العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يوسف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 11:32 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يوسف [ من الآية (99) إلى الآية (101) ]

تفسير سورة يوسف
[ من الآية (99) إلى الآية (101) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 11:33 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين (99) ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجّدًا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربّي حقًّا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السّجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشّيطان بيني وبين إخوتي إنّ ربّي لطيفٌ لما يشاء إنّه هو العليم الحكيم}.
يقول جلّ ثناؤه: فلمّا دخل يعقوب وولده وأهلوهم على يوسف {آوى إليه أبويه} يقول: ضمّ إليه أبويه، فقال لهم: {ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين}.
فإن قال قائلٌ: وكيف قال لهم يوسف: {ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين} بعدما دخلوها، وقد أخبر اللّه عزّ وجلّ عنهم أنّهم لمّا دخلوها على يوسف وضمّ إليه أبويه قال لهم هذا القول؟.
قيل: قد اختلف أهل التّأويل في ذلك، فقال بعضهم: إنّ يعقوب إنّما دخل على يوسف هو وولده، وآوى يوسف أبويه إليه قبل دخول مصر قالوا: وذلك أنّ يوسف تلقّى أباه تكرمةً له قبل أن يدخل مصر، فآواه إليه، ثمّ قال له ولمن معه: {ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين} بها قبل الدّخول.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: فحملوا إليه أهلهم وعيالهم، فلمّا بلغوا مصر كلّم يوسف الملك الّذي فوقه، فخرج هو والملوك يتلقّونهم، فلمّا بلغوا مصر {قال ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين. فلمّا دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه}
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان، عن فرقدٍ السّبخيّ، قال: لمّا ألقي القميص على وجهه ارتدّ بصيرًا، وقال: ائتوني بأهلكم أجمعين، فحمل يعقوب وإخوة يوسف، فلمّا دنا أخبر يوسف أنّه قد دنا منه، فخرج يتلقّاه. قال: وركب معه أهل مصر، وكانوا يعظّمونه، فلمّا دنا أحدهما من صاحبه، وكان يعقوب يمشي وهو يتوكّأ على رجلٍ من ولده يقال له يهوذا، قال: فنظر يعقوب إلى الخيل والنّاس، فقال: يا يهوذا، هذا فرعون مصر؟ قال: لا، هذا ابنك قال: فلمّا دنا كلّ واحدٍ منهما من صاحبه، فذهب يوسف يبدؤه بالسّلام، فمنع من ذلك، وكان يعقوب أحقّ بذلك منه وأفضل، فقال: السّلام عليك يا ذاهب الأحزان عنّي، هكذا قال: يا ذاهب الأحزان عنّي
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: قال حجّاجٌ: بلغني أنّ يوسف والملك خرجا في أربعة آلافٍ يستقبلون يعقوب وبنيه.
- قال: وحدّثني من سمع جعفر بن سليمان يحكي، عن فرقدٍ السّبخيّ قال: خرج يوسف يتلقّى يعقوب، وركب أهل مصر مع يوسف، ثمّ ذكر بقيّة الحديث، نحو حديث الحارث، عن عبد العزيز.
وقال آخرون: بل قوله: {إن شاء اللّه} استثناءٌ من قول يعقوب لبنيه {أستغفر لكم ربّي}، قال: وهو من المؤخّر الّذي معناه التّقديم، قالوا: وإنّما معنى الكلام: قال: أستغفر لكم ربّي إن شاء اللّه إنّه هو الغفور الرّحيم {فلمّا دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر}، ورفع أبويه
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {قال سوف أستغفر لكم ربّي} إن شاء اللّه آمنين وبين ذلك ما بينه من تقديم القرآن.
يعني ابن جريجٍ: وبين ذلك ما بينه من تقديم القرآن أنّه قد دخل بين قوله: {سوف أستغفر لكم ربّي} وبين قوله: {إن شاء اللّه} من الكلام ما قد دخل، وموضعه عنده أن يكون عقيب قوله: {سوف أستغفر لكم ربّي}.
والصّواب من القول في ذلك عندنا ما قاله السّدّيّ، وهو أنّ يوسف قال ذلك لأبويه ومن معهما من أولادهما وأهاليهم قبل دخولهم مصر حين تلقّاهم، لأنّ ذلك في ظاهر التّنزيل كذلك، فلا دلالة تدلّ على صحّة ما قال ابن جريجٍ، ولا وجه لتقديم شيءٍ من كتاب اللّه عن موضعه أو تأخيره عن مكانه إلاّ بحجّةٍ واضحةٍ.
وقيل: عنى بقوله: {آوى إليه أبويه} أبوه وخالته وقال الّذين قالوا هذا القول: كانت أمّ يوسف قد ماتت قبل، وإنّما كانت عند يعقوب يومئذٍ خالته أخت أمّه، كان نكحها بعد أمّه.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: {فلمّا دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه} قال: أبوه وخالته.
وقال آخرون: بل كان أباه وأمّه
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {فلمّا دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه} قال: أباه وأمّه.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب ما قاله ابن إسحاق، لأنّ ذلك هو الأغلب في استعمال النّاس والمتعارف بينهم في أبوين، إلاّ أن يصحّ ما يقال من أنّ أمّ يوسف كانت قد ماتت قبل ذلك بحجّةٍ يجب التّسليم لها، فيسلم حينئذٍ لها
وقوله: {وقال ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين} ممّا كنتم فيه في باديتكم من الجدب والقحط). [جامع البيان: 13/349-352]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فلمّا دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين (99)
قوله تعالى: فلمّا دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه.
- حدّثنا عبد اللّه، ثنا الحسين ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قوله: فلمّا دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه ثمّ حملوا أهليهم وعيالهم فلمّا بلغوا مصر، كلّم يوسف الملك فخرج معه هو والملك يتلقّونهم فلمّا لقيهم قال:
ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين... فلمّا دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وإخوته وهما أبوه وخالته.
- حدّثنا عليّ بن الحسين ثنا أبو الجماهر ثنا سعيد بن بشيرٍ ثنا قتادة قوله: آوى إليه أبويه قال: أبوه وأمّه ضمّهما وقال: ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة ثنا سلمة بن الفضل أنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ قال: خرج يعقوب إلى يوسف بمصر في اثنين وسبعين من ولده وولد ولده فخرجوا منها مع موسى وهم ستّمائة ألفٍ
قوله تعالى: وقال ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين.
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية قال: يعني به مصر فرعون.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان ثنا الحسين ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قال: فخرج هو والملك يتلقّونهم فلمّا لقيهم قال: ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين). [تفسير القرآن العظيم: 7/2200-2201]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 99 - 100.
أخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال: دخل يعقوب عليه السلام مصر في ملك يوسف عليه السلام وهو ابن مائة وثمانين سنة وعاش في ملكه ثلاثين سنة، ومات يوسف عليه السلام وهو ابن مائة وعشرين سنة، قال أبو هريرة - رضي الله عنه - وبلغني أنه كان عمر إبراهيم خليل الله مائة وخمسة وتسعين سنة). [الدر المنثور: 8/338]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {آوى إليه أبويه} قال: أبوه وأمه ضمهما). [الدر المنثور: 8/338]

تفسير قوله تعالى: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ورفع أبويه على العرش قال على السرير وخروا له سجدا قال كان تحية الناس يومئذ أن يسجد بعضهم لبعض). [تفسير عبد الرزاق: 1/328]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {ورفع أبويه على العرش} قال: على السرير {وخروا له سجدا} قال: تحية كانت بينهم [الآية: 100]). [تفسير الثوري: 147]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ورفع أبويه على العرش} يعني على السّرير، كما؛
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: {ورفع أبويه على العرش} قال: السّرير.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن يزيد الواسطيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: العرش: السّرير
- قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ورفع أبويه على العرش} قال: السّرير.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ.
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ورفع أبويه على العرش} قال: سريره
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {على العرش} قال: على السّرير.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {ورفع أبويه على العرش} يقول: رفع أبويه على السّرير
- حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: قال سفيان: {ورفع أبويه على العرش} قال: على السّرير
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ورفع أبويه على العرش} قال: مجلسه
- حدّثني ابن عبد الرّحيم البرقيّ، قال: حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: سألت زيد بن أسلم عن قول اللّه تعالى: {ورفع أبويه على العرش} فقلت: أبلغك أنّها خالته، قال: قال ذلك بعض أهل العلم، يقولون: إنّ أمّه ماتت قبل ذلك وإنّ هذه خالته
وقوله: {وخرّوا له سجّدًا} يقول: وخرّ يعقوب وولده وأمّه ليوسف سجّدًا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {وخرّوا له سجّدًا} يقول: رفع أبويه على السّرير، وسجدا له، وسجد له إخوته
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: تحمّل يعني يعقوب بأهله حتّى قدموا على يوسف، فلمّا اجتمع إلى يعقوب بنوه دخلوا على يوسف، فلمّا رأوه وقعوا له سجودًا، وكانت تلك تحيّة الملوك في ذلك الزّمان، أبوه وأمّه وإخوته
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وخرّوا له سجّدًا}، وكانت تحيّة من كان قبلكم، كان بها يحيّي بعضهم بعضًا، فأعطى اللّه هذه الأمّة السّلام، تحيّة أهل الجنّة، كرامةً من اللّه تبارك وتعالى عجّلها لهم، ونعمةً منه
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وخرّوا له سجّدًا} قال: وكانت تحيّة النّاس يومئذٍ أن يسجد بعضهم لبعضٍ
- حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو إسحاق، قال: قال سفيان: {وخرّوا له سجّدًا} قال: كانت تحيّةً فيهم
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {وخرّوا له سجّدًا} أبواه وإخوته، كانت تلك تحيّتهم كما تصنع ناسٌ اليوم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {وخرّوا له سجّدًا} قال: تحيّةٌ بينهم
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وخرّوا له سجّدًا} قال: قال: ذلك السّجود تشرفةً، كما سجدت الملائكة لآدم تشرفةً ليس بسجود عبادةٍ.
وإنّما عنى من ذكر بقوله: إنّ السّجود كان تحيّةً بينهم، أنّ ذلك كان منهم على وجه الخلق لا على وجه العبادة من بعضهم لبعضٍ، وممّا يدلّ على أنّ ذلك لم يزل من أخلاق النّاس قديمًا قبل الاسلام على غير وجه العبادة من بعضهم لبعضٍ، قول أعشى بني ثعلبة:
فلمّا أتانا بعيد الكرى = سجدنا له ورفعنا العمارا
وقوله: {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربّي حقًّا} يقول جلّ ثناؤه: قال يوسف لأبيه: يا أبت هذا السّجود الّذي سجدت أنت وأمّي وإخوتي لي {تأويل رؤياي من قبل}
يقول: ما آلت إليه رؤياي الّتي كنت رأيتها، وهي رؤياه الّتي كان رآها قبل صنيع إخوته ما صنعوا، أنّ أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر له ساجدون {قد جعلها ربّي حقًّا} يقول: قد حقّقها ربّي لمجيء تأويلها على الصّحّة.
وقد اختلف أهل العلم في قدر المدّة الّتي كانت بين رؤيا يوسف وبين تأويلها، فقال بعضهم: كانت مدّة ذلك أربعين سنةً
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، قال: حدّثنا أبو عثمان، عن سلمان الفارسيّ، قال: كان بين رؤيا يوسف إلى أن رأى تأويلها أربعون سنةً
- حدّثني يعقوب بن برهان، ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان النّهديّ، قال: قال عثمان: كانت بين رؤيا يوسف وبين أن رأى تأويله قال: فذكر أربعين سنةً
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا ابن عليّة، عن التّيميّ، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: كان بين رؤيا يوسف وتأويلها أربعون سنةً
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي سنانٍ، عن عبد اللّه بن شدّادٍ، قال: رأى تأويل رؤياه بعد أربعين عامًا.
- قال: حدّثنا سفيان، عن سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، عن سلمان مثله
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن ضرارٍ، عن عبد اللّه بن شدّادٍ، أنّه سمع قومًا يتنازعون في رؤيا رآها بعضهم وهو يصلّي، فلمّا انصرف سألهم عنها، فكتموه فقال: أما إنّه جاء تأويل رؤيا يوسف بعد أربعين عامًا
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن إسرائيل، عن ضرار بن مرّة أبي سنانٍ، عن عبد اللّه بن شدّادٍ قال: كان بين رؤيا يوسف وتأويلها أربعون سنةً.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا ابن فضيلٍ وجريرٌ، عن أبي سنانٍ قال: سمع عبد اللّه بن شدّادٍ قومًا يتنازعون في رؤيا، فذكر نحو حديث أبي السّائب، عن ابن فضيلٍ
- حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان، عن سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: رأى تأويل رؤياه بعد أربعين عامًا
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: أخبرنا ابن عيينة، عن أبي سنانٍ، عن عبد اللّه بن شدّادٍ قال: وقعت رؤيا يوسف بعد أربعين سنةً، وإليها تنتهي أقصى الرّؤيا
- قال: حدّثنا معاذ بن معاذٍ قال: حدّثنا سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: كان بين رؤيا يوسف وبين أن رأى تأويلها أربعون سنةً.
- قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، عن سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: كان بين رؤيا يوسف وبين عبارتها أربعون سنةً
- قال: حدّثنا سعيد بن سليمان قال: حدّثنا هشيمٌ، عن سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: كان بين رؤيا يوسف وبين أن رأى تأويلها أربعون سنةً
- قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي سنانٍ، عن عبد اللّه بن شدّادٍ قال: كان بين رؤيا يوسف وبين تعبيرها أربعون سنةً.
وقال آخرون: كانت مدّة ذلك ثمانين سنةً
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب الثّقفيّ، قال: حدّثنا هشامٌ، عن الحسن، قال: كان منذ فارق يوسف يعقوب إلى أن التقيا ثمانون سنةً، لم يفارق الحزن قلبه، ودموعه تجري على خدّيه، وما على وجه الأرض يومئذٍ عبدٌ أحبّ إلى اللّه من يعقوب
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن أبي جعفرٍ جسر بن فرقدٍ قال: كان بين أن فقد يعقوب يوسف إلى يوم ردّ عليه ثمانون سنةً
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن فضيل بن عياضٍ، قال: سمعت أنّه كان بين فراق يوسف حجر يعقوب إلى أن التقيا ثمانون سنةً.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا داود بن مهران، قال: حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، عن يونس، عن الحسن، قال: ألقي يوسف في الجبّ وهو ابن سبع عشرة سنةً، وكان بين ذلك وبين لقائه يعقوب ثمانون سنةً، وعاش بعد ذلك ثلاثًا وعشرين سنةً، ومات وهو ابن عشرين ومائة سنةٍ.
- قال: حدّثنا سعيد بن سليمان قال: حدّثنا هشيمٌ، عن يونس، عن الحسن نحوه، غير أنّه قال: ثلاثٌ وثمانون سنةً
- قال: حدّثنا داود بن مهران قال: حدّثنا ابن عليّة، عن يونس، عن الحسن قال: ألقي يوسف في الجبّ وهو ابن سبع عشرة سنةً وكان في العبوديّة وفي السّجن وفي الملك ثمانين سنةً، ثمّ جمع اللّه عزّ وجلّ شمله، وعاش بعد ذلك ثلاثًا وعشرين سنةً
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: ألقي يوسف في الجبّ وهو ابن سبع عشرة، فغاب عن أبيه ثمانين سنةً، ثمّ عاش بعدما جمع اللّه له شمله، ورأى تأويل رؤياه ثلاثًا وعشرين سنةً، فمات وهو ابن عشرين ومائة سنةً.
- حدّثنا مجاهدٌ قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا هشيمٌ، عن الحسن قال: غاب يوسف عن أبيه في الجبّ وعند الملك وفي السّجن حتّى التقيا ثمانين عامًا، فما جفّت عينا يعقوب، وما على الأرض أحدٌ أكرم على اللّه من يعقوب.
وقال آخرون: كانت مدّة ذلك ثمان عشرة سنةً
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ذكر لي واللّه أعلم أنّ غيبة يوسف عن يعقوب كانت ثمان عشرة سنةً قال: وأهل الكتاب يزعمون أنّها كانت أربعين سنةً أو نحوها، وأنّ يعقوب بقي مع يوسف بعد أن قدم عليه مصر سبع عشرة سنةً، ثمّ قبضه اللّه إليه
وقوله: {وقد أحسن بي إذ أخرجني من السّجن، وجاء بكم من البدو} يقول جلّ ثناؤه مخبرًا عن قيل يوسف: وقد أحسن اللّه بي في إخراجه إيّاي من السّجن الّذي كنت فيه محبوسًا، وفي مجيئه بكم من البدو وذلك أنّ مسكن يعقوب وولده فيما ذكر كان ببادية فلسطين، كذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: كان منزل يعقوب وولده فيما ذكر لي بعض أهل العلم بالعربات من أرض فلسطين بغور الشّام.
وبعضٌ يقول بالأولاج من ناحية الشّعب، وكان صاحب باديةٍ، له إبلٌ وشاءٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: أخبرنا شيخٌ لنا أنّ يعقوب كان ببادية فلسطين
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وقد أحسن بي إذ أخرجني من السّجن وجاء بكم من البدو} وكان يعقوب وبنوه أرض كنعان أهل مواشٍ وبرّيّةٍ
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {وجاء بكم من البدو} وقال: كانوا أهل باديةٍ وماشيةٍ.
والبدو مصدرٌ من قول القائل: بدا فلانٌ: إذا صار بالبادية يبدو بدوًّا.
وذكر أنّ يعقوب دخل مصر هو ومن معه من أولاده وأهاليهم وأبنائهم يوم دخلوها وهم أقلّ من مائةٍ، وخرجوا منها يوم خرجوا منها وهم زيادةٌ على ستّ مائة ألفٍ.
ذكر الرّواية بذلك
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا زيد بن الحباب، وعمرو بن محمّدٍ، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن عبد اللّه بن شدّادٍ، قال: اجتمع آل يعقوب إلى يوسف بمصر وهم ستّةٌ وثمانون إنسانًا، صغيرهم وكبيرهم، وذكرهم وأنثاهم، وخرجوا من مصر يوم أخرجهم فرعون وهم ستّ مائة ألفٍ ونيّفٌ.
- قال: حدّثنا عمرٌو، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه، قال: خرج أهل يوسف من مصر وهم ستّ مائة ألفٍ وسبعون ألفًا، فقال فرعون: إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن إسرائيل، والمسعوديّ، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعودٍ، قال: دخل بنو إسرائيل مصر وهم ثلاثٌ وستّون إنسانًا، وخرجوا منها وهم ستّ مائة ألفٍ. قال إسرائيل في حديثه: ستّ مائة ألفٍ وسبعون ألفًا
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسروقٍ، قال: دخل أهل يوسف مصر وهم ثلاث مائةٍ وتسعون من بين رجلٍ وامرأةٍ
وقوله: {من بعد أن نزغ الشّيطان بيني وبين إخوتي} يعني: من بعد أن أفسد ما بيني وبينهم وحمل بعضنا على بعضٍ، يقال منه: نزغ الشّيطان بين فلانٍ وفلانٍ، ينزغ وينزغ نزغًا ونزوغًا
وقوله: {إنّ ربّي لطيفٌ لما يشاء} يقول: إنّ ربّي ذو لطفٍ وصنعٍ لما يشاء، ومن لطفه وصنعه أنّه أخرجني من السّجن وجاء بأهلي من البدو بعد الّذي كان بيني وبينهم من بعد الدّار، وبعد ما كنت فيه من العبودة، والرّقّ، والإسار، كالّذي؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ ربّي لطيفٌ لما يشاء} لطف ليوسف وصنع له حتّى أخرجه من السّجن، وجاء بأهله من البدو، ونزع من قلبه نزغ الشّيطان وتحريشه على إخوته.
وقوله: {إنّه هو العليم} بمصالح خلقه، وغير ذلك لا يخفى عليه مبادي الأمور وعواقبها {الحكيم} في تدبيره). [جامع البيان: 13/352-364]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجّدًا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربّي حقًّا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السّجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشّيطان بيني وبين إخوتي إنّ ربّي لطيفٌ لما يشاء إنّه هو العليم الحكيم (100)
قوله تعالى: ورفع أبويه على العرش.
حدّثنا أبي ثنا عليّ بن صالح بن وسيمٍ الجوسقيّ، ثنا إبراهيم بن خالدٍ الصّنعانيّ، حدّثني عمر بن عبد الرّحمن يعني ابن مهزب إنّه سمع وهبًا يقول في قوله: ورفع أبويه على العرش قال: أبوه وخالته وكانت توفّيت أمّ يوسف في نفاس أخيه بنيامين.
- حدّثنا عبد اللّه، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السدى أبويه أبوه وخالته رفعهما على العرش.
- حدّثنا أبو زرعة ثنا منجابٌ أنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: ورفع أبويه على العرش قال: العرش: السّرير وفي موضعٍ آخر: إنّما سمّي العرش عرشًا لارتفاعه.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ ثنا ابن فضيلٍ، عن عطاء بن السّائب، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر قال: اهتزّ العرش لحب لقاء الله سدا قال: إنّما يعني السّرير ورفع أبويه على العرش
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عمرو بن هارون، ثنا هشام بن عبيد اللّه ثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه قوله: ورفع أبويه على العرش قال: مجلسه.
قوله: وخرّوا له سجّدًا.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّدٌ سعيدٌ العطّار، ثنا عبيدة بن حميدٍ، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، عن تميم بن طرفة، عن عديّ بن حاتمٍ وخرّوا له سجّدًا قال: كانت تحيّة من كان قبلكم، فأعطاكم اللّه السّلام مكانها.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، ثنا قتادة ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجّدًا وكان تحيّة من كان قبلكم السّجود بها يحيّي بعضهم بعضًا وأعطى اللّه هذه الأمّة السّلام، تحيّة أهل الجنّة كرامةً من اللّه ونعمةً.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ قال سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ في قول اللّه تعالى: وخرّوا له سجّدًا قال: السّجود تشرفةً كما سجدت الملائكة تشرفةً لآدم وليس بسجود عبادةً.
قوله تعالى: يا أبت هذا تأويل رءياي من قبل قد جعلها ربي حقا.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبد الوهّاب الخفّاف، عن سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: كان بين رؤيا يوسف وعبارتها أربعون عامًا.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبد الوهّاب الخفّاف، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: بينهما خمسة وثلاثين عامًا.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر ثنا سعيد بن بشيرٍ ثنا قتادة قوله: يا أبت هذا تأويل رءياي من قبل فأراهم اللّه تأويلها بعد زمانٍ ودهرٍ طويلٍ.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عيسى الطّبّاع، ثنا ابن عليّة، عن يونس، عن الحسن أنّ يوسف عليه السّلام ألقي في الجبّ وهو ابن سبع عشرة سنةً وعاش في العبوديّة والملك ثمانين سنةً ثمّ جمع اللّه له شمله فعاش بعد ذلك ثلاثًا وعشرين سنةً
قوله تعالى: وقد أحسن بي إذ أخرجني من السّجن وجاء بكم من البدو.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا بكر بن يزيد الطّويل، عن أبي هريرة الحمصيّ، عن عليّ بن أبي طلحة وجاء بكم من البدو قال: من فلسطين.
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن خالدٍ ثنا شعيب بن إسحاق ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قوله: وجاء بكم من البدو وكان يعقوب وبنوه بأرض كنعان أهل مواشي وبريّةٍ.
- حدّثنا عليّ بن الحسن ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ ثنا قتادة وجاء بكم من البدو قال: وجاء بأهله من البدو.
قوله تعالى من بعد أن نزغ الشّيطان بيني وبين إخوتي.
- وبه، عن قتادة من بعد أن نزغ الشّيطان قال: ونزع من قلبه نزغ الشّيطان وتحريشه على إخوته.
قوله تعالى: إنّ ربّي لطيفٌ لما يشاء.
- وبه ثنا قتادة إنّ ربّي لطيفٌ لما يشاء لطف بيوسف بإخراجه من السّجن وجاء بأهله من البدو، ونزع من قلبه نزغ الشّيطان.
قوله: إنه هو العليم الحكيم.
قد تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 7/2201-2203]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ورفع أبويه على العرش يعني على السرير). [تفسير مجاهد: 321]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه - رضي الله عنه – في قوله {ورفع أبويه على العرش} قال: أبوه وخالته وكانت توفيت أم يوسف في نفاس أخيه بنيامين). [الدر المنثور: 8/338]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن عينية {ورفع أبويه} قال: كانت الخالة). [الدر المنثور: 8/339]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ورفع أبويه على العرش} قال: السرير). [الدر المنثور: 8/339]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {ورفع أبويه على العرش} قال: السرير). [الدر المنثور: 8/339]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {ورفع أبويه على العرش} قال: مجلسه). [الدر المنثور: 8/339]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - في قوله {وخروا له سجدا} قال: كان تحية من كان قبلكم السجود بها يحيي بعضهم بعضا وأعطى الله هذه الأمة السلام تحية أهل الجنة كرامة من الله عجلها لهم ونعمة منه). [الدر المنثور: 8/339-340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله {وخروا له سجدا} قال: ذلك السجود تشرفة كما سجدت الملائكة عليهم السلام تشرفة لآدم عليه السلام وليس بسجود عبادة). [الدر المنثور: 8/340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {وخروا له سجدا} قال: بلغنا أن أبويه وإخوته سجدوا ليوسف عليه السلام إيماء برؤوسهم كهيئة الأعاجم وكانت تلك تحيتهم كما يصنع ذلك ناس اليوم). [الدر المنثور: 8/340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك وسفيان - رضي الله عنهما - قالا: كانت تلك تحيتهم). [الدر المنثور: 8/340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: كان بين رؤيا يوسف عليه السلام وبين تأويلها أربعون سنة). [الدر المنثور: 8/340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير وأبو الشيخ والبيهقي عن عبد الله بن شداد - رضي الله عنه - قال: كان بين رؤيا يوسف عليه السلام وتأويلها أربعون سنة، وإليه ينتهي أقصى الرؤيا). [الدر المنثور: 8/340-341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - قال: بينهما خمسة وثلاثون عاما). [الدر المنثور: 8/341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن - رضي الله عنه - قال: كان بين الرؤيا والتأويل ثمانون سنة). [الدر المنثور: 8/341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والحاكم، وابن مردويه عن الفضيل بن عياض - رضي الله عنه - قال: كان بين فراق يوسف بن يعقوب إلى أن التقيا ثمانون سنة). [الدر المنثور: 8/341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن جريج - رضي الله عنه - قال: كان بينهما سبع وسبعون سنة). [الدر المنثور: 8/341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد، وابن عبد الحكم في فتوح مصر، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم، وابن مردويه عن الحسن - رضي الله عنه - أن يوسف عليه السلام ألقي في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة ولقي أباه بعد ثمانين سنة وعاش بعد ذلك ثلاثا وعشرين سنة ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة). [الدر المنثور: 8/341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن زياد يرفعه قال: لبث يوسف عليه السلام في العبودية بضعة وعشرين سنة). [الدر المنثور: 8/342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: كان بين فراق يوسف يعقوب عليهما السلام إلى أن لقيه سبعون سنة). [الدر المنثور: 8/342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طلحة - رضي الله عنه - في قوله {وجاء بكم من البدو} قال: كان يعقوب وبنوه بأرض كنعان أهل مواش وبرية). [الدر المنثور: 8/342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وجاء بكم من البدو} قال: كانوا أهل بادية وماشية وبلغنا أن بينهم يومئذ ثمانين فرسخا وقد كان فارقه قبل ذلك ببضع وسبعين سنة). [الدر المنثور: 8/342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {إن ربي لطيف لما يشاء} قال: لطف بيوسف وصنع له حين أخرجه من السجن وجاء بأهله من البدو ونزع من قلبه نزغ الشيطان وتحريشه على إخوته). [الدر المنثور: 8/342-343]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ثابت البناني - رضي الله عنه - قال: لما قدم يعقوب على يوسف عليه السلام تلقاه يوسف عليه السلام على العجل ولبس حلية الملوك وتلقاه فرعون إكراما ليوسف فقال يوسف لأبيه: إن فرعون قد أكرمنا فقل له، فقال له يعقوب: لقد بوركت يا فرعون). [الدر المنثور: 8/343]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - قال: لما التقى يوسف ويعقوب عانق كل واحد منهما صاحبه وبكى، فقال يوسف: يا أبت بكيت علي حتى ذهب بصرك ألم تعلم أن القيامة تجمعنا قال: بلى يا بني ولكن خشيت أن يسلب دينك فيحال بيني وبينك). [الدر المنثور: 8/343]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ثابت البناني - رضي الله عنه - قال: لما حضر يعقوب عليه السلام الموت قال: ليوسف عليه السلام، إني أسألك خصلتين وأعطيك خصلتين أسألك أن تعفو عن إخوتك ولا تعاقبهم بما صنعوا بك وأسألك إذا أنا مت أن تحملني فتدفنني مع آبائي إبراهيم وإسحاق وأعطيك أن تغمضني عند الموت وأن ادخل ابنين لك في الأسباط فما وضع يوسف عليه السلام يده على وجه أبيه ليغمضه فتح عينيه ثم قال: يا بني إن هذا من الأبناء للآباء عند الله عظيم). [الدر المنثور: 8/343]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر بن عياش - رضي الله عنهما - قال: لما مات يعقوب النّبيّ عليه السلام أقيم عليه النوائح أربعة أشهر). [الدر المنثور: 8/343]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - أن يعقوب عليه السلام قال لما ثقل لابنه يوسف عليه السلام: أدخل يدك تحت صلبي فاحلف لي برب يعقوب لتدفنني مع آبائي فإني قد أشركتهم في العمل فأشركني معهم في قبورهم، فلما توفي يعقوب عليه السلام فعل ذلك يوسف حتى أتى به أرض كنعان فدفنه معهم). [الدر المنثور: 8/344]

تفسير قوله تعالى: (رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى {فاطر السموات والأرض} قال خالق السماوات والأرض وقال في قوله تعالى {من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه} قال من يصرف عنه العذاب وقال في قوله تعالى {وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا} يقول يسمعونه بآذانهم ولا يعون منه شيئا كمثل البهيمة التي تسمع القول ولا تدري ما يقال لها). [تفسير عبد الرزاق: 1/208-209]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (101) : قوله تعالى: {ربّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث فاطر السّموات والأرض أنت وليّ في الدّنيا والآخرة توفّني مسلماً وألحقني بالصّالحين} ] - حدّثنا سعيدٌ، قال: سمعت سفيان تلا هذه الآية: {ربّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث فاطر السّماوات والأرض أنت وليّ في الدّنيا والآخرة توفّني مسلماً} قال: ما سألها أحدٌ قبله، حين اجتمع له أبواه وفرح، سأل ربّه أن يتوفّاه ويلحقه بالصّالحين). [سنن سعيد بن منصور: 5/411]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلمٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {وعلّمتني من تأويل الأحاديث} قال: العبارة). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 50]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ربّ قد آتيتني من الملك، وعلّمتني من تأويل الأحاديث، فاطر السّموات والأرض، أنت وليّي في الدّنيا والأخرة، توفّني مسلمًا وألحقني بالصّالحين} يقول تعالى ذكره: قال يوسف بعد ما جمع اللّه له أبويه وإخوته، وبسط عليه من الدّنيا ما بسط من الكرامة، ومكّنه في الأرض، متشوّقًا إلى لقاء آبائه الصّالحين: {ربّ قد آتيتني من الملك} يعني: من ملك مصر، {وعلّمتني من تأويل الأحاديث} يعني من عبارة الرّؤيا، تعديدًا لنعم اللّه وشكرًا له عليها {فاطر السّموات والأرض} يقول: يا فاطر السّموات والأرض، يا خالقها وبارئها، {أنت وليّي في الدّنيا والآخرة} يقول: أنت وليّي في دنياي على من عاداني وأرادني بسوءٍ بنصرك، وتغذوني فيها بنعمتك، وتليني في الآخرة بفضلك ورحمتك {توفّني مسلمًا} يقول: اقبضني إليك مسلمًا {وألحقني بالصّالحين} يقول: وألحقني بصالح آبائي إبراهيم وإسحاق ومن قبلهم من أنبيائك ورسلك.
وقيل: إنّه لم يتمنّ أحدٌ من الأنبياء الموت قبل يوسف
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ: {ربّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث} الآية، كان ابن عبّاسٍ يقول: أوّل نبيٍّ سأل اللّه الموت يوسف
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ، قوله: {ربّ قد آتيتني من الملك} الآية قال: اشتاق إلى لقاء ربّه، وأحبّ أن يلحق به وبآبائه، فدعا اللّه أن يتوفّاه ويلحقه بهم، ولم يسأل نبيّ قطّ الموت غير يوسف، فقال: {ربّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث} الآية. قال ابن جريجٍ: في بعض القرآن من الأنبياء من قال: توفّني
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {توفّني مسلمًا وألحقني بالصّالحين} لمّا جمع شمله، وأقرّ عينه، وهو يومئذٍ مغموسٌ في نبت الدّنيا، وملكها، وغضارتها، فاشتاق إلى الصّالحين قبله. وكان ابن عبّاسٍ يقول: ما تمنّى نبيّ قطّ الموت قبل يوسف.
- حدّثني المثنّى قال: أخبرنا إسحاق قال: أخبرنا عبد اللّه بن الزّبير، عن سفيان، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة قال: لمّا جمع ليوسف شمله، وتكاملت عليه النّعم سأل لقاء ربّه، فقال: {ربّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث، فاطر السّموات والأرض، أنت وليّي في الدّنيا والآخرة، توفّني مسلمًا وألحقني بالصّالحين} قال قتادة: ولم يتمنّ الموت أحدٌ قطّ نبيّ ولا غيره إلاّ يوسف
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا هشامٌ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: حدّثني غير واحدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: أنّ يوسف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا جمع بينه وبين أبيه وإخوته، وهو يومئذٍ ملك مصر، اشتاق إلى اللّه وإلى آبائه الصّالحين إبراهيم وإسحاق قال: {ربّ قد آتيتني من الملك، وعلّمتني من تأويل الأحاديث، فاطر السّموات والأرض، أنت وليّي في الدّنيا والآخرة، توفّني مسلمًا وألحقني بالصّالحين}
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا هشامٌ، عن مسلم بن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وعلّمتني من تأويل الأحاديث} قال: العبارة.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {توفّني مسلمًا وألحقني بالصّالحين} يقول: توفّني على طاعتك، واغفر لي إذا توفّيتني
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: قال يوسف حين رأى ما رأى من كرامة اللّه وفضله عليه وعلى أهل بيته حين جمع اللّه له شمله، وردّه على والده، وجمع بينه وبينه فيما هو فيه من الملك والبهجة: {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربّي حقًّا} إلى قوله: {إنّه هو العليم الحكيم} ثمّ ارعوى يوسف، وذكر أنّ ما هو فيه من الدّنيا بائدٌ وذاهبٌ، فقال: {ربّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث، فاطر السّموات والأرض، أنت وليّي في الدّنيا والآخرة، توفّني مسلمًا وألحقني بالصّالحين}.
وذكر أنّ بني يعقوب الّذين فعلوا بيوسف ما فعلوا استغفر لهم أبوهم، فتاب اللّه عليهم وعفا عنهم وغفر لهم ذنبهم
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن صالحٍ المرّيّ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ، قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى بما جمع ليعقوب شمله، وأقرّ عينه، خلا ولده نجيًّا، فقال بعضهم لبعضٍ: ألستم قد علمتم ما صنعتم، وما لقي منكم الشّيخ، وما لقي منكم يوسف؟ قالوا: بلى، قالوا: فيغرّكم عفوهما عنكم، فكيف لكم بربّكم؟ فاستقام أمرهم على أن أتوا الشّيخ، فجلسوا بين يديه، ويوسف إلى جنب أبيه قاعدٌ، قالوا: يا أبانا، أتيناك في أمرٍ لم نأتك في أمرٍ مثله قطّ، ونزل بنا أمرٌ لم ينزل بنا مثله، حتّى حرّكوه، والأنبياء أرحم البريّة، فقال: مالكم يا بنيّ؟ قالوا: ألست قد علمت ما كان منّا إليك، وما كان منّا إلى أخينا يوسف؟ قال: بلى، قالوا: أفلستما قد عفوتما؟ قالا: بلى، قالوا: فإنّ عفوكما لا يغني عنّا شيئًا إن كان اللّه لم يعف عنّا، قال: فما تريدون يا بنيّ؟ قالوا: نريد أن تدعو اللّه لنا، فإذا جاءك الوحي من عند اللّه بأنّه قد عفا عمّا صنعنا قرّت أعيننا واطمأنّت قلوبنا، وإلاّ فلا قرّة عينٍ في الدّنيا لنا أبدًا. قال: فقام الشّيخ واستقبل القبلة، وقام يوسف خلف أبيه، وقاموا خلفهما أذلّةً خاشعين، قال: فدعا وأمّن يوسف، فلم يجب فيهم عشرين سنةً. قال صالحٌ المرّيّ: يخيفهم. قال: حتّى إذا كان رأس العشرين، نزل جبرئيل صلّى اللّه عليه وسلّم على يعقوب عليه السّلام، فقال: إنّ اللّه تبارك وتعالى بعثني إليك أبشّرك بأنّه قد أجاب دعوتك في ولدك، وأنّه قد عفا عمّا صنعوا، وأنّه قد اعتقد مواثيقهم من بعدك على النّبوّة
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحرث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجونيّ، قال: واللّه لو كان قتل يوسف مضى لأدخلهم اللّه النّار كلّهم، ولكنّ اللّه جلّ ثناؤه أمسك نفس يوسف ليبلغ فيه أمره ورحمةً لهم، ثمّ يقول: واللّه ما قصّ اللّه نبأهم يعيّرهم بذلك، إنّهم لأنبياء من أهل الجنّة، ولكنّ اللّه قصّ علينا نبأهم لئلاّ يقنط عبده.
وذكر أنّ يعقوب توفّي قبل يوسف، وأوصى إلى يوسف وأمره أن يدفنه عند قبر أبيه إسحاق
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قال: لمّا حضر الموت يعقوب أوصى إلى يوسف أن يدفنه عند إبراهيم وإسحاق، فلمّا مات نفخ فيه المرّ وحمله إلى الشّام. قال: فلمّا بلغوا إلى ذلك المكان أقبل عيصا أخو يعقوب فقال: غلبني على الدّعوة، فواللّه لا يغلبني على القبر، فأبى أن يتركهم أن يدفنوه، فلمّا احتبسوا قال هشام بن دان بن يعقوب، وكان هشام أصمّ، لبعض إخوته: ما لجدّي لا يدفن؟ قالوا: هذا عمّك يمنعه، قال: أرونيه أين هو فلمّا رآه، رفع هشامٌ يده فوجأ بها رأس العيص وجأةً سقطت عيناه على فخذ يعقوب، فدفنا في قبرٍ واحدٍ). [جامع البيان: 13/364-369]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ربّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث فاطر السّماوات والأرض أنت وليّي في الدّنيا والآخرة توفّني مسلمًا وألحقني بالصّالحين (101)
قوله تعالى: ربّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث.
- حدّثنا أبي ثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيمٌ ثنا عمر بن عبد الواحد، عن ابن جابرٍ، عن أبي الأعيس قال: لمّا قال يوسف ربّ قد آتيتني من الملك حتّى بلغ توفّني مسلمًا شكر اللّه له فزاده في عمره ثمانين عامًا.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ ثنا أبو أسامة، عن شبلٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ وعلّمتني من تأويل الأحاديث قال: عبارة الرؤيا.
قوله تعالى: فاطر السماوات والأرض.
- حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عمرو بن أبي قيسٍ، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عباس: فاطر السماوات والأرض قال: بديع السّموات والأرض.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: فاطر السّماوات والأرض قال: خالق السّموات والأرض.
قوله تعالى: توفّني مسلمًا.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ حدّث قتادة، عن ابن عبّاسٍ قال: ما سأل نبيّ الوفاة غير يوسف، يعني في قوله: توفّني مسلمًا.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان ثنا الحسين بن عليٍّ ثنا عامر بن الفرات، عن أساط، عن السّدّيّ: توفّني مسلمًا وألحقني بالصّالحين قال ابن عبّاسٍ: هذا أوّل نبيٍّ سأل اللّه الموت.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: هم ارعوى يوسف، وذكر أنّ ما فيه من الدّنيا بائدٌ وذاهبٌ فقال: ربّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليّي في الدّنيا والآخرة توفّني مسلمًا وألحقني بالصّالحين
- حدّثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ: الفضل ابن خالدٍ، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك: توفّني مسلمًا قال: على طاعتك.
قوله تعالى: وألحقني بالصّالحين.
- حدّثنا محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ، أنا حفص ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة: وألحقني بالصّالحين قال: يعني أهل الجنّة.
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قوله: توفّني مسلمًا وألحقني بالصالحين لما جمع الله شمله وأقر بعينه وهو يومئذٍ مغموسٌ في بيت نعيمٍ من الدّنيا وملكها وغضارتها اشتاق إلى الصّالحين قبله وأنتم فاشتاقوا إلى ما اشتاق إليه الصّالحون قبلكم بارك اللّه فيكم.
- حدثنا أبى ثنا سليما بن شرحبيل ثنا الوليد، عن خليدٍ وسعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قال: لمّا قدم على يوسف أبواه وإخوته وجمع اللّه شمله وأقرّ بعينه، وهو يومئذٍ مغموسٌ في بيت نعيمٍ من الدّنيا اشتاق إلى آبائه الصّالحين، إبراهيم وإسحاق ويعقوب فسأل اللّه القبض فقال: توفّني مسلمًا وألحقني بالصّالحين.
- حدّثنا أبي ثنا عبد العزيز بن منيبٍ ثنا أبو معاذٍ: الفضل بن خالدٍ ثنا عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك قوله: وألحقني بالصّالحين قال: يقول اغفر لي إذا توفّيتني.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيمٌ ثنا أبو مسهرٍ، ثنا سعيد بن عبد العزيز أنّ يوسف صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا حضرته الوفاة قال: يا إخوتاه إنّي لم أنتصر من أحدٍ ظلمني في الدّنيا، وإنّي كنت أحبّ أن أظهر الحسنة وأخفي السّيّئة، فذاك زادي من الدّنيا، يا إخوتاه: إنّي أشركت آبائي في أعمالهم فأشركوني معهم في قبورهم، وأخذ عليهم بالميثاق، فلم يفعلوا حتّى بعث اللّه موسى صلّى اللّه عليه وسلّم فسأل، عن قبره فلم يجد أحدا يخبره إلا امرأةً يقال لها شارح بنت شير بن يعقوب، فقالت: أدلّك عليه على أن أشترط عليك قال: ذلك لك، قال: أصير شابّةً كلّما كبرت قال: ذلك لك، قالت: وأكون معك في درجتك يوم القيامة فكأنّه امتنع فأمر أن يمضي لها ذلك ففعل. فدلّته عليه فأخرجه قال: فكانت كلّما كانت مثل بنت خمسين سنةً صارت مثل ابنة ثلاثين سنةً حتّى عمّرت نسرين: ألفٌ وستّمائة سنةٍ أو ألفٌ وأربعمائةٍ وحتّى أدركها سليمان بن داود عليهما السّلام فتزوّجها.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: قال: فلمّا حضر يعقوب الموت أوصى إلى يوسف أن يدفنه عند إبراهيم وإسحاق فمات فنفخ فيه المرّ، ثمّ حمله إلى الشّام، فلمّا بلغوا ذلك المكان أقبل عيصا فقال غلبني على الدّعوة وو الله لا يغلبني على القبر، فأبى أن يتركهم أن يدفنوه فلمّا احتبسوا قال هشام بن دان بن يعقوب وكان أصما لبعض إخوته: ما بال جدّي لا يدفن؟ قالوا هذا عمّك يمنعه قال: أرنيه فلمّا أراه رفع هشام بن دان يده فوجأ بها رأس عيصا وجأة سعطت عيناه على فخذ يعقوب فقتله. فدفنا في قبرٍ واحدٍ.
- حدّثنا أبي ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن إدريس بن وهب بن منبّهٍ، عن أبيه قال: لمّا أوتي يوسف من الملك ما أوتي تاقت نفسه إلى آبائه فقال ربّ قد آتيتني من الملك إلى قوله: وألحقني بالصّالحين قال: بآبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب). [تفسير القرآن العظيم: 7/2203-2206]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا المبارك بن فضالة عن الحسن في قوله قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث إلى قوله توفني مسلما وألحقني بالصالحين قال إن يوسف ألقي في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة وغاب عن أبيه ثمانين سنة وعاش بعد ما لقي أباه وجمع الله له شمله ورأى تأويل رؤياه ثلاثا وعشرين سنة ومات وهو ابن عشرين ومائة سنة فلما جمع الله له شمله ورأى تأويل رؤياه اشتاق إلى ربه فقال توفني مسلما وألحقني بالصالحين يعني بآبائه إبراهيم وإسحق ويعقوب قال الحسن وكذلك السيد الصالح يشتاق إلى ربه عز وجل). [تفسير مجاهد: 321]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 101
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الأعمش - رضي الله عنه - قال: لما قال يوسف عليه السلام {رب قد آتيتني من الملك} إلى قوله {توفني مسلما وألحقني بالصالحين} شكر الله له ذلك فزاده في عمره ثمانين عاما). [الدر المنثور: 8/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق ابن جريج عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية قال: اشتاق إلى لقاء الله وأحب أن يلحق به وبآبائه فدعا الله أن يتوفاه وأن يلحقه بهم، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - ولم يسأل نبي قط الموت غير يوسف عليه السلام فقال {رب قد آتيتني من الملك} الآية، قال ابن جريج - رضي الله عنه - وأنا أقول: في بعض القرآن من الأنبياء من قال توفني). [الدر المنثور: 8/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ما سأل نبي الوفاة غير يوسف). [الدر المنثور: 8/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {توفني مسلما وألحقني بالصالحين} يقول: توفني على طاعتك واغفر لي إذا توفيتني). [الدر المنثور: 8/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {وألحقني بالصالحين} قال: يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب). [الدر المنثور: 8/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {توفني مسلما وألحقني بالصالحين} قال: يعني أهل الجنة). [الدر المنثور: 8/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال: لما أوتي يوسف عليه السلام من الملك ما أوتي تاقت نفسه إلى آبائه قال {رب قد آتيتني من الملك} إلى قوله {وألحقني بالصالحين} قال: بآبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب). [الدر المنثور: 8/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة قال: لما قدم على يوسف أبوه وإخوته وجمع الله شمله وأقر عينيه - وهو يومئذ مغموس في نعيم من الدنيا - اشتاق إلى آبائه الصالحين: إبراهيم وإسحاق ويعقوب فسأل الله القبض ولم يتمن الموت أحد قط نبي ولا غيره إلا يوسف). [الدر المنثور: 8/345-346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن عبد العزيز - رضي الله عنه - أن يوسف عليه السلام لما حضرته الوفاة قال: يا إخوتاه إني لم أنتصر من أحد ظلمني في الدنيا وإني كنت أحب أن أظهر الحسنة وأخفي السيئة فذلك زادي من الدنيا، يا إخوتاه إني أشركت آبائي في أعمالهم فأشركوني معهم في قبورهم وأخذ عليهم الميثاق فلم يفعلوا حتى بعث الله موسى عليه السلام فسأل عن قبره فلم يجد أحدا يخبره إلا امرأة يقال لها شارخ بنت شيرا بن يعقوب فقالت: أدلك عليه على أن أشترط عليك، قال ذاك لك قالت: أصير شابة كلما كبرت، قال: ذلك لك، قال: وأكون معك في درجتك يوم القيامة، فكأنه امتنع فأمر أن يمضي لها ذلك ففعل فدلته عليه فأخرجه فكانت كلما كانت بنت خمسين سنة صارت مثل ابنة ثلاثين، حتى عمرت عمر نسرين ألف وستمائة سنة أو ألف وأربعمائة حتى أدركها سليمان بن داود عليه السلام فتزوجها). [الدر المنثور: 8/346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير - رضي الله عنه - قال: إن الله حين أمر موسى عليه السلام بالسير ببني إسرائيل أمره أن يحتمل معه عظام يوسف عليه السلام وأن لا يخلفها بأرض مصر وأن يسير بها حتى يضعها بالأرض المقدسة فسأل موسى عليه السلام عمن يعرف موضع قبره فما وجد إلا عجوزا من بني إسرائيل فقالت: يا نبي الله إني أعرف مكانه إن أنت أخرجتني معك ولم تخلفني بأرض مصر دللتك عليه، قال: أفعل، وقد كان موسى وعد بني إسرائيل أن يسير بهم إذا طلع الفجر فدعا ربه أن يؤخر طلوعه حتى يفرغ من أمر يوسف ففعل، فخرجت به العجوز حتى أرته إياه في ناحية من النيل في الماء فاستخرجه موسى عليه السلام صندوقا من مرمر فاحتمله). [الدر المنثور: 8/347]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 11:34 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلمّا دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين}
{آوى إليه أبويه} أي ضمّ إليه أبويه). [معاني القرآن: 3/129]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين}
قال ابن جريج أي سوف أستغفر لكم ربي إن شاء الله
قال وهذا من تقديم القرآن وتأخيره
يذهب ابن جريج إلى أنهم قد دخلوا مصر فكيف يقول ادخلوا مصر إن شاء الله). [معاني القرآن: 3/458-457]

تفسير قوله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {على العرش} أي السرير.
{من البدو} وهو مصدر بدوت في البادية.
{من بعد أن نزغ الشّيطان} أي أفسد وحمل بعضنا على بعض). [مجاز القرآن: 1/319]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وخروا له سجدا} كان الحسن يقول: السجود لله عز وجل؛ فتكون هذه الهاء في {له} لله عز وجل؛ ولا يجوز غير ذلك.
وقوله {من البدو} فهذا من: بدا لي الشيء، يبدو بدوًا وبداءً: أي ظهر لي، والبدو من ذلك، والبادية إنما هو ظهورها، من بدت؛ لأنها صحراء.
وقوله {من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي} فقالوا: ينزغ بينهم، وينزع نزغًا ونزوغًا). [معاني القرآن لقطرب: 752]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( و{العرش}: السرير.
{والبدو}: البادية). [غريب القرآن وتفسيره: 187]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ورفع أبويه على العرش} أي على السرير). [تفسير غريب القرآن: 222]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجّدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربّي حقّا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السّجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشّيطان بيني وبين إخوتي إنّ ربّي لطيف لما يشاء إنّه هو العليم الحكيم }
{العرش} السرير.
{وخرّوا له سجّدا} كان من سنة التعظيم في ذلك الوقت أن يسجد للمعظّم.
وقيل: {وخرّوا له سجّدا} وخروا للّه). [معاني القرآن: 3/129]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {ورفع أبويه على العرش}
قال قتادة أي على السرير
ثم قال تعالى: {وخروا له سجدا}
وقال قتادة وكان هذا من تحيتهم
قال ابن جريج كانوا يفعلون هذا كما تفعل فارس
والمعنى وخروا لله سجدا
والقول الأول أشبه وهو سجود على غير عبادة وإن كان قد نهي المسلمون عن هذا فإنه على ما روي أنها تحية كانت لهم
قال الحسن كان بين مفارقة يوسف أباه إلى أن اجتمع معه ثمانون سنة لا يهدأ يعقوب فيها ساعة عن البكاء وليس أحد في ذلك الوقت أكرم على الله من يعقوب
والقي في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة وعاش بعد لقائه يعقوب ثلاثا وعشرين سنة ومات وهو ابن عشرين ومائة). [معاني القرآن: 3/459-458]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {على العرش} أي السرير). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 116]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْعَرْشِ}: السرير). [العمدة في غريب القرآن: 164]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث} وقوله {ربنا إني أسكنت من ذريتي} {ونكفر عنكم من سيئاتكم} فيكون ذلك على وجهين:
كأنه قال: رب قد ءاتيتني من الملك؛ أي بعض الملك، وعلمتني بعض الأحاديث.
ويجوز على: {آتيتني من الملك} أي الملك، و{علمتني من تأويل الأحاديث} أي تأويل الأحاديث على مثل {ونكفر عنكم من سيئاتكم} أي سيئاتكم.
وعلى ما ذكرنا في صدر الكتاب في آل عمران، أن البعض يكون في معنى الكل؛ وقد أتينا على ذلك كله بأشعاره). [معاني القرآن لقطرب: 759]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ربّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث فاطر السّماوات والأرض أنت وليّي في الدّنيا والآخرة توفّني مسلما وألحقني بالصّالحين}
فيها قولان:
أعني في دخول " من ": جائز أن يكون أراد علّمتني بعض التأويل، وآتيتني بعض الملك.
وجائز أن يكون دخول " من " لتبين هذا الجنس من سائر الأجناس، ويكون المعنى: رب قد آتيتني الملك وعلمتني تأويل الأحاديث، مثل قوله عزّ وجلّ: {تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء} يدل على أن " من " ههنا إنما هي لتبيين الجنس، ومثله قوله: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} ولم يؤمروا باجتناب بعض الأوثان، ولكن المعنى: واجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان.
وقوله عزّ وجلّ: {فاطر السّماوات والأرض}
ينتصب على وجهين:
أحدهما على الصفة لقوله {ربّ قد آتيتني من الملك}.
والمعنى: يا ربّ قد آتيتني، وهذا نداء مضاف في موضع نصب.
ويكون {فاطر السّماوات والأرض} صفة للأول.
وجائز أن ينتصب على نداء ثان، فيكون المعنى: يا فاطر السماوات والأرض أنت وليّي.
{وألحقني بالصّالحين} أي ألحقني بمراتبهم من رحمتك وغفرانك). [معاني القرآن: 3/130-129]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث}
ويجوز أن تكون من ههنا للتبعيض أي قد آتيتني بعض الملك وعلمتني بعض التأويل
ويجوز أن تكون لبيان الجنس أي أتيتني الملك وعلمتني تأويل الأحاديث
ويدل على هذا الجواب تؤتي الملك من تشاء). [معاني القرآن: 3/459]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 11:35 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) }


تفسير قوله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن أردت قبل ما تعلم فحذفت المضاف إليه قلت: جئت قبل وبعد، وجئت من قبل ومن بعد. قال الله عز وجل: {لله الأمر من قبل ومن بعد} وقال: {ومن قبل ما فرطتم في يوسف}
وقال في الإضافة: {من بعد أن أظفركم عليهم} و{من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي} ). [المقتضب: 3/175] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن قال قائل: فالمضاف والنكرة مخاطبان، كما كان في المفرد المعرفة، وقد كان حقهما أن يخبر عنهما، ولا يخاطبا.
قيل له: قد علمنا أن المضاف معرفة بالمضاف إليه، كما كان قبل النداء والنكرة في حال النداء؛ كما كان قبل ذلك.
وزيد وما أشبهه في حال النداء معرفة بالإشارة منتقل عنه ما كان قبل ذلك فيه من التعريف.
ألا ترى أنك تقول إذا أردت المعرفة: يا رجل أقبل. فإنما تقديره: يا أيها الرجل أقبل، وليس على معنى معهود، ولكن حدثت فيه إشارة النداء، فلذلك لم تدخل فيه الألف واللام، وصار معرفة بما صارت به المبهمة معارف.
والمبهمة مثل: هذا، وذاك، وهذه، وتلك، وأولئك وذاك، وذاكن، وذلكن. إلا أنك إذا ناديته فهو معرفة بالإشارة؛ كما كانت هذه الأسماء، غير أنه مخاطب، وهي مخبر عنها. فهذا يوضح لك أمر الواحد المفرد.
ومع ذلك أن المضاف تمنعه الإضافة من البناء: كما كان ذلك في قبل، وبعد، وأمس، وما أشبههن.
تقول: ذهب أمس بما فيه، وقد ذهب أمسنا، وكذلك تقول: جئت من قبل، ومن بعد يا فتى.
فإن أردت قبل ما تعلم فحذفت المضاف إليه قلت: جئت قبل وبعد، وجئت من قبل ومن بعد. قال الله عز وجل: {لله الأمر من قبل ومن بعد} وقال: {ومن قبل ما فرطتم في يوسف}
وقال في الإضافة: {من بعد أن أظفركم عليهم} و{من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي} ). [المقتضب: 4/205-206] (م)

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب
الحروف التي تنبه بها المدعو
وهي: يا، وأيا، وهيا، وأي، وألف الاستفهام.
فهذه الحروف سوى الألف تكون لمد الصوت.
وتقع وا في الندبة، وفيما مددت به صوتك؛ كما تمده بالندبة وإنما أصلها للندبة. وقد تبتدئ الاسم منادى بغير حرف من هذه الحروف. وذلك قوله:
حار بن عمرو ألا أحلام تزجركم = عنا وأنتم من الجوف الجماخير
وقال الله عز وجل: {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض} ). [المقتضب: 4/233-234]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب ما يجوز أن تحذف منه علامة النداء
وما لا يجوز ذلك فيه
تقول: زيد أقبل، وتقول: من لا يزال محسناً، تعال، وغلام زيد، هلم، رب اغفر لنا كما قال جل وعز: {رب قد آتيتني من الملك} وقال عز وجل: {فاطر السموات والأرض} ). [المقتضب: 4/258]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 11:35 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 11:36 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري


.....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 09:01 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {فلما دخلوا} الآية. هاهنا محذوفات يدل عليها الظاهر، وهي: فرحل يعقوب بأهله أجمعين وساروا حتى بلغوا يوسف، فلما دخلوا عليه. و"آوى" معناه: ضم وأظهر الحفاوة بهما، وفي الحديث: "أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله". وقيل: أراد بالأبوين أباه وأمه، قاله ابن إسحاق، والحسن، وقال بعضهم: أباه وجدته أم أمه، حكاه الزهراوي، وقيل: أباه وخالته، لأن أمه قد كانت ماتت، قاله السدي.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأول أظهر بحسب اللفظ، إلا لو ثبت بسند أن أمه قد كانت ماتت، وفي مصحف ابن مسعود: "آوى إليه أبويه وإخوته".
وقوله: {ادخلوا مصر} معناه: تمكنوا واسكنوا واستقروا، لأنهم قد كانوا دخلوا عليه، وقيل: بل قال لهم ذلك في الطريق حين تلقاهم، قاله السدي، وهذا الاستثناء هو
[المحرر الوجيز: 5/151]
الذي ندب إليه القرآن أن يقوله الإنسان في جميع ما ينفذه بقوله في المستقبل، وقال ابن جريج: هذا مؤخر في اللفظ وهو متصل في المعنى بقوله: {سوف أستغفر لكم}.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفي هذا التأويل ضعف.
و"العرش": سرير الملك، وكل ما عرش فهو عريش وعرش، وخصصت اللغة العرش لسرير الملك. و"خروا" معناه: تصوبوا إلى الأرض، واختلف في هذا السجود، فقيل: كان كالمعهود عندنا من وضع الوجه بالأرض، وقيل: بل دون ذلك كالركوع البالغ ونحوه مما كان سير تحياتهم للملوك في ذلك الزمان. وأجمع المفسرون أن ذلك السجود -على أي هيئة كان- فإنما كان تحية لا عبادة، قال قتادة: هذه كانت تحية الملوك عندهم، وأعطى الله هذه الأمة السلام تحية أهل الجنة، وقال الحسن: الضمير في "له" لله عز وجل. ورد على هذا القول.
وحكى الطبري: أن يعقوب لما بلغ مصر في جملته كلم يوسف عليه السلام فرعون في تلقيه، فخرج إليه وخرج الملوك معه، فلما دنا يوسف من يعقوب -وكان يعقوب يمشي متوكئا على يهوذا- قال: فنظر يعقوب إلى الخيل والناس فقال: يا يهوذا، هذا فرعون مصر، قال: لا، هو ابنك، قال: فلما دنا كل واحد منهما من صاحبه ذهب يوسف يبدأ بالسلام، فمنعه يعقوب من ذلك، وكان يعقوب أحق بذلك منه وأفضل، فقال: السلام عليك يا مذهب الأحزان.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ونحو هذا من القصص.
وفي هذا الوقت قال يوسف ليعقوب: إن فرعون قد أحسن إلينا فادخل عليه شاكرا، فدخل عليه، فقال فرعون: يا شيخ، ما صيرك إلى ما أرى؟ قال: تتابع البلاء علي، قال: فما زالت قدمه حتى نزل الوحي: يا يعقوب، أتشكوني إلى من لا يضرك ولا ينفعك؟ قال: يا رب، ذنب فاغفره. وقال أبو عمرو الشيباني: تقدم يوسف
[المحرر الوجيز: 5/152]
يعقوب في المشي في بعض تلك المواطن، فهبط جبريل فقال له: أتتقدم أباك؟ إن عقوبتك لذلك ألا يخرج من ذريتك نبي). [المحرر الوجيز: 5/153]

تفسير قوله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نـزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم}
المعنى: قال يوسف ليعقوب: هذا السجود الذي كان منكم، هو ما آلت إليه رؤياي قديما في الأحد عشر كوكبا وفي الشمس والقمر.
وقوله: {قد جعلها ربي حقا} ابتداء تعديد نعم الله تعالى عليه، وقوله: {وقد أحسن بي} أي: أوقع وناط إحسانه بي، فهذا منحى في وصول الإحسان بالباء، وقد يقال: أحسن إلي، وأحسن في، ومنه قولعبد الله بن أبي ابن سلول: يا محمد، أحسن في موالي، وهذه المناحي مختلفة المعنى، وأليقها بيوسف قوله: "بي" لأنه إحسان خرج فيه دون أن يقصد هو الغاية التي صار إليها.
وذكر يوسف إخراجه من السجن وترك إخراجه من الجب لوجهين:
أحدهما: أن في ذكر إخراجه من الجب تجديد فعل إخوته وخزيهم بذلك وتقليع نفوسهم وتحريك تلك الغوائل وتخبيث النفوس.
والوجه الآخر أنه خرج من الجب إلى الرق ومن السجن إلى الملك، فالنعمة هنا أوضح.
[المحرر الوجيز: 5/153]
وقوله: {وجاء بكم من البدو} يعم جمع الشمل والتنقل من الشقاوة إلى النعمة بسكنى الحاضرة، وكان منزل يعقوب عليه السلام بأطراف الشام في بادية فلسطين، وكان رب إبل وغنم وبادية.
و"نزغ" معناه: فعل فعلا أفسد به، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يشر أحدكم على أخيه بالسلاح، لا ينزغ الشيطان في يده"، وإنما ذكر يوسف هذا القدر من أمر إخوته ليبين حسن موقع النعم، لأن النعمة إذا جاءت إثر شدة وبلاء فهي أحسن موقعا.
وقوله: {لما يشاء} أي: من الأمور أن يفعله.
واختلف الناس في: كم كان بين رؤيا يوسف وبين ظهورها؟ فقالت فرقة: أربعون سنة، هذا قول سلمان الفارسي، وعبد الله بن شداد، وقال عبد الله بن شداد: ذلك آخر ما تبطئ الرؤيا، وقالت فرقة -منهم الحسن، وحسن بن فرقد، وفضيل بن عياض-: ثمانون سنة، وقال ابن إسحاق: ثمانية عشر، وقيل: اثنان وعشرون، قاله النقاش، وقيل: ثلاثون، وقيل: خمس وثلاثون، قاله قتادة، وقال السدي، وابن جبير: ست وثلاثون سنة. وقيل: إن يوسف عليه السلام عمر مائة وعشرين سنة، وقيل: إن يعقوب بقي عند يوسف نيفا على عشرين سنة ثم توفي صلى الله عليه وسلم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولا وجه في ترك تعريف يوسف أباه بحاله منذ خرج من السجن إلى العزة إلا الوحي من الله تعالى لما أراد أن يمتحن به يعقوب وبنيه، وأراد من صورة جمعهم. لا إله إلا
[المحرر الوجيز: 5/154]
هو، وقال النقاش: كان ذلك الوحي في الجب، وهو قوله تعالى: {وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}، وهذا محتمل.
ومما روي في أخبار يعقوب عليه السلام: قال الحسن: لما ورده البشير لم يجد عنده شيئا يثيبه به، فقال له: والله ما أصبت عندنا شيئا، وما خبزنا منذ سبع ليال، ولكن: "هون الله عليك سكرات الموت". ومن أخباره أنه لما اشتد بلاؤه قال: يا رب، أعميت بصري وغيبت عني يوسف، أفما ترحمني؟ فأوحى الله إليه: سوف أرحمك وأرد عليك ولدك وبصرك، وما عاقبتك بذلك إلا أنك طبخت في منزلك حملا، فشمه جار لك، ولم تساهمه بشيء، قال: فكان يعقوب بعد يدعوه إلى غدائه وعشائه. وحكى الطبري أنه لما اجتمع شمله كلفه بنوه أن يدعو الله لهم حتى يأتي الوحي بأن الله قد غفر لهم، قال: فكان يعقوب يصلي ويوسف وراءه وهم وراء يوسف، ويدعو لهم، فلبث كذلك عشرين سنة ثم جاءه الوحي، إني قد غفرت لهم وأعطيتهم مواثيق النبوة بعدك.
ومن أخباره أنه لما حضرته الوفاة أوصى إلى يوسف أن يدفنه بالشام، فلما مات نفخ فيه المر وحمله إلى الشام، ثم مات يوسف فدفن بمصر، فلما خرج موسى عليه السلام -بعد ذلك- من أرض مصر احتمل عظام يوسف حتى دفنها بالشام مع آبائه). [المحرر الوجيز: 5/155]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون}
قرأ ابن مسعود: "آتيتن" و"علمتن" بحذف الياء على التخفيف، وقرأ ابن ذر وحده: "رب آتيتني" بغير "قد.
وذكر كثير من المفسرين أن يوسف عليه السلام لما عدد في هذه الآية نعم الله عنده تشوق إلى لقاء ربه ولقاء الجلة من صالحي سلفه وغيرهم من المؤمنين، ورأى أن الدنيا كلها
[المحرر الوجيز: 5/155]
قليلة، فتمنى الموت في قوله: {توفني مسلما وألحقني بالصالحين}. وقال ابن عباس: "لم يتمن الموت نبي غير يوسف "، وذكر المهدوي تأويلا آخر -وهو الأقوى عندي-: إنه ليس في الآية تمني موت، وإنما عدد يوسف عليه السلام نعم الله عنده، ثم دعا أن يتم عليه النعم في باقي عمره، أي: توفني -إذا حان أجلي- على الإسلام، واجعل لحاقي بالصالحين، وإنما تمنى الموافاة على الإسلام لا الموت. وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ... الحديث بكماله"، وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال في بعض دعائه: "وإذا أردت في الناس فتنة فاقبضني إليك غير مفتون"، وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: "اللهم قد رق عظمي، واستشرت رغبتي، فتوفني غير مقصر ولا عاجز".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فيشبه أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لضر نزل به" إنما يريد ضرر الدنيا كالفقر والمرض ونحو ذلك، ويبقى تمني الموت مخافة فساد الدين مباحا، ويدلك على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان يمر فيه الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه،
[المحرر الوجيز: 5/156]
ليس به الدين ولكن ما يرى من البلاء والفتن"، فقوله: "ليس به الدين" يقتضي إباحة ذلك إن لو كان عن الدين، وإنما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة الناس كيف تكون.
وقوله: آتيتني من الملك، قيل: "من" للتبعيض، وقيل: لبيان الجنس، وكذلك في قوله: {من تأويل الأحاديث}، والمراد بقوله: "الأحاديث": الأحلام، وقيل: قصص الأنبياء والأمم.
وقوله: "فاطر" منادى، وقوله: {أنت وليي} أي القائم بأمري، الكفيل بنصرتي ورحمتي). [المحرر الوجيز: 5/157]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 06:46 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 06:50 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين (99) ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجّدًا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربّي حقًّا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السّجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشّيطان بيني وبين إخوتي إنّ ربّي لطيفٌ لما يشاء إنّه هو العليم الحكيم (100)}
يخبر تعالى عن ورود يعقوب، عليه السّلام، على يوسف، عليه السّلام، وقدومه بلاد مصر، لمّا كان يوسف قد تقدّم إلى إخوته أن يأتوه بأهلهم أجمعين، فتحمّلوا عن آخرهم وترحّلوا من بلاد كنعان قاصدين بلاد مصر، فلمّا أخبر يوسف، عليه السّلام، باقترابهم خرج لتلقّيهم، وأمر [الملك] أمراءه وأكابر النّاس بالخروج [مع يوسف] لتلقّي نبيّ اللّه يعقوب، عليه السّلام، ويقال: إنّ الملك خرج أيضًا لتلقّيه، وهو الأشبه.
وقد أشكل قوله: {آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر} على كثيرٍ من المفسّرين، فقال بعضهم: هذا من المقدّم والمؤخّر، ومعنى الكلام: {وقال ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين} وآوى إليه أبويه، ورفعهما على العرش.
وقد ردّ ابن جريرٍ هذا. وأجاد في ذلك. ثمّ اختار ما حكاه عن السٌّدّي: أنّ يوسف آوى إليه أبويه لمّا تلقّاهما، ثمّ لمّا وصلوا باب البلد قال: {ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين}
وفي هذا نظرٌ أيضًا؛ لأنّ الإيواء إنّما يكون في المنزل، كقوله: {آوى إليه أخاه} وفي الحديث: "من آوى محدثًا" وما المانع أن يكون قال لهم بعدما دخلوا عليه وآواهم إليه: {ادخلوا مصر} وضمّنه: اسكنوا مصر {إن شاء اللّه آمنين} أي: ممّا كنتم فيه من الجهد والقحط، ويقال -واللّه أعلم -: إنّ اللّه تعالى رفع عن أهل مصر بقيّة السّنين المجدبة ببركة قدوم يعقوب عليهم، كما رفع بقيّة السّنين الّتي دعا بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على أهل مكّة حين قال: "اللّهمّ أعنّي عليهم بسبعٍ كسبع يوسف"، ثمّ لمّا تضرّعوا إليه واستشفعوا لديه، وأرسلوا أبا سفيان في ذلك، فدعا لهم، فرفع عنهم بقيّة ذلك ببركة دعائه، عليه السّلام.
وقوله: {آوى إليه أبويه} قال السّدّيّ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: إنّما كان أباه وخالته، وكانت أمّه قد ماتت قديمًا.
وقال محمّد بن إسحاق وابن جريرٍ: كان أبوه وأمّه يعيشان.
قال ابن جريرٍ: ولم يقم دليلٌ على موت أمّه، وظاهر القرآن يدل على حياتها. وهذا الذي نصره هو المنصور الّذي يدلّ عليه السّياق). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 411-412]

تفسير قوله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ورفع أبويه على العرش} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وغير واحدٍ: يعني السّرير، أي: أجلسهما معه على سريره.
{وخرّوا له سجّدًا} أي: سجد له أبواه وإخوته الباقون، وكانوا أحد عشر رجلًا {وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل} أي: الّتي كان قصّها على أبيه {إنّي رأيت أحد عشر كوكبًا والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} [يوسف: 4]
وقد كان هذا سائغًا في شرائعهم إذا سلّموا على الكبير يسجدون له، ولم يزل هذا جائزًا من لدن آدم إلى شريعة عيسى، عليه السّلام، فحرّم هذا في هذه الملّة، وجعل السّجود مختصًّا بجناب الرّبّ سبحانه وتعالى.
هذا مضمون قول قتادة وغيره.
وفي الحديث أنّ معاذًا قدم الشّام، فوجدهم يسجدون لأساقفتهم، فلمّا رجع سجد لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: "ما هذا يا معاذ؟ " فقال: إنّي رأيتهم يسجدون لأساقفتهم، وأنت أحقّ أن يسجد لك يا رسول اللّه فقال: "لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحدٍ، لأمرت الزّوجة أن تسجد لزوجها من عظم حقّه عليها"
وفي حديثٍ آخر: أنّ سلمان لقي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في بعض طرق المدينة، وكان سلمان حديث عهدٍ بالإسلام، فسجد للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: "لا تسجد لي يا سلمان، واسجد للحيّ الّذي لا يموت".
والغرض أنّ هذا كان جائزًا في شريعتهم؛ ولهذا خرّوا له سجّدًا، فعندها قال يوسف: {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربّي حقًّا} أي: هذا ما آل إليه الأمر، فإنّ التّأويل يطلق على ما يصير إليه الأمر، كما قال تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله} [الأعراف: 53] أي: يوم القيامة يأتيهم ما وعدوا من خيرٍ وشرٍّ.
وقوله: {قد جعلها ربّي حقًّا} أي: صحيحةً صدقا، يذكر نعم اللّه عليه، {وقد أحسن بي إذ أخرجني من السّجن وجاء بكم من البدو} أي: البادية.
قال ابن جريج وغيره: كانوا أهل باديةٍ وماشيةٍ. وقال: كانوا يسكنون بالعربات من أرض فلسطين، من غور الشّام. قال: وبعضٌ يقول: كانوا بالأولاج من ناحية شعبٍ أسفل من حسمى، وكانوا أصحاب بادية وشاء وإبل.
{من بعد أن نزغ الشّيطان بيني وبين إخوتي} [ثمّ قال] {إنّ ربّي لطيفٌ لما يشاء} أي: إذا أراد أمرًا قيّض له أسبابًا ويسّره وقدّره، {إنّه هو العليم} بمصالح عباده {الحكيم} في أفعاله وأقواله، وقضائه وقدره، وما يختاره ويريده.
قال أبو عثمان النّهديّ، عن سليمان كان بين رؤيا يوسف وتأويلها أربعون سنةً.
قال عبد اللّه بن شدّادٍ: وإليها ينتهي أقصى الرّؤيا. رواه ابن جريرٍ.
وقال أيضًا: حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا عبد الوهّاب الثّقفيّ، حدّثنا هشامٌ، عن الحسن قال: كان منذ فارق يوسف يعقوب إلى أن التقيا، ثمانون سنة، لم يفارق في الحزن قلبه، ودموعه تجري على خدّيه، وما على وجه الأرض عبدٌ أحبّ إلى اللّه من يعقوب.
وقال هشيم، عن يونس، عن الحسن: ثلاثٌ وثمانون سنةً.
وقال مبارك بن فضالة، عن الحسن: ألقي يوسف في الجبّ وهو ابن سبع عشرة سنةً، فغاب عن أبيه ثمانين سنةً، وعاش بعد ذلك ثلاثًا وعشرين سنةً، فمات وله عشرون ومائة سنةٍ.
وقال قتادة: كان بينهما خمسٌ وثلاثون سنةً.
وقال محمّد بن إسحاق: ذكر -واللّه أعلم -أنّ غيبة يوسف عن يعقوب كانت ثماني عشرة سنةً -قال: وأهل الكتاب يزعمون أنّها كانت أربعين سنةً أو نحوها، وأنّ يعقوب، عليه السّلام، بقي مع يوسف بعد أنّ قدم عليه مصر سبع عشرة سنةً، ثمّ قبضه اللّه إليه.
وقال أبو إسحاق السّبيعي، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: دخل بنو إسرائيل مصر، وهم ثلاثةٌ وستّون إنسانًا، وخرجوا منها وهم ستّمائة ألفٍ وسبعون ألفًا.
وقال أبو إسحاق، عن مسروق: دخلوا وهم ثلثمائة وتسعون من بين رجلٍ وامرأةٍ. واللّه أعلم.
وقال موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ القرظي، عن عبد اللّه بن شدّادٍ: اجتمع آل يعقوب إلى يوسف بمصر. وهم ستّةٌ وثمانون إنسانًا، صغيرهم وكبيرهم، وذكرهم وأنثاهم، وخرجوا منها وهم ستّمائة ألفٍ ونيّفٍ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 412-413]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ربّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث فاطر السّماوات والأرض أنت وليّي في الدّنيا والآخرة توفّني مسلمًا وألحقني بالصّالحين (101)}
هذا دعاءٌ من يوسف الصّدّيق، دعا به ربّه عزّ وجلّ، لمّا تمّت النّعمة عليه، باجتماعه بأبويه وإخوته، وما منّ اللّه به عليه من النّبوّة والملك، سأل ربّه عزّ وجلّ، كما أتمّ نعمته عليه في الدّنيا أن يستمرّ بها عليه في الآخرة، وأن يتوفّاه مسلمًا حين يتوفّاه. قاله الضّحّاك، وأن يلحقه بالصّالحين، وهم إخوانه من النّبيّين والمرسلين، صلوات اللّه وسلامه [عليه و] عليهم أجمعين.
وهذا الدّعاء يحتمل أنّ يوسف، عليه السّلام، قاله عند احتضاره، كما ثبت في الصّحيحين عن عائشة، رضي اللّه عنها؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جعل يرفع أصبعه عند الموت، ويقول: "اللّهمّ في الرّفيق الأعلى، اللّهمّ في الرّفيق الأعلى، اللّهمّ في الرّفيق الأعلى".
ويحتمل أنّه سأل الوفاة على الإسلام واللّحاق بالصّالحين إذا حان أجله، وانقضى عمره؛ لا أنّه سأل ذلك منجزًا، كما يقول الدّاعي لغيره: "أماتك اللّه على الإسلام". ويقول الدّاعي: "اللّهمّ أحينا مسلمين وتوفّنا مسلمين وألحقنا بالصّالحين".
ويحتمل أنّه سأل ذلك منجزًا، وكان ذلك سائغًا في ملّتهم، كما قال قتادة: قوله: {توفّني مسلمًا وألحقني بالصّالحين} لمّا جمع اللّه شمله وأقرّ عينه، وهو يومئذٍ مغمورٌ في الدّنيا وملكها وغضارتها، فاشتاق إلى الصّالحين قبله، وكان ابن عبّاسٍ يقول: ما تمنّى نبيٌّ قطّ الموت قبل يوسف، عليه السّلام.
وكذا ذكر ابن جريرٍ والسّدّيّ عن ابن عبّاسٍ: أنّه أوّل نبيٍّ دعا بذلك. وهذا يحتمل أنّه أوّل من سأل الوفاة على الإسلام. كما أنّ نوحًا أوّل من قال: {ربّ اغفر لي ولوالديّ ولمن دخل بيتي مؤمنًا} [نوحٍ: 28] ويحتمل أنّه أوّل من سأل نجاز ذلك، وهو ظاهر سياق قتادة، ولكنّ هذا لا يجوز في شريعتنا.
قال الإمام أحمد بن حنبلٍ، رحمه اللّه: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز بن صهيبٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "لا يتمنّين أحدكم الموت لضرٍّ نزل به، فإن كان لا بدّ متمنّيًا الموت فليقل: اللّهمّ أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي".
[ورواه البخاريّ ومسلمٌ، وعندهما: " لا يتمنّين أحدكم الموت لضرٍّ نزل به إمّا محسنًا فيزداد، وإمّا مسيئًا فلعلّه يستعتب، ولكن ليقل: اللّهمّ، أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي"].
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا معان بن رفاعة، حدّثني عليّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: جلسنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فذكّرنا ورقّقنا، فبكى سعد بن أبي وقاصٍ فأكثر البكاء، فقال: يا ليتني متّ! فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا سعد أعندي تتمنّى الموت؟ " فردّد ذلك [ثلاث] مرّاتٍ ثمّ قال: "يا سعد، إن كنت خلقت للجنّة، فما طال عمرك، أو حسن من عملك، فهو خيرٌ لك"
وقال الإمام أحمد: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو يونس -هو سليم بن جبير -عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؛ أنّه قال: "لا يتمنّينّ أحدكم الموت ولا يدعون به من قبل أن يأتيه، إلّا أن يكون قد وثق بعمله، فإنّه إذا مات أحدكم انقطع عنه عمله، وإنّه لا يزيد المؤمن عمره إلّا خيرًا" تفرّد به أحمد
وهذا فيما إذا كان الضّرّ خاصًّا به، أمّا إذا كان فتنةً في الدّين فيجوز سؤال الموت، كما قال اللّه تعالى إخبارًا عن السّحرة لمّا أرادهم فرعون عن دينهم وتهدّدهم بالقتل قالوا: {ربّنا أفرغ علينا صبرًا وتوفّنا مسلمين} [الأعراف: 126] وقالت مريم لمّا أجاءها المخاض، وهو الطّلق، إلى جذع النخلة {يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسيًا منسيًّا} [مريم: 23] لما تعلم من أنّ النّاس يقذفونها بالفاحشة؛ لأنّها لم تكن ذات زوجٍ وقد حملت وولدت، فيقول القائل أنّى لها هذا؟ ولهذا واجهوها أوّلًا بأن قالوا: {يا مريم لقد جئت شيئًا فريًّا يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوءٍ وما كانت أمّك بغيًّا} [مريم: 27، 28] فجعل اللّه لها من ذلك الحال فرجًا ومخرجًا، وأنطق الصّبيّ في المهد بأنّه عبد اللّه ورسوله، وكان آيةً عظيمةً ومعجزةً باهرةً صلوات اللّه وسلامه عليه وفي حديث معاذٍ، الّذي رواه الإمام أحمد والتّرمذيّ، في قصّة المنام والدّعاء الّذي فيه: "وإذا أردت بقومٍ فتنةً، فتوفّني إليك غير مفتونٍ".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو سلمة، أنا عبد العزيز بن محمّدٍ، عن عمرٍو عن عاصمٍ عن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيدٍ؛ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "اثنتان يكرههما ابن آدم الموت، والموت خير للمؤمن [من الفتنة] ويكره قلّة المال، وقلّة المال أقلّ للحساب".
فعند حلول الفتن في الدّين يجوز سؤال الموت؛ ولهذا قال عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، في آخر إمارته لمّا رأى أنّ الأمور لا تجتمع له، ولا يزداد الأمر إلّا شدّةً قال: اللهمّ، خذني إليك، فقد سئمتهم وسئموني.
وقال البخاريّ، رحمه اللّه، لمّا وقعت له تلك المحن وجرى له ما جرى مع أمير خراسان: اللّهمّ توفّني إليك.
وفي الحديث: "إنّ الرّجل ليمرّ بالقبر -أي في زمان الدّجّال -فيقول: يا ليتني مكانك" لما يرى من الفتن والزّلازل والبلابل والأمور الهائلة الّتي هي فتنةٌ لكلّ مفتونٍ.
قال أبو جعفر بن جريرٍ: وذكر أنّ بني يعقوب الّذين فعلوا بيوسف ما فعلوا، استغفر لهم أبوهم، فتاب اللّه عليهم وعفا عنهم، وغفر لهم ذنوبهم.
[ذكر من قال ذلك]:
حدّثنا القاسم، حدّثنا الحسن، حدّثني حجّاجٌ، عن صالحٍ المرّيّ، عن يزيد الرّقاشي، عن أنس بن مالكٍ قال: إنّ اللّه تعالى لمّا جمع ليعقوب شمله، وأقرّ عينه خلا ولده نجيًّا، فقال بعضهم لبعضٍ: ألستم قد علمتم ما صنعتم، وما لقي منكم الشّيخ، وما لقي منكم يوسف؟ قالوا: بلى. قال: فيغرّكم عفوهما عنكم، فكيف لكم بربّكم؟ فاستقام أمرهم على أن أتوا الشّيخ فجلسوا بين يديه، ويوسف إلى جنب أبيه قاعدًا، قالوا: يا أبانا، إنّا أتيناك في أمرٍ، لم نأتك في مثله قطّ، ونزل بنا أمرٌ لم ينزل بنا مثله. حتّى حرّكوه، والأنبياء، عليهم السّلام، أرحم البريّة، فقال: ما لكم يا بنيّ؟ قالوا: ألست قد علمت ما كان منّا إليك، وما كان منّا إلى أخينا يوسف؟ قال: بلى. قالوا: أو لستما قد عفوتما؟ قالا بلى. قالوا: فإنّ عفوكما لا يغني عنّا شيئًا، إن كان اللّه لم يعف عنّا. قال: فما تريدون يا بنيّ؟ قالوا: نريد أن تدعو اللّه لنا، فإذا جاءك الوحي من اللّه بأنّه قد عفا عمّا صنعنا قرّت أعيننا، واطمأنّت قلوبنا، وإلّا فلا قرّة عينٍ في الدّنيا أبدًا لنا. قال: فقام الشّيخ فاستقبل القبلة، وقام يوسف خلف أبيه، وقاموا خلفهما أذلّة خاشعين. قال: فدعا وأمّن يوسف، فلم يجب فيهم عشرين سنةً -قال صالحٌ المرّيّ يخيفهم -قال: حتّى إذا كان رأس العشرين نزل جبريل، عليه السّلام، على يعقوب فقال: إنّ اللّه بعثني إليك أبشّرك بأنّه قد أجاب دعوتك في ولدك، وأنّه قد عفا عما صنعوا، وأنّه قد اعتقد مواثيقهم من بعدك على النّبوّة.
هذا الأثر موقوفٌ عن أنسٍ، ويزيد الرّقاشيّ وصالحٌ المرّيّ ضعيفان جدًّا.
وذكر السّدّيّ: أنّ يعقوب، عليه السّلام، لمّا حضره الموت، أوصى إلى يوسف بأن يدفن عند إبراهيم وإسحاق، فلمّا مات صبّره وأرسله إلى الشّام، فدفن عندهما، عليهم السّلام). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 413-417]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة