تفسير قوله تعالى: (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجلٍ سأل ابن مسعود: ما (الأواه)، فقال: الرحيم، فقال: ما (التبذير)، فقال: إنفاق المال في غير حقه، قال: فما {الماعون}، قال: ما يتعاطى الناس بينهم من الفأس والدلو والقدر وأشباه ذلك، قال: فما {المرسلات عرفاً}، قال: الريح، قال: فما {العاصفات عصفا}، قال: الريح، قال: فما {الناشرات نشرا}، قال: الريح، قال: فما {الفارقات فرقا}، قال: حسبك). [الجامع في علوم القرآن: 1/32] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى والمرسلات عرفا قال الريح فالعاصفات عصفا قال الريح والناشرات نشرا قال الريح فالملقيات ذكرا قال الملائكة تلقي القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/340]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والمرسلات عرفًا (1) فالعاصفات عصفًا (2) والنّاشرات نشرًا (3) فالفارقات فرقًا (4) فالملقيات ذكرًا عذرًا أو نذرًا}.
اختلف أهل التّأويل في معنى قول اللّه: {والمرسلات عرفًا} فقال بعضهم: معنى ذلك: والرّياح المرسلات يتبع بعضها بعضًا، قالوا: والمرسلات: هي الرّياح.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين، أنّه سأل ابن مسعودٍ فقال: {والمرسلات عرفًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم، قال: حدّثنا النّضر بن شميلٍ، قال: أخبرنا المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين أنّه سأل عبد اللّه بن مسعودٍ، فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مسلمٍ، عن أبي العبيدين، قال: سألت عبد اللّه بن مسعودٍ، فذكر نحوه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {والمرسلات عرفًا}. يعني: الرّيح.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن معاذٍ، قال: حدّثني أبي، عن شعبة، عن إسماعيل السّدّيّ، عن أبي صالحٍ، صاحب الكلبيّ في قوله: {والمرسلات عرفًا}. قال: هي الرّياح.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {والمرسلات عرفًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مسلمٍ البطين، عن أبي العبيدين، قال: سألت عبد اللّه عن {المرسلات عرفًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {والمرسلات عرفًا}. قال: هي الرّيح.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة مثله.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: والملائكة الّتي ترسل بالعرف.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلمٍ، قال: كان مسروقٌ يقول في المرسلات: هي الملائكة.
- حدّثنا إسرائيل بن أبي إسرائيل، قال: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت أبا الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، في قوله: {والمرسلات عرفًا}. قال: الملائكة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ ووكيعٌ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ، في قوله: {والمرسلات عرفًا}. قال: هي الرّسل ترسل بالعرف.
- حدّثنا عبد الحميد بن بيانٍ السّكّريّ، قال: حدّثنا محمّد بن يزيد، عن إسماعيل، قال: سألت أبا صالحٍ عن قوله: {والمرسلات عرفًا}. قال: هي الرّسل ترسل بالمعروف.
قالوا: فتأويل الكلام والملائكة الّتي أرسلت بأمر اللّه ونهيه، وذلك هو العرف.
وقال بعضهم: عني بقوله: {عرفًا} متتابعًا كعرف الفرس، كما قالت العرب: النّاس إلى فلانٍ عرفٌ واحدٌ، إذا توجّهوا إليه فأكثروا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن داود بن الزّبرقان، عن صالح، عن ابن بريدة، في قوله: {عرفًا} قال: يتبع بعضها بعضًا.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إنّ اللّه تعالى ذكره أقسم بالمرسلات عرفًا، وقد ترسل عرفًا الملائكة، وترسل كذلك الرّياح، ولا دلالة تدلّ على أنّ المعنيّ بذلك أحد الجنسين دون الآخر؛ وقد عمّ جلّ ثناؤه بإقسامه بكلّ ما كانت صفته ما وصف، فكلّ من كان صفته كذلك، فداخلٌ في قسمه ذلك ملكًا أو ريحًا أو رسولاً من بني آدم مرسلاً). [جامع البيان: 23/580-583]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا المسعودي عن سلمة بن كهيل عن أبي العبيدين قال سألت ابن مسعود عن المرسلات عرفا قال الريح فقلت فالعاصفات عصفا فقال الريح فقلت فالناشرات نشرا قال الريح فقلت فالفارقات فرقا قال حسبك). [تفسير مجاهد: 715]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس قاسم بن القاسم السّيّاريّ، ثنا محمّد بن موسى الباشانيّ، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، ثنا الحسين بن واقدٍ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {والمرسلات عرفًا} [المرسلات: 1] قال: «هي الملائكة أرسلت بالمعروف» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/555]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وأخرج الحاكم بإسنادٍ صحيحٍ عن أبي هريرة قال المرسلات عرفًا الملائكة أرسلت بالمعروف). [فتح الباري: 8/686]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والمرسلات: الرّياح الشديدات الهبوب). [عمدة القاري: 19/272]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قوله: (عرفا) نصب على الحال أي: المرسلات يتبع بعضها بعضًا حال كونها كعرف الفرس، وعلى تفسير المرسلات بالملائكة يكون نصبا على التّعليل، أي: لأجل العرف أي: المعروف والإحسان). [عمدة القاري: 19/272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: هي الملائكة أرسلت بالمعروف). [الدر المنثور: 15/173-174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرياح ثمان أربع منها عذاب وأربع منها رحمة فالعذاب منها العاصف والصرصر والعقيم والقاصف والرحمة منها الناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات، فيرسل الله المرسلات فتثير السحاب ثم يرسل المبشرات فتلقح السحاب ثم يرسل الذاريات فتحمل السحاب فتدر كما تدر اللقحة ثم تمطر وهي اللواقح ثم يرسل الناشرات فتنشر ما أراد). [الدر المنثور: 15/174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق أبي العبيدين أنه سأل ابن مسعود {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: حسبك). [الدر المنثور: 15/174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة فرقت بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة بالتنزيل). [الدر المنثور: 15/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح). [الدر المنثور: 15/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وعبد حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {والمرسلات عرفا} قال: هي الريح {فالعاصفات عصفا} قال: هي الريح {فالفارقات فرقا} يعني القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} هي الملائكة تلقي الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بني آدم عذرا أو نذرا، قال: عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه). [الدر المنثور: 15/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {والمرسلات عرفا (1) فالعاصفات عصفا (2) والناشرات نشرا (3) فالفارقات فرقا (4) فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مسروق {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن الشيخ في العظمة، وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: هي الرسل ترسل بالمعروف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: المطر {فالفارقات فرقا} قال: الرسل). [الدر المنثور: 15/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من وجه آخر عن أبي صالح {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة يجيئون بالأعارف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح العواصف {والناشرات نشرا} قال: الملائكة ينشرون الكتب {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة يفرقون بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون). [الدر المنثور: 15/176]
تفسير قوله تعالى: (فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجلٍ سأل ابن مسعود: ما (الأواه)، فقال: الرحيم، فقال: ما (التبذير)، فقال: إنفاق المال في غير حقه، قال: فما {الماعون}، قال: ما يتعاطى الناس بينهم من الفأس والدلو والقدر وأشباه ذلك، قال: فما {المرسلات عرفاً}، قال: الريح، قال: فما {العاصفات عصفا}، قال: الريح، قال: فما {الناشرات نشرا}، قال: الريح، قال: فما {الفارقات فرقا}، قال: حسبك). [الجامع في علوم القرآن: 1/32] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فالعاصفات عصفًا}. يقول جلّ ذكره: فالرّياح العاصفات عصفًا، يعني الشّديدات الهبوب السّريعات المرّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن خالدٍ بن عرعرة، أنّ رجلاً قام إلى عليٍّ رضي اللّه عنه، فقال: ما العاصفات عصفًا؟ قال: الرّيح.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين، أنّه سأل عبد اللّه بن مسعودٍ، فقال: ما العاصفات عصفًا؟ قال: الرّيح.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم، قال: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، قال: أخبرنا المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين، عن عبد اللّه، مثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مسلمٍ البطين، عن أبي العبيدين قال: سألت عبد اللّه بن مسعودٍ، فذكر مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مسلمٍ البطين، عن أبي العبيدين، قال: سألت عبد اللّه، فذكر مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: {فالعاصفات عصفًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ، {فالعاصفات عصفًا}. قال: هي الرّياح.
- حدّثنا عبد الحميد بن بيانٍ، قال: أخبرنا محمّد بن يزيد، عن إسماعيل قال: سألت أبا صالحٍ عن قوله: {فالعاصفات عصفًا}. قال: هي الرّياح.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن معاذٍ، قال: حدّثني أبي، عن شعبة، عن إسماعيل السّدّيّ، عن أبي صالحٍ صاحب الكلبيّ، في قوله: {فالعاصفات عصفًا}. قال: هي الرّياح.
- حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، قال: حدّثنا أبو معاوية الضّرير وسعيد بن محمّدٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، في قوله: {فالعاصفات عصفًا}. قال: هي الرّيح.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ، مثله.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ رضي اللّه عنه {فالعاصفات عصفًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فالعاصفات عصفًا}. قال: الرّياح.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة مثله). [جامع البيان: 23/583-585]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة قال سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله عز وجل فالعاصفات عصفا قال يعني الريح). [تفسير مجاهد: 715]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا إسرائيل، ثنا سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، قال: قام رجلٌ إلى عليٍّ رضي اللّه عنه، فقال: ما العاصفات عصفًا؟ قال: «الرّياح» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/555]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال إسحاق بن راهويه: أبنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ- رضي اللّه عنه- قال: "العاصفات عصفًا: الرّياح ... " فذكره في حديثٍ طويلٍ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/297]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ رضي الله عنه قال: {فالعاصفات عصفًا}: الرّياح ذكره في حديثٍ طويلٍ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/420]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرياح ثمان أربع منها عذاب وأربع منها رحمة فالعذاب منها العاصف والصرصر والعقيم والقاصف والرحمة منها الناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات، فيرسل الله المرسلات فتثير السحاب ثم يرسل المبشرات فتلقح السحاب ثم يرسل الذاريات فتحمل السحاب فتدر كما تدر اللقحة ثم تمطر وهي اللواقح ثم يرسل الناشرات فتنشر ما أراد). [الدر المنثور: 15/174] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق أبي العبيدين أنه سأل ابن مسعود {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: حسبك). [الدر المنثور: 15/174] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن راهويه، وابن المنذر، وعبد بن حميد والبيهقي في الشعب والحاكم وصححه عن خالد بن عرعرة رضي الله عنه قال: قام رجل إلى علي فقال: ما العاصفات عصفا، قال: الرياح). [الدر المنثور: 15/174-175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وعبد حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {والمرسلات عرفا} قال: هي الريح {فالعاصفات عصفا} قال: هي الريح {فالفارقات فرقا} يعني القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} هي الملائكة تلقي الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بني آدم عذرا أو نذرا، قال: عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {والمرسلات عرفا (1) فالعاصفات عصفا (2) والناشرات نشرا (3) فالفارقات فرقا (4) فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن الشيخ في العظمة، وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: هي الرسل ترسل بالمعروف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: المطر {فالفارقات فرقا} قال: الرسل). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من وجه آخر عن أبي صالح {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة يجيئون بالأعارف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح العواصف {والناشرات نشرا} قال: الملائكة ينشرون الكتب {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة يفرقون بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون). [الدر المنثور: 15/176] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجلٍ سأل ابن مسعود: ما (الأواه)، فقال: الرحيم، فقال: ما (التبذير)، فقال: إنفاق المال في غير حقه، قال: فما {الماعون}، قال: ما يتعاطى الناس بينهم من الفأس والدلو والقدر وأشباه ذلك، قال: فما {المرسلات عرفاً}، قال: الريح، قال: فما {العاصفات عصفا}، قال: الريح، قال: فما {الناشرات نشرا}، قال: الريح، قال: فما {الفارقات فرقا}، قال: حسبك). [الجامع في علوم القرآن: 1/32] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والنّاشرات نشرًا}. اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: عني بالنّاشرات نشرًا: الرّيح.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين، أنّه سأل ابن مسعودٍ عن {النّاشرات نشرًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم، قال: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، قال: أخبرنا المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي العبيدين، عن ابن مسعودٍ، مثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مسلمٍ، عن أبي العبيدين، قال: سألت عبد اللّه بن مسعودٍ، فذكر مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مسلمٍ البطين، عن أبي العبيدين، قال: سألت عبد اللّه، فذكر مثله.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {والنّاشرات نشرًا}. قال: الرّيح.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن معاذٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شعبة، عن إسماعيل السّدّيّ، عن أبي صالحٍ، صاحب الكلبيّ، في قوله: {والنّاشرات نشرًا}. قال: هي الرّياح.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {والنّاشرات نشرًا}. قال: الرّياح.
وقال آخرون: هي المطر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عبد الحميد بن بيانٍ، قال: حدّثنا محمّد بن يزيد، عن إسماعيل، قال: سألت أبا صالحٍ عن قوله: {والنّاشرات نشرًا}. قال المطر.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ {والنّاشرات نشرًا}. قال: هي المطر.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ مثله.
وقال آخرون: بل هي الملائكة الّتي تنشر الكتب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أحمد بن هشامٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي صالحٍ، {والنّاشرات نشرًا}. قال: الملائكة تنشر الكتب.
وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصّواب أن يقال: إنّ اللّه تعالى ذكره أقسم بالنّاشرات نشرًا، ولم يخصّص شيئًا من ذلك دون شيءٍ، فالرّيح تنشر السّحاب، والمطر ينشر الأرض، والملائكة تنشر الكتب، ولا دلالة من وجهٍ يجب التّسليم له على أنّ المراد من ذلك بعضٌ دون بعضٍ، فذلك على كلّ ما كان ناشرًا). [جامع البيان: 23/585-587]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والناشرات. الرّياح اللينة). [عمدة القاري: 19/272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق أبي العبيدين أنه سأل ابن مسعود {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: حسبك). [الدر المنثور: 15/174] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {والمرسلات عرفا (1) فالعاصفات عصفا (2) والناشرات نشرا (3) فالفارقات فرقا (4) فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن الشيخ في العظمة، وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: هي الرسل ترسل بالمعروف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: المطر {فالفارقات فرقا} قال: الرسل). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من وجه آخر عن أبي صالح {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة يجيئون بالأعارف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح العواصف {والناشرات نشرا} قال: الملائكة ينشرون الكتب {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة يفرقون بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون). [الدر المنثور: 15/176] (م)
تفسير قوله تعالى: (فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجلٍ سأل ابن مسعود: ما (الأواه)، فقال: الرحيم، فقال: ما (التبذير)، فقال: إنفاق المال في غير حقه، قال: فما {الماعون}، قال: ما يتعاطى الناس بينهم من الفأس والدلو والقدر وأشباه ذلك، قال: فما {المرسلات عرفاً}، قال: الريح، قال: فما {العاصفات عصفا}، قال: الريح، قال: فما {الناشرات نشرا}، قال: الريح، قال: فما {الفارقات فرقا}، قال: حسبك). [الجامع في علوم القرآن: 1/32] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فالفارقات فرقًا}. اختلف أهل التّأويل في معناه، فقال بعضهم: عني بذلك: الملائكة الّتي تفرّق بين الحقّ والباطل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ، {فالفارقات فرقًا}. قال: الملائكة.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ {فالفارقات فرقًا} قال: الملائكة.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسماعيل، مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فالفارقات فرقًا}. قال: الملائكة.
وقال آخرون: بل عني بذلك القرآن.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فالفارقات فرقًا}. يعني: القرآن ما فرّق اللّه فيه بين الحقّ والباطل.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: أقسم ربّنا جلّ ثناؤه بالفارقات، وهي الفاصلات بين الحقّ والباطل، ولم يخصّص بذلك منهنّ بعضًا دون بعضٍ، فذلك قسمٌ بكلّ فارقةٍ بين الحقّ والباطل، ملكًا كان أو قرآنًا، أو غير ذلك). [جامع البيان: 23/587-588]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق أبي العبيدين أنه سأل ابن مسعود {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: حسبك). [الدر المنثور: 15/174] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة فرقت بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة بالتنزيل). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وعبد حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {والمرسلات عرفا} قال: هي الريح {فالعاصفات عصفا} قال: هي الريح {فالفارقات فرقا} يعني القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} هي الملائكة تلقي الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بني آدم عذرا أو نذرا، قال: عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {والمرسلات عرفا (1) فالعاصفات عصفا (2) والناشرات نشرا (3) فالفارقات فرقا (4) فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن الشيخ في العظمة، وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال: هي الرسل ترسل بالمعروف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {والناشرات نشرا} قال: المطر {فالفارقات فرقا} قال: الرسل). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من وجه آخر عن أبي صالح {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة يجيئون بالأعارف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح العواصف {والناشرات نشرا} قال: الملائكة ينشرون الكتب {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة يفرقون بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون). [الدر المنثور: 15/176] (م)
تفسير قوله تعالى: (فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فالملقيات ذكرًا}. يقول: فالمبلّغات وحي اللّه رسله، وهي الملائكة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فالملقيات ذكرًا}. يعني: الملائكة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فالملقيات ذكرًا}. قال: هي الملائكة، تلقي الذّكر على الرّسل وتبلّغه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {فالملقيات ذكرًا}. قال: الملائكة تلقي القرآن.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {فالملقيات ذكرًا}. قال: الملائكة). [جامع البيان: 23/588-589]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الريح {فالعاصفات عصفا} قال: الريح {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة فرقت بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة بالتنزيل). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وعبد حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {والمرسلات عرفا} قال: هي الريح {فالعاصفات عصفا} قال: هي الريح {فالفارقات فرقا} يعني القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} هي الملائكة تلقي الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بني آدم عذرا أو نذرا، قال: عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {والمرسلات عرفا (1) فالعاصفات عصفا (2) والناشرات نشرا (3) فالفارقات فرقا (4) فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من وجه آخر عن أبي صالح {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة يجيئون بالأعارف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح العواصف {والناشرات نشرا} قال: الملائكة ينشرون الكتب {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة يفرقون بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون). [الدر المنثور: 15/176] (م)
تفسير قوله تعالى: (عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله عذرا أو نذرا قال عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه). [تفسير عبد الرزاق: 2/340]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {عذرًا أو نذرًا}. يقول تعالى ذكره: فالملقيات ذكرًا إلى الرّسل إعذارًا من اللّه إلى خلقه، وإنذارًا منه لهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {عذرًا أو نذرًا}. قال: عذرًا من اللّه، ونذرًا منه إلى خلقه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: {عذرًا أو نذرًا} عذرًا للّه على خلقه، ونذرًا للمؤمنين ينتفعون به، ويأخذون به.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {عذرًا أو نذرًا}. يعني: الملائكة.
واختلفت القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة المدينة والشّام وبعض المكّيّين وبعض الكوفيّين: {عذرًا} بالتّخفيف، (أو نذرًا) بالتّثقيل. وقرأ ذلك عامّة قرأة الكوفة وبعض البصريّين بتخفيفهما، وقرأه آخرون من أهل البصرة بتثقيلهما والتّخفيف فيهما أعجب إليّ وإن لم أدفع صحّة التّثقيل لأنّهما مصدران بمعنى الإعذار والإنذار). [جامع البيان: 23/589-590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وعبد حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {والمرسلات عرفا} قال: هي الريح {فالعاصفات عصفا} قال: هي الريح {فالفارقات فرقا} يعني القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} هي الملائكة تلقي الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بني آدم عذرا أو نذرا، قال: عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه). [الدر المنثور: 15/175] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من وجه آخر عن أبي صالح {والمرسلات عرفا} قال: الملائكة يجيئون بالأعارف {فالعاصفات عصفا} قال: الريح العواصف {والناشرات نشرا} قال: الملائكة ينشرون الكتب {فالفارقات فرقا} قال: الملائكة يفرقون بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال: الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل يعذرون وينذرون). [الدر المنثور: 15/176] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف والإبتداء والحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن زيد بن ثابت عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أنزل القرآن بالتفخيم.
قال عمار بن عبد الملك: كهيئته عذرا ونذرا والصدفين وألا له الخلق والأمر وأشباه هذا في القرآن). [الدر المنثور: 15/176-177]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّما توعدون لواقعٌ (7) فإذا النّجوم طمست (8) وإذا السّماء فرجت (9) وإذا الجبال نسفت (10) وإذا الرّسل أقّتت (11) لأيّ يومٍ أجّلت (12) ليوم الفصل (13) وما أدراك ما يوم الفصل (14) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}.
يقول تعالى ذكره: {والمرسلات عرفًا}، إنّ الّذي توعدون أيّها النّاس من الأمور لواقعٌ، وهو كائنٌ لا محالة، يعني بذلك يوم القيامة، وما ذكر اللّه أنّه أعدّ لخلقه يومئذٍ من الثّواب والعذاب). [جامع البيان: 23/590]
تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فإذا النّجوم طمست}. يقول: فإذا النّجوم ذهب ضياؤها، فلم يكن لها نورٌ ولا ضوءٌ). [جامع البيان: 23/590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {فإذا النجوم طمست} قال: تطمس فيذهب نورها). [الدر المنثور: 15/177]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وإذا السّماء فرجت}. يقول: وإذا السّماء شققت وصدعت). [جامع البيان: 23/591]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وإذا الجبال نسفت} يقول: وإذا الجبال نسفت من أصلها، فكانت هباءً منبثًّا). [جامع البيان: 23/591]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وإذا الرّسل أقّتت} يقول تعالى ذكره: وإذا الرّسل أجّلت للاجتماع لوقتها يوم القيامة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإذا الرّسل أقّتت}. يقول: جمعت.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى،؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {أقّتت}. قال: أجّلت.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، قال: قال مجاهدٌ {وإذا الرّسل أقّتت}. قال: أجّلت.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ،؛ وحدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، جميعًا عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {وإذا الرّسل أقّتت}. قال: أوعدت.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإذا الرّسل أقّتت}. قال: أقّتت ليوم القيامة، وقرأ: {يوم يجمع اللّه الرّسل}. قال: والأجل: الميقات، وقرأ: {يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للنّاس والحجّ} وقرأ: {إلى ميقات يومٍ معلومٍ}. قال: إلى يوم القيامة، قال: لهم أجلٌ إلى ذلك اليوم حتّى يبلغوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، في قوله: {وإذا الرّسل أقّتت}. قال: وعدت.
واختلفت القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة المدينة غير أبي جعفرٍ، وعامّة قرّاء الكوفة: {أقّتت} بالألف وتشديد القاف، وقرأه بعض قرأة البصرة بالواو وتشديد القاف: (وقّتت) وقرأه أبو جعفرٍ: (وقتت) بالواو وتخفيف القاف.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّ كلّ ذلك قراءاتٌ معروفاتٌ ولغاتٌ مشهوراتٌ بمعنى واحدٍ، فبأيّتها قرأ القارئ فمصيبٌ، وإنّما هو فعّلت من الوقت، غير أنّ من العرب من يستثقل ضمّة الواو، كما يستثقل كسرة الياء في أوّل الحرف فيهمزها، فيقول: هذه أجوهٌ حسانٌ، بالهمزة، وينشد بعضهم:
يحلّ أحيده ويقال بعلٌ = ومثل تموّلٍ منه افتقار). [جامع البيان: 23/591-592]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن إبراهيم النخعي في قوله: {وإذا الرسل أقتت} قال: وعدت). [الدر المنثور: 15/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {أقتت} قال: أجلت). [الدر المنثور: 15/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس {أقتت} قال: جمعت). [الدر المنثور: 15/177]
تفسير قوله تعالى: (لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لأيّ يومٍ أجّلت}. يقول تعالى ذكره معجّبًا عباده من هول ذلك اليوم وشدّته: لأيّ يومٍ أجّلت الرّسل ووقّتت، ما أعظمه وأهوله). [جامع البيان: 23/593]
تفسير قوله تعالى: (لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمّ بيّن ذلك: وأيّ يومٍ هو؟ فقال: أجّلت {ليوم الفصل}. يقول: ليومٍ يفصل اللّه فيه بين خلقه القضاء، فيأخذ للمظلوم من الظّالم، ويجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {لأيّ يومٍ أجّلت (12) ليوم الفصل} يومٌ يفصل فيه بين النّاس بأعمالهم إلى الجنّة وإلى النّار). [جامع البيان: 23/593]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {ليوم الفصل} قال: يوم يفصل الله فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة وإلى النار {وما أدراك ما يوم الفصل} قال: يعظهم بذلك {ويل يومئذ للمكذبين} قال: ويل لهم والله ويلا طويلا). [الدر المنثور: 15/178]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما أدراك ما يوم الفصل}. يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وأيّ شيءٍ أدراك يا محمّد ما يوم الفصل، معظّمًا بذلك أمره، وشدّة هوله.
- كما: حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وما أدراك ما يوم الفصل} تعظيمًا لذلك اليوم). [جامع البيان: 23/593]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {ليوم الفصل} قال: يوم يفصل الله فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة وإلى النار {وما أدراك ما يوم الفصل} قال: يعظهم بذلك {ويل يومئذ للمكذبين} قال: ويل لهم والله ويلا طويلا). [الدر المنثور: 15/178] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}. يقول تعالى ذكره: الوادي الّذي يسيل في جهنّم من صديد أهلها للمكذّبين بيوم الفصل، يوم الفصل.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} ويلٌ واللّه طويلٌ). [جامع البيان: 23/593]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {ليوم الفصل} قال: يوم يفصل الله فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة وإلى النار {وما أدراك ما يوم الفصل} قال: يعظهم بذلك {ويل يومئذ للمكذبين} قال: ويل لهم والله ويلا طويلا). [الدر المنثور: 15/178] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن ابن مسعود قال: ويل واد في جهنم يسيل فيه صديد أهل النار فجعل للمكذبين والله أعلم). [الدر المنثور: 15/178]