{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)}
تفسير قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله: {إذا جاء نصر اللّه والفتح...}. يعني: فتح مكة). [معاني القرآن: 3/297]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إذا جاء نصر اللّه والفتح (1)} قيل إن الفتح كما جاء في التفسير أنه نعيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه في هذه السورة. فأعلم اللّه -عزّ وجلّ- أنه إذا جاء فتح مكة ودخل الناس في الإسلام أفواجا فقد قرب أجله -صلى الله عليه وسلم- وكان يقول ذلك إنه قد نعيت إلى نفسي في هذه السورة. فأمره اللّه عزّ وجلّ أن يكثر التسبيح والاستغفار ليختم له في آخر عمره بالزيادة في العمل الصالح باتباع ما أمره به). [معاني القرآن: 5/373]
تفسير قوله تعالى: {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({ورأيت النّاس يدخلون في دين اللّه أفواجاً...} يقول: ورأيت الأحياء يسلم الحي بأسره، وقيل ذلك إنما يسلم الرجل بعد الرجل). [معاني القرآن: 3/297]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أفواجاً}: جماعات في تفرقة). [مجاز القرآن: 2/315]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ورأيت النّاس يدخلون في دين اللّه أفواجاً} قال: {يدخلون في دين اللّه أفواجاً} واحدهم: الفوج). [معاني القرآن: 4/53]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أفواجا}: جماعات). [غريب القرآن وتفسيره: 445]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ورأيت النّاس يدخلون في دين اللّه أفواجا (2)} ومعنى: {أفواجا} جماعات كثيرة، أي بعد أن كانوا يدخلون واحدا واحدا. واثنين اثنين، صارت القبيلة تدخل بأسرها في الإسلام). [معاني القرآن: 5/373]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَفْوَاجًا}: جماعات). [العمدة في غريب القرآن: 359]
تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ( وقوله عز وجلّ: {فسبّح بحمد ربّك...} يقول: فصلّ. وذكروا أنه قال -صلى الله عليه وسلم- حين نزلت هذه السورة: ((نعيت إليّ نفسي)) ). [معاني القرآن: 3/297]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فسبّح بحمد ربّك واستغفره إنّه كان توّاباً} وقال: {فسبّح بحمد ربّك} يقول: "يكون تسبيحك بالحمد" لأن "التسبيح" هو ذكر، فقال: "يكون ذكرك بالحمد على ما أعطيتك من فتح مكة وغيره" ويقول الرجل: "قضيت سبحتي من الذكر"). [معاني القرآن: 4/53]