العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 05:20 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دراسة (الفاء العاطفة) في القرآن الكريم


دراسة (الفاء العاطفة) في القرآن الكريم
الفاء العاطفة تعطف الأسماء والأفعال، وهي تفيد الترتيب والتعقيب.
في [سيبويه:2/304]: «والفاء، وهي تضم الشيء إلى الشيء، كما فعلت الواو غير أنها تجعل ذلك متسقا بعضه في إثر بعض» وانظر ج1ص218.
وفي [المقتضب:1/10]: «ومنها الفاء، وهي توجب أن الثاني بعد الأول، وأن الأمر بينهما قريب، نحو قولك: رأيت زيدا فعمرا، ودخلت مكة فالمدينة».
وقال في [المقتضب:2/14]: «اعلم أن الفاء عاطفة في الفعل، كما تعطف في الأسماء. تقول أنت تأتيني فتكرمني، وأنا أزورك فأحسن إليك؛ كما تقول: أنا آتيك ثم أكرمكم، وأنا أزورك وأحسن إليك. هذا إذا كان الثاني داخلاً فيما يدخل فيه الأول؛ كما تكون الأسماء في قولك: رأيت زيدا فعمرا، وأتيت الكوفة فالبصرة».
قلت عن (ثم) إنها لم تقع عاطفة للمفرد في القرآن، وإنما جاءت عاطفة للجمل، أما الفاء فقد جاءت عاطفة للمفرد وللجملة في القرآن، غاية الأمر أن عطفها للاسم المفرد جاء في نوع معين لم تتجاوزه في القرآن: هو عطف الصفات، فكل ما وردت فيه الفاء عاطفة للاسم المفرد في القرآن كان اسم فاعل معطوفا على اسم فاعل وسنذكر مواضع ذلك بعد.
أما قوله تعالى: {أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} [75: 34-35].
ففي {فأولى} خلاف بين النحويين: أهي فعل ماض أم اسم فعل. والأنباري أعربها مبتدأ حذف خبره. [البيان:2/478].
أكثر ما جاءت الفاء في القرآن عاطفة فعلا على فعل، أو جملة فعلية على فعلية، جاء ذلك في مواضع تتجاوز الستين.
أما عطفها للجملة الاسمية ففي مواضع تزيد عن 25 بقليل.
اختصت الفاء من بين حروف العطف بتسويغ الاكتفاء بضمير واحد فيما تضمن جملتين من الصلة والخبر والصفة والحال، وقد جاء ذلك في قوله تعالى:
{فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} [5:52].
في [البحر:3/508-509]: «واتفق الحوفي وأبو البقاء على أن قوله {فيصبحوا} معطوف على قوله {أن يأتي} وهو الظاهر، ومجوز ذلك هو الفاء، لأن فيها معنى التسبب، فصار نظير: الذي يطير فيغب زيد الذباب، فلو كان العطف بغير الفاء لم يصح، لأنه كان يكون معطوفا على {أن يأتي} خبرا لعسى، وهو خبر عن الله تعالى، والمعطوف على الخبر خبر، فيلزم أن يكون فيه رابط، إن كان مما يحتاج إلى رابط، ولا رابط هنا، لكن الفاء انفردت من بين سائر حروف العطف بتسويغ الاكتفاء بضمير واحد...» [العكبري:1/123].


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 05:21 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الفاء للسببية


الفاء للسببية
1- {أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} [2: 286].
في [البحر:2/370]: «أدخل الفاء؛ إيذانا بالسببية، لأن كونه تعالى مولاهم، ومالك تدبيرهم وأمرهم ينشأ عن ذلك النصر على أعدائهم، كما تقول: أنت الشجاع فقاتل، وأنت الكريم فجد علي». [الجمل:1/240].
2- {إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها} [2: 282].
في [العكبري:1/68]: «دخلت الفاء في {فليس} إيذانا بتعلق ما بعدها بما قبلها».
في[الجمل:1/234]: «قلت هي عاطفة هذه الجملة على الجملة من قوله {إلا أن تكون تجارة} والسببية فيها واضحة، أي تسبب عن ذلك رفع الجناح في عدم الكتابة».
3- {فوكزه موسى فقضى عليه} [28: 15].
للسببية، وذلك غالب في العاطفة جملة أو صفة. [المغني:1/140]، [البرهان:4/298].
4- {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} [2: 37].
للسببية. [المغني:1/140]، [البرهان:4/298].
5- {سنقرئك فلا تنسى} [87: 6].
للسببية. [البرهان:4/298].
6- {فآمنوا فمتعناهم إلى حين} [37: 148].
للسببية. [البرهان:4/298-299].
7- {فكذبوه فأنجيناه} [7: 64].
للسببية. [البرهان:4/299].
8- {قال فاخرج منها فإنك رحيم} [38: 77]، [15: 34].
كثيرًا ما تكون فاء السببية بمعنى لام السببية، وذلك إذا كان ما بعدها سببًا لما قبلها؛ كقوله تعالى {فاخرج منها فإنك رجيم}. وتقول: أكرم زيدا فإنه فاضل، فهذه تدخل على ما هو الشرط في المعنى؛ كما أن الأول دخلت على ما هو الجزاء في المعنى، وذلك أنك تقول: زيد فاضل فأكرمه، وتعكس فتقول: أكرم زيدا فإنه فاضل. [الرضى:2/340]، [كليات أبي البقاء: 270].
9- {فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين} [7: 175].
[البرهان:4/299].
10- {فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا} [17: 60].
ما بعد الفاء قام مقام ما تسبب عن الأول.[البرهان:4/299].
11- {وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم} [46: 26].
ما بعد الفاء قام مقام ما تسبب عن الأول [البرهان:4/298-299].
قد تجيء الفاء العاطفة للجملة لمجرد الترتيب من غير إفادة السببية كما في قوله تعالى:
1- {فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم} [51: 26-27].
2- {لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك} [50: 22].
3- {فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها} [51: 29].
[المغني:1/140]، وانظر ص493-494 من الجزء الأول.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 05:22 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الفاء للترتيب الذكري


الفاء للترتيب الذكري
وقد تفيد الفاء العاطفة للجمل كون المذكور بعدها كلاما مرتبا على ما قبلها في الذكر، لا أن مضمونها عقيب مضمون ما قبلها في الزمان. [الرضى:2/339].
1- {وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين} [39: 74]
2- {ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين} [39: 72]، [40، 76]
ذكر ذم الشيء أو مدحه إنما يصح بعد جري ذكره. [الرضى:2/339]، [الدماميني:1/315].
3- {ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي} [11: 45].
4- {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه} [2: 36].
للترتيب الذكري، هو عطف مفصل على مجمل كالآية السابقة. [المغني:1/139].
5- {فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة} [4: 153].
عطف مفصل على مجمل، [المغني:1/139].
6- {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون} [7: 3]
احتج الفراء بأن الفاء لا تفيد الترتيب بهذه الآية. [معاني القرآن:1/371].
وفي [المغني:1/139]: «وقال الفراء: إنها لا تفيد الترتيب مطلقًا وهذا – مع قوله: إن الواو تفيد الترتيب – غريب، واحتج بقوله تعالى... وأجيب بأن المعنى: أردنا إهلاكها، أو بأنها للترتيب الذكرى».
وقد رد الزركشي على الفراء بعشرة أوجه، [البرهان:4/294-295].
وقال [الرضى:2/339]: من عطف المفصل على المجمل.
7- {إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا} [56: 35-37].
عطف مفصل على مجمل. [البرهان:4/295].
8- {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان} [16: 98].
9- {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق} [5: 6].
التقدير: فإذا أردت؛ فاكتفي بالسبب عن المسبب. [البرهان:4/296].


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 05:23 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الفاء بمعنى (ثم)


الفاء بمعنى (ثم)
في [التسهيل: 175]: «وتنفرد (ثم) بالمهلة... وقد يكون مع (الفاء) مهلة».
1- {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة} [22: 63].
قيل: الفاء للسببية في هذه الآية، وفاء السببية لا تستلزم التعقيب، بدليل صحة قولك: إن يسلم فهو يدخل الجنة، ومعلوم ما بينما من المهلة.
وقيل: تقع الفاء تارة بمعنى (ثم)، ومنه الآية. [المغني:1/139]، [البرهان:4/295-296].
2- {ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما} [23: 14].
الفاءات في {فخلقنا العلقة مضغة} وفي {فخلقنا المضغة} وفي {فكسونا} بمعنى (ثم) لتراخي معطوفاتها. [المغني:1/139]، وانظر [البرهان:4/295].
وقال [الرضى:2/341]: «إفادة الفاء الترتيب بلا مهلة لا ينافي كون الثاني المترتب يحصل بتمامه في زمان طويل، إذا كان أول أجزائه متعقبا لما تقدم {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح...} {فخلقنا العلقة مضغة}».
وانظر [البرهان:4/296-297].
3- {والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى} [87: 4-5].
بين الإخراج والغثاء وسائط. [البرهان:4/295].
4- {ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون} [39: 7].
{ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون} [6: 60].
في [البرهان:4/297]: «وقد أورد الشيخ عز الدين هذا السؤال...
وأجاب بأن أول ما تحاسب أمة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم الأمم بعدهم فتحمل الفاء على أول المحاسبين، ويكون من باب نسبة الفعل إلى الجماعة إذا صدر عن بعضهم، ويحمل (ثم) على تمام الحساب.
فإن قيل: حساب الأولين متراخ عن البعث فكيف يحسن الفاء، فيعود السؤال.
قلنا: نص الفارسي في الإيضاح على أن (ثم) أشد تراخيا من الفاء فدل على أن الفاء لها تراخ، وكذا ذكر غيره من المتقدمين، ولم يدع أنها للتعقيب إلا المتأخرون».


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 05:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي عطف الصفات بالفاء


عطف الصفات بالفاء
قال [الرضى:2/339]: «وإذا دخلت على الصفات المتتالية، والموصوف واحد فالترتيب ليس في ملابستها لمدلول عاملها، كما كان في نحو: جاءني زيد فعمرو بل في مصادر تلك الصفات؛ كقولك: جاءني زيد الآكل فالنائم، أي الذي يأكل فينام...
وإن لم يكن الموصوف واحدا فالترتيب في تعلق مدلول العامل بموصوفاتها كما في الجوامد نحو قولهم في صلاة الجماعة: يقدم الأقرأ فالأفقه فالأقدم هجرة».
وقال التبريزي في شرح الحماسة: «لما كانت هذه الصفات متراخية حسن إدخال فاء العطف؛ لأن الصابح قبل الغانم، والغانم أمام الآيب.
ويقبح أن تدخل الفاء إذا كانت الصفات مجتمعة في الموصوف، فلا يحسن أن يقال: عجبت من فلان الأزرق العينين فالأشم الأنف فالشديد الساعد، إلا على وجه يبعد» [الخزانة:2/331].
الآيات
1- {والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا} [37: 1-3].
في [الكشاف:3/295-296]: «فإن قلت: ما حكم الفاء إذا جاءت عاطفة في الصفات؟
قلت: إما أن تدل على ترتب معانيها في الوجود، كقوله:

يا لهف زيابة للحارث = الصابح فالغانم فالآيب
كأنه قيل: الذي صبح فغنم فآب.
وأما على ترتبها في التفاوت من بعض الوجوه، كقولك: خذ الأفضل فالأكمل، وأعمل الأحسن فالأجمل.
وإما على ترتيب موصوفاتها في ذلك، كقوله: رحم الله المحلقين فالمقصرين، فعلى هذه القوانين الثلاثة ينساق أمر الفاء العاطفة في الصفات.
فإن قلت: فعلى أي هذه القوانين هي فيما أنت بصدده؟
قلت: إن وحدت الموصوف كانت للدلالة على ترتب الصفات في التفاضل وإن ثلثته فهي للدلالة على ترتيب الموصوفات فيه. بيان ذلك:
أنك إذا أجريت هذه الأوصاف على الملائكة، وجعلتهم جامعين لها فعطفها بالفاء يفيد ترتبا لها في الفضل: إما أن يكون الفضل للصف، ثم للزجر، ثم للتلاوة وإما على العكس، وكذلك إن أردت العلماء وقواد الغزو.
وإن أجريت الصفة الأولى على الطوائف، والثانية والثالثة على أخر فقد أفادت ترتب الموصفات في الفضل...». [البحر:7/351-352].
وفي [البرهان:4/297]: «تجيء الفاء لتفاوت ما بين رتبتين، كقوله {والصافات صفا فالزاجرات زجرا} تحتمل الفاء تفاوت رتبة الصف من الزجر، ورتبة الزجر من التلاوة، وتحتمل تفاوت رتبة الجنس الصاف من رتبة الجنس الزاجر».
2- {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق} [51: 1-5].
في [الكشاف:4/26]: «فإن قلت: ما معنى الفاء على التفسيرين؟
قلت: أما على الأول فمعنى التعقيب فيها أنه تعالى أقسم بالرياح فبالسحاب الذي تسوقه فبالفلك التي تجري بها بهبوبها فبالملائكة التي تقسم الأرزاق بإذن الله...
وأما على الثاني فلأنها تبتدئ بالهبوب، فتذور التراب والحصباء، فتنقل السحاب، فتجري في الجو باسطة له، فتقسم المطر». [البحر:8/133-134].
3- {والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا} [79: 3-5].
في [البحر:8/419]: «ولما كانت الموصوفات المقسم بها محذوفات، وأقيمت صفاتها مقامها، وكان لهذه الصفات تعلقات مختلفة اختلفوا في المراد بها».
4- {والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا} [77: 1-5].
في [الكشاف:4/173]: «أقسم سبحانه بطوائف من الملائكة أرسلهن بأوامره، فعصفن في مضيهن، كما تعصف الرياح... وبطوائف منهن نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي، أو نشرن الشرائع في الأرض».
[البحر:8/403].
5- {والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا} [110: 1-3].
في [البحر:8/504]: «وفي هذا دليل على أن هذا الأوصاف لذات واحدة لعطفها بالفاء التي تقتضي التعقيب، والظاهر أنها الخيل التي يجاهد عليها العدو من الكفار».
وفي [الخزانة:2/331]: «قد يمكن أن يكون عطف موصول على موصول وهما جميعا لموصوف واحد، وقد يمكن أن تكون العاديات غير الموريات، والمغيرات غيرهما، فيكون عطف موصوف على موصوف آخر؛ كقولك: مررت بالضاحك فالباكي».
6- {لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم} [56: 52-55].
الفاء للسببية. [المغني:1/139].
في [الكشاف:4/60]: «فإن قلت: كيف صح عطف الشاربين على الشاربين، وهما لذوات متفقة، وصفتان متفقتان، فكان عطفا للشيء على نفسه؟
قلت: ليستا بمتفقتين من حيث إن كونهم شاربين للحميم على ما هو عليه من تناهي الحرارة وقطع الأمعاء أمر عجيب، وشربهم له على ذلك كما تشرب الهيم الماء أمر عجيب أيضًا، فكانتا صفتين مختلفتين».
وفي [البحر:8/210]: «والفاء تقتضي التعقيب في الشربين، وأنهم أولاً لما عطشوا شربوا من الحميم ظنا أنه يسكن عطشهم، فازداد العطش بحرارة الحميم، فشربوا بعده شربا لا يقع به ري أبدًا، وهو مثل شرب الهيم، فهما شربان من الحميم لا شرب واحد اختلف صفتاه، فعطف».
7- {وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب} [4: 34].
{الصالحات} مبتدأ خبره ما بعده. [الجمل:1/378].
8- {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه} [84: 6].
في [البحر:8/446]: «قال ابن عطية: فالفاء على هذا عاطفة جملة الكلام على التي قبلها، والتقدير: فأنت ملاقيه، ولا يتعين ما قاله، بل يصح أن يكون معطوفا على {كادح} عطف المفردات».
9- {وإني مرسلة إليهم بهدية فناظره بم يرجع المرسلون} [27: 35].
في [البحر:7/73] «{فناطرة} معطوف على مرسلة».


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 05:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الفاء الزائدة


الفاء الزائدة
1- {وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر} [74: 3-5].
الفاء زائدة؛ إذ لو لم يحكم بزيادتها لأدى ذلك إلى دخول الواو العاطفة عليها، وهي عاطفة. [أمالي الشجري:2/326]، [ابن يعيش:8/95].
في [الكشاف:4/156]: «ودخلت الفاء لمعنى الشرط، كأنه قيل: وما كان فلا تدع تكبيره».
وفي [البحر:8/371]: «وهو قريب مما قدره النحاة». [الجمل:4/427].
2- {هذا فليذوقوه حميم وغساق} [38: 57].
{حميم} خبر {هذا} وما بينهما معترض. [البرهان:4/301].
يجوز في {هذا} الرفع والنصب. الرفع من أربعة أوجه:
مبتدأ خبره {حميم} و{فليذوقوه} اعتراض. أو هو مخصوص بالذم. و{حميم} خبر لمحذوف، أي هو مبتدأ خبره {فليذوقوه}. خبر مبتدأ، أي الأمر هذا.
والنصب بتقدير فعل يفسره {فليذوقوه} والفاء زائدة عند الأخفش. [البيان:2/317]، [البحر:7/405-406]، [المغني:1/142-143].
3- {فذلك الذي يدع اليتيم} [107: 2].
في [البرهان:4/103]: «جعل الأخفش (الفاء) زائدة. وقال سيبويه: هي جواب لشرط مقدر، أي إن أردت علمه فذلك». [العكبري:2/161]، [المغني:2/175].
سيبويه لم يذكر هذه الآية في كتابه. والمعروف عنه أنه لا يرى زيادة الفاء في الخبر، وخرج نحو قوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا} وقول الشاعر:
وقائلة خولان فانكح فتاتهم
على أن الكلام جملتان، أي مما يتلى عليكم، وهذه خولان.
وقد جعل البغدادي في [الخزانة:1/218] الفاء في البيت عاطفة عند سيبويه، أو هي جواب لشرط مقدر.
وفي [الكشاف:4/236]: «وطريقة أخرى: أن يكون {فذلك} عطفا على {الذي يكذب} إما عطف ذات، أو صفة على صفة...». [البحر:8/517].


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 05:26 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الفاء الفصيحة


الفاء الفصيحة
الفاء التي تكون جوابا لشرط مقدر مع الأداة سماها الزمخشري فاء الفصيحة، وقال عنها: لا تقع إلا في كلام بليغ. [الكشاف:1/71].
وقال عن حذف أداة الشرط وفعل الشرط: هو من أحاسن الحذوف.
[الكشاف:2/49].
وقال أبو حيان عن هذا الحذف: إنه لا يجوز. [البحر:7/355-356].
وقال عنه أيضًا: لم يثبت ذلك في لسان العرب. [البحر:4/210].
والمتتبع لكلام أبي حيان يجده اعترض على الزمخشري في مواضع تزيد عن العشرة، ثم قال بهذا التقدير في مواضع سكت فيها الزمخشري عن هذا التقدير، ثم وافقه في مواضع أخرى، وقد عرضنا لهذا كله في الحديث عن أدوات الشرط.
ونجد الزركشي يطلق فاء الفصيحة على الفاء التي عطفت على محذوف قال في [البرهان:3/128]: «ومن حذف جواب الفعل: {اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآيانا فدرمناهم} [25: 36]. تقديره: فذهبا إليهم فكذبوهما، فدمرناهم. والفاء العاطفة على الجواب المحذوف هي المسماة عندهم بالفاء الفصيحة. وقال صاحب المفتاح: وانظر إلى الفاء الفصيحة في قوله تعالى: {فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم} [2: 54]. كيف أفادت. ففعلتم فتاب عليك».
وكذلك أطلق أبو السعود فاء الفصيحة على الفاء التي حذف معطوفها، أو كانت لشرط مقدر مع الأداة:
1- {قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها} [2: 71].
في [أبي السعود:1/89]: «الفاء فصيحة كما في (انفجرت) أي فحصلوا البقرة فذبحوها».
2- {أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم} [6: 157].
{فقد} متعلق بمحذوف تنبئ عنه الفاء الفصيحة؛ إما معلل له؛ أي لا تعتذروا بذلك فقد جاء، وإما شرط له، أي إن صدقتم فيما كنتم تعدون من أنفسكم من كونكم أهدى من الطائفتين.
[أبو السعود:2/148]، [الجمل:2/210-211].
3- {فانتظروا إني معكم من المنتظرين فأنجيناه والذين معه} [7: 71-72].
الفاء فصيحة كما في قوله: (فانفجرت)، أي فوقع ما وقع فأنجيناه. [أبو السعود:2/174]، [الجمل:2/155].
4- {ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا} [10: 75].
والفاء فصيحة، أي فأتياهم، فبلغاهم الرسالة، فاستكبروا عن اتباعها، [أبو السعود:2/343]، [الجمل:2/360].
5- {مسومة عند ربك للمسرفين فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين} [51: 34-35].
الفاء مفصحة عن جمل ثقة بذكرها في مواضع أخرى، كأنه قيل: فباشروا ما أمروا به فأخرجنا من كان فيها. [أبو السعود:5/103]، [الجمل:4/201].
6- {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر} [54: 29].
في [الجمل:4/242]: «فنادوا» معطوف على محذوف تقديره: فتمادوا على ذلك.
وفي زاده: الفاء فاء الفصيحة تفصح أن في الكلام حذفا تقديره، فبقوا على ذلك مدة، ثم ملوا من ضيق الماء والمرعى عليهم.
7- {فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت} [2: 60].
في [أبي السعود:1/84]: «{فانفجرت} عطف على مقدر ينسحب عليه الكلام، قد حذف للدلالة على كمال سرعة تحقق الانفجار، كأنه حصل عقيب الأمر بالضرب، أي فضرب فانفجرت.
وأما تعلق الفاء بمحذوف، أي فإن ضربت فقد انفجرت فغير حقيق بجلاله شأن النظم الكريم، كما لا يخفى على أحد».
وفي كليات أبي البقاء تقييد حذف المعطوف عليه بأن يكون سببًا للمعطوف من غير تقدير أداة شرط قال ص270.
الفاء هي إما فصيحة، وهي التي يحذف فيها المعطوف عليه مع كونه سببًا للمعطوف من غير تقدير حرف الشرط.
قال بعضهم: هي الداخلة على جملة مسببة عن جملة غير مذكورة، نحو الفاء في قوله تعالى: {فانفجرت} وظاهر كلام صاحب المفتاح تسمية هذه الفاء فصيحة على تقدير: فضرب فانفجرت: وظاهر كلام صاحب الكشاف على تقدير: فإن ضربت فقد انفجرت. والقول الأكثر على التقديرين. قال الشيخ سعد الدين: إنها تفصح عن المحذوف وتفيد بيان سببيته، كالتي تذكر بعد الأوامر والنواهي؛ بيانا لسبب الطلب... وتختلف العبارة في تقدير المحذوف فتارة أمرًا أو نهيًا، وتارة شرطًا... والأصح: أن لا فرق بين الفصيحة والتفريعية...
وفي حواشي [شرح السعد على تصريف العزى ص159-160]: «فاء فصيحة، وهي التي تدل على الشرط المحذوف. وقيل: على السببية: وقيل عليهما. وسميت فصيحة، إما لإفصاحها عن الشرط والسبب، أو لفصاحة الكلام الذي دخلت هي فيه، أو ظهور المعنى بسبب دخولها، أو وصف لها بوصف صاحبها، أو لكونها مفيدة معنى بديعًا، أو واقعة موقعًا حسنًا.
وتتنوع الفاء الفصيحة بتنوع ما دل عليه من المحذوف: فتارة يكون المحذوف أمرًا أو نهيًا كما في قوله تعالى: {فقد جاءكم بشير ونذير} أي لا تعتذروا فقد جاءكم، وتارة شرطًا كما في قوله تعالى: {فهذا يوم البعث} أي إن كنتم منكرين للبعث فهذا يوم البعث، وتارة يكون معطوفًا، كما في قوله تعالى: (فانفجرت) أي ضرب فانفجرت».
وفي حواشي [نتائج الأفكار ص172]: «ويقال لها فاء الفصيحة وفاء التفريع والنتيجة أيضًا عند بعض...».
تكلم الرضى عن الفاء التي تكون جوابًا لشرط مقدر مع الأداة ولكنه لم يطلق عليها فاء الفصيحة قال في [2: 340].
«الفاء» التي لغير عطف لا تخلو من معنى الترتيب، وهي التي تسمى فاء السبب، وتختص بالجمل، وتدخل على ما هو جزاء مع تقدم كلمة الشرط، نحو: إن لقيته فأكرمه، ومن جاءك فأعطه، وبدونها، نحو: زيد فاضل فأكرمه، وتعريفه بأن يصلح تقدير (إذا) الشرطية، قبل الفاء، وجعل مضمون الكلام السابق شرطها... وهو كثير في القرآن المجيد وغيره... {أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب} [38: 10]. {قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. قال فاهبط منها} [7: 12-13]، أي إذا كان عندك هذا الكبر فاخرج. وقال: {رب فأنظرني} [15: 37]، أي إذا اخترت الدنيا على الآخرة فإنك من المنظرين.
وقال: {فبعزتك} [38: 82]. أي إذا أعطيتني هذا المراد فبعزتك لأغوينهم.
ونسب الزركشي إلى سيبويه أنه جعل قوله تعالى {فذلك الذي يدع اليتيم} [107: 2]. على تقدير شرطن أي إن أردت علمه فذلك. [البرهان:4: 301]. والآية ليست في كتاب سيبويه.
جعل البغدادي في [الخزانة:1/218] الفاء في قول الشاعر:
وقائلة خولان فانكح فتاتهم=وأكرومة الحيين خلو كما هيا
جعلها عند سيبويه عاطفة أو جوابا لشرط مقدر.


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 05:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الفاء التفريعية


الفاء التفريعية
ذكرنا أن الصحيح أنه لا فرق بين فاء الفصيحة والفاء التفريعية، وهذه آيات جعل بعض المفسرين الفاء فيها تفريعية:
1- {فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا} [9: 83].
{فإن رجعك} الفاء لتفريع الأمر الآتي، [أبو السعود:2/287].
[الجمل:2/300].
2- {فمنها ركوبهم ومنها يأكلون} [36: 72].
في [أبي السعود:4/261]: «الفاء لتفريع أحكام التذليل عليها وتفصيلها».
[الجمل:3/519-520].
3- {فمن عفا وأصلح فأجره على الله} [42: 40].
الفاء للتفريع، أي إذا كان الواجب في الجزاء رعاية المماثلة من غير زيادة، وهي عسرة جدًا فالأولى العفو والإصلاح. [الجمل:4/68].


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 05:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الفاء التفسيرية


الفاء التفسيرية
1- {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتًا} [7: 4].
في [البحر:4/268]: «وقيل: الفاء ليست للتعقيب، وإنما هي للتفسير، كقولهم: توضأ فغسل كذا ثم كذا».
2- {فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم} [7: 136].
في [البحر:4/375]: «الفاء تفسيرية، وذلك على رأي من أثبت للفاء هذا المعنى، وإلا كان المعنى: فأردنا الانتقام منهم».
3- {فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة} [4: 153].
{فقالوا} الفاء تفسيرية، مثل توضأ فغسل وجهه. [الجمل:1/440].
4- {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل} [17: 12].
الفاء تفسيرية، لأن المحو المذكور وما عطف عليه ليسا مما يحصل عقب جعل الليل والنهار آيتين، بل هما من جملة ذلك الجعل ومتمماته. [الجمل:2/609].
5- {وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم} [45: 31].
الفاء في {أفلم} زائدة أو تفسيرية؛ نحو: توضأ فغسل وجه ويديه، فالفاء ليست مرتبة، وإنما هي مفسرة للوضوء، وكذلك تكون في الآية مفسرة للقول الذي يسوءهم. [البحر:3/22-23].


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 05:28 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي من معاني الفاء


من معاني الفاء
1- {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين} [2: 89].
{فلعنة الله} جملة من مبتدأ وخبر متسببة عما تقدم. [الجمل:1/78].
2- {فمثله كمثل صفوان عليه تراب}[2: 264].
الفاء لربط الجملة بما قبلها. [العكبري:1/63]، [الجمل:1/220].
3- {ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا} [22: 34].
الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها، فإن جعله تعالى لكل أمة من الأمم منسكا مما يدل على وحدانيته تعالى. [أبو السعود:4/13].
4- {أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين} [23: 72].
تعليل للنفي المستفاد من الإنكار أي لا تسألهم ذلك فإن ما رزقك الله خير. [أبو السعود:2/39]، [الجمل:3/199].
5- {عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون} [23: 92].
في [البحر:6/419]: «والفاء في {فتعالى} عاطفة المعنى كأنه قال: عالم الغيب والشهادة فتعالى، كما تقول زيد شجاع فعظمت منزلته أي شجع فعظمت.
ويحتمل أن يكون المعنى: فأقول: تعالى عما يشركون على إخبار مؤتنف». في [الجمل:3/202]: عطف على معنى ما تقدم...
6- {لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم فيأتيهم بغتة} [26: 201-202].
في [الكشاف:3/128]: «فإن قلت: ما معنى التعقيب في قوله {فيأتيهم بغتة}؟
قلت: ليس معنى ترادف رؤية العذاب ومفاجأته وسؤال النظرة فيه.
في الوجود وإنما المعنى ترتبها في الشدة، كأنه قيل: لا يؤمنون بالقرآن حتى تكون رؤيتهم للعذاب فما هو أشد منها.
وهو لحوقه بهم مفاجأة فما هو أشد منه وهو سؤالهم النظرة، ومثال ذلك أن تقول لمن تعظه:
إن أسأت مقتك الصالحون، فمقتك الله، فإنك لا تقصد بهذا الترتيب أن مقت الله يوجد عقيب مقت الصالحين.
وإنما قصدك إلى ترتيب شدة الأمر على المسيء...». [البحر:7/43].
7- {قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم} [27: 36].
في [الكشاف:3/143]: «فإن قلت: ما الفرق بين قولك: أتمدني بمال وأنا أغنى منك وبين أن تقوله بالفاء؟
قلت: إذا قلته بالواو فقد جعلت مخاطبي عالما بزيادتي عليه في الغنى واليسار، وهو مع ذلك يمدني بالمال.
وإذ قلته بالفاء فقد جعلته ممن خفيت عليه حالي، فأنا أخبره الساعة بما لا أحتاج معه إلى إمداده، كأني أقول له: أنكر عليك ما فعلت، فإني غني عنه، وعليه ورد قوله {فما أتاني الله} ». [البحر:7/74].
8- {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين} [38: 82].
الفاء لترتيب مضمون الجملة على الإنظار. [الجمل:3/590]. جواب شرط مقدر. [الرضى:2/340].
9- {إنا أنزلناه إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصًا له الدين} [39: 2].
في [البحر:7/414]: «الفاء للربط، كما تقول: أحسن إليك زيد فاشكره مخلصًا». [الجمل:3/593].
10- {فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده} [40: 82-84].
في [الكشاف:3/381]: «فإن قتل: كيف ترادفت هذه الفاءات؟
قلت: أما قوله تعالى: {فما أغنى عنهم} فهو نتيجة قوله {كانوا أكثر منهم} وأما قوله {فلما جاءتهم...} فجار مجرى البيان والتفسير لقوله تعالى {فما أغنى عنهم}، كقولك: رزق زيد المال فمنع المعروف، فلم يحسن إلى الفقراء.
وقوله {فلما رأوا بأسنا} تابع لقوله {فلما جاءتهم} كأنه قال: فكفروا فلما رأوا بأسنا آمنوا، وكذلك {فلم يك ينفعهم إيمانهم} تابع لإيمانهم لما رأوا بأس الله». [البحر:7/479].
11- {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} [46: 34-35].
في [البحر:8/68]: «{فاصبر} الفاء عاطفة هذه الجملة على الجملة من أخبار الكفار في الآخرة -،
والمعنى بينهما مرتبط، أي هذه حالهم مع الله فلا تستعجل أنت واصبر ولا تخف إلا الله».
12- {فبأي ءالآء ربكما تكذبان} [55: 13].
في [الجمل:4/249]: «الفاء لترتيب الإنكار والتوبيخ على ما فصل من فنون النعم وصنوف الآلاء الموجبة للشكر والإيمان».
13- {فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا} [64: 6].
في [البحر:8/277]: «العطف بالفاء يدل على تعقب كفرهم مجيء الرسل بالبينات، أي لم ينظروا في تلك البينات ولا تأملوها، بل عقبوا مجيئها بالكفر».
14- {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد} [72: 26].
الفاء لترتيب عدم الإظهار على تفرده بعلم الغيب على الإطلاق. [4: 417].
15- {فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير} [74: 8-9].
في [النهر:8/369]: «الفاء في {فإذا} للتسبب، كأنه قيل: فاصبر على أذاهم فبين أيديهم يوم عسير يلقون أذاهم، وتلقى فيه عاقبة صبرك عليه».
16- {فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا} [76: 11].
الفاء سببية، أي فبسبب خوفهم وقاهم الله أي دفع عنهم شر ذلك اليوم. [الجمل:4/448].
17- {فما لهم لا يؤمنون} [84: 20].
الفاء لترتيب ما بعدها من الإنكار والتعجب على ما قبلها من أحوال يوم القيامة وأهوالها الموجبة للإيمان. [الجمل:4/503].
18- {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} [107: 4-5].
الفاء للسببية، أي أن الدعاء عليهم بالويل متسبب عن هذه الصفات الذميمة أي إذا علمت فويل. [الجمل:4/588].


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 05:29 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي فاء الاستئناف


فاء الاستئناف
تكلم عن فاء الاستئناف سيبويه في[كتابه:1/430]، والمبرد في [المقتضب:2/33].
وتحتمل الفاء الاستئناف في قوله تعالى:
1- {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء} [14: 4].
في [العكبري:2/35]: «{فيضل} بالرفع، ولم ينصب على العطف على {ليبين} لأن العطف يجعل معنى المعطوف كمعنى المعطوف عليه، والرسل أرسلوا للبيان لا للضلال.
وقال الزجاج: ولو قرئ بالنصب على أن تكون اللام للعاقبة لجاز.
وانظر ما قاله السمين. [الجمل:2/507].
2- {الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم} [16: 28].
في [العكبري:2/43]: «{فألقوا} يجوز أن يكون معطوفًا على قال الذين أوتو العلم، ويجوز أن يكون معطوفًا على {تتوفاهم} ويجوز أن يكون مستأنفًا». [البحر:5/486].


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة