العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (36) إلى الآية (38) ]

{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)}


قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أليس اللّه بكافٍ عبده (36)
قرأ حمزة والكسائي (بكافٍ عباده) بألف قبل الدال.
وقرأ سائر القراء (بكافٍ عبده).
قال أبو منصور: من قرأ (عباده) فهو جمع: عبدٍ، ومن قرأ (بكافٍ عبده) فكأنه أراد: النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والدليل عليه قوله: (ويخوّفونك بالّذين من دونه) وذلك أن قريشًا قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - أما تخاف أن تخبّلك آلهتنا بسبّك إياها؟.
فأنزل الله: أليس الله بكاف عبده محمدًا صلى اللّه عليه؟
ومن قرأ (عباده) دخل فيهم كل من عبد اللّه.
[معاني القراءات وعللها: 2/338]
وقال الفراء: من قرأ (عباده) قالوا قد همت أمم الأنبياء بهم وأوعدوهم مثل هذا، فقالوا لشعيب النبي صلى الله عليه: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) فقال الله: (أليس اللّه بكافٍ عباده) أي: محمد والأنبياء قبله. وكلٌّ صواب). [معاني القراءات وعللها: 2/339]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: بكاف عباده [الزمر/ 36] جماعا.
وقرأ الباقون بكاف عبده واحد.
[الحجة للقراء السبعة: 6/95]
حجّة من قال عبده فأفرد قوله: ويخوفونك بالذين من دونه [الزمر/ 36]، فكأنّ المعنى: أليس الله بكافيك وهم يخوّفونك، ويقوّي الإفراد قوله: إنا كفيناك المستهزئين [الحجر/ 95]. ومن قال:
بكاف عباده فالمعنى: أليس بكاف عباده الأنبياء قبل، كما كفى إبراهيم النّار، ونوحا الغرق، ويونس ما دفع إليه، وهو سبحانه كافيك كما كفى هؤلاء الرسل قبلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/96]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه}
قرأ حمزة والكسائيّ (أليس الله بكاف عباده) بالألف وقرأ الباقون {عبده} ذهبوا إلى الخطاب للنّبي صلى الله عليه وحجتهم قوله {ويخوفونك بالذين من دونه} أي ويخوفونك يا محمّد فكأن المعنى أليس الله بكافيك وهم يخوفونك من دونه يعني الأصنام وذلك أن قريشًا قالوا للنّبي صلى الله عليه أما تخاف أن يخبلك آلهتنا لعيبك إيّاها فأنزل الله {أليس الله بكاف عبده} فأخبر ثمّ خاطبه والمخبر والمخاطب واحد والعرب تخبر ثمّ ترجع إلى الخطاب
[حجة القراءات: 622]
ومن قرأ {عباده} فالمعنى أليس الله بكاف عباده الأنبياء قبل كما كفى إبراهيم النّار ونوحا الغرق ويونس ما دفع إليه فهو سبحانه كافيك كما كفى هؤلاء الرّسل قبلك قال الفراء قد همت أمم الأنبياء بهم ووعدوهم مثل هذا فقالوا لهود {إن نقول إلّا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} فقال الله (أليس الله بكاف عباده) أي محمّدًا والأنبياء قبله). [حجة القراءات: 623]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {بكافٍ عبده} قرأ حمزة والكسائي بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد.
وحجة من وحّد أنه حمله على أن المراد به النبي وحده صلى الله عليه وسلم ودل على ذلك قوله بعده: {ويخوفونك}، فالتقدير: أليس الله بكافيك يا محمد وهم يخوفونك، وهو الاختيار، لأن المعنى عليه والأكثر عليه ويقوي ذلك قوله: {إنا كفيناك المستهزئين} «الحجر 95».
9- وحجة من جمع أنه حمله على أن المراد به الأنبياء عليهم السلام، ثم رجع إلى مخاطبة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو داخل في الكفاية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/239]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {بِكَافٍ عَبْدَهُ} [آية/ 36] بالألف:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن المعنى على الجمع؛ لأنه أراد: أليس الله بكاف عباده الأنبياء قبلك، كما كفى نوحًا الغرق وإبراهيم النار ويونس ما ابتلى به؟ فهو تعالى كافيك أيضًا، كما كفى الأنبياء قبلك.
وقرأ الباقون {بِكَافٍ عَبْدَهُ} بغير ألف على الإفراد.
والوجه أن معناه على الوحدة؛ لأنه أراد: أليس الله بكافيك؟ يدل على ذلك قوله {وَيُخَوِّفُونَكَ}.
ويجوز أن يكون واحدًا يراد به الجمع، فيكون المعنى كمعنى القراءة الأولى). [الموضح: 1113]

قوله تعالى: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37)}
قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (هل هنّ كاشفاتٌ ضرّه (38)
قرأ يعقوب وأبو عمرو والكسائي عن أبي بكر عن عاصم (كاشفاتٌ ضرّه)
و (ممسكاتٌ رحمته) بالتنوين والنصب وقرأ الباقون (كاشفات ضرّه) بالخفض.
قال أبو منصور: المعنى واحد في القراءتين، فمن نصب (ضرّه) نصبه بالكشف، ومن كسره فللإضافة إليه). [معاني القراءات وعللها: 2/339]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ أبو عمرو وحده: كاشفات ضرة [الزمر/ 38] وممسكات رحمته [الزمر/ 38] منوّنا. وروى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم مثل أبي عمرو.
والباقون: كاشفات ضره وممسكات رحمته مضاف وجه النصب أنّه ممّا لم يقع، وما لم يقع من أسماء الفاعلين أو كان في الحال، فالوجه فيه النصب قال:
يا عين بكي حنيفا رأس حيّهم الكاسرين القنا في عورة الدّبر ووجه الجرّ أنّه لما حذف التنوين، وإن كان المعنى على إثباته عاقبت الإضافة التنوين، والمعنى على التنوين، وعلى هذا قوله عزّ وجلّ: غير محلي الصيد [المائدة/ 1] وقوله: فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم [الأحقاف/ 24] وقوله: عارض ممطرنا [الأحقاف/ 24] فأمّا قوله: وكلبهم باسط ذراعيه [الكهف/ 18]
[الحجة للقراء السبعة: 6/96]
فأعمل ونصب به وإن كان ذلك فيما مضى، وأنت لا تقول: هذا ضارب زيدا أمس، فلأن المعنى على حكاية الحال الماضية، كما أنّ قوله: وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة [النحل/ 124] على تقرير حكاية الحال الآتية). [الحجة للقراء السبعة: 6/97]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته} 38
قرأ أبو عمر {هل هن كاشفات} بالتّنوين {ضره} بالنّصب وكذلك {ممسكات رحمته} وقرأ الباقون بالإضافة
حجّة أبي عمرو أن الفعل منتظر وأنه ممّا لم يقع وما لم يقع من أسماء الفاعلين إذا كان في الحال فالوجه فيه النصب المعنى هل هن يكشفن ضره أو يمسكن رحمته وحجّة الإضافة أن الإضافة قد استعملتها العرب في الماضي والمنتظر وأن التّنوين لم يستعمل إلّا في المنتظر خاصّة فلمّا كانا مستعملين وقد نزل بهما القرآن فقال جلّ وعز {كل نفس ذائقة الموت} أخذ بأكثر الوجهين أصلا وحجّة أخرى وهو أنه يراد فيهما التّنوين ثمّ يحذف التّنوين للتّخفيف كما قال سبحانه {إلّا آتي الرّحمن عبدا} هذا لم يقع وتقديره آتٍ الرّحمن). [حجة القراءات: 623]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {كاشفات ضره} و {ممسكات رحمته} قرأ أبو عمرو بتنوين «كاشفات وممسكات» ونصب «الرحمة والضر» بما قبل كل واحد على الأصل، لأنه أمر منتظر، فالتنوين أصله، وإذا نونت نصبت بما بعده به؛ لأن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الاستقبال والحال يعمل عمل الفعل، وقرأ الباقون بترك التنوين والإضافة استخفافًا، وهي اللغة الفاشية المستعملة والتنوين منوي مراد، ولذلك لا يتعرف اسم الفاعل وإن أضيف إلى معرفة، ويُراد به الحال أو الاستقبال؛ لأن التنوين والانفصال منوي فيه مقدر، وقد تقدم ذكر «يضل، ومكانتكم، وتقطنوا» فأغنى ذلك عن الإعادة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/239]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {كَاشِفَاتُ} بالتنوين، {ضُرِّهِ} بالنصب [آية/ 38]، وكذلك {مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} [آية/ 38 أيضًا]:-
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن كل واحدة من الكلمتين أعني {كَاشِفَاتُ} و{مُمْسِكَاتُ} اسم فاعل عمل عمل الفعل، ويراد به الزمان المستقبل.
فالوجه فيه التنوين، ونصب ما بعده بأنه مفعول به، فلذلك انتصب {ضُرِّهِ} و{رَحْمَتِهِ} فإنهما مفعول بهما، والعامل: {كَاشِفَاتُ} و{مُمْسِكَاتُ}.
وقرأ الباقون {كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} بالإضافة من غير تنوين، وكذلك {مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ}.
والوجه أنه أضيف اسم الفاعل إلى المفعول به، فسقطت التنوين للإضافة، والإضافة ههنا مجازية فهي على نية التنوين، فإن التنوين أسقطت لفظًا وهي مرادة، وفائدة هذه الإضافة تخفيف اللفظ بحذف التنوين، واسم الفاعل في القراءتين عامل عمل الفعل، والتقدير: يكشفن ضره ويمسكن رحمته). [الموضح: 1114]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (39) إلى الآية (41) ]

{قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40) إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41)}


قوله تعالى: {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39)}
قوله تعالى: {مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40)}
قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (42) إلى الآية (46) ]

{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)}


قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قضى عليها الموت (42)
قرأ حمزة والكسائي (قضي عليها الموت) بضم القاف، والياء مفتوحة، و(الموت) مرفوع.
وقرأ الباقون (قضى عليها الموت).
[معاني القراءات وعللها: 2/339]
قال أبو منصور: من رفع (الموت) فلأنه مفعول ما لم يسم فاعله.
ومن نصب أوقع عليه (قضى). ومعنى (قضى): أمضى). [معاني القراءات وعللها: 2/340]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: قضي عليها الموت [الزمر/ 42] بضم القاف والياء مفتوحة والموت رفع.
وقرأ الباقون: قضى بفتح القاف، الموت نصبا حجّة بناء الفعل للفاعل قوله: ويرسل الأخرى [الزمر/ 42] فكما أنّ هذا الفعل مبني للفاعل، كذلك حكم الذي عطف عليه، ومن بنى الفعل للمفعول به فهو في المعنى مثل بقاء الفعل للفاعل، والأول أبين). [الحجة للقراء السبعة: 6/97]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الله يتوفى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها فيمسك الّتي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمّى}
قرأ حمزة والكسائيّ {قضى عليها الموت} على ما لم يسم فاعله وحجتهما أن الكلام أتى عقيب ذلك بترك تسمية الفاعل وهو قوله {إلى أجل مسمّى}
وقرأ الباقون {قضى عليها الموت} بنصب القاف والتّاء وحجتهم أن الكلام أتى عقيب إخبار الله عن نفسه في قوله {الله يتوفى الأنفس} {فيمسك} {ويرسل} فجرى الفعل بعد ذلك بلفظ ما تقدمه من ذكر الفاعل إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام على نظام واحد). [حجة القراءات: 624]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {قضى عليها الموت} قرأ حمزة والكسائي بضم القاف وكسر الضاد، وفتح الياء، جعلاه فعلًا لم يسم فاعله، ورفعا «الموت» به، لقيامه مقام الفاعل، وقرأ الباقون بفتح القاف والضاد، وبألف بعد الضاد، ولم يمله أحد، جعلوا الفعل لما يسمى فاعله، وهو الله جل ذكره، وهو مضمر في {قضى}
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/239]
لتقدم ذكره في قوله: {الله يتوفى الأنفس} فأخبر عن نفسه بـ «توفي الأنفس، وبالإمساك للأنفس، وبالإرسال لها» كذلك أخبر عن نفسه بالقضاء بالموت عليها، فذلك أحسن للمجانسة والمطابقة، وهو الاختيار، ونصبوا الموت بوقوع الفعل عليه، وهو القضاء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/240]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {قَضَى عَلَيْهَا} [آية/ 42] بضم القاف وفتح الياء، {الْمَوْتَ} بالرفع:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الفعل بني للمفعول به، فرفع {الْمَوْتَ}؛ لأنه مفعول قد أقيم مقام الفاعل، وأسند إليه الفعل، ومعلوم أن الذي قضى الموت هو الله تعالى.
[الموضح: 1114]
وقرأ الباقون {قَضَى} مفتوحة القاف والضاد و{الْمَوْتَ} منصوبًا.
والوجه أن الفعل بني للفاعل؛ لأن الذي يقضي الموت هو الله تعالى، ويقوي هذه القراءة قوله تعالى {وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} بإسناد الفعل إليه تعالى). [الموضح: 1115]

قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43)}
قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44)}
قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)}
قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (47) إلى الآية (52) ]

{وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48) فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}


قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47)}
قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48)}
قوله تعالى: {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49)}
قوله تعالى: {قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50)}
قوله تعالى: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51)}
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (53) إلى الآية (59) ]

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)}


قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم (53)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم (يا عبادي الّذين أسرفوا) بفتح الياء، وكذلك روى حاتم الرّازي عن أبي زيد عن أبي عمرو بفتح الياء.
وقرأ الباقون (يا عباد الّذين) مرسلة الياء.
وكلهم إذا وقفوا وقفوا على الياء.
قال أبو منصور: أختار (يا عبادي الّذين)؛ لأنه أتم، ومن أدرج فللالتقاء الساكنين). [معاني القراءات وعللها: 2/340]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ} [آية/ 53] بفتح الياء:-
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم.
والوجه أن فتح الياء هو الأصل؛ لأن ياء الضمير حركتها الفتح كالكاف.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب {يَا عِبَادِيَ} بإسكان الياء، وهو تخفيف، وقد سبق مثله). [الموضح: 1115]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {لا تَقْنَطُوا} [آية/ 53] بكسر النون.
قرأها أبو عمرو والكسائي ويعقوب.
والوجه أنه من قنط بالفتح يقنط بالكسر إذا يئس، وهو مثل ضرب يضرب.
وقرأ الباقون {لا تَقْنَطُوا} بفتح النون.
والوجه أنه من قنط بالكسر يقنط بالفتح كحذر يحذر، وهي لغة في قنط بالفتح). [الموضح: 1115]

قوله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)}
قوله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55)}
قوله تعالى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي جعفر: [يَا حَسْرَتَايَ].
وروى ابن جماز عنه: [يَا حَسْرَتَايْ]، مجزومة الياء.
قال أبو الفتح: في هذه القراءة إشكال، وذلك أن الألف في [حَسْرَتَا] إنما هي بدل من ياء
[المحتسب: 2/237]
حسرتي. أبدلت الياء ألفا هربا إلى خفة الألف من ثقل الياء، كقولك: يا غلاما ويا صاحبا، أنت تريد: يا غلامي ويا صاحبي. وأنشده منه قوله:
يا بنت عما لا تلومي واهجمي
وذلك أنه أبدل من ياء "عمي" ألفا، وليس العم منادى. وهذا البدل إنما بابه النداء، كقولك: يا أبا، ويا أما وكان -على هذا- ينبغي ألا يأتي بياء المتكلم بعد الألف؛ لأن هذه الألف إنما هي بدل من ياء الضمير، وليس له هناك ياءان، فهذا وجه إشكال هذا، وهو واضح.
والذي عندي فيه أه جمع بين العوض والمعوض منه، أعني البدل والمبدل منهن كمذهب أبي إسحاق وأبي بكر في قول الفرزدق:
هما نفثا في في من فمويهما ... على النابح العاوي أشد رجام
أي: مراجعة: وأنه جمع بين الميم والواو، وإنما الميم بدل من الواو. ومثله ما أنشده أبو زيد:
إني إذا ما حدث ألما ... دعوت يا اللهم يا اللهما؟
[المحتسب: 2/238]
فجمع بين "يا" والميم، وإنما الميم في آخر الاسم عوض من "يا" في أوله، إذا قلت: اللهم اغفر لنا، وعليه قول الآخر:
يا أمتا أبصرني راكب ... في بلد مسحنفر لاحب
وإنما التاء في "يا أمت" بدل من الياء في يا أمي، فجمعت بينهما ثم أبدلت من الياء ألفا، فقالت: "يا أمتا". وقال أبو علي في قوله:
ضخم يحب الخلق الأضخما
إنه يجري مجرى الجمع بين العوض والمعوض منه، قال: وذلك أن هذا التشديد الذي يعرض في الوقف إنما دخل إيذانا بأن آخر الحرف محرك في الوصل، إذ لا يجتمع ساكنان في الإدراج هكذا، فكان يجب إذا أطلق في الوصل أن يحذف التشديد لزوال الحاجة إليه بالإطلاق، قال: فتركه الحرف المزيد في الوقف للتثقيل مع استغنائه عنه بإطلاق الحرف -فكأنه جمع بين العوض والمعوض منه, وهذا تأول -وإن كان صحيحا- بعيد، والذي رأيناه نحن أقرب القريب.
وأما إسكان الياء في [يَا حَسْرَتَايْ] في الرواية الثانية هو على ما مضى من قراءة نافع: [مَحْيَايْ وَمَمَاتِي]. وأرى مع هذا لهذا الإسكان هنا مزية على ذلك، وذلك أنه قد كان ينبغي ألا يجمع بين الألف والياء؛ إذ كانت الألف هي الياء، إلا أنه لما صانع عن ذلك بما ذكرناه، فألحق الياء على ما في ضعفت في نفسه؛ لضعف القياس في إثباتها مع الألف، فضاءل منها وألطأ بالسكون شخصها. وإذا لاطفت فكرك في تأمل ذلك وأنسته به أصحب إليه، وتابعك مع إنارة الفكر عليه). [المحتسب: 2/239]

قوله تعالى: {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)}
قوله تعالى: {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)}
قوله تعالى: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (60) إلى الآية (63) ]

{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63)}

قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60)}
قوله تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بمفازتهم (61)
قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (بمفازاتهم) جماعة.
وقرأ الباقون (بمفازتهم).
قال أبو منصور: مفازات: جمع مفازة، وهي (مفعلة) من الفوز، وهو كقولك تبيّن أمر القوم، وأمور القوم.
وارتفع الصوت، والأصوات. والمعنى واحد). [معاني القراءات وعللها: 2/340]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: بمفازاتهم [الزمر/ 61] جماعة.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم: بمفازتهم واحد.
حجّة الإفراد أن المفازة والفوز واحد، وإفراد المفازة كإفراد الفوز، ووجه الجمع أنّ المصادر قد تجمع إذا اختلفت أجناسها، ومثله في الجمع والإفراد: على مكانتكم [الأنعام/ 135] ومكاناتكم). [الحجة للقراء السبعة: 6/97]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وينجي الله الّذين اتّقوا بمفازتهم} 61
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر (بمفازاتهم) جماعة مثل مكانتكم ومكاناتكم وقرأ الباقون {بمفازتهم} واحدة أي بخلاص وهو الاختيار لأنّه بمنزلة السّعادة والمفازة كما قال {بمفازة من العذاب} والمفازة مصدر مثل الفوز فإفراد المفازة كإفراد الفوز ووجه الجمع أن المصادر قد تجمع إذا اختلفت أجناسها لأن لكل واحد مفازة غير مفازة الآخر). [حجة القراءات: 624]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {بمفازتهم} قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي بالجمع، لاختلاف أنواع ما ينجو المؤمن منه يوم القيامة، ولأنه ينجو بفضل الله وبرحمته من شدائد وأهوال مختلفة، وقرأ الباقون بالتوحيد؛ لأن المفازة والفوز واحد، فوحَّد المصدر؛ لأنه يدل على القليل والكثير بلفظه، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/240]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {وَيُنَجِّي الله الَّذِينَ اتَّقَوْا} [آية/ 61] بسكون النون وتخفيف الجيم:-
قرأها يعقوب وحده.
[الموضح: 1115]
وقرأ الباقون {وَيُنَجِّي} بفتح النون وتشديد الجيم.
والوجه أنهما جميعًا مطاوعة نجا، يقال نجا فلان وأنجيته ونجيته). [الموضح: 1116]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {بِمَفَازَتِهِمْ} [آية/ 61] بالجمع:-
قرأها عاصم -ياش- وحمزة والكسائي.
والوجه أن المفازات جمع مفازة، والمفازة: الفوز ههنا، فهي مصدر، وإنما جاز جمعها وإن كانت مصدرًا لاختلاف أنواعها؛ لأن المصادر إذا اختلفت أنواعها جاز تثنيتها وجمعها.
وقرأ الباقون {بِمَفَازَتِهِمْ} على الوحدة.
والوجه أن المراد ينجي الله الذين اتقوا بفوزهم، والمفازة ههنا مصدر، على ما سبق، وإنما لم تجمع لكونها مصدرًا). [الموضح: 1116]

قوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)}
قوله تعالى: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (64) إلى الآية (67) ]

{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)}

قوله تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قل أفغير اللّه تأمرونّي أعبد (64)
قرأ ابن كثير وحده (تأمرونّي) بنون مشددة، والياء مفتوحة.
وقرأ نافع وابن عامر (تأمروني أعبد) بتخفيف النون وفتح الياء.
وقرأ الباقون (تأمرونّي) بالتشديد وسكون الياء.
وقال هشام بن عمار (تأمرونني) بنونين.
قال أبو منصور: من شدد النون فلأنهما نونان، إحداهما: نون الجمع، والثانية: نون الإضافة.
ومن خفف فإنه يحذف إحدى النونين استثقالاً للجمع بينهما.
ومن جمع بين النونين فعلى حق الكلام). [معاني القراءات وعللها: 2/341]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: تأمروني أعبد [الزمر/ 64] فقرأ نافع وابن عامر: تأمروني أعبد خفيفة، غير أنّ نافعا فتح الياء ولم
[الحجة للقراء السبعة: 6/97]
يفتحها ابن عامر. قال أبو عمرو عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان: وكذلك وجدتها في كتابي عن أيوب وفي حفظي تأمرونني بنونين، وقال هشام عن ابن عامر بنونين.
غير أحمد: الصحيح عن ابن عامر تأمروني بنون واحدة خفيفة مثل نافع.
وقرأ ابن كثير: تأمروني مشددة النون مفتوحة الياء، وقرأ الباقون: تأمروني أعبد ساكنة الياء.
قال أبو علي: قوله: أفغير الله تأمروني أعبد غير فيه ينتصب على وجهين: أحدهما: أعبد غير اللّه فيما تأمرونّي.
والوجه الآخر أن ينتصب بتأمروني، والمعنى: أتأمروني بعبادة غير اللّه، فلمّا حذف أن ارتفع أعبد فصار أن وصلتها في موضع نصب، ولا يجوز انتصاب غير بأعبد على هذا، لأنّه في تقدير الصلة، فلا يعمل فيما تقدّم عليه، والمعنى: أتأمروني بعبادة غير اللّه؟! فموضع أعبد وأن المضمرة نصب على تقدير البدل من غير كأنّه: أبعبادة غير اللّه تأمروني!؟ إلّا أنّ الجار حذف كما حذف من قوله:
أمرتك الخير وصار التقدير بعد الحذف: أغير اللّه تأمروني عبادته، فأضمر المفعول الثاني للأمر، والمفعول الأول علامة المتكلم، وأن أعبد*
[الحجة للقراء السبعة: 6/98]
بدل من غير*، ومثل هذا في البدل قوله: وما أنسانية إلا الشيطان أن أذكره [الكهف/ 63] أي ما أنساني ذكره إلّا الشيطان. ومثله في حذف حرف الجر منه افعل ما تؤمر [الصافّات/ 102] التقدير: ما تؤمر به فحذف الجار، فوصل الفعل إلى الضمير، فصار تؤمره، ثم حذفت الهاء من الصلة كما حذفت من قوله: وسلام على عباده الذين اصطفى [النمل/ 59] أي اصطفاهم، والدّليل على أنّ المحذوفة من اللّفظ مرادة في المعنى: أنّ أبا عمر حكى عن ابن قطرب عن أبيه أنّه سمع من ينشد:
ألا أيّها ذا الزّاجري أحضر الوغى بالنصب. فأمّا تأمروني، فالقياس: تأمرونني، وتدغم فيصير:
تأمرونّي، فجاز الإدغام، وإسكان النون المدغمة لأنّ قلبها حرف لين، وهو الواو في تأمرونّي، فمن خفّف النون وقال تأمروني فإنّه ينبغي أن يكون حذف النون الثانية المصاحبة لعلامة المنصوب المتكلّم، لأنّها قد حذفت في مواضع، نحو: فليتني وإنّي، وكأنّي، وقدي، في نحو قوله:
قدني من نصر الخبيبين قدي وإنما قدر من المحذوف الثانية لأن التكرير والتثقيل به وقع،
[الحجة للقراء السبعة: 6/99]
ولأن حذف الأولى لحن لأنها دلالة الرفع، وعلى ذلك يحمل قول الشاعر:
لا أباك تخوّفيني ولو فتح فاتح النون لكان قد حذف المفعول الأوّل وهو يريده، فإذا كسر فقال تأمروني حذف النون المصاحبة للضمير. وفتح الياء من تأمروني وإسكانها جميعا سائغ حسن). [الحجة للقراء السبعة: 6/100]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} 64
[حجة القراءات: 624]
قرأ نافع {قل أفغير الله تأمروني أعبد} بالتّخفيف أراد تأمرونني فحذف إحدى النونين للتّخفيف وينبغي أن تكون النّون الثّانية محذوفة لأن التكرير بها وقع ولا تحذف الأولى الّتي هي علامة الرّفع وقد حذفوا هذه النّون قال الشّاعر:
قدني من نصر الخبيبين قدي
فحذف وأثبت وقال قوم بل حذف نون الإعراب كما تحذف الضمة في مثل {يأمركم}
وقرأ ابن عامر (تأمرونني) بنونين على الأصل فلم يدغم ولم يحذف وحجته إجماع الجميع على إظهار النّون في قوله {وكادوا يقتلونني} فرد ما اختلف فيه إلى ما أجمع عليه
وقرأ الباقون {تأمروني} بالتّشديد الأصل تأمرونني النّون الأولى علامة الرّفع والثّانية مع الياء في موضع النصب ثمّ أدغموا الأولى في الثّانية فيصير {تأمروني} ). [حجة القراءات: 625]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {أفغير الله تأمروني أعبد} قرأه ابن عامر بنونين ظاهرتين، وقرأ نافع بنون واحدة خفيفة، وقرأ الباقون بنون مشددة.
وحجة من أظهر النونين أنه أتى به على الأصل، ولم يدغم، فالنون الأولى علم الرفع، والثانية هي الفاصلة بين التاء والفعل، في قولك: ضربني ويضربني.
14- وحجة من شدد أنه أدغم النون الأولى في الثانية؛ لاجتماع المثلين.
15- وحجة من قرأ بنون واحدة أنه حذف إحدى النونين؛ لاجتماع المثلين، وهو ضعيف، إنما أتى ذلك في الشعر؛ لأنه إن حذف النون الأولى حذف علامة الرفع بغير جازم ولا ناصب، وذلك لحن، وإن حذف النون الثانية حذف الفاصلة بين الفعل والياء، فانكسرت النون التي هي علم الرفع، وذلك لا يحسن؛ لأن التقدير فيه أن تكون المحذوفة الثانية؛ لأن التكرير بها وقع، والاستثقال من أجلها دخل، ولأن الأولى علامة الرفع، فهي أولى بالبقاء،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/240]
وكأن الحذف في هذا حُمل على التشبيه بالحذف في «إني وكأني وفإني» وشبهه، والاختيار تشديد النون؛ لأن الأكثر عليه، ولأنه أخف من الإظهار، ولأنه وجه الإعراب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/241]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} [آية/ 64] بنون واحدة مخففة:-
قرأها نافع وحده.
والوجه أن الأصل: تأمرونني بنونين، فحذفت الثانية وهي التي تصحب ياء الضمير المنصوب؛ لأنها كثيرًا ما تُحذف، كقوله:
151- يسوء الفاليات إذا فليني
[الموضح: 1116]
وقرأ ابن عامر {تَأْمُرُونِّي} بنونين.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأن النون الأولى هي التي تلحق الواو التي هي ضمير الفاعلين علامة للرفع، والثانية هي التي تلحق ياء المفعول دعامة لها.
وقرأ الباقون {تَأْمُرُونِّي} بنون مشددة.
والوجه أن الأصل تأمرونني بنونين، فأدغمت النون الأولى في الثانية، وجاز الإدغام، وإن كان ما قبل المدغم ساكنًا؛ لأن الساكن ههنا واو مضموم ما قبلها، فهي تنوب مناب الحركة بالمدة التي فيها.
وقوله {أَعْبُدُ} على حذف أن، والتقدير: تأمرونني بأن أعبد، فلما حذف أن رفع الفعل، كما قال:
152- ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى.
وفتح الياء من {تَأْمُرُونِّي} ابن كثير ونافع، وأسكنها الباقون.
والكلام في مثله قد مضى). [الموضح: 1117]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)}
قوله تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)}
قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:35 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (68) إلى الآية (70) ]

{ونُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70)}

قوله تعالى: {ونُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68)}
قوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس: [وَأُشْرَقَتِ الْأَرْضُ].
[المحتسب: 2/239]
قال أبو الفتح: شرقت الشمس: إذا طلعت، وأشرقت: إذا أضاءت وصفت، وشرقت: إذا احمرت لقربها من الأرض؛ فتكون هذه القراءة التي هي "أشرقت" منقولة من شرقت: إذا طلعت. وأشرقت أبلغ منه؛ لقوة نورها وإضاءتها.
وفي "أشرقت" معنى آخر، وهو أنها إذا أشرقت وأضاءت فإنما زاد نورها، وقد كان قرصها ظاهرا قبل ذلك. وأما شرقت، أي: طلعت فإنها -وإن لم يكن لها صفاء المشرقة- فإنه قد أشرف على الأرض من شخصها عقيب ظلمة الليل قبلها ما هال رائيه ونسخ ما كان من سواد الليل قبله. فهذا القدر -لارتجاله وفجاءة وجه الأرض به- أظهر قدرا من إضاءتها عقيب ما سبق من ظهور قرصها، وطبق الأرض من نورها.
وهذا كان يعطيك رجل عشرة دراهم على حاجة منك إليها؛ فتقع موقعها. فإن زادك هو أو غيره درهما آخر فصارت أحد عشر - فهي لعمري أكثر من عشرة، إلا أن قدر الدرهم المزيد عليها لا يفي بقدر العشرة الواردة على قوة الحاجة، فشرقت كالعشرة، وأشرقت كالأحد عشر، فافهم ذلك ممثلا بإذن الله). [المحتسب: 2/240]

قوله تعالى: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:38 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (71) إلى الآية (75) ]

{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)}


قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فتحت أبوابها (71) و(73)
قرأ الكوفيون " فتحت)، " وفتحت " مخففتين.
وقرأ الباقون (فتّحت) و(فتّحت) مشددتين.
قال أبو منصور: من شدّد فهو أبلغ، وأكثر في باب الفتح من التخفيف). [معاني القراءات وعللها: 2/341] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وابن عامر وابن كثير وأبو عمرو: فتحت* [الزمر/ 71] وفتحت* [الزمر/ 73] مشدّدتين. وعاصم وحمزة والكسائي: يخفّفون.
حجّة التشديد: قوله: جنات عدن مفتحة لهم الأبواب [ص/ 50] والاتفاق عليه وهذا التشديد يختصّ بالكثرة، ووجه التّخفيف: أنّ التخفيف يصلح للقليل والكثير). [الحجة للقراء السبعة: 6/100] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({حتّى إذا جاؤوها فتحت أبوابها} 71 و73
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {فتحت} وفتحت بالتّخفيف وقرأ الباقون بالتّشديد وحجتهم قوله {مفتحة لهم الأبواب} قال اليزيدي كل ما فتح مرّة بعد مرّة فهو التفتيح ووجه التّخفيف
[حجة القراءات: 625]
أن التّخفيف يصلح للقليل والكثير وقالوا لأنّها تفتح مرّة واحدة فإن سأل سائل فقال لم دخلت الواو في {وفتحت} وأين جواب {حتّى إذا جاؤوها} ففي ذلك أجوبة فقال قوم الواو زائدة وقال المبرد إذا وجدت حرفا من كتاب الله تعالى قد اشتمل على معنى حسن لم أجعله ملغى ولكن الواو واو نسق ها هنا التّقدير حتّى إذا جاؤوها وصلوا وفتحت أبوابها وقال أيضا إن الجواب محذوف والمعنى حتّى إذا جاؤوها إلى آخر الآية سعدوا أي حتّى إذا كانت هذه الأشياء صاروا إلى السّعادة وقال قوم معناه حتّى إذا جاؤوها جاؤوها وفتحت أبوابها ف جاؤوها عندهم محذوف وعلى قول هؤلاء يكون اجتمع المجيء مع الدّخول في حال واحد
وقد قيل إن العرب تعد من واحد إلى سبعة ثمّ تزيد الواو كما قال جلّ وعز {التائبون العابدون} ثمّ قال {والناهون} بعد السّبعة وقال {ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم} والله أعلم بذلك). [حجة القراءات: 626] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {فُتِحت}، و{فُتِحَت} قرأهما الكوفيون بالتخفيف، وشدد الباقون، ومثله في {عم يتساءلون} وقد تقدمت علة ذلك في الأنعام). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/241] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {وَسِيقَ الَّذِينَ} [آية/ 71 و73] بإشمام الضم في الحرفين:-
قرأهما ابن عامر والكسائي ويعقوب -يس-.
والوجه أنهم إنما أشموا الضمة ليدلوا بذلك على أن الفعل على فعل بضم
[الموضح: 1117]
الفاء وكسر العين مبنيًا للمفعول به. وقد مضى الكلام على ذلك في أول الكتاب.
وقرأ الباقون و-ح- عن يعقوب {وَسِيقَ} بكسر السين في الحرفين من غير إشمام.
والوجه أنه هو الأصل في هذا الباب، وما سواه داخل عليه؛ لأنه نقلت حركة العين من فعل إلى الفاء، فانكسرت الفاء، فالكسرة في فاء فعل من هذا الباب منقولة إليها من العين، كما أن الكسرة في بعت، والضمة في قلت كذلك، فإذا اشمت الضمة فقد عدل بها عن القياس إرادة للإبانة عن أن الأصل في الصيغة إنما هو الضم قبل القلب). [الموضح: 1118] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {فُتِحَتْ} {وَفُتِحَتْ} [آية/ 71 و73] بالتخفيف فيهما:-
قرأهما الكوفيون، وكذلك في عم يتساءلون: {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ}.
والوجه أن الأفعال تدل على القليل والكثير؛ لكونها مأخوذة من المصادر، فتحتمل الكثرة كما تحتمل القلة، فيصح إطلاق الفعل ههنا على معنى الكثرة وإن لم يكن من التفعيل.
وقرأ الباقون {فُتِحَتْ} {وَفُتِحَتْ} بالتشديد فيهما، وكذلك في عم يتساءلون.
والوجه أن الفعل للتكثير؛ لأن فعل موضوع للدلالة على الكثرة، فجيء باللفظ المنبئ على الكثرة؛ لأن الأبواب جمع). [الموضح: 1118] (م)

قوله تعالى: {قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72)}
قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فتحت أبوابها (71) و(73)
قرأ الكوفيون " فتحت)، " وفتحت " مخففتين.
وقرأ الباقون (فتّحت) و(فتّحت) مشددتين.
قال أبو منصور: من شدّد فهو أبلغ، وأكثر في باب الفتح من التخفيف). [معاني القراءات وعللها: 2/341] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( [.................................................................................................].
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحي
بنا بطن خبت ذي عقاف عقنقل
والجواب الثاني: أن العرب تعد من واحد إلى تسعة وتسمية عشرًا. ثم تزيد واوًا وتسمي واو العشر كقوله تعالى:- {التائبون العابدون.....} سبعة ثم قال {والناهون} بعد السبعة وقال: {مسلمات مؤمنات} عد سبعة، ثم قال: {وأبكارًا}.
والجواب الثالث:- وهو الاختيار ما قال المبرد. قال: قال أبو العباس إذا وجدت حرفًا من كتاب الله قد اشتمل على معنى حسن لم أجعله ملغي، ولكن الواو ها هنا واو نسق، والتقدير: حتى إذا جاءوها وصلوا وفتحت أبوابها وهذا حسن جدا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/258]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وابن عامر وابن كثير وأبو عمرو: فتحت* [الزمر/ 71] وفتحت* [الزمر/ 73] مشدّدتين. وعاصم وحمزة والكسائي: يخفّفون.
حجّة التشديد: قوله: جنات عدن مفتحة لهم الأبواب [ص/ 50] والاتفاق عليه وهذا التشديد يختصّ بالكثرة، ووجه التّخفيف: أنّ التخفيف يصلح للقليل والكثير). [الحجة للقراء السبعة: 6/100] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({حتّى إذا جاؤوها فتحت أبوابها} 71 و73
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {فتحت} وفتحت بالتّخفيف وقرأ الباقون بالتّشديد وحجتهم قوله {مفتحة لهم الأبواب} قال اليزيدي كل ما فتح مرّة بعد مرّة فهو التفتيح ووجه التّخفيف
[حجة القراءات: 625]
أن التّخفيف يصلح للقليل والكثير وقالوا لأنّها تفتح مرّة واحدة فإن سأل سائل فقال لم دخلت الواو في {وفتحت} وأين جواب {حتّى إذا جاؤوها} ففي ذلك أجوبة فقال قوم الواو زائدة وقال المبرد إذا وجدت حرفا من كتاب الله تعالى قد اشتمل على معنى حسن لم أجعله ملغى ولكن الواو واو نسق ها هنا التّقدير حتّى إذا جاؤوها وصلوا وفتحت أبوابها وقال أيضا إن الجواب محذوف والمعنى حتّى إذا جاؤوها إلى آخر الآية سعدوا أي حتّى إذا كانت هذه الأشياء صاروا إلى السّعادة وقال قوم معناه حتّى إذا جاؤوها جاؤوها وفتحت أبوابها ف جاؤوها عندهم محذوف وعلى قول هؤلاء يكون اجتمع المجيء مع الدّخول في حال واحد
وقد قيل إن العرب تعد من واحد إلى سبعة ثمّ تزيد الواو كما قال جلّ وعز {التائبون العابدون} ثمّ قال {والناهون} بعد السّبعة وقال {ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم} والله أعلم بذلك). [حجة القراءات: 626] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {فُتِحت}، و{فُتِحَت} قرأهما الكوفيون بالتخفيف، وشدد الباقون، ومثله في {عم يتساءلون} وقد تقدمت علة ذلك في الأنعام). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/241] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {وَسِيقَ الَّذِينَ} [آية/ 71 و73] بإشمام الضم في الحرفين:-
قرأهما ابن عامر والكسائي ويعقوب -يس-.
والوجه أنهم إنما أشموا الضمة ليدلوا بذلك على أن الفعل على فعل بضم
[الموضح: 1117]
الفاء وكسر العين مبنيًا للمفعول به. وقد مضى الكلام على ذلك في أول الكتاب.
وقرأ الباقون و-ح- عن يعقوب {وَسِيقَ} بكسر السين في الحرفين من غير إشمام.
والوجه أنه هو الأصل في هذا الباب، وما سواه داخل عليه؛ لأنه نقلت حركة العين من فعل إلى الفاء، فانكسرت الفاء، فالكسرة في فاء فعل من هذا الباب منقولة إليها من العين، كما أن الكسرة في بعت، والضمة في قلت كذلك، فإذا اشمت الضمة فقد عدل بها عن القياس إرادة للإبانة عن أن الأصل في الصيغة إنما هو الضم قبل القلب). [الموضح: 1118] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {فُتِحَتْ} {وَفُتِحَتْ} [آية/ 71 و73] بالتخفيف فيهما:-
قرأهما الكوفيون، وكذلك في عم يتساءلون: {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ}.
والوجه أن الأفعال تدل على القليل والكثير؛ لكونها مأخوذة من المصادر، فتحتمل الكثرة كما تحتمل القلة، فيصح إطلاق الفعل ههنا على معنى الكثرة وإن لم يكن من التفعيل.
وقرأ الباقون {فُتِحَتْ} {وَفُتِحَتْ} بالتشديد فيهما، وكذلك في عم يتساءلون.
والوجه أن الفعل للتكثير؛ لأن فعل موضوع للدلالة على الكثرة، فجيء باللفظ المنبئ على الكثرة؛ لأن الأبواب جمع). [الموضح: 1118] (م)

قوله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)}
قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة