العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:04 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة المدثر [ من الآية (32) إلى الآية (48) ]

{كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:05 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كلاّ والقمر (32) واللّيل إذ أدبر (33) والصّبح إذا أسفر (34) إنّها لإحدى الكبر (35) نذيرًا للبشر (36) لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخّر}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يعني جلّ ثناؤه بقوله: {كلاّ} ليس القول كما يقول من زعم أنّه يكفي أصحابه المشركين خزنة جهنّم حتّى يجهضهم عنها. ثمّ أقسم ربّنا تعالى فقال: {والقمر (32) واللّيل إذ أدبر} ). [جامع البيان: 23 / 441]

تفسير قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني الليث بن سعد أن عمر بن عبد العزيز كان يقرأ: {والليل} إذا دبر). [الجامع في علوم القرآن: 3/55]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أنه سمع عمر بن عبد العزيز في امرأته على المدينة يقرأ هذه الآية: {والليل} إذا دبر، حتى فارقنا؛ قال: ابن أبي الزناد: ثم أخبرني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أن أباه لم يزل يقرأ: إذا دبر، حتى مات). [الجامع في علوم القرآن: 3/56]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ أنّه كان يقرأ: {والليل إذا أدبر}.
وحدثنا أيضا عن حميد بن قيس عن مجاهد أنه كان يقرأ: {والليل إذ أدبر}). [الجامع في علوم القرآن: 3/56]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمّ أقسم ربّنا تعالى فقال: {والقمر (32) واللّيل إذ أدبر} يقول: واللّيل إذا ولّى ذاهبًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {واللّيل إذ أدبر}: إذا ولّى.
وقال آخرون في ذلك ما:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي؛ عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: (واللّيل إذا دبر) دبوره: إظلامه.
واختلفت القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض قرأة مكّة والكوفة: {إذ أدبر}. وكان أبو عمرو بن العلاء فيما ذكر عنه يقول: قريشٌ تقول: دبر الليل. وقرأ ذلك بعض قرأة مكّة وبعض قرأة المدينة والكوفة: (إذا دبر).
والصّواب من القول في ذلك عندنا، أنّهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقد اختلف أهل العلم بكلام العرب في ذلك، فقال بعض الكوفيّين: هما لغتان، يقال: دبر النّهار وأدبر، ودبر الصّيف وأدبر؛ قال: وكذلك قبل وأقبل؛ فإذا قالوا: أقبل الرّاكب وأدبر لم يقولوه إلاّ بالألف. وقال بعض البصريّين: (واللّيل إذا دبر). يعني: إذا دبر النّهار وكان في آخره؛ قال: ويقال: دبرني: إذا جاء خلفي، وأدبر: إذا ولّى.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما لغتان بمعنى، وذلك أنّه محكيٌّ عن العرب: قبّح اللّه ما قبل منه وما دبر. وأخرى أنّ أهل التّفسير لم يميّزوا في تفسيرهم بين القراءتين، وذلك دليلٌ على أنّهم فعلوا ذلك كذلك، لأنّهما بمعنى واحدٍ). [جامع البيان: 23 / 441-443]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال مسدّدٌ: ثنا يحيى، عن سيفٍ، سمعت مجاهدًا يقول: "بينما ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- جالسٌ في حوض زمزم والنّاس يسألونه إذ جاء رجلٌ فسأله عن (واللّيل إذ أدبر) فسكت، فلما ثوب المؤذن ونادى المنادي قال: أين السّائل؟ عن اللّيل إذ أدبر؟ قال: قد دبر اللّيل".
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 296]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال مسدّدٌ: حدثنا يحيى، ثنا سيفٌ، قال: سمعت مجاهدًا يقول: بينما ابن عباس رضي الله عنهما جالسًا في حوض زمزم، والنّاس يسألونه، إذ جاء رجلٌ فسأله عن {واللّيل إذ أدبر} فسكت رضي الله عنه، فلمّا ثوّب المؤذّن، أو نادى المنادي، قال رضي الله عنه أين السّائل عن: الليل إذا أدبر قال: قد دبر اللّيل). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15 / 416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة عن ابن عباس أنه قرأ: الليل إذا دبر فجعل الألف مع إذا). [الدر المنثور: 15 / 82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد عن ابن الزبير أنه كان يقرأ: والليل إذا دبر). [الدر المنثور: 15 / 82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن سعيد بن جبير أنه قرأها: دبر مثل قراءة ابن عباس). [الدر المنثور: 15 / 83]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن أنه قرأها: إذا بغير ألف {أدبر} بألف). [الدر المنثور: 15 / 83]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن هرون قال: إنها في حرف أبي، وابن مسعود (إذا أدبر) يعني بألفين). [الدر المنثور: 15 / 83]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {والليل إذ أدبر} قال: دبوره ظلامه). [الدر المنثور: 15 / 83]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسدد في مسنده، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: سألت ابن عباس عن قوله: {والليل إذ أدبر} فسكت عني حتى إذا كان من آخر الليل وسمع الأذان الأول ناداني: يا مجاهد هذا حين دبر الليل). [الدر المنثور: 15 / 83]

تفسير قوله تعالى: (وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والصّبح إذا أسفر} يقول تعالى ذكره: والصّبح إذا أضاء.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {والصّبح إذا أسفر}: إذا أضاء وأقبل). [جامع البيان: 23 / 443]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {والصبح إذا أسفر} قال: إذا أضاء). [الدر المنثور: 15 / 83] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لإحدى الكبر قال هي النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/330]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن إسماعيل بن سميعٍ، عن أبي رزينٍ في قوله: {إنّها لإحدى الكبر} قال: جهنّم {نذيرًا للبشر} قال: يقول اللّه: أنا لكم منه نذيرٌ). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 288]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إنّها لإحدى الكبر}. يقول تعالى ذكره: إنّ جهنّم لإحدى الكبر، يعني الأمور العظام.

وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثني عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {إنّها لإحدى الكبر}. يعني: جهنّم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {إنّها لإحدى الكبر}. يعني: جهنّم.
- حدّثنا أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن سميعٍ، عن أبي رزينٍ، {إنّها لإحدى الكبر}. قال: جهنّم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّها لإحدى الكبر}. قال: هذه النّار.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {إنّها لإحدى الكبر}. قال: هي النّار.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {إنّها لإحدى الكبر}. يعني: جهنّم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {إنّها لإحدى الكبر}. يعني: جهنّم). [جامع البيان: 23 / 443-445]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {والصبح إذا أسفر} قال: إذا أضاء {إنها لإحدى الكبر} قال: النار). [الدر المنثور: 15 / 83]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {إنها لإحدى الكبر} قال: النار). [الدر المنثور: 15 / 84]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي رزين {إنها لإحدى الكبر (35) نذيرا للبشر} قال: هي جهنم). [الدر المنثور: 15 / 84]

تفسير قوله تعالى: (نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن إسماعيل بن سميعٍ، عن أبي رزينٍ في قوله: {إنّها لإحدى الكبر} قال: جهنّم {نذيرًا للبشر} قال: يقول اللّه: أنا لكم منه نذيرٌ). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 288](م)

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {نذيرًا للبشر}. يقول تعالى ذكره: إنّ النّار لإحدى الكبر، نذيرًا لبني آدم.
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {نذيرًا للبشر} وما الموصوف بذلك، فقال بعضهم: عنى بذلك النّار، وقالوا: هي صفةٌ للهاء الّتي في قوله: {إنّها} وقالوا: هي النّذير؛ فعلى قول هؤلاء النّذير نصب على القطع من إحدى الكبر، لأنّ إحدى الكبر معرفةٌ، وقوله: {نذيرًا} نكرةٌ، والكلام قد يحسن الوقوف عليه دونه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: قال الحسن: واللّه ما أنذر النّاس بشيءٍ أدهى منها، أو بداهيةٍ هي أدهى منها.
وقال آخرون: بل ذلك من صفة اللّه تعالى، وهو خبرٌ من اللّه عن نفسه، أنّه نذيرٌ لخلقه. وعلى هذا القول يجب أن يكون نصب قوله: {نذيرًا} على الخروج من جملة الكلام المتقدّم، فيكون معنى الكلام: وما جعلنا أصحاب النّار إلاّ ملائكةً نذيرًا للبشر؛ يعني: إنذارًا لهم؛ فيكون قوله: {نذيرًا}. بمعنى إنذارًا؛ كما قال: {فستعلمون كيف نذير} بمعنى إنذاري؛ ويكون أيضًا بمعنى: إنّها لإحدى الكبر؛ صيّرنا ذلك كذلك نذيرًا، فيكون قوله: {إنّها لإحدى الكبر} مؤدّيًا عن معنى صيّرنا ذلك كذلك، وهذا المعنى قصد من قال ذلك إن شاء اللّه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن أبي رزينٍ، {إنّها لإحدى الكبر}. قال: جهنّم، {نذيرًا للبشر}. يقول اللّه: أنا لكم منها نذيرٌ فاتّقوها.
وقال آخرون: بل ذلك من صفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقالوا: نصب {نذيرًا} على الحال ممّا في قوله: {قم} وقالوا: معنى الكلام: قم نذيرًا للبشر فأنذر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {نذيرًا للبشر}. قال: الخلق، قال: بنو آدم البشر، فقيل له: محمّدٌ النّذير قال: نعم ينذرهم). [جامع البيان: 23 / 445-446]

تفسير قوله تعالى: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخّر}. يقول تعالى ذكره: نذيرًا للبشر لمن شاء منكم أيّها النّاس أن يتقدّم في طاعة اللّه، أو يتأخّر في معصية اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخّر}. قال: من شاء اتّبع طاعة اللّه، ومن شاء تأخّر عنها.
- حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخّر}: يتقدّم في طاعة اللّه، أو يتأخّر في معصيته). [جامع البيان: 23 / 446-447]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الأمل عن حذيفة قال: ما من صباح ولا مساء إلا ومناد ينادي: يا أيها الناس الرحيل الرحيل وإن تصديق ذلك في كتاب الله {إنها لإحدى الكبر (35) نذيرا للبشر (36) لمن شاء منكم أن يتقدم} قال: الموت {أو يتأخر} قال: الموت). [الدر المنثور: 15 / 84]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر} قال: من شاء اتبع طاعة الله ومن شاء تأخر عنها). [الدر المنثور: 15 / 84]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {لمن شاء منكم أن يتقدم} قال: في طاعة الله {أو يتأخر} قال: في معصية الله). [الدر المنثور: 15 / 84]

تفسير قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن الأعمش عن عثمان بن قيس قال سمعت زاذان يقول قال علي كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين قال هم أولاد المسلمين). [تفسير عبد الرزاق: 2/329-330]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عثمان أبي اليقظان، عن زاذان، عن عليٍّ {إلاّ أصحاب اليمين} قال: هم أطفال المسلمين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 158]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا جريرٌ، عن داود بن السّليك، عن أبي سهلٍ، قال: سمعت ابن عمر، قال في هذه الآية: {كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ * إلاّ أصحاب اليمين}. قال: أطفال المسلمين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 195]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ (38) إلاّ أصحاب اليمين (39) في جنّاتٍ يتساءلون (40) عن المجرمين (41) ما سلككم في سقر (42) قالوا لم نك من المصلّين (43) ولم نك نطعم المسكين (44) وكنّا نخوض مع الخائضين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: كلّ نفسٍ مأمورةٌ منهيّةٌ بما عملت من معصية اللّه في الدّنيا، رهينةٌ في جهنّم {إلاّ أصحاب اليمين} فإنّهم غير مرتهنين، ولكنّهم {في جنّاتٍ يتساءلون} عن المجرمين.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ}. يقول: مأخوذةٌ بعملها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ (38) إلاّ أصحاب اليمين}. قال: غلق النّاس كلّهم إلاّ أصحاب اليمين.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ (38) إلاّ أصحاب اليمين}. قال: لا يحاسبون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ (38) إلاّ أصحاب اليمين}: أصحاب اليمين لا يرتهنون بذنوبهم، ولكن يغفرها اللّه لهم؛ وقرأ قول اللّه: {إلاّ عباد اللّه المخلصين} قال: لا يؤاخذهم اللّه بسيّئ أعمالهم، ولكن يغفرها لهم، ويتجاوز عنهم كما وعدهم.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ}. قال: كلّ نفسٍ سبقت لها كلمة العذاب يرتهنها اللّه في النّار، لا يرتهن اللّه أحدًا من أهل الجنّة، ألم تسمع أنّه قال: {كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ (38) إلاّ أصحاب اليمين}. يقول: ليسوا رهينةً {في جنّاتٍ يتساءلون}.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {إلاّ أصحاب اليمين}. قال: إن كان أحدهم سبقت له كلمة العذاب جعل منزله في النّار يكون فيها رهنًا، وليس يرتهن أحدٌ من أهل الجنّة هم في جنّاتٍ يتساءلون.
واختلف أهل التّأويل في أصحاب اليمين الّذين ذكرهم اللّه في هذا الموضع، فقال بعضهم: هم أطفال المسلمين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني واصل بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن الأعمش، عن عثمان، عن زاذان، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه في هذه الآية: {كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ (38) إلاّ أصحاب اليمين}. قال: هم الولدان.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن عثمان أبي اليقظان، عن زاذان أبي عمر، عن عليٍّ رضي اللّه عنه في قوله: {كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ (38) إلاّ أصحاب اليمين}. قال: أطفال المسلمين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن عثمان بن عميرٍ أبي اليقظان، عن زاذان أبي عمر، عن عليٍّ رضي اللّه عنه {إلاّ أصحاب اليمين}. قال: أولاد المسلمين.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبي اليقظان، عن زاذان، عن عليٍّ رضي اللّه عنه {إلاّ أصحاب اليمين}. قال: هم الولدان.
وقال آخرون: هم الملائكة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن شريكٍ، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ، قال: هم الملائكة.
وإنّما قال من قال: أصحاب اليمين في هذا الموضع: هم الولدان وأطفال المسلمين؛ ومن قال: هم الملائكة، لأنّ هؤلاء لم يكن لهم ذنوبٌ، وقالوا: لم يكونوا ليسألوا المجرمين {ما سلككم في سقر} إلاّ أنّهم لم يقترفوا في الدّنيا مأثمًا، ولو كانوا اقترفوها وعرفوها لم يكونوا ليسألوهم عمّا سلكهم في سقر، لأنّ كلّ من دخل الجنّة من بني آدم ممّن بلغ التّكليف، ولزمه فرض الأمر والنّهي، قد علم أنّ أحدًا لا يعاقب إلاّ على المعصية). [جامع البيان: 23 / 447-450]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا حبان عن الأعمش عن زاذان عن علي بن أبي طالب عليه السلام كل نفس بما كسبت رهينة يعني مرتهنة). [تفسير مجاهد: 2/705]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا حبان عن الأعمش عن زاذان عن علي عليه السلام إلا أصحاب اليمين قال هم ولدان المسلمين). [تفسير مجاهد: 2/705-706]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عمرٍو عثمان بن أحمد بن السّمّاك ببغداد، ثنا عبد اللّه بن محمّدٍ الحرثيّ، ثنا عليّ بن قادمٍ، ثنا سفيان الثّوريّ، عن الأعمش، عن عمران القطّان، عن زاذان، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ (38) إلّا أصحاب اليمين} [المدثر: 39] قال: «هم أطفال المسلمين» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 28 - 56.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {كل نفس بما كسبت رهينة} قال: مأخوذة بعملها). [الدر المنثور: 15 / 84]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {كل نفس بما كسبت رهينة (38) إلا أصحاب اليمين} قال: علق الناس كلهم إلا أصحاب اليمين). [الدر المنثور: 15 / 84-85]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {كل نفس بما كسبت رهينة (38) إلا أصحاب اليمين} قال: لا يحاسبون). [الدر المنثور: 15 / 85]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {إلا أصحاب اليمين} قال: هم المسلمون). [الدر المنثور: 15 / 85]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب في قوله: {إلا أصحاب اليمين} قال: هم أطفال المسلمين). [الدر المنثور: 15 / 85]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر عن ابن عمر في قوله: {إلا أصحاب اليمين} قال: هم أطفال المسلمين). [الدر المنثور: 15 / 85]

تفسير قوله تعالى: (فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت ابن الزبير يقول {في جنت يتساءلون عن المجرمين} يا فلان {ما سلككم في سقر} قال عمرو فحدثني لقيط أن ابن الزبير قال سمعت عمر يقرؤها كذلك). [تفسير عبد الرزاق: 2/331]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {في جنّاتٍ يتساءلون (40) عن المجرمين (41) ما سلككم في سقر}. يقول: أصحاب اليمين في بساتين يتساءلون عن المجرمين الّذين سلكوا في سقر: أيّ شيءٍ سلككم في سقر؟ {قالوا لم نك من المصلّين} يقول: قال المجرمون لهم: لم نك في الدّنيا من المصلّين للّه وحده، {ولم نك نطعم المسكين} بخلاً بما خوّلهم اللّه، ومنعًا له من حقّه). [جامع البيان: 23 / 451]

تفسير قوله تعالى: (عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {في جنّاتٍ يتساءلون (40) عن المجرمين (41) ما سلككم في سقر}. يقول: أصحاب اليمين في بساتين يتساءلون عن المجرمين الّذين سلكوا في سقر: أيّ شيءٍ سلككم في سقر؟ {قالوا لم نك من المصلّين} يقول: قال المجرمون لهم: لم نك في الدّنيا من المصلّين للّه وحده، {ولم نك نطعم المسكين} بخلاً بما خوّلهم اللّه، ومنعًا له من حقّه). [جامع البيان: 23 / 451] (م)

تفسير قوله تعالى: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن لهيعة عن بكير بن الأشج أنه قيل لنافع [ ........ .. ها] من عبد الله بن عمر، فقال: دخلنا يوما إلى المسجد فنظر [ ........ وا] أن يدخل هؤلاء النار، يقول الله: {ما سلككم في سقر [قالوا لم نك من المصلين ولم نك] نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين [وكنا نكذب بيوم الدين}، ........ .. ] يصلون ويطعمون المسكين ولا يكذبون بيوم [الدين). [الجامع في علوم القرآن: 2/40]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {في جنّاتٍ يتساءلون (40) عن المجرمين (41) ما سلككم في سقر}. يقول: أصحاب اليمين في بساتين يتساءلون عن المجرمين الّذين سلكوا في سقر: أيّ شيءٍ سلككم في سقر؟ {قالوا لم نك من المصلّين} يقول: قال المجرمون لهم: لم نك في الدّنيا من المصلّين للّه وحده، {ولم نك نطعم المسكين} بخلاً بما خوّلهم اللّه، ومنعًا له من حقّه). [جامع البيان: 23 / 451] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن جعفر بن موسى المزكّي، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم العبديّ، ثنا محبوب بن موسى الأنطاكيّ، ثنا ابن المبارك، ثنا سفيان بن سعيدٍ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي الزّعراء، قال: ذكر الدّجّال عند عبد اللّه بن مسعودٍ فقال: «تفترقون يا أيّها النّاس بخروجه ثلاث فرقٍ»، ثمّ قال ابن مسعودٍ: «يا أيّها الكفّار، ما سلككم في سقرٍ؟» قالوا: لم نك من المصلّين ولم نك نطعم المسكين، وكنّا نخوض مع الخائضين وكنّا نكذّب بيوم الدّين حتّى أتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشّافعين. ثمّ قال ابن مسعودٍ: " ألا ترون في هؤلاء من خيرٍ إلّا ترك فيها، فإذا أراد اللّه أن لا يخرج منها أحدٌ غيّر وجوههم وألوانهم فيخرج الرّجل من المؤمنين فيقول: يا ربّ. فيقول: من عرف رجلًا فليخرجه فينظر فلا يعرف أحدًا فيناديه الرّجل يا فلان أنا فلانٌ فيقول: ما أعرف فعند ذلك يقولون ربّنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون. فيقول عند ذلك: اخسئوا فيها ولا تكلّمون فإذا قال ذلك أطبقت عليهم جهنّم فلا يخرج بعد ذلك أحدٌ أبدًا «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن أبي داود، وابن الأنباري معا في المصاحف، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عمرو بن دينار قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقرأ: {في جنات يتساءلون عن المجرمين} يا فلان {ما سلككم في سقر} قال عمرو: وأخبرني لقيط قال: سمعت ابن الزبير قال: سمعت عمر بن الخطاب يقرؤها كذلك). [الدر المنثور: 15 / 85-86]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد في فضائله، وابن المنذر عن ابن مسعود أنه قرأ: يا أيها الكفار ما سلككم في سقر). [الدر المنثور: 15 / 86]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن صهيب الفقير قال: كنا بمكة ومعي طلق بن حبيب وكنا نرى رأي الخوارج فبلغنا أن جابر بن عبد الله يقول في الشفاعة فأتيناه فقلنا له: بلغنا عنك في الشفاعة قول الله مخالف لك فيها في كتابه فنظر في وجوهنا فقال: من أهل العراق أنتم قالنا: نعم، فتبسم وقال: وأين تجدون في كتاب الله قلت: حيث يقول: (ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته) (سورة آل عمران الآية 192) و(يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها) (سورة المائدة الآية 37) و(كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها) (سورة السجدة الآية 20) وأشباه هذا من القرآن فقال: أنتم أعلم بكتاب الله أم أنا قلنا: بل أنت أعلم به منا، قال: فوالله لقد شهدت تنزيل هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشفاعة الشافعين ولقد سمعت تأويله من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الشفاعة لنبيه في كتاب الله قال في السورة التي تذكر فيها المدثر: {ما سلككم في سقر (42) قالوا لم نك من المصلين} الآية ألا ترون أنها حلت لمن مات لم يشرك بالله شيئا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله خلق خلقا ولم ستعن على ذلك ولم يشاور فيه أحدا فأدخل من شاء الجنة برحمته وأدخل من شاء النار ثم إن الله تحنن على الموحدين فبعث الملك من قبله بماء ونور فدخل النار فنضح فلما يصب إلا من شاء ولم يصب إلا من خرج من الدنيا لم يشرك بالله شيئا فأخرجهم حتى جعلهم بفناء الجنة ثم رجع إلى ربه فأمده بماء ونور ثم دخل فنضح فلم يصب إلا من شاء الله ثم لم يصب إلا من خرج من الدنيا لم يشرك بالله شيئا فأخرجهم حتى جعلهم بفناء الجنة ثم أذن الله للشفعاء فشفعوا لهم فأدخلهم الله الجنة برحته وشفاعة الشافعين). [الدر المنثور: 15 / 88-89]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في البعث عن ابن مسعود قال: يعذب الله قوما من أهل الإيمان ثم يخرجهم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يبقى إلا من ذكر الله {ما سلككم في سقر} إلى قوله: {شفاعة الشافعين}). [الدر المنثور: 15 / 89]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {في جنّاتٍ يتساءلون (40) عن المجرمين (41) ما سلككم في سقر}. يقول: أصحاب اليمين في بساتين يتساءلون عن المجرمين الّذين سلكوا في سقر: أيّ شيءٍ سلككم في سقر؟ {قالوا لم نك من المصلّين} يقول: قال المجرمون لهم: لم نك في الدّنيا من المصلّين للّه وحده، {ولم نك نطعم المسكين} بخلاً بما خوّلهم اللّه، ومنعًا له من حقّه). [جامع البيان: 23 / 451] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {في جنّاتٍ يتساءلون (40) عن المجرمين (41) ما سلككم في سقر}. يقول: أصحاب اليمين في بساتين يتساءلون عن المجرمين الّذين سلكوا في سقر: أيّ شيءٍ سلككم في سقر؟ {قالوا لم نك من المصلّين} يقول: قال المجرمون لهم: لم نك في الدّنيا من المصلّين للّه وحده، {ولم نك نطعم المسكين} بخلاً بما خوّلهم اللّه، ومنعًا له من حقّه). [جامع البيان: 23 / 451] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى كنا نخوض مع الخائضين قال يقولون أي كلما غوى غاو غوينا معه). [تفسير عبد الرزاق: 2/330]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وكنّا نخوض مع الخائضين}. يقول: وكنّا نخوض في الباطل وفيما يكرهه اللّه مع كلّ من يخوض فيه.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وكنّا نخوض مع الخائضين}. قال: كلّما غوى غاوٍ غووا معه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة قوله: {وكنّا نخوض مع الخائضين}. قال: يقولون: كلّما غوى غاوٍ غوينا معه). [جامع البيان: 23 / 451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وكنا نخوض مع الخائضين} قال: يقولون: كلما غوى غاو غوينا معه). [الدر المنثور: 15 / 86] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكنّا نكذّب بيوم الدّين (46) حتّى أتانا اليقين (47) فما تنفعهم شفاعة الشّافعين (48) فما لهم عن التّذكرة معرضين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: وقوله: {وكنّا نكذّب بيوم الدّين}. يقول تعالى ذكره: قالوا: وكنّا نكذّب بيوم المجازاة والثّواب والعقاب، فلا نصدّق بثوابٍ ولا عقابٍ ولا حسابٍ). [جامع البيان: 23 / 451-452]

تفسير قوله تعالى: (حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({حتّى أتانا اليقين}. يقول: قالوا: حتّى أتانا الموت الموقن به). [جامع البيان: 23 / 452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {حتى أتانا اليقين} قال: الموت). [الدر المنثور: 15 / 86]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن ميمون أن كعبا دخل يوما على عمر بن الخطاب فقال له عمر: حدثني إلى ما تنتهي شفاعة محمد يوم القيامة فقال كعب: قد أخبرك الله في القرآن إن الله يقول: {ما سلككم في سقر} إلى قوله: {اليقين} قال كعب: فيشفع يومئذ حتى يبلغ من لم يصل صلاة قط ويطعم مسكينا قط ومن لم يؤمن ببعث قط فإذا بلغت هؤلاء لم يبق أحد فيه خير). [الدر المنثور: 15 / 87]

تفسير قوله تعالى: (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر تلا قتادة (فما تنفعهم شفاعتهم الشافعين) قال يعلمون أن الله يشفع المؤمنين بغضهم في بعض). [تفسير عبد الرزاق: 2/330]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال أخبرني ثابت أنه سمع أنسا يقول قال النبي إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة والرجل للرجال). [تفسير عبد الرزاق: 2/330]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال يدخل الله بشفاعة رجل من هذه الأمة الجنة مثل بني تميم أو قال أكثر من بني تميم.
قال معمر وقال الحسن وغيره مثل ربيعة ومضر). [تفسير عبد الرزاق: 2/330-331]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة أنه قال إن الله تبارك وتعالى إذا فرغ من القضاء بين خلقه أخرج كتابا من تحت العرش فيه إن رحمتي سبقت غضبي وأنا أرحم الراحمين قال فيخرج من النار مثل أهل الجنة أو قال مثلي أهل الجنة مكتوب في نحورهم عتقاء الله قال وأشار الحكم إلى نحره). [تفسير عبد الرزاق: 2/331]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فما تنفعهم شفاعة الشّافعين}. يقول: فما يشفع لهم الّذين شفّعهم اللّه في أهل الذّنوب من أهل التّوحيد، فتنفعهم شفاعتهم. وفي هذه الآية دلالةٌ واضحةٌ على أنّ اللّه تعالى ذكره مشفّعٌ بعض خلقه في بعضٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، قال: حدّثنا أبو الزّعراء، عن عبد اللّه، في قصّةٍ ذكرها من الشّفاعة، قال: ثمّ تشفع الملائكة والنّبيّون والشّهداء والصّالحون والمؤمنون، ويشفّعهم اللّه فيقول: أنا أرحم الرّاحمين، فيخرج من النّار أكثر ممّا أخرج من جميع الخلق من النّار؛ ثمّ يقول: أنا أرحم الرّاحمين؛ ثمّ قرأ عبد اللّه: يا أيّها الكفّار {ما سلككم في سقر (42) قالوا لم نك من المصلّين (43) ولم نك نطعم المسكين (44) وكنّا نخوض مع الخائضين (45) وكنّا نكذّب بيوم الدّين} وعقد بيده أربعًا، ثمّ قال: هل ترون في هؤلاء من خيرٍ، ألا ما يترك فيها أحدٌ فيه خيرٌ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: سمعت عمّي وإسماعيل بن أبي خالدٍ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي الزّعراء، قال: قال عبد اللّه: لا يبقى في النّار إلاّ أربعةٌ، أو ذو الأربعة - الشّكّ من أبي جعفرٍ الطّبريّ - ثمّ يتلو: { ما سلككم في سقر (42) قالوا لم نك من المصلّين (43) ولم نك نطعم المسكين (44) وكنّا نخوض مع الخائضين (45) وكنّا نكذّب بيوم الدّين}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فما تنفعهم شفاعة الشّافعين} تعلمنّ أنّ اللّه يشفّع المؤمنين يوم القيامة. ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: إنّ من أمّتي رجلاً يدخل اللّه بشفاعته الجنّة أكثر من بني تميمٍ. قال الحسن: أكثر من ربيعة ومضر، كنّا نحدّث أنّ الشّهيد يشفع في سبعين من أهل بيته.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ عن معمرٍ، عن قتادة: {فما تنفعهم شفاعة الشّافعين}. قال: تعلمنّ أنّ اللّه يشفّع بعضهم في بعضٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، وأخبرني من سمع أنس بن مالكٍ، يقول: إنّ الرّجل ليشفع للرّجلين والثّلاثة والرّجل.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن أيّوب، عن أبي قلابة، قال: يدخل اللّه بشفاعة رجلٍ من هذه الأمّة الجنّة مثل بني تميمٍ، أو قال: أكثر من بني تميمٍ.
وقال الحسن: مثل ربيعة ومضر). [جامع البيان: 23 / 452-453]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال إسحاق: أنا النصر بن شميلٍ، ثنا ابن صمعة، ثنا محمّد بن سيرين عن حبيبة أو أمّ حبيبة قالت: كنّا في بيت عائشة فدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: ما من مسلمين يموت لهما ثلاثةٌ من الولد أطفالٌ لم يبلغوا الحنث، إلّا جيء بهم حتّى يوقفوا على باب الجنّة، فيقال لهم: ادخلوا الجنّة أنتم وآباؤكم، فذلك قوله تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشّافعين} فعقّب قال: نفعت الآباء شفاعة أولادهم). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15 / 418]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وكنا نخوض مع الخائضين} قال: يقولون: كلما غوى غاو غوينا معه وفي قوله: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} قال: تعلموا أن الله يشفع المؤمنين يوم القيامة بعضهم في بعض، قال: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في أمتي رجلا ليدخلن الله الجنة بشفاعته أكثر من بني تميم وقال الحسن: أكثر من ربيعة ومضر، قال: وكنا نحدث أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته). [الدر المنثور: 15 / 86]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} قال: لا تنالهم شفاعة من يشفع). [الدر المنثور: 15 / 87]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليخرجن بشفاعتي من أهل الإيمان من النار حتى لا يبقى فيها أحد إلا أهل هذه الآية {ما سلككم في سقر} إلى قوله: {شفاعة الشافعين}). [الدر المنثور: 15 / 87]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يؤتى بأدنى أهل النار منزلة يوم القيامة فيقول الله له: تفتدى بملء الأرض ذهبا وفضة فيقول: نعم إن قدرت عليه فيقول: كذبت قد كنت أسألك ما هو أيسر عليك من أن تسألني فأعطيك وتستغفرني فأغفر لك وتدعوني فأستجيب لك فلم تخفني ساعة قط من ليل ونهار ولم ترج ما عندي قط ولم تخش عقابي ساعة قط وليس وراءه أحد إلا وهو شر منه فيقال له: {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين} إلى قوله: {حتى أتانا اليقين} يقول الله: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين}). [الدر المنثور: 15 / 87-88]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:06 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) )

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {واللّيل إذ أدبر...}. قرأها ابن عباس: (والليل إذا دبر) ومجاهد وبعض أهل المدينة كذلك، وقرأها كثير من الناس (واللّيل إذ أدبر)...
- حدثني بذلك محمد بن الفضل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن زيد أنه قرأها (والليل إذ أدبر)، وهي في قراءة عبد الله: (والليل إذا أدبر).
وقرأها الحسن كذلك: (إذا أدبر) كقول عبد الله...
- وحدثني قيس عن علي بن الأقمر عن رجل -لا أعلمه إلاّ الأغر- عن ابن عباس أنه قرأ: (والليل إذا دبر)، وقال: إنما أدبر ظهر البعير...
- وحدثنا قيس عن علي بن الأقمر عن أبي عطية عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ "أدبر" ... [ما أرى أبا عطية إلاّ الوادعي بل هو هو... ليس في حديث قيس "إذ"، ولا أراهما إلا لغتين].
يقال: دبر النساء والشتاء والصيف أدبر. وكذلك: قبل وأقبل، فإذا قالوا: أقبل الراكب وأدبر لم يقولوه إلا بألف، وإنهما في المعنى عندي لواحد، لا أبعد أن يأتي في الرجل ما أتى في الأزمنة). [معاني القرآن: 3/204]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والليل إذ أدبر} إذ أدبر النهار فكان في آخره، يقال: دبرني جاء خلفي وإذا أدبر إذا ولى. قالت أم بني زياد الربيع وقيس وعمارة وأنس لقيس بن زهير وقد أخذ بخطام جملها ليذهب بها: أين ضل حلمك يا قيس والله لئن دبرت بي هذه الأكمة لا يكون بينك وبين بني زياد صلح أبداً وحسبك من شر سماعه، فردها إلى موضعها وعرف ما فيها). [مجاز القرآن: 2/275-276]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({واللّيل إذ أدبر} وقال: {واللّيل إذ أدبر} و"دبر" في معنى "أدبر" يقولون: "قبّح الله ما قبل منه وما دبر" وقالوا "عامٌ قابلٌ" ولم يقولوا "مقبلٌ"). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والليل إذا دبر}: أي تبع النهار. يقال جاء دبري من إذا جاء خلفي. ومن قرأ {إذا أ دبر} فمعناه إذا أولى). [غريب القرآن وتفسيره: 399-400]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({واللّيل إذ أدبر} أي جاء بعد النهار، كما تقول: خلفه. يقال: دبرني فلان وخلفني، إذا جاء بعدي). [تفسير غريب القرآن: 497]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واللّيل إذ أدبر (33)} ويقرأ (إذ دبر)، وكلاهما جيّد في العربية. يقال: دبر الليل وأدبر، وكذلك قبل الليل وأقبل.
وقد قرئت أيضا (إذا أدبر) (والصّبح إذا أسفر)؛ بإثبات الألف فيهما). [معاني القرآن: 5/248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِذْ أَدْبَرَ}: تبع النهار {إِذْ دْبَرَ}: إذا ولى). [العمدة في غريب القرآن: 323]

تفسير قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والصّبح إذا أسفر} أي أضاء). [تفسير غريب القرآن: 497]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {نذيراً لّلبشر...} كان بعض النحويين يقول: إن نصبت قوله: "نذيراً" من أول السورة يا محمد قم نذيراً للبشر، وليس ذلك بشيء والله أعلم؛ لأنّ الكلام قد حدث بينهما شيء منه كثير، ورفعه في قراءة أبيّ ينفي هذا المعنى.
ونصبه من قوله: {إنّها لإحدى الكبر نذيراً} تقطعه من المعرفة؛ لأن {إحدى الكبر} معرفةٌ فقطعته منه، ويكون نصبه على أن تجعل النذير إنذاراً من قوله: {لا تبقي ولا تذر} لواحة [تخبر بهذا عن جهنم إنذاراً] للبشر، والنذير قد يكون بمعنى: الإنذار. قال الله تبارك وتعالى: {كيف نذير} و{فكيف كان نكير} يريد: إنذاري، وإنكاري). [معاني القرآن: 3/205]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّها لإحدى الكبر...} الهاء كناية عن جهنم). [معاني القرآن: 3/205]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّها لإحدى الكبر * نذيراً لّلبشر} وقال: {إنّها لإحدى الكبر} {نذيراً لّلبشر} فانتصب {نذيراً} لأنه خبر لـ{إحدى الكبر} فانتصب {نذيراً} لأنه خبر للمعرفة. وقد حسن عليه السكوت فصار حالا وهي "النذير" كما تقول "إنّه لعبد الله قائماً". وقال بعضهم: "إنّما هو" "قم نذيراً فأنذر"). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّها لإحدى الكبر}: جمع «كبرى». مثل الأولى ولأول، والصّغرى والصّغر. وهذا كما تقول: إنها لإحدى العظائم والعظم). [تفسير غريب القرآن: 497]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّها لإحدى الكبر (35) نذيرا للبشر (36)} هذه الهاء كناية عن النّار، أي إنّها لكبيرة في حال الإنذار.
ونصب (نذيرا) على الحال، وذكّر (نذيرا) لأنّ معناه معنى العذاب.
ويجوز أن يكون التذكير على قولهم امرأة طاهر وطالق، أي ذات طلاق وكذلك نذير ذات إنذار.
ويجوز أن يكون (نذيرا) منصوبا معلّقا بأول السورة على معنى قم نذيرا للبشر). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخّر (37)} أي أن يتقدم فيما أمر به أو يتأخر، فقد أنذرتم). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كلّ نفس بما كسبت رهينة (38) إلّا أصحاب اليمين (39)} قيل أصحاب اليمين الأطفال لأنهم لا يسألون، تفضل اللّه عليهم بأن أعطاهم الجنّة، وكل نفس رهينة بعملها إما خلّصها وإما أوبقها. والتخليص مع عملها بتفضل اللّه). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ أصحاب اليمين...}
قال الكلبي: هم أهل الجنة...
- وحدثني الفضيل بن عياض عن منصور بن المعتمر عن المنهال رفعه إلى علي قال: {إلاّ أصحاب اليمين} قال: هم الولدان، وهو شبيه بالصواب؛ لأن الولدان لم يكتسبوا ما يرتهنون به وفي قوله: {يتساءلون... عن المجرمين... ما سلككم في سقر...} ما يقوى أنهم الولدان؛ لأنهم لم يعرفوا الذنوب، فسألوا: {ما سلككم في سقر}). [معاني القرآن: 3/205]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كلّ نفس بما كسبت رهينة (38) إلّا أصحاب اليمين (39)} قيل أصحاب اليمين الأطفال لأنهم لا يسألون، تفضل اللّه عليهم بأن أعطاهم الجنّة، وكل نفس رهينة بعملها إما خلّصها وإما أوبقها. والتخليص مع عملها بتفضل اللّه). [معاني القرآن: 5/249](م)

تفسير قوله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما سلككم في سقر}؟ أي ما أدخلكم النار؟). [تفسير غريب القرآن: 498]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَلَكَكُمْ} أي أدخلكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكنّا نخوض مع الخائضين (45)} أي نتبع الغاوين). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فما تنفعهم شفاعة الشّافعين (48)} يعني الكفار وفي هذا دليل أن المؤمنين تنفعهم شفاعة بعضهم لبعض). [معاني القرآن: 5/249]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:08 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) }

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) }

تفسير قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) }

قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (ويقال: أسفر القمر في أوّل ما يرى ضوءه ولمّا يظهر. وليلٌ أسفر. وقال الشاعر في القمراء:
يا حبّذا القمراء والليل السّاج
وطرقٌ مثل ملاء النّسّاج). [الأزمنة: 18]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وأما ما كان عدة حروفه أربعة أحرف وكان فعلى أفعل فإنك تكسره على فعلٍ وذلك قولك الصغرى والصغر والكبرى والكبر والأولى والأول وقال تعالى جده: {إنها لإحدى الكبر} ومثله من بنات الياء والواو الدنيا والدنى والقصوى والقصى والعليا والعلى). [الكتاب: 3/608]

تفسير قوله تعالى: {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) }

تفسير قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) }

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) }

تفسير قوله تعالى: {فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) }

تفسير قوله تعالى: {عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) }

تفسير قوله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (و«سَقَر» و«لَظى»: اسمان لجهنم، مؤنثان). [المذكور والمؤنث: 83] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وروى الرستمي عن يعقوب: يسلكن بين، قال: وإنما اتسع لها المرعى لأن الناس تحاموه من خوفنا ولأنه ليس يردنا أحد عن مكان نريده أو ننزله ويقال سلك فلان الطريق وسلكته أنا في الطريق وأسلكته في الطريق لغة، قال الله عز وجل: {ما سلككم في سقر} ). [شرح المفضليات: 245]


تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) }

تفسير قوله تعالى: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) }

تفسير قوله تعالى: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) }

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) }

تفسير قوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:33 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:33 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:33 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:34 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ (32)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله عز وجل: كلّا رد على الكافرين وأنواع الطاغين على الحق، ثم أقسم ب القمر، تخصيص تشريف وتنبيه على النظر في عجائبه وقدرة الله تعالى في حركاته المختلفة التي هي مع كثرتها واختلافها على نظام واحد لا يختل، وكذلك هو القسم ب اللّيل وب الصّبح، فيعود التعظيم في آخر الفكرة وتحصيل المعرفة إلى الله تعالى مالك الكل وقوام الوجود ونور السماء والأرض، لا إله إلا هو العزيز القهار). [المحرر الوجيز: 8/ 461]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو والكسائي وأبو بكر عن عاصم: «إذ أدبر» بفتح الدال والباء، وهي قراءة ابن عباس وابن المسيب وابن الزبير ومجاهد وعطاء ويحيى بن يعمر وأبي جعفر وشيبة وأبي الزناد وقتادة وعمر بن عبد العزيز والحسن وطلحة. وقرأ نافع وحمزة وحفص عن عاصم، «إذا أدبر» بسكون الدال وبفعل رباعي، وهي قراءة سعيد بن جبير وأبي عبد الرحمن والحسن بخلاف عنهم والأعرج وأبي شيخ وابن محيصن وابن سيرين، قال يونس بن حبيب: «دبر» معناه انقضى و «أدبر» معناه تولى. وفي مصحف ابن مسعود وأبيّ بن كعب «إذ أدبر» بفتح الدال وألف وبفعل رباعي وهي قراءة الحسن وأبي رزين وأبي رجاء ويحيى بن يعمر. وسأل مجاهد ابن عباس عن دبر الليل فتركه حتى إذا سمع المنادي الأول للصبح قال له: يا مجاهد، هذا حين دبر الليل، وقال قتادة: دبر الليل ولى. قال الشاعر [الأصمعي]: [الكامل]
وأبي الذي ترك الملوك وجمعهم = بهضاب هامدة كأمس الدابر
والعرب تقول في كلامها كأمس المدبر، قال أبو علي الفارسي: فالقراءتان جميعا حسنتان). [المحرر الوجيز: 8/ 461-462]

تفسير قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و «أسفر الصبح» أضاء وانتشر ضوءه قبل طلوع الشمس بكثير والإسفار رتب أول ووسط وآخر، ومن هذه اللفظة السّفر، والسفر بفتح السين، والسفير وسفرت المرأة عن وجهها كلها ترجع إلى معنى الظهور والانجلاء، وقرأ عيسى بن الفضيل وابن السميفع: «إذا أسفر»، فكأن المعنى طرح الظلمة عن وجهه وضعفها أبو حاتم). [المحرر الوجيز: 8/ 462]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إنّها لإحدى الكبر قال قتادة وأبو رزين وغيره: الضمير لجهنم، ويحتمل أن يكون الضمير للنذارة، وأمر الآخرة فهو للحال والقصة، وتكون هذه الآية مثل قوله عز وجل قل هو نبأٌ عظيمٌ أنتم عنه معرضون [ص: 68]، و «الكبر»، جمع كبيرة، وقرأ جمهور القراء «لإحدى» بهمزة في ألف إحدى، وروي عن ابن كثير أنه قرأ «لاحدى» دون همزة، وهي قراءة نصر بن عاصم، قال أبو علي: التخفيف في إحدى الكبر، أن تجعل الهمزة فيها بين بين، فأما حذف الهمزة فليس بقياس وقد جاء حذفها. قال أبو الأسود الدؤلي: [الكامل]
يا أبا المغيرة رب أمر معضل = فرجته بالنكر مني والدّها
وأنشد ثعلب: [الكامل]
إن لم أقاتل فالبسوني برقعا = وفتخات في اليدين أربعا
). [المحرر الوجيز: 8/ 462-463]

تفسير قوله تعالى: {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: نذيراً للبشر قال الحسن بن أبي الحسن: لا نذير إذ هي من النار. وهذا القول يقتضي أن نذيراً حال من الضمير في إنّها. أو من قوله لإحدى، وكذلك أيضا على الاحتمال في أن تكون إنّها يراد بها قصة الآخرة وحال العالم، وقال أبو رزين: الله جل ذكره هو النذير، فهذا القول يقتضي أن نذيراً معمول الفعل تقديره: ليس نذيرا للبشر أو ادعوا نذيرا للبشر، وقال ابن زيد محمد عليه السلام هو النذير: فهذا القول يقتضي أن نذيراً معمول لفعل. وهذا اختيار الخليل في هذه الآية ذكره الثعلبي قال: ولذلك يوصف به المؤنث، وقرأ ابن أبي عبلة «نذير» بالرفع على إضمار هو). [المحرر الوجيز: 8/ 463]

تفسير قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخّر، قال الحسن هو وعيد نحو قوله تعالى: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر [الكهف: 29]، وقوله تعالى: ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين [الحجر: 24].
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: هو بيان في النذارة وإعلام أن كل أحد يسلك طريق الهدى والحق إذا حقق النظر، أي هو بعينه يتأخر عن هذه الرتبة بغفلته وسوء نظره ثم قوي هذا المعنى بقوله: كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ إذ ألزم بهذا القول أن المقصر مرتهن بسوء عمله. وقال الضحاك: المعنى كل نفس حقت عليها كلمة العذاب، ولا يرتهن تعالى أحدا من أهل الجنة إن شاء الله، والهاء في رهينةٌ للمبالغة، أو على تأنيث اللفظ لا على معنى الإنسان). [المحرر الوجيز: 8/ 463-464]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إلّا أصحاب اليمين، استثناء ظاهر الانفصال، وتقديره لكن أصحاب اليمين، وذلك لأنهم لم يكتسبوا ما هم به مرتهنون، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أصحاب اليمين في هذه الآية، أطفال المسلمين، وقال ابن عباس: هم الملائكة، وقال الضحاك: هم الذين سبقت لهم من الله الحسنى، وقال الحسن وابن كيسان: هم المسلمون المخلصون وليسوا بمرتهنين). [المحرر الوجيز: 8/ 464]

تفسير قوله تعالى: {فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى حال أصحاب اليمين وأنهم في جنات يسأل بعضهم بعضا عمن غاب من معارفه، فإذا علموا أنهم مجرمون في النار، قالوا لهم أو قالت الملائكة: ما سلككم في سقر؟
وسلك معناه: أدخل، ومنه قول أبي وجزة السعدي:
حتى سلكن الشوى منهن في مسك = من نسل جوابة الآفاق مهداج
). [المحرر الوجيز: 8/ 464]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: قالوا لم نك من المصلّين (43) ولم نك نطعم المسكين (44) وكنّا نخوض مع الخائضين (45) وكنّا نكذّب بيوم الدّين (46) حتّى أتانا اليقين (47) فما تنفعهم شفاعة الشّافعين (48) فما لهم عن التّذكرة معرضين (49) كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ (50) فرّت من قسورةٍ (51) بل يريد كلّ امرئٍ منهم أن يؤتى صحفاً منشّرةً (52) كلاّ بل لا يخافون الآخرة (53) كلاّ إنّه تذكرةٌ (54) فمن شاء ذكره (55) وما يذكرون إلاّ أن يشاء اللّه هو أهل التّقوى وأهل المغفرة (56)
هذا هو اعتراف الكفار على أنفسهم وفي نفي الصلاة يدخل الإيمان بالله تعالى والمعرفة به والخشوع والعبادة. والصلاة تنتظم على معظم الدين وأوامر الله تعالى وواجبات العقائد، وإطعام المساكين ينتظم الصدقة فرضا وطواعية، وكل إجمال ندبت إليه الشريعة بقول أو فعل). [المحرر الوجيز: 8/ 464-465]

تفسير قوله تعالى: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والخوض مع الخائضين عرفه في الباطل، قال قتادة: المعنى كلما غوى غاو غووا معه). [المحرر الوجيز: 8/ 465]

تفسير قوله تعالى: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والتكذيب بيوم الدّين كفر صراح وجهل بالله تعالى). [المحرر الوجيز: 8/ 465]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واليقين معناه عندي صحة ما كانوا يكذبون به من الرجوع إلى الله تعالى والدار الآخرة، وقال المفسرون: اليقين الموت، وذلك عندي هنا متعقب لأن نفس الموت يقين عند الكافر وهو حي، فإنما اليقين الذي عنوا في هذه الآية الشيء الذي كانوا يكذبون به وهم أحياء في الدنيا فتيقنوه بعد الموت.
وإنما يتفسر اليقين بالموت في قوله تعالى: واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين [الحجر: 99]). [المحرر الوجيز: 8/ 465]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى أن شفاعة الشّافعين لا تنفعهم فتقرر من ذلك أن ثم شافعين، وفي صحة هذا المعنى أحاديث:قال صلى الله عليه وسلم: «يشفع الملائكة ثم النبيون ثم العلماء ثم الشهداء ثم الصالحون، ثم يقول الله تعالى: شفع عبادي وبقيت شفاعة أرحم الراحمين، فلا يبقى في النار من كان له إيمان»، وروى الحسن أن الله تعالى يدخل الجنة بشفاعة رجل من هذه الأمة مثل ربيعة ومضر وفي رواية أبي قلابة أكثر من بني تميم، وقال الحسن كنا نتحدث أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته). [المحرر الوجيز: 8/ 465-466]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:34 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:34 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {كلا والقمر * واللّيل إذ أدبر} أي: ولّى). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 273]

تفسير قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والصّبح إذا أسفر} أي: أشرق). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 273]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّها لإحدى الكبر} أي: العظائم، يعني: النّار، قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، والضّحّاك، وغير واحدٍ من السّلف). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 273]

تفسير قوله تعالى: {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({نذيرًا للبشر * لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخّر} أي: لمن شاء أن يقبل النّذارة ويهتدي للحقّ، أو يتأخّر عنها ويولّي ويردّها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 273]

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ (38) إلا أصحاب اليمين (39) في جنّاتٍ يتساءلون (40) عن المجرمين (41) ما سلككم في سقر (42) قالوا لم نك من المصلّين (43) ولم نك نطعم المسكين (44) وكنّا نخوض مع الخائضين (45) وكنّا نكذّب بيوم الدّين (46) حتّى أتانا اليقين (47) فما تنفعهم شفاعة الشّافعين (48) فما لهم عن التّذكرة معرضين (49) كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ (50) فرّت من قسورةٍ (51) بل يريد كلّ امرئٍ منهم أن يؤتى صحفًا منشّرةً (52) كلا بل لا يخافون الآخرة (53) كلا إنّه تذكرةٌ (54) فمن شاء ذكره (55) وما يذكرون إلا أن يشاء اللّه هو أهل التّقوى وأهل المغفرة (56)}
يقول تعالى مخبرًا أنّ: {كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ} أي: معتقلةٌ بعملها يوم القيامة، قاله ابن عبّاسٍ وغيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 273]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إلا أصحاب اليمين} فإنّهم {في جنّاتٍ يتساءلون * عن المجرمين} أي: يسألون المجرمين وهم في الغرفات وأولئك في الدّركات قائلين لهم: {ما سلككم في سقر}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 273]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا لم نك من المصلّين * ولم نك نطعم المسكين} أي: ما عبدنا ربّنا ولا أحسنّا إلى خلقه من جنسنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 273]

تفسير قوله تعالى: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وكنّا نخوض مع الخائضين} أي: نتكلّم فيما لا نعلم. وقال قتادة: كلّما غوي غاوٍ غوينا معه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 273]

تفسير قوله تعالى: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وكنّا نكذّب بيوم الدّين * حتّى أتانا اليقين} يعني: الموت. كقوله: {واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين} [الحجر: 99] وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أما هو -يعني عثمان بن مظعونٍ- فقد جاءه اليقين من ربّه"). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 273]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشّافعين} أي: من كان متّصفًا بهذه الصّفات فإنّه لا تنفعه يوم القيامة شفاعة شافعٍ فيه؛ لأنّ الشّفاعة إنّما تنجع إذا كان المحلّ قابلًا فأمّا من وافى اللّه كافرًا يوم القيامة فإنّه له النّار لا محالة، خالدًا فيها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 273]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة