جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}؛ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ الَّذِينَ اكْتَسَبُوا المآثمَ، فَكَفَرُوا بِاللَّهِ فِي الدُّنيَا، كانوا فيها مِن الَّذِينَ أقرُّوا بوحدانيَّةِ اللَّهِ، وصدَّقوا بِه، يَضْحَكُونَ؛ استهزاءً منْهُمْ بهم.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يَزِيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ}: فِي الدُّنيَا، يقولونَ: وَاللَّهِ إِنَّ هَؤُلاءِ لكذَبَةٌ، وما هُم عَلَى شيءٍ، استهزاءً بهم). [جامع البيان: 24 / 225-226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}؛ قَالَ: في الدنيا. ويقولون: واللَّهِ إِنَّ هؤلاء لكَذَبَةٌ، وما هم على شَيْءٍ. اسْتِهْزَاءً بِهِم). [الدر المنثور: 15 / 311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أحمدُ في الزُّهْدِ, وابنُ أبي الدُّنيا في الصَّمْتِ, والبَيْهَقِيُّ في الشُّعَبِ, عَنِ الحَسَنِ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ-: «إِنَّ المُسْتَهْزِئِينَ بالنَّاسِ فِي الدُّنْيَا يُفْتَحُ لأَحَدِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ بَابٌ مِنْ أَبْوابِ الجَنَّةِ، فيُقَالُ: هَلُمَّ هَلُمَّ. فيَجِيءُ بكَرْبِه وغَمِّه فإِذَا جاءَ أُغْلِقَ دُونَهُ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ آخَرُ فيُقَالُ: هَلُمَّ هَلُمَّ. فيَجِيءُ بكَرْبِه وغَمِّه، فإِذَا جاءَ أُغْلِقَ دُونَهُ، فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى إِنَّهُ لَيُفْتَحُ لَهُ البَابُ فيَقُولُ: هَلُمَّ هَلُمَّ. فما يَأْتِيهِ مِنْ إِيَاسِهِ» ). [الدر المنثور: 15/ 311]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وكانَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَجْرَمُوا إِذا مرَّ الَّذِينَ آَمَنُوا بهم {يَتَغَامَزُونَ}. يقولُ: كان بَعْضُهُم يَغْمِزُ بعضاً بالمؤمنِ، استهزاءً بِه وسخريةً). [جامع البيان: 24/ 226]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {وَإِذا انقَلَبُوا إلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَاكِهِينَ}؛ يقولُ: وكانَ هَؤُلاءِ الْمُجْرِمُونَ إِذا انصَرَفُوا إلَى أَهْلِهِمْ مِن مجالسِهم، انصَرَفُوا ناعمينَ مُعجبينَ.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني عَلِيٌّ، قالَ: ثنا أبو صَالِحٍ، قالَ: ثني معاويةُ، عن عَلِيٍّ، عن ابْنِ عبَّاسٍ: {انقَلَبُوا فَكِهِينَ}؛ قالَ: معجبينَ.
- حدَّثني يُونُسُ، قالَ: أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: قالَ ابْنُ زيدٍ فِي قولِهِ: {وَإِذا انقَلَبُوا إلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَاكِهِينَ}؛ قالَ: انقَلَبَ ناعماً. قالَ: هَذَا فِي الدُّنيَا، ثُمَّ أُعْقِبَ النَّارَ فِي الآخِرَةِ.
وقد كانَ بَعْضُ أهلِ الْعِلْمِ بكلامِ العربِ يُفَرِّقُ بَينَ معنَى فَاكِهِينَ وفَكِهينَ؛ فَيَقُولُ: معنَى فَاكِهِينَ: ناعمينَ، وفَكهينَ: مَرِحينَ. وكانَ غَيْرُه يقولُ: ذَلِكَ بمعنًى واحدٍ، وإنمَّا هو بمنزلةِ طامعٍ وطَمِعٍ، وباخِلٍ وبَخِلٍ). [جامع البيان: 24/ 226]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {وَإِذا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ}؛ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِذا رَأَى الْمُجْرِمُونَ المؤمنينَ قَالُوا لهم: إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ عن محجَّةِ الحَقِّ وسبيلِ القصْدِ). [جامع البيان: 24/ 227]
تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ}؛ يقولُ جلَّ ثناؤُه: وما بُعثَ هَؤُلاءِ الْكُفَّارُ القائلونَ لِلْمُؤمِنِينَ: إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ. حَافِظِينَ عَلَيْهِم بأَعْمَالِهِمْ. يقولُ: إنمَّا كُلِّفوا الإِيمَانَ بِاللهِ والعملَ بطاعتِهِ، وَلَم يُجعلوا رقباءَ عَلَى غيرِهم يحفظونَ عَلَيْهِم أَعْمَالَهُمْ ويتفقَّدونَها). [جامع البيان: 24/ 227]
تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)}
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا الكلبي، عن أبي صالح: في قول الله عز وجل: {الله يستهزئ بهم} [سورة البقرة: 15]، قال: يقال لأهل النار وهم في النار: اخرجوا، فتفتح لهم أبواب النار، فإذا رأوها قد فتحت أقبلوا إليها يريدون الخروج، والمؤمنون ينظرون إليهم على الأرائك، فإذا انتهوا إلى أبوابها غلقت دونهم، فذلك قوله: {يستهزئ بهم}، ويضحك منهم المؤمنون حين غلقت دونهم، فذلك قوله: {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الأرائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون} [سورة المطففين: 34- 36] ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 603]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا محمد بن يسار، عن قتادة: في قوله: {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون} [سورة المطففين: 34]، قال: ذكر لنا أن كعبًا، كان يقول: إن بين الجنة والنار كوى، فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو كان له في الدنيا اطلع من بعض تلك الكوى، قال الله عز وجل في آية أخرى: {فاطلع فرآه في سواء الجحيم} [سورة الصافات: 55] قال: ذكر لنا: أنه اطلع فرأى جماجم القوم تغلي). [الزهد لابن المبارك: 2/ 604]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى: {من الكفار يضحكون}؛ قال: قال كعب إن بين أهل الجنة وأهل النار كواء لا يشاء رجل من أهل الجنة أن ينظر إلى عدوه من أهل النار إلا فعل). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {فَالْيَوْمَ}، وذلكَ يَومُ القيامةِ، {الَّذِينَ آَمَنُوا} بِاللَّهِ فِي الدُّنيَا، {مِنَ الْكُفَّارِ} فيها، {يَضْحَكُونَ}). [جامع البيان: 24/ 227]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}؛ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: إِنَّ بَيْنَ أَهْلِ الجَنَّةِ وأَهْلِ النَّارِ كُوًى لا يَشَاءُ الرَّجُلُ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَدُوِّه مِنْ أَهْلِ النَّارِ إِلاَّ فَعَلَ). [الدر المنثور: 15/ 311]
تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ}؛ يقولُ: عَلَى سُررِهم الَّتِي فِي الحجالِ ينظرونَ إِلَيْهِم وَهُم فِي الجَنَّةِ، وَالْكُفَّارُ فِي النَّارِ يُعذَّبونَ.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أَبِي، قالَ: ثني عَمِّي، قالَ: ثني أَبِي، عن أبيهِ، عن ابْنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ}؛ قالَ: يعني السُّررَ المرفوعةَ عليها الحجالُ. وكانَ ابْنُ عبَّاسٍ يقولُ: إِنَّ السورَ الذي بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ يُفتحُ لهم فِيه أَبْوَابٌ، فَيَنظُرُ المؤمنونَ إلَى أهلِ النَّارِ والمؤمنونَ عَلَى السُّررِ ينظرونَ كَيفَ يُعذَّبونَ، فيضحكونَ مِنْهُمْ، فيكونُ ذَلِكَ مِمَّا أقرَّ اللَّهُ بِه أَعْيُنَهُمْ كَيفَ ينتقمُ اللَّهُ مِنْهُمْ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يَزِيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِن الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}: ذُكِرَ لنَا أَن كعباً كانَ يقولُ: إِنَّ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ كِوًى، فَإِذا أرادَ الْمُؤْمِنُ أَنْ ينظرَ إلَى عَدُوٍّ كانَ لَهُ فِي الدُّنيَا، اطَّلعَ مِن بَعْضِ الكِوَى، قالَ اللَّهُ جلَّ ثناؤُه: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ}؛ أيْ: فِي وسطِ النَّارِ، وَذُكِرَ لنَا أنَّه رَأَى جماجمَ الْقَوْمِ تغلِي.
- حدَّثنا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قالَ: ثنا ابْنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: قالَ كعبٌ: إِنَّ بَيْنَ أهلِ الجَنَّةِ وَبَيْنَ أهلِ النَّارِ كِوًى، لاَ يَشَاءُ رَجُلٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ أَنْ ينظرَ إلَى غَيْرِه مِن أهلِ النَّارِ إِلاَّ فَعلَ.
- حُدثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا مُعَاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولَ فِي قولِهِ: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرونَ}،كانَ ابْنُ عبَّاسٍ يقولُ: السورُ بَيْنَ أهلِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، فيُفتحُ لأَهْلِ الجَنَّةِ أَبْوَابٌ، فينظرونَ وَهُم عَلَى السُّررِ إلَى أهلِ النَّارِ كَيفَ يُعذَّبونَ، فيضحكونَ مِنْهُمْ، ويكونُ ذَلِكَ مِمَّا يُقِرُّ اللَّهُ بِه أَعْيُنَهُمْ أَنْ يَنظُرُوا إلَى عَدُوِّهِمْ كَيفَ ينتقمُ اللَّهُ مِنْهُمْ.
حدَّثنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}؛ قالَ: يُجاءُ بالكفَّارِ، حتَى يَنظُرُوا إلَى أهلِ الجَنَّةِ فِي الجَنَّةِ عَلَى سُرُرٍ، فحينَ ينظرونَ إِلَيْهِم تُغلقُ دُونَهم الأَبْوَابُ، ويضحكُ أهلُ الجَنَّةِ مِنْهُم، فهو قولُه: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الأَرَائِكِ ينظرونَ} ). [جامع البيان: 24/ 227-229]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {على الأرائك ينظرون}؛ قال أرائك من لؤلؤ وياقوت). [تفسير مجاهد: 2/ 740]
تفسير قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: ... {ثوّب}: «جوزي»). [صحيح البخاري: 6/ 167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (ثُوِّبَ، جُوزِيَ) هُو قَولُ أَبِي عُبَيْدَةَ، ووصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ عن مُجَاهِدٍ أيضًا). [فتح الباري: 8/ 696]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال الفريابيّ: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {هل ثوب الكفّار} قال: هل جوزي الكفّار). [تغليق التعليق: 4/ 363]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (ثُوِّبَ: جُوزِيَ).
أَشَارَ به إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}؛ وَفَسَّرَ ثُوِّبَ بِقَوْلِهِ: جُوزِيَ عَلَى صِيغَةِ المفعولِ مِنَ الجزاءِ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَيْضًا). [عمدة القاري: 19/ 283]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({ثُوِّبَ}؛ أي: (جُوزِيَ) قَالَهُ مُجَاهِدٌ فِيمَا وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ). [إرشاد الساري: 7/ 413]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}؛ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هَلْ أثيبَ الْكُفَّارُ وجُزُوا ثَوَابَ مَا كانوا فِي الدُّنيَا يفعلونَ بِالْمُؤْمِنِينَ مِن سخريتِهم مِنْهُم، وضحكِهم بهم، بضحكِ المؤمنينَ مِنْهُم فِي الآخِرَةِ والمؤمنونَ عَلَى الأَرَائِكِ ينظرونَ، وَهُم فِي النَّارِ يُعذَّبونَ.
و {ثُوِّبَ} فُعِّلَ، مِن الثَّوَابِ والجزاءِ، يُقَالُ منه: ثَوَّبَ فلانٌ فلاناً عَلَى صنيعِه، وأثابَه منه.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عَاصِمٍ، قالَ: ثنا عِيسى، وحدَّثنِي الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابْنِ أَبِي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}؛ قالَ: جُزِيَ.
- حدَّثنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} حِينَ كانوا يَسْخَرُونَ؟). [جامع البيان: 24/ 229]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، {هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون}؛ يقول: هل جوزي الكفار بما كانوا يفعلون). [تفسير مجاهد: 2/ 740]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {هَلْ ثُوِّبَ}؛ قَالَ: جُوزِيَ). [الدر المنثور: 15/ 312]