفاق القلب). [الدر المنثور: 10/542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك، وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي الدرداء قال: استعيذوا بالله من خشوع النفاق، قيل له: وما خشوع النفاق قال: إن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع). [الدر المنثور: 10/542-543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة قال: الخشوع في القلب هو الخوف وغض البصر في الصلاة). [الدر المنثور: 10/543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير عن إبراهيم {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: الخشوع في القلب، وقال: ساكتون). [الدر المنثور: 10/543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: كان خشوعهم في قلوبهم فغضوا بذلك أبصارهم وخفضوا لذلك الجناح). [الدر المنثور: 10/543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن الزهري {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: هو سكون المرء في صلاته). [الدر المنثور: 10/543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال: الخشوع في الصلاة السكوت فيها). [الدر المنثور: 10/543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن مجاهد عن عبد الله بن الزبير، أنه كان يقوم للصلاة كأنه عود وكان أبو بكر رضي الله عنه يفعل ذلك، وقال مجاهد: هو الخشوع في الصلاة). [الدر المنثور: 10/544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي من طريق القاسم بن محمد عن أسماء بنت أبي بكر عن أم رومان والدة عائشة قالت: رآني أبو بكر الصديق رضي الله عنه أتميل في صلاتي فزجرني زجرة كدت أنصرف من صلاتي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا قام أحدكم في الصلاة فليسكن أطرافه لا يتميل اليهود فان سكون الأطراف في الصلاة من تمام الصلاة). [الدر المنثور: 10/544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى رجلا يعبث بحليته في صلاته فقال: لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه). [الدر المنثور: 10/544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن أبي قلابة قال: سألت مسلم بن يسار عن الخشوع في الصلاة فقال: تضع بصرك حيث تسجد). [الدر المنثور: 10/544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والنسائي عن عائشة قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الالتفات في الصلاة فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد). [الدر المنثور: 10/544-545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة أنه قال في مرضه (اقعدوني اقعدوني فان عندي وديعة أودعتها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يلتفت أحدكم في صلاته فان كان لا بد فاعلا ففي غير ما افترض الله عليه). [الدر المنثور: 10/545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة من طريق عطاء قال سمعت أبا هريرة يقول: إذا صليت فان ربك أمامك وأنت مناجيه فلا تلتفت، قال عطاء: وبلغني إن الرب يقول: يا ابن آدم إلى من تلتفت أنا خير لك ممن تلتفت إليه). [الدر المنثور: 10/545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء قال: إياكم والالتفاف في الصلاة فانه لا صلاة للمتلفت وإذا غلبتم على تطوع فلا تغلبوا على المكتوبة). [الدر المنثور: 10/545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: إن الله لا يزال مقبلا على العبد ما دام في صلاته ما لم يحدث أو يلتفت). [الدر المنثور: 10/545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن منقذ قال: إذا قام الرجل إلى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فإذا التفت أعرض عنه). [الدر المنثور: 10/545-546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال: إذا قام الرجل في الصلاة أقبل الله عليه بوجهه ما لم يلتفت). [الدر المنثور: 10/546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الحكم قال: إن من تمام الصلاة أن لا تعرف من عن يمينك ولا من عن شمالك). [الدر المنثور: 10/546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه من طريق جبير بن نفير بن عوف بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى السماء يوما فقال: هذا أوان ما يرفع العلم فقال له رجل من الأنصار يقال له ابن لبيد: يا رسول الله كيف يرفع وقد أثبت في الكتب ووعته القلوب فقال: إن كنت لا حسبك من أفقه أهل المدينة ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله قال: فلقيت شداد بن أوس فحدثته فقال: صدق عوف إلا أخبرك بأول ذلك، قلت: بلى قال: الخشوع حتى لا ترى خاشعا). [الدر المنثور: 10/546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه من طريق جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشخص ببصره إلى السماء ثم قال: هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء فقال زياد بن لبيد: يا رسول الله وكيف يختلس العلم منا وقد قرأنا القرآن فو الله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال: ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لا عدك من فقهاء أهل المدينة هذا التوراة والانجيل عند اليهود والنصارى فماذا يغني عنهم فلقيت عبادة بن الصامت فقلت له: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء وأخبرته، فقال صدق وان شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس الخشوع، يوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيه رجلا خاشعا). [الدر المنثور: 10/546-547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والحاكم وصححه عن حذيفة قال: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ولتنقضن عرا الإسلام عروة عروة وليصلين النساء وهن حيض ولتسلكن طريق من كان قبلكم حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل لا تخطو طريقهم ولا تخطى ء بكم حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة تقول إحداهما: ما بال الصلاة الخمس لقد ضل من كان قبلنا إنما قال الله {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} هود، الآية 114 لا تصلوا إلا ثلاثا، وتقول الأخرى: إنما المؤمنون بالله كإيمان الملائكة لا فينا كافر ولا منافق حق على الله أن يحشرها مع الدجال). [الدر المنثور: 10/547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي اليسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: منكم من يصلي الصلاة كاملة ومنكم من يصلي النصف والثلث والربع حتى بلغ العشر). [الدر المنثور: 10/548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم، وابن ماجة، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لينتهين قوم يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم). [الدر المنثور: 10/548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والنسائي، وابن ماجة عن أنس بن مالك إن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد في ذلك حتى قال: لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم). [الدر المنثور: 10/548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم). [الدر المنثور: 10/548-549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال: أما يخشى أحدكم إذا رفع بصره إلى السماء أن لا يرجع إليه بصره يعني وهو في الصلاة). [الدر المنثور: 10/549]
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (عن شعبة، عن قتادة: {والذين هم عن اللغو معرضون} [سورة المؤمنون: 3]، قال: أتاهم والله من أمر الله ما وقذهم عن الباطل).[الزهد لابن المبارك: 2/ 71]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (عن سعيد قراءة، عن قتادة في قوله: {والذين هم عن اللغو معرضون} [سورة المؤمنون: 3] قال: أتاهم والله من أمر الله ما وقذهم عن الباطل). [الزهد لابن المبارك: 2/ 465]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى عن اللغو معرضون قال عن المعاصي). [تفسير عبد الرزاق: 2/43]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {والّذين هم عن اللّغو معرضون} يقول تعالى ذكره: والّذين هم عن الباطل وما يكرهه اللّه من خلقه معرضون.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والّذين هم عن اللّغو، معرضون} يقول: الباطل.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن: {عن اللّغو، معرضون} قال: عن المعاصي.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن الحسن، مثله
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والّذين هم عن اللّغو، معرضون} قال: النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ومن معه من صحابته، ممّن آمن به واتّبعه وصدّقه، كانوا عن اللّغو معرضين). [جامع البيان: 17/10-11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * والذين هم على صلواتهم يحافظون.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {والذين هم عن اللغو معرضون} قال: الباطل). [الدر المنثور: 10/549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن الحسن في قوله {والذين هم عن اللغو} قال: عن المعاصي). [الدر المنثور: 10/549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك عن قتادة في قوله {والذين هم عن اللغو معرضون} قال: أتاهم والله من أمر الله ما وقذهم عن الباطل). [الدر المنثور: 10/549]
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين هم للزّكاة فاعلون (4) والّذين هم لفروجهم حافظون (5) إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين (6) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}.
يقول تعالى ذكره: والّذين هم لزكاة أموالهم الّتي فرضها اللّه عليهم فيها مؤدّون، وفعلهم الّذي وصفوا به هو أداؤهموها). [جامع البيان: 17/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {والذين هم للزكاة فاعلون} يعني: الأموال {والذين هم لفروجهم حافظون} يعني: الفواحش {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} يعني، ولا ئدهم {فإنهم غير ملومين} قال: لا يلومون على جماع أزواجهم وولائدهم {فمن ابتغى وراء ذلك} يعني، فمن طلب الفواحش بعد الأزواج والولائد طلب ما لم يحل {فأولئك هم العادون} يعني: المعتدين في دينهم {والذين هم لأماناتهم} يعني، بهذا ما ائتمنوا عليه فيما بينهم وبين الناس {وعهدهم} قال: يوفون العهد {راعون} قال: حافظون). [الدر المنثور: 10/549-550]
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري قال سألت القاسم بن محمد بن أبي بكر عن متعة النساء فقال إني لأرى تحريمها في القرآن قال قلت فأين قال: {والذين هم لفروجهم حافظون (5) إلا على أزوجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}). [تفسير عبد الرزاق: 2/44]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {والّذين هم لفروجهم حافظون (5) إلاّ على أزواجهم} يقول: والّذين هم لفروج أنفسهم. وعني بالفروج في هذا الموضع: فروج الرّجال، وذلك أقبالهم. {حافظون} يحفظونها من أعمالها في شيءٍ من الفروج). [جامع البيان: 17/11]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {والذين هم للزكاة فاعلون} يعني: الأموال {والذين هم لفروجهم حافظون} يعني: الفواحش {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} يعني، ولا ئدهم {فإنهم غير ملومين} قال: لا يلومون على جماع أزواجهم وولائدهم {فمن ابتغى وراء ذلك} يعني، فمن طلب الفواحش بعد الأزواج والولائد طلب ما لم يحل {فأولئك هم العادون} يعني: المعتدين في دينهم {والذين هم لأماناتهم} يعني، بهذا ما ائتمنوا عليه فيما بينهم وبين الناس {وعهدهم} قال: يوفون العهد {راعون} قال: حافظون). [الدر المنثور: 10/549-550] (م)
تفسير قوله تعالى: (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري قال سألت القاسم بن محمد بن أبي بكر عن متعة النساء فقال إني لأرى تحريمها في القرآن قال قلت فأين قال {والذين هم لفروجهم حافظون (5) إلا على أزوجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}). [تفسير عبد الرزاق: 2/44] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إلاّ على أزواجهم} يقول: إلاّ من أزواجهم اللاّتي أحلّهنّ اللّه للرّجال بالنّكاح. {أو ما ملكت أيمانهم} يعني بذلك: إماءهم.
و(ما) الّتي في قوله: {أو ما ملكت أيمانهم} في محلّ خفضٍ عطفًا على الأزواج.
{فإنّهم غير ملومين} يقول: فإنّ من لم يحفظ فرجه عن زوجه وملك يمينه، وحفظه عن غيره من الخلق، فإنّه غير موبّخٍ على ذلك ولا مذمومٍ، ولا هو بفعله ذلك راكبٌ ذنبًا يلام عليه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: {والّذين هم لفروجهم حافظون إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين} يقول: رضي اللّه لهم إتيانهم أزواجهم، وما ملكت أيمانهم). [جامع البيان: 17/11-12]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، ثنا الفضل بن عبد الجبّار، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، ثنا نافع بن عمر الجمحيّ، قال: سمعت عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة، يقول: سألت عائشة رضي اللّه عنها، عن متعة النّساء فقالت: «بيني وبينكم كتاب اللّه» قال: وقرأت هذه الآية {والّذين هم لفروجهم حافظون (5) إلّا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين (6) فمن ابتغى وراء} [المؤمنون: 6] ما زوّجه اللّه أو ملّكه فقد عدا «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/427]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {والذين هم للزكاة فاعلون} يعني: الأموال {والذين هم لفروجهم حافظون} يعني: الفواحش {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} يعني، ولا ئدهم {فإنهم غير ملومين} قال: لا يلومون على جماع أزواجهم وولائدهم {فمن ابتغى وراء ذلك} يعني، فمن طلب الفواحش بعد الأزواج والولائد طلب ما لم يحل {فأولئك هم العادون} يعني: المعتدين في دينهم {والذين هم لأماناتهم} يعني، بهذا ما ائتمنوا عليه فيما بينهم وبين الناس {وعهدهم} قال: يوفون العهد {راعون} قال: حافظون). [الدر المنثور: 10/549-550] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {إلا على أزواجهم} يعني، إلا من امرأته {أو ما ملكت أيمانهم} قال: أمته). [الدر المنثور: 10/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال: كل فرج عليك حرام إلا فرجين، قال الله {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} ). [الدر المنثور: 10/550]
تفسير قوله تعالى: (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فمن ابتغى وراء ذلك} يقول: فمن التمس لفرجه منكحًا سوى زوجته وملك يمينه، {فأولئك هم العادون} يقول: فهم العادون حدود اللّه، المجاوزون ما أحلّ اللّه لهم إلى ما حرّم عليهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: نهاهم اللّه نهيًا شديدًا، فقال: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} فسمّى الزّاني من العادين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فأولئك هم العادون} قال: الّذين يتعدّون الحلال إلى الحرام.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ، عن أبي عبد الرّحمن في قوله: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} قال: من زنى فهو عادٍ). [جامع البيان: 17/12-13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {والذين هم للزكاة فاعلون} يعني: الأموال {والذين هم لفروجهم حافظون} يعني: الفواحش {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} يعني، ولا ئدهم {فإنهم غير ملومين} قال: لا يلومون على جماع أزواجهم وولائدهم {فمن ابتغى وراء ذلك} يعني، فمن طلب الفواحش بعد الأزواج والولائد طلب ما لم يحل {فأولئك هم العادون} يعني: المعتدين في دينهم {والذين هم لأماناتهم} يعني، بهذا ما ائتمنوا عليه فيما بينهم وبين الناس {وعهدهم} قال: يوفون العهد {راعون} قال: حافظون). [الدر المنثور: 10/549-550] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} يقول: من تعدى الحلال أصابه الحرام). [الدر المنثور: 10/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن في قوله {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} قال: الزنا). [الدر المنثور: 10/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن أبي مليكة قال: سئلت عائشة عن متعة النساء فقالت: بيني وبينكم كتاب الله وقرأت {والذين هم لفروجهم حافظون (5) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} فمن ابتغى وراء ما زوجه الله أو ملكه فقد عدا). [الدر المنثور: 10/550-551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن وأبو داود في ناسخه عن القاسم بن محمد أنه سئل عن المتعة فقال: إني لا أرى تحريمها في القرآن ثم تلا {والذين هم لفروجهم حافظون (5) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} ). [الدر المنثور: 10/551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن قتادة قال: تسرت امرأة غلاما لها فذكرت لعمر رضي الله عنه فسألها: ما حملك على هذا فقالت: كنت أرى أنه يحل لي ما يحل للرجل من ملك اليمين، فاستشار عمر رضي الله عنه فيها أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: تأولت كتاب الله على غير تأويله، فقال عمر: لا جرم والله لا أحلك لحر بعده أبدا، كأنه عاقبها بذلك ودرأ الحد عنها وأمر العبد أن لا يقربها). [الدر المنثور: 10/551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن أبي بكر بن عبد الله أنه سمع أباه يقول: حضرت عمر ابن عبد العزيز جاءته امرأة من العرب بغلام لها رومي فقال: إني استسريته فمنعني بنو عمي وإنما أنا بمنزلة الرجل تكون له الوليدة فيطؤها فأبى علي بنو عمي فقال لها عمر: أتزوجت قبله قالت: نعم، قال: أما والله لولا منزلتك من الجهالة لرجمتك بالحجارة). [الدر المنثور: 10/551-552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة عن ابن عمر أنه سئل عن امرأة أحلت جاريتها لزوجها فقال: لا يحل لك أن تطأ فرجا إلا فرجا إن شئت بعت وان شئت وهبت وان شئت أعتقت). [الدر المنثور: 10/552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن وهب قال: جاء رجل إلى ابن عمر فقال: إن أمي كانت لها جارية وانه أحلتها ألي أطوف عليها، فقال: لا تحل لك ألا أن تشتريها أو تهبها لك). [الدر المنثور: 10/552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال: إذا أحلت امرأة الرجل أو ابنته أو أخته له جاريتها فليصبها وهي لها). [الدر المنثور: 10/552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، عن طاووس أنه قال: هو أحل من الطعام فان ولدت فولدها للذي أحلت له وهي لسيدها الأول). [الدر المنثور: 10/552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن عطاء قال: كان يفعل يحل الرجل وليدته لغلامه وابنه وأخيه وأبيه والمرأة لزوجها ولقد بلغني أن الرجل يرسل وليدته إلى ضيفه). [الدر المنثور: 10/552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال: الفرج لا يعار). [الدر المنثور: 10/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال: لا يعار الفرج). [الدر المنثور: 10/553]
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (8) والّذين هم على صلواتهم يحافظون (9) أولئك هم الوارثون}.
يقول تعالى ذكره: {والّذين هم لأماناتهم} الّتي ائتمنوا عليها، وعهدهم، وهو عقودهم الّتي عاقدوا النّاس {راعون} يقول: حافظون لا يضيّعون، ولكنّهم يوفون بذلك كلّه.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار إلاّ ابن كثيرٍ: {والّذين هم لأماناتهم} على الجمع. وقرأ ذلك ابن كثيرٍ: (لأمانتهم) على الواحدة.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا: {لأماناتهم} لإجماع الحجّة من القرّاء عليها). [جامع البيان: 17/13]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {والذين هم للزكاة فاعلون} يعني: الأموال {والذين هم لفروجهم حافظون} يعني: الفواحش {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} يعني، ولا ئدهم {فإنهم غير ملومين} قال: لا يلومون على جماع أزواجهم وولائدهم {فمن ابتغى وراء ذلك} يعني، فمن طلب الفواحش بعد الأزواج والولائد طلب ما لم يحل {فأولئك هم العادون} يعني: المعتدين في دينهم {والذين هم لأماناتهم} يعني، بهذا ما ائتمنوا عليه فيما بينهم وبين الناس {وعهدهم} قال: يوفون العهد {راعون} قال: حافظون). [الدر المنثور: 10/549-550] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {والّذين هم على صلواتهم يحافظون} يقول: والّذين هم على أوقات صلاتهم يحافظون، فلا يضيّعونها ولا يشتغلون عنها حتّى تفوتهم، ولكنّهم يراعونها حتّى يؤدّوها فيها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ: {والّذين هم على صلواتهم يحافظون} قال: على وقتها.
- حدّثني أبو السّائب قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن مسروقٍ: {والّذين هم على صلواتهم يحافظون} على ميقاتها.
- حدّثنا ابن عبد الرّحمن البرقيّ، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيّوب، قال: أخبرنا ابن زحرٍ، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيحٍ، قال: {الّذين هم على صلواتهم يحافظون} قال: إقام الصّلاة لوقتها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: على صلواتهم دائمون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم: {على صلواتهم يحافظون} قال: دائمون. قال: يعني بها المكتوبة). [جامع البيان: 17/13-14]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {والذين هم على صلواتهم يحافظون} قال: أي على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها). [الدر المنثور: 10/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم عن مسروق قال: ما كان في القرآن {يحافظون} فهو على مواقيت الصلاة). [الدر المنثور: 10/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن مسعود أنه قيل له: إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن {الذين هم على صلاتهم دائمون} المعارج الآية 23 {والذين هم على صلواتهم يحافظون} قال: ذاك على مواقيتها، قالوا ما كنا نرى ذلك إلا على تركها، قال: تركها الكفر). [الدر المنثور: 10/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح في قوله {والذين هم على صلواتهم يحافظون} قال: المكتوبة، والذي في سأل التطوع). [الدر المنثور: 10/553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله {والذين هم على صلاتهم يحافظون} قال: على المكتوبة). [الدر المنثور: 10/554]
تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة في قوله تعالى {أولئك هم الوارثون} قال يرثون مساكنهم ومساكن إخوانهم الذين أعدت لهم لو أطاعوا الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/44]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {أولئك هم الوارثون} يقول تعالى ذكره: هؤلاء الّذين هذه صفتهم في الدّنيا، هم الوارثون يوم القيامة منازل أهل النّار من الجنّة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، روي الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وتأوّله أهل التّأويل.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما منكم من أحدٍ إلاّ وله منزلان: منزلٌ في الجنّة، ومنزلٌ في النّار، وإن مات ودخل النّار ورث أهل الجنّة منزله فذلك قوله: {أولئك هم الوارثون}
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، في قوله، {أولئك هم الوارثون} قال: يرثون مساكنهم ومساكن إخوانهم الّتي أعدّت لهم لو أطاعوا اللّه.
- حدّثني ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الأعمش، عن أبي هريرة {أولئك هم الوارثون.} قال: يرثون مساكنهم ومساكن إخوانهم الّذين أعدّت لهم لو أطاعوا اللّه.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ قال: الوارثون الجنّة أورثتموها، والجنّة الّتي نورث من عبادنا، هنّ سواءٌ.
قال ابن جريجٍ: قال مجاهدٌ: يرث الّذي من أهل الجنّة أهله وأهل غيره، ومنزل الّذين من أهل النّار هم يرثون أهل النّار، فلهم منزلان في الجنّة وأهلان. وذلك أنّه منزلٌ في الجنّة، ومنزلٌ في النّار، فأمّا المؤمن فيبني منزله الّذي في الجنّة، ويهدم منزله الّذي في النّار، وأمّا الكافر فيهدم منزله الّذي في الجنّة، ويبني منزله الّذي في النّار.
- قال ابن جريجٍ: عن ليث بن أبي سليمٍ، عن مجاهدٍ، أنّه قال مثل ذلك). [جامع البيان: 17/14-16]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، في قوله تعالى: {أولئك هم الوارثون} [المؤمنون: 10] قال: «يرثون مساكنهم ومساكن إخوانهم الّذين أعدّت لهم إذا أطاعوا اللّه» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/427]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير والحاكم وصححه عن أبي هريرة في قوله {الوارثون} قال: يرثون مساكنهم ومساكن إخوانهم التي أعدت لهم لو أطاعوا الله). [الدر المنثور: 10/554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن ماجة، وابن جرير، وابن المنذر أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله فذلك قوله {أولئك هم الوارثون} ). [الدر المنثور: 10/554]
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يرثون الفردوس قال قتل حارث بن سراقة يوم بدر فقالت أمه يا رسول الله إن كان ابني من أهل الجنة لم أبك عليه وإن كان من أهل النار بالغت في البكاء فقال يا أم حارثة إنهما جنتان في جنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى من الجنة). [تفسير عبد الرزاق: 2/44]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا روح بن عبادة، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، أنّ الرّبيّع بنت النّضر أتت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وكان ابنها حارثة بن سراقة أصيب يوم بدرٍ، أصابه سهمٌ غربٌ، فأتت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فقالت: أخبرني عن حارثة لئن كان أصاب خيرًا احتسبت وصبرت، وإن لم يصب الخير اجتهدت في الدّعاء، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا أمّ حارثة إنّها جنانٌ في جنّةٍ، وإنّ ابنك أصاب الفردوس الأعلى والفردوس ربوة الجنّة وأوسطها وأفضلها.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديث أنسٍ). [سنن الترمذي: 5/180]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}.
يقول تعالى ذكره: {الّذين يرثون} البستان ذا الكرم، وهو الفردوس عند العرب. وكان مجاهدٌ يقول: هو بالرّوميّة.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {الّذين يرثون الفردوس} قال: الفردوس: بستانٌ بالرّوميّة.
- قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: عدنٌ حديقةٌ في الجنّة، قصرها فيها عدنها، خلقها بيده، تفتح كلّ فجرٍ فينظر فيها ثمّ يقول: {قد أفلح المؤمنون} قال: هي الفردوس أيضًا تلك الحديقة، قال مجاهدٌ: غرسها اللّه بيده؛ فلمّا بلغت قال: {قد أفلح المؤمنون} ثمّ أمر بها تغلق، فلا ينظر فيها خلقٌ ولا ملكٌ مقرّبٌ، ثمّ تفتح كلّ سحرٍ، فينظر فيها فيقول: {قد أفلح المؤمنون} ثمّ تغلق إلى مثلها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: قتل حارثة بن سراقة يوم بدرٍ، فقالت أمّه: يا رسول اللّه، إن كان ابني من أهل الجنّة لم أبك عليه، وإن كان من أهل النّار بالغت في البكاء. قال: يا أمّ حارثة، إنّها جنّتان في جنّةٍ، وإنّ ابنك قد أصاب الفردوس الأعلى من الجنّة.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، مثله
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة، عن كعبٍ، قال: خلق اللّه بيده جنّة الفردوس، غرسها بيده، ثمّ قال: تكلّمي قالت: {قد أفلح المؤمنون}.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن حسام بن مصكٍّ، عن قتادة، أيضًا، مثله، غير أنّه قال: تكلّمي، قالت: طوبى للمتّقين.
- قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا محمّد بن يزيد، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي داود نفيعٍ قال: لمّا خلقها اللّه قال لها: تزيّني فتزيّنت؛ ثمّ قال لها: تكلّمي فقالت: طوبى لمن رضيت عنه.
وقوله: {هم فيها خالدون} يعني ماكثون فيها، يقول: هؤلاء الّذين يرثون الفردوس خالدون، يعني ماكثون فيها أبدًا لا يتحوّلون عنها). [جامع البيان: 17/16-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أنس أن الربيع بنت النضر أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابنها الحارث بن سراقة أصيب يوم بدر أصابه سهم غرب فقالت: اخبرني عن حارثة فان كان أصاب الجنة احتسبت وصبرت وان كان لم يصب الجنة اجتهدت في الدعاء فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: يا أم حارثة إنها جنان في جنة وان ابنك أصاب الفردوس الأعلى والفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها). [الدر المنثور: 10/554-555]