العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 07:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي القراءات في سورة البقرة

القراءات في سورة البقرة


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:32 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

مقدمات القراءات في سورة البقرة

قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (سُورَة الْبَقَرَة). [السبعة في القراءات: 127]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (الْقِرَاءَة فِي سُورَة الْبَقَرَة وَمَعْرِفَة اخْتلَافهمْ). [السبعة في القراءات: 128]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (البقرة). [الغاية في القراءات العشر: 143]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (سورة البقرة).[المنتهى: 2/551]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (اختلافهم في سورة البقرة). [التبصرة: 63]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فمن ذلك: سورة البقرة). [التبصرة: 153]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة البقرة). [التيسير في القراءات السبع: 225]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(سورة البقرة) ). [تحبير التيسير: 282]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (سورة البقرة). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (سورة البقرة). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (سورة البقرة). [الشاطبية: 36]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (سورة البقرة). [فتح الوصيد: 2/620]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [2] سورة البقرة). [كنز المعاني: 2/5]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (سورة البقرة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/278]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (سورة البقرة). [الوافي في شرح الشاطبية: 199] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُوْرَةُ الْبَقَرَةِ). [الدرة المضية: 22]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(سورة البقرة). [شرح الدرة المضيئة: 86]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذِكْرُ اخْتِلَافِهِمْ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سورة البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة البقرة). [طيبة النشر: 61]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة البقرة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة البقرة
...
تقدم التنبيه على أن الصحيح صحة هذه الترجمة، وأن من قال: لا يقال [إلا]: السورة التي يذكر فيها البقرة- مخالف لصريح ما ورد في السنة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سورة البقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/370]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة البقرة). [غيث النفع: 330]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): (سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/27]

«فرش الحروف» وما ورد في معناها:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ذكر اختلافهم فيما قلّ دوره من الحروف). [التبصرة: 153]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (باب ذكر فرش الحروف). [التيسير في القراءات السبع: 223]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (باب ذكر فرش الحروف). [تحبير التيسير: 282]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (باب فرش الحروف). [الشاطبية: 36]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
باب فرش الحروف
القراء يسمون ما قل دوره من الحروف فرشًا لانتشاره؛ فكأنه انفرش. إذ كانت الأصول ينسحب حكم الواحد منها على الجميع). [فتح الوصيد: 2/619]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (قال الشيخ رحمه الله: القراء يسمون ما قل دوره من الحروف: فرشًا؛ لانتشاره، فكأنه انفرش، إذ كانت الأصول ينسحب حكم الواحد منها على الجميع.
قلت: وسماه بعضهم: الفروع على مقابلة الأصول، ويأتي في الفرش مواضع مطردة حيث وقعت وهي بالأصول أشبه منها بالفرش، مثل إمالة التوراة، وفواتح السور، والكلام في "هأنتم" والاستفهامين، وتاءات البزي، والتشديد، والتخفيف في "ينزل" وبابه، ويقع في نسخ القصيدة ترجمة سورة البقرة في هذا الموضع، ولم يزد صاحب التيسير على قوله: "باب ذكر فرش الحروف"، وقدم ترجمة سورة البقرة في أول باب هاء الكناية، وقد تقدم ثَم معنى ذلك، وبيان صحة ما فعله، وبالله التوفيق). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/278]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (30 باب فرش الحروف- سورة البقرة
الفرش: مصدر فرش إذا نشر وبسط، فالفرش معناه: النشر والبسط، والحروف:
جمع حرف، والحرف: القراءة يقال: حرف نافع حرف حمزة أي قراءته، وسمى الكلام على كل حرف في موضعه من الحروف المختلف فيها بين القراء فرشا؛ لانتشار هذه الحروف في مواضعها من سور القرآن الكريم، فكأنها انفرشت في السور بخلاف الأصول فإن حكم الواحد منها ينسحب على الجميع وهذا باعتبار الغالب في الفرش والأصول؛ إذ قد يوجد في الفرش ما يطرد الحكم فيه كقوله: (وحيث أتاك القدس إسكان داله دواء) البيت. وقوله: (وها هو بعد الواو والفا ولامها) البيت. وقوله:
(وإضجاعك التوراة مارد حسنه إلخ) وقد يذكر في الأصول ما لا يطرد كالمواضع المخصوصة التي ذكرها في الهمزتين من كلمة ومن كلمتين، والكلمات المعينة في باب الإمالة، وفي باب الإدغام الصغير، وفي ياءات الإضافة، وياءات الزوائد. فالتسمية في كل من الأصول والفرش باعتبار الكثير الغالب). [الوافي في شرح الشاطبية: 199]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (16 - بَابُ فَرْشِ الْحُرُوفِ). [الدرة المضية: 22]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ولما فرغ من ذكر الأصول شرع يتكلم على الفرش فقال:
باب فرش الحروف). [شرح الدرة المضيئة: 86]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (بَابُ فَرْشِ الْحُرُوفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (باب فرش الحروف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (باب فرش الحروف). [طيبة النشر: 61]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (باب فرش الحروف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أي ما قل دوره ولم يطرد، وإنما أطلق القراء عليه فرشا لانتشاره كأنه انفرش وتفرق في السور وانتشر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (باب فرش الحروف
الفرش: مصدر فرش، أي: نشر، واصطلح أكثر القراء على تسمية المسائل المذكورة بأعيانها فرشا؛ لانتشارها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/142]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مكية في قول ابن عباس، ومدنية في قول مجاهد). [التبصرة: 63]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مدنية). [التبصرة: 153]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وهي مدنية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مدنية). [إتحاف فضلاء البشر: 1/370]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مدنية إجماعًا، قيل إلا قوله تعالى: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية، فإنها نزلت يوم النحر بمنى، وهذا بناء على غير الصحيح، وهو أن ما نزل بمكة بعد الهجرة يسمى مكيًا، والصحيح أن ما نزل قبل الهجرة مكي سواء نزل بمكة أو غيرها، وما نزل بعدها مدني سواء نزل بالمدينة أو مكة أو غيرهما من الأسفار). [غيث النفع: 330]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائتا آية وثمانون وخمس آيات في المدني، وست في الكوفي). [التبصرة: 153]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وآيها مائتان وثمانون وست كوفي، وسبع بصري، وخمس في الباقي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الفواصل
آيها مائتان وثمانون وخمس: حجازي وشامي وست كوفي وسبع بصري.
اختلافها ثلاث عشرة ألم كوفي "عَذَابٌ أَلِيمٌ" شامي وترك "إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" إلا "خائفين" بصري "يَا أُولِي الْأَلْبَاب" مدني أخير وعراقي وشامي بخلف عنه "مِنْ خَلاقٍ" الثاني تركها مدني أخير "وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" غير مكي بخلف عنه "مَاذَا يُنْفِقُون" حجازي إلا إياه و"لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون"
[إتحاف فضلاء البشر: 1/370]
الأولى مدني أخير وكوفي وشامي "قَوْلًا مَعْرُوفًا" بصري "الحي القيوم" حجازي إلا الأول وبصري وعدها الكل أول آل عمران وتركها بـ"طه" "مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ" مدني أول.
وفيها مشبه الفاصلة اثنا عشر:
من خلاق الأول "وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ" "هم في شقاق، والأنفس والثمرات، في بطونهم إلا النار، طعام مسكين، من الهدى والفرقان، والحرمات قصاص، عند المشعر الحرام، ماذا ينفقون" الأول "منه تنفقون، ولا شهيد" وغلط من عزاها إلى المكي.
وما يشبه الوسط اثنان: "كن فيكون، ليكتمون الحق وهم يعلمون"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/371] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وآيها مئتان وثمانون وسبع بصرى، وست كوفين وفي قول مكي، وخمس في الباقي، ومكي في القول الآخر، جلالها اثنان وثمانون ومئتان). [غيث النفع: 330]

ياءات الإضافة:
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (الياءات
{إني أعلم} [30، 33]، و{مني إلا} [249]: بالفتح مدني، وأبو عمرو،
[المنتهى: 2/614]
وافق مكي في {إني}
زاد مدني {بيتي} [125]، وزاد ورش، وأبو مروان {وليؤمنوا بي} [186].
وفتح مكي، ويونس طريق دلبة {فاذكروني} [152]، وفتح سلام، وحفص، وهشام {بيتي} [125]، وأسكن حمزة، وحفص غير البختري {عهدي}[124]، زاد حمزة، وحمصي {ربي الذي} [258]، وأسكن {نعمتي التي أنعمت عليكم} [40، 47، 122] فيهن المفضل.
(هداي) [38]: ساكنه الياء: ورش طريق ابن عيسى، بكسرة الدال علي غير الليث وابن بكار. {الداع} [186]، {و دعاني} [186]، و{اتقون} [197]:
[المنتهى: 2/615]
بياء بصري غير أيوب، ويزيد، وإسماعيل، وأبو مروان، وافق ورش إلا في {واتقون}، زاد ابن أيوب عن الأزرق عن ورش {إذا دعان}، وأبو نشيط طريق ابن بویان، والحلواني طريق أبي عوني وابن حماد في {دعان}، زاد سلام، ويعقوب، والعباس {فارهبون} [40]، و{فاتقون} [41]، {ولا تكفرون} [152].
وكلهم أثبت الياء في الوصل غير سلام ويعقوب، فإنهما أثبتا وصلًا ووقفًا، وافقهما قنبل طريق
[المنتهى: 2/616]
ابن الصلت في {الداع}، و{دعان}، و{فاتقون} ). [المنتهى: 2/617]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (واختلفوا في فتح ياء الإضافة وإسكانها في ثمانية مواضع: من ذلك [(إني أعلم) (إنى أعلم)] قرأ الحرميان وأبو عمرو بالفتح، ونستغني في جميع الياءات عن ذكر الباقين لأنه ليس إلا فتح أو إسكان، فإذا ذكرنا من قرأ بالإسكان فمعلوم أن الباقين قرأوا بالفتح، وكذلك إن ذكرنا من قرأ بالفتح علم أن الباقين قرأوا بالإسكان، وأكثر ياءات الإضافة تجرى على أصول، فمن ذلك أن كل ياء إضافة بعدها همزة مفتوحة فأهل الحرمين وأبو عمرو بالفتح، هذا هو الأكثر وقد
[التبصرة: 173]
يخرج عن هذا الأصل الشيء اليسير ستراه في مواضعه إن شاء الله، ومن ذلك أيضًا أن كل ياء إضافة بعدها همزة مكسورة فنافع وأبو عمرو بالفتح، وقد خرج عن هذا الأصل مواضع تقف عليها، وأعني بذلك ما وقع فيه الاختلاف من الياءات، لأن في القرآن ياءات كثيرة لم يختلف القراء في فتحها وياءات كثيرة لم يختلفوا في إسكانها، فالمراد ما وقع فيه الاختلاف من الياءات وهو ما نذكره في أواخر السور، ومن ذلك أن كل ياء إضافة بعدها همزة مضمومة فإن نافعًا وحده يفتح، ولم يخرج عن هذا الأصل شيء من الياءات؛ ومما في هذه السورة (عهدي الظالمين) قرأ حفص وحمزة بالإسكان.
(بيتي للطائفين) قرأ نافع وحفص وهشام بالفتح.
(فاذكروني أذكركم) ابن كثير بالفتح.
(وليؤمنوا بي) ورش وحده بالفتح.
(مني إلا من اغترف) نافع وأبو عمرو بالفتح.
(ربي الذي يحيي) حمزة وحده بالإسكان). [التبصرة: 174]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ياءاتها ثمان:
{إني أعلم} (30) و: {إني أعلم} (33) فتحهما الحرميان، وأبو عمرو.
{عهدي الظالمين} (124) سكنها حفص، وحمزة.
[التيسير في القراءات السبع: 247]
{بيتي للطائفين} (125) فتحها نافع، وحفص، وهشام.
{فاذكروني أذكركم} (152) فتحها ابن كثير.
{بي لعلهم} (186) فتحها ورش.
{مني إلا من} (249) فتحها نافع، وأبو عمرو.
{ربي الذي يحيي} (258) سكنها حمزة.
وفيها من المحذوفات ثلاث:
{الداع إذا دعان} (186) أثبتهما في الوصل ورش وأبو عمرو.
{واتقون يا أولي الألباب} (197) أثبتها في الوصل أبو عمرو.
* قال أبو عمرو:
وكذلك أفعل في أواخر السور في الياءات، أحذف قراءة الباقين، من فتح وإسكان، وإثبات وحذف، لارتفاع الإشكال في ذلك كله، وبالله تعالى التوفيق). [التيسير في القراءات السبع: 248]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ياءاتها ثمان: (إنّي أعلم وإنّي أعلم) فتحهما الحرميان وأبو عمرو وأبو جعفر.
(عهدي الظّالمين) سكنها حفص وحمزة. (بيتي للطائفين) فتحها نافع وأبو جعفر وحفص وهشام. (فاذكروني أذكركم) فتحها ابن كثير. (وليؤمنوا بي لعلّهم) فتحها ورش. (مني إلّا من) فتحها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. (ربّي الّذي يحيي ويميت) سكنها حمزة). [تحبير التيسير: 317]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (ياءاتها ثمان:
فتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَعْلَمُ} فيهما [30، 33].
ونافع وأبو عمرو {مِنِّي إِلَّا} [249].
ونافع وحفص وهشام {بَيْتِيَ} [125]، وكذلك في [الحج: 26].
وابن كثير {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [152].
وورش {بِي لَعَلَّهُمْ} [186].
[الإقناع: 2/616]
الإسكان: سكن حمزة وحفص {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [124]، وحمزة {رَبِّيَ الَّذِي} [258]). [الإقناع: 2/617]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (545 - وَبَيْتِي وَعَهْدِي فَاذُكُرُونِي مُضَافُهَا = وَرَبِّي وَبِي مِنِّي وَإِنِّي مَعاً حُلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([545] وبيتي وعهدي فاذكروني مضافها = وربي وبي مني وإني معًا حلا
إنما ذكر ياءات الإضافة في أواخر السور، لأن السو فيها ياءات يشتبهن بهن، وهن ما لا خلاف فيه بين القراء المذكورين نحو: {نعمتي التي}، وقد وقعت في ثلاثة مواضع في هذه السورة.
ولذلك لم يحتج إلى ذكر الزوائد، لأنها مذكورة ياءً ياءً في الأصول). [فتح الوصيد: 2/763]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [545] وبيتي وعهدي فاذكروني مضافها = وربي وبي مني وإني معًا حلا
ح: (بيتي) وما بعده إلى (إني): مبتدأ، (مضافها): خبر، أو خبر الألفاظ الثلاثة الأولى، و(ربي) وما بعده: مبتدأ، (حُلا): خبره، أي: ذوات حُلا.
ص: يذكر ياءات الإضافة المختلف فيها في آخر كل سورة، لأنه لم يفصلها في بابها، بخلاف الياءات الزوائد، فإنه فصلها فلم يحتج إلى بيانها خلف كل سورة.
وياءات الإضافة المختلف فيها في هذه السورة ثمان: {بيتي للطائفين} [125]، {عهدي الظالمين} [124]، {فاذكروني أذكركم} [152]، {ربي الذي يحي} [258]، {بي لعلهم يرشدون} [186]، {فإنه مني إلا من اغترف} [249]، {إني أعلم ما لا تعلمون} [30]، {إني أعلم غيب السموات} [33]، وهذا معنى: {إني معًا} ). [كنز المعاني: 2/93]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (543- وَبَيْتِي وَعَهْدِي فَاذُكُرُونِي مُضَافُهَا،.. وَرَبِّي وَبِي مِنِّي وَإِنِّي مَعًا حُلا
أي في هذه السورة من ياءات الإضافة المختلف في فتحها وإسكانها على ما تقرر في بابها ثماني ياءات، وإنما ذكر في آخر كل سورة ما فيها من ياءات الإضافة؛ لأنه لم ينص عليها بأعيانها في بابها، وإنما ذكرها على الإجمال فبين ما في كل سورة من الياءات المختلف فيها؛ لتنفصل من المجمع عليها ويأخذ الحكم فيما يذكره من الياءات السابق في أحكامها، ولم يذكر الزوائد؛ لأنها كلها منصوص عليها بأعيانها في بابها، وصاحب التيسير لما لم ينص على الجميع بأعيانها في البابين احتاج إلى ذكر الأمرين في آخر كل سورة، وبيان حكم كل ياء منها فتحا وإسكانًا، حذفا وإثباتا وزاد بعض المصنفين في آخر كل سورة ذكر ما فيها من كلمات الإدغام الكبير مفروشة أما الياءات الثماني المنصوصة فنشرحها ونبين أحكامها؛ استذكارا لما سبق بيانه قوله تعالى:
{بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}، فتحها نافع وهشام وحفص.
{عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، سكنها حمزة وحفص.
{فَاذْكُرُونِي اذْكُرْكُمْ}، فتحها ابن كثير وحده.
{رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي}، سكنها حمزة وحده.
{بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، فتحها ورش وحده
{مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ}، فتحها نافع وأبو عمرو.
{إِنِّي اعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}، {إِنِّي اعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ}، فتحها الحرميان وأبو عمرو، فهذا معنى قوله: وإني معا؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/390]
أي: تكررت مرتين وحلا؛ أي: هي حلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/391]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (545 - وبيتي وعهدي فاذكروني مضافها ... وربّي وبي منّي وإنّي معا حلا
في هذه السورة ثمان من ياءات الإضافة المختلف فيها بين القراء فتحا وإسكانا: بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ*، عَهْدِي الظَّالِمِينَ، فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ، رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ، فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ، إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ، إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ). [الوافي في شرح الشاطبية: 230]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ) ثَمَانٍ. تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهَا إِجْمَالًا فِي بَابِهَا إِنِّي أَعْلَمُ الْمَوْضِعَانِ فَتَحَهُمَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو عَهْدِي الظَّالِمِينَ أَسْكَنَهَا حَمْزَةُ وَحَفْصٌ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَهِشَامٌ وَحَفْصٌ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ فَتَحَهَا ابْنُ كَثِيرٍ وَلْيُؤْمِنُوا بِي فَتَحَهَا وَرْشٌ، مِنِّي إِلَّا فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو رَبِّيَ الَّذِي سَكَّنَهَا حَمْزَةُ (وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الزَّوَائِدِ) سِتٌّ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهَا إِجْمَالًا فَارْهَبُونِ، فَاتَّقُونِ. تَكْفُرُونَ أَثْبَتَهُنَّ فِي الْحَالَتَيْنِ يَعْقُوبُ الدَّاعِ إِذَا أَثْبَتَ الْبَاءَ فِي الْوَصْلِ أَبُو عَمْرٍو وَوَرْشٌ وَأَبُو جَعْفَرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قَالُونَ كَمَا تَقَدَّمَ وَأَثْبَتَهَا يَعْقُوبُ فِي الْحَالَيْنِ دَعَانِ أَثْبَتَ الْيَاءَ فِيهَا وَصْلًا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَوَرْشٌ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قَالُونَ كَمَا تَقَدَّمَ وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَتَيْنِ يَعْقُوبُ وَاتَّقُونِ يَاأُولِي أَثْبَتَ الْيَاءَ وَصْلًا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ. وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ). [النشر في القراءات العشر: 2/237]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ياءات الإضافة ثمان:
{إني أعلم} [30، 33] معًا فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.
{عهدي الظالمين} [124] سكنها حمزة وحفص.
{بيتي للطائفين} [125] فتحها المدنيان وهشام وحفص.
{فاذكروني أذكركم} [152] فتحها ابن كثير.
{بي لعلهم} [186] فتحها ورش.
{مني إلا} [249] فتحها المدنيان وأبو عمرو.
{ربي الذي} [258] سكنها حمزة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 478]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (فيها من ياءات الإضافة ثمان ياءات: إني أعلم الموضعان [البقرة: 30، 33] فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.
عهدي الظّالمين [البقرة: 124] أسكنها حمزة وحفص.
بيتي للطّآئفين [البقرة: 125] [فتحها] المدنيان وهشام وحفص.
فاذكروني أذكركم [البقرة: 152]، فتحها ابن كثير وليؤمنوا بي [البقرة: 186]، فتحها ورش.
مني إلا [البقرة: 249] فتحها المدنيان وأبو عمرو.
ربي الذي [البقرة: 258] أسكنها حمزة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/229]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ياءات الإضافة
ثمان تقدم الكلام عليها إجمالا في بابها، ثم تفصيلا في محالها وهي: "إِنِّي أَعْلَم" [الآية: 30، 33] معا "عَهْدِي الظَّالِمِين" [الآية: 123] "بَيْتِيَ لِلطَّائِفِين" [الآية: 125] "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُم" [الآية: 152] "وَلْيُؤْمِنُوا بِي" [الآية: 186، 186] "مِنِّي إِلَّا" [الآية: 239] "رَبِّيَ الَّذِي" [الآية: 258] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/466]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وياءات الإضافة فيها ثمان: {إني أعلم} [30 33] معًا و{عهدي الظالمين} [124] {بيتي للطائفين} [125] {فاذكروني أذكركم} [152] {وليؤمنوا بي} [186] {مني إلا} [249[ {ربي الذي} [258] ). [غيث النفع: 455]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الإضافة ثمان:
{وإني أعلم} [30، 33] في الموضعين فتحها أبو جعفر {عهدي الظالمين} [124] فتحها كلهم {بيتي للطائفين} [125] فتحها أبو جعفر {ربي الذي يحيي} [258] فتحها كلهم {فاذكروني أذكركم} [153] سكنها كلهم {وليؤمنوا بي} [186] أيضًا و{مني إلا} [249] فتحها أبو جعفر وسكنها الآخران). [شرح الدرة المضيئة: 107]

ياءات الزوائد:
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وفي هذه السورة من ياءات الزوائد ثلاث ياءات:
{أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، أثبتها أبو عمرو وورش في الوصل وقالون على رواية.
{وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْالْبَابِ}، أثبتها أبو عمرو وحده في الوصل، وكنت قد طلب مني نظم الزوائد في أواخر السور تبعا لياءات الإضافة ففعلت ذلك في نيف وعشرين بيتا سيأتي ذكرها مفرقة في أواخر السور التي تكون فيها، وقلت في آخر سورة البقرة بيتا ابتدأته بعد ياءات الإضافة المنظومة وهو:
فتلك ثمانٍ والزوائد واتقو،.. ن من قبلها الداعي دعاني قد انجلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/391]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (والزوائد ست:
{فارهبون} [40]، {فاتقون} [41]، {تكفرون} [152] أثبتهن في الحالين يعقوب.
{الداع إذا دعان} [186] أثبتهما وصلًا أبو عمرو وأبو جعفر وورش، واختلف فيهما عن قالون كما تقدم، وأثبتهما يعقوب في الحالين.
{واتقون يا أولي الألباب} [197] أثبتها وصلًا أبو عمرو وأبو جعفر، وفي الحالين يعقوب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 478]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وفيها من ياءات الزوائد ست: فارهبوني [البقرة: 40]، [و] فاتقوني [البقرة: 41]، [و] تكفروني [البقرة: 152] أثبتهن في الحالين يعقوب.
الداعي إذا [البقرة: 186] أثبتها وصلا أبو عمرو، وورش وأبو جعفر، واختلف عن قالون كما تقدم، وأثبتها يعقوب في الحالين.
دعاني [البقرة: 186] أثبت الياء وصلا أبو جعفر وأبو عمرو [وورش]، واختلف عن قالون كما تقدم، [وأثبتها في الحالين] يعقوب.
واتقوني يا أولى [البقرة: 197] أثبتها وصلا أبو جعفر، وأثبتها يعقوب في الحالين، والله الموفق للصواب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/229]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ياءات الزوائد
ست تقدمت إجمالا ثم تفصيلا كذلك وهي "فارهبون" [الآية: 40] "فاتقون" [الآية: 41] "تكفرون" [الآية: 152] "الدَّاعِ إِذَا دَعَان" الآية: [186] "وَاتَّقُونِ يَا أُولِي" [الآية: 197] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/466]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومن الزوائد ثلاث: {الداع إذا} و{دعان} [186] {واتقون} [197].
ومدغمها من الكبير: أربع وثمانون، وقال الجعبري وقلده غيره ثمانون، والصواب ما ذكرناه.
ومن الصغير: تسعة عشر، والله أعلم). [غيث النفع: 455]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الزوائد ست:
{الداع إذا دعان} [186] {واتقون يا أولي} [197] أثبت الثلاثة في الوصل أبو جعفر وفي الحالين يعقوب و{فارهبون} [40] {فاتقون} [41] {ولا تكفرون} [152] أثبتهن في الحالين يعقوب والله الموفق). [شرح الدرة المضيئة: 107]

ياءات الْإِضَافَة المكسور مَا قبلهَا
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة المكسور مَا قبلهَا
وَاخْتلفُوا فِي تَحْرِيك يَاء الْإِضَافَة المكسور مَا قبلهَا فِي أحد عشر موضعا من هَذِه السُّورَة
فَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو {إِنِّي أعلم مَا لَا} 30 و{إِنِّي أعلم غيب السَّمَاوَات وَالْأَرْض} 33 و{عهدي الظَّالِمين} 124 و{فَإِنَّهُ مني إِلَّا} 249 و{رَبِّي الَّذِي} 258 بتحريك الْيَاء
وتابعهما ابْن كثير إِلَّا فِي قَوْله {فَإِنَّهُ مني إِلَّا} فَإِنَّهُ أسكن الْيَاء
وَانْفَرَدَ ابْن كثير فِي قَوْله {فاذكروني أذكركم} 152 بِفَتْح الْيَاء
وَكَذَلِكَ روى أَبُو قُرَّة عَن نَافِع
وَانْفَرَدَ نَافِع فِي رِوَايَة ورش بِفَتْح {وليؤمنوا بِي لَعَلَّهُم} 186 وَلم يروه عَنهُ غير ورش
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَابْن عَامر وَالْكسَائِيّ {عهدي الظَّالِمين} و{رَبِّي الَّذِي}
وَلم يُحَرك حَفْص فِي رِوَايَته عَن عَاصِم {عهدي الظَّالِمين}
وَانْفَرَدَ نَافِع بِالْفَتْح فِي قَوْله {بَيْتِي للطائفين} 125
وَكَذَلِكَ روى حَفْص عَن عَاصِم
وَلم يُحَرك حَمْزَة من هَذِه الياءات شَيْئا
وروى الْمفضل عَن عَاصِم أَنه لم يُحَرك الْيَاء فِي قَوْله {نعمتي الَّتِي} وَهِي فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع 40 47
122 - وَلم يَخْتَلِفُوا كلهم فِي تحريكها
وَلم يروها عَن عَاصِم غير الْمفضل). [السبعة في القراءات: 196 - 197]

ياءات الْإِضَافَة المحذوفة من الرَّسْم
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة المحذوفة من الرَّسْم
قَالَ أَبُو بكر فَأَما الياءات المحذوفة من الْكتاب لكسر مَا قبلهَا فَفِي هَذِه السُّورَة مِنْهُنَّ سِتّ ياءات قَوْله {فارهبون} 40 و{فاتقون}
[السبعة في القراءات: 197]
{وَلَا تكفرون} 152 و{الداع إِذا دعان} 186 {واتقون} 197
وَاخْتلف فِي ثَلَاث مِنْهُنَّ فِي {الداع} و{دعان} {واتقون}
فَقَرَأَ عَاصِم وَابْن كثير وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ بِغَيْر يَاء فِي الْوَصْل وَالْوَقْف
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو هَذِه الثَّلَاثَة الأحرف بِالْيَاءِ فِي الْوَصْل وَبِغير يَاء فِي الْوَقْف
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَأَخُوهُ يَعْقُوب بن جَعْفَر وَابْن جماز وورش وَأَبُو بكر بن أبي أويس أَنه كَانَ يثبت الْيَاء فِي قَوْله {الداع إِذا دعان} إِذا وصل ويحذفها فِي الْوَقْف
وَقَالَ أَبُو خُلَيْد عتبَة بن حَمَّاد عَنهُ {الداع} بياء فِي الْوَصْل وَلم يذكر {دعان}
وَقَالَ الْمسَيبِي {الداع إِذا دعان} جَمِيعًا بِغَيْر يَاء
هَذِه رِوَايَة ابْن سَعْدَان عَن الْمسَيبِي
وَقَالَ قالون عَنهُ إِنَّه وصل {الداع} بياء ووقف بِغَيْر يَاء وَلم يذكر {دعان} فِي وصل وَلَا وقف
وَقَالَ ابْن جماز وَإِسْمَاعِيل عَن نَافِع {واتقون يَا أولي} بياء فِي الْوَصْل ووقف بِغَيْر يَاء
وَقَالَ الْمسَيبِي وقالون وَغَيرهمَا عَن نَافِع إِنَّه قَرَأَ بِغَيْر يَاء فِي وصل ووقف). [السبعة في القراءات: 198]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (وسيأتي ذكر حذف الياءات وإثباتها وفتحها وإرسالها آخر الكتاب إن شاء الله تعالى). [الغاية في القراءات العشر: 208]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (واختلفوا فيما حذف من المصاحف في ثلاثة مواضع، وهي (الداع إذا دعان) قرأ ورش وأبو مرو فيهما بياء في الوصل دون الوقف، وحذفهما الباقون في الوصل والوقف، قرأ أبو عمرو (واتقون) بياء في الوصل دون الوقف، وقرأ الباقون بالحذف في الحالين). [التبصرة: 175]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (المحذوفات ثلاثة: {الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [186]، و{وَاتَّقُونِ} [197].
أثبتهن في الوصل أبو عمرو.
وافق ورش إلا في {وَاتَّقُونِ}، وابن بويان عن أبي نشيط كورش). [الإقناع: 2/617]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وفيها من المحذوفات ثلاث وثلاث: (الداع إذا دعان) أثبتهما في الوصل ورش وأبو جعفر وأبو عمرو وفي الحالين يعقوب، (واتقون يا أولي الألباب) أثبتها في الوصل أبو جعفر [وأبو عمرو] قلت: وفي الحالين يعقوب. (فارهبون واتقون ولا تكفرون) [أثبت الثّلاث في الحالين بعقوب]. والله الموفق. قال أبو عمرو: وكذا أفعل في أواخر السّور في الياءات وأحذف قراءة الباقين من فتح وإسكان وإثبات وحذف لارتفاع الإشكال في ذلك كله وباللّه التّوفيق). [تحبير التيسير: 318]

هاء الكناية:
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{فيه هدى} أشبع كل هاء كناية مكي، وافقه (حفص) في قوله {فيه مهاناً} ). [الغاية في القراءات العشر: 143]

الإمالات:
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (ذكر الإمالات
...
البقرة
(ومن الناس) (8) بكسر النون في جميع القرآن إذا كان خفضاً وكذلك نصير، ولا يميل (في آذانهم) و(آذاننا)، (وفي العذاب) حيث كان.
(الأرض فراشاً والسماء بناءً) (22) بكسر الراء والنوم منهما كسراً لطيفاً. (وأتوا به متشابهاً) (25) يميل الشين قليلاً. (إني جاعل) (30) يميل الجيم قليلاً.
(أول كافرٍ به) (41) يميل الكاف. (مع الراكعين) (43). (على طعام واحدٍ) (61) يميل الراء والواو في الخفض حيث كان (من الجاهلين) (67) والجاهلون، يميله في الرفع والخفض كل القرآن (وبالوالدين) (83) وبوالديه يميل الواو كل القرآن. (إحساناً) (83)
[الغاية في القراءات العشر: 459]
يميل السين قليلاً. (أسارى) (85) يميل السين قليلاً. (النصارى) يميل الصاد قليلاً.
في كل القرآن (القيامة) يميل الياء حيث كان. (ببابل) (102)، قليلاً. (من أهل الكتاب) (105) يميلها في الخفض كل القرآن. (جاعلك) (124) (بلداً آمناً) (126) يميل الألف منه في الرفع والخفض والنصب، (وإسماعيل) (127) (يميل .......) في جميع القرآن.
(بتابع قبلتهم) و(بتابع قبلة بعضٍ) (145) يميل هنا قليلاً، (أنا الله) (156) يميل النون ولا يميل (إنا إليه) (شاكر عليم) (158) يميل الشين في الرفع والنصب والخفض. (في الكتاب) (159)، و(الناس) (161) (ومن الناس) يميلهما في الخفض وقد ذكرته.
(بخارجين) (167) يميل الخاء منه كل القرآن، (والمساكين... والسائلين) (177) يميل السين منهما قليلاً. (بإحسان) (178) (للوالدين) (180) (سألك عبادي) (186) يميل الباء قليلاً. (دعوة الداع) (186) قليلاً، (إلى نسائكم) (187) (في المساجد) (187) (عشرة كاملة) (196) ولا يميل (كافرة) في الوصل، فإذا وقف أمال. والله أعلم.
(سريع الحساب) (202)، و(حساباً) في الخفض حيث كان والنصب كل القرآن (بالعباد) (287) يميل الباء في الخفض حيث كان، (فللوالدين واليتامى والمساكين) (295) يميل الواو والتاء والسين
[الغاية في القراءات العشر: 460 ]
(قتال فيه) (217) يميل التاء في الخفض حيث كان (من نسائهم) (226)، و(للرجال) (228) يميل الجيم في الحركات الثلاث حيث كان، (بإحسان) (229) (كاملين) (233) يميل الكاف (وعلى الوارث) (233) (من خطبة النساء) (235) (غير إخراج) (240)، (ولستم بآخذيه) (267) يميل الهمزة، (يحسبهم الجاهل) (273) {كاتب} (282)، و(كاتباً) (283) في الرفع والخفض والنصب (من رجالكم) (282) (وكتبه) (285) ). [الغاية في القراءات العشر: 461]

الممال:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{هدى} [2 5] معًا لدى الوقف، و{بالهدى} [16] لهم.
{أبصارهم} [7 20] معًا، و{بالكافرين} و{للكافرين} لهما ودوري.
{غشاوة} [7] و{مطهرة} [25] لعلي إن وقف، إلا أن الأول لا خلاف فيه، الثاني فيه وجهان الفتح والإمالة.
{الناس} [8] المجرور لدوري.
{فزادهم} [19] و{شاء} [20] لحمزة وابن ذكوان.
{طغيانهم} [15] و{ءاذانهم} [19] لدوري علي.
[غيث النفع: 353]
فوائد:
الأولى: اقتصرنا على الإمالة في {هدى} ونحوه إذا وقف عليه، وهو الصواب، وما ذكره في قوله:
وقد فخموا التنوين وقفًا ورققوا ... إلخ، منكر، لا يوجد في كتاب من كتب القراءات، بل هو كما قال المحقق: «مذهب نحوي لا أدائي، دعا إليه القياس، لا الرواية» انتهى.
فإن قلت: قولك لا يوجد ... إلخ، ممنوع، بل هو في شراحه، لأنهم قد حكوا ثلاثة مذاهب، الفتح مطلقًا، والإمالة مطلقًا، الثالث الإمالة في المرفوع والمجرور، وفتح المنصوب.
قلت: شراحه ومن بعدهم مقلدون له، ولصاحبه الشارح الأول أبي الحسن السخاوي، فهم وإن تعددوا حكمهم حكم رجل واحد، ولم أر أحدًا منهم صرح أنه قرأ به، بل صرحوا أنهم قرءوا بالإمالة مطلقًا وهو الحق الذي لا شك فيه، ولم يذكر الداني رحمه الله تعالى في كتاب الإمالة ولا غيره سواه، وحكى غير واحد من أئمتنا الإجماع عليه.
فإن قلت: ذكره مكي في الكشف، قلت: جعله لازمًا لمن يقول إن الألف الموقوف عليها عوض من التنوين، لا الألف الأصلية، وقال بعده: «والذي قرأنا به هو الإمالة
[غيث النفع: 354]
في الوقف في ذلك كله، على حكم الوقف على الألف الأصلية، وحذف ألف التنوين».
الثانية: إن قلت: ذكرت أن {غشاوة} لا خلاف فيه، و{مطهرة} فيه خلاف فما ضابط ما لا خلاف فيه، وما فيه الخلاف.
قلت: حاصل باب إ مالة هاء التأنيث وما قبلها لعلي أن حروف الهجاء تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
قسم ممال بلا خلاف، وهو خمسة عشر حرفًا، يجمعها قولك: (فجثت زينب لذود شمس) وكذلك حروف (أكهر) إن كان قبلها ياء ساكنة، نحو {هيئة} [آل عمران: 49] و{كثيرة} [245] أو كسرة، نحو {فئة} [249] و{الملائكة} [31].
فإن فصل بين الكسرة والحرف ساكن، نحو {عبرة} [يوسف: 111] فلا يضر، إلا إذا كان حرف استعلاء وإطباق، نحو {فطرت} [30] بالروم، ففيه خلاف، سيأتي إن شاء الله تعالى عزوه، وهو وإن كان مرسومًا بالتاء، فمعلوم أن عليًا أصله أن يقف بالهاء على ما رسم بالتاء.
وقسم لا خلاف في فتحه، وهو الألف، نحو {الصلواة} [3].
وقسم اختلف فيه، وهو تسعة أحرف، يجمعها قولك (قظ خص ضغط حع).
وحروف (أكهر) إذا لم يكن قبلها ياء ولا كسرة، فذهب الجمهور إلى الفتح، وهو اختيار جماعة، كابن مجاهد والمهدوي وابن غلبون والمحقق.
[غيث النفع: 355]
وذهب بعضهم إلى الإمالة، وهو مذهب أبي بكر بن الأنباري وابن شنبوذ وابن مقسم وأبي الحسن الخراساني والخاقاني، وكان من أضبط الناس لحروف علي.
[غيث النفع: 356]
وقال الداني بعد أن ذكر هذه الحروف: «فابن مجاهد وأصحابه كانوا لا يرون إمالة الهاء وما قبلها في ذلك، والنص عن الكسائي في استثناء ذلك معدوم، وبإطلاق القياس في ذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته وكذلك حدثنا محمد بن علي قال حدثنا ابن الأنباري قال حدثنا إدريس عن خلف عن الكسائي» اهـ.
[غيث النفع: 357]
ومن المعلوم أنه لم يأخذ قراءة علي من الروايتين إلا عن أبي الفتح، ولهذا فهم ابن مالك أنه المختار عنده، فقال في داليته:
وبعض يقول ما سوى ألف أمل = ومن ألف التيسير ذا القول أيدا
وقال الفاسي: «وبه قال جماعة من أهل الأداء والتحقيق» وقال الجعبري: «والتعميم أثبت لقول خلف: لم يستثن الكسائي شيئًا» اهـ.
وهذا القسم كان كثير من شيوخنا يقرؤه بالفتح فقط، وبعضهم يقرؤه بالوجهين، مقدما الفتح، وهو الأولى عندي، واستقر عليه أمرنا في الإقراء، لأن وجه الإمالة صحيح ثابت كما رأيت، فالأخذ بالفتح دونه تحكم، لا سيما مع قول الحافظ أبي عمرو: «والنص عن الكسائي ...» إلخ.
[غيث النفع: 358]
الثالثة: اختلف في الممال في هذا الباب، فذهب الجمهور إلى أن الممال هو ما قبل هاء التأنيث فقط وذهب جماعة كالداني والمهدوي وابن سوار إلى أنها ممالة مع ما قبلها، وجمع المحقق بين القولين بما هو ظاهر بين، فقال: «ولا يمكن أن يكون بين القولين خلاف، فباعتبار حد الإمالة، وأنه تقريب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء، فإن هذه الهاء لا يمكن أن يكون بين القولين خلاف، فباعتبار حد الإمالة، وأنه تقريب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء، فإن هذه الهاء لا يمكن أن يدعى تقريبها من الياء، ولا فتحة فيها، فتقرب من الكسرة، وهذا مما لا يخالف فيه الداني ومن قال بقوله.
وباعتبار أن الهاء إذا أميلت فلا بد أن يصحبها في صورتها حال من الضعف خفي، يخالف حالها إذا لم يكن قبلها ممال، وإن لم يكن الحال من جنس التقريب إلى الياء، فسمي ذلك المقدار إمالة، وهذا مما لا يخالف فيه الجمهور، فعاد النزاع في ذلك لفظيًا، إذ لم يمكن أن يفرق بين القولين بلفظ» اهـ.
الرابعة: ما ذكرناه من أن إمالة {الناس} المجرور للدوري فقط، هو الذي اقتصر عليه المحقق في نشره وتقريبه وطيبته وتحبيره، ولا يعكر علينا قوله:
وخلفهم في الناس في الجر حصلا.
[غيث النفع: 359]
لأنه تبع في العزو أصله، والخلاف عنده في هذا مرتب لا مفرع، فنقول في تقرير كلامه يعني أنه اختلف عن أبي عمرو، فروى عنه الدوري الإمالة، وروى عنه السوسي الفتح، لأن هذا هو الذي كان يقرأ به، كما نقله عنه السخاوي، فيقرر به كلامه.
تنبيه:
إمالة {النتاس} المجرور للدوري كبرى، كما صرح به الداني في جامعه والجعبري ف يكنزه، ونصه: «ولم يمل أبو عمرو كبرى مع غير الراء إلا {الناس} المجرور و{ومن كان في هاذه أعمى» [الإسراء: 73] والياء والهاء من فاتحتي مريم وطه، ولم يمل صغرى مع الراء إلا {يا بشراي} [يوسف: 19]» اهـ.
وقد نظم شيخ شيوخنا عبد الرحمن بن القاضي رحمه الله الفائدة الأولى فقال:
أمال كبرى مع غير الراء = الناس بالجر وفي الإسراء
في هذه أعمى وها يا مريما = وهاء طه ابن العلاء فاعلما
وقد ذيلته بذكر الفائدة الثانية فقلت:
ولم يمل صغري مع الراء سوى = بشراي في وجه كما بعض روى
وتنوين (بعض) للتقليل، لأن رواة الفتح أكثر، وقولهم أشهر، إلا أن من روى الإمالة جرى على القياس، والتقليل هو القليل، كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 360]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{فأحياكم} [28] لورش وعلي.
{هداي} [38] لورش ودوري علي، وهو مما اتفق على فتح يائه.
{استوى} [29] و{فسواهن} و{أبى} و{فتلقى} و{هدى} [38] إن وقفت عليه، لهم.
[غيث النفع: 373]
{خليفة} [30] إن وقفت عليه لعلي.
{الكافرين} و{النار} [39] لهما ودوري.
تكميل:
كل ما يمال في الوصل فهو في الوقف كذلك، ولا خلاف في ذلك بين أهل الأداء إلا ما أميل من أجل كسرة متطرفة، نحو {النار} و{الحمار} [الجمعة: 5] و{هار} [التوبة: 109] و{الأبرار} [آل عمران] و{الناس} و{المحراب} [آل عمران: 39].
فذهب الجمهور إلى أن الوقف كالوصل، واعتبروا الأصل، ولم يعتبروا عارض السكون، ولأنه فيه إعلام بالأصل، كالإعلام بالروم والإشمام على حركة الموقوف عليه.
وذهب جماعة كالشذائي، وابن المنادي، وابن حبش، وابن أشته إلى الوقف بالفتح المحض، إذ الموجب للإمالة حال الوصل هو الكسر، وقد ذهب حال
[غيث النفع: 374]
الوقف، وخلفه السكون، وسواء عندهم كان السكون للوقف أم للإدغام، نحو {الأبرار ربنا} [آل عمران] {الفجار لفي} [المطففين: 7].
والأول مذهب المحققين واقتصر عليه غير واحد منهم وعليه العمل، وبه قرأنا، وبه نأخذ.
فإن قلت: يلزم على هذا أن تبقى الإمالة في نحو {موسى الكتاب} [87] و{النصارى المسيح} [التوبة: 30] حال الوصل، لأن حذف الألف عارض، ولا يعتد بالعارض، ولم يقرأ به أحد، فما الفرق؟
قلت: قال في الكشف: «بينهما فرق قوي، وذلك أن المحذوف في الوقف على {النار} هي الكسرة التي أوجبت الإمالة، والحرف الممال لم يحذف، والمحذوف في {موسى الكتاب} هو الحرف الممال فلم يشتبها» اهـ.
فإن قلت: هذا الحكم في الوقف بالسكون، فما الحكم إذا وقفت بالروم؟
قلت: أما على مذهب الجمهور فظاهر، لأنهم إذا وقفوا بالإمالة مع السكون فمع الروم أحرى، لأنه حركة، وعلى الثاني فقال مكي: «فإن وقفت بالروم ضعفت الإمالة قليلاً، لضعف الكسرة التي أوجبت الإمالة، والله أعلم» ). [غيث النفع: 375]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
[غيث النفع: 381]
{موسى} كله و{موسى الكتاب} [53] إن وقفت عليه {والسلوى} [57] لهم وبصرى.
{بارئكم} [54] معًا لدوري علي.
{نرى الله} [55] إن وقف على {نرى} لهم وبصرى، وإن وصل فأمال السوسي الراء بخلف عنه، ويتفرع على الإمالة في اسم الجلالة تغليظ اللام وترقيقها، لعدم وجود الكسر الخالص، فله ثلاثه أوجه: فتح الراء مع التفخيم، وإمالة الراء معه، ومع الترقيق.
وهذا بخلاف ما إذا رققت الراء لورش قبل اسم الجلالة نحو {أفغير الله أبتغي} [الأنعام: 114] {ولذكر الله أكبر} [العنكبوت: 45] و{يبشر الله} [الشورى: 23] فلا يجوز في اسم الجلالة إلا التفخيم، لوقوعها بعد ضمة أو فتحة خالصة، ولا عبرة بترقيق الراء، وقد جزم به المحقق، ونقله عن غير واحد، وهو ظاهر، وبه قرأنا على جميع شيوخنا، وبه نأخذ.
تنبيه: أجمعوا على الفتح إذا حذفت الألف أصالة، نحو {أو لم ير الذين} [الأنبياء: 30] {أو لم ير الإنسان} [يس: 77].
{خطاياكم} [58] لورش وعلي.
{استسقا} [60] لهم). [غيث النفع: 382]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{يا موسى} [61] و{موسى} [97] و[النصارى} [92] و{الموتى} [73] لهم وبصري.
{أدنى} [61] لهم.
{ساء} [70] لحمزة وابن ذكوان.
{قسوة} [74] لعلي إن وقف). [غيث النفع: 386]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{معدودة} [80] لعلي إن وقف.
{بلى} [81] {واليتامى} [83] و{تهوى} [87] لهم.
{النار} [81] و{دياركم} [84] و{ديارهم} [85] و{الكافرين} لهما ودوري.
{القربى} [83 و{أسارى} [85] و{الدنيا} [85 86] معًا و{موسى الكتاب} [87] و{عيسى ابن مريم} لدى الوقف على {موسى} و{عيسى} لهم وبصري.
{للناس} [83] للدوري.
(جاء) الثلاثة لابن ذكوان وحمزة.
تنبيه: (قربى) و(دنيا) و{موسى} (فعلى) بضم الفاء، وقد تقدم أن البصري يميل (فعلى) مثلث الفاء، ويعرف وزنه بأصالة الحرف الأول، وقد جمع القيسي ما جاء في القرآن من لفظ (فعلى) بضم الفاء فقال:
أيا سائلا عن لفظ فعلى فهاكه = فأولها الدنيا ابتلاء إلى البشر
[غيث النفع: 391]
إلى آخر الأربعة عشر بيتًا، وقد نظمت ذلك في أخصر من ذلك بكثير، مع التصريح بأن (فعلى) بالضم وزيادة {موسى} فقلت:
فعلى بضم أخرى زلفى قربى = وسطى وحسنى ثم وثقى طوبى
أولى وأنثى ثم قصوى مثلي = موسى وكبرى ثم عسرى سفلى
رؤيا وعليا ثم عقبى يسرى = سوأى ورجعي ثم دنيا شورى
وأما {عيسى} فإنه (فعلى) بكسر الفاء، وجميع ما جاء منه في القرآن أشار إليه القيسي بقوله:
فهاك بفتح الفاء هاك بكسرها = فمن تلك إحدى عوا نظامي واسمعوا
ومن ذلك الشعرى وذكرى جمعتها = وتلك لمن يخشى المهيمن تنفع
وسيمي وضيزي ثم عيسى بعيده = وفي نحونا البصرى ذا القول يمنع
يقولون عيسى فيعل ثم مفعل = بموسى وللقراء فعلى له ارجعوا
وقول عن الكوفي كقول ذوي الأدا = وقول كما البصري في العلم فارتعوا
انتهى، وقد نظمت ما جاء من لفظ (فعلى) بكسر الفاء فقلت:
فعلى بكسر إحدى سيمى شعري = ضيزى وعيسى عند بعض ذكرى). [غيث النفع: 392]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
(جاء) معًا لابن ذكوان وحمزة.
{موسى} [102] {وبشرى} [97] و{اشتراه} [102] لهم وبصري.
{الناس} [94 96] معًا لدوري.
و{وهدى} [97] لدى الوقف لهم.
{للكافرين} [98 104] معًا لهما ودوري). [غيث النفع: 395]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{موسى} [108] و{نصارى} [111] و{النصارى} [113 120] الثلاثة {الدنيا} [114] لهم وبصري.
{بلى} [112] و{وسعى} [114] و{قضى} [117] و{ترضى} [120] و{هدى} و{الهدى} لهم.
{جآءك} بين). [غيث النفع: 402]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال {ابتلى} [173] و{مصلى} [175] لدى الوقف {ووصى} [132] و{اصطفى} [132] لهم.
{للناس} [124 125] معًا لدوري.
{النار} [127] لهما ودوري.
[غيث النفع: 408]
{الدنيا} [130] و{نصارى} [135] معًا، و{موسى} و{عيسى} [136] لهم وبصري.
تنبيهات:
الأول: إن قلت: ذكرت في الممال {ابتلى} وأصل فعله واوى، لأنك تقول إذا أسندت الفعل إلى المتكلم أو المخاطب (بلوت) أي امتحنت واختبرت، وما كان كذلك لا إمالة فيه.
قلت: الواوي إذا زاد على ثلاثة أحرف فإنه يصير بتلك الزيادة يائيًا، وذلك كالزيادة في الفعل بحروف المضارعة وآلة التعدية وغيره، نحو: {يتلى} [النساء: 127] و{يدعى} [الصف: 7] و{تزكى} [فاطر: 18] و{يرضى} [النساء: 108] و{تجلى} [الأعراف: 143] و{تدعى} [الجاثية] و{زكاها} [الشمس] و{نجانا} [الأعراف: 89] {فأنجاه} [العنكبوت: 24] و{اعتدى} [178] {فتعالى الله} [الأعراف: 190] و{استعلى} [طه].
ومن ذلك (أفعل) في الأسماء نحو {أدنى} [61] و{أزكى} [232] و{أعلى} لأن لفظ الماضي من ذلك كله تظهر فيه الياء إذا رديت الفعل إلى نفسك، نحو زكيت وأنجيت وابتليت.
الثاني: لا يتأتى التقليل لورش في {مصلى} إلا مع ترقيق اللام، وأما مع تفخيمه فلا يصح، إذ الإمالة والتغليظ ضدان لا يجتمعان، وهذا مما لا خلاف فيه، والتفخيم مقدم في الأداء). [غيث النفع: 409]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{الناس} [142 143] معًا و{بالناس} [143] و{للناس} [150] لدوري.
{ولاهم} [142] و{هدى الله} [143] إن وقفت على {هدى} و{ترضاها} [144] لهم.
{نرى} لهم وبصري.
{جآءك} [145] لحمزة وابن ذكوان.
{حجة} [150] {ورحمة} [157] لعلي إن وقف). [غيث النفع: 412]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{والهدى} [159] و{بالهدى} [175] لهم.
[غيث النفع: 414]
{للناس} {والناس} [161] معًا لدوري.
{فأحيا} [164] لورش وعلي.
{يرى الذين} [165] لدى الوقف على {يرى} لهم وبصرى، ومع وصلها بالذين ففيها عن السوسي طريقان الفتح كالجماعة، والإمالة.
{والنهار} [164] و{النار} [167 175] معًا لدوري.
و{الصفا} [158] واوي لأنك تقول في تثنيته صفوان، فلا إمالة فيه لأحد). [غيث النفع: 415]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{وءاتى} [177] معًا إن وقف عليه و{اليتامى} و{اعتدى} [178] و{هدى} [185] لدى الوقف و{الهدى} و{هداكم}.
{القربى} [177] و{القتلى} [178] لدى الوقف و{والأنثى} و{بالأنثى} لهم وبصري.
{ورحمة} لعلي إن وقف.
{خاف} [182] لحمزة.
[غيث النفع: 418]
{للناس} [185 187] معًا و{الناس} [188] لدوري). [غيث النفع: 419]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المال
{الأهلة} [189] و{التهلكة} [195] و{كاملة} [196] لعلي إن وقف، و{الأهلة} مختلف في الوقف عليه و{التهلكة} بخلف عنه.
[غيث النفع: 424]
{للناس} [189] و{الناس} [200] لدوري.
{اتقى} [189] و{اعتدى} [194] معًا و{أذى} [196] لدى الوقف، و{هداكم} [198] لهم.
{الكافرين} و{النار} لهما ودوري.
{الدنيا} [200 201] و{التقوى} [197] معًا لهم وبصري). [غيث النفع: 425]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{اتقى} [203] و{تولى} [205] و{سعى} و{فهدى الله} [213] إن وقف عليه و{متى} [214] {واليتامى} [215] {وعسى} [216] معًا لهم.
[غيث النفع: 429]
{الناس} الثلاثة لدوري.
{الدنيا} الثلاثة لهم وبصري.
{مرضات} [207] لعلي {كافة} [208] {والملائكة} [210] و{بينة} [211] و{القيامة} [212] و{واحدة} [213] لدى الوقف، له.
{جآءتكم} [209] و{جآءته} [211] و{جآءتهم} [213] لابن ذكوان وحمزة.
و{النار} [217] لهما ودوري.
فائدتان:
الأولى: ذكر الداني وغيره أن جميع ما يميله الأخوان أو انفرد به على يميله ورش إلا ثلاث كلمات {مرضات} و(مشكواة) و{كلاهما}.
[غيث النفع: 430]
قلت: ويزاد رابعة وهي {الربوا} فإن الصحيح والمعول عليه، ولم نقرأ بسواه، أن لورش فيه الفتح فقط، ووقعت هذه الكلمات في مواضع عديدة من القرآن، وقد نظمت ذلك كله فقلت:
ممال على وحده أو وحمزة = أمله لورش لا تراع مزللا
سوى أربع وهي الربا وكلاهما = ومرضاة مشكاة وذا حيث أنزلا
الثانية: لو وقف على {مرضات} [207] فعلى بالهاء، والباقون بالتاء). [غيث النفع: 431]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{للناس} [219 - 221] معًا و{الناس} [224] لدوري.
{الدنيا} [220] لهم وبصري.
{اليتامى} و{أذى} [222] لدى الوقف لهم.
{شآء} [220] لحمزة وابن ذكوان.
{أنى} [223] لهم ودوري). [غيث النفع: 435]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{أزكى} [232] لهم.
{الرضاعة} [233] و{فريضة} [236] لعلي إن وقف بخلف عنه، والفتح مقدم.
{للتقوى} [237] و{الوسطى} [238] لهم وبصري). [غيث النفع: 438]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{ديارهم} [243] و{ديارنا} [246] و{الكافرين} لهما ودوري.
{أحياهم} [243] لورش وعلي.
{الناس} معًا لدوري.
{موسى} [246 248] معًا لهم وبصرى.
{أنى} [247] لهم ودوري.
{اصطفاه} [249] و{وءاتاه} [251] لهم.
{وزاده} لابن ذكوان بخلف عنه وحمزة). [غيث النفع: 440]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{عيسى ابن} [253] لدى الوقف على {عيسى} و{الوثقى} [256] و{الموتى} [260] لهم وبصرى.
{شاء} [253 255] الثلاثة و{جآءتهم} [253] لابن ذكوان وحمزة.
{النار} [257] لهما ودوري.
[غيث النفع: 442]
{ءاتاه} [258] و{بلى} [260] و{أذى} [262] لدى الوقف لهم.
{أنى} [259] لهم ودوري.
{حمارك} لهما ودوري وابن ذكوان بخلف عنه.
{للناس} لدوري.
{حبة} [261] لعلي لدي وقفه.
ولو وقفت على {يتسنه} [259] فلا إمالة فيه، ومن زعم إمالته عنه فقد أخطأ، لأنه هاء سكت، وهاء السكت لا إمالة له فيه، لأنها إنما جيء بها لبيان الفتحة قبلها، ومن ضرورة الإمالة كسر ما قبلها، فتنتفي الحكمة التي من أجلها اجتلبت هاء السكت.
ولما بلغ ابن مجاهد أن الخاقاني يميله ويجريه مجرى هاء التأنيث أنكر ذلك أشد الإنكار، والنص عن علي والسماع من العرب إنما جاء في هاء التأنيث خاصة). [غيث النفع: 443]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{أذى} [263] لدى الوقف و{الأذى} [264] لهم.
[غيث النفع: 447]
{الناس} لدوري.
{الكافرين} و{أنصار } لهما ودوري.
{مرضات} [265] لعلي). [غيث النفع: 448]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{هداهم} [272] و{فانتهى} [275] و{توفى} [281] و{مسمى} [282] لدى الوقف و{أدنى} لهم.
{بسيماهم} [273] و{إحداهما} [282] معًا و{الأخرى} لهم وبصرى.
{والنهار} [274] و{النار} [275] و{كفار} [276 لهما ودوري.
[غيث النفع: 451]
و{الربوا} [275] كله للأخوين.
{جاءه} لابن ذكوان وحمزة.
و{ميسرة} [280] و{للشهادة} [282] لعلي إن وقف، إلا أن الأول فيه خلاف، الفتح عملاً بقوله: .............. = وأكهر بعد الياء يسكن ميلا
أو الكسر ....
والإمالة عملاً بقوله: وبعضهم سوى ألف عند الكسائي ميلا.
وهو صحيح مقرؤ به، إلا أن الفتح مقدم عليه حال الأداء، لشهرته بين أهل الأداء.
وهذا الربع لا مدغم فيه، والله أعلم). [غيث النفع: 452]

المدغم:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{ربحت تجارتهم} [16] للجميع.
{الرحيم ملك} {فيه هدى} [2] {وإذا قيل لهم} [11- 13] معًا {لذهب بسمعهم} [20] {خلقكم} [21] {جعل لكم} [22].
[غيث النفع: 360]
فوائد:
الأولى: الإدغام الكبير حيث ذكرناه إنما هو للسوسي فقط، وهو المأخوذ به من طريق القصيد وأصله، في جميع الأمصار، وتبعوه في ذلك، عملاً بقول تلميذه السخاوي: «وكان أبو القاسم يقرأ بالإدغام الكبير من طريق السوسي لأنه كذا قرأ» اهـ.
وإلا فالإدغام ثابت عن الدوري أيضًا، كما ذكره الداني في جامعه والطبري والصفراوي وغيرهم.
الثانية: إذا كان قبل الحرف المدغم حرف علة، ألف أو واو أو ياء، ففيه ثلاثة أوجه: المد والتوسط والقصر، إذ المسكن للإدغام كالمسكن للوقف.
[غيث النفع: 361]
الثالثة: ورد النص عن البصري أنه كان إذا أدغم أشار إلى حركة الحرف المدغم، وسواء سكن ما قبل الحرف الأول أو تحرك، أدغم في مثله أو مقاربه، وحمله الجمهور واستقر به المحقق على الروم والإشمام جميعًا.
وقال الداني: «والإشارة عندنا تكون رومًا وإشمامًا، والروم آكد في البيان عن كيفية الحركة، لأنه يقرع السمع، غير أن الإدغام الصحيح والتشديد التام يمتنعان معه، ويصحان مع الإشمام، لأنه إعمال العضو وتهيؤه من غير صوت خارج إلى اللفظ، فلا يقرع السمع، ويمتنع في المخفوض، لبعد ذلك العضو من مخرج الخفض، فإن كان الحرف الأول منصوبًا لم يشر إلى حركته لخفته» اهـ.
فتحصل من هذا أن الحرف المدغم إذا كان مرفوعًا فيجوز الإدغام مع السكون المحض، من غير روم ولا إشمام، وهذا هو الأصل المأخوذ به عند عامة أهل الأداء، ويجوز الإشمام، ويجوز الروم، إلا أنه كما قال الداني لا يصح معه الإدغام الصحيح والتشديد التام.
وإن كان مخفوضًا ففيه الإدغام المحض، وفيه الروم، وإن كان منصوبًا ففيه الإدغام المحض، وليس فيه روم ولا إشمام، وكل من قال بالإشارة استثنى الميم عند الميم، نحو {يعلم ما} [55] والميم عند الباء، نحو {نصيب برحمتنا} [يوسف: 56] والباء عند الميم،
[غيث النفع: 362]
نحو {ويعذب من} [284] وزاد غير واحد كابن سوار والقلانسي وابن الفحام الفاء عند الفاء، نحو {تعرف في} [الحج: 72] ). [غيث النفع: 363]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
(ك): {قال ربك} [30] {ونحن نسبح} {لك قال} {أعلم ما لا} {وأعلم ما تبدون} [33] {حيث شئتما} [35] {ءادم من} [37] {إنه هو}.
[غيث النفع: 375]
تنبيهات:
الأول: لم يدغم باء {يضرب} في ميم {مثلاً} لتخصيصه في قوله: وفي من يشاء با يعذب ...
الثاني: يجوز في المدغم إذا جاء بعد اللين نحو {حيث شئتم} [58] و{القول لعلهم} [القصص: 51] ما يجوز فيه إذا جاء بعد حرف المد نحو {الرحيم ملك}.
وقول الجعبري: «لم أقف على نص في اللين، والمفهوم من القصيد القصر» قصور، قال المحقق: «والعارض المشدد نحو {اليل لباسا} [الفرقان: 47] {كيف فعل} [الفيل: 1] {الليل رءا} [الأنعام: 76] {بالخير لقضى} [وينس: 11] عند أبي عمرو في الإدغام الكبير هذه الثلاثة أوجه، سائغة فيه، كما تقدم آنفًا في العارض والجمهور على القصر، وممن نقل فيه المد والتوسط الأستاذ أبو عبد الله بن القصاع» اهـ.
وقوله: (تقدم) هو قوله: «أما الساكن العارض غير المشدد نحو {اليل} و{الميل} [النساء: 129] و{الميت} [آل عمران: 27] و{الحسنيين} [التوبة: 52] و{الخوف} [155] و{الموت} [19] و{الطول} [غافر: 3] حالة الوقف بالسكون، أو الإشمام، فيما
[غيث النفع: 376]
يسوغ فيه، فقد حكى فيه الشاطبي وغيره من أئمة الأداء ثلاثة مذاهب، الإشباع والتوسط والقصر» اهـ، وقوله المفهوم منه الثلاثة، من قوله:
............... = وعند سكون الوقف للكل أعملا
وعنهم سقوط المد فيه .......... البيت.
فتحصل من كلامه: أن حرف اللين إذا جاء قبل الساكن العارض للوقف، ولم يكن ذلك الساكن همزًا، ففيه لكل القراء ثلاثة أوجه، وإن كان همزًا فهو كذلك عند الكل، إلا ورشًا، فله فيها وجهان، المد والتوسط، لأن مده فيه لأجل الهمزة، لا السكون، ولا فرق بين سكون الوقف والإدغام عند الشاطبي وغيره.
فإن قلت: ما فائدة التخصيص في قوله (وعند سكون الوقف) ولعله أراد الاحتراز عن سكون الإدغام.
قلت: احترز عن الوقف بالروم، فإنه لا مد فيه، لانعدام سبب المد، وقد صرح الجعبري بذلك في شرحه، حيث قال: «واحترز بسكون الوقف عن رومه، إذ لا اجتماع فيه».
الثالث: عددنا من المدغم {إنه هو} [37] لأنه المعروف المقروء به، وكذا جميع ما ماثله، وهو خمسة وتسعون موضعًا نحو {جاوزه هو} [249] {لعبادته هل} [مريم: 249] لالتقاء المثلين خطا، ولأن الصلة عبارة عن إشباع حركة الهاء تقوية لها، فلم يكن لها استقلال، ولهذا تحذف للساكن، فلم يعتد بها، وقد صح إدغامه نصًا عن
[غيث النفع: 377]
اليزيدي عن أبي عمرو في قوله {إلاهه هواه} [الجاثية: 23] و{إنه هو التواب} [37].
وقال القيسي:
وقد أدغموا هاء الضمير بمثله = وما زيد للتكثير قيل كلا فصل
وقد ذكر الداني عن ابن مجاهد أنه كان يختار عدم الإدغام في هذا الضرب، وذكر حجته، ثم بين فسادها). [غيث النفع: 378]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{اتخذتم} [51] أظهر داله على الأصل المكي وحفص، وأدغمه الباقون في التاء، للتقارب في المخرج، والاشتراك في بعض الصفات.
[غيث النفع: 382]
{نغفر لكم} [58] لبصري بخلف عن الدوري.
(ك)
{ويستحيون نساءكم} [49] {من بعد ذلك} [52] {إنه هو} [54] {نؤمن لك} [55] {حيث شئتم} [58] {قيل لهم} [59] ). [غيث النفع: 383]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
(ك): {من بعد ذالك فلولا} [64] {من بعد ذالك فهي} [74] ولا يدغم قاف {ميثاقكم} [63] في كافه عملاً بقوله: وميثاقكم أظهر). [غيث النفع: 386]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{اتخذتم} [80] لنافع وبصري وشامي وشعبة والأخوين.
{يفعل ذالك} [85] لا خلاف بينهم في إظهار اللام، لأن شرط المدغم أن يكون مجزومًا، وهذا مرفوع.
(ك)
[غيث النفع: 392]
{يعلم ما} [77] {الكتاب بأيديهم} [79] {إسراءيل لا} [83] {الزكواة ثم} على أحد الوجهين فيه عملاً بقوله: ........... = وفي أحرف وجهان عنه تهللا
فمع حملوا التوراة ثم الزكاة قل = .........
والوجه الآخر الإظهار، وعليه فلا يعد.
{وإذا قيل} [91] ولا إدغام في {ميثاقكم} [84] لعدم الشرط). [غيث النفع: 393]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{ولقد جآءكم} [92] لبصري وهشام والأخوين.
{اتخذتم} أدغمه غير المكي وحفص,.
(ك)
{بالبينات ثم} [92] {العظيم ما} ). [غيث النفع: 395]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{فقد ضل} [108] لورش وبصري وشامي والأخوين.
(ك)
{تبين لهم} [109] {كذلك قال} [113 - 118] معًا {يحكم بينهم} [113] {أظلم من} [114] {يقول له} [117] {هدى الله هو} [120] {من العلم ما لك} ). [غيث النفع: 402]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (تنبيهات:
الأول: جرى في كلامنا عد {يحكم بينهم} في المدغم تبعًا لهم، وليس هو إدغامًا حقيقة، إنما هو إخفاء مع غنة، كما ذكره المحقق ونصه: «والميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها تخفيفًا لتوالي الحركات، فتخفى إذ ذاك بغنة».
الثاني: تركنا عد {واسع عليم} لوجود المانع وهو التنوين.
[غيث النفع: 402]
فان قلت: لم اعتبروا الفصل بالتنوين ولم يعتبروا الفصل بالصلة في نحو {إنه هو} [37]؟.
فالجواب: أن التنوين حاجز قوي جرى مجرى الأصول في النقل وغيره، فلم يجتمع معه المثلان، وفيه دلالة على أمكنية الكلمة، فحذفه مخل بها، بخلاف الصلة.
الثالث: لو وصلت البسملة بـ {ما ننسخ} أدغمت ميم {الرحيم} في {ما} لمن مذهبه الإدغام، كما يجب حذف همزة الوصل في نحو {الرحيم اعلموا} [الحديد: 17] {الرحيم القارعة} ). [غيث النفع: 403]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{وإذ جعلنا} [124] لبصري وهشام.
[غيث النفع: 409]
{قال لا} [124] {إبراهم مصلى} [125] {وإسماعيل ربنا} [127] {قال له} [131] {قال لبنيه} [133] {ونحن له} [136] الأربعة {أظلم ممن} [140].
تنبيه: لا إخفاء في ميم {إبراهم} عند باء {بنيه} [132] لعدم الشرط وهو تحريك ما قبلها، عملاً بقوله:
وتسكن عه الميم من قبل بائها = على إثر تحريك فتخفى تنزلا
ولا إدغام في {أتحاجوننا} [139] إذ لم يدغم من المثلين في كلمة إلا: {مناسككم} [200] و{سلككم} [المدثر: 42] ). [غيث النفع: 410]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{لنعلم من} [143] {فلنولينك قبلة} [144] {الكتاب بكل} [145] ). [غيث النفع: 412]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{إذ تبرأ} [166] لبصري وهشام والأخوين.
{بل نتبع} [170] لعلي.
(ك)
{قيل لهم} {والعذاب بالمغفرة} [175] {الكتاب بالحق} [176].
ولا إدغام في {جناح عليه} [158] لخروجه بقوله:
فزحزح عن النار الذي حاه مدغم). [غيث النفع: 415]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{طعام مسكين} [184] {شهر رمضان} [185] {يتبين لكم} [187] {المساجد تلك}
تنبيهان:
الأول: لا إدغام في {بعد ذالك} [178] لقوله:
ولم تدغم مفتوحة بعد ساكن = بحرف بغير التاء
ولا في {سميع عليم} [181] و{فدية طعام} [184] لقوله: إذا لم ينون.
الثاني: {شهر رمضان} [185] من باب ما قبله ساكن صحيح، وقد اضطرب فيه العلماء اضطرابًا كثيرًا، فلنصدع بالحق، ونترك التطويل بجلب الأقاويل، فنقول: الذي قرأ به الإدغام المحض، وهو الحق الذي لا مرية فيه، والصحيح الذي قامت الأدلة فيه.
وقال المحقق: «إنه الصحيح الثابت عند قدماء الأئمة من أهل الأداء، والنصوص مجمعة عليه» وقال ابن الحاجب: «أطبق عليه القراء» وقال في النزهة:
وإن صح قبل الساكن ادغام اغتفر = لعارضه كالوقف أو إن تقدرا
ومن قال إخفاء فغير محقق = إذ الحرف مقلوب وتشديده يرى
[غيث النفع: 419]
وقد انتصر له جماعة من العلماء، وعليه جرى عمل المحققين من شيوخنا وشيوخهم مشرقًا ومغربًا.
والمانعون له اختلفوا: فمنهم من قرأه بالإخفاء، وهو مذهب جماعة كثيرة من المتأخرين.
وأبعد قوم فقالوا فيه بالإظهار، وهم إن ثبت لهم بغير الإدغام المحض رواية فمسلم، وإن تركوه فرارًا من الوقوع في الجمع بين الساكنين على غير حده لأن ذلك لا يجوز في العربية، وهو المأخوذ من كلامهم، لتعليلهم به فغير صحيح، لأن هذا الأصل مختلف فيه.
فالمشهور عندهم أن حد اجتماع الساكنين أن يكون الأول حرف مد ولين والثاني مدغم فيه نحو {فيه هدى} [2] {ولا تيمموا} [267] على رواية البزي، لأن حرف المد واللين وإن كان ساكنًا في حكم المتحرك، لأن ما فيه من المد قائم مقام الحركة.
ومنهم من ج عله كون الثاني مدغمًا فيه نحو {شهر رمضان} و{هل تربصون} [التوبة: 52].
ومنهم من قال أن يكون الأول حرف مد ولين نحو {ومحياي} [الأنعام: 162] في قراءة الإسكان.
ولو سلم أن النحويين اتفقوا على الأول لم يمنعنا ذلك من القراءة بالإدغام المحض، لأن القراءة لا تتبع العربية، بل العربية تتبع القراءة، لأنها مسموعة من أفصح العرب بإجماع، وهو نبينا صلى الله عليه وسلم، ومن أصحابه ومن بعدهم، إلى أن فسدت الألسن بكثرة المولدين، وهم أيضًا من أفصح العرب.
وقد قال ابن الحاجب ما م عناه: (إذا اختلفت النحويون والقراء كان المصير إلى القراء الأولى، لأنه ناقلون عمن ثبتت عصمته من ال غلط، ولأن القراءة ثبتت تواترًا، وما نقله النحويون فآحاد، ثم لو سلم أن ذلك ليس بمواتر، فالقراء أعدل وأكثر، فالرجوع
[غيث النفع: 420]
إليهم أولى، وأيضًا فلا ينعقد إجماع النحويين بدونهم، لأنهم شاركوهم في نقل اللغة وكثير منهم من النحويين) اهـ.
وقال الإمام الفخر ما معناه: أنا شديد التعجب من النحويين، إذا وجد أحدهم بيتًا من الشعر ولو كان قائله مجهولاً فجعله دليلاً على صحة القراءة، فرح به، ولو جعل ورود القراءة دليلاً على صحته كان أولى.
وقال صاحب الانتصاف: «ليس القصد تصحيح القراءة بالعربية، بل تصحيح العربية بالقراءة» اهـ.
وقال العلامة السيوطي رحمه الله في كتابه الاقتراح في أصول النحو: «فكل ما ورد أنه قرئ به جاز الاحتجاج به في العربية، سواء كان متواترًا أم آحادًا أم شاذًا».
[غيث النفع: 421]
ثم قال: «وكان قوم من النحاة المتقدمين يعيبون على عاصم وحمزة وابن عامر قراءات بعيدة في العربية، وينسبونهم إلى اللح، وهم مخطئون في ذلك، فإن قراءتهم ثابتة بالأسانيد المتواترة الصحيحة، التي لا طعن فيها، وثبوت ذلك دليل على جوازه في العربية، وقد رد المتأخرون منهم ابن مالك على من عاب عليهم بأبلغ رد، واختار ما وردت به قراءتهم في العربية، وإن منعه الأكثرون» اهـ.
فالحاصل أن الحق الذي لا شك فيه، والتحقيق الذي لا تعويل إلا عليه أن الجمع بين الساكنين جائز، لورود الأدلة القاطعة به، فما من قارئ من السبعة وغيرهم إلا وقرأ به في بعض المواضع.
وورد عن العرب، وحكاه الثقات عنهم، واختاره جماعة من أئمة اللغة، منهم أبو عبيدة وناهيك به، وقال: هو لغة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عنه: «نعما بإسكان العين وتشديد الميم المال الصالح للرجل الصالح».
وحكى النحويون الكوفيون سماعًا من العرب (شهر رمضان) مدغمًا، وحكى سيبويه ذلك في الشعر، وإنما أطلت في هذه المسألة الكلام لأنه اللائق بالمقام). [غيث النفع: 422]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{حيث ثقفتموهم} [191] {مناسككم} [200] {يقول ربنا} [200 201] معًا.
ولا إ خفاء في ميم {الحرام} [194] لأجل باء {بالشهر} عملاً بقوله: على إثر تحريك ....
ولا إدغام في {أشد ذكرًا} [200] لتثقيل الأول). [غيث النفع: 425]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{يعجبك قوله} [204] {قيل له} [206] و{زين للذين} [212] {الكتاب بالحق} [213] {ليحكم بين الناس} {وما اختلف فيه}.
ولا إدغام في {غفور رحيم} لتنوينه). [غيث النفع: 431]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{المتطهرين نساؤكم}.
ولا إدغام في {غفور رحيم} ولا {سميع عليم} للتنوين، ولا في {يحل لهن} [228] ولا {يحل لكم} [229] و{فلا تحل له} [230] للتشديد). [غيث النفع: 435]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{يفعل ذلك} [231] لأبي الحارث.
{فقد ظلم} لورش وبصري وشامي والأخوين.
(ك)
{ولا تتخذوا ءايات الله هزؤا النكاح حتى} [235] {يعلم ما}.
ولا تدغم حاء {جناح} في عين {عليهما} [233] ولا في عين {عليكم} [236] لقوله: فزحزح عن النار الذي حاه مدغم). [غيث النفع: 438]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{فقال لهم الله} [243] {وقال لهم نبيهم} [247 248] معًا {جاوزه هو} [249] {داود جالوت} [251].
ولا إدغام في {سميع عليم} لتنوينه، ولا في {يؤت سعة} [247] للجزم والفتح). [غيث النفع: 440]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{لبثت} [259] كله لبصري وشامي والأخوين.
{أنبتت سبع} [261] لبصري والأخوين.
(ك)
{يأتي يوم} [254] {يشفع عنده يعلم ما} [255] {قال لبثت تبين له} [259].
ولا إدغام في {سميع عليم} لتنوينه). [غيث النفع: 443]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{الأنهار له} [266] وترك إدغام النون، و{تكون له} لا يخفى). [غيث النفع: 448]

غير مصنف:
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [تفريع: إذا جمعت] الأوجه التي يمكن وجودها بين كل سورتين حصل لكل قارئ
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/229]
عدد كثير.
وها أنا أذكرها بين سورتين من كل أربع وأحيلك على ذهنك في الباقي.
فأقول: إذا ابتدأت بقوله تعالى: أنت مولينا [البقرة: 286] ووقفت على القيّوم [آل عمران: 2]، فالواصلون مختلفون لحمزة، إمالة مولانا وفتح الكفرين [البقرة: 286] ووصل السورتين ومد لا إله [آل عمران: 2] وجه لورش [وجهان] مولانا، وتقليل الكافرين وجهان، ولأبي عمرو وجها المنفصل، ولابن ذكوان الطول مع [الفتح]، والتوسط والإمالة ثلاثة، ولهشام التوسط والقصر، فداخله في التوسط، ولخلف مثل حمزة، ولكنه توسط.
وجه العشرة في سبعة القيّوم سبعون والساكنون لورش وجها مولانا، ولأبي عمرو وجها المد، ولابن عامر الأربعة.
ولخلف أيضا السكت التسعة في ثلاثة وقف الكفرين سبعة وعشرون في سبعة القيوم مائة وتسعة وثمانون.
والمبسملون: إما وصل الطرفين فلورش وجها مولانا.
ولقالون والأصبهاني وجها المنفصل وابن كثير وأبو جعفر مندرج في قصرهما، ولأبي عمرو وجها المد، ولابن عامر الأربعة، ولعاصم زيادة المد وجه، ولأبي الحارث إمالة مولانا، وفتح الكفرين. [وجه]، وللدوري إمالتهما.
وجه الثلاثة وعشرون في سبعة القيّوم أحد وتسعون.
وأما مع فصلهما فالثلاثة عشر في ثلاثة وقف الكفرين، والرّحيم [الفاتحة: 3] تسعة وثلاثون، وفي ثلاثة الكفرين مع روم قصر الرحيم [مجموعها ثمانية وسبعون] مجموعها [في] سبعة القيّوم خمسمائة وستة وأربعون.
وإما بفصل أولها ووصل آخرها، فالثلاثة عشر في ثلاثة الكفرين في سبعة القيّوم مائتان وثلاثة وسبعون، ومجموع هذه تضرب في وجهي بسم الله؛ لأنهم صرحوا بأنها لكل القراء يحصل ألفان وثلاثمائة وثمانية وخمسون.
واعلم: أن يعقوب من رواية رويس يندرج مع أبي عمرو؛ لإمالته الكفرين، ومن رواية روح مع هشام؛ لفتحه إياها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/230]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:35 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي القراءات في قول الله تعالى: {الم}

سورة البقرة

[الآية (1)]
{الم}

قوله تعالى: {الم (1)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الم} [1] مفصلات الحروف في جميع فواتح السور التي على التهجي: يزيد).[المنتهى: 2/551]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الم) مقطوع أبو جعفر غير الشيزري، وابن مطرف، واختلف عنه في (الم (1) اللَّهُ) فروى ميمونة، والقورسيان، والدَّاجُونِيّ (الم (1) اللَّهُ) مقطوع كرواية الأعشى، والبرجمي عن أبي بكر والاختيار في الوصل كالجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (62 - حُرُوْف التَّهَجِّي افْصِلْ بِسَكْتٍ كَحَا أَلِفْ = أَلاَ .... .... .... ....). [الدرة المضية: 22]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - حروف التهجي افصل بسكت كحا ألف = (أ)لا يخدعون (ا)علم (حـ)ـجًى واشممًا (طــ)ـلا
بقيل وما معه ويرجع كيف جا = إذا كان للأخرى فسم (حـ)ـلًا علا
والأمر (ا)تل واعكس أول القص وهو هي = يمل هو ثم هو اسكنًا (أ)د و(حـ)ملا
[شرح الدرة المضيئة: 86]
فحرك و(أ)ين اضمم ملائكة اسجدوا = أزل (فـ)ـشا لا خوف بالفتح (حـ)ـولا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بالألف) من ألا وهو أبو جعفر بالسكت على حروف التهجي الواردة في فواتح السور سواء كانت على حرفواحد نحو: {ص} [أول ص]، أو أكثر نحو {الم} [أول البقرة وآل عمران والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة] {كهيعص} (مريم: 1] ويلزممن سكتته الطبيعية إظهار المدغم منها والمخفي). [شرح الدرة المضيئة: 87]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قلت: قرأ أبو جعفر (ألم) وسائر حروف التهجي من أوائل السّور بسكتة يسيرة يفصل بعضها من بعض، وسواء كانت على حرف واحد أو أكثر من ذلك. والباقون لا يسكتون في ذلك ولا يفصلون والله الموفق). [تحبير التيسير: 282]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي السَّكْتِ عَلَى " الم " وَسَائِرِ حُرُوفِ الْفَوَاتِحِ فِي بَابِ السَّكْتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الم} [1] ذكر لأبي جعفر في السكت). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [فائدة: إذا وصلت أول البقرة بآخر الفاتحة؛ فلقالون عشرون وجها مع صلة الميم، وهي وجه مع صلة الجميع، والوقف على الم [البقرة: 1]، وثلاثة مع الوقف على آخر الفاتحة، وستة مع الوقف عليه، ثم على البسملة؛ لأن ثلاثة الضّآلّين [الفاتحة: 7] تطابق ثلاثة الرّحيم [يعني: من البسملة] مع السكون المجرد، وتأتي بثلاثة أخرى مع روم الرحيم فالحاصل عشرة مع صلة الميم، وعشرة مع عدمها، ولورش هذه العشرة مع عدم الصلة، ووجه مع وصل الضّآلّين، بـ الم وثلاثة مع السكت على الضّآلّين.
ولابن كثير العشرة التي مع صلة ميم الجمع.
ولأبي عمرو ما لورش، وكذا لابن عامر ويعقوب.
ولحمزة وجه فقط.
ولعاصم والكسائي عشرة.
ولخلف أربعة: ثلاثة مع السكت، [و] واحد مع الوصل، وكلها تداخل أوجه نافع؛ إلا حمزة زاد له وجه بضم الهاء في عليهم [الفاتحة: 7] وينفرد أبو جعفر بعده؛ لأنه يسكت على حروف الهجاء. والله أعلم] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
"الم" بالسكت على كل حرف من حروفها الثلاثة أبو جعفر، وكذا ما تكرر من ذلك في فواتح السور نحو: "المص، كهيعص" لأنها ليست حروف المعاني بل هي مفصولة وإن اتصلت رسما، وفي كل واحد منها سر لله تعالى، أو كل حرف منها كناية عن اسم لله تعالى، فهو يجري مجرى كلام مستقل وحذف واو العطف لشدة الارتباط والعلم به). [إتحاف فضلاء البشر: 1/371]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الم} مده لازم، والوقف عليه تام على الأصح، وفاصلة عند الكوفي). [غيث النفع: 330]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ألم (1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2)}
{ألم}
قرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع بتقطيع الحروف بعضها من بعض بسكتة يسيرة على كل حرف.
قال أبو حيان: وقطع ابن القعقاع ألف، لام، ميم، حرفاً حرفاً، بوقفة وقفة، وذلك سائر حروف التهجي من الفواتح...). [معجم القراءات: 1/27]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:38 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي سورة البقرة [من الآية (2) إلى الآية (5) ]

سورة البقرة [من الآية (2) إلى الآية (5) ]
بسم الله الرحمن الرحيم
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)}

قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) }
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (قال ابن الصلت عن ورش {ذلك الكتب} [2]، بإمالة الذال والتاء فيهما جميعًا في موضع الرفع، والنصب، والخفض في كل القرآن. وافق قتيبة، والشموني طريق الخطيب وابن الصلت في التاء عند الخفض .
بين اللفظين فيها حيث وقعا سالم. وافقه أبو الفضل عن قنبل في الذال.
{لا ريب} [2]، و{لا جرم} [هود: 22]، و{ولا تكونوا} [41]، و{لا خير} [النساء: 14]: بالمد قليلًا سليم طريق ابن سعدان وخلفٍ، وخلاد طريق الشذائي.
{فيه} [2]، و{إليه} [46]، و{لديه} [الكهف: 91، ق: 18]، و{عليه} [37]، ونحوه: بضم كل هاء مكسورة تكون كناية سلام. وافقه حفص في {أنسانيه} [الكهف: 63]، و{عليه الله} [الفتح: 10].
[المنتهى: 2/552]
بياء بعدها، وبواو بعد كل واحدة، كذلك مضمومة مكي. وافقه المسيبي في {وأشركه} [طه: 32]، وحفص في {فيه مهانا} [الفرقان: 69] ).[المنتهى: 2/553]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا جَرَمَ)، و(لَا رَيبَ)، و(لَا خَيرَ) بمدة مطولة خلف، وابْن سَعْدَانَ، والشَّذَائِيّ عن خَلَّاد عن سليم قال أبو الحسين: والرفاعي عن حَمْزَة، الباقون بغير مد، وهو الاختيار؛ لأنه أفصح). [الكامل في القراءات العشر: 480]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (رويس: (لذهب بسمعهم) بالإدغام كالسوسي وكذا (يكتبون الكتاب بأيديهم) وكذا (نزل الكتاب بالحقّ وإن الّذين) من هذه السّورة وكذلك (جعل لكم) جميع ما في سورة النّحل وهو ثمانية مواضع وكذلك (لا قبل لهم) في سورة النّمل وكذلك (وأنه هو) في سورة النّجم وهو أربعة مواضع على اختلاف بين أهل الأداء في ذلك.
[تحبير التيسير: 283]
ولا خلاف عنه في إدغام (والصاحب بالجنب) في سورة النّساء و(نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنّك كنت) الثّلاثة في سورة طه وكذا (فلا أنساب بينهم) في سورة قد أفلح المؤمنون وتابعه روح في إدغام (والصاحب بالجنب) والباقون بالإظهار في ذلك كله والله الموفق). [تحبير التيسير: 284] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ مَدِّ لَا رَيْبَ فِيهِ عَنْ حَمْزَةَ فِي بَابِ الْمَدِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ ابْنِ كَثِيرٍ فِي صِلَةِ هَاءِ فِيهِ هُدًى فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي عَمْرٍو فِي إِدْغَامِ الْمِثْلَيْنِ، وَفِي جَوَازِ الْمَدِّ قَبْلُ وَالْقَصْرِ أَيْضًا فِي بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَصْحَابِ الْإِمَالَةِ فِي الْوَقْفِ عَلَى الْمُنَوَّنِ نَحْوَ هُدًى، وَبَابُهُ آخِرُ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَصْحَابِ الْغُنَّةِ عِنْدَ اللَّامِ فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "لا ريب فيه" [البقرة الآية: 2] بعد لا النافية حمزة بخلفه لكن لا يبلغ به حد
[إتحاف فضلاء البشر: 1/371]
الإشباع بل يقتصر فيه على التوسط كما تقدم "وعن" الحسن "لا ريبا" فيه بالتنوين حيث وقع بفعل مقدر، أي: لا أجد ريبا والجمهور بغير تنوين مع البناء على الفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/372]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ" "فيه هدى" [البقرة الآية: 2] بوصل الهاء بالهاء بياء لفظية على الأصل ابن كثير وافقه ابن محيصن، والباقون بالاختلاس، وأدغم الهاء في الهاء أبو عمر وبخلف عنه، وكذا يعقوب من المصباح مع المد والقصر والتوسط في حروف المد، وافقهما ابن محيصن واليزيدي بخلف عنهما والحسن والمطوعي.
تنبيه:
تقدمت الإشارة إلى أن هذه الأوجه الواردة على سبيل التخيير كالأوجه التي يقرأ بها بين السور وغيرها، إنما المقصود منها معرفة جواز القراءة بكل منها، فأي وجه قرئ به جاز تستوعب الكل في موضع إلا لغرض صحيح، وكذا الوقف بالسكون والإشمام والروم وبالمد الطويل والتوسط والقصر، وكان بعض المحققين كما تقدم لا يأخذ إلا بالأقوى، ويجعل الباقي مأذونا فيه، وبعضهم يرى القراءة بواحد في موضع وبآخر في آخر، وبعضهم يرى جمعها في أول موضع أو موضع ما على وجه التعليم والإعلام وشمول الرواية، أما الأخذ بالكل في كل موضع فلا يتعمده إلا متكلف غير عارف بحقيقة الخلاف، نعم ينبغي أن يجمع بين أوجه تخفيف الهمزة في وقف حمزة لتدريب المبتدئ، ولا يكلف العالم بجميعها، ومستند أهل هذا الشأن في الأوجه المذكورة أن أهل الأداء لما كانوا على الأثبات في النقل بحيث كانوا في الضبط، والمحافظة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/372]
على ألفاظ القرآن في الدرجة القصوى، حتى كانوا لا يسامحون بعضهم في حرف واحد، اتفقوا على منع القياس المطلق الذي ليس له أصل يرجع إليه، أما إذا كان القياس على إجماع انعقد أو أصل يعتمد فإنه يجوز عند عدم النص، وغموض وجه الأداء، بل لا يسمى ما كان كذلك قياسا على الوجه الاصطلاحي؛ لأنه في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي، كما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وإثبات البسملة وعدمها وغير ذلك، وحينئذ فيكفي في المستند النقل عن مثل هؤلاء الأئمة، المعول عليهم في هذا الفن، وأما كثرة الوجوه بحيث بلغت الألوف، فإنما ذلك عند المتأخرين دون المتقدمين؛ لأنهم كانوا يقرءون القراءات طريقا طريقا فلا يقع لهم إلا القليل من الأوجه، وأما المتأخرون فقرءوها رواية رواية، بل قراءة قراءة، بل أكثر، حتى صاروا يقرءون الختمة الواحدة للسبعة أو العشرة فتشعبت معهم الطرق، وكثرت الأوجه، وحينئذ يجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق، والأوجه، وإلا وقع فيما لا يجوز، وللشيخ العلامة النويري تألف مفيد نحو كراسة فيما ذكر، وقد لخصه في شرحه الطيبة شيخه رحم الله تعالى الجميع، وإذا تقرر ذلك فليعلم أن الصحيح جواز كل من الثلاثة الوقف العارض لكل قارئ، وإشمام المضوم ورومه وروم المكسور ووجهي ألم الله للاعتبار
[إتحاف فضلاء البشر: 1/373]
بالعارض وعدمه، والمد والتوسط والقصر مع إدغام نحو: "الرَّحِيمِ، مَلِكِ" إلى غير ذلك، وكل هذه الأوجه صدق عليها أنها موافقة للرسم من جهة أنها لا تخالفه؛ لأنها لم ترسم لها في المصحف صورة أصلا وموافقة للوجه العربي؛ لأن النحاة نصوا على ذلك كله وكلها أيضا نقلت عن المتأخرين.
وأمال "هدى" وقفا حمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش وورش من طريق الأزرق بالفتح وبين اللفظين ولا خلاف في فتحه وصلا وإدغام التنوين في لام "للمتقين" بغير غنة إلا ما ذهب إليه كثير من أهل الأداء من إبقاء الغنة في ذلك، وفي النون عند اللام والراء والتنوين عند الراء نحو: "من له، من ربكم، غفور رحيم" ورووه عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/374]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فيه} [2] قرأ المكي بوصل الهاء بياء لفظية على الأصل، والباقون بكسر الهاء من غير صلة تخفيفًا، وهكذا كل ما شابهه، هذا إن كان الساكن قبل الهاء ياء.
فإن كان غير ياء نحو {منه} [البقرة 60] و{اجتباه} [النحل 121] {خذوه} [الدخان: 47] فالمكي يضمها ويصلها بواو، والباقون يضمونها من غير صلة، هذا هو الأصل المطرد لكلهم، ومن خرج عنه نبينه في موضعه إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 330]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هدى للمتقين} إذا التقت النون الساكنة أو التنوين مع اللام والراء نحو {فإن لم تفعوا} [24] {من ربهم} [26] {ثمرة رزقا} [25] فإن النون والتنوين يدغمان في اللام والراء إدغامًا محضًا من غير غنة، هذا الذي عليه علماء جميع الأمصار في هذه الأعصار، ولم يذكر المغاربة قاطبة وكثير من سواهم سواه، وبه قرأنا، وبه نأخذ.
وسواء كان السكون أصليًا كما أصليًا كما مثلنا، أو عارضًا للإدغام نحو {نؤمن لك} [الإسراء: 90] {تأذن ربك} [الأعراف: 167] في رواية السوسي.
والإدغام مع بقاء الغنة وإن كان صحيحًا ثابتًا نصًا وأداءً عند كثير من أهل الأداء فهو من طرق النشر، لا من طرق كتابنا.
وينبغي تقييده في اللام، كما قال الداني وغيره بما إذا كانت النون موجودة رسمًا نحو {أن لا أقول} [105] بالأعراف و{أن لا يدخلنها} [القلم: 24] و{أن لم يكن ربك} [الأنعام: 131] {فإن لم يستجيبوا لكم} [14] بهود، و{ألن نجعل لكم} [48] بالكهف، فإنه إدغام بلا غنة للجميع، لما يلزم عليه من مخالفة الرسم، إذ فيه إثبات نون ليست في المصحف). [غيث النفع: 331]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذلك الكتاب}
هذه قراءة الجماعة (ذلك الكتاب)
وقرئ (ذلك الكتاب) بغير لام.
وقرأ عبد الله بن مسعود (ألم، تنزيل الكتاب لاريب فيه)
{لا ريب}
قرأ خلف وحمزة وحفص من طريق هبيرة بمد (لا) مداً متوسطاً، للمبالغة في النفي.
وأمال بعضهم (لا) لأنها تشبه (بلي) في أنها تكون حرف جواب برأسه.
وقرأ الجمهور (لا ريب) بفتح الباء من غير تنوين، والإعراب فيها بين
وقرأ أبو الشعثاء وزهير الفرقبي (لا ريب) بالرفع.
[معجم القراءات: 1/27]
وهي قراءة زيد بن على حيث وقع، وحمل (لا) في هذه القراءة على أنها تعمل عمل (ليس) ضعيف لقلة إعمال (لا) عملها؛ ولهذا كانت القراءة عند بعضهم ضعيفة.
_ وقرأ الحسن (لا ريبا) بالنصب والتنوين حيث وقع، والنصب هنا بفعل مقدر، أي: لا أجد ريباً
_ ووقف نافع وعاصم على (لا ريب)، ثم يستأنفان القراءة: (فيه هدى للمتقين)
{لا ريب فيه}
_ قرأ عباس وأبو معمر عن عبد الوراث عن أبي عمرو بإدغام الباء في الفاء والمشهور عنه الإظهار، وهو رواية اليزيدي عنه.
وقرأه أبو حيان بالوجهين: الإدغام والإظهار على أستاذه أبي جعفر الطباع في الأندلس.
{فيه}
قرأ ابن كثير (فيهي) بوصله بياء، وهي قراءة ابن محيصن كذلك
وقرأ ابن أبي إسحاق (فيهو) بضم الهاء ووصلها بواو.
واختلس نافع كسرة الهاء من (فيه)
[معجم القراءات: 1/28]
وقرأ الزهري وأبن محيصن وسلم بن حرب ومسلم بن جندب وعبيد بن عمير وسلام أبو المنذر (فيه) بضم الهاء.
وذكر الزمخشري أن الوقف على الهاء من فيه هو المشهور.
{فيه هدي}
وقرأ بإدغام الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب وأبن محيصن واليزيدي والحسن عن المطوعي.
قال الزجاج: وهو ثقيل في اللفظ جائز في القياس وقرأ الباقين بالإظهار
{هدى}
قراءة الإمالة في الوقف عن حمزة والكسائي وخلف الأعمش
وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل
{هدى للمتقين}
قال الأصبهاني: يدغم أبو جعفر وابن كثير برواية الهاشمي وخلف النون والتنوين عند اللام والراء بغير غنه، وروي ذلك عن أبي عمرو مختلفاً فيه، والصحيح عنه إظهار الغنة، ويدغم حمزة والكسائي والبخاري لورش عند اللام والراء والياء
{للمتقين}
وقف يعقوب بهاء السكت بعد النون (للمتقينه)
ووقف الجماعة على النون من غير هاء للمتقين). [معجم القراءات: 1/29]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ وَرْشٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَمْرٍو فِي إِبْدَالِ هَمْزِ يُؤْمِنُونَ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ عَنْ وَرْشٍ فِي تَفْخِيمِ لَامِ الصَّلَاةَ مِنْ بَابِ اللَّامَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/206]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ
[النشر في القراءات العشر: 2/206]
مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ وَابْنِ كَثِيرٍ وَقَالُونَ فِي صِلَةِ مِيمِ رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وغلظ" ورش من طريق الأزرق لام "الصلاة" [البقرة الآية: 4] "). [إتحاف فضلاء البشر: 1/374]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤمنون} [3] يبدل ورش همزه واوًا لأنها فاء الفعل، وقاعدته أن يبدل كل همزة وقعت فاء من الكلمة نحو {يألمون} [النساء: 104] و{يأخذ} [الكهف: 79]
[غيث النفع: 331]
و{مؤمن} [221] و{لقآءنا ائت} [يونس: 15] و{المؤتفكات} [التوبة: 70] والسوسي مطلقًا وحمزة إن وقف). [غيث النفع: 332]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الصلاة} فخم ورش كل لام مفتوحة مخففة أو مشددة، متوسطة أو متطرفة، إذا باشرت مع تأخرها الصاد أو الطاء المهملتين أو الظاء المعجمة في كلمة، فتحت الحروف الثلاثة أو سكنت، ورقق الباقون على الأصل). [غيث النفع: 332]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينفقون} الفاء من الخمسة عشر التي تخفى عندها النون الساكنة والتنوين جمعتها أوائل كلمات هذا البيت:
تلا ثم جار در ذكا زاد سل شذا = صفا ضاع طل ظل فتى قام كملا
والإخفاء حال بين الإظهار والإدغام، قال الداني: «وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فيجب إدغامهما فيهن من أجل القرب، ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارهما عندهم من أجل البعد، فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار خفيا عندهن، فصارا لا مدغمين ولا مظهرين، إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما
[غيث النفع: 332]
عنهن، فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنه، والفرق عند القراء والنحويين بين المخفي والمدغم أن المخفي مخفف والمدغم مشدد» اهـ.
ومخرجها معهن من الخيشوم فقط، ولا حظ معهن في الفم لأنه لا عمل للسان فيهما حينئذ). [غيث النفع: 333]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (3)}
{يؤمنون}
_ قرأ نافع وأبن كثير وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي (يؤمنون) بالهمزة ساكنة بعد الياء، وهي فاء الكلمة.
وكان حمزة يستحب ترك الهمز في القران كله إذا أراد أن يقف، فيقرأ (يؤمنون)
وروى ورش عن نافع ترك الهمز الساكن في مثل (يؤمنون) وما أشبه ذلك.
وأما أبو عمرو فكان إذا أدرج القراءة أو قرأ في الصلاة لم يهمز همزة ساكنة مثل: (يومنون، يومن) وروى هذا عن عاصم والقراءة بدون همز (يومنون) عن أبي جعفر والسوسي والأعشي وأبي بكر عن عاصم
وقرأ رزين بتحريك الهمزة (يؤمنون)
{الصلوات}
قرأ ورش من طريق الأزرق بتغليظ اللام.
{رزقناهم}
قرأ ابن كثير وأبو جعفر وقالون بخلاف عنه بصلة الميم وصلاً (رزقناهمو)
وقراءة الباقين بالإسكان وصلاً ووقفاً (رزقناهم) ). [معجم القراءات: 1/30]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْمَدِّ الْمُنْفَصِلِ وَقَصْرِهِ وَمَرَاتِبِهِ فِي بَابِ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ وَرْشٍ فِي نَقْلِ الْآخِرَةُ فِي بَابِ النَّقْلِ، وَكَذَلِكَ اخْتِلَافُهُمْ فِي السَّكْتِ عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي الْمَدِّ وَالتَّوَسُّطِ وَالْقَصْرِ بَعْدَ الْهَمْزَةِ الْمَنْقُولَةِ حَرَكَتُهَا مِنَ الْآخِرَةُ فِي بَابِ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُهُ أَيْضًا فِي تَرْقِيقِ الرَّاءِ مِنَ الْآخِرَةُ فِي بَابِ الرَّاءَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ هَاءِ الْآخِرَةُ مِنْ بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف: يعقوب بخلاف عنه بهاء السكت على نحو: "المتقين، والعالمين، والذين، والمفلحون، وبمؤمنين" [البقرة الآية: 4] وظاهر كلام بعضهم يشمل نون الأفعال كيؤمنون لكن صوب في النشر تقييده بالأسماء عند من جوزه، وهو الذي قرأنا به "وأبدل" همزة "يؤمنون" واوا ورش من طريقيه وأبو عمر وبخلف عنه وأبو جعفر كوقف حمزة وافقهم اليزيدي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/374]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقصر المد المنفصل من نحو: "بِمَا أُنْزِل" [البقرة الآية: 5] ابن كثير وكذا أبو جعفر إلغاء لأثر الهمز لعدم لزومه باعتبار الوقف وافقهما ابن محيصن والحسن.
واختلف: فيه عن قالون من طريقيه وورش من طريق الأصبهاني وأبي عمرو من روايتيه وهشام وحفص من طريق عمرو وكذا يعقوب وافقهم اليزيدي
[إتحاف فضلاء البشر: 1/374]
والباقون بالمد وهم متفاوتون فيه كالمتصل المجمع على مده لكل القراء، وأطولهم فيهما ورش من طريق الأزرق وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة، وافقهم الشنبوذي، ثم التوسط للباقين في المتصل ولأصحاب المد في المنفصل على المختار وإذا وقف لحمزة على "بِمَا أُنْزِل" ونحوه ففيه أربعة تحقيق الهمزة وتسهيلها وفيه المد والقصر والسكت مع التحقيق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/375]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "وبالآخرة" [البقرة الآية: 5] بالنقل ورش من طريقيه ومن طريق الأزرق بترقيق الراء مع المد والقصر والتوسط على الألف المنقول همزها لعدم الاعتداد بالعارض، فإن اعتد به قصر فقط.
وسكت: على لام التعريف حمزة بخلف عنه، وكذا ابن ذكوان وحفص وإدريس بخلفهم على ما تقدم.
ويوقف: لحمزة عليه ونحو من المتوسط بزائد اتصل به رسما ولفظا نحو: "الأرض، الإيمان، الأولى، الآزفة، الإسلام" بوجهين فقط: النقل والسكت، أما التحقيق من غير سكت الذي أجازة بعض شراح الحرز فقال في النشر: لا أعلمه نصا في كتاب من الكتب ولا في طريق من الطرق.
وأمال: فتحة رائها في الوقف محضة الكسائي وحمزة بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/375]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بما أنزل} [4] مده منفصل لأن شرطه في كلمة وسببه في كلمة أخرى، قصره قالون والدوري بخلاف عنهما، والمكي والسوسي من غير خلاف ومده الباقون.
وهم في قدره متفاوتون على حسب مذاهبهم تحقيقًا وترتيلاً وحدرًا، فأطولهم ورش وحمزة، وقدر بثلاث ألفات، ثم عاصم بألفين ونصف، ثم الشامي وعلي بألفين، ثم قالون والدوري بألف ونصف والمكي والسوسي في المد المتصل كذلك تقريبًا في الكل، والمحقق الزيادة، ولا يحكم ذلك ولا يتبين إلا بالمشافهة، هذا الذي ذكره
[غيث النفع: 333]
الداني في تيسيره ومكي في تبصرته وابن شريح في كافيه وابن سفيان في هاديه والمهدوي في هدايته، وأكثر المغاربة، وبعض المشارقة.
وبعضهم لم يذكر سوى مرتبتين طولي لورش وحمزة، ووسطي للباقين، ويجري ذلك في المتصل والمنفصل، وهو الذي كان الشاطبي رحمه الله تعالى يأخذ به، ولذا لم يذكر في قصيدته بين الضربين تفاوتًا، ولا نبه عليه.
وهو الذي ينبغي أن يؤخذ به للأمن معه من التخليط وعدم الضبط، وهو الذي أقرأ وأقرئ به غالبًا، ولا يخفى على سواه.
ولا يعكر علينا قول الجعبري بعد أن نقل عن السخاوي أن الشاطبي كان يروي ما قدمنا عنه ويعلل عدوله عن المراتب الأربع بأنها لا تتحقق ولا يمكن الإتيان بها كل مرة
[غيث النفع: 334]
على قدر السابقة -: «قلت: فإن حمل هذا على أنه كان يقرأ به فهو خلاف التيسير وسائر النقلة، ولعله استأثر بنقله، وقوله: إن المراتب لا تتحقق فمرتباه أيضًا كذلك» اهـ.
أما قوله: «فهو خلاف التيسير» فمسلم، لكن لا يلزم من مخالفة التيسير لما هو أقوى منه محذور، وقوله «وسائر النقلة» إلخ، عجيب منه فقد عزاه المحقق لجماعة ونصه: «وهو الذي استقر عليه رأي المحققين من أئمتنا قديمًا وحديثًا، وهو الذي اعتمد عليه الإمام أبو بكر بن مجاهد وأبو القاسم الطرسوسي وصاحبه أبو الطاهر بن خلف وبه كان يأخذ الأستاذ أبو الجود غياث بن فارس وهو اختيار الأستاذ المحقق
[غيث النفع: 335]
أبي عبد الله بن القصاع الدمشقي وقال وهو الذي ينبغي أن يؤخذ به، ولا يكاد يتحقق غيره، قلت وهو الذي أميل إليه، وآخذ به غالبًا، وأعول عليه» اهـ.
وقال قبله بورقات: «فأما ابن مجاهد والطرسوسي وأبو طاهر بن خلف وكثير من العراقيين كأبي طاهر بن سوار وأبي الحسن ابن فارس وابن خيرون وغيرهم، فلم يذكروا فيه من سوى الصر غير مرتبتين، طولي ووسطي» اهـ.
[غيث النفع: 336]
فكيف يسوغ بعد هذه النقول للجعبري أن يقول «إنه خالف سائر النقلة» إلخ.
وقوله «فمرتبتاه كذلك» غير مسلم، بل الذي نقول به إن الفرق بين المرتبتين محقق ظاهر، يدركه العالم والجاهل، والغبي والعاقل، بخلاف المراتب الأربع، فليس بينهما كبير فرق، فربما تنبهم على القارئ فضلاً عن السامع.
يشهد لهذا ما قاله المحقق: «والإشباع والتوسط يستوي في معرفة ذلك أكثر الناس، ويشترك في ضبطه غالبهم، وتحكم المشافهة حقيقته، ويبين الأداء كيفيته، ولا تكاد تخفي معرفته على أحد» انتهى.
والكلام في مراتب المد وفي أقسامه طويل لا يليق بنا ذكره هنا، وقد ذكرنا زبدته في كتابه (تنبه الغافلين وإرشاد الجاهلين عما يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم لكتاب الله المبين) فانظره). [غيث النفع: 337]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وبالأخرة} قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، وهي لغة لبعض العرب، واختص به ورش، وسواء كان الساكن صحيحًا نحو {من ءامن} [92] أو تنوينًا نحو {بعاد إرم} [الفجر] أو لام تعريف كهذا، بشرط أن يكون آخر كلمة، وأن يكون غير حرف مد، وأن يكون الهمز أول الكلمة الثانية.
فإن كان الساكن حرف مد نحو {وفي أنفسكم} [الذاريات: 21] فلا نقل فيه، بل فيه المد نحو {بما أنزل}.
وقرأ أيضًا بالقصر والتوسط والطويل، ولا يضرنا تغير الهمزة بالنقل، كما في {الإيمان} [التوبة: 23] و{الأولى} [طه] و{من ءامن} [62] {ابني ءادم} [المائدة: 27]
[غيث النفع: 337]
و{ألفوا ءابآءهم} [الصافات: 99] و{قل إي وربي} [يونس: 35] و{قد أوتيت} [طه: 36] وشبه ذلك، لأنه عارض، والمعتبر الأصل.
وجرى عملنا على تقديم القصر لأنه أقواها، وبه قرأنا على شيخنا رحمه الله وغيره، وقرأنا على شيخنا الشبراملسي بتقديم الطويل، وقوله:
وما بعد همز ثابت أو مغير = فقصر وقد يروى لورش مطولا
ووسطه قوم ...
موف بالأمرين، أما كون تغير الهمزة لا يضر فظاهر، وأما تقديم القصر فمن تقديمه، وتقديم الشيء يفيد الاهتمام به.
وقرأ أيضًا بترقيق الراء، لأن قبله كسرة، فله فيها ثلاثة أحكام، وسكت على لام التعريف حمزة بخلاف عن خلاد، وأحكام وقفه تأتي في مواضع يصح الوقف عليها، كذا وقف على {أولائك } [5] مده متصل، ولا خلاف بينهم في قدره وقد تقدم). [غيث النفع: 338]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون (4)}
{يؤمنون}
انظر قراءة (يومنون)، من غير همز في الآية السابقة.
{بما أنزل إليك وما نزل من قبلك}
_ قرأ الجمهور (أنْزل - أنزل) بالبناء للمفعول فيهما.
_ وقرأ النخعي وأبو حيوة ويزيد بن قطيب «أنزل، أنزل) مبنيين للفاعل.
_ وأجاز الكسائي حذف الهمزة من (إليك) وتكون القراءة عندئذ (وما أنزليك).
وذكر أبو حيان وجه هذه القراءة وهو أنه سكن لام «أنزل»، ثم حذف الهمزة من وإليك، ونقل كسرتها إلى لام (أنزل)، فالتقى المثلان من كلمتين، أي لام (أنزل) ولام (إليك) والإدغام جائز فأدغم وذكر ابن جني عن الكسائي أنه قرأ بما أنزليك
_ وقرأ ابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن والحسن وقالون والدوري والسوسي بم أنزل، وذلك بقصر المد المنفصل.
_ وقرأ الكسائي وابن عامر وأبو عمرو وحمزة وابن كثير في رواية وعاصم ونافع برواية ورش وخلف وبما أنزله بمد الألف.
[معجم القراءات: 1/31]
{وبالآخرة}
. الجمهور على تسكين لام التعريف، وإقرار الهمزة التي تكون بعدها للقطع «وبالآخرة».
_ وقرأ ورش ونافع بغير همز، وذلك بحذفها ونقل الحركة إلى اللام، وصورة هذه القراءة: (بلاخرة).
_ وقرأ حمزة وخلف خلاد يخلف عنه وابن ذكوان وحفص وإدريس بالسكت على لام التعريف وصلا (بل.. آخرة).
_ وأما في الوقف"، فيجوز لحمزة وخلاد وجهان: السكت والنقل، ولا يجوز الوقف عليهما لحمزة من الروايتين بالتحقيق من غير سكت.
_ وقرأ ورش والأزرق بترقيق" الراء مع المد والقصر والتوسط على الألف المنقول همزها
_ وأمال فتحة الراء في الوقف إمالة محضة الكسائي وحمزة.
{يوقنون}
_ قرأ الجمهور (يوقنون) بواو ساكنة، وهي مبدلة من ياء، لأنه من أيقن
[معجم القراءات: 1/32]
_ وقرأ أبو حية النميري (يوقنون) بهمزة ساكنة بدل الواو، وهي رواية الأخفش عنه، وفي الأشباه والنظائر: (قراءة أبي حيوة)). [معجم القراءات: 1/33]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الِاخْتِلَافُ فِي مَرَاتِبِ مَدِّ أُولَئِكَ وَسَائِرِ الْمُتَّصِلِ مِنْ بَابِ الْمَدِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَتِ الْغُنَّةُ فِي الرَّاءِ مِنْ رَبِّهِمْ فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف على "أولئك" ونحوه مما وقعت فيه الهمزة متوسطة بعد ألف لحمزة بتسهيل الهمزة بين بين مع المد والقصر وأما الإبدال فشاذ وكذا نحو: "شركاؤنا، وأولياؤه، وأحباؤه، وإسرائيل، وخائفين، والملائكة، وجاءنا، ودعاء، ونداء" فلا يصح فيه إلا بين بين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/375]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هدى من} الميم من الحروف الأربعة وهي حروف (ينمو) تدغم فيها النون الساكنة والتنوين بغنة.
إلا أن خلفًا يدغمها في الواو والياء إدغامًا محضًا من غير غنة، وأجمعوا على إظهار النون الساكنة عند الواو والياء إذا اجتمعا في كلمة واحدة، نحو {صنوان} [الرعد: 4] و(دنيا).
[غيث النفع: 338]
وهل الغنة الظاهرة حال إدغام النون الساكنة والتنوين في الميم غنة النون المدغمة أو غنة الميم؟
ذهب الجمهور إلى الثاني، وهو الصواب لانقلابها حال الإدغام في الميم إلى لفظها، فلا فرق في اللفظ بين {ممن منع} [114] و{مثلاً ما} [26] و{وهم من كل} [الأنبياء: 96] وذهب إلى الأول ابن مجاهد وغيره). [غيث النفع: 339]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون (5)}
{أولئك}
القراءة عن حمزة" بتحقيق الهمزة الأولى، وبتسهيلها بين الهمزة والواو.
ويوقف عليها أيضا بتسهيل الهمزة الثانية بين بين مع المد والقصر.
{على هدي}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش بإمالة الألف.
وورش والأزرق بالفتح، وبين اللفظين
{من ربهم}
- قراءة الجماعة من ربهم، بكسر الهاء
- وقرأ ابن هرمز من ربهم بضم الهاء، وكذلك سائر هاءات جمع المذكر والمؤنث على الأصل من غير أن يراعي فيه سبق كسر أو ياء
[معجم القراءات: 1/33]
_ وقرأ الكسائي وحمزة ويزيد وورش في رواية الهاشمي عن أبن كثير بإدغام النون والراء من غير غنه، وهي قراءة حفص.
_ وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص وعاصم ويعقوب وأبو جعفر بالإدغام بغنة.
_ وأبو عمرو عنه في ذلك روايتان: الغنة، وبغير غنه، وروي مثل هذا الخلاف عن ابن كثير). [معجم القراءات: 1/34]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:40 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي سورة البقرة [من الآية (6) إلى الآية (10) ]

سورة البقرة
[من الآية (6) إلى الآية (10) ]

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) }

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ءأنذرتهم} [6] ونحوه: بالمد حجازي، وأبو عمرو، وزيد، وزيدٌ، ورويس، وروح طريق البخاري، وسهل. وافق حمصي في {ءأرباب} [يوسف: 39]، وعبد الرزاق، عن أيوب في {ءأسجد}[الإسراء: 61]،
[المنتهى: 2/553]
وابن عتبة في {ءأقررتم} [آل عمران: 81]، {ءأنت قلت} [المادة: 116]، و{ءأشفقتم} [المجادلة: 13]، وأبو بشر في {ءألد} [هود: 72]، و{ءأنذرتهم} في يس [10]، و{ءأنتم أضللتم} [الفرقان: 17]، و{ءأنتم أشد} [النازعات: 27].
أطولهم مدًا: سالم، وأبو نشيط طريق ابن أيوب، بين الهمزتين مدة: هشامٌ طريق ابن عبدان.
[المنتهى: 2/554]
وفي تعليقي عن أبي زيد وجهان أحدهما کاليزيدي، والآخر كابن عبدان).[المنتهى: 2/555]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ)
[الكامل في القراءات العشر: 480]
بالواو، والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ وَيَعْقُوبَ فِي ضَمِّ هَاءِ عَلَيْهِمْ فِي سُورَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ. وَكَذَلِكَ مُوَافَقَةُ وَرْشٍ فِي صِلَةِ مِيمِ الْجَمْعِ عِنْدَ هَمْزِ الْقَطْعِ لِمَنْ وَصَلَ الْمِيمَ فِي نَحْوِ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ، وَكَذَلِكَ مَذَاهِبُهُمْ فِي السَّكْتِ عَلَى السَّاكِنِ فِي بَابِهِ.
وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَسْهِيلِ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَأَنْذَرْتَهُمْ، وَفِي إِبْدَالِهَا وَتَحْقِيقِهَا وَإِدْخَالِ الْأَلِفِ بَيْنَهُمَا فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ءأنذرتهم} [6] ذكر في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "ءأنذرتهم" [الآية: 6] بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عيدان وغيره عن الحلواني وكذا أبو جعفر وافقهم اليزيدي وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير، وكذا رويس بتسهيلها أيضا من غير إدخال ألف، وهو أحد الوجهين عن الأزرق، والثاني له إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين، وهما صحيحان، وقرأ ابن ذكوان وهشام من مشهور طرق الداجواني عن أصحابه عنه وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين بلا ألف بينهما، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ هشام من طريق الجمال عن الحلواني بتحقيقهما وإدخال ألف بينهما، فصار لهشام ثلاثة أوجه: التسهيل مع الألف والتحقيق مع الألف وعدمها، وأما الرابع وهو التسهيل بلا ألف فلا يجوز لهشام من الطريقين إلا في موضع واحد وهو "ءأذهبتم" بالأحقاف كما يأتي في محله إن شاء الله تعالى.
وعن: ابن محيصن أنذرتهم بهمزة واحدة مقصورة.
وإذا وقف: على "عليهم ءأنذرتهم" لحمزة فله السكت على الميم وعدمه مع تسهيل الهمزة الثانية وتحقيقها فهي أربعة وأما إبدال الثانية ألفا فضعيف، وكذا حذف إحدى الهمزتين لاتباع الرسم وافقه الأعمش، وتقدم حكم صلة ميم الجمع هنا لورش وغيره). [إتحاف فضلاء البشر: 1/376]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم ءأنذرتهم أم} [6] الهمزة الأولى للاستفهام الصوري، والثانية فاء الكلمة، فكلهم يحقق الأولى، وقالون والبصرى يسهلان الثانية، ويدخلان بينهما ألفًا، وورش والمكي يسهلانها ولا يدخلان ألفًا، ولورش أيضًا إبدالها ألفًا، فيلتقي مع سكون النون فمده لازم.
واختلف عن هشام فيها فله التحقيق والتسهيل مع إدخال الألف، والباقون بالتحقيق من غير إدخال، وسكت خلف بخلف عنه على الساكن إذا كان آخر كلمة وأتت الهمزة بعده، فيسكت على ميم {عليهم} و[ءأنذرتهم} استعانة على النطاق بالهمزة بعد لصعوبته، وضم هاء {عليهم} لحمزة جلي.
تنبيه: ذهب جماعة من القراء كأبي عبد الله بن شريح الإشبيلي وأبي عبد الله عبد الواحد بن أبي السداد المالقي صاحب (الدر النثير) وشارح التيسير إلى أن من له
[غيث النفع: 339]
الإدخال بين الهمزتين كقالون له المد بينهما من قبيل المتصل كـ {خائفين} [114] وحجتهم اجتماع شرط المد وهو الألف، وسببه وهو الهمز، بكلمة، والألف وإن كانت عارضة فقد اعتد بها من أبدل، ومد لسببية السكون، فعلى هذا من له التحقيق كأحد وجهي هشام فله المد فقط، ومن له التسهيل فله المد والقصر، عملاً بعموم قوله:
وإن حرف مد قبل همز مغير = يجز قصره والمد ما زال أعدلا
وذهب الجمهور إلى عدم الاعتداد بهذه الألف لعروضها، ولضعف سببية الهمز عن السكون.
قال المحقق: «وهو مذهب العراقيين كافة وجمهور المصريين والشاميين والمغاربة وعامة أهل الأداء، وحكى بعضهم الإجماع على ذلك، قال ابن مهران أما قوله تعالى {ءأنذرتهم} و{أونبئكم} [آل عمران: 51] و{أذا} [الرعد: 5] وأشباه ذلك فتدخل بينهما مدة تكون حاجزة بينهما، ومبعدة لإحداهما عن الأخرى، ومقداره ألف تامة بالإجماع» انتهى مختصرًا، وبعضه بالمعنى.
وبعدم المد قرأت على جميع شيوخي، وهو الذي يقتضيه القياس والنظر ولا أظن أحدًا يقرأ الآن بالمد إلا المقلدين لابن غازي وغيرهم والله أعلم.
[غيث النفع: 340]
تتميم: طعن الزمخشري في رواية الإبدال من جهة أنه يؤدي إلى الجمع بين الساكنين، على غير حده، ولا شاهد له، وهو مطعون في نحره بالأدلة، منها أن هذه قراءة صحيحة متواترة، فهي أقوى شاهد، وإلا لتسلسل سلمنا ذلك فقد أجاز الكوفيون الجمع بين الساكنين على غير حده الذي اختاره البصريون واستدلوا عليه، ويكفي مذهبهم في ذلك، وبقى غير هذا فلا نطيل به.
والحاصل أن الرجل لسوء سريرته وفساد طريقته كثير الطعن في القراءات المتواترات، وله جراءة عظيمة على خواص خلق الله تعالى، رزقنا الله تعالى الأدب معهم، كما يعلم ذلك من وقف على (الكشاف) لحاله ورافضيته واعتزاله، والحواشي المؤلفة للانتقاد عليه، ورحم الله الإمام أبا حيان القائل فيه ما هذا بعضه:
[غيث النفع: 341]
ولكنه فيه مجال لناقد = (وقولات) سوء قد أخذن المخانقا
فيثبت موضوع الأحاديث جاهلا = ويعزو إلى المعصوم ما ليس لائقا
ويشتم أعلام الأئمة ضلة = ولا سيما إن أولجوه المضايقا
يقول فيه الله ما ليس قائلا = وكان محبا في الخطابة (وانقا)
(ويسهب في المعنى الوجيز دلالة = بتكثير ألفاظ تسمى (الشقاشقا)
ويخطئ في تركيبه لكلامه = فليس لما قد ركبوه موافقا
وينسب إبداء المعاني لنفسه = ويوهم أغمارا وإن كان سارقا
ويخطئ في فهم القران لأنه = يجوز إعرابا أبي أن يطابقا
وكم بين من يؤتي البيان سليقة = وآخر عاناه فما هو لاحقا
ويحتال للألفاظ حتى (يردها) = لمذهب سوء فيه أصبح مارقا
إذا لم تداركه من الله رحمة = لسوف يرى للكافرين مرافقا
انتهى.
[غيث النفع: 342]
وليته زاد هذه الأبيات:
ورحمة ربي خصها في كتابه = بتابع حق لا لعبد تشاققا
فصار رئيسًا في الضلالة داعيا = إليها بأنواع الدعاء موافقا
لإبليس في الدعوى وزاد عليه إذ = تجري فلم يخضع ولم يخش خالقا
وشبه حزب الله بالحمر موكفه = لإثباتهم أمرا يقينا مطابقا
لعقل ونقل وهو رؤية ربنا = بدار الرضا طوبى لمن كان سابقا
فيا ويله يوم القيامة عندما = يدور به من كان بالحق ناطقا
ونال من الله الكرامة والهدى = بتوفيقه للاعتقاد المطابقا
وهم أولياء الله في كل أمة = ومن أثبت الرؤيا وإن كان فاسقا
يقولون يا جبار خذ منه حقنا = فقد كان يؤذينا وقد كان سالقا). [غيث النفع: 343]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تنذرهم} راؤه مرققة للجميع، وكذا حيث جاءت ساكنة بعد كسرة، نحو {أحصرتم} [196] و{استئجره} [القصص: 26] إلا أن يأتي بعدها حرف استعلاء فتفخم من أجله، نحو {قرطاس} [الأنعام: 7] ويأتي التنبيه عليه في مواضعه إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 343]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (6)}
{سواء}
_ قرأ عاصم بتخفيف الهمزة على لغة الحجاز، وعلى هذا فقد يكون أخلص الواو، وصورة القراءة في هذا الحالة (سواو) ويجوز أنه جعل الهمزة بين بين، أي بين الهمزة والواو.
_ وكان حمزة يسكت على (سواء) ويمد، ثم يشم الرفع من غير همز
_ وقرأ (سوا) مقصوراً، حكاه الأهوازي.
وروي عن الخليل (سوء) بضم السين مع واو بعدها مكان الألف، وفي هذا عدول عن معنى المساواة إلى معنى القبح والسب.
{عليهم}
وقرأ حمزة ويعقوب (عليهم) بضم الهاء وصلاً ووقفاً
وقراءة الباقين بالكسر (عليهم)
وقرأ ابن كثير وأبو جعفر وورش وقالون بخلاف عنه (عليهمو)
[معجم القراءات: 1/34]
في الوصل، بضم الميم ووصلها بواو، وأما في الوقف فيسكون الميم
كالجماعة.
{أنذرتهم}
_ قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وابن ذكوان وهشام وروح وخلف والحسن وابن عباس والأعمش وابن أبي إسحاق بتحقيق الهمزتين (أأنذرتهم). وهي لغة تميم، واختارها أبو عبيد، وهي بعيدة عند الخليل وسيبويه.
_ وقرأ أبو عمرو وقالون وإسماعيل بن جعفر عن نافع وهشام والأعمش وأبو جعفر واليزيدي وابن عباس وابن إسحاق (آانذرتهم) بإدخال ألف بين الهمزتين، ثم تسهيل الثانية، واختار مثل هذه القراءة سيبويه والخليل، وهي لغة قريش والحجاز وسعد بن بكر.
[معجم القراءات: 1/35]
_ وقرأ ابن كثير ونافع ويعقوب وأبو عمرو في رواية، والأصبهاني وورش وهشام ورويس، والأزرق وفي رواية (أنذرتهم) بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، فتصبح همزة مطولة.
قال مكي: (فيمدون حينئذ غير أن مد ابن كثير أنقص قليلا)
وروي عن ورش ثلاث صور:
1- الأولى كقراءة ابن كثير آنذرتهم.
٢- الثانية كقراءة قالون آأنذرتهم
٣- والثالثة إبدال الثانية ألفا محضة أأنذرتهم وأنكر هذه القراءة الزمخشري، ورد اعتراضه أبوحيان، وصوب القراءة. وروى البغداديون عن ورش التسهيل بين بين على القياس.
- وعن ابن أبي إسحاق أنه حقق الهمزتين، وأدخل بينهما ألفا لئلا يجمع بينهما، وصورة القراءة: أاأنذرتهم..
وقال الأخفش: يجوز تخفيف الأولى من الهمزتين، وصورتها: ما أنذرتهم
[معجم القراءات: 1/36]
- وقرأ الزهري وابن محيصن «أنذرتهم».
وهمزة الاستفهام مرادة، ولكن حذفت للتخفيف، وفي الكلام ما يدل عليها.
_ وقرأ أبي بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الميم الساكنة قبلها عليهم ندرتهم.
{أم لم تنذرهم}
قرأ ابن محيصن من طريق الزعفراني (أأنذرتهم أو لم تنذرهم)
فوضع «أو» بدلا من «أم»
قال ابن هشام: «وهي من الشذوذ بمكان»). [معجم القراءات: 1/37]

قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {غشاوة} 7
قرءوا كلهم {غشاوة} فِي الْبَقَرَة رفعا وبالألف إِلَّا أَن الْمفضل بن مُحَمَّد الضَّبِّيّ روى عَن عَاصِم (وعَلى أبصرهم غشوة) نصبا وَاخْتلفُوا فِي الجاثية أَي فِي قَوْله تَعَالَى بهَا {وَختم على سَمعه وَقَلبه وَجعل على بَصَره غشاوة} فَقَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر (غشوة) نصبا وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (غشوة) بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 138 - 139]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({غشوةً} [7]: نصب: المفضل). [المنتهى: 2/555]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (غِشَاوَةٌ) نصب المفضل، وأبان بن يزيد، وأبر حيوة، وابن أبي عبلة، وابن القادسي عن حفص (غِشَوةٌ) بغير ألف أحمد والحسين، وبرواية أبي الأشهب عنه، الباقون (غِشَاوَةٌ) بالألف والرفع، وهو الاختيار للفرق بين الختم على القلب والغشاوة على البصرة). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ أَبْصَارِهِمْ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ خَلَفٍ عَنْ حَمْزَةَ فِي إِدْغَامِ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ بِغَيْرِ غُنَّةٍ. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُهُ وَمَذْهَبُ أَبِي عُثْمَانَ الضَّرِيرِ عَنِ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي الْإِدْغَامِ، بِلَا غُنَّةٍ عِنْدَ الْيَاءِ فِي نَحْوِ مَنْ يَقُولُ فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "أبصارهم" [الآية: 7] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وافقهم اليزيدي وقلله الأزرق والباقون بالفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/376]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "عشاوة" [الآية: 7] بعين مهملة مضمومة وعنه أيضا الضم والفتح مع المعجمة، والجمهور بالغين المعجمة المكسورة، وأدغم تنوين غشاوة في واو "ولهم" بغير غنة خلف عن حمزة وافقه المطوعي، وكذا حكم من يقول ومعهما في هذا الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير، وكذا حكم ما شابه ذلك والباقون بالغنة فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/377]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أبصارهم} [7] راؤه مرققة للجميع، وكذلك كل راء مكسورة، وسواء كانت أولاً نحو {رزق} [الصافات: 41] و{ورضوان} [آل عمران: 15] أو وسطًا نحو {فارض} [68] و{الطارق} و{القارعة} أو آخرًا نحو {إلى النور} [257] و{بالنذر}
[غيث النفع: 343]
[القمر] {فليحذر الذين} [النور: 63] {واذكر اسم ربك} [المزمل: 8] وكذلك حركة النقل عند من قرأ به، نحو {وانظر إلى} [259] ). [غيث النفع: 344]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غشاوة ولهم} و{من يقول} [8] أدغم خلف التنوين والنون الساكنة في الواو والياء من غير غنة، وأدغمها الباقون بغنة). [غيث النفع: 344] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلي أبصرهم غشوه ولهم عذاب عظيم (7) }
{سمعهم}
- قرأ عمرو بن العاص وابن أبي عبلة «أسماعهم» بالجمع، فطابق في الجمع بين القلوب والأسماع والأبصار
[معجم القراءات: 1/37]
{أبصارهم}
_ وقراءة الجماعة بالتوحيد (سمعهم)
- قرأ بالإمالة أبو عمرو والداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري، والدوري عن الكسائي، واليزيدي (أبصارهم).
- وقرأ ورش والأزرق بالتقليل
قال أبو حيان: «والإمالة في أبصارهم جائزة، وقد قرئ بها، وقد غلبت الراء المكسورة حرف الاستعلاء؛ إذ لولاها لما جازت الإمالة
- وقرأ الباقون بالفتح.
{غشاوة}
- قرأ الجمهور (غشاوة) بكسر الغين ورفع التاء.
- وقرأ الحسن باختلاف عنه وزيد بن علي (غشاوة)، بضم الغين
ورفع التاء، وضم الغين لغة عكل
- قرأ المفضل الضبي وابن نبهان عن عاصم وهي رواية أبي بكر عنه (غشاوة) بكسر الغين والنصب، على تقدير: وجعل على أبصارهم غشاوة، ورد هذا أبو حيان، ومن قبله الطبري والزجاج.
[معجم القراءات: 1/38]
- وروي عن بعضهم (غشاوة) بفح الغين والنصب.
- وقرأ الحسن وأبو حيوة (غشاوة) بفتح الغين ورفع التاء، وفتح الغين لغة ربيعة.
وقرأ طاووس (عشاوة) بالعين غير المعجمة ورفع التاء
- وقرأ بعضهم (عشاوة) بعين مهملة مكسورة وبضم التاء وهو شبه العمى في العين
- وقرأ الحسن غشاوة بعين مهملة التاء ومضمومة وبضم التاء
- وقرأ أبو حيوة وسفيان أبو رجاء والأعمش وابن مسعود غشوة بفتح الغين وسكون الشين ونصب التاء
- وقرأ عبيد بن عمير والأعمش وأبو حيوة (غشوة) بفتح الغين وسكون الشين ورفع التاء
- وقرأ بعضهم (غشوة) بالكسر، وقد رويت عن أبي عمرو وأبي
حيوة
- وعبد الله وأصحابه يقرأونها غشية بفتح الغين والياء والرفع
[معجم القراءات: 1/39]
قال ابن عطية: وأصوب هذه القراءات المقروء بها ما عليه السبعة من كسر الغين (غشاوة) على وزن عمامة)
_ إذا وقف الكسائي على (غشاوة) وقف بإمالة فتحة الواو بلا خلاف عنه (غشاوة)
{غشاوة ولهم}
أدغم تنوين (غشاوة) في واو (أولهم) بغير غنة حمزة وخلف والمطوعي والدوري عن الكسائي وأبو عثمان الضرير
وقراءة الباقين بالإدغام بغنة). [معجم القراءات: 1/40]

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الناس} [8] بكسر النون في موضع الخفض اليزيدي طريق ابنه وسبطه وأبي حمدون وابن سعدان وعلي طريق قتيبة وابن جبير، ونصير طريق الرستمي، وأبي عمر طريق الحلواني والمطوعي، والشموني إلا
النقار.
[المنتهى: 2/556]
وقال ابن الصلت عن سالم، وورش: {كل أناس} [60] يميل النون إلى الكسر، وكذلك ما أشبه هذا في جميع القرآن). [المنتهى: 2/557] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ أَبْصَارِهِمْ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ خَلَفٍ عَنْ حَمْزَةَ فِي إِدْغَامِ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ بِغَيْرِ غُنَّةٍ. وَكَذَلِكَ مَذْهَبُهُ وَمَذْهَبُ أَبِي عُثْمَانَ الضَّرِيرِ عَنِ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي الْإِدْغَامِ، بِلَا غُنَّةٍ عِنْدَ الْيَاءِ فِي نَحْوِ مَنْ يَقُولُ فِي بَابِ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو فِي إِمَالَةِ النَّاسِ حَالَةَ الْجَرِّ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "الناس" [الآية: 8] المجرور الدوري عن أبي عمرو بخلف عنه وافقه اليزيدي والباقون بالفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/377]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويقرأ: للأزرق نحو: "آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِر" [الآية: 8] بقصر الآخر مع قصر آمنا مطلقا فإن وسط آمنا أشبع فكذا الآخر إن لم يعتد بالعارض وهو النقل فإن اعتد بالعارض فبالقصر فيه فقط معهما، أعني التوسط والإشباع في آمنا، نبه عليه في النشر وتقدم آخر باب المد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/377]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غشاوة ولهم} و{من يقول} [8] أدغم خلف التنوين والنون الساكنة في الواو والياء من غير غنة، وأدغمها الباقون بغنة). [غيث النفع: 344] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءامنا بالله وباليوم الأخر}: {ءامنا} و{الأخر} من باب واحد، فتقرأ في الثاني بما قرأت به في الأول، فالقصر مع القصر، والتوسط مع التوسط، والطويل مع الطويل، وهكذا كل ما ماثله). [غيث النفع: 344]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هم بمؤمنين} إذا التقت الميم الساكنة مع الباء ففيها لكل القراء وجهان صحيحان مأخوذ بهما، الأول: الإخفاء مع الغنة، وهو مذهب المحققين كابن
[غيث النفع: 344]
مجاهد الثاني: الإظهار التام، وعليه أهل الأداء بالعراق، وحكى بعضهم إجماع القراء عليه). [غيث النفع: 345]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (و{بمؤمنين} أبدل همزه مطلقًا ورش والسوسي وحمزة إن وقف). [غيث النفع: 345]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الأخر وما هم بمؤمنين (8)}
{ومن الناس}
_ قراء الإمالة في الناس للدوري وأبي عمرو بخلاف عنه واليزيدي
_ والباقون على الفتح
وفي شرح اللمع (قال أبو طاهر وروي عبد الله بن داود الخريبي عن أبي عمرو بن العلاء إمالة (الناس) في جميع القرآن مرفوعاً ومنصوباً ومجروراً، وهذه رواية أحمد بن يزيد الحلواني عن أبي عمر الدوري عن الكسائي، وراوية نصير بن يوسف وقتيبة بن مهران عن الكسائي.
[معجم القراءات: 1/40]
{من يقول}
- قرأ خلف عن حمزة بإدغام النون في الياء بغير غنه، ووافقه المطوعي والأعمش، وبه قرأ الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير- وقرأ الباقون بالإدغام بغنة، وهو الأفصح، وهو الوجه الثاني عن الكسائي من رواية جعفر بن محمد عنه.
{بمؤمنين}
تقدمت القراءة من غير همز (بمؤمنين) في الآية/3). [معجم القراءات: 1/41]

قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْيَاء وَفتحهَا وَإِدْخَال الْألف فِي قَوْله {يخادعون} ... {وَمَا يخدعون} 9
فَقَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {يخدعون} ... {وَمَا يخدعون} بِالْألف وَالْيَاء مَضْمُومَة
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يخدعون} . . {وَمَا يخدعون} بِفَتْح الْيَاء بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 139]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( {وما يخادعون} مكي ونافع وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 171]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وما يخدعون} [9]: بألف مكي، ونافع، وأبو عمرو، وابن مسلم).[المنتهى: 2/557]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (وما يخدعون) بفتح الياء والدال من غير ألف، وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الدال وبالألف، ولا خلاف في الأول أنه بالألف وضم الياء وكسر الدال). [التبصرة: 153]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ الحرميان وأبو عمرو: {وما يخادعون} (9): بالألف مع ضم الياء، وفتح الخاء، وكسر الدال.
والباقون: بغير ألف مع فتح الياء، وإسكان الخاء، وفتح الدال). [التيسير في القراءات السبع: 225]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( [وقال أبو عمرو] : قرأ الحرميان وأبو عمرو (وما يخادعون) بالألف مع ضم الياء وفتح الخاء وكسر الدّال، والباقون بغير ألف مع فتح الياء والدّال). [تحبير التيسير: 282]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمَا يَخْدَعُونَ) بالألف نافع غير اختيار ورْش مكي غير ابن مُحَيْصِن، وأَبُو عَمْرٍو، وابن مسلم، وعبيد بن نعيم عن أبي بكر، وابْن سَعْدَانَ، والْمُعَلَّى، وابن صبيح والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بغير ألف، وهو الاختيار؛ إذ المخادعة تجري بين اثنين وهو يخدع نفسه). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([9]- {يَخْدَعُونَ} بألف: الحرميان وأبو عمرو). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (445 - وَمَا يَخْدَعُونَ الْفَتْحَ مِنْ قَبْلِ سَاكِنٍ = وَبَعْدُ ذَكَا وَالْغَيْرُ كَالْحَرْفِ أَوَّلاَ). [الشاطبية: 36]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([445] وما يخدعون الفتح من قبل ساكنٍ = وبعد (ذ)كا والغير كالحرف أولا
من قرأ {يخدعون}، جعل {يخدعون} الأول بمعنى يخدعون.
فهو مثل: عافاك الله.
ففي قراءتهم {يخدعون}، تنبيه على أن الأول بمعناه.
ولا طائل تحت قول من قال: إنه جعل المخادعة في الأول لله وللذين آمنوا، فكيف يجعلها ثانيًا لأنفسهم !؟، وقال: هي مناقضةٌ؛ لأن معناه كقولك: ظلمت زيدًا وما ظلمت إلا نفسك، لأن مخادعتهم لله عائدةٌ عليهم، فكأنهم إنما خادعوا أنفسهم.
وحجة {يُخدعون} أنه موافق للأول.
[فتح الوصيد: 2/620]
ومن قال أيضًا محتجًا لهذه القراءة: إن الإنسان لا يخدع نفسه، فجوابه أنه لم يُرد أنهم خدعوا أنفسهم، ولكن ما عاد مكرهم عليهم، صاروا خادعين لأنفسهم في المعنى.
وأصل الخديعة من الاختفاء؛ ومنه: المخدع في البيت.
ويقولون: خدع الضبُّ في جُحره، إذا دخل فيه واختفى؛ ثم استعمل في التمويه والحيل والمكر وما يخالف النصح. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المكر والخديعة في النار».
وكذلك استعمل في الفساد؛ قال الشاعر:
طيب الريق إذا الريق خدع
أي فسد.
وقوله: (الفتح من قبل ساكنٍ)، يعني فتح الياء، والساكن: الخاء.
(وبعد)، يعني فتح الدال.
(وذكا)، معناه اشتعل وأضاء.
و(أولا)، منصوب على الحال؛ والتقدير: كالحرف المنزل أولا، أو علی الظرف). [فتح الوصيد: 2/621]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [445] وما يخدعون الفتح من قبل ساكن = وبعد ذكا والغير كالحرف أولا
ب: (ذكا) من (ذكت النار): إذا اشتعلت وأضاءت.
ح: (ما يخدعون): مبتدأ، (الفتح): مبتدأ ثانٍ، (من قبل ساكنٍ): خبر، والتقدير: الفتح فيه من قبل ساكنٍ، و (بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: ومن بعد ساكنٍ، عطف على (قبل)، والجملة: خبر المبتدأ الأول، (ذكا): خبر آخر، (أولًا): ظرف، أي: كالحرف الواقف أولًا.
[كنز المعاني: 2/5]
ص: أي: قرأ {وما يخدعون إلا أنفسهم} [9] بإسكان الخاء بين فتحتين من (الخدع) ابن عامر والكوفيون، وغيرهم الباقون قرأوا كالحرف الأول، يعني: {يخدعون} [9] بضم الياء وفتح الخاء وألفٍ بعدها وكسر الدال من (المخادعة).
أما القراءة الأولى: فعلى أن الفعل منفرد بهم، وأما الثانية: فلمشاكلة الحرف الأول، أو من قبيل ما يختص بالواحد من باب المفاعلة، نحو: (سافر) و (طارق النعل) ). [كنز المعاني: 2/6]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (444-وَمَا يَخْدَعُونَ الفَتْحَ مِنْ قَبْلِ سَاكِنٍ،.. وَبَعْدُ "ذَ"كَا وَالغَيْرُ كَالحَرْفِ أَوَّلا
قوله: وما: تقييد للحرف المختلف فيه؛ احترازا من الأول وهو قوله: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ}؛ فإنه ليس قبله وما والساكن الخاء، والفتح قبله في الياء وبعده في الدال وهذا تقييد لم يكن محتاجا إليه؛ لأنه قد لفظ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/278]
بالقراءة ونبه على القراءة الأخرى بما في آخر البيت؛ لأنه لا يمكن أخذها من أضداد ما ذكر فهو زيادة بيان.
فإن قلت: احترز بذلك عن أن يضم أحد الياء.
قلت: ليس من عادته الاحتراز عن مثل هذا؛ ألا تراه يقول: سكارى معًا سكرى، ولم يقل بضم السين اكتفاء باللفظ.
فالوجه أن يقال: هو زيادة بيان لم يكن لازما له، وهو مثل قوله في سورة الحج: ويدفع حق بين فتحيه ساكن، وذكا بمعنى اشتعل وأضاء، وأولا ظرف أي وقراءة الغير كالحرف الواقع أولا، وأجاز الشيخ أن يكون حالا، وأطلق الناظم الحرف على الكلمة على ما سبق في قوله: لعل حروفهم، وقوله: وفي أحرف وجهان، وما يأتي من قوله: وفي الروم والحرفين في النحل أولا، وذلك سائغ، ومنه قول أبي القاسم الزجاجي: باب الحروف التي ترفع الاسم وتنصب الخبر يعني كان وأخواتها أي اقرءوا: "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون"؛ ففي هذه القراءة رد لفظ ما ابتدأ به وأجمع عليه ومن قرأ الثانية: "يخدعون" نبه على أن الأولى بهذا المعنى، وأن فاعلت هنا بمعنى فعلت نحو طارقت النعل وسافرت وعاقبت وقيل: جعلوا خادعين لأنفسهم لما كان ضرر ذلك عائدا إليهم كقوله تعالى في موضع آخر: {إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}، وإنما أجمع على الأول وعدل فيه من فعل إلى فاعل كراهة التصريح بهذا الفعل القبيح أن يتوجه إلى الله سبحانه فأخرج مخرج المحاولة لذلك والمعاناة له والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/279]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (445 - وما يخدعون الفتح من قبل ساكن ... وبعد ذكا والغير كالحرف أوّلا
قرأ المرموز لهم بالذال وهم: الشامي والكوفيون قوله تعالى: وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ بفتح الحرف الذي قبل الساكن وهو الياء، والحرف الذي بعده وهو الدال والساكن هو الخاء، وقرأ غيرهم وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وما يخادعون والذي دلنا على قراءتهم قوله: (والغير) أي غير الشامي والكوفيين يقرءون وما يخادعون كالحرف الأول وهو يُخادِعُونَ اللَّهَ* فخلاف القراء إنما هو في الموضع الثاني؛ لأنه قيده بالواو و(ما) فكأنه قال لفظ: يَخْدَعُونَ المقرون بالواو وما قرأه الشامي والكوفيون بكذا وغيرهم بكذا، ولأنه قال: (والغير كالحرف أولا) فعلم أن اختلاف القراء في الموضع الثاني، وأما الأول: فلا خلاف فيه بينهم وإنما أحال قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو على الموضع الأول؛ لأن قراءتهم لا يمكن أخذها من الضد؛ لأن ضد الفتح في الياء والدال الكسر، وضد السكون في الخاء التحرك بالفتح فلو كانت قراءتهم مأخوذة من الضد لكانت
[الوافي في شرح الشاطبية: 199]
بكسر الياء والدال وفتح الخاء وذلك لا يصح لغة ولا قراءة فلم يقرأ به ولا في الشاذ، فمن أجل ذلك اضطر إلى إحالة قراءة الباقين على الموضع الأول وهو كلمة يُخادِعُونَ اللَّهَ* وإطلاق الحرف على الكلمة مجاز مرسل من إطلاق الجزء وإرادة الكل والعلاقة الجزئية. و(ذكا) معناه اشتعل وأضاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 200]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (62- .... .... .... .... .... = .... يَخْدَعُونَ اعْلَمْ حِجىً .... ....). [الدرة المضية: 22]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم استأنف فقال: يخدعون اعلم حجا أي قرأ مرموز (حا) حجا (وألف) اعلم وهما أبو جعفر ويعقوب و{وما يخدعون} [البقرة: 9] الثاني بخاء ساكنة بين المفتوحتين). [شرح الدرة المضيئة: 87]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (وَمَا يُخَادِعُونَ) فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِضَمِّ الْيَاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَ الْخَاءِ وَكَسْرِ الدَّالِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَسُكُونِ الْخَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ (وَاتَّفَقُوا) عَلَى: قِرَاءَةِ الْحَرْفِ الْأَوَّلِ هُنَا يُخَادِعُونَ اللَّهَ، وَفِي النِّسَاءِ كَذَلِكَ كَرَاهِيَةَ التَّصْرِيحِ بِهَذَا الْفِعْلِ الْقَبِيحِ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَأَخْرَجَ الْمُفَاعَلَةَ لِذَلِكَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {وما يخدعون} [9] بضم الياء وألف بعد الخاء وكسر الدال، والباقون بفتح الياء وإسكان الخاء وفتح الدال من غير ألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (433 - وما يخادعون يخدعونا = كنزٌ ثوى .... .... ....). [طيبة النشر: 61]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وما يخادعون يخدعونا = (كنز ثوى) اضمم شدّ يكذبونا
يعني قوله تعالى: وما يخدعون إلا أنفسهم من المخادعة، يقرؤه يخدعون من الخدع الكوفيون وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، واحترز بقوله: «وما يخادعون» عن يخادعون الله» فإنه لا خلاف فيه، ولفظ بالقراءتين ولم يحتج إلى تقييد للوضوح كقول الشاطبي سكارى معا سكرى، ووجه قراءة يخادعون إجراء الثاني على لفظ الأول المجمع عليه، ووجه يخدعون التنبيه على أن المفاعلة فيه من باب ما يقع من الواحد نحو عاقبت اللص). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وما يخادعون يخدعونا = (كنز ثوى) اضمم شدّ يكذبونا
ش: [أي] [قرأ مدلول (كنز) (وثوى)]: الكوفيون، وابن عامر، وأبو جعفر،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/142]
ويعقوب وما يخدعون [البقرة: 9] بفتح الياء وإسكان الخاء وفتح الدال بلا ألف.
والباقون: الحرميان، وأبو عمرو، بضم الياء وفتح الخاء، وألف بعدها، وكسر الدال كالأول.
تنبيه:
علم أن الخلاف في الثاني من تقييده بـ (ما)، واستغنى بلفظ القراءتين عن تقييدهما.
واعلم أن اصطلاح الناظم أن القراءة إذا عمت الوصل والوقف يطلقها إن لم تعرض شبهة، فإن خصت أحدهما نبه على قرينة التخصيص.
واصطلاحه: أن يورد المسائل على ترتيب التلاوة، وربما ألجأه الوزن إلى خلافه.
وأصل الخدع: التمويه والخفاء، كالمنافق يظهر خلاف ما يبطن.
ومنه المخدع، وخادع [اسم] فاعل؛ لنسبة أصله إلى مشارك آخر فيجيء ضمنا، وقد يجيء كالأصل.
فوجه القصر: أنه منسوب إلى واحد، والتنبيه على أن الأول بمعناه: كسافرت، وكنى عنه تأدبّا، وهو موافق صريح الرسم.
ووجه المد: مناسبة الأول، وأيضا الشخص يخادع نفسه ولا يخدعها، وهو موافق للرسم تقديرا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/143]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "وَمَا يَخْدَعُونَ" [الآية: 9] فنافع وابن كثير وأبو عمرو بضم الياء وفتح الخاء وألف بعدها وكسر الدال لمناسبة الأول، وافقهم اليزيدي.
والباقون بفتح الياء وسكون الخاء وفتح الدال، والمفاعلة هنا إما بمعنى فعل فيتحدان، وإما بإبقاء المفاعلة على بابها فهم يخادعون أنفسهم أي: يمنونها الأباطيل وأنفسهم تمنيهم ذلك أيضا، ولا خلاف في الأول أنه بالضم والألف، وكذا حرف النساء لئلا يتوجه إلى الله تعالى بالتصريح بهذا الفعل القبيح، فأخرج مخرج المفاعلة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/377]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وما يخادعون} [9] قرأ الحرميان والبصري بضم الياء، وألف بعد الخاء، وكسر الدال، على وزن {يتجادلون} [الرعد: 13] والباقون بفتح الياء، وإسكان الخاء، وفتح الدال، على وزن {يفرحون} [آل عمران: 188].
تنبيه: علم أنه الثاني من تقيده بــ {وما} وأما الأول والذي بالنساء فاتفقوا على قراءته كالقراءة الأولى). [غيث النفع: 345]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9)}
يخدعون- قرأ حفص عن عاصم، وكذل نافع وابن كثير وأبو عمر ووافقهم اليزيدي (يخادعون) مضارع (خادع)
وقرأ عبد الله وأبو حيوة (يخدعون) مضارع خدع المجرد
{وما يخادعون}
_ قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو واليزيدي (وما يخادعون) ليتجانس اللفظان.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو حيوة وأبو جعفر ويعقوب وخلف وما يخدعون
[معجم القراءات: 1/41]
وقرأ الجارود بن أبي سبرة وأبو طالوت عبد السلام بن شداد (وما يخدعون) مبنياً للمفعول.
_ وقرأ أبو طالوت عن أبيه (وما يخادعون) بفتح الدال مبنياً للمفعول.
وقرأ قتادة ومورق العجلي (وما يخدعون) من (خدع) المشدد، مبنياً للفاعل، وهي المبالغة.
ويقرأ (يخدعون) بفتح الياء وسكون الخاء وتشيد الدال وكسرها.
والأصل يختدعون
وقرئ: (وما يخادعهم إلا أنفسهم)
وقرأ مورق العجلي وما يخدعون بفتح الياء والخاء وتشديد الدال المكسورة
وقرأ بعضهم وما يخدعون كالقراءة السابقة مع فتح الدال
{إلا أنفسهم}
قراءة الجماعة بالنصب إلا أنفسهم
وقرئ إلا أنفسهم بالرفع علي البدل من الواو في يخدعون). [معجم القراءات: 1/42]

قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {فَزَادَهُم الله مَرضا} 10
قَرَأَ حَمْزَة وَحده {فَزَادَهُم الله} بِكَسْر الزَّاي
وَكَذَلِكَ {شَاءَ} و{جَاءَ} و{خَابَ} و{طَابَ} و{وضاق} {وضاق} و{خَافَ} و{وحاق}
وَفتح الزَّاي من {زاغت} الْأَحْزَاب 10 وَكسر الزَّاي من {فَلَمَّا زاغوا} الصَّفّ 5 وَفتح الزَّاي من {أزاغ الله قُلُوبهم} الصَّفّ 5
وَكسر الرَّاء من {بل ران على قُلُوبهم} المطففين 14 وَفتح الْجِيم من {فأجاءها الْمَخَاض} مَرْيَم 23
وَكَانَ ابْن عَامر يكسر من ذَلِك كُله ثَلَاثَة أحرف {فَزَادَهُم} و{شَاءَ} وجآء
وَكَانَ نَافِع يشم الزَّاي من {فَزَادَهُم} الإضجاع فِي رِوَايَة خلف عَن إِسْحَق وَابْن جماز وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَنهُ
وَكَذَلِكَ أَخَوَات {فَزَادَهُم} لَا مَفْتُوح وَلَا مكسور
وَقَالَ ابْن سَعْدَان عَن إِسْحَق كل ذَلِك بِالْفَتْح
وَقَالَ ابْن سَعْدَان وَكَانَ إِسْحَق إِذا لفظ {فَزَادَهُم} كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى الْكسر قَلِيلا فَإِذا قلت لَهُ إِنَّك تُشِير إِلَى الْكسر قَالَ لَا ويأبى إِلَّا الْفَتْح
وَقَالَ ابْن جماز كَانَ نَافِع يضجع من ذَلِك كُله قَوْله تَعَالَى {خَابَ} طه 61
أَخْبرنِي عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل عَن أبي مُوسَى الْهَرَوِيّ عَن عَبَّاس عَن خَارِجَة عَن نَافِع مَكْسُورَة يَعْنِي {خَابَ}
وَقَالَ خلف وَابْن سَعْدَان عَن إِسْحَق عَن نَافِع {بل ران} الرَّاء بَين الْفَتْح وَالْكَسْر
وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَق عَن أَبِيه عَن نَافِع {بل ران} الرَّاء مَفْتُوحَة
وَكَانَ عَاصِم لَا يمِيل شَيْئا من ذَلِك إِلَّا قَوْله {بل ران على قُلُوبهم} فَإِن أَبَا بكر روى عَن عَاصِم أَنه كَانَ يكسر وَحَفْص يفتح عَنهُ
وَكَانَ الْكسَائي يَقُول فِي ذَلِك كُله مثل قَول عَاصِم ويميل {بل ران}
وروى أَبُو عبيد عَن الْكسَائي {شَاءَ} الْبَقَرَة 20 و{جَاءَ} النِّسَاء 4 وَفِي كل الْقُرْآن بَين الْفَتْح وَالْكَسْر
وَقَالَ نصير بن يُوسُف وَغَيره عَنهُ أَنه فتحهما
وَكَانَ أَبُو عَمْرو وَابْن كثير يفتحان ذَلِك كُله). [السبعة في القراءات: 139 - 141]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْيَاء وَالتَّشْدِيد وَفتحهَا وَالتَّخْفِيف فِي قَوْله {بِمَا كَانُوا يكذبُون} 10
قَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {بِمَا كَانُوا يكذبُون} بتَشْديد الذَّال وَضم الْيَاء
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يكذبُون} خَفِيفَة بِفَتْح الْيَاء وَتَخْفِيف الذَّال). [السبعة في القراءات: 141]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يكذبون} خفيف
[الغاية في القراءات العشر: 171]
كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 172]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يكذبون} [10] خفيف: كوفي، حمصي، وسلام).[المنتهى: 2/557]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (يكذبون) بالتخفيف وفتح الياء وقرأ الباقون بضم الياء والتشديد). [التبصرة: 153]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ الكوفيون: {يكذبون} (10): بفتح الياء، وتسكين الكاف، وكسر الذال مخففًا.
والباقون: بضم الياء، وفتح الكاف، وتشديد الذال). [التيسير في القراءات السبع: 225]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ الكوفيّون: (يكذبون) بفتح الياء مخففا والباقون بضمها مشددا). [تحبير التيسير: 282]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَكْذِبُونَ) خفيف سلام، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة، والحسن، واختيار الزَّعْفَرَانِيّ، وابن صالح وحمصي، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وأبان، وابن صبيح، الباقون مشدد، وهو الاختيار لقول عائشة رضي اللَّه عنها: عوتبوا على التكذيب لا على الكذب). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([10]- {يُكَذِّبُونَ} خفيف: الكوفيون). [الإقناع: 2/597]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (446 - وخَفَّفَ كُوفٍ يَكْذِبُونَ وَيَاؤُهُ = بِفَتْحٍ وَلِلْبَاقِينَ ضُمَّ وَثُقِّلاَ). [الشاطبية: 36]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([446] وخفف (كوف) يكذبون وياؤه = بفتح وللباقين ضم وثقلا
قال الله تعالى: {وما هم بمؤمنين}، فأخبر عن كذبهم في قولهم: {ءامنا}. ويلزم من كذبهم تكذيبهم.
فمن قرأ {بما كانوا يكذبون} بالتخفيف، فمعن القراءة: كذبُهم هذا الذي أخبر الله تعالى به؛ وذلك الكذب استهزاء بالله ورسوله، لأن الله تعالى أخبر عنهم بذلك في قوله: {إنما نحن مستهزءون}.
ومن قرأ {يكذبون}، فمعناه: التكذيب الذي به كانوا كاذبين). [فتح الوصيد: 2/622]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [446] وخفف كوفٍ يكذبون وياؤه = بفتحٍ وللباقين ضم وثقلا
ب: (التخفيف) هنا: إسكان الكاف وإذهاب ثقل الذال، و(التثقيل): فتح الكاف وتشديد الذال.
ح: (يكذبون): مفعول (خفف)، (كوفٍ): فاعله، (ياؤه بفتحٍ): جملة
[كنز المعاني: 2/6]
حالية، ضمير (ضم) و(ثقلا): للفظ (يكذبون).
ص: أي: خف عاصم وحمزة والكسائي الكوفيون قوله تعالى: {ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون} [10] بإسكان الكاف وتخفيف الذال من الكذب؛ لإخبار الله تعالى عن كذبهم؛ لإخبار الله تعالى عن كذبهم بقوله: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} [8] فقد أخبر عن كذبهم.
وعند الباقين: بضم الياء وفتح الكاف وتثقيل الذال من التكذيب لتكذيبهم الرسل، ولأنه أبلغ، إذ كل مكذب للرسول كاذب). [كنز المعاني: 2/7]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (445- وخَفَّفَ كُوفٍ يَكْذِبُونَ وَيَاؤُهُ،.. بِفَتْحٍ وَلِلبَاقِينَ ضُمَّ وَثُقِّلا
عني بالتخفيف إسكان الكاف وإذهاب ثقل الذال والباقون ثقلوا موضع تخفيف هؤلاء، فلزم تحريك الكاف، وإن لم يتعرض له؛ إذ لا يمكن تثقيل الذال إلا بفتح الكاف وضم الياء والقراءتان ظاهرتان فإن المنافقين لعنهم الله قد وصفوا في القرآن بأنهم كاذبون في مواضع كثيرة، ومع أنهم كاذبون هم يكذبون؛ لأن الله تعالى وصفهم بقوله: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}، ومن لم يكن مصدقا فهو مكذب ولا خلاف في تخفيف: {بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ}.
كما أنه لا خلاف في تثقيل قوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ}، ونحوه، ولا يرد على الناظم ذلك لأنه لم يقل جميعا ولا بحيث أتى ولا نحو ذلك وتلك عادته فيما يتعدى الحكم فيه سورته إلا مواضع خرجت عن هذه القاعدة سننبه عليها في مواضعها منها ما في البيت الآتي: "وَالتَّوْرَاةَ" و"كائن"، وضُمَّ فعل ماض لا أمر بل هو من جنس ما عطف عليه من قوله وثقلا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/280]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (446 - وخفّف كوف يكذبون وياؤه ... بفتح وللباقين ضمّ وثقّلا
قرأ الكوفيون بتخفيف الذال وفتح الياء في قوله تعالى: بِما كانُوا يَكْذِبُونَ* ويلزم من تخفيف الذال وفتح الياء إسكان الكاف، وقرأ الباقون وهم أهل سما: وابن عامر بضم الياء وتشديد الذال، ويلزم من هذا فتح الكاف. وأخذت قراءة الباقين من النص عليها في قوله و(للباقين ضم وثقلا) وإنما نص عليها ولم يتركها؛ لتؤخذ من الضد لعدم إمكان ذلك بالنسبة لفتح الياء؛ لأن ضد الفتح الكسر، فلو تركها لتؤخذ من الضد لكانت القراءة بكسر الياء مع التشديد وهذا لا يجوز، فظهر من هذا أن تشديد الذال يؤخذ من الضد؛ لأنه ضد التخفيف.
وأما الضم فلا يؤخذ من الضد؛ لأن ضد الفتح الكسر لا الضم فلذلك احتاج إلى النص على الضم، وأمّا النص على التثقيل وهو التشديد فليس في حاجة إلى النص عليه؛ لأنه ضد التخفيف كما سبق، فلعله نص عليه زيادة في البيان. ويرد على الناظم: أن إطلاقه الحكم في يَكْذِبُونَ* يتناول لفظ يَكْذِبُونَ في سورة التوبة في قوله تعالى: بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ مع اتفاق القراء على قراءة هذا الموضع بالتخفيف، ولفظ يكذبون في الانشقاق في قوله تعالى: بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ مع اتفاق القراء على قراءته بالتشديد فكان عليه تقييد هذا الحكم بموضع البقرة كأن يقول، هنا أو نحو ذلك ودافع عنه بعض شراح كلامه بأنّ عادة الناظم في الفرش إذا أطلق الحكم يكون مقصورا على ما في السورة ولا يكون عامّا شاملا إلا بقرينة تدل على العموم كقوله: بحيث أتي، وحيث جاء، وجميعا، ونحو ذلك اللهم إلا في النذر اليسير من الكلمات، فقد ذكر حكمها في سورتها ولم يأت بقرينة تدل على العموم، ولكن كان الحكم عامّا شاملا لجميع مواضع هذه الكلمة كقوله في آل عمران: (ولا ألف في ها هأنتم زكا جني) وقوله فيها أيضا: (ومع مد كائن كسر همزته دالا) إلخ). [الوافي في شرح الشاطبية: 200]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَاخْتَلَفُوا فِي يَكْذِبُونَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَتَخْفِيفِ الذَّالِ،
[النشر في القراءات العشر: 2/207]
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {يكذبون} [10] بفتح الياء وتخفيف الذال، والباقون بالضم والتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ فَزَادَهُمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (433- .... .... .... .... = .... اضمم شدّ يكذبونا
434 - كما سما .... .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 61]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (شد يكذبونا) أي وقرأ يكذبون يعني «بما كانوا يكذبون» بالضم: أي في الياء والتشديد: أي في الذال ابن عامر والحرميون والبصريان، والباقون وهم الكوفيون بالفتح الذي هو ضد الضم والتخفيف الذي هو ضد التشديد والقراءتان ظاهرتان، فإن المنافقين وصفوا في مواضع من القرآن بأنهم كاذبون نحو «بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون» ومع كونهم كاذبين هم يكذبون أيضا لقوله تعالى: «وما هم بمؤمنين» لأن من لم يكن مصدقا مكذب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل «يكذبونا» فقال:
ص:
(ك) ما (سما) وقيل غيض جيء شم = في كسرها الضّمّ (ر) جا (غ) نى (ل) زم
ش: أي: قرأ ذو كاف (كما) ابن عامر، و[مدلول] (سما) المدنيان، والبصريان،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/143]
وابن كثير بما كانوا يكذّبون [البقرة: 10] بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال.
والباقون بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال.
تنبيه:
علم فتح الكاف للمذكورين من يكذبون المجمع عليه في غير هذا الموضع، وعلمت قراءة الباقين من لفظه.
ويمكن أن يفهم من الضد؛ لأن ضد الضم الفتح، والتشديد ضد التخفيف.
والكذب: الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه مع العلم به وقصد الحقيقة، فخرج الجهل بالأول، والمجاز بالثاني، وضده: الصدق.
والتكذيب: نسبة الغير إلى الكذب، وضده: التصديق.
والمنافقون يصدق عليهم الصفتان؛ لأنهم كذبوا في ادعائهم الإسلام وكذبوا الصادق.
ويحتمل التشديد المبالغة، مثل: صدق وصدّق، والتكثير ك «موّت المال»، فيتحدان.
فوجه التخفيف: مناسبة طرفيه، وهما [قوله] من يقول ءامنّا ... الآية [البقرة: 8]، [وقوله] وإذا لقوا الّذين ءامنوا ... الآية [البقرة: 14].
ووجه التشديد: مناسبة في قلوبهم مرض [البقرة: 10] أي: شك في النبي صلّى الله عليه وسلّم، والشاك في صدق من قامت الأدلة القاطعة على صدقه مكذب، ورسمهما واحد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/144]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تنبيه:
تقدم إمالة فزادهم [البقرة: 10] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/143]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "فَزَادَهُمُ اللَّهُ" [الآية: 10] هنا حمزة وابن ذكوان وهشام بخلف عنه وافقهم الأعمش وكذا حكم ما جاء من هذا الفعل وهو في خمسة عشر إلا أن ابن ذكوان اختلف عنه في غير الأول، ويوقف لحمزة على نحو: "عذاب أليم، ومن آمن، وقد أفلح" بالوجهين المتقدمين في نحو: "الآخرة" وبثالث وهو عدم النقل والسكت). [إتحاف فضلاء البشر: 1/378]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "يكذبون" [الآية: 10] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال من الكذب لإخبار الله تعالى عن كذبهم، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال من التكذيب لتكذيبهم الرسل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/378]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عذاب أليم} [10] إن وصلته بما بعده فالسكت فيه لخلف وحده، وله كباقيهم عدم السكت، وإن وقفت عليه فلخلف ثلاثه أوجه النقل والسكت وتركهما، ولخلاد وجهان النقل وتركه بلا سكت، فتحصل أن السكت لخلف والوجهان مشتركان، ونقل ورش لا يخفى). [غيث النفع: 345]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يكذبون} قرأ الكوفيون بفتح الياء، وسكون الكاف، وتخفيف الذال، والباقون بضم الياء، وفتح الكاف، وتشديد الذال). [غيث النفع: 346]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون (10)}
{مرض.... مرضاً}
- قراءة الجمهور بفتح الراء في الموضعين (مرض... مرضا)
وقرأ الأصمعي وأبو عمرو (مرض.... مرضاً) بالسكون فيهما
وهى رواية الجهضمي ويونس عن أبي عمرو
قال الأصمعي: قرأت علي أبي عمرو (في قلوبهم مرض) فقال: مرض يا غلام، والمرض: الشك
{فزادهم}
_ قرأه بالإمالة حمزة وابن عامر وابن ذكوان ونافع الحلواني والأعمش وهشام بخلاف عنه (فزادهم)
قال أبو حيان: وبالوجهين قرأت له (أي: لابن ذكوان، أي: بالإمالة والتفخيم، والإمالة لتميم، والتفخيم للحجاز.
ونافع يشم الزاي إلى الكسر. كذا في المحرر، وقد ذكرت من قبل الإمالة عن نافع
{ولهم عذاب أليم}
نقل ورش حركة الهمزة إلى الباء ثم حذف الهمزة (عذابن ليم) كذا صورتها
ويقف حمزة على (عذاب أليم) بوجهين:
[معجم القراءات: 1/43]
1.2. النقل والسكت
30 وله وجه ثالث وهو عدم النقل والسكت
{يكذبون}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش (يكذبون) بفتح الياء وتخفيف الذال.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب (يكذبون) بضم الميم وتشديد الذال). [معجم القراءات: 1/44]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (11) إلى الآية (16) ]
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)}

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ):(8 - وَاخْتلفُوا فِي ضم أَوَائِل مثل قَوْله {وَإِذا قيل لَهُم} 11
قَرَأَ عَليّ بن حَمْزَة الْكسَائي {قيل} و{وغيض} هود 44 و{سيء} هود 77 وَالْعَنْكَبُوت 33 و{سيئت} الْملك 27 و{وحيل} سبأ 54 و{وسيق} الزمر 71 73 {وَجِيء} الزمر 69 وَالْفَجْر 23 يضم أول ذَلِك كُله
وَكَانَ نَافِع يضم من ذَلِك حرفين {سيء} و{سيئت} وَيكسر مَا بقى
وَكَانَ ابْن عَامر يضم أول {سيق} و{سيء} و{سيئت} و{وحيل} وَيكسر {غيض} و{وَجِيء} و{قيل} فِي كل الْقُرْآن
هَذِه رِوَايَة ابْن ذكْوَان بِكَسْر الْقَاف والغين وَالْجِيم
وَقَالَ الْحلْوانِي عَن هِشَام بن عمار بِإِسْنَادِهِ عَنهُ فِي كُلهنَّ مثل الْكسَائي
وَكَانَ ابْن كثير وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة يكسرون أَوَائِل هَذِه الْحُرُوف كلهَا
وروى عبيد بن عقيل عَن شبْل عَن ابْن كثير {سيء} و{سيئت} بِالضَّمِّ مثل نَافِع).[السبعة في القراءات: 141 - 142]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({قيل} وأخواته بالضم هشام والكسائي ورويس،{سيء}، [الغاية في القراءات العشر: 172]
{وسيئت} بالضم مدني شامي، زاد ابن ذكوان "سيق"، (وحيل) ). [الغاية في القراءات العشر: 173]

قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({قيل} [11]، وأخواتها
[المنتهى: 2/557]
بضم أولها علي، وهشام، وابن مسلم، والبخاري، ورويس. وافق ابن ذكوان، وابن عتبة، إلا في {قيل}، {وجاء} [الزمر: 69، الفجر: 23]، زاد ابن ذكوان {وغيض} [هود: 44]، وزاد ابن عتبة ضم {وقيل أرض} [هود: 44] فقط.
ويضم مدني غير سالم {سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33]، و{سيئت} [الملك: 27] ).[المنتهى: 2/558]

قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (واختلفوا في إشمام الضم وتركه في (حيل) و(قيل) و(سيق) و(غيض) و(جيء) و(سيء) و(سيئت) حيث وقع، فقرأ الكسائي وهشام بالإشمام في أوائلها حيث وقعت، وقرأ ابن ذكوان بالإشمام في (حيل وسيق وسيء وسيئت) دون غيرها، وقرأ نافع بالإشمام في (سيء وسيئت) دون غيرهما، وقرأ الباقون بالكسر بغير إشمام في جميعها، والإشمام في هذا يجوز أن يكون مع الحرف
[التبصرة: 153]
وقبله على معنيين مختلفين قد بيناهما في غير هذا الباب، والإشمام في حال اللفظ بالحرف في المتصل أحسن نحو (وقيل وحيل) وشبهه، فإن كان منفصلاً حسن الإشمام قبله نحو (سيء) و(سيئت) وشبهه، وجاز معه، ومعه أحسن وأبين، وكلهم كسروا القاف من قوله عز وجل: (ومن أصدق من الله قيلا) و(قيله يا رب) و(إلا قيلا سلاما سلاما) و(أقوم قيلا) لأنها مصادر لا أصل لها في الضم
وقرأ خلف عن حمزة بالوقف على لام التعريف حيث وقعت إذا كان بعدها همزة يقف وقفة خفيفة نحو(الأرض والآخرة) وكذلك يقف على الياء من (شيء) وقفة خفيفة ثم يصل حيث وقع ذلك تفرد به عن سليم عن حمزة، وذكر أبو الطيب مد (شيء) عن حمزة في روايتيه وبه آخذ). [التبصرة: 154]

قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي، وهشام: {قيل} (11)، و:{غيض} (هود: 44) و: {جيء} (الزمر: 69): بإشمام الضم لأول ذلك، حيث وقع.
والباقون: بإخلاص كسره). [التيسير في القراءات السبع: 225]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكسائي وهشام ورويس: (قيل وغيض وجيئ [وحيل وسيق وسيئ وسيئت]
[تحبير التيسير: 282]
بإشمام الضّم لأوّل ذلك حيث وقع [ووافقهم ابن ذكوان في حيل وسيق وسيئ بهم وسيئت، ووافقهم المدنيان في سيئ وسيئت] والباقون بإخلاص [الكسرة] ). [تحبير التيسير: 283]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قِيلَ)، (وَجِيءَ)، (وَغِيضَ)، (وَحِيلَ)، (وَسِيقَ)، و(سِيءَ)، و(سِيئت) أشم أوائل هذه الأفعال السبع الحسن، والْأَعْمَش، وأبو حنيفة، وعلي، وهشام، وابن مسلم ورُوَيْس، وابن حسان، والبخاري عن يَعْقُوب، وابن صالح، وافق ابْن ذَكْوَانَ، وابن عتبة وعبد الحميد بن بكار في (وَحِيلَ)، (وَسِيقَ)، زاد بن عتبة، (وَقِيلَ يَا أَرْضُ)، (وَغَيضَ) وهم وابن مُحَيْصِن، ومدني غير سالم (سِيءَ)، و(سِيئَت)، وافق طَلْحَة في (سِيءَ) و(سِيئَت)، (وَسِيقَ)، الباقون بكسر أوائلها، وهو الاختيار لموافقة الأكثر، وروى البكرواني عن هشام الكلبي بالكسر). [الكامل في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11، 13]- {قِيلَ}، و{غِيضَ} [هود: 44] بالإشمام: الكسائي وهشام). [الإقناع: 2/597] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (447 - وَقِيلَ وَغِيضَ ثُمَّ جِيءَ يُشِمُّهَا = لَدى كَسْرِهَا ضَمَّا رِجَالٌ لِتَكْمُلاَ 448 - وَحِيلَ بِإِشْمَامٍ وَسِيقَ كَمَا رَسَا = وَسِيءَ وَسِيئَتْ كَانَ رَاوِيهِ أَنْبَلاَ). [الشاطبية: 36]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [447] وقيل وغيض ثم جيء يُشمها = لدى كسرها ضمًا (ر)جالٌ (لـ) تكملا
أصل {قيل}: قول؛ استثقلت الكسرة في الواو فنقلت إلى القاف؛ فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها، قلبت ياءً.
[فتح الوصيد: 2/622]
وكذلك {سيء} و{سيق} و{حيل}، أصلها: سُوي، وسوِق، وحوِل.
وأما {غيض}؛ و{جيء}، فهما من الياء؛ استثقلت الحركة فيهما على الياء، فنقلت إلى ما قبلها؛ والأصل: غيض وجيء.
وإنما كان هذا النقل بعد إزالة الضمة التي في أوائلها، لأنها لا تتحرك بالكسر، وهي متحركة بالضم؛ وذلك أهم استثقلوا الضمة وبعدها واوٌ أو ياءٌ مكسورةٌ، فأزيلت.
والعلماء يعبرون عن هذا بالإشمام والروم والضم والإمالة.
وإنما اختار من هذه الألفاظ الإشمام، لأنها عبارة عامة النحويين وجماعةٍ من القراء المتأخرين.
وفي العبارة بها، تنبيه على أن أول الفعل لا يُكسر كسرةً خالصةً.
والذين سموه رومًا قالوا: هو روم في الحقيقة .وتسميه بالإشمام، تجوّزٌ في العبارة.
والذين سموه ضمًا- وهم عامة أئمة القراء-، فإنما عبروا عنه بذلك كما عبروا عن الإمالة بالكسر تقريبًا ومجازًا، لأن الممال فيه كسرٌ. وهذا فيه شيء من الضم.
وأما الذين عبَّروا عنه بالإمالة، فلأن الحركة ليست بضمة محضةٍ ولا كسرة خالصةٍ، كما أن الإمالة ليست بكسرٍ محضٍ ولا فتحٍ خالصٍ.
[فتح الوصيد: 2/623]
وحقيقة هذا الإشمام، أن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة، فتمال كسرةُ فاء الفعل، وتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلًا، إذ هي تابعة لحركة ما قبلها.
وإنما قيل لذلك إمالة، لأنه قد دخله من الخلط والشوب ما دخل الإمالة، كما سموا المبالغة في تفخيم {الربوا} و{الصلوة} و{الزكوة}، حتى نحوا به نحو الواو إمالةً. وعلى هذه اللغة، كتبوه بالواو تنبيهًا على الإمالة نحوها.
قال الحافظ أبو عمرو رحمه الله: وقد زعم بعض من يشار إليه بالمعرفة وهو بمعزل عنها وخالٍ منها، أن حقيقة الإشمام في هذا، أن يكون إيماءً بالشفتين إلى ضمة مقدرة مع كسرة فاء الفعل كسرًا خالصًا. قال: وإن شئت أومأت بشفتيك قبل اللفظ بالحرف المشم الذي تومئ إلى حركته، وإن شئت بعده، وإن شئت معه.
[فتح الوصيد: 2/624]
قال أبو عمرو: وهذا كله خطأٌ باطل لا شك فيه، من قبل أن الإيماء قبل اللفظ بالحرف المشم الذي تومئ إلى حركته غير ممكن؛ إذ لم يحصل قبل ملفوظًا به، فكيف تومئ إلى حركته وهو معدوم في النطق أيضًا؟! هذا مع تمكن الوقوف على ما قبله، والابتداء به، فيلزم أن يكون ابتداءُ المبتدئ بذلك، إعمال العضو وتهيئته قبل النطق. ولم يسمع بهذا قط، ولا ورد في لغةٍ ولا جاء في قراءة، ولا يصح في قياسٍ ولا يتحقق في نظر.
وأما الإيماء بعد اللفظ به مكسورًا محضًا، فغير مستقيم .وكذلك الإيماء معه في تلك الحال لا يمكن؛ إذ لو كان ذلك، لوجب أن يستعمل في النطق بذلك عضو اللسان للكسرة، والشفتان للإشارة. ومحالٌ أن يجتمعا معًا على حرف واحد في حال تحريكه بحركة خالصة؛ إذ ليس في الفطرة إطاقة ذلك.
وإنما حمل القائل على هذا القول، القياس منه على كيفية الإشمام عند الوقف على أواخر الكلم؛ إذ يؤتي به هناك بعد سكون الحرف والفراغ منه.
وبين المكانين فرقان غير مشكوكٍ فيه على ما بينا.
وزعم آخرون، أن حقيقته أن يضم أوله ضما مشبعا ثم يؤتى بالياء الساكنة بعد تلك الضمة الخالصة. وهو باطل، لأن الضمة إذا أخلصت ومطط اللفظ بها، انقلبت الياء بعدها واوًا؛ إذ لا يصح ياء بعد ضمة، كما لا يصح ولو بعد كسرة.
[فتح الوصيد: 2/625]
وزعم قوم من أهل الأداء أن حقيقة الإشمام في ذلك، أن تُشم أوله ضمًا مختلسًا. وهذا أيضًا باطل؛ لأن ما يختلس من الحركات ولا يتم الصوت به كهمزة بين بين وغيرها، لا يقع أبدًا أولًا وذلك لقربه بالتضعيف والتوهين من الساكن المحض.
وإنما دخل الوهم على هؤلاء، وعلى قومٍ من جهلة النحاة من أجل العبارة عنه بالإشمام.
وقد ذكرت مراد القراء بهذه التسمية وغيرها.
والغرض هذا الإشمام الذي هو حركة مركبة من حركتين: ضمةٍ وكسرة، الدلالة على هاتين الحركتين في الأصل.
أما الضمة، ففي الفاء. وأما الكسرة ففي العين؛ لأن الأصل فعلٌ مبنيٌّ لما لم يسم فاعله، كما أن الحركة الممالة، بين الفتحة والكسرة.
فلما كان هذا الإشمام دالًا على الأصل، صارت الكلمة كأنها منطوق بها على أصلها من غير تغيير. فلذلك قال: (لتكملا).
ومن أخلص الكسر، فللياء التي بعده؛ إذ لا تجد ياءً ساكنة قبلها ضمة.
ومن غاير، جمع بين اللغتين.
[448] وحيل بإشمام وسيق (كـ)ما (ر)سا = وسيئ وسيئت (كـ)ان (ر)اويه (أ) نبلا
قوله: (كما رسا)، أي كما استقر في النقل وثبت.
وقوله: (كان راويه أنبلا)، لأنه قد اتفق عليه إمام المدينة، وإمام الشام، وإمام النحو والقراءة الكسائي. ومعناه: كان راويه نبيلا؛ يعني من ذكرته). [فتح الوصيد: 2/626]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):
( [447] وقيل وغيض ثم جيء يشمها = لدى كسرها ضمًا رجالٌ لتكملا
[448] وحيل بإشمامٍ وسيق كما رسا = وسيء وسيئت كان راويه أنبلا
ب: (الأنبل): الزائد في النبل، وهو الشهرة.
ح: (قيل): مبتدأ، وما بعده: عطف، (يشم): خبر، والهاء: - للألفاظ الثلاثة- مفعول أول له، و (ضمًّا): ثاني مفعوليه، (رجالٌ): فاعله، (لتكملا): راجع إلى الثلاثة، أو الدلالة على اللغتين لقرينة الحال، (حيل .... كما رسا): مبتدأ وخبر، وكذلك: (سيء ... كان راويه أنبلا).
ص: أي: يُشم الكسائي وهشام كسر القاف من قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} [11]، {وإذا قيل لهم آمنوا} وما كان
[كنز المعاني: 2/7]
من لفظه، والغين من {وغيض الماء} [هود: 44]، والجيم من {وجيء بالنبيين} [الزمر: 69]، و{جيء يومئذٍ بجهنم} [الفجر: 23] ضمًا، والياء واوًا على لغة بني أسد، وإبقاء بعض الكسر تنبيهٌ على استحقاق هذه الأفعال الاعتدال، ولهذا قال: (لتكملا)، أي: الدلالة على الأمرين.
ووافق ابن ذكوان الكسائي وهشامًا في إشمام كسر الحاء من {وحيل بينهم} [سبأ: 54]، والسين من {وسيق الذين} موضعين في الزمر [71، 73].
ووافقهم نافع في إشمام السين من: {سيء بهم} في هود [77]، والعنكبوت [33]، و{سيئت وجوه الذين كفروا} في الملك [27].
والباقون على إخلاص الكسر؛ لأنها أفعال مبنية للمفعول، فاستثقلوا الكسرة في الواو والياء فنقلوا إلى ما قبلها وأسكنوها، فقلبوا الواو ياء لانكسار ما قبلها، فصار {قيل} [11]، و{جيء} [الزمر: 69] و{غيض} [هود: 44].
[كنز المعاني: 2/8]
ولا خلاف في كسر قوله تعالى: {قيلًا} [النساء: 122]، و{قيله} [الزخرف: 88] إذ ليسا بفعل). [كنز المعاني: 2/9]

- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (446- وَقِيلَ وَغِيضَ ثُمَّ جِيءَ يُشِمُّهَا،.. لَدى كَسْرِهَا ضَمَّا "رِ"جَالٌ "لِـ"ـتَكْمُلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/280]
447- وَحِيلَ بِإِشْمَامٍ وَسِيقَ "كَـ"ـمَا "رَ"سَا،.. وَسِيءَ وَسِيئَتْ "كَـ"ـانَ "رَ"ـاوِيهِ "أَ"نْبَلا
أراد {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ}، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا} وما جاء من لفظ قيل فهو فعل ماضٍ: {وَغِيضَ الْمَاءُ}، {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ}، {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ}، {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ}، {وَسِيقَ الَّذِينَ} موضعان في آخر الزمر، "وسيء بهم" في هود والعنكبوت، و{سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}، فأطلق هذه الأفعال ولم يبين مواضع القراءة وفيها ما قد تكرر والعادة المستمدة منه فيما يطلق أن يختص بالسورة التي هو فيها كما في "يكذبون" السابقة ولكن لما أدرك مع قيل هذه الأفعال الخارجة عن هذه السورة كان ذلك قرينة واضحة في طرد الحكم حيث وقعت، قيل: وغيرها من هذه الأفعال، ورجال فاعل يشمها وضما مفعول ثانٍ والمراد بالإشمام في هذه الأفعال أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة وبالياء بعدها نحو الواو فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضم؛ لأن هذه الأوائل، وإن كانت مكسورة فأصلها أن تكون مضمومة؛ لأنها أفعال ما لم يسم فاعله، فأشمت الضم دلالة على أنه أصل ما
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/281]
يستحقه وهو لغة للعرب فاشية، وأبقوا شيئا من الكسر تنبيها على ما استحقته هذه الأفعال من الاعتلال، ولهذا قال: لتكملا أي لتكمل الدلالة على الأمرين، وهذا نوع آخر من الإشمام غير المذكور في الأصول وقد عبروا عنه أيضا بالضم والروم والإمالة، ومنهم من قال: حقيقته أن تضم الأوائل ضما مشبعا، وقيل مختلسا، وقيل بل هو إيماء بالشفتين إلى ضمة مقدرة مع إخلاص كسر الأوائل، ثم القارئ مخير في ذلك الإيماء إن شاء قبل اللفظ أو معه أو بعده، والأصح ما ذكرناه أولا، ومن أخلص الكسر فلأجل الياء الساكنة بعده كميزان وميقات وهو اللغة الفاشية المختارة، وقال مكي: الكسر أولى عندي كما كان الفتح أولى من الإمالة ونافع وابن ذكوان جمعا بين اللغتين، ورسا أي استقر وثبت وأنبلا أي زائد النبل وأما قيل الذي هو مصدر فلا يدخل في هذا الباب؛ إذ لا أصل له في الضم وهو في نحو: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ} {إِلَّا قِيلًا سَلامًا سَلامًا} {وَأَقْوَمُ قِيلًا}،
والرمز في هذين البيتين: رجال لتكملا كما رسا كان راويه أنبلا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/282]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (447 - وقيل وغيض ثمّ جيء يشمّها ... لدى كسرها ضمّا رجال لتكملا
448 - وحيل بإشمام وسيق كما رسا ... وسيء وسيئت كان راويه أنبلا
قرأ الكسائي وهشام لفظ قِيلَ* حيث وقع في القرآن الكريم، ولفظ وَغِيضَ الْماءُ في هود ولا ثاني له في القرآن، ولفظ وَجِيءَ*: وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ بإشمام كسر الحرف الأول منها ضما، وقرأ ابن عامر، والكسائي بالإشمام في:
وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ في سبأ، وَسِيقَ* في الموضعين في سورة الزمر، وقرأ ابن عامر والكسائي، ونافع بالإشمام في سِيءَ بِهِمْ* في هود والعنكبوت، سِيئَتْ في الملك وكيفية الإشمام في هذه الأفعال: أن تحرك الحرف الأول منها بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر، ولا يضبط هذا الإشمام إلا التلقي والأخذ من أفواه الشيوخ المتقنين، وإطلاق الناظم الحكم يوهم قصره على ما
في هذه السورة ولكن لما ضم إلى ما في هذه السورة ألفاظا ليست فيها وهي:
وَغِيضَ، وَجِيءَ*، وَحِيلَ، وَسِيقَ*، سِيءَ*، سِيئَتْ كان ذلك قرينة على عموم الحكم وشموله لهذه الألفاظ حيث وقعت في القرآن الكريم ولا بدّ أن تكون أفعالا فإن كانت أسماء فلا إشمام فيها لأحد نحو: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا في النساء، وَقِيلِهِ يا رَبِّ في الزخرف، إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً في الواقعة، وَأَقْوَمُ قِيلًا في المزمل). [الوافي في شرح الشاطبية: 201]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (62- .... .... ........ .... = .... .... .... وَاشْمِمًا طِلَا
[الدرة المضية: 22]
63 - بِقِيْلَ وَمَا مَعْهُ .... ........ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 22]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال واشمما طلا بقيل وما معه أي روى رويس وهو المشار إليه(بطا) طلا بإشمام الضمة في (قيل)،
[شرح الدرة المضيئة: 87]
حيث وقع وكذا في الأفعال الستة التي ذكرت مع (قيل) في الشاطبية وهذا معنى قوله: وما معه وهو (غيض) (وجيء) (وحيل) و(سيق) و(سيء) و(سيئت) ووافق الآخران وروح أصولهم فقرأ في الخمسة الأول بكسرة خالصة والثلاثة في السادس على أصولهم فقرأ أبو جعفر بالإشمام كرويس وخلف وروح بإخلاص الكسر). [شرح الدرة المضيئة: 88]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قِيلَ، وَغِيضَ، وَجِيءَ، وَحِيلَ، وَسِيقَ، وَسِيءَ، وَسِيئَتْ، فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَهِشَامٌ وَرُوَيْسٌ بِإِشْمَامِ الضَّمِّ كَسْرَ أَوَائِلِهِنَّ. وَافَقَهُمُ ابْنُ ذَكْوَانَ فِي حِيلَ وَسِيقَ وَسِيءَ وَسِيئَتْ، وَوَافَقَهُمُ الْمَدَنِيَّانِ فِي سِيءَ وَسِيئَتْ فَقَطْ. وَالْبَاقُونَ بِإِخْلَاصِ الْكَسْرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي وهشام ورويس {قيل} [11، 13]، {وغيض} [هود: 44]، {وجيء} [الزمر : 69، الفجر: 23]، {وحيل} [سبأ: 54]، {وسيق} [الزمر: 71، 73]، و{سيئت} [الملك: 27]، و{سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33] بإشمام كسر أوائلهن الضم، وافقهم ابن ذكوان في {وحيل} [سبأ: 54]، ووافقهم هو والمدنيان في {سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33] و{سيئت} [الملك: 27]،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
والباقون بإخلاص الكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (434-.... .... وقيل غيض جي أشم = في كسرها الضّمّ رجا غنىً لزم
[طيبة النشر: 61]
435 - وحيل سيق كم رسا غيثٌ وسي = سيئت مدًا رحبٍ غلالةٌ كسي). [طيبة النشر: 62]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ك) ما (سما) وقيل غيض جي أشم = في كسرها الضّمّ (ر) جا (غ) نى (ل) زم
يعني قوله تعالى: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، وإذا قيل لهم آمنوا وما وقع منه في القرآن وذكر غيره معه يدل على الإطلاق كما نبهنا عليه
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 168]
فيما تقدم قريبا، وغيض يعني «وغيض الماء» في هود «وجيء» في الزمر والفجر، قرأ بإشمام كسرها الضم الكسائي ورويس وهشام، والمراد بالإشمام هنا خلط الحركة بالحركة والحرف بالحرف فينحى بالكسر نحو الضمة والياء بعدها نحو الواو، لأن أوائل هذه الكلمات وإن كانت مكسورة فأصلها الضم لأنها لما لم يسم فاعله فجعل الإشمام دليلا على الأصل، وهي لغة للعرب فاشية، ومن أخلص الكسر وهم الباقون فلأجل الياء الساكنة بعد نحو ميزان وهي اللغة الفاشية قوله: (أشم) أي أشم الضم، ولما اجتمع الهمزتان مفتوحتين أسقط إحداهما على ما تقدم في قراءة أبي عمرو وغيره قوله: (في كسرها) أي هذه الأفعال الثلاثة المذكورة قوله: (الضم) مفعول أشم قوله: (لزم) من اللزوم: أي توقع غنا لا تفارقه.
وحيل سيق (ك) م (ر) سا (غ) يث وسي = ء سيئت (مدا) (ر) حب (غ) لالة (ك) سى
أي وأشم الضم في «حيل» وهو سبأ «وسيق» الموضعين من الزمر ابن عامر والكسائي ورويس، فوافق فيها ابن ذكوان من قرأ و «قيل، وغيض، وجيء» جمعا بين اللغتين ولخفّة الحاء والسين قوله: (وسيء بهم) وهو في هود والعنكبوت، و «سيئت وجوه الذين» وهو في الملك بالإشمام المدنيان والكسائي ورويس وابن عامر، فوافق المدنيان من تقدم في «حيل، وسيق» للتمكن في النطق من أجل المد وجمعا بين اللغتين قوله: (رسا) أي ثبت ووقف، والرحب: الواسع، والغلالة: الثوب يلبس كالقميص). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 169]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقوله: (وقيل) أي: (أشم الكسر ضما) ذو راء (رجا) الكسائي، وغين (غنا) رويس، ولام (لزم) هشام أول (قيل)، [و (غيض)، و(جيء)] حيث حل نحو: قيل لهم [البقرة: 11]، وو قيل اليوم [الجاثية: 34]، وغيض الماء [هود: 44]، وجيء بالنبيين [الزمر: 69]، وجيء يومئذ [الفجر: 23].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/144]
ثم كمل ما يشم فقال:
ص:
وحيل سيق (ك) م (ر) سا (غ) يث = وسي سيئت (مدا) (ر) حب (غ) لالة (ك) سى
ش: أي أشم الكسر ضما أول وحيل بينهم [سبأ: 54]، وسيق الذين [الزمر: 71، 79] معا؛ ذو كاف (كم) ابن عامر، وراء (رسا) الكسائي، وغين (غيث) رويس.
وأشمها أول سيء بهم [هود: 77]، سيئت وجوه [الملك: 27] مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر، [وذو راء] (رحب) الكسائي وغين (غلالة) رويس، وكاف (كسا) ابن عامر.
والباقون بإخلاص الكسر في الجميع.
تنبيه:
علم عموم «قيل» من الضم، وهذا ثالث أنواع الإشمام.
والفرق بينه وبين المذكور في باب الوقف [قبله]: أن هذا يقع في الأول ويعم الوصل والوقف، ويسمع، وحروفه متحركة، وذلك ضده في الجميع.
واختلفوا في التعبير عنه، فعامة النحويين ومتأخروا القراء: كالناظم والشاطبي، والداني، يسمونه: إشماما، إما مجازا أو على رأى الكوفيين.
وقال أبو العز: روم.
وقال أبو العلاء: ضم، وهو مجاز.
وقال الأهوازي: رفع.
وكيفية النطق به: أن يلفظ على الفاء بحركة تامة مركبة من حركتين: جزء الضمة؛ وهو أقل، ويليه جزء الكسرة، وهو أكثر؛ ولذلك تمحضت [الياء].
وكل من هذه فعل ماض أجوف مبني للمفعول، فخرج بالأفعال نحو: قيلا ليس
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/145]
[النساء: 122، 123]، وقيلا سلما [الواقعة: 26]، وأقوم قيلا [المزمل: 6]، وو قيله [الزخرف: 88].
وبالمبني للمفعول قال، وو حال [هود: 43] وو سآء [النساء: 22].
وكل منها وزنه فعل، استثقلت الكسرة على الياء والواو، فنقلت [إلى] الفاء بعد حذف ضمتها، فسلمت الياء، وانقلبت الواو ياء؛ لسكونها وانكسار ما قبلها، هذا عند قريش ومجاوريهم، وعند بني فقعس حذفت كسرة العين، فسلمت الواو وانقلبت الياء واوا؛ لسكونها وانضمام ما قبلها، وعليها قوله: [من الرجز]
ليت شبابا بوع
فاشتريت وقوله: [من الرجز]
حوكت على نيرين إذ تحاك
وعامة أسد، وقيس ينقلون ويشيرون إلى ضمة الفاء؛ تنبيها على الأصل.
وجه الكسر: أنه لغة قريش.
ووجه الإشمام: أنه لغة أسد.
ووجه التفرقة: الجمع). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/146]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في الفعل الثلاثي الذي قلبت عينه ألفا في الماضي كقال إذا بني للمفعول وهو في "قيل" [البقرة الآية: 11، 13] حيث وقع "وغيض الماء، وجيء بالنبيين، وجيء يومئذ، وحيل بينهم، وسيق" [هود الآية: 44] و[الزمر الآية: 69] و[الفجر الآية: 23] و[سبأ الآية: 54] و[الزمر الآية: 71، 73] معا "وسيء بهم، وسيئت وجوه" [هود الآية: 77] و[الملك الآية: 27] فنافع وكذا أبو جعفر بإشمام الكسرة الضم وبياء بعدها نحو واو في "سيء، وسيئت" فقط اتباعا للأثر وجمعا بين اللغتين وافقهما ابن محيصن من المفردة.
[إتحاف فضلاء البشر: 1/378]
وقرأ: ابن ذكوان كذلك في "حيل، وسيق، وسيء، وسيئت" الأربعة فقط.
وقرأ: هشام والكسائي وكذا رويس بالإشمام كذلك في الأفعال السبعة، وهو لغة قيس وعقيل ومن جاورهم، وافقهم الحسن والشنبوذي، وكيفية اللفظ به أن تلفظ بأول الفعل بحركة تامة مركبة من حركتين إفرازا لا شيوعا، فجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر، ولذا تمحضت الياء والباقون بإخلاص الكسرة ولا خلاف في "قيلا" في النساء "وقيلا سلاما، وأقوم قيلا" لأنها ليست أفعالا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/379] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [11 13] معًا قرأ هشام وعلي بإشمام كسرة القاف الضم، وكيفية ذلك أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين، ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم، ويليه جزء الكسرة.
ومن يقول غير هذا فإما أن يكون ارتكب المجاز، أو قال بما لا تحل القراءة به، والباقون بكسرة خالصة). [غيث النفع: 346] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11)} {قيل}
الفعل الثلاثي الذي انقلبت عينه ألفاً في الماضي إذا بني للمفعول أخلص كسر أوله وسكنت عينه ياء (قيل) كذا في لغة قريش ومجاوريهم من بني كنانة وبهذه اللغة قرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وحمزة، فقد كانوا يكسرون أوائل هذه الحروف كلها.
وقرأ بإشمام الكسرة الضم وبياء بعدها (قيل) هشام والكسائي ورويس والحسن والشنبوذي ونافع وأبو جعفر وابن
[معجم القراءات: 1/44]
محيصن وابن عامر.
وهى لغة كثير من قيس وعقيل ومن جاورهم وعامة بني أسد.
{قيل لهم}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام وبالإظهار
{في الأرض}
قرأ ورش في لرض بنقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة قبلها فتصبح مفتوحة، ثم تسقط الهمزة ة من اللفظ لسكونها). [معجم القراءات: 1/45]

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({السفهاء ألا} [13]: تليين الثانية من الهمزتين المختلفتين في كلمتين:
[المنتهى: 2/559]
حجازي غير سالم وأبي مروان، وأبو عمرو، ويعقوب غير روح والمنهال.
يترك الأولى إذا اتفقتا من كلمتين أبو عمرو، وإسماعيل طريق البلخي، وقالون طريق الكسائي وأبي عون، وأبو ربيعة طريق البلخي والهاشمي، وقنبل طريق الواسطي، وزيد، ورويس .
وافق قنبل طريق ابن الصلت والبلخي والبزي، والفليحي، وإسحاق، وقالون غير أبي مروان وسالم أبا عمرو في المفتوحتين.
[المنتهى: 2/560]
وعوض اليزيدي طريق أبي عون وإسحاق، وقالون غير سالم وأبي مروان، وإسماعيل غير البلخي، والبزي غير البلخي والهاشمي، والفليحي في الأولى من المكسورتين كسرة كالياء، وفي المضمومتين ضمة كالواو.
وافق النحاس عن أصحابه طريق ابن الصلت أبا عمرو في المكسورتين، وقال عنهم في المضمومتين يترك الثانية ولا يمد.
ببيان الأولى شبه مد في اللفظ يزيد، والبخاري، وسهلٌ، وقنبلٌ، وورش، وافق سالم في ما جاء بعدها همزة فقط).[المنتهى: 2/561]

قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11، 13]- {قِيلَ}، و{غِيضَ} [هود: 44] بالإشمام: الكسائي وهشام). [الإقناع: 2/597] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِبْدَالِ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ السُّفَهَاءُ أَلَا فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنَ السُّفَهَاءُ أَلَا فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ وَهِشَامٍ، فِي أَحَدِ وَجْهَيْهِ فِي الْوَقْفِ عَلَى السُّفَهَاءِ، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِيِّينَ فِي الْوَقْفِ عَلَى السُّفَهَاءُ أَلَا فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ الكسائي وهشام ورويس {قيل} [11، 13]، {وغيض} [هود: 44]، {وجيء} [الزمر : 69، الفجر: 23]، {وحيل} [سبأ: 54]، {وسيق} [الزمر: 71، 73]، و{سيئت} [الملك: 27]، و{سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33] بإشمام كسر أوائلهن الضم، وافقهم ابن ذكوان في {وحيل} [سبأ: 54]، ووافقهم هو والمدنيان في {سيء} [هود: 77، العنكبوت: 33] و{سيئت} [الملك: 27]،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 449]
والباقون بإخلاص الكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({السفهاء ألا} [13] ذكر في الهمزتين من كلمتين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم اختلافهم في الهمزة الثانية من السّفهاء ألآ [البقرة: 13] [ومذهب] حمزة وهشام الوقف على السّفهاء وحمزة على ألآ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/146]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "السُّفَهَاءُ أَلا" [الآية: 13] بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا خالصة مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمر وكذا أبو جعفر ورويس، والباقون بالتحقيق ويوقف "على السفهاء" لحمزة وهشام بخلفه بإبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر والتوسط، ويجوز رومها بالتسهيل مع المد والقصر فتصير خمسة، وكذا كل همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم لها صورة، ويوقف لحمزة على "قالوا آمنا" بالتحقيق مع عدم السكت وبالسكت وبالنقل وبالإدغام وأما التسهيل بين بين فضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/379]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [11 13] معًا قرأ هشام وعلي بإشمام كسرة القاف الضم، وكيفية ذلك أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين، ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم، ويليه جزء الكسرة.
ومن يقول غير هذا فإما أن يكون ارتكب المجاز، أو قال بما لا تحل القراءة به، والباقون بكسرة خالصة). [غيث النفع: 346] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السفهاء ألا} [13] اجتمع هنا همزتان، الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، فالحرميان والبصري يبدلون الثانية واوًا خالصة، ويحققون الأولى، والباقون بتحقيقهما.
وإذا وقفت على {السفهاء} وهو كاف، فكلهم إلا حمزة وهشامًا يحقق الهمزة، وهم في المد على ما تقدم.
إلا أن من له التوسط وهم الجماعة إن لم يعتد بالعارض فهو على أصله، وإن اعتد به زاد الإشباع، وهكذا كل ما شابهه نحو {يشآء} [213] و{السوء} [النساء: 17] و{تفيء} [الحجرات: 9] إن وقفت بالسكون أو الإشمام.
حيث لا يصح ولا يجوز لمن له الإشباع كورش التوسط، ولا يجوز القصر لأحد لأن في ذلك إلغاء السبب الأصلي، وهو الهمزة، واعتبار السبب العارض، وهو السكون.
وهما يبدلان الهمزة ألفًا فيجتمع حينئذ ألفان، فيجوز بقاؤهما لأن الوقف يحتمل اجتماع الساكنين، فتمد مدًا طويلاً، ويجوز أن يكون متوسطًا، كما تقدم في سكون الوقف.
[غيث النفع: 346]
وحذف إحداهما، فإن قدرتها الأولى: وجب القصر، لفقد الشرط لأن الألف تصير مبدلة من همزة ساكنة، كألف {يأمر} [الأعراف: 28] و{يأتي} [109] وما كان كذلك لا مد فيه.
وإن قدرتها الثانية: جاز المد والقصر، لأنه حرف مد قبل همزة مغير بالبدل، ويجوز أن تروم حركة الهمزة وتسهلها بين بين مع المد والقصر، عملاً بما روى سليم عن حمزة أنه كان يجعل الهمزة في هذا وأمثاله بين بين.
ولا يأتي ذلك إلا مع روم الحركة، لأن الحركة الكاملة لا يوقف عليها، لأن الهمزة الساكنة لا يأتي تسهيلها بين بين، فجملة الأوجه خمسة: المد والتوسط والقصر مع البدل، والمد والقصر مع التسهيل.
[غيث النفع: 347]
إلا أن أوجه البدل متفق عليها، ووجها التسهيل مختلف فيهما، فأجازهما الداني وأبو القاسم عبد الرحمن بن عتيق الصقلي المعروف بابن الفحام شيخ الإسكندرية صاحب التجريد والحافظ أبو العلاء وسبط الخياط والشاطبي وغيرهم، وأنكر ذلك الجمهور، ولم يجيزوا سوى الإبدال قال المحقق: «والصواب صحة وجهي التسهيل».
[غيث النفع: 348]
ويندرج حمزة مع هشام في هذه الأوجه، إلا في وجه التسهيل مع المد، لأن حمزة أطول منه مدًا). [غيث النفع: 349]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء إلا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13)}
{قيل}
تقدمت القراءة في الآية السابقة
{قيل لهم}
_ وسبق بيان الإدغام أيضاً في الآية السابقة
{قالوا أنؤمن}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي بتحقيق الأولي وتليين الهمزة الثانية
{السفهاء ألا}
_ قرأ بتحقيق الهمزتين حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وروح خلف (السفهاء ألا)
[معجم القراءات: 1/45]
وقرأ بتحقيق الأولى، وتخفيف الثانية بإبدالها واواً (السفهاء ولا) ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن أبي إسحاق وأبن مهران عن روح.
وقرأ أبو عمرو وآخرون بتسهيل الأولى بجعلها بين الهمزة والواو وتحقيق الثانية، وهي رواية سيبويه
والوجه الرابع بتسهيل الأولى بجعلها بين الهمزة والواو وإبدال الثانية واواً، وروي هذا عن أبي عمرو
وروي عن أبي عمرو أنه خفف الأولي ولين الثانية، وروي سيبويه عنه عكس ذلك
قال الزجاج: وحكى أبو عبيدة أن أبا عمرو كان يبدل الثانية فتحة، وهذا خلاف ما حكاه سيبويه، والقول فيه أيضاً محال، لأن الفتحة لا تقوم بذاتها، وإنما تقوم على حرف.
وأجاز قوم وجهاً أخر، وهو جعل الأولى بين الهمزة والواو، وجعل الثانية بين الهمزة والواو، ومنع بعضهم ذلك.
[معجم القراءات: 1/46]
ووقف حمزة وهشام والأعمش وخلف على السفهاء بإبدال الهمزة ألفاً، فتصبح صورتها (السفهاا) ولك بعد ذلك الحذف والإثبات.
ووقف هشام بخلاف عنه بإبدال الألف همزة مع المد والقصر والتوسط، وبتسهيلها بالروم مع المد والقصر.
ووقف حمزة على السفهاء ألا). [معجم القراءات: 1/47]

قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {مستهزؤون}
حَمْزَة يقف على {مستهزؤون} بِغَيْر همز وَكَأَنَّهُ يُرِيد الْهَمْز
وَيُشِير إِلَى الزَّاي بِالْكَسْرِ كَمَا كَانَ يفعل فِي الْوَصْل وَلَا يضْبط إِلَّا بِاللَّفْظِ
وَكَذَلِكَ كَانَ يفعل بقوله {ليواطئوا} التَّوْبَة 53 {ويستنبئونك} يُونُس 53 و{متكئون} يس 56 و{فمالئون} الصافات 66 و{الخاطئون} الحاقة 37 {والصابئون} الْمَائِدَة 69 {وَالصَّابِئِينَ} الْبَقَرَة 62 وَالْحج 17

وَالْبَاقُونَ يصلونَ بِالْهَمْز ويقفون كَمَا يصلونَ بِالْهَمْز). [السبعة في القراءات: 142]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" لاقوا الذين " بزيادة ألف وفتح القاف، وكذلك " لاقيتهم الذين "، و" لاقوكم قالوا " كلها بالألف ابْن مِقْسَمٍ وأبو حنيفة والزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن، الباقون بغير ألف فيهن، وهو الاختيار موافقةً للمصحف). [الكامل في القراءات العشر: 481]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قلت: (مستهزءون) ذكر لأبي جعفر في بابه). [تحبير التيسير: 283]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي حَذْفِ هَمْزِ مُسْتَهْزِئُونَ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ حَمْزَةَ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ، وَعَلَى يَسْتَهْزِئُ، وَعَلَى قَالُوا آمَنَّا وَنَحْوَهُ مِنْ طُرُقِ الْعِرَاقِيِّينَ، وَغَيْرِهِمْ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مستهزءون} [14] ذكر لأبي جعفر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وحذف أبو جعفر [واو] مستهزءون [البقرة: 14].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/146]
ووقف حمزة عليه وعلى مستهزءون [البقرة: 14]، وقالوا ءامنّا [البقرة: 14] ونحوه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ):
(واتفقوا: على أنه لا يجوز مد "خَلَوْا إِلَى" [الآية: 14] و"ابْنَيْ آدَم" لفقد الشرط باختلاف حركة ما قبله وضعف السبب بالانفصال). [إتحاف فضلاء البشر: 1/379]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "مستهزؤن" [الآية: 14] بحذف الهمزة وضم الزاي وصلا ووقفا أبو جعفر، ويوقف عليها لحمزة بالتسهيل بين الهمزة والواو وهو مذهب سيبويه وبالإبدال ياء وهو مذهب الأخفش، وبالحذف مع ضم ما قبل الواو للرسم على مختار الداني، فهي ثلاثة وأما تسهيلها بين الهمزة والياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح، وكذا الوجه الخامس وهو كسر الزاي مع الحذف وإذا وقف عليه للأزرق فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك اعتد بالعارض
[إتحاف فضلاء البشر: 1/379]
أم لا، ومن روى عنه التوسط وصلا وقف به إن لم يعتد بالعارض، وبالمدان اعتد به، ومن روى القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض وبالتوسط والإشباع أن اعتد به، وعن ابن محيصن من المفردة في رواية البزي "يمدهم" بضم الياء وكسر الميم من أمد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خلوا إلى} [14] ما فيه من نقل ورش وسكت خلف بخلف عنه لا يخفى، ولا يكون السكت إلا إذا وصلت الساكن بما فيه الهمز، أما إذا وقف على الساكن فيما يجوز الوقف عليه فلا سكت). [غيث النفع: 349]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مستهزءون} إذا وقفت عليه ففيه لحمزة ستة أوجه، الصحيح منها ثلاثة:
أحدها: تسهيل الهمزة بينها وبين الواو، على مذهب سيبويه عملاً بقوله:
وف يغير هذا بين بين.
الثاني: إبدال الهمزة ياءً محضة، عملاً بقوله:
والأخفش بعد الكسر ذا الضم أبدلا = بياء..
الثالث: حذف الهمزة مع ضم الزاي، عملاً بقوله:
ومستهزءون الحذف فيه ونحوه = وضم ...
[غيث النفع: 349]
فإن قلت: هذا القول مخمل، أي مطروح، على ما فهم السخاوي وغيره من كلامه، حيث جعلوا ألف (أخملا) للتثنية.
قلت: ما فهموه هو عند المحقيين وهم بين وغلط ظاهر، ولو أراده لقال (قيلا وأخملا) والصواب أن ألف (أخملا) للإطلاق، وتم الكلام عند قوله (وضم) وأن هذا الوجه من أصح الوجوه، روى عن حمزة بالنص الصريح من غير إشارة ولا تلويح، روى محمد بن سعيد البزاز عن خلاد عن سليم عن حمزة أنه كان يقف على {مستهزءون} بغير همز، وبضم الزاي، وممن نص على صحته الداني، وإنما الخامل حذف الهمزة مع بقاء كسرة الزاي، على مراد الهمزة، وهو لا يصح رواية ولا قياسًا، فهو الذي أشار إليه بالإخمال، ويأتي مع كل واحد من الثلاثة المد والتوسط والقصر لأجل سكون الوقف.
وأما ورش فإن وصل فإن له فيها الثلاثة، وإن وقف فمن روى المد عنه وصلاً وقف كذلك، سواء اعتد بالعارض أم لا، لأن سبب المد لم يتغير حالة الوقف، بل ازداد قوة بسبب سكون الوقف، ومن روى التوسط وصلاً وقف به إن لم يعتد بالعارض، وبالمد إن اعتد به، ومن روى القصر وقف به إن لم يعتد بالعارض، وبالتوسط والإشباع إن
[غيث النفع: 350]
اعتد به، فافهم هذا وأجره على كل ما ماثله نحو {النبيئين} [61] و{المآب} [آل عمران] ولا تحوجني إلى التكرار، نجاني الله وإياك من عذاب النار.
تنبيه: وهذا ما لم يتصل {مستهزءون} بـ {ءامنا} قبله، فإن قرأتهما معًا فلك على القصر في {ءامنا} الثلاثة، وعلى التوسط التوسط والطويل، وعلى الطويل الطويل فقط، لأن الثاني أقوى فلا يكون أحط رتبة من الأول). [غيث النفع: 351]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون (14) }
{لقوا}
قرأ ابن السميفع اليماني وأبو حنيفة (لاقوا) من (لاقي) على وزن فاعل، وهو بمعنى الفعل المجرد (لقي)
وقراءة الجماعة (لقوا) من (لقي)
{خلوا إلى}
قرأ الجمهور من القراء (خلوا إلى) بسكون الواو وتحقيق الهمزة
وقرأ ورش بإلقاء حركة الهمزة على الواو وحذف الهمزة خلولي
قال الزجاج وكذلك يقرأ أهل الحجاز وهو جيد بالغ
[معجم القراءات: 1/47]
{معكم}
- قراءة الجمهور بتحريك العين (معكم)
وقرئ في الشاذ معكم بتسكين العين، وهي لغة غنم وربيعة
{مستهزءون}
قراءة الجماعة مستهزئون بتحقيق الهمزة، وهو الأصل، وهي القراءة الجيدة عند الزجاج، وهو مذهب سيبويه
وقرأ يزيد بن القعقاع وحمزة والأخفش (مستهزيون) بقلب الهمزة ياء مضمومة لانكسار ما قبلها، وهو مذهب الأخفش
وقرأ أبو جعفر بحذف الهمزة وضم ما قبلها من أجل الواو مستهزون، وذلك في الوصل والوقف، وهو وجه ضعيف عند الزجاج.
ويوقف لحمزة بالتسهيل بين الهمزة والواو، وهو مذهب سيبويه
قال الأنباري: كان حمزة يسكت علي (مستهزون) فيمد، يشبه الواو من غير إظهار الواو). [معجم القراءات: 1/48]

قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) }
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {فِي طغيانهم} 15 و{فِي آذانهم} 19
قَالَ أَبُو عَمْرو الدوري ونصير بن يُوسُف النَّحْوِيّ كَانَ الْكسَائي يمِيل الْألف فِي {طغيانهم} و{فِي آذانهم} الْبَقَرَة 19 وَقَالَ أَبُو الْحَارِث اللَّيْث بن خَالِد وَغَيره كَانَ الْكسَائي لَا يمِيل هَذَا وأشباهه
وَالْبَاقُونَ يفتحون). [السبعة في القراءات: 142]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَمُدُّهُمْ) بضم الياء وكسر الميم ابن مُحَيْصِن، والأعرج، وأبو حذيفة عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بفتح الياء وضم الميم، وهو الاختيار لموافقة المصحف، ولأن معناه يملى لهم ويجزيهم). [الكامل في القراءات العشر: 481]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ومذهب دوري الكسائي في إمالة طغيانهم [البقرة: 15] وآذانهم [البقرة: 19]، وإمالة بالكافرين [البقرة: 19]، وشاء [البقرة: 20] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ طُغْيَانِهِمْ، وَآذَانِهِمْ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ الْكَافِرِينَ فِيهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "طغيانهم" [الآية: 15] الدوري عن الكسائي وفتحها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون (15)}{يستهزئ }
فيه خمسة أوجه لهشام وحمزة:
1.إبدال الهمزة ياء ساكنة لسكونها وقفاً بحركة ما قبلها على التخفيف القياسي يستهزي
2. إبدالها ياء مضمومة (يستهزي) على ما نقل من مذهب الأخفش، وإن وقف فهو بالسكون، وهو موافق لما قبله.
3. ويجوز مع الإبدال الروم والإشمام.
4. روم حركة الهمزة فتسهل بين الهمزة والواو على مذهب سيبويه وغيره، وهي أيضاً قراءة السلمي والأهوازي.
5. وهو الوجه المعضل، وهو تسهيلها بين الهمزة والياء على الروم
{ويمدهم}
قراءة الجمهور (يمدهم) من مد الثلاثي
وقرأ ابن محيصن بخلاف عنه وشبل وابن كثير (يمدهم) بالياء المضمومة من (أمد) الرباعي.
{طغيانهم}
_ قرأ الجمهور (طغيانهم)
_ وقرأ زيد بن على طغيانهم بكسر الطاء، والضم والكسر لغتان.
[معجم القراءات: 1/49]
وتفرد الكسائي في رواية الدوري بالإمالة فيه حيث وقع طغيانهم
قال ابن خالويه: يقرأ بالإمالة والتفخيم وبينهما
وذكر الحجة لكل قراءة، ومما قال: إن من قرأ بين الفتح والإمالة عدل بين اللغتين، فأخذ بأحسن اللفظين). [معجم القراءات: 1/50]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({اشتروا} [16]، و{فتمنوا} [94، الجمعة: 6]، و{لا تنسوا}، ونحوه: باختلاس الضمة العمري).[المنتهى: 2/562]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ)، و(فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) بكسر الواو فيهما، وأمثالهما أبو السَّمَّال، وعمران عن أَبِي عَمْرٍو، وروي أبو زيد عنه بالفتح، وروى الْعُمَرِيّ عن أبي جعفر وابن حماد عن شيبة وابنا أبي أويس والأصمعي جميعًا عن نافع (اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ) باختلاس الضمة، الباقون بإشمباع الواو المضمومة، وهو الاختيار موافقة للجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بالهدى" [الآية: 16] حمزة والكسائي وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق ويوقف لحمزة على "فَلَمَّا أَضَاءَت" [الآية: 17] بتحقيق الأولى وبتسهيلها مع المد والقصر، وبالسكت مع التحقيق فأربعة، والكل مع تسهيل الثانية مع المد والقصر فتصح ستة لإخراج المد في الأول مع القصر في الثاني، وعكسه حال التسهيل للتصادم وتجري الأربعة في "كُلَّمَا أَضَاءَ" [الآية: 20] مع ثلاثة الإبدال في المتطرفة فتصير اثني عشر وجها وعن الحسن "ظلمات" [الآية: 17] بسكون اللام حيث وقع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الضلالة} [16] هو ضاد ساقط، فلا تفخيم لورش في اللام بعده). [غيث النفع: 351]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)}
{اشتروا}
قراءة الجمهور بضم الواو (اشترو) واختير لها الضم للفرق بين واو الجمع والواو الأصلية
وقرأ يحيي بن يعمر وابن أبي إسحاق وأبو السمال (اشترو...)
بكسر الواو هنا على أصل التقاء الساكنين، سكون الواو وسكون (أل) من لفظ الضلالة بعدها
[معجم القراءات: 1/50]
- وقرأ أبو السمَّال العدوي وأبو زيد الأنصاري (اشتروا...) بالفتح؛ وذلك للتخفيف، وقد حكاه أبو الحسن، وهو مروي عن قطرب.
قال ابن جني: (بفتح الواو، كل ذلك لالتقاء الساكنين، فمن كسر فعلى أصل حركة التقاء الساكنين، ومن ضم فلأجل واو الجمع، ومن فتح تبلغ بالفتحة لخفتها).
- وقرأ الكسائي (اشترؤا) بالهمز، فهي عنده لغة، وعند البصريين لحن، وقيل: إنه أجاز همزها لانضمامها، ورد هذا ابن كيسان وغيره.
- ومن القراء من يختلسها، فيحذفها لالتقاء الساكنين (اشتر الضلالة).
قالوا: (وهو ضعيف؛ لأن قبلها فتحة، والفتحة لا تدل عليها).
- وذكر الطوسي عن زيد بن إسماعيل أنه خفف ضمة الواو.
{بِالْهُدَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش، وهي لغة تميم.
[معجم القراءات: 1/51]
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي لغة قريش.
{رَبِحَت تجارتهم}
- اتفق القراء على إدغام التاء في التاء
{تجارتهم}
- قراءة الجماعة على الإفراد (تجارتهم).
- وقرأ ابن أبي عبلة (تجاراتهم) على الجمع). [معجم القراءات: 1/52]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 11:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (17) إلى الآية (20) ]

{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}

قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ظُلُمَاتٍ) بإسكان اللام أبو السَّمَّال، ونعيم بن ميسرة، والحسن، وإسماعيل عن أبي جعفر، الباقون بضم اللام، وهو الاختيار؛ لأنه أجمع ظلمة وهو أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يبصرون} قرأ ورش بترقيق الراء، وهكذا كل راء توسطت أو تطرفت بعد كسرة أو ياء ساكنة، إن لم تقع قبل حرف استعلاء، أو تكررت، نحو {فرارًا} الأحزاب] وسواء كانت مضمومة نحو {يغفر} {آل عمران: 129] و{سيروا} [الروم: 42] و{غيره} [الأعراف: 59] أو مفتوحة، كـــ {فراشا} [22] و{قردة} [65] و{شاكرًا} [النساء: 147] و{خبيرًا} [النساء} و{الطير} [النمل: 20] وسيأتي بيان ذلك كله في مواضعه إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 351]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مثلهم مثل البني استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمت لا يبصرون (17)}
{كمثل الذي}
قرأ ابن السميفع (كمثل الذين) على الجمع.
{أضاءت}
- وقرأ ابن السميفع وابن أبي عبلة (فلما ضاعت) ثلاثيا.
- ووقف حمزة والأعمش في أحد وجهيه على (فلما أضاءت)، وذلك بتحقيق الأولى، وبتسهيلها، وبتسهيلها مع القصر والمد، وبالسكت مع التحقيق.
قال في الإتحاف: (والكل مع تسهيل الثانية مع المد والقصر، فيصير ستة).
- وقرئ (فأضاءت) من غير (لما).
[معجم القراءات: 1/52]
{حوله}
- قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف الشطوي بروم الحركة في الوقف، وقراءة الباقين بالسكون.
{ذهب الله بنورهم}
- قرأ اليماني (أذهب الله نورهم).
{ظلمات}
- قراءة الجمهور بضم اللام {ظلمات}.
- وقرأ الحسن وأبو السمال والأعمش {ظلمات}، بسكون اللام
- وقرأ أشهب العقيلي (ظلمات) بفتح اللام، وهذا جمع ظلم الذي هو جمع ظلمة، فظلمات على هذا جمع الجمع، وهذا القول للكسائي.
- وقرأ اليماني (ظلمة) على التوحيد؛ ليطابق بين أفراد النور والظلمة.
{لا يبصرون}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 1/53]

قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (63- .... .... وَيُرْجَعُ كَيْفَ جَا = إِذَا كَانَ لِلأُخْرَى فَسَمِّ حُلًى حَلَا
64 - وَالامْرُ اتْلُ وَاعْكِسْ أَوَّلَ الْقَصِّ .... = .... ..... .... ..... ....). [الدرة المضية: 23]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم فصل فقال ويرجع كيف جا إلخ يعني: قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب بفتح حروف المضارعة وكسر الجيم على التسمية أي ببناء الفاعل حيث وقع سواء كان غيبًا أو خطابًا واحدًا أو مجموعًا وذلك إذا كان من رجوع الآخرة نحو {إليه ترجعون} [البقرة: 28] {ويوم يرجعون} [النور: 64] ونحوهما وكذلك {ترجع الأمور} [البقرة: 210 وغيرها] واحترز بقوله: إذا كان للأخرى عن نحو {فهم لا يرجعون} [البقرة: 18] أي عن الكفر إلى الإيمان {ولا إلى أهلهم يرجعون} [يس: 50] ثم قال والأمر اتل إلخ أي قرأ المشار إليه (بالألف) من اتل وهو أبو جعفر {وإليه يرجع الأمر كله} [123] بهود بالتسمية للفاعل، وعكس في أول القصص وهو
[شرح الدرة المضيئة: 88]
{وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون} [39] فقرأ بالتجهيل وهذا معنى قوله: واعكس أول القص فخالف أصله فيهما، ووافق خلف صاحبه في الجميع فسمي حيث سمى وجهل حيث جهل). [شرح الدرة المضيئة: 89]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تُرْجَعُونَ وَمَا جَاءَ مِنْهُ إِذَا كَانَ مِنْ رُجُوعِ الْآخِرَةِ نَحْوَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ سَوَاءٌ كَانَ غَيْبًا، أَوْ خِطَابًا، وَكَذَلِكَ تُرْجَعُ الْأُمُورُ، وَيُرْجَعُ الْأَمْرُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ وَكَسْرِ الْجِيمِ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ. وَوَافَقَهُ أَبُو عَمْرٍو فِي وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ آخِرَ الْبَقَرَةِ. وَوَافَقَهُ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ
[النشر في القراءات العشر: 2/208]
فِي وَإِنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فِي الْمُؤْمِنِينَ، وَوَافَقَهُ نَافِعٌ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ فِي أَوَّلِ الْقَصَصِ، وَهُوَ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ، وَوَافَقَهُ فِي تُرْجَعُ الْأُمُورُ حَيْثُ وَقَعَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ. وَوَافَقَهُ فِي وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ آخِرِ هُودٍ كُلُّ الْقُرَّاءِ إِلَّا نَافِعًا وَحَفْصًا، فَإِنَّهُمَا قَرَآ بِضَمِّ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ وَفَتْحِ الْجِيمِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِي غَيْرِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/209]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {ترجعون} وما جاء منه غيبًا وخطابًا إذا كان من رجوع الآخرة بفتح أوله وكسر الجيم في كل القرآن، وافقه أبو عمرو في {يومًا ترجعون فيه} آخر البقرة [281]، ووافقه حمزة والكسائي وخلف في {وأنكم إلينا لا ترجعون} في المؤمنون [115]، ووافقه نافع وحمزة والكسائي وخلف على الحرف الأول من القصص {وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون} [القصص: 39]، ووافقه ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف في {ترجع الأمور} حيث وقع، ووافقه في {يرجع الأمر كله} [هود: 123] في هود كل القراء إلا نافعًا
[تقريب النشر في القراءات العشر: 450]
وحفصًا فإنهما بضم الأول وبفتح الجيم، وكذا قرأ في غيره الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 451]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صم بكم} [17] هذا مما اجتمع فيه التنوين والباء، ومهما التقى التنوين والنون الساكنة مع الباء نحو {أنبئهم} [33] و{من بعد} [27] و{جدد بيض} [فاطر: 27] فإنهما يقلبان ميمًا خالصة من غير إدغام، ولا بد من إظهار الغنة مع ذلك، فيصير في الحقيقة إخفاءً للميم المقلوبة عند الباء، فلا فرق حينئذ في اللفظ بين {أن بورك} [النمل: 8] و{ومن يعتصم بالله} [آل عمران: 101]). [غيث النفع: 351]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {صم بكم عمي فهم لا يرجعون (18)}
{صم بكم عمي}
- قرأ الجمهور (صم بكم عمي) بالرفع، وهو على إضمار مبتدأ تقديره: هم صم..، وهي أخبار متباينة في اللفظ والدلالة الوضعية لكنها في موضع خبر واحد، إذ يؤول معناها كلها إلى عدم قبول الحق.
[معجم القراءات: 1/53]
- وكان عباس بن الفضل يقف على (صم)، ثم على (بكم)، ثم على (عمي).
- وقرأ عبد الله بن مسعود وحفصة أم المؤمنين (صما بكما عميا) بالنصب.
وذكروا في نصبها وجوها منها: أن يكون مفعولا ثانيا لـــ (ترك)، ومنها أن يكون في موضع الحال.
قال الزجاج: (يجوز في الكلام...، ولكن المصحف لا يخالف بقراءة لا تروى، والرفع أيضا أقوى في المعنى وأجزل في اللفظ).
- وذهب الفراء إلى أنه نصب على الشتم). [معجم القراءات: 1/54]

قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" حذار الموت " بكسر الحاء والألف ابْن مِقْسَمٍ ورواية عن أبي السَّمَّال والاختيار (حَذَرَ الْمَوْتِ) بغير ألف لوفاق المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ طُغْيَانِهِمْ، وَآذَانِهِمْ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ الْكَافِرِينَ فِيهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ومذهب دوري الكسائي في إمالة طغيانهم [البقرة: 15] وآذانهم [البقرة: 19]، وإمالة بالكافرين [البقرة: 19]، وشاء [البقرة: 20] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: الألف الثانية من "آذانهم" [الآية: 19] الدوري عن الكسائي وعن الحسن "الصواعق" [الآية: 19] بتقديم القاف على العين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "بالكافرين" [الآية: 19] الجمع أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وكذا رويس وقلله الأزرق وخرج نحو: "أَوَّلَ كَافِرٍ بِه" وإن رواه صاحب المبهج عن الدوري عن الكسائي فإنه ليس من طرقنا، نعم أمالها اليزيدي فيما خالف فيه أبا عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصبعهم في، أذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19)}
{كصيب}
- قرئ (كصايب) وهو اسم فاعل من صاب يصوب، وصيب أبلغ من صايب.
- وقرأ بعض النحويين عن السلف (كصائب).
[معجم القراءات: 1/54]
{السماء}
- فيه عند الوقف عليه لحمزة وهشام ما في (السفهاء) من الأوجه، وقد تقدم هذا مع الآية/۱۳.
{فيه}
- قرأ ابن كثير بوصل الهاء (فيهي).
{ظلمات}
- تقدم في الآية/۱۷ ثلاث قراءات فيه: ظلمات، ظلمات، ظلمات.
{ورعدٌ وبرقٌ}
- روي عن حمزة حذف الغنة في الإدغام،
- والباقون على إبقائها.
{ءاذانهم}
- أمال الألف الثانية الدوري عن الكسائي. والإمالة لغة تميم وقيس وأسد،
- والباقون بالفتح، وهي لغة أهل الحجاز.
{الصواعق}
- قرأ الحسن (الصواقع)، وهي لغة تميم وبعض ربيعة.
{حذر}
- قرأ قتادة والضحاك بن مزاحم وابن أبي ليلى واللؤلؤي عن أبيه (حذار)، وهو مصدر حاذر.
[معجم القراءات: 1/55]
{بالكافرين}
- قرأ بالإمالة أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري،
والدوري عن الكسائي، ورويس.
- وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق). [معجم القراءات: 1/56]

قوله تعالى: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - قَوْله {يخطف أَبْصَارهم} 20
اتَّفقُوا على {يخطف} أَن طاءه مَفْتُوحَة وَاخْتلفُوا فِي {فتخطفه الطير} الْحَج 31 فَقَرَأَ نَافِع {فتخطفه الطير} بِفَتْح التَّاء وَالْخَاء والطاء مُشَدّدَة
وَالْبَاقُونَ خَفِيف). [السبعة في القراءات: 146]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - قَوْله {على كل شَيْء قدير} 20
كَانَ حَمْزَة يسكت على الْيَاء من {شَيْء} قبل الْهمزَة سكتة خَفِيفَة ثمَّ يهمز
وَكَذَلِكَ يسكت على اللَّام من {الأَرْض} الْبَقَرَة 22 و{الْأَسْمَاء} الْبَقَرَة 31 و{الْآخِرَة} الْبَقَرَة 94 وَمَا أشبه ذَلِك
وَغَيره من هَؤُلَاءِ الْقُرَّاء يصل الْيَاء من {شَيْء} بِالْهَمْزَةِ وَاللَّام من {الأَرْض} وَأَخَوَاتهَا بِالْهَمْزَةِ بِلَا سكتة
وروى ورش عَن نَافِع أَنه كَانَ يلقِي حَرَكَة الْهمزَة على اللَّام الَّتِي قبلهَا مثل {الأَرْض} و{الْآخِرَة} و{الْأَسْمَاء} بِلَا همزَة فِي ذَلِك كُله وَيسْقط الْهمزَة
وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ السَّاكِن آخر كلمة والهمزة أول أُخْرَى ألْقى حركتها على السَّاكِن وأسقطها مثل {قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ} الْمُؤْمِنُونَ 1 و{من إِلَه} الْقَصَص 71 وَمَا أشبه ذَلِك
إِلَّا أَن يكون السَّاكِن الَّذِي قبلهَا واوا قبلهَا ضمة مثل {قَالُوا أَنْصتُوا} الْأَحْقَاف 29 أَو يَاء قبلهَا كسرة مثل {وَفِي أَنفسكُم} الْبَقَرَة 235 فَإِنَّهُ لَا يدع الْهَمْز هَهُنَا وَلم يكن يلقى عَلَيْهَا حَرَكَة الْهمزَة
فَإِذا انْفَتح مَا قبل الْوَاو وَالْيَاء وَهِي سَاكِنة ولقيتها همزَة ألْقى عَلَيْهَا حَرَكَة الْهمزَة وَأسْقط الْهمزَة مثل {خلوا إِلَى شياطينهم} الْبَقَرَة 14 و{نبأ ابْني آدم} الْمَائِدَة 27 وَمَا كَانَ مثله). [السبعة في القراءات: 146 - 147]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ورش يمكن الياء من {شيء} (20)، و: {شيئًا} (48)، و: {كهيئة} (آل عمران: 49)، وشبهه.
وكذلك الواو من {السوء} (التوبة: 98)، و: {سوءة} (المائدة: 31)، وشبهه، إذا انفتح ما قبلهما وكانا مع الهمزة في كلمة حاشا: {موئلا} (الكهف: 58)، و: {الموءودة} (التكوير: 8).
وحمزة يقف على الياء من: {شيء}، و: {شيئًا} في الوصل خاصة.
[التيسير في القراءات السبع: 225]
والباقون: لا يمكنون ولا يقفون). [التيسير في القراءات السبع: 226]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ورش يمكن الياء من (شيء وشيئا وكهيئة) وشبهه وكذلك الواو من (السوء وسوءة) وشبهه إذا انفتح ما قبلهما وكانا مع الهمزة في كلمة واحدة حاشا (موئلا والموءودة).
وحمزة يقف على الياء من (شيء وشيئا) في الوصل خاصّة والباقون لا يمكنون ولا يقفون). [تحبير التيسير: 284] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَخْطَفُ) بفتح الياء وكسر الخاء مع التشديد الحسن وربما كسر الحسن بالياء وقَتَادَة والْجَحْدَرِيّ وأبو السَّمَّال، وبفتح الخاء وكسر الطاء مشدد ابْن مِقْسَمٍ، الباقون (يَخْطَفُ) من خطف يخطف غير الأصمعي عن نافع اختلس الخاء مع تشديد الطاء، وهو الاختيار لاتفاق الجماعة ولقوله: (خَطِفَ الْخَطْفَةَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" لا ذهب بسمعهم " بالألف ابن أبي عبلة والاختيار ما عليه الجماعة (لَذَهَبَ) لأنه أفصح ولأن ما يلقى معنى الباء). [الكامل في القراءات العشر: 481]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي تَفْخِيمِ اللَّامِ مِنْ أَظْلَمَ فِي بَابِ اللَّامَاتِ، وَتَقَدَّمَ مَذَاهِبُهُمْ فِي إِمَالَةِ شَاءَ فِي بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي مَدِّ شَيْءٍ وَتُوَسُّطِهِ فِي بَابِ الْمَدِّ، وَكَذَلِكَ اخْتِلَافُهُمْ فِي السَّكْتِ عَلَيْهِ. وَمَذْهَبُ حَمْزَةَ فِيهِ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لذهب بسمعهم} [20] ذكر لرويس في الإدغام الكبير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 450]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ومذهب دوري الكسائي في إمالة طغيانهم [البقرة: 15] وآذانهم [البقرة: 19]، وإمالة بالكافرين [البقرة: 19]، وشاء [البقرة: 20] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإدغام لذهب بّسمعهم [البقرة: 20] لرويس وشيء [البقرة: 20] لحمزة وورش، والسكت عليه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "يخطف" [الآية: 20] بكسر الياء والخاء والطاء المشددة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي يخطف بفتح الياء والخاء وكسر الطاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي إمالة "أَضَاءَ لَهُم" [الآية: 20] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/380]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال: "شاء" [الآية: 20] حمزة وابن ذكوان وكذا حلف واختلف عن هشام ففتحها عن الحلواني وأمالها الداجوني، ويوقف عليها لحمزة وهشام بخلفه بالبدل مع المد والقصر والتوسط وغلظ الأزرق لام "أظلم" بخلف عنه وأدغم "لَذَهَبَ بِسَمْعِهِم" [الآية: 20] أبو عمرو بخلفه وكذا رويس، وعن يعقوب بكماله في المصباح وافقهم الأربعة ما عدا الشنبوذي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/381]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ: "شيء" [الآية: 20] بالمد المشبع والتوسط ورش من طريق الأزرق، وجاء التوسط فيه عن حمزة وصلا بخلفه، وإذا وقف عليه فله مع هشام بخلفه النقل مع الإسكان والروم وله الإدغام معهما، فتصير أربعة، وأما المرفوع فتجري فيه الأربعة ويجوز الإشمام مع كل من النقل والإدغام، فتصير ستة، واتباع الرسم في ذلك متحد في وجه النقل مع الإسكان ونظمها المرادي فقال:
في شيء المرفوع ستة أوجه... نقل وإدغام بغير منازع
وكلاهما معه ثلاثة أوجه... والحذف مندرج فليس بسابع
وكذا الحكم في سوء المجرور المرفوع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/381]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيء} [20] قرأ ورش بالمد والتوسط، والباقون بالقصر، وسيأتي ما لحمزة فيه في الوقف في موضع يصح الوقف عليه). [غيث النفع: 351]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء اله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيءٍ قدير (20)}.
{يخطف}
- القراءة الفصيحة" (يخط) وهي اللغة الجيدة، وبها قرأ أكثر القراء، وهي لغة قرشية.
- وقرأ مجاهد وعلي بن الحسين ويحيى بن وثاب والحسن وأبو رجاء وأنس بن مالك ويونس، وأبان بن تغلب وأبان بن يزيد كلاهما عن عاصم (يخطف) بسكون الخاء وكسر الطاء، قال ابن مجاهد:
(وأظنه خطأً...).
- الكسر في طاء الماضي لغة قريش، وهي أفصح، وبعض العرب يقول: (خطف) بفتح الطاء (يخط) بالكسر.
[معجم القراءات: 1/56]
قال ابن عطية: (ونسب المهدوي هذه القراءة إلى الحسن وأبي رجاء، وذلك وهم).
- وقرأ علي وابن مسعود (يختطف).
- وقرأ أبي (يتخطف)، وذكر عبد الوارث أنه رآها كذلك في مصحف أبي.
- وقرأ الحسن أيضًا (يخطف) بفتح الياء والخاء والطاء المشددة.
- وقرأ الحسن أيضًا والحجدري وابن أبي إسحاق (خطف) بفتح الياء والخاء وتشديد الطاء المكسورة، وأصله يختطف، نقلت حركة التاء إلى الخاء وأدغمت التاء في الطاء.
- وقرأ الحسن وأبو رجاء وعاصم الحجدري وقتادة ويونس، والجعفي عن أبي بكر عن عاصم (يخطف (بفتح الياء وكسر الخاء والطاء المشددة، وأصلها يختطف»، أدغمت التاء في الطاء وكسرت الخاء لالتقاء الساكنين.
[معجم القراءات: 1/57]
- وقرأ الحسن والأعمش (يخطف) بكسر الثلاثة وتشديد الطاء.
- وقرأ مجاهد (يخطف)، وهو ضعيف لما فيه من الجمع بين ساكنين.
- وقرأ زید بن علي (يخطف) بضم الياء وفتح الخاء وكسر الطاء المشددة من (خطف).
- وقرأ بعض أهل المدينة (يخطف) بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء المكسورة.
وهي لغة لا تسوغ في اللفظ لصعوبتها، وروى سيبويه مثل هذا، ورده عليه أصحابه. والتحقيق أنه اختلاس لفتحة الخاء لا إسكان؛ لأنه يؤدي إلى التقاء الساكنين على غيرهما.
- وقرأ الحسن وقتادة وعاصم الجحدري وأبو رجاء (يخطف).
{أضاء}
- قرأ ابن أبي عبلة (ضاء) ثلاثيا.
- وقراءة الجماعة (أضاء).
- وقرأه بالإمالة والمد الأعمش والمطوعي.
[معجم القراءات: 1/58]
{مشوا فيه}
- في مصحف أبي بن كعب (مروا فيه).
- وفي مصحف ابن مسعود (مضوا فيه).
- وقراءة الجماعة (مشوا فيه)، وكلها بمعنى واحد.
{فيه}
- قرأ ابن كثير بإشباع كسرة الهاء ووصلها بياء (فيهي).
- وقراءة الجماعة بالإشارة إلى الكسر على الهاء (فيه).
{أظلم}
- قرأ يزيد بن قطيب والضحاك (أظلم) مبنيا للمفعول، ذكر هذا الزمخشري، وتبعه البيضاوي، وذكره ابن عطية في المحرر، وأخذه أبو حيان عن الزمخشري وابن عطية.
- وقراءة الجماعة (أظلم) مبنيا للفاعل.
- وغلظ اللام الأزرق وورش.
{شاء}
- قراءة الإمالة فيه عن ابن عامر وابن ذكوان وحمزة وخلف، واختلف عن هشام، فأمالها عنه الداجوني، وفتحها عنه الحلواني.
[معجم القراءات: 1/59]
- ويقف عليه حمزة وهشام بالبدل في الهمز مع المد، والقصر، والتوسط.
{لذهب بسمعهم وأبصارهم}
- قرأ ابن أبي عبلة (لأذهب بأسماعهم وأبصارهم)، والباء زائدة،
والتقدير: لأذهب أسماعهم.
- وقرأ بإدغام الباء في (لذهب بسمعهم) أبو عمرو ورویس والسوسي ويعقوب، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والمطوعي.
{أبصارهم}
- قرئ بالفتح والإمالة، وتقدم هذا في الآية 77 من هذه السورة.
{شيء}
- قرأه ورش من طريق الأزرق بالمد المشبع والتوسط، وصلًا ووقفًا.
وجاء التوسط فيه عن حمزة وصلا، وإذا وقف عليه فله مع هشام بخلاف عنه النقل مع الإسكان، والروم، وله الإدغام معهما.
وفي العنوان: (أن حمزة وورش قرأ بالمد في هذه الكلمة كيف تصرفت.
- وقرأ ابن مسعود (شائ) بألف.
- وقرأه الباقون مدرج على لفظه بالهمز من غير وقفة ولا سكتة.
[معجم القراءات: 1/60]
{قدير}
القراءة بترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/61]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 10:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (21) إلى الآية (22) ]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي عَمْرٍو فِي إِدْغَامِ (وَخَلَقَكُمْ) وَشِبْهِهِ مِنَ الْمُتَقَارِبَيْنِ فِي الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ إِدْغَامًا كَامِلًا). [النشر في القراءات العشر: 2/208]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وإدغام خلقكم [البقرة: 21] وتفخيم لام يوصل [البقرة: 27]، والوقف عليه للأزرق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/147] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ):
(وأدغم: القاف من "خلقكم" [الآية: 21] أبو عمرو بخلف وكذا يعقوب من المصباح إدغاما كاملا تذهب معه صفة الاستعلاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/382]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (21)}.
{يا}
أمالها بعضهم.
{يا أيها}
- ابن كثير وقالون بخلاف عنه وأبو شعيب وغيره عن اليزيدي يقصرون" حرف المد.
- والباقون يطولون" المد في ذلك زيادة.
- ولحمزة في الوقف تحقيق الهمزة مع الم، وتسهيلها مع الم والقصر.
{خلقكم}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب واليزيدي القاف في الكاف.
{والذين من قبلكم}
- قرأ ابن السميفع (وخلق من قبلكم) جعله من عطف الجمل.
- وقرأ زيد بن علي (والذين من قبلكم) بفتح الميم من (من) ولام (قبلكم).
قال الزمخشري: وهي قراءة مشكلة، ووجهها على إشكالها أن يقال: أقحم الموصول الثاني بين الأول وصلته تأكيداً. اهــ).
[معجم القراءات: 1/61]
قال أبو حيان: (وهذا التخريج الذي خرج الزمخشري قراءة زيد عليه هو مذهب لبعض النحويين).
- والموصول الثاني عند أبي حيان خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: والذين هم من قبلكم، و(قبلكم) صلة (من) الموصول الثاني.
(هم من قبلكم) صلة الموصول الأول (الذين).
وفي حاشية الشهاب:
(وأما قراءة (من) بفتح الميم كالموصولة، وهي قراءة زيد بن علي الشاذة فمشكلة لتوالي موصولين والصلة واحدة، ولا يصح أن يكون تأكيدا، لأن المعنوي بألفاظٍ مخصوصة، واللفظي بإعادة اللفظ بعينه، وهذا خارج عنهما، فخرجت كما قاله المصنف رحمه الله. على إقحام الموصول الثاني أي زيادته.
- وخرج على أن (من) موصولة أو موصوفة، وهي خبر مبتدأ مقدر، فما بعده صلة أو صفة، وهو مع المقدر صلة الموصول الأول، والتقدير: الذين هم من قبلكم. والمراد بالتأكيد على تقدير الزيادة، لأن الزيادة تفيد تقوية الكلام في كلامهم، فلا يرد عليه ما قيل من أنه خارج عن قسمي التأكيد.
وقد أجاز بعض النحاة زيادة الأسماء، وأجاز الكسائي أيضا زيادة
(من) الموصولة، وجعل منه قوله:
وكفى بنا فضلا على من غيرنا
[معجم القراءات: 1/62]
فلا حاجة إلى أن يقال إنه تأكيد لفظي فإنه يكون بعينه، وبمرادفه، فيرد عليه أن الموصول بدون صلته لا يفيد شيئا فكيف يؤكد). انتهى.
وانظر الآية/ 15 من سورة القصص ففيها بيان أوفى من هذا البيان
في قراءة من قرأ (فاستغاثه الذي من شيعته...)). [معجم القراءات: 1/63]

قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (قال ابن الصلت عن سالم: {فراشًا}، و{بناءً} [22] بإمالة الراء والنون، وقال عنه: {ماذا أراد الله} بإمالة الذال قليلًا.
وذكر عن ورش حروفًا كثيرة بالإمالة، قد بينتها في «المفرد» لورش).[المنتهى: 2/562]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(رويس: (لذهب بسمعهم) بالإدغام كالسوسي وكذا (يكتبون الكتاب بأيديهم) وكذا (نزل الكتاب بالحقّ وإن الّذين) من هذه السّورة وكذلك (جعل لكم) جميع ما في سورة النّحل وهو ثمانية مواضع وكذلك (لا قبل لهم) في سورة النّمل وكذلك (وأنه هو) في سورة النّجم وهو أربعة مواضع على اختلاف بين أهل الأداء في ذلك.
[تحبير التيسير: 283]
ولا خلاف عنه في إدغام (والصاحب بالجنب) في سورة النّساء و(نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنّك كنت) الثّلاثة في سورة طه وكذا (فلا أنساب بينهم) في سورة قد أفلح المؤمنون وتابعه روح في إدغام (والصاحب بالجنب) والباقون بالإظهار في ذلك كله والله الموفق). [تحبير التيسير: 284] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فراشا} [22] رقق ورش راءه). [غيث النفع: 352]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بناء} همزه متوسط بألف التنوين، ولا يضرنا عدم رسمه، ولهذا لم يغير هشام في وقفه، وأما حمزة فيسهله عملاً بقوله:
سوى أنه من بعد ما ألف جرى = يسهله مهما توسط ...
مع المد والقصر عملاً بقوله:
وإن حرف مد قبل همز م غير = يجز قصره والمد ما زال أعدلا
وما قيل فيه غير هذا ضعيف لا يقرأ به، وليس لورش فيها مد البدل، وكذا كل ما شابهه مما يوجد فيه بعد الهمزة الألف المبدلة من التنوين لأجل الوقف، نحو {دعاء} {وندآء} [171] و{هزوا} [67] و{ملجئًا} [التوبة: 57] لأنها ألف عارضة، فلا يعتد بها، وهذا أصل مطرد ولا خلاف فيه). [غيث النفع: 352]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الذي جعل لكم الأرض فرشا والسماء بناه وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقًا لكم فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون (22)}
{جعل لكم}
- قرأ أبو عمرو بإدغام اللام في اللام، وكذلك قرأ يعقوب.
{الأرض}
- قرأ ورش (لرض) بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها.
{فراشًا}
- قرأ يزيد الشامي (بساطة).
- وقرأ طلحة (مهادًا).
- وقرأ طلحة أيضا (مهدة).
- وقراءة الجماعة (فراشا).
- وقرأ ورش والأزرق بترقيق الراء.
{والسماء بناءً ماء}
- الممدود المنصوب المنون يقرأ عند الوقف عليه بإثبات الألف عوضا
[معجم القراءات: 1/63]
عن التنوين: بناءا ماءا، وبالمد على الأصل، وبالقصر وطرح الألف: بناء ماء.
- وعن ورش الوقف بمدة غير مشبعة.
- ولحمزة عند الوقف تسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{فأخرج به،... به}
- قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف والشطوي عن أبي جعفر بروم الحركة في الوقف.
- وقراءة الباقين في الوقف بالسكون.
{من الثمرات}
- قرأ ابن السميفع (من الثمرة) على التوحيد، وهو يريد الجمع كقراءة الجماعة، وذلك كقولهم: فلان أدركت ثمرة بستانه، يريدون ثماره.
{أندادًا}
- قرأ زيد بن علي ومحمد بن السميفع (يد) على التوحيد، وهو
مفرد في سياق النهي، فالمراد به العموم). [معجم القراءات: 1/64]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30 محرم 1440هـ/10-10-2018م, 09:38 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (246) إلى الآية (248) ]
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (84 - وَاخْتلفُوا فِي فتح السِّين وَكسرهَا من قَوْله {عسيتم} 246 والقتال 22
قَرَأَ نَافِع {عسيتم} بِكَسْر السِّين فِي الْمَوْضِعَيْنِ
وَفتح السِّين الْبَاقُونَ). [السبعة في القراءات: 186]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({عسيتم} وفي سورة محمد (صلى الله عليه وسلم) بالكسر نافع). [الغاية في القراءات العشر: 201]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عسيتم} [246، محمد: 22] بالكسر فيهما نافع . وافق الضرير هنا). [المنتهى: 2/601]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (عسيتم) بكسر السين هنا وفي سورة محمد صلى الله عليه وسلم، وقرأ الباقون بالفتح). [التبصرة: 167]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {عسيتم} (246)، هنا، وفي القتال (محمد: 22): بكسر السين.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 240]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (عسيتم) هنا وفي القتال، بكسر السّين، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 307]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُقَاتِلْ) بالياء والرفع ابن أبي عبلة، الباقون بالنون والإسكان، وهو الاختيار لقوله: (أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).
قرأ نافع غير اختيار صاحبيه، وميمونة عن أبي جعفر، والحسن، والهمداني (عَسَيْتُمْ) بكسر السين في الموضعين، وافق الضَّرِير ها هنا، الباقون بفتح السين، وهو الاختيار؛ لأنها أشهر اللغتين، ولأنه لا يتصرف). [الكامل في القراءات العشر: 507]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([246]- {عَسَيْتُمْ} بالكسر فيهما: نافع). [الإقناع: 2/610]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (517- .... .... .... وَقُلْ = عَسَيْتُمْ بِكَسْرِ السِّينِ حَيْثُ أَتى انْجَلاَ). [الشاطبية: 42]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأما {عسيتم}، فإنما قال فيه (انجلا) - أي انكشف-، لأن قومًا أبوه وقالوا: لا وجه له.
[فتح الوصيد: 2/727]
والعجب ممن حكی اتفاق أهل اللغة على أن كسر السين ليس بجيد في قراءة ثابتة وهي قراءة الحسن ونافع وابن مصرف.
قال أبو بكر الأذفوي: «هذه لغة أهل الحجاز: يكسرون السين من (عسى) مع المضمر خاصة».
وقال أبو علي: «هما لغتان».وكذلك ذكر غيره.
هذا مع المضمر؛ فإذا قالوا: عسى زيدٌ، فليس إلا الفتح.
ووجه من قرأ {عسيتم} بالفتح ظاهر). [فتح الوصيد: 2/728]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [516] يضاعفه ارفع في الحديد وههنا = سما شكره والعين في الكل ثقلا
[517] كما دار واقصر مع مضعفة وقل = عسيتم بكسر السين حيث أتى انجلى
ح: (يضاعفه): مفعول (ارفع)، (في الحديد): ظرف الفعل، (شكره) : فاعل (سما)، وهو مصدر مضاف إلى المفعول، أي: شكر العلماء له، و (العين): مبتدأ، (ثقلا): خبره، (كما دار): ظرفه، أي: كيف دار، و (ما) مصدرية، مفعول (اقصر): محذوف، أي: الكل: (عسيتم): مبتدأ، (بكسر السين): حال، (انجلى): خبر، و (حيث): ظرفه.
ص: يعني: {فيضاعفه له وله أجرٌ كريم} في الحديد [11]، وههنا: {فيضاعفه له أضعافًا كثيرة} [245]، رفعها: نافع وأبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي على الاستئناف، أي: فهو يضاعفه، أو عطف على {يقرض} في: {من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا}، والباقون ينصبونهما على جواب الاستفهام على المعنى؛ لأن معنى: {من ذا الذي يقرض الله قرضًا}: من يكون منه قرض؟! وإن وقع الاستفهام على
[كنز المعاني: 2/66]
المقرض لا على الإقراض.
وشدد ابن عامر وابن كثير العين وحذفا الألف قبلها في كل ما اشتق من المضاعفة، نحو: (فيضاعفه) [245]، و(نضعف لها العذاب) [الأحزاب: 30]، و(يضعفه لكم) [التغابن: 17]، مع قوله: (أضعافًا مضعفة) [آل عمران: 130] من (ضعف)، وأشار إلى أنه عام فيما اشتق من المضاعفة بقوله: (كما دار)، أي: كيف دار وتصرف.
والباقون بتخفيف العين والمد من (ضاعف)، وهما بمعنًى.
ثم قال: (وقل عسيتم)، أي: قرأ نافع: {عسيتم} حيث وقع، وهو في البقرة [246] وسورة محمد صلى الله عليه وسلم [22] بكسر السين، والباقون بفتحها، وهما لغتان.
ولا يلزم نافعًا أن يقول: {عسى ربنا} [القلم: 32]، إذ لم يكسر أحدٌ من العرب مع الاسم الظاهر، بل إذا تصل بتاء المتكلم أو الخطاب.
[كنز المعاني: 2/67]
ومعنى (انجلى): انكشفت قراءة نافع وظهرت، فلا ينكر عليه لما ذكرناه آنفًا). [كنز المعاني: 2/68] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وتخفيف العين: "وعسيتم" هنا، وفي سورة القتال قراءة نافع بالكسر قال أبو بكر الإدفوي: هو لغة أهل الحجاز يكسرونها مع المضمر خاصة، والفتح هو الأصل، وقال أبو علي وغيره: هما لغتان.
قلت: وباقي الأفعال الموازنة لعسى لا يختلف حاله مع المضمر نحو "أتى"، و"أتيتم"، و"رمى"، و"رميتم"، وأثنى الناظم -رحمه الله- على رفع "فيضاعفه" بقوله: سما شكره؛ أي: شكر العلماء له فهو من باب إضافة المصدر إلى المفعول). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/363]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (517 - .... .... .... .... وقل = عسيتم بكسر السّين حيث أتى انجلا
.....
وقرأ نافع: قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ هنا، فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ في القتال بكسر السين في الموضعين، فتكون قراءة غيره بفتحها فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 221]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (82 - عَسِيْتُ افْتَحِ اذْ .... .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 24]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- عسيت افتح (إ)ذ غرفة يضم دفاع (حـ)ـز = وأعلم (فـ)ـز واكسر فصرهن (طـ)ـب (أ)لا
[شرح الدرة المضيئة: 103]
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) إذ وهو أبو جعفر بفتح سين{عسيتم} [246] هنا وفي القتال وجرده من اللواحق لضرورة النظم). [شرح الدرة المضيئة: 104]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَسَيْتُمْ هُنَا وَالْقِتَالِ، فَقَرَأَ نَافِعٌ بِكَسْرِ السِّينِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/230]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {عسيتم} هنا [246] والقتال [22] بكسر السين فيهما، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 471]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (503 - عسيتم اكسر سينه معًا ألا = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 66]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (عسيتم اكسر سينه معا (أ) لا = غرفة اضمم (ظ) لّ (كنز) وكلا
يعني قوله تعالى «قال هل عسيتم» هنا، و «فهل عسيتم» في القتال، كسر السين فيهما نافع، والباقون بفتحهما وهما لغتان، وقيل الكسر لغة أهل الحجاز يكسرونها مع الضم خاصة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 198]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
عسيتم اكسر سينه معا (أ) لا = غرفة اضمم (ظل) (كنز) وكلا
ش: أي: قرأ ذو همزة (ألا) نافع هل عسيتم إن كتب هنا [البقرة: 246]، وفهل عسيتم إن توليتم في القتال [محمد: 22] بكسر السين، والباقون بفتحها.
وضم غين غرفة بيده [البقرة: 249] ذو ظاء (ظل) يعقوب، و(كنز) الكوفيون وابن عامر وفتحها الباقون.
وجه [كسر)] عسيتم وفتحها، قول أبي علي: إنهما لغتان مع المضمر، لكن الأصل الفتح؛ للإجماع في «عسى».
والكسر مجانسة للفظ الياء مع ثقل الجمود.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/212]
والغرف: أخذ الماء بالمغفر ملأه.
فوجه ضم (غرفة): أنه اسم للمغترف باليد وغيرها، وقيد بها للتقليل؛ فاندفع تخيل النحاس الإطلاق.
ووجه فتحها: أنها مصدر للمرة.
قال أبو عمرو: الغرفة بالفتح المصدر، وبالضم الاسم، وهو ملاق، فعله في الاشتقاق دون اللفظ: ك «أنبتكم نباتا» وقياسهما: اغترافة وإنباتا، ونصبها على المفعول المطلق، والمفعول به محذوف.
أي: [اغترف] ماء غرفة واحدة، فباء بيده [البقرة: 249] تتعلق بأحدهما). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/213] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة عليه بتحقيق الأولى من غير سكت على "بني" وبالسكت وبالتقليل وبالإدغام وتسهيلها بين بين ضعيف، وأما الثانية فتسهل كالياء فقط مع المد والقصر، فهي ثمانية أوجه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/435] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم تسهيل همز "إسرائيل" ومده وإمالة موسى وهمز ""نبيء" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/445]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عسيتم" [الآية: 246] هنا والقتال فنافع بكسر السين وهي لغة والباقون بالفتح وهو الأصل للإجماع عليه في عسى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/445]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق إمالة "ديارنا" وضم الهاء وكذا الميم من "عليهم القتال" وهمز "نبئهم" وإمالة "فأنى، واصطفيه" وكذا إمالة "وزاده بسطة" لابن ذكوان وهشام بخلف عنهما وحمزة وفتحها للباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/445]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({لنبيء} [246] و{نبيئهم} [247] قرأ نافع بالهمز، والباقون بالياء المشددة). [غيث النفع: 439] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({عسيتم} [246] قرأ نافع بكسر السين، والباقون بالفتح، لغتان). [غيث النفع: 439]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وأبنآئنا} وجوهه الأربعة لحمزة إن وقف لا يخفى). [غيث النفع: 439]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديرنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليها بالظالمين (246)}
[معجم القراءات: 1/344]
{ألم تر}
- قرأ السلمي «ألم تر» بسكون الراء، وسبق تخريجها في الآية/۲4۳.
- وقراءة الجماعة «ألم تر» بفتح الراء إشارة إلى الحرف المحذوف وهو الألف.
{إلى الملا}
- فيه لحمزة في الوقف وجهان.
1- إبدال الهمزة ألفا.
۲- والتسهيل بالروم.
{من بني إسرائیل}
- تقدمت القراءة في «إسرائيل» في الآية /40 من هذه السورة.
{موسى}
- سبقت الإمالة فيه، وانظر الآية/5۱.
{لنبي}
- المشهور من قراءة نافع «لنبي»، حيث جاء لفظ النبوة وعلى أي وزن.
وانظر الآية 61 من هذه السورة.
{نقاتل في سبيل الله}
- قرأ الجمهور «نقاتل» بالنون في أوله والجزم في آخره على الجواب للطلب «ابعث».
- وقرأ الضحاك وابن أبي عبلة والسلمي «يقاتل» بالياء ورفع اللام على الصفة لما قبله وهو «ملكا».
[معجم القراءات: 1/345]
- وقرئ «نقاتل» بالنون ورفع اللام، وذلك على الحال من المجرور في «لنا».
- وقرئ «يقاتل» بالياء والجزم على جواب الأمر «ابعث».
{عسيتم}
- قرأ نافع والحسن وطلحة «عسيتم» بكسر السين، وهي لغة الحجاز مع بعض الضمائر.
وقال أبو حاتم: «ليس للكسر وجه»، وهي ضعيفة عند الزمخشري، وطعن فيها أبو عبيدة.
- وقراءة الباقين «عسيتم» بفتحها، وهو المختار لجريانه على القياس، وعدم اختلافه مع الظاهر والمضمر؛ ولأنه اللغة الشائعة، وهو الأكثر والمشهور.
{أخرجنا}
- قراءة الجماعة «أخرجنا» مبنية للمفعول.
- وقرأ عبيد بن عمير «أخرجنا» بفتح أوله مبنية للفاعل، وهو العدو. وقيل الضمير لله تعالى: أي: وقد أخرجنا الله بذنوبنا.
{من ديارنا}
- سبقت الإمالة فيه في الآية /۲4۳ من هذه السورة في «من ديارهم».
[معجم القراءات: 1/346]
{وأبنائنا}
- فيه لحمزة في الوقف أربعة أوجه:
1- تحقيق الهمزة الأولى.
۲- وتسهيلها.
3- 4: ومع هاتين الحالتين تسهيل الهمزة الثانية مع المد والقصر.
- ويقرأ بالنصب «وأبناءنا» أي وأخرجوا..، وبالرفع «وأبناؤنا» عطفا على الضمير في أخرجنا.
{عليهم}
- سبقت القراءة بضم الهاء وكسرها في سورة الفاتحة.
{عليهم القتال}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن «عليهم القتال» بضم الميم وكسر الهاء، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين.
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن «عليهم القتال» بكسر الهاء والميم.
أما الهاء فلمجاورة الياء، وأما كسر الميم فبسبب التقاء الساكنين.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش ويعقوب «عليهم القتال» بضم الهاء، والميم حركت للساكن بحركة الأصل، وضم الهاء إتباعا لها.
- وأما في الوقف فكلهم على إسكان الميم، وهم على أصولهم في الهاء، وقد مضى بيانه في سورة الفاتحة.
{تولوا إلا قليلا منهم}
- قراءة الجماعة «... إلا قليلا...» بالنصب على الاستثناء المتصل.
- وقرأ أبي بن كعب «... إلا أن يكون قليل منهم»، وهو عند أبي حيان استثناء منقطع، لأن الكون معنى من المعاني، والمستثنى منه جثث.
[معجم القراءات: 1/347]
وقليل: بالرفع فاعل «يكون» التامة.
- وقال الزجاج: «فأما من روی تولوا إلا قليل منهم» فلا أعرف هذه القراءة، ولا لها عندي وجه» ). [معجم القراءات: 1/348]

قوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بسطةً} [247]، و{وسطًا لتكونوا} [143]، و{لئن بسطت} [28]، و{بباسط} [المائدة: 28، الرعد: 14]، حيث جاء إلا {باسط ذراعيه} [الكهف: 28]، و{بالقسطاس} [الإسراء: 35، الشعراء: 182] فيهما، و{يسطون} [الحج: 72]، و{أوسط} [المائدة: 89]، و{تبسطها} [الإسراء: 29]، و{كل البسط} [الإسراء: 29]، و{مبسوطتان} [المائدة: 64]، و{المقسطين} [المائدة: 42]، و{بالقسط} [النساء: 127]، و{القاسطون} [الجن: 14، 15]، و{تقسطوا} [النساء: 2، الممتحنة: 8]، و{مسطورًا} [الإسراء: 58، الأحزاب: 6]، و{فما اسطاعوا} [الكهف: 97].
[المنتهى: 2/600]
وكذلك كلما التقت السين والطاء في كلمة لا حائل بينهما فهو بالصاد إلا {تسطع عليه} في الكهف [82]، و{سطحت} في الغاشية [20]، و{فوسطن} في والعاديات [5]: الشموني غير النقار وابن أبي أمية، فإذا كان بينهما حائل فإنه بالسين إلا {مبسوطتان} لا غير، وافقه قنبل طريق ابن أيوب، واليزيدي طريق أبي عون، والعبسي طريق الأبزاري في {بسطة} [247] هاهنا، زاد الأبزاري عن العبسي في {بالقسطاس} [الإسراء: 35، الشعراء: 182]، فيهما، وقال النقار: {فما اسطاعوا} بالصاد).[المنتهى: 2/601] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (514- .... .... .... وَيَبْصُطُ عَنْهُمْ غَيْرَ قُنْبُلِ اعْتَلاَ
515 - وَبِالسِّينِ بَاقِيِهِمْ وَفي الْخَلْقِ بَصْطَةً = وَقُلْ فِيهِماَ الوَجْهَانِ قَوْلاَ مُوَصَّلاَ). [الشاطبية: 41] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (ويبصط عنهم)، أي عن المذكورين بالصاد. ويدل على أنه أراد الصاد قوله بعد ذلك: (وبالسين باقيهم).
والأصل: السين؛ إذ لو كانت الصاد الأصل، لم ينطق بالسين، لأن السين ترد إلى الصاد، لأنها موافقة للطاء في الإطباق والاستعلاء؛ فأي علة توجب رده إلى السين ؟
فثبت أن السين الأصل. والعرب تجيز السين والصاد مع الطاء- قاله أبو عبيد-: «إذا كان في الاسم طاء أو قاف أو خاء أو غين، ولا يكون في غير ذلك مثل: (الصراط) و(البصاق) و (السنخ) و (المصدغة)».
والغرض بذلك المشاكلة، لأن السين حرف مستفل، وقد وقع بعده الطاء، وهو مطبق مستعل.
[فتح الوصيد: 2/723]
فكأن من أبدل استصعب الخروج من تسفل إلى تصعد؛ وعكس ذلك غير مستصعب، لأنه انتقال من تصعد إلى تسفل نحو: (طسم).
وهما لغتان جيدتان. والرسم بالصاد. ولذلك قال: (اعتلی).
وقد مضى في الفاتحة الكلام على هذا الأصل.
[515] وبالسين باقيهم وفي الخلق بصطةً = وقل فيهما الوجهان (قـ)ولًا (مُـ)وصلا
يعني: {وزادكم في الخلق بصطة} في الأعراف، حكمه كحكم {يبصط}.
ثم قال: {وقل فيهما}، يعني في {يبصط} و {بصطة} المذكورين الوجهان عن خلاد وابن ذكوان.
أما خلاد فقال أبو عمرو: «قرأت على أبي الفتح فيهما بالصاد، وعلى أبي الحسن بالسين».
وأما ابن ذكوان فقال: «أقرأني الفارسي عن النقاش عن الأخفش هنا: (يقبض ويبسط) بالسين، وفي الأعراف (بصطة) بالصاد.
ورأيت ابن داود قد رواهما عن أبي سهل عن ابن السفر عن الأخفش بالسين.
[فتح الوصيد: 2/724]
وقرأتهما على أبي الفتح وأبي الحسن جميعًا بالصاد».
ذكر ما حكيته عن خلاد وابن ذكوان في غير التيسير.
فأما {بسطة} الذي في البقرة، فليس في ما تلوناه خلاف أنه بالسين.
وقد روي عن الكسائي بالصاد، وعن نافع أيضًا من طريق المسيبي.
والمعول عليه السين لجميع القراء.
وقوله: (قولا موصلا)، أي منقولا). [فتح الوصيد: 2/725] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [514] وصية ارفع صفو حرميه رضى = ويبصط عنهم غير قنبل اعتلى
[515] وبالسين باقيهم وفي الخلق بصطة = وقل فيهما الوجهان قولًا موصلا
ح: (وصية): مفعول (ارفع)، (صفو): مبتدأ (رضى): خبره، (يبصط): مبتدأ، (اعتلى): خبر، (عنهم): متعلق به، (غير قنبلٍ): حال، (بالسين باقيهم): خبر ومبتدأ، و(في الخلق بصطةً): مبتدأ خبره محذوف، أي: يقرأه المذكورون بالصاد، (قولًا): مفعول مطلق.
ص: أي: قرأ أبو بكر والحرميان نافع وابن كثير والكسائي برفع (وصيةٌ) في قوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا وصية لأزواجهم} [240] على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: أمرهم وصيةٌ، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: عليهم وصية.
والباقون ينصبونه على المفعول المطلق، أي: يوصون وصية، أو فليوصوا وصية.
وقرأ هؤلاء غير قنبل: (والله يقبض ويبصط) [245]، بالصاد
[كنز المعاني: 2/64]
لأجل الطاء بعدها، والباقون بالسين، وذكر الباقين لئلا يتوهم: أن بعضهم يشمها زايًا.
وكذلك يقرأ المذكورون في (بصطةً) بالصاد في قوله: (وزادكم في الخلق بصطة) في الأعراف [69]، وقيد بقوله: (في الخلق بصطة) ليخرج: {وزاه بسطةً في العلم} ههنا [247]، إذ لا خلاف أنها بالسين.
ونقل الوجهان: السين والصاد في اللفظين عن خلاد وابن ذكوان، وروي عن حفص أيضًا: السين والصاد). [كنز المعاني: 2/65] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ({وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} بالصاد، والباقون بالسين على ما ذكره في البيت الآتي، والكلام في وجه القراءتين نحو ما تقدم في الصراط، وقوله: ويبصط مبتدأ، واعتلا خبره؛ أي: اعتلا عن المذكورين غير قنبل، وحسن قوله: اعتلا أن الصاد من حروف الاستعلاء بخلاف السين، ومن خالف جمع بين اللغتين، والله أعلم.
513- وَبِالسِّينِ بَاقِيِهِمْ وَفي الخَلْقِ بَصْطَةً،.. وَقُلْ فِيهِما الوَجْهَانِ قَوْلا مُوَصَّلا
"في الخلق بصطة": مبتدأ محذوف الخبر؛ أي: يقرؤه المذكورون
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/361]
بالصاد أيضا؛ أي: و"بصطة" في الأعراف كذلك، ولا خلاف في: "بَسْطَةً" في البقرة أنه بالسين، وهو: {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}، إلا ما رواه مكي وغيره من أنه قد جاء عن نافع والكسائي في بعض الطرق بالصاد، وروي عن خلاد، وابن ذكوان في "يبصط"، و"بصطة" الوجهان: الصاد، والسين، ومعنى موصلا: منقولا إلينا، وذكر في التيسير الخلاف عن خلاد فيهما قال: وروى النقاش عن الأخفش هنا بالسين، وفي الأعراف بالصاد، وقال في غير التيسير: ورأيت ابن داود قد رواهما عن أبي سهل عن ابن السفر عن الأخفش بالسين، وقرأتهما على أبي الفتح، وأبي الحسن جميعا بالصاد، ولم يذكر مكي عن خلاد غير السين، وعن ابن ذكون غير الصاد قال: وروي عن حفص السين والصاد فيهما، وبالوجهين قرأت لحفص). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/362] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (514 - .... .... .... .... .... = ويبصط عنهم غير قنبل اعتلا
515 - وبالسّين باقيهم وفي الخلق بصطة ... وقل فيهما الوجهان قولا موصّلا
.....
وقوله: (ويبصط عنهم) معناه: أنه نقل عن هؤلاء المذكورين وهم: شعبة ومن معه- إلا قنبلا- أنهم قرءوا وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ هنا وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً في الأعراف بالصاد في الموضعين. وقرأ غيرهم ومعهم قنبل بالسين في الموضعين إلا أن خلادا وابن ذكوان اختلف عنهما في الموضعين فروي عنهما الصاد والسين فيهما إلا أن المحققين نبهوا على أن ابن ذكوان ليس له في موضع الأعراف إلا الصاد، وأمّا السين؛ فليست من طريق الناظم، فلا يقرأ له بها في هذا الموضع.
والخلاصة: أن نافعا والبزي وشعبة والكسائي يقرءون بالصاد في الموضعين، وأن قنبلا وأبا عمرو وهشام وحفصا وخلفا عن حمزة يقرءون بالسين في الموضعين، وأن لخلاد
[الوافي في شرح الشاطبية: 220]
الصاد والسين في كل من الموضعين، وأن ابن ذكوان له الصاد والسين في البقرة. وله في الأعراف الصاد فقط). [الوافي في شرح الشاطبية: 221] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (81- .... .... .... .... .... = .... وَيَبْصُطْ بَصْطَةَ الْخَلْقِ يُعْتَلَا). [الدرة المضية: 24] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ويبسط بصطة الخلق أي مرموز (يا) يعتلا وهو روح {يقبض ويبصط} [245] هنا و{وزادكم في الخلق بصطة} [الأعراف: 69] بالصاد فيهما وعلم لفظ الصاد من النظم من ذكره والأحسن أن يؤخذ الصاد من قوله يعتلا لأنها من المستعلية، واحترز بقوله: بصطة الخلق عن {بسطة العلم} [البقرة: 247] فإنه متفق عليه بالسين وأما الباقي فهم على أصولهم). [شرح الدرة المضيئة: 103] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاتَّفَقُوا) عَلَى: قِرَاءَةِ بَسْطَةً بِالسِّينِ مِنْ هَذِهِ الطُّرُقِ لِمُوَافَقَةِ الرَّسْمِ إِلَّا مَا رَوَاهُ ابْنُ شَنَبُوذَ عَنْ قُنْبُلٍ مِنْ جَمِيعِ الطُّرُقِ عَنْهُ بِالصَّادِ، وَهِيَ رِوَايَةُ ابْنِ بَقَرَةَ عَنْ قُنْبُلٍ، وَعَنْ أَبِي رَبِيعَةَ عَنِ الْبَزِّيِّ وَرِوَايَةُ الْخُزَاعِيِّ عَنْ أَصْحَابِهِ الثَّلَاثَةِ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ.
وَانْفَرَدَ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِالصَّادِ فِيهَا بِخِلَافٍ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْأَعْشَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ. وَانْفَرَدَ الْأَهْوَازِيُّ عَنْ رَوْحٍ بِالصَّادِ فِيهَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/230]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى قنبل من طريق ابن شنبوذ {بسطةً في العلم} [247] بالصاد، وانفرد بذلك صاحب العنوان عن أبي بكر، وكذا الأهوازي عن روح، والباقون بالسين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 471]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (501- .... .... .... .... .... = .... .... ويبصط سينه فتىً حوًى
502 - لي غث وخلفٌ عن قوًى زن من يصر = كبسطة الخلق وخلف العلم زر). [طيبة النشر: 66] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قوله: (ويبصط سينه الخ) أي وقرأ «يبسط» من قوله تعالى «والله يقبض ويبسط» بالسين حمزة وخلف وأبو عمرو وهشام ورويس؛ واختلف عن حفص وخلاد وقنبل وابن ذكوان والسوسى، والباقون بالصاد وهم نافع وأبو جعفر وأبو بكر والبزي وروح والكسائي، فوجه السين الأصل، ووجه الصاد مجاورة حرف الاستعلاء والإطباق كما تقدم في الصراط قوله: (حوى) أي جمع وحفظ.
(ل) ي غث وخلف (ع) ن (ق) وى (ز) ن (م) ن (ي) صر = كبسطة الخلق وخلف العلم (ز) ر
يريد قوله تعالى «وزادكم في الخلق بصطة» في الأعراف: أي الخلاف المذكور «في يبصط» كالخلاف «في الخلق بصطة» قوله: (وخلف العلم) يعني تعالى «وزاده بصطة في العلم والجسم» هنا اختلف فيه عن قنبل إلا ما روى عن شعبة والبزي وروح كما ذكره في النشر، ولهذا كان المعوّل عليه. قال أبو حاتم هما لغتان وكيف قرأت فأنت مصيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 198] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (يضاعفه) فقال:
ص:
معا وثقّله وبابه (ثوى) = (ك) س (د) ن ويبصط سينه (فتى) (ح) وى
(ل) ى (غ) ث وخلف (ع) ن (ق) وى (ز) ن (م) ن (ي) صر = كبسطة الخلق وخلف العلم (ز) ر
ش: أي: رفع مدلول [ذو] «شفا» حمزة والكسائي وخلف و«حرم» المدنيان وابن كثير وذو حاء (حلا) أبو عمرو فيضاعفه له أضعافا [البقرة: 261] وفيضاعفه له
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/209]
وله بالحديد [الآية: 11] ونصبها الباقون.
وشدد مدلول (ثوى) يعقوب وأبو جعفر وذو كاف (كس) ابن عامر ودال (دن) ابن كثير العين مع حذف الألف منهما ومن بابهما، وهو كل مضارع بنى للفاعل أو المفعول عرى عن الضمير أو اتصل به بأي إعراب كان، [واسم المفعول].
والباقون بالألف وتخفيف العين نحو: والله يضعف لمن يشآء [البقرة: 261]، ويضعف لهم العذاب ما كانوا [هود: 20]، [و] وإن تك حسنة يضعفها [النساء: 40]، [و] إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضعفه لكم [التغابن: 17]، وأضعفا مضعفة [آل عمران: 130].
وقرأ مدلول [ذو] (فتى) حمزة وخلف وذو حاء (حوى) أبو عمرو ولام (لى) هشام وغين (غث) رويس والله يقبض ويبسط هنا [البقرة: 245] [و] وزادكم في الخلق بسطة في الأعراف [الآية: 69]، وهو مراده بقوله: «كبسطة الخلق» بالسين فيهما.
واختلف عن ذي عين (عن) حفض [و] قاف (قوى) خلاد وزاي (زن) قنبل، وميم (من) ابن ذكوان وياء (يصر) السوسي.
فأما حفص فروى الولى عن الفيل وزرعان، كلاهما عن عمرو عن حفص بالصاد فيهما.
وهي رواية أبي شعيب القواس وابن شاهي وهبيرة كلهم عن حفص.
وروى عبيد عنه، والخضيبي عن عمرو وعنه بالسين فيهما.
وهي رواية أكثر المغاربة والمشارقة عنه.
وبالوجهين نص له المهدوي وابن شريح وغيرهما.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/210]
وأما خلاد فروى ابن الهيثم من طريق ابن ثابت عن خلاد الصاد فيهما.
وكذلك روى فارس من طريق ابن شاذان عنه، وهي رواية الوزان وغيره عن خلاد، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح في رواية خلاد من طرقه، وعليه أكثر المشارقة.
وروى القاسم بن نصر عن ابن الهيثم والنقاش عن ابن شاذان كلاهما عن خلاد بالسين فيهما، وهي قراءة الداني على أبي الحسين.
وهو الذي في «الكافي»، و«الهداية» و«العنوان»، وسائر «كتب المغاربة».
وأما قنبل فروى ابن مجاهد عنه السين، [و] روى ابن شنبوذ عنه الصاد وهو الصحيح [عنه].
وأما السوسي فروى ابن حبش عن ابن جرير عنه بالصاد فيهما؛ نص عليه ابن سوار.
وكذا روى عنه أبو العلاء إلا أنه خص الأعراف بالصاد.
وكذا روى ابن جمهور عن السوسي، وهو رواية ابن اليزيدي وأبي حمدون. وأبي أيوب من طريق مدين.
ويروى سائر الناس عنه السين [فيهما في «التيسير» و«الشاطبية» و«الكافي» و«الهادى» و«التبصرة» و«التلخيص»، وغيرها]، وأما ابن ذكوان فروى المطوعي عن الصوري، والشذائي عن الداجوني عنه عن ابن ذكوان السين فيهما، وهي رواية هبة الله وعلى بن السفر، كلاهما عن الأخفش.
وروى زيد، والقباب عن الداجوني وسائر أصحاب الأخفش عنه الصاد فيهما إلا النقاش؛ فإنه روى عنه السين هنا، والصاد في الأعراف.
وبهذا قرأ الداني على عبد العزيز وهي رواية الشذائي عن ابن ذؤابة عن الأخفش، وبالصاد فيهما قرأ [على] سائر شيوخه في رواية ابن ذكوان.
ولم يكن وجه السين فيهما عن الأخفش إلا فيما ذكرته.
ولم يقع ذلك للداني تلاوة.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/211]
قال المصنف: والعجب كيف عول على الشاطبي، وليس من طرقه، ولا من طرق «التيسير»، وعدل عن طريق النقاش التي لم تذكر في «التيسير» وطرقه؟! فليعلم ذلك.
تنبيه:
البيت موزون بالصاد والسين، لكن تعينت قراءة الصاد من قوله: (سينه) وجه رفع فيضاعفه [البقرة: 245]: الاستئناف أو عطف [على] الصلة.
ووجه النصب: حمله على معنى الاستفهام؛ فإن نصبه، بـ «أن» مضمرة بعد فاء جوابه، لا على عطفه؛ لأن عطفه الاستفهام هنا عن المقرض.
ولو قلت: أزيد يقرضني فأشكره ؟ امتنع النصب، لكن لما كان بمعنى: «أيقرضني زيد فأشكره»، حمل في النصب عليه، أي: «أيقرض الله أحد».
ووجه سين يبسط [245] وبسطة [247] الأصل؛ إذ لو كانت الصاد أصلا لتعينت.
ووجه الصاد: مشاكلة الطاء: إطباقا واستعلاء [وتفخيما، ويشارك] السين في المخرج والصفير.
ورسم صادا؛ تنبيها على البدل فلا تناقض السين، قال أبو حاتم: هما لغتان.
ووجه الخلاف جمعهما). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/212] (م)

قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({لنبيء} [246] و{نبيئهم} [247] قرأ نافع بالهمز، والباقون بالياء المشددة). [غيث النفع: 439] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({بسطة} [247] لا خلاف أنها بالسين لاتفاق المصاحف على ذلك). [غيث النفع: 439]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يشاء} معًا، أوجهه الخمسة لحمزة وهشام لدى الوقف لا تخفى). [غيث النفع: 439]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطه في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم (247)}
{وقال لهم}
- إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب.
{نبيهم}
- تقدمت القراءة عن نافع بالهمز «نبيئهم»، وانظر الآيتين: 6۱، ۹۱ من هذه السورة.
{أنى}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل للأزرق وورش ودوري أبي عمرو.
{الملك}
- قرأ عيسى بن عمر الملك بضمتين.
- وقراءة الجماعة «الملك» بضم فسكون.
{ولم يؤت}
- قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش والأصبهاني بإبدال الهمزة واوا «ولم يؤت».
[معجم القراءات: 1/348]
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
{ولم يؤت سعة}
- إدغام التاء في السين وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{سعة}
- قراءة الجماعة «سعة» بفتح السين.
- وقرأ زيد بن علي «سعة» بكسر السين، وهي لغة.
{اصطفاه}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
{وزاده}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة.
- والفتح والإمالة عن ابن عامر وهشام وابن ذكوان.
{بسطة}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو «بسطة» بفتح الباء والسين الساكنة بمدها، وهو الوجه الثاني لقنبل والكسائي.
- وقرأ زيد بن علي رضي الله عنه «وزاده بسطة» بضم الياء، وهي لغة تميم.
- وروى ابن شنبوذ عن قنبل، وابن كثير وأبو بكر بخلاف عنه عن عاصم، وقالون وروح ونافع والنقاش وزرعان والشموني وابن المسيبي عن أبيه والكسائي والسوسي واليزيدي عن أبي عمرو
[معجم القراءات: 1/349]
والعبسي عن حمزة وابن محيصن بخلاف عنه «بصطة» بالصاد. وقال مكي: «روي عن الكسائي أنه قرأ بالصاد، وبالسين قرأت له وللجميع..، وبالسين قرأت لنافع».
{يؤتى}
- إبدال الهمزة واوا فيه «يوتي» كالقراءة السابقة في هذه الآية: «ولم يؤت»، فانظر هذا فيها.
{يشاء}
- سبق في الآية /۲۱۳ وقف حمزة عليه). [معجم القراءات: 1/350]

قوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (السَّكِينة) مشدد أبو السَّمَّال، الباقون خفيف وهو الاختيار لأنه أشهر، " يحمله الملائكة " بالياء طَلْحَة، والْأَعْمَش في رواية جرير،
[الكامل في القراءات العشر: 507]
ومجاهد، وَحُمَيْد، وابْن مِقْسَمٍ، والحسن، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لأنه لا حائل بينهما). [الكامل في القراءات العشر: 508]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الملائكة} [248] تسهيل همزه مع المد والقصر له كذلك). [غيث النفع: 439]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وقال لهم نبيهم إن آية ملكه آن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لأية لكم إن كنتم مؤمنين (248)}
{وقال لهم}
- تقدم الإدغام في الآية السابقة.
{نبيهم}
- تقدمت قراءة نافع بالهمز حيث ورد «نبيئهم»، وانظر الآيتين /6۱،۹۱.
{أن يأتيكم}
- قراءة أبي جعفر وأبي عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش والأصبهاني بإبدال الهمزة ألفا «ياتيكم»
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة على تحقيق الهمز «يأتيكم».
[معجم القراءات: 1/350]
{التابوت}
- قراءة الجمهور بالتاء «التابوت» وهي لغة قريش.
- قراءة أبي بن كعب وزيد بن ثابت «التابوه» بالهاء، وهي لغة الأنصار.
ويحكى أنهم لما كتبوا المصاحف زمن عثمان رضي الله عنه اختلفوا فيه فقال زيد: «بالهاء»، وقال أبي «بالتاء»، فجاءوا عثمان، فقال: «اكتبوه على لغة قريش» يعني بالتاء
- وروي عن زيد بن ثابت أنه قرأ «التيبوت»، وقد نقل هذا القرطبي عن النحاس.
والذي وجدته في إعراب النحاس «التبوت» بدون ياء.
{فيه}
- قراءة ابن كثير بوصل الهاء بياء «فيهي».
- والجماعة بالهاء مكسورة.
وسبق مثل هذا أول هذه السورة الآية /۲.
{سكينة}
- قرأ أبو السمال «سكينة» بتشديد الكاف، قال الزمخشري: «وهو غريب».
- وقراءة الجماعة على التخفيف «سكينة».
[معجم القراءات: 1/351]
{موسى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين: 5۱ - ۹۲.
{تحمله الملائكة}
- قراءة الجماعة «تحمله الملائكة» بالتاء في الفعل.
- وقرأ مجاهد وحميد بن قيس والحسن والأعمش «يحمله الملائكة» بالياء.
والملائكة: جمع تكسير يؤنث له الفعل ويذكر، فلا فرق بين القراءتين.
{الملائكة}
- تقدم في الآية/۲۱۰ وقف حمزة وحكم الهمز، وكذا إمالة الكسائي للهاء وما قبلها. {مؤمنين}
- القراءة بالواو «مومنین» سبق الحديث عنها في الآية / ۲۲۳ من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/352]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة