العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الكهف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م, 01:41 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي تفسير سورة الكهف [ من الآية (57) إلى الآية (59) ]

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (57) إلى الآية (59) ]

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58) وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م, 10:43 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن أظلم ممّن ذكّر بآيات ربّه فأعرض عنها ونسي ما قدّمت يداه إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقرًا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذًا أبدًا}.
يقول عزّ ذكره: وأيّ النّاس أوضع للإعراض والصّدّ في غير موضعهما ممّن ذكّره بآياته وحججه، فدلّه بها على سبيل الرّشاد، وهداه بها إلى طريق النّجاة، فأعرض عن آياته وأدلّته الّتي في استدلاله بها الوصول إلى الخلاص من الهلاك {ونسي ما قدّمت يداه} يقول: ونسي ما أسلف من الذّنوب المهلكة فلم يتب، منها ولم ينب، كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ونسي ما قدّمت يداه} أي نسي ما سلف من الذّنوب.
وقوله: {إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقرًا} يقول تعالى ذكره: إنّا جعلنا على قلوب هؤلاء الّذين يعرضون عن آيات اللّه إذا ذكّروا بها أغطيةً لئلاّ يفقهوه، لأنّ المعنى أن يفقهوا ما ذكّروا به.
وقوله: {وفي آذانهم وقرًا} يقول: في آذانهم ثقلاً لئلاّ يسمعوه {وإن تدعهم إلى الهدى} يقول عزّ ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وإن تدع يا محمّد هؤلاء المعرضين عن آيات اللّه عند التّذكير بها إلى الاستقامة على محجّة الحقّ والإيمان باللّه، وما جئتهم به من عند ربّك {فلن يهتدوا إذًا أبدًا} يقول: فلن يستقيموا إذًا أبدًا على الحقّ، ولن يؤمنوا بما دعوتهم إليه، لأنّ اللّه قد طبع على قلوبهم، وسمعهم وأبصارهم). [جامع البيان: 15/303-304]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ونسي ما قدمت يداه} أي نسي ما سلف من الذنوب الكثيرة). [الدر المنثور: 9/575]

تفسير قوله تعالى: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله موئلا قال منجيا). [تفسير عبد الرزاق: 1/405]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: " وألت تئل: تنجو " وقال مجاهدٌ: {موئلًا} [الكهف: 58] : «محرزًا»). [صحيح البخاري: 6/87-88]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ موئلًا محرزًا وصله الفريابيّ وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله موئلًا قال ملجأً ورجّحه بن قتيبة وقال هو من وأل إذا لجأ إليه وهو هنا مصدرٌ وأصل الموئل المرجع قوله وألت تئل تنجو قال أبو عبيدة في قوله موئلا ملجأ ومنجأ قال الشّاعر:
فلا وألت نفسٌ عليها تحاذر أي لا نجت). [فتح الباري: 8/407]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {موئلا} محرزا {لا يستطيعون سمعا} لا يعقلون
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 58 الكهف {لن يجدوا من دونه موئلا} قال محرزا). [تغليق التعليق: 4/247]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره وألت تئل تنجو: وقال مجاهدٌ موئلاً محرزاً
أي: وقال غير ابن عبّاس في قوله: {بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلاً} (الكهف: 58) أراد أن لفظ موئلاً مشتقّ من: (وألت تئل) من باب فعل يفعل بفتح العين في الماضي وكسرها في المستقبل، ومعنى: (تئل تنجو) وقال الجوهري: وأل إليه يئل وألا ووؤلاً على فعول، أي: لجأ، والموئل الملجأ. قوله: (وقال مجاهد موئلاً محرزا) يعني معناه: محرزا، وعن قتادة معناه ملجأ ورجح ابن قتيبة هذا المعنى). [عمدة القاري: 19/38]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) أي غير ابن عباس وسقط وقال سعيد عن ابن عباس إلى هنا لأبي ذر في قوله تعالى: {بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلًا} [الكهف: 58] مشتق من (وألت تئل) من باب فعل يفعل بفتح العين في الماضي وكسرها في المستقبل أي (تنجو) يقال وأل إذا نجا ووأل إليه إذا لجأ إليه والموئل الملجأ (وقال مجاهد موئلًا) أي (محرزًا) بفتح الميم وكسر الراء بينهما حاء مهملة ساكنة). [إرشاد الساري: 7/214-215]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وربّك الغفور ذو الرّحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب بل لهم موعدٌ لن يجدوا من دونه موئلاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وربّك السّاتر يا محمّد على ذنوب عباده بعفوه عنهم إذا تابوا منهم {ذو الرّحمة} بهم {لو يؤاخذهم بما كسبوا} هؤلاء المعرضين عن آياته إذا ذكّروا بها بما كسبوا من الذّنوب والآثام {لعجّل لهم العذاب} ولكنّه لرحمته بخلقه غير فاعلٍ ذلك بهم إلى ميقاتهم وآجالهم {بل لهم موعدٌ} يقول: لكن لهم موعدٌ، وذلك ميقات محلّ عذابهم، وهو يوم بدرٍ {لن يجدوا من دونه مؤئلاً}. يقول تعالى ذكره: لن يجد هؤلاء المشركون، وإن لم يعجّل لهم العذاب في الدّنيا من دون الموعد الّذي جعلته ميقاتًا لعذابهم، ممّا يلجئون إليه، ومنجًى ينجون معه، يعني أنّهم لا يجدون معقلاً يعتقلون به من عذاب اللّه، يقال منه: وألت من كذا إلى كذا، أئل وءولاً، مثل وعولاً، ومنه قول الشّاعر:
لا وألت نفسك خلّيتها = للعامريّين ولم تكلم
يقول: لا نجت، وقول الأعشى:
وقد أخالس ربّ البيت غفلته = وقد يحاذر منّي ثمّ ما يئل
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، ح وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {موئلاً} قال: محرزًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لن يجدوا من دونه موئلاً} يقول: ملجأً.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {لن يجدوا من دونه موئلاً} أي لن يجدوا من دونه وليًّا ولا ملجأً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {لن يجدوا من دونه موئلاً} قال: ليس من دونه ملجأً يئلون إليه). [جامع البيان: 15/304-305]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله موئلا قال محرزا). [تفسير مجاهد: 378]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {بما كسبوا} يقول: بما علموا). [الدر المنثور: 9/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {بل لهم موعد} قال: الموعد يوم القيامة). [الدر المنثور: 9/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله: {لن يجدوا من دونه موئلا} قال: ملجأ). [الدر المنثور: 9/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {لن يجدوا من دونه موئلا} قال: مجوزا، وفي قوله: {وجعلنا لمهلكهم موعدا} قال: أجلا). [الدر المنثور: 9/575]

تفسير قوله تعالى: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدًا}.
يقول تعالى ذكره: وتلك القرى من عادٍ وثمود وأصحاب الأيكة أهلكنا أهلها لمّا ظلموا، فكفروا باللّه وآياته {وجعلنا لمهلكهم موعدًا} يعني ميقاتًا وأجلاً، حين بلغوه جاءهم عذاب فأهلكناهم به، يقول: فكذلك جعلنا لهؤلاء المشركين من قومك يا محمّد الّذين لا يؤمنون بك أبدًا موعدًا، إذا جاءهم ذلك الموعد أهلكناهم سنّتنا في الّذين خلوا من قبلهم من ضربائهم، كما؛
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، ح، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {لمهلكهم موعدًا} قال: أجلاً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثني الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله {لمهلكهم} فقرأ ذلك عامّة قرّاء الحجاز والعراق: ( لمهلكهم ) بضمّ الميم وفتح اللاّم على توجيه ذلك إلى أنّه مصدرٌ من أهلكوا إهلاكًا. وقرأه عاصمٌ: ( لمهلكهم ) بفتح الميم واللاّم إلى توجيهه إلى المصدر من هلكوا هلاكًا ومهلكًا.
وأولى القراءتين بالصّواب عندي في ذلك قراءة من قرأه: " لمهلكهمٍ " بضمّ الميم وفتح اللاّم لإجماع الحجّة من القرّاء عليه، واستدلالاً بقوله: {وتلك القرى أهلكناهم} فأن يكون المصدر من أهلكنا، إذ كان قد تقدّم قبله أولى.
وقيل: أهلكناهم، وقد قال قبل: {وتلك القرى} لأنّ الهلاك إنّما حل بأهل القرى، فعاد إلى المعنى، وأجرى الكلام عليه دون اللّفظ.
وقال بعض نحويّي البصرة: قال: {وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا} يعني أهلها، كما قال: {واسأل القرية} ولم يجر بلفظ القرى، ولكن أجرى اللّفظ على القوم، وأجرى اللّفظ في القرية عليها إلى قوله {الّتي كنّا فيها} وقال: {أهلكناهم} ولم يقل: أهلكناها، حمله على القوم، كما قال: جاءت تميمٌ، وجعل الفعل لبني تميمٍ، ولم يجعله لتميمٍ، ولو فعل ذلك لقال: جاء تميمٌ، وهذا لا يحسن في نحو هذا، لأنّه قد أراد غير تميمٍ في نحو هذا الموضع، فجعله اسمًا، ولم يحتمل إذا اعتلّ أن يحذف ما قبله كلّه معنى التّاء من جاءت مع بني، وترك الفعل على ما كان ليعلم أنّه قد حذف شيئًا قبل تميمٍ.
وقال بعضهم: إنّما جاز أن يقال: تلك القرى أهلكناهم، لأنّ القرية قامت مقام الأهل، فجاز أن تردّ على الأهل مرّةً وعليها مرّةً، ولا يجوز ذلك في تميمٍ، لأنّ القبيلة تعرف به وليس تميمٌ هو القبيلة، وإنّما عرفت القبيلة به، ولو كانت القبيلة قد سمّيت بالرّجل لجرت عليه، كما تقول: وقعت في هودٍ، تريد في سورة هودٍ وليس هودٌ اسمًا للسّورة وإنّما عرفت السّورة به، فلو سمّيت السّورة بهودٍ لم تجر، فقيل: وقعت في هودٍ يا هذا، فلم يجر، وكذلك لو سمّي بني تميمٍ تميمًا لقيل: هذه تميم قد أقبلت.
فتأويل الكلام: وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا، وجعلنا لإهلاكهم موعدًا). [جامع البيان: 15/306-308]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وجعلنا لمهلكهم موعدا قال أجلا). [تفسير مجاهد: 378]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {لن يجدوا من دونه موئلا} قال: مجوزا، وفي قوله: {وجعلنا لمهلكهم موعدا} قال: أجلا). [الدر المنثور: 9/575] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن العباس بن عزوان أسنده في قوله: {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا} قال: قضى الله العقوبة حين عصي ثم أخرها حتى جاء أجلها ثم أرسلها). [الدر المنثور: 9/575-576]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 رجب 1434هـ/19-05-2013م, 10:05 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {واتّخذوا آياتي وما أنذروا هزوًا * ومن أظلم} يقوله على الاستفهام، وهذا استفهامٌ على معرفةٍ.
{ممّن ذكّر بآيات ربّه فأعرض عنها} لم يؤمن بها.
{ونسي ما قدّمت يداه}، قال قتادة: أي ما سلف من الذّنوب الكثيرة.
قال: وقال الحسن: عمله السّوء.أي: لا أحد أظلم منه.
قوله: {إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّةً} غلفًا.
{أن يفقهوه} ، يعني: لئلا يفقهوه.وهو تفسير السّدّيّ.
{وفي آذانهم وقرًا}، وهو الصّمم عن الهدى.
{وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذًا أبدًا} يعني: الّذين يموتون على شركهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/193-194]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ومن أظلم ممّن ذكّر بآيات ربّه فأعرض عنها ونسي ما قدّمت يداه إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا}

{وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا}
هؤلاء قد أخبر اللّه عنهم أنهم من أهل الطبع فقال: {إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه}.
{أكنّة}: جمع كنانة، وهو الغطاء، وهو مثل عنان وأعنة.
فأعلم اللّه عزّ وجل أن هؤلاء بأعيانهم لن يهتدوا أبدا). [معاني القرآن: 3/297]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وربّك الغفور ذو الرّحمة} لمن آمن ولا يغفر أن يشرك به.
{لو يؤاخذهم بما كسبوا} بما عملوا.
{لعجّل لهم العذاب بل لهم موعدٌ لن يجدوا من دونه موئلا}
- قال الحسن: ملجأً.

- وقال قتادة: وليًّا ولا ملجأً.
- وقال المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ: ما لهم ملجأٌ.
- وقال عاصم بن حكيمٍ وابن مجاهدٍ، عن أبيه: محرزًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/194]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لّن يجدوا من دونه موئلاٍ...}

(الموئل المنجي) وهو الملجأ في المعنى واحد. والعرب تقول: إنه ليوائل إلى موضعه يريدون: يذهب إلى موضعه وحرزه.
وقال الشاعر:
لا وألت نفسك خلّيتها.......للعامريّين ولم تكلم
(يريد: لا نجت) ). [معاني القرآن: 2/148]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لن يجدوا من دونه موئلاً} مجازه منجىً، وهو من قولهم:
فلا وألت نفسٌ عليها تحاذر
أي: لا نجت.
وقال الأعشى:
وقد أخالس ربّ البيت غفلته.......وقد يحاذر منّي تم ما يئل
أي لا ينجو). [مجاز القرآن: 1/408]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وربّك الغفور ذو الرّحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب بل لّهم مّوعدٌ لّن يجدوا من دونه موئلاً}
وقال: {موئلاٍ} من "وأل" "يئل" "وألاً"). [معاني القرآن: 2/78]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {لن يجدوا من دونه موئلا} من ءال يئيل وألا ووؤلا وموئلاً: أي ألجأ؛ والموئل الملجأ.
[معاني القرآن لقطرب: 874]
قال الشاعر:
وقد أراقب رب البيت غفلته = وقد يحاذر مني ثم ما يئل
أي ما ينجو). [معاني القرآن لقطرب: 875]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({موئلا}: ملجأ. يقال وألت إليه أي لجأت). [غريب القرآن وتفسيره: 231]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لن يجدوا من دونه موئلًا} أي ملجأ. يقال: وأل فلان [إلى كذا وكذا]، إذا [لجأ].
ويقال: لا وألت نفسك، أي لا نجت. وفلان يوائل، أي: يسابق لينجو). [تفسير غريب القرآن: 269]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وربّك الغفور ذو الرّحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا}
الموئل: المنجا، يقال "وأل يئل" إذا نجا). [معاني القرآن: 3/297]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا}
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: ملجأ. وحكى أهل اللغة: وأل يئل إذا نجا). [معاني القرآن: 4/262-261]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({موئلا} ملجأ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَوئِلا}: ملجأ). [العمدة في غريب القرآن: 191]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا} لمّا أشركوا وجحدوا رسلهم.
وقال السّدّيّ: {أهلكناهم} يعني: عذّبناهم، {لمّا ظلموا} لمّا أشركوا.
{وجعلنا لمهلكهم موعدًا} الوقت الّذي جاءهم فيه العذاب.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: موعدًا أجلا.
وقال السّدّيّ: {وجعلنا لمهلكهم موعدًا} يعني: لعذابهم موعدًا، يعني: أجلا ووقتًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/194-195]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {لمهلكهم مّوعداً...}

يقول: لإهلاكنا إيّاهم (موعداً) أجلا وقرأ عاصم (لمهلكهم) فتح الميم واللام ويجوز (لمهلكهم) بكسر اللام تبنيه على هلك يهلك.
فمن أراد الاسم مّما يفعل منه مكسور العين كسر مفعلا.
ومن أراد المصدر فتح العين. مثل المضرب والمضرب والمدبّ والمدبّ والمفرّ والمفرّ فإذا كان يفعل مفتوح العين آثرت العرب فتحها في مفعل، اسماً كان أو مصدراً.
وربما كسروا العين في مفعل إذا أرادوا به الاسم. منهم من قال {مجمع البحرين} وهو القياس وإن كان قليلا.

فإذا كان يفعل مضموم العين مثل يدخل ويخرج آثرت العرب في الاسم منه والمصدر فتح العين؛ إلا أحرفاً من الأسماء ألزموها كسر العين في مفعل.
من ذلك المسجد والمطلع والمغرب والمشرق والمسقط والمفرق والمجزر والمسكن والمرفق من رفق يرفق والمنسك من نسك ينسك، والمنبت.
فجعلوا الكسر علامة للاسم، والفتح علامة للمصدر.
وربما فتحه بعض العرب (في الاسم) وقد قرئ مسكن ومسكن. وقد سمعنا المسجد والمسجد وهم يريدون الاسم، والمطلع والمطلع. والنصب في كلّه جائز وإن لم تسمعه فلا تنكرنه إن أتى.

وما كان من ذوات الياء والواو من دعوت وقضيت فالمفعل منه فيه مفتوح اسماً كان أو مصدراً، إلا المأقي من العين فإن العرب كسرت هذا الحرف.
وبعض العرب يسمّى مأوى الإبل مأوي فهذان نادران. وإنما امتنعوا من (كسر العين) في الياء والواو لأن الياء والواو تذهبان في السكت للتنوين الذي يلحق، فردّوها إلى الألف إذ كانت لا تسقط في السكوت.

وإذا كان المفعل من كال يكيل وشبهه من الفعل فالاسم منه مكسور، والمصدر مفتوح من ذلك مال مميلا وممالا تذهب بالكسر إلى الأسماء، وبالفتح إلى المصادر. ولو فتحتهما جميعاً أو كسرتهما في المصدر والاسم لجاز. تقول العرب: المعاش. وقد قالوا: المعيش.
وقال رؤبة ابن العجّاج:
إليك أشكو شدّة المعيش.......ومرّ أعوام نتفن ريشي

* نتف الحبارى عن قرا رهيش *
القرا: الظهر، وقال الآخر:
أنا الرجل الذي قد عبتموه.......وما فيكم لعيّاب معاب
ومثله مسار ومسير، وما كان يشبهه فهو مثله.
وإذا كان يفعل مفتوحاً من ذوات الياء والواو مثل يخاف ويهاب فالاسم والمصدر منه مفتوحان مثل المخاف والمهاب:
وما كان من الواو مضموماً مثل يقوم ويقول ويعود ويقود وأشباهه فالاسم والمصدر فيه مفتوحان، وإنما فتحوه إذا نووا الاسم ولم يكسروه كما كسر المغرب لأنهم كرهوا تحول الواو إلى الياء فتلتبس الواو بالياء.
وما كان أوّله واواً مثل وزنت وورثت ووجلت فالمفعل فيه اسماً كان أو مصدراً مكسور؛ مثل قوله: {أن لن نجعل لكم موعداً} وكذلك يوحل ويوحل المفعل منهما مكسور (في الوجهين) وزعم الكسائيّ أنه سمع موجل وموحل. ... ويمعت أنا موضع. وإنما كسروا ما أوّله الواو، لأن الفعل فيه إذا فتح يكون على وجهين. فأمّا الذي يقع فالواو منه ساقطة؛ مثل وزن يزن. والذي لا يقع تثبت واوه في يفعل. والمصادر تستوي في الواقع وغير الواقع. فلم يجعلوا في مصدريهما فرقاً، إنما تكون الفروق في فعل يفعل.
وما كان من الهمز فإنه مفتوح في الوجهين. وكأنهم بنوه على يفعل؛ لأن ما لامه همزة يأتي بفتح العين من فعل ومن فعل. فإن قلت: فلو كسروه إرادة الاسم كما كسروا مجمعاً.
قلت: لم يأت. وكأنهم أنزلوا المهموز. بمنزلة الياء والواو؛ لأن الهمز قد يترك فتلحقهما.
وما كان مفعل مشتقّاً من أفعلت فلك فيه ضمّ الميم من اسمه ومصدره. ولك أن تخرجه على أوّليته قبل أن تزاد عليه الألف. فتقول: أخرجته مخرجاً ومخرجاً، وأنزلته منزلاً ومنزلاً.
وقرئ {أنزلني منزلا مباركاً} {وأنت خير المنزلين} و{منزلا}.
وما كان ممّا يعمل به من الآلة مثل المروحة والمطرقة وأشباه ذلك مما تكون فيه الهاء أو لا تكون فهو مكسور الميم منصوب العين؛ مثل المدرع والملحف والمطرق وأشباه ذلك. إلا أنهم. قالوا: المطهرة والمطهرة، والمرقاة والمرقاة والمسقاة والمسقاة. فمن كسرها شبّهها بالآلة التي يعمل بها. ومن فتح قال: هذا موضع يفعل فيه فجعله مخالفاً ففتح الميم؛ ألا ترى أن المروحة وأشباهها آلة يعمل بها، وأن المطهرة والمرقاة في موضعهما لا تزولان يعلم فيهما.
وما كان مصدراً مؤنّثاً فإنّ العرب قد ترفع عينه؛ مثل المقدرة وأشباهه. ولا يفعلون ذلك في مذكّر ليست فيه الهاء؛ لأن الهاء إذا أدخلت سقط عنها بناء فعل يفعل فصارت اسماً مختلفاً، ومفعل يبنى على يفعل، فاجتنوا الرّفعة في مفعل، لأن خلقة يفعل التي يلزمها الضمّ كرم يكرم فكرهوا أن يلزموا العين من مفعل ضمّة فيظنّ الجاهل أن في مفعل فرقاً يلزم كما يلزم فعل يفعل الفروق، ففتحت إرادة أن تخلط بمصادر الواقع. فأمّا قول الشاعر:
* ليوم روعٍ أو فعال مكرم *
فإنه جمع مكرمة ومكرم. ومثله قول الآخر:
بثين الزمى لا إنّه إن لزمته.......على كثرة الواشين أي معون
أراد جمع معونة. وكان الكسائيّ يقول: هما مفعل نادران لا يقاس عليهما وقد ذهب مذهباً. إلاّ أني أجد الوجه الأول أجمل للعربية ممّا قال. وقد تقلب فيه الياء إلى الواو فيقال:
وكنت إذا جارى دعا لمضوفةٍ.......أشمّر حتى ينصف الساق مئزري
جعلها مفعلة وهي من الياء فقبلها إلى الواو لضمّة ما قبلها، كما قالوا: قد سور به.
وقد قالت العرب في أحرف فضمّوا الميم والعين، وكسروا الميم والعين جميعاً. فممّا ضمّوا عينه وميمه قولهم: مكحلة ومسعط ومدهن ومدقّ. ومما كسروا ميمه وعينه منخر ومنتن. ومما زادوا عليه ياء للكسر، وواواً للضم مسكين ومنديل ومنطق. والواو نحو مغفور ومغثور وهو الذي يسقط على الثمام ويقال للمنخر: منخور وهم طيّء. والذين ضمّوا أوله وعينه شبّهوا الميم بما هو من الأصل، كأنه فعلول. وكذلك الذين كسروا الميم والعين شبّهوه بفلعيل وفعلل.
وما كان من ميم زائدة أدخلتها على فعل رباعي قد زيد على ثلاثيّة شيء من الزيادات فالميم منه في الفاعل والمفعول به والمصدر مضمومة. من ذلك قولك رجل مستضربٌ (ومستضربٌ) ومستطعم ومستطعم. يكون المستطعم - بالفتح - مصدراً ورجلا وكذلك المضارب هو الفاعل والمضارب - بالفتح - مصدر ورجل. وكلّ الزيادات على هذا لا ينكسر، ولا يختلف فيه في لغات ولا غيرها؛ إلا أن من العرب - وهم قليل - من يقول في المتكبّر: متكبّر كأنهم بنوه على يتكبّر. وهو من لغة الأنصار وليس مما يبنى عليه.
- ... وحدّثت أن بعض العرب يكسر الميم في هذا النوع إذا أدغم فيقول هم المطّوّعة والمسّمع للمستمع. وهم من الأنصار. وهي من المرفوض.
وقالت العرب: موهب فجعلوه اسماً موضوعا على غير بناء، وموكل اسماً موضوعاً. ومنه موحد لأنهم لم يريدوا مصدر وحد، إنما جعل اسماً في معنى واحد مثل مثنى وثلاث ورباع. وأما قولهم: مزيد ومزود فهما أيضاً اسمان مختلفان على غير بناء الفعل؛ ولك في الاختلاف أن تفتح ما سبيله الكسر إذا أشبه بعض المثل، وتضمّ المفتوح أو تكسره إذا وجّهته إلى مثالٍ من أسمائهم كما قيل معفور للذي يسقط على الثمام وميمه زائدة فشبه بفعلول، وكما قالت العرب: (في المصير وهو من صرت مصران للجميع) ومسيل الماء وهو مفعل: مسلان للجميع فشبّهوا مفعلا بفعيل؛ ألا ترى أنهم قالوا سؤته مسائية وإنما هي مساءة على مفعلة فزيدت عليها الياء من آخرها كما تزاد على فعالة نحو كراهة وكراهية وطبانة وطبانية).
[معاني القرآن: 2/153-148]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا وجعلنا لمهلكهم مّوعداً}
وقال: {وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا} يعني: أهلها كما قال: {وسأل القرية} ولم يجيء بلفظ "القرى" ولكن أجرى اللفظ على القوم وأجرى اللفظ في "القرية" عليها، إلى قوله: {الّتي كنّا فيها}، وقال: {أهلكناهم} ولم يقل "أهلكناها" حمله على القوم كما قال "وجاءت تميم" وجعل الفعل لـ"بني تميم" ولم يجعله لـ"تميم"، ولو فعل ذلك لقال: "جاء تميم"، وهذا لا يحسن في نحو هذا؛ لأنه قد أراد غير تميم في نحو هذا الموضع فجعله اسما ولم يحتمل إذا اعتل أن يحذف ما قبله كله يعني التاء من "جاءت" مع "بني"، وترك الفعل على ما كان ليدل على أنه قد حذف شيئا قبل "تميم"). [معاني القرآن: 2/79-78]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو والأعمش وأهل مكة وأهل المدينة {لمهلكهم} على مفعل من أهلك.
وعاصم بن بهدلة {لمهلكهم} و{لمهلكهم} جاءتا عنه جميعًا؛ فيكون ذلك من هلك يهلك). [معاني القرآن لقطرب: 855]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا}
المعنى وأهل تلك القرى أهلكناهم، يعنى به من أهلك من الأمم الخالية، نحو عاد وثمود وقوم لوط ومن ذكر بالهلاك.
وقوله: {وجعلنا لمهلكهم موعدا} أي أجلا، وفيها ثلاثة أوجهلـ"مهلكهم"، وتأويل المهلك على ضربين؛ على المصدر، وعلى الوقت، معنى المصدر لإهلاكهم، ومعنى الوقت لوقت هلاكهم. وكل فعل ماض على أفعل فالمصدر منه مفعل، أو إفعال، واسم الزمان منه مفعل،وكذلك اسم المكان، تقول أدخلته مدخلا، وهذا مدخله أي المكان الذي يدخل زيد منه، وهذا مدخله أي وقت - إدخاله.
ويجوز أن يقرأ (لمهلكهم) على أن يكون مهلك اسما للزمان على معنى هلك يهلك.

وهذا زمن مهلكه مثل جلس يجلس، إذا أردت المكان أو الزمان، فإذا أردت المصدر قلت مهلك بفتح اللام مثل مجلس، يقال: "أتت الناقة على مضربهاأي على زمان ضرابها، وتقول جلس مجلسا - بفتح اللام - ومثله هلك مهلكا أي هلكا.
وموضع {تلك القرى} رفع بالابتداء، والقرى صفة لها مبيّنة، وأهلكناهم خبر الابتداء. وجائز أن يكون موضع (تلك القرى) نصبا ويكون {أهلكناهم} مفسّرا للناصب،
ويكون المعنى وأهلكنا تلك القرى أهلكناهم). [معاني القرآن: 3/298-297]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا} والمعنى أهل القرى). [معاني القرآن: 4/262]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل عز: {وجعلنا لمهلكهم موعدا} يجوز أن يكون المعنى لإهلاكهم فيكون مصدرا ويجوز أن يكون المعنى لوقت إهلاكهم ومن قرأ لمهلكهم ذهب إلى أن المعنى لهلاكهم كما يقال جلس مجلسا واسم الموضع المجلس وهلك مهلكا واسم الموضع المهلك
قال مجاهد موعدا أي أجلا). [معاني القرآن: 4/263-262]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 رجب 1434هـ/19-05-2013م, 10:08 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الأحمر: وقر الرجل وقارًا وإذا أمرته قلت أوقر مثل أومر [في لغة من قال: {وأمر بالمعروف}.
وقوله: {وقرن في بيوتكن} ليس
من الوقار إنما هو من الجلوس يقال منه وقرت أقر وقرًا جلست.
قال أبو عبيد: ليس هو عندي من الجلوس إنما هو من الوقار يقال منه وقرت أقر وقارًا وإذا أمرت قلت قر كما تقول من وعد عد ومن وزنت زن.
أبو زيد: وقرت أذنه توقر وقرا إذا ثقل سمعه. قال الكسائي: وقرت أذنه فهي موقورة.
أبو زيد: قررت الكلام في أذنه أقره قرا وقررت به عينًا أقر قرة وقرورًا وبعضهم قررت أقر.
قال الكسائي: قررت بالموضع أقر قرارًا أيضًا). [الغريب المصنف: 3/962-963] (م)

قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ): (و"الوقر": الثقل في الأذن من قول الله تبارك

وتعالى {وفي آذاننا وقر}، ويقال "منه قد وقرت أذنه" فهي موقورة، ويقال "اللهم قر أذنه"، ويقال أيضا "قد وقرت أذنه توقر وقرا"، والوقر: الثقل يحمل على رأس أو على ظهر من قوله تبارك وتعالى {فالحاملات وقرا}، ويقال "جاء يحمل وقره".
قال الفراء: ويقال "هذه امرأة موقرة وموقرة" إذا حملت حملا ثقيلا، و"هذه نخلة موقر وموقرة وموقرة" و"قد وقر الرجل" من الوقار فهو وقور). [إصلاح المنطق:3-4] (م)


تفسير قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58)}
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت: 215هـ): (
لا وألت نفسك خليتها.......للعامرين ولم تكلم
...
و«وألت»: نجت. و«الموئل»: المنجى). [النوادر في اللغة:254- 255]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ (ت: 328هـ): (ويروى: يوائل نفسه: أي: ينجيها من قول الله عز وجل: {لن يجدوا من دونه موئلا}: ومنه قول بلال لأمية بن خلف: لا وألت إن
وألت ولا نجوت إن نجوت). [شرح المفضليات: 636-637]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}
.....

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 10:21 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 10:22 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 10:25 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ومن أظلم} استفهام بمعنى التقرير، وهذا من أفصح التقرير، أن يوقف المرء على ما لا جواب له فيه إلا الذي يريد خصمه، فالمعنى: لا أحد أظلم ممن
[المحرر الوجيز: 5/625]
هذه صفته، أن يعرض عن الآيات بعد الوقوف عليها بالتذكير، وينسى ويطرح كبائره التي أسلفها، هذه غاية الإهمال. ونسب السيئات إلى اليدين من حيث كانت اليدان آلة التكسب في الأمور الجرمية، فجعلت كذلك في المعاني استعارة.
ثم أخبر الله تعالى عنهم وعن فعله بهم جزاء على اعتراضهم وتكسبهم القبيح بأن الله تعالى جعل على قلوبهم أكنة، وهي جمع كنان، وهو الغلاف الساتر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
واختلف الناس في هذا وما أشبهه من الختم والطبع ونحوه، هل هو حقيقة أو مجاز؟ والحقيقة في هذا غير مستحيلة، والتجوز أيضا فصيح، أي: لما كانت هذه المعاني مانعة في الأجسام وحائلة استعيرت للقلوب التي قد أنساها الله تعالى وأقصاها عن الخير. وأما "الوقر في الآذان" فاستعارة بينة لأن الكفرة يسمعون الدعاء إلى الشرع سماعا تاما، ولكن لما كانوا لا يؤثر ذلك فيهم إلا كما يؤثر في الذي به وقر فلا يسمع، شبهوا به، وكذلك العمى والصمم والبكم كلها استعارات، وإنما الخلاف في أوصاف القلب، هل هي حقيقة أو مجاز؟ و"الوقر": الثقل في السمع.
ثم أخبر تعالى عنهم أنهم وإن دعوا إلى الهدى فإنهم لا يهتدون أبدا، وهذا يخرج على أحد تأويلين: أحدهما أن يكون هذا اللفظ العام يراد به الخاص ممن حتم الله عليه أنه لا يؤمن ولا يهتدي أبدا، ويخرج عن العموم كل من قضى الله بهداه في ثاني حال، والآخر أن يريد: وإن تدعهم إلى الهدى جميعا فلن يؤمنوا جميعا أبدا، أي: أنهم ربما آمن منهم الأفراد، ويضطرنا إلى أحد هذين التأويلين أنا نجد المخبر عنهم بهذا الخبر قد آمن منهم واهتدى كثير). [المحرر الوجيز: 5/626]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا}
لما أخبر تعالى عن القوم الذين حتم بكفرهم أنهم لا يهتدون أبدا، عقب ذلك
[المحرر الوجيز: 5/626]
بأنه للمؤمنين الغفور ذو الرحمة، ويتحصل للكفار من صفته تبارك تعالى بالغفران والرحمة ترك المعاجلة، ولو أخذوا بحسب ما يستحقونه لبادرهم بالعذاب الميسر لهم، ولكنه تعالى أخرهم إلى موعد لا يجدون منه منجى، قالت فرقة: هو أجل الموت، وقالت فرقة: هو عذاب الآخرة، وقال الطبري: هو يوم بدر والحشر، و"الموئل": المنجى، يقال: وأل الرجل يئل إذا نجا. ومنه قول الشاعر:
لا وألت نفسك خليتها ... للعامريين ولم تكلم
ومنه قول الأعشى:
فقد أخالس رب البيت غفلته ... وقد يحاذر مني ثم ما يئل). [المحرر الوجيز: 5/627]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم عقب تعالى توعدهم بذكر الأمثلة من القرى التي نزل بها ما توعد هؤلاء بمثله. وفي قوله تعالى: {وتلك القرى} حذف مضاف، تقديره: وتلك أهل القرى، و"القرى": المدن، وهذه الإشارة إلى عاد وثمود ومدين وغيرهم، و"تلك" ابتداء،
[المحرر الوجيز: 5/627]
و"القرى" صفة، و"أهلكناهم" خبر، ويصح أن تكون "تلك" منصوبا بفعل يدل عليه "أهلكناهم".
وقرأ الجمهور: "لمهلكهم" بضم الميم وفتح اللام، وهو من: "أهلك"، ومفعل في مثل هذا يكون لزمن الشيء، ومكانه، ويكون مصدرا، فالمصدر - على هذا- مضاف إلى المفعول. وقرأ عاصم -في رواية أبي بكر -: "لمهلكهم" بفتح الميم واللام، وقرأ - في رواية حفص -: "لمهلكهم" بفتح الميم وكسر اللام، وهو مصدر من: "هلك"، وهو في مشهور اللغة غير متعد، فالمصدر -على هذا- مضاف إلى الفاعل، لأنه بمعنى: وجعلنا لأن هلكوا موعدا، وقالت فرقة: إن "هلك" يتعدى، تقول: أهلكت الرجل وهلكته بمعنى واحد، وأنشد أبو علي في ذلك:
ومهمه هالك من تعرجا
فعلى هذا يكون المصدر في كل وجه مضافا إلى المفعول). [المحرر الوجيز: 5/628]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 06:50 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 06:52 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومن أظلم ممّن ذكّر بآيات ربّه فأعرض عنها ونسي ما قدّمت يداه إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقرًا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذًا أبدًا (57) وربّك الغفور ذو الرّحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب بل لهم موعدٌ لن يجدوا من دونه موئلا (58) وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدًا (59)}.
يقول تعالى: وأيّ عباد اللّه أظلم ممّن ذكّر بآيات اللّه فأعرض عنها، أي: تناساها وأعرض عنها، ولم يصغ لها، ولا ألقى إليها بالًا {ونسي ما قدّمت يداه} أي: من الأعمال السّيّئة والأفعال القبيحة. {إنّا جعلنا على قلوبهم} أي: قلوب هؤلاء {أكنّةً} أي: أغطيةً وغشاوةً، {أن يفقهوه} أي: لئلّا يفهموا هذا القرآن والبيان، {وفي آذانهم وقرًا} أي: صممٌ معنويٌّ عن الرّشاد، {وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذًا أبدًا}). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 172-173]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وربّك الغفور ذو الرّحمة} أي: ربّك -يا محمّد- غفورٌ ذو رحمةٍ واسعةٍ، {لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب}، كما قال: {ولو يؤاخذ اللّه النّاس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابّةٍ} [فاطرٍ:45]، وقال: {وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم وإنّ ربّك لشديد العقاب} [الرّعد:6]. والآيات في هذا كثيرةٌ.
ثمّ أخبر أنّه يحلم ويستر ويغفر، وربّما هدى بعضهم من الغيّ إلى الرّشاد، ومن استمرّ منهم فله يومٌ يشيب فيه الوليد، وتضع كلّ ذات حملٍ حملها؛ ولهذا قال: {بل لهم موعدٌ لن يجدوا من دونه موئلا} أي: ليس لهم عنه محيدٌ ولا محيصٌ ولا معدلٌ). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 173]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وتلك القرى أهلكناهم لـمّا ظلموا} أي: الأمم السّالفة والقرون الخالية أهلكناهم بسبب كفرهم وعنادهم {وجعلنا لمهلكهم موعدًا} أي: جعلناه إلى مدّةٍ معلومةٍ ووقتٍ [معلومٍ] معيّنٍ، لا يزيد ولا ينقص، أي: وكذلك أنتم أيّها المشركون، احذروا أن يصيبكم ما أصابهم، فقد كذّبتم أشرف رسولٍ وأعظم نبيٍّ، ولستم بأعزّ علينا منهم، فخافوا عذابي ونذر). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 173]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة