العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء قد سمع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:55 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة الصف [ الآية (14) ]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:21 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال تلا قتادة يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحوارين من أنصارى إلى الله فقال قد كان ذلك بحمد الله قد جاءه سبعون رجلا فبايعوه عند العقبة ونصروه وآووه حتى أظهر الله دينه ولم يسم حي من السماء قط باسم لم يكن لهم قبل ذلك غيرهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/290]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أن الحواريين كلهم من قريش أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وحمزة وجعفر وأبو عبيدة بن الجراح وعثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام). [تفسير عبد الرزاق: 2/290]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {من أنصاري إلى اللّه} [الصف: 14] من يتّبعني إلى اللّه). [صحيح البخاري: 6/151]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وأخرج الطّبريّ من طريق معمرٍ عن قتادة أنّ الحواريّين من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كلّهم من قريشٍ فسمّى العشرة المشهورين إلّا سعيد بن زيدٍ وحده وحمزة وجعفر بن أبي طالبٍ وعثمان بن مظعونٍ وقد وقع لنا سماع هذه السّورة مسلسلًا في حديثٍ ذكر في أوّله سبب نزولها وإسناده صحيحٌ قلّ أن يقع في المسلسلات مثله مع مزيد علوّه). [فتح الباري: 8/641]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ من أنصاري إلى اللّه من يتبعني إلى اللّه في رواية الكشميهنيّ من تبعني إلى اللّه بصيغة الماضي وقد وصله الفريابيّ بلفظ من يتبعني وقال أبو عبيدة إلى بمعنى في أي من أنصاري في الله). [فتح الباري: 8/641]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد من أنصاري إلى الله من يتبعني إلى الله
وقال ابن عبّاس مرصوص ملصق بعضه ببعض وقال غيره بالرصاص
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله الصّفّ {كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله} قال من يتبعني إلى الله). [تغليق التعليق: 4/340]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: من أنصاري إلى الله من يتبعني إلى الله
أي: قال مجاهد في قوله عز وجل {كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله} (الصّفّ: 41) وفسره بقوله: (من يتبعني إلى الله) وفي رواية الكشميهني: من تبعني إلى الله بلفظ الماضي، وهذا التّعليق رواه الحنظلي عن حجاج نا شبابة نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاخد، وقيل إلى بمعنى: مع فالمعنى، من يضيف نصرته إلى الله قال الدّاوديّ: ويحتمل أن يكون لله وفي الله). [عمدة القاري: 19/233]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: ({من أنصاري إلى الله}) [الصف: 14] أي (من يتبعني إلى الله) بتشديد الفوقية بعد التحتية ولأبي ذر عن الكشميهني من تبعني بإسقاط التحتية). [إرشاد الساري: 7/382]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فآمنت طائفةٌ من بني إسرائيل وكفرت طائفةٌ فأيّدنا الّذين آمنوا على عدوّهم}
- أخبرنا محمّد بن العلاء، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " لمّا أراد الله أن يرفع عيسى عليه السّلام إلى السّماء، خرج على أصحابه وهم في بيتٍ، اثنا عشر رجلًا، ورأسه يقطر ماءً، فقال: أيّكم يلقى شبهي عليه فيقتل مكاني فيكون معي في درجتي؟، فقام شابٌّ من أحدثهم سنًّا، فقال: أنا، فقال: اجلس، ثمّ أعاد عليهم، فقام الشّابّ، فقال: أنا، فقال: اجلس، ثمّ أعاد عليهم الثّالثة، فقال الشّابّ: أنا، فقال عيسى عليه السّلام: نعم أنت، فألقي عليه شبه عيسى عليه السّلام، ثمّ رفع عيسى من روزنةٍ كان في البيت إلى السّماء، وجاء الطّلب من اليهود، فأخذوا الشّابّ للشّبه فقتلوه، ثمّ صلبوه، فتفرّقوا ثلاث فرقٍ، فقالت فرقةٌ: كان فينا الله عزّ وجلّ ما شاء ثمّ صعد إلى السّماء، وهؤلاء اليعقوبيّة، وقالت فرقةٌ: كان فينا ابن الله ما شاء الله ثمّ رفعه الله إليه، وهؤلاء النّسطوريّة، وقالت طائفةٌ: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثمّ رفعه، فهؤلاء المسلمون، فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامسًا، حتّى بعث الله محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل الله عزّ وجلّ: {فآمنت طائفةٌ من بني إسرائيل وكفرت طائفةٌ} [الصف: 14]، يعني الطّائفة الّتي كفرت في زمان عيسى عليه السّلام، والطّائفة الّتي آمنت في زمان عيسى {فأيّدنا الّذين آمنوا على عدوّهم} [الصف: 14] بإظهار محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم دينهم على دين الكفّار {فأصبحوا ظاهرين} [الصف: 14]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/299-300]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا كونوا أنصار اللّه}. اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة: (كونوا أنصارًا للّه) بتنوين الأنصار. وقرأ ذلك عامّة قرأة الكوفة بإضافة الأنصار إلى اللّه.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، ومعنى الكلام: يا أيّها الّذين صدّقوا اللّه ورسوله {كونوا أنصار اللّه كما قال عيسى ابن مريم للحواريّين من أنصاري إلى اللّه} يعني من أنصاري منكم إلى نصرة اللّه لي.
وكان قتادة يقول في ذلك ما:
- حدّثني به بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يا أيّها الّذين آمنوا كونوا أنصار اللّه كما قال عيسى ابن مريم للحواريّين من أنصاري إلى اللّه قال الحواريّون نحن أنصار اللّه} قال: قد كانت للّه أنصارٌ من هذه الأمّة تجاهد على كتابه وحقّه. وذكر لنا أنّه بايعه ليلة العقبة اثنان وسبعون رجلاً من الأنصار، ذكر لنا أنّ بعضهم قال: هل تدرون علام تبايعون هذا الرّجل؟ إنّكم تبايعون على محاربة العرب كلّها أو يسلموا. وذكر لنا أنّ رجلاً قال: يا نبيّ اللّه اشترط لربّك ولنفسك ما شئت، قال: أشترط لربّي أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني ممّا منعتم منه أنفسكم وأبناءكم. قالوا: فإذا فعلنا ذلك، فما لنا يا نبيّ اللّه؟ قال: لكم النّصر في الدّنيا، والجنّة في الآخرة. ففعلوا، ففعل اللّه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: تلا قتادة {كونوا أنصار اللّه كما قال عيسى ابن مريم للحواريّين من أنصاري إلى اللّه}. قال: قد كان ذلك بحمد اللّه، جاءه سبعون رجلاً، فبايعوه عند العقبة، فنصروه وآووه حتّى أظهر اللّه دينه؛ قالوا: ولم يسمّ حيٌّ من السّماء اسمًا لم يكن لهم قبل ذلك غيرهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: إنّ الحواريّين كلّهم من قريشٍ: أبو بكرٍ، وعمر، وعليٌّ، وحمزة، وجعفرٌ، وأبو عبيدة، وعثمان بن مظعونٍ، وعبد الرّحمن بن عوفٍ، وسعد بن أبي وقّاصٍ، وعثمان، وطلحة بن عبيد اللّه، والزّبير بن العوّام.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {من أنصاري إلى اللّه} قال: من يتّبعني إلى اللّه؟.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: سئل ابن عبّاسٍ عن الحواريّين، قال: سمّوا لبياض ثيابهم، كانوا صيّادي السّمك.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {الحواريّون} هم الغسّالون بالنّبطيّة؛ يقال للغسّال: حواريٌّ.
وقد تقدّم بياننا في معنى الحواريّ بشواهده واختلاف المختلفين فيه قبل فيما مضى، فأغنى عن إعادته.
وقوله: {قال الحواريّون نحن أنصار اللّه}. يقول: قالوا: نحن أنصار اللّه على ما بعث به أنبياءه من الحقّ.
وقوله: {فآمنت طائفةٌ من بني إسرائيل وكفرت طائفةٌ}. يقول جلّ ثناؤه: فآمنت طائفةٌ من بني إسرائيل بعيسى، وكفرت طائفةٌ منهم به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا أراد اللّه أن يرفع عيسى إلى السّماء خرج إلى أصحابه وهم في بيتٍ اثنا عشر رجلاً من عينٍ في البيت ورأسه يقطر ماءً؛ قال: فقال: إنّ منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة مرّةً بعد أن آمن بي؛ قال: ثمّ قال: أيّكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني، ويكون معي في درجتي؟ قال: فقام شابٌّ من أحدثهم سنًّا، قال: فقال أنا، فقال له: اجلس؛ ثمّ أعاد عليهم، فقام الشّابّ، فقال أنا؛ قال: نعم أنت ذاك؛ فألقي عليه شبه عيسى، ورفع عيسى من روزنةٍ في البيت إلى السّماء؛ قال: وجاء الطّلب من اليهود، وأخذوا شبهه. فقتلوه وصلبوه، وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرّةً بعد أن آمن به، فتفرّقوا ثلاث فرقٍ، فقالت فرقةٌ: كان اللّه فينا ما شاء، ثمّ صعد إلى السّماء، وهؤلاء اليعقوبيّة.
وقالت فرقةٌ: كان فينا ابن اللّه ما شاء اللّه، ثمّ رفعه إليه، وهؤلاء النّسطوريّة. وقالت فرقةٌ. كان فينا عبد اللّه ورسوله ما شاء اللّه، ثمّ رفعه اللّه إليه، وهؤلاء المسلمون، فتظاهرت الطّائفتان الكافرتان على المسلمة، فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامسًا حتّى بعث اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم. {فآمنت طائفةٌ} من بني إسرائيل، {وكفرت طائفةٌ} يعني الطّائفة الّتي كفرت من بني إسرائيل في زمن عيسى، والطّائفة الّتي آمنت في زمن عيسى، {فأيّدنا الّذين آمنوا على عدوّهم، فأصبحوا ظاهرين} في إظهار محمّدٍ على دينهم دين الكفّار، فأصبحوا ظاهرين.
وقوله: {فأيّدنا الّذين آمنوا على عدوّهم}. يقول: فقوّينا الّذين آمنوا من الطّائفتين من بني إسرائيل على عدوّهم، الّذي كفروا منهم بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم لتصديقه إيّاهم، أنّ عيسى عبد اللّه ورسوله، وتكذيبه من قال هو إلهٌ، ومن قال: هو ابن اللّه تعالى ذكره، {فأصبحوا ظاهرين}، فأصبحت الطّائفة المؤمنون ظاهرين على عدوّهم الكافرين منهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه الهلاليّ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فأيّدنا الّذين آمنوا على عدوّهم} قال: قوّينا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن شباكٍ، عن إبراهيم، {فآمنت طائفةٌ من بني إسرائيل وكفرت طائفةٌ} قال: لمّا بعث اللّه محمّدًا، ونزل تصديق من آمن بعيسى، أصبحت حجّة من آمن به ظاهرةٌ.
- قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن شباكٍ، عن إبراهيم، في قوله: {فأيّدنا الّذين آمنوا على عدوّهم فأصبحوا ظاهرين}. قال: أيّدوا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فصدّقهم، وأخبر بحجّتهم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، في قوله: {فأصبحوا ظاهرين} قال: أصبحت حجّة من آمن بعيسى ظاهرةً بتصديق محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم كلمة اللّه وروحه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {فأصبحوا ظاهرين} من آمن مع عيسى صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 22/619-624]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد من أنصاري إلى الله يقول من يتبعني إلى الله عز وجل). [تفسير مجاهد: 2/671]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فأصبحوا ظاهرين يعني من آمن مع عيسى عليه السلام وقومه). [تفسير مجاهد: 2/671-672]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ جريرٌ، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " واعد عيسى عليه الصّلاة والسّلام أصحابه اثني عشر رجلًا في بيتٍ فخرج إليهم من غير جانب البيت ينفض رأسه، وذكر حديثًا، وقال في آخره فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {فأيّدنا الّذين آمنوا على عدوّهم فأصبحوا ظاهرين} [الصف: 14] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/529]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله}
أخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {كونوا أنصار الله} مضاف). [الدر المنثور: 14/449]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله} قال: قد كان ذلك ببحمد الله جاءه سبعون رجلا فبايعوه عند العقبة فنصروه وآووه حتى أظهر الله دينه ولم يسم حي من السماء قط باسم لم يكن لهم قبل ذلك غيرهم وذكر لنا أن بعضهم قال: هل تدرون ما تبايعون هذا الرجل إنكم تبايعونه على محاربة العرب كلها أو يسلموا وذكر لنا أن رجلا قال: يا نبي الله اشترط لبرك ولنفسك ما شئت فقال: أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأبناءكم قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنا يا نبي الله قال: لكم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة ففعلوا ففعل الله، قال: والحواريون كلهم من قريش أبو بكر وعمر وعلي وحمزة وجعفر وأبو عبيدة بن الجراح وعثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام). [الدر المنثور: 14/449-450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن سعد عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنفر الذين لا قوه بالعقبة: اخرجوا إلي اثني عشر رجلا منكم يكونوا كفلاء على قومهم كما كفلت الحواريون لعيسى بن مريم). [الدر المنثور: 14/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن محمد بن لبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنقباء: أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم أنا كفيل قومي قالوا: نعم). [الدر المنثور: 14/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {من أنصاري إلى الله} قال: من يتبعني إلى الله وفي قوله: {فأصبحوا ظاهرين} قال: من آمن مع عيسى من قومه). [الدر المنثور: 14/450-451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {فأيدنا الذين آمنوا} قال: فقوينا الذين آمنوا). [الدر المنثور: 14/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن إبراهيم النخعي {فأصبحوا ظاهرين} قال: أصبحت حجة من آمن بعيسى ظاهرة بتصديق محمد أن عيسى كلمة الله وروحه). [الدر المنثور: 14/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {فأيدنا الذين آمنوا} بمحمد صلى الله عليه وسلم {فأصبحوا} اليوم {ظاهرين} والله أعلم). [الدر المنثور: 14/451]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:42 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كونوا أنصار اللّه...}. [معاني القرآن: 3/154]
قرأها عاصم بن أبي النّجود مضافا، وقرأها أهل المدينة: أنصاراً الله، يفردون الأنصار، ولا يضيفونها، وهي في قراءة عبد الله: أنتم أنصار الله). [معاني القرآن: 3/155]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({من أنصاري إلى الله}: أي في الله). [غريب القرآن وتفسيره: 376]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({من أنصاري إلى اللّه}؟ أي مع اللّه.
{قال الحواريّون}: شيعة عيسى عليه السلام. يقال: كانوا قصّارين [يحوّرون الثياب]. و«التّحوير» للثياب وغيرها: تبييضها.
{فأصبحوا ظاهرين}: غالبين عالين عليهم. من قولك: ظهرت على فلان، إذا علوته. وظهرت على السطح: إذا صري فوقه). [تفسير غريب القرآن: 464]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {للحواريين} قيل إن الحواريين سموا بذلك لبياض ثيابهم، وقيل كانوا قصّارين. والحواريّون خلصان الأنبياء وصفوتهم، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: الزبير ابن عمّتي وحواريّي من أمّتي. وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حواريّون.
وتأويل "الحواريين" في اللغة: الذين أخلصوا ونقّوا من كل عيب، وكذلك الدقيق الحواري من هذا، إنما سمّي لأنّه ينقى من لباب البرّ وخالصه.
وتأويله في الناس: أنه الذي إذا رجع في اختياره مرة بعد مرة وجد نقيّا من العيوب.
فأصل التحوير في اللغة من حار يحور، وهو الرجوع والترجيع. فهذا تأويله - واللّه أعلم.
وقوله: {من أنصاري إلى اللّه} أي من أنصاري مع اللّه، وقال قوم من أنصاري إلى نصر اللّه. وقال الشاعر:
ولوح ذراعين في بركة = إلى جؤجؤ رهل المنكب
المعنى الكاهل مع جؤجؤ رهل المنكب.
وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا كونوا أنصار اللّه} وأكثر القراءة (كونوا أنصار اللّه)، وهو الاختيار لقولهم (نحن أنصار اللّه). لأن الآيتين في جواب كونوا أنصارا للّه، نحن أنصار اللّه. ويجوز أن يكون {نحن أنصار اللّه} جوابا لذلك.
وقرئت (واللّه متمّ نوره) - (واللّه متمّ نوره) كلاهما جيد.
وقوله عزّ وجلّ: {فأيّدنا الّذين آمنوا على عدوّهم} معنى {أيّدنا} قوّينا، واشتقاقه من الأيد، والأيد القوّة). [معاني القرآن: 5/164-166]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحَوَارِيُّونَ} شيعة عيسى عليه السلام. يقال: كانوا غسّالين. وقيل: كانوا قصّارين، من قولك: حَوَّرْت الثوب: أي بيّضته. وقيل: هم صفوة الأنبياء من أصحابهم وأحبارهم، كما أن الحُوَّارَى خيار الدقيق، وقيل: سُمّوا بذلك لبياض ثيابهم. {ظَاهِرِينَ} غالبين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 269]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحَوَارِيُّونَ}: الصفوة. {فأَيَّدْنَا}: قوينا). [العمدة في غريب القرآن: 305]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:43 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 ذو الحجة 1435هـ/27-09-2014م, 11:05 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 ذو الحجة 1435هـ/27-09-2014م, 11:05 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 ذو الحجة 1435هـ/27-09-2014م, 11:05 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 ذو الحجة 1435هـ/27-09-2014م, 11:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم ندب تعالى المؤمنين إلى النصرة، ووضع لهم هذا الاسم، وإن كان العرف قد خص به الأوس والخزرج، وسماهم الله تعالى به، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والأعرج وعيسى: «أنصارا»، بتنوين الأنصار، وقرأ الباقون والحسن والجحدري «أنصار الله»، بالإضافة، وفي حرف عبد الله: «أنتم أنصار الله»، ثم ضرب تعالى لهم المثل بقوم بادروا حين دعوا، وهم «الحواريون»: والحواريون خلصان الأنبياء، سموا بذلك لأنه ردد اختبارهم وتصفيتهم، وكذلك رد تنخيل الحواري: فاللفظتان في الحور، وقيل: «الحواريون» سموا بذلك لبياض ثيابهم، وكانوا غسالين، نصروا عيسى، واستعمل اسمهم حتى قيل للناصر العاضد حواري، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وحواريي الزبير»، وافتراق طوائف بني إسرائيل هو في أمر عيسى عليه السلام، قال قتادة: والطائفة الكافرة ثلاث فرق: اليعقوبية: وهم قالوا هو الله، والإسرائيلية: وهم قالوا ابن الله، والنسطورية: وهم قالوا هو إله، وأمه إله والله ثالثهما، تعالى الله عن أقوالهم علوا كبيرا.
وقوله تعالى: فأيّدنا الّذين آمنوا على عدوّهم قيل ذلك قبل محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد فترة من رفع عيسى عليه السلام، رد الله تعالى الكرة لمن آمن به، فغلبوا الكافرين الذين قتلوا صاحبه الذي ألقي عليه الشبه، وقيل ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم، أصبح المؤمن بعيسى ظاهرا لإيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه لا يؤمن أحد حق الإيمان بعيسى، إلا وفي ضمن ذلك الإيمان بمحمد لأنه بشر به، وحرض عليه، وقيل كان المؤمنون به قديما ظاهرين بالحجة، وإن كانوا مفرقين في البلاد، مغلوبين في ظاهر الحياة الدنيا، وقرأ مجاهد وحميد والأعرج وابن محيصن: «فأيدنا» مخففة الياء ممدودة الألف). [المحرر الوجيز: 8/ 297-298]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 ذو الحجة 1435هـ/27-09-2014م, 11:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 ذو الحجة 1435هـ/27-09-2014م, 11:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا كونوا أنصار اللّه كما قال عيسى ابن مريم للحواريّين من أنصاري إلى اللّه قال الحواريّون نحن أنصار اللّه فآمنت طائفةٌ من بني إسرائيل وكفرت طائفةٌ فأيّدنا الّذين آمنوا على عدوّهم فأصبحوا ظاهرين (14)}
يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين أن يكونوا أنصار اللّه في جميع أحوالهم، بأقوالهم وأفعالهم وأنفسهم وأموالهم، وأن يستجيبوا للّه ولرسوله، كما استجاب الحواريّون لعيسى حين قال: {من أنصاري إلى اللّه}؟ أي: معيني في الدّعوة إلى اللّه عزّ وجلّ؟ {قال الحواريّون} -وهم أتباع عيسى عليه السّلام-: {نحن أنصار اللّه} أي: نحن أنصارك على ما أرسلت به وموازروك على ذلك؛ ولهذا بعثهم دعاةً إلى النّاس في بلاد الشّام في الإسرائيليّين واليونانيّين. وهكذا كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول في أيّام الحجّ: "من رجلٌ يؤويني حتّى أبلّغ رسالة ربّي، فإنّ قريشًا قد منعوني أن أبلّغ رسالة ربّي" حتّى قيّض اللّه عزّ وجلّ له الأوس والخزرج من أهل المدينة، فبايعوه ووازروه، وشارطوه أن يمنعوه من الأسود والأحمر إن هو هاجر إليهم، فلمّا هاجر إليهم بمن معه من أصحابه وفوا له بما عاهدوا اللّه عليه؛ ولهذا سمّاهم اللّه ورسوله: الأنصار، وصار ذلك علمًا عليهم، رضي اللّه عنهم، وأرضاهم. وقوله: {فآمنت طائفةٌ من بني إسرائيل وكفرت طائفةٌ} أي: لمّا بلّغ عيسى ابن مريم عليه السّلام رسالة ربّه إلى قومه، ووازره من وازره من الحواريّين، اهتدت طائفةٌ من بني إسرائيل بما جاءهم به، وضلّت طائفةٌ فخرجت عمّا جاءهم به، وجحدوا نبوّته، ورموه وأمّه بالعظائم، وهم اليهود -عليهم لعائن اللّه المتتابعة إلى يوم القيامة- وغلت فيه طائفةٌ ممّن اتّبعه، حتّى رفعوه فوق ما أعطاه اللّه من النّبوّة، وافترقوا فرقا وشيعا، فمن قائلٍ منهم: إنّه ابن اللّه. وقائلٍ: إنّه ثالث ثلاثةٍ: الأب، والابن، وروح القدس. ومن قائلٍ: إنّه اللّه. وكلّ هذه الأقوال مفصّلةٌ في سورة النّساء.
وقوله: {فأيّدنا الّذين آمنوا على عدوّهم} أي: نصرناهم على من عاداهم من فرق النّصارى، {فأصبحوا ظاهرين} أي: عليهم، وذلك ببعثة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، كما قال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ رحمه اللّه.
حدّثني أبو السّائب، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال -يعني ابن عمرٍو- عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما قال: لمّا أراد اللّه عزّ وجلّ أن يرفع عيسى إلى السّماء، خرج إلى أصحابه وهم في بيتٍ اثنا عشر رجلًا من عينٍ في البيت، ورأسه يقطر ماءً، فقال: إنّ منكم من يكفر بي اثنتي عشر مرّةً بعد أن آمن بي. قال: ثمّ قال: أيّكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني، ويكون معي في درجتي؟ قال: فقام شابٌّ من أحدثهم سنًّا فقال: أنا. قال: فقال له: اجلس. ثمّ أعاد عليهم، فقام الشّابّ فقال: أنا. فقال له: اجلس. ثمّ عاد عليهمفقام الشّابّ، فقال: أنا. فقال: نعم، أنت ذاك. قال: فألقي عليه شبه عيسى، ورفع عيسى عليه السّلام من روزنة في البيت إلى السّماء، قال: وجاء الطلب من اليهود، فأخذوا شبهه فقتلوه وصلبوه، وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرّةً بعد أن آمن به، فتفرّقوا فيه ثلاث فرقٍ. فقالت فرقةٌ: كان اللّه فينا ما شاء، ثمّ صعد إلى السّماء. وهؤلاء اليعقوبية. وقالت فرقةٌ: كان فينا ابن اللّه ما شاء، ثمّ رفعه إليه وهؤلاء النّسطوريّة، وقالت فرقةٌ كان فينا عبد اللّه ورسوله ما شاء اللّه ثمّ رفعه إليه، وهؤلاء المسلمون فتظاهرت الكافرتان على المسلمة، فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامسًا حتّى بعث اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، {فآمنت طائفةٌ من بني إسرائيل وكفرت طائفةٌ} يعني: الطّائفة الّتي كفرت من بني إسرائيل في زمن عيسى، والطّائفة الّتي آمنت في زمن عيسى، {فأيّدنا الّذين آمنوا على عدوّهم فأصبحوا ظاهرين} بإظهار محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم دينهم على دين الكفّار {فأصبحوا ظاهرين}
هذا لفظه في كتابه عند تفسير هذه الآية الكريمة. وهكذا رواه النّسائيّ عند تفسير هذه الآية من سننه، عن أبي كريب عن محمّد بن العلاء، عن أبي معاوية، بمثله سواءً.
فأمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم لا يزالون ظاهرين على الحقّ، حتّى يأتي أمر اللّه وهم كذلك، وحتّى يقاتل آخرهم الدّجّال مع المسيح عيسى ابن مريم عليه السّلام، كما وردت [بذلك] الأحاديث الصّحاح، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 113-114]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة