العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 12:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (14) إلى الآية (16) ]
{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)}

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)}

قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)}


قوله تعالى: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [وَبِالنُّجُمِ هُمْ يَهْتَدُون]، وقرأ يحيى: [وبالنُّجْم] بضم النون ساكنة الجيم.
قال أبو الفتح: النُّجُم جمع نَجْم، ومثله مما كسر من فَعْل على فُعُل: سَقْف وسُقُف، ورَهْن ورُهُن، ونحوه ثَطٌّ وثُطٌّ. وقال أبو حاتم: سمعت أبا زيد يقول: رجل أَثَطُّ، فقلت له: أتقولها؟ فقال: سعتها -وكَثُّ اللحية وكُثُّ، وفرس وَرْد وخيل وُرْد، وسهم حَشْر وسهام حُشْر.
وإن شئت قلت: أراد النجوم، فقصر الكلمة فحذف واوها، فقال: النُجُم. ومثله من المقصور من فُعُول قول أبي بكر في أُسد: إنه مقصور من أُسُود فصار أُسُد، ثم أسكن فقال: أُسْد. ومثله قوله أيضا في ثِيرَةٍ جمع ثَوْر: إنه مقصور من ثِيَارَة؛ فلذلك وجب عنده قلب الواو من ثور ياء، ولو كان مُكُسّرًا على فِعَلَة لوجب تصحيحه فقيل: ثِوَرَة، كزَوْج وزِوَجَة وعَوْد وعِوَدَة.
وقال الراجز:
إن الفقير بيننا قاضٍ حَكَم ... أن ترد الماء إذا غابَ النُّجُم
يريد النجوم. وقال الأخطل:
كلمعِ أيْدِي مثاكِيل مسلَّبَةٍ ... يندُبْنَ ضرسَ بناتِ الدهْرِ والخُطُب
يريد الخطوب. وقد ذكرنا نحو هذا فيما مضى.
[المحتسب: 2/8]
وعليه أيضا قراءة يحيى: [وبالنُّجْم] ساكنة الجيم، كأنه مخفف من النُّجْم كلغة تميم في قولهم: رسْل، وكتْب). [المحتسب: 2/9]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 12:58 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (17) إلى الآية (23) ]
{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(17) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19)وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)}

قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17)}

قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يعلم ما يسرّون وما يعلنون) (والذين يدعون)
قرأ عاصم ويعقوب (ما تسرّون وما تعلنون) بالتاء، و(الذين يدعون) بالياء.
وقرأ الأعشى عن أبي بكر ثلاثهن بالتاء مثل أبي عمرو، وقرأ الكسائي عن أبي بكر ثلاثهن بالياء، وكذلك قال هبيرة عن حفص عن عاصم ثلاثهن بالياء.
وقرأ الباقون ثلاثهن بالتاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/76]
قال أبو منصور: من قرأ (واللّه يعلم ما تسرّون وما تعلنون) ثم قرأ (والّذين يدعون) بالياء، فالتاء للمخاطبة: أي إن اللّه يعلم ما تسرون أنتم وما تعلنونه، وقوله: (والّذين يدعون) أراد بالذين: معبوداتهم من الأصنام، و(يدعون) فعل لعابديها، ولو قال: (والتي يدعون) كان وجه الكلام، وإنما قال (الذين)؛ لأنه وصفها بصفة المميزين.
ومن قرأها كلها بالياء فهو خبر عن الغيب، كأنه قال: الله يعلم سرهم وعلانيتهم). [معاني القراءات وعللها: 2/77] (م)

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يعلم ما يسرّون وما يعلنون) (والذين يدعون)
قرأ عاصم ويعقوب (ما تسرّون وما تعلنون) بالتاء، و(الذين يدعون) بالياء.
وقرأ الأعشى عن أبي بكر ثلاثهن بالتاء مثل أبي عمرو، وقرأ الكسائي عن أبي بكر ثلاثهن بالياء، وكذلك قال هبيرة عن حفص عن عاصم ثلاثهن بالياء.
وقرأ الباقون ثلاثهن بالتاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/76]
قال أبو منصور: من قرأ (واللّه يعلم ما تسرّون وما تعلنون) ثم قرأ (والّذين يدعون) بالياء، فالتاء للمخاطبة: أي إن اللّه يعلم ما تسرون أنتم وما تعلنونه، وقوله: (والّذين يدعون) أراد بالذين: معبوداتهم من الأصنام، و(يدعون) فعل لعابديها، ولو قال: (والتي يدعون) كان وجه الكلام، وإنما قال (الذين)؛ لأنه وصفها بصفة المميزين.
ومن قرأها كلها بالياء فهو خبر عن الغيب، كأنه قال: الله يعلم سرهم وعلانيتهم). [معاني القراءات وعللها: 2/77] (م)
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا يخلقون شيئًا)
يعنى: الآلهة التي عبدوها، إنها لا تخلق شيئا؛ لأنها مخلوقة، فعبادتها محال، ولا يعبد إله لا يخلق ولا يرزق من يعبده). [معاني القراءات وعللها: 2/77]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: والله يعلم ما تسرون وما تعلنون والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا [النخل/ 20 - 21].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي: (والله يعلم ما تسرون وما تعلنون والذين تدعون) كلّهن بالتاء.
وقرأ عاصم: والله يعلم ما تسرون وما تعلنون بالتاء، والذين يدعون بالياء.
أخبرنا الخزاز عن هبيرة، عن حفص عن عاصم: أنّه قرأهن ثلاثتهن بالياء. وقال ابن اليتيم عن أبي حفص عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم مثل أبي بكر عن عاصم.
وروى الكسائيّ عن أبي بكر عن عاصم: ذلك كلّه بالياء في الثلاثة.
هذا يكون كلّه على الخطاب، لأنّ ما بعده خطاب كقوله بعد: أفلا تذكرون. وقوله: وألقى في الأرض رواسي أن
[الحجة للقراء السبعة: 5/58]
تميد بكم [النحل/ 15] وإلهكم إله واحد [النحل/ 22]، فكلّ هذا خطاب، فإن قلت: إنّ فيه (والذين تدعون من دون الله) وهذا لا يكون خطابا للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا للمسلمين، فإنّه يكون على إرادة: قل، كأنّه: قل لهم: (والذين تدعون من دون الله) فلا يمتنع الخطاب إذا كان على هذا الوجه، ولهذا قرأ عاصم: والذين يدعون بالياء، لما كان ذلك عنده إخبارا عن المشركين، ولم يجز أن يكون في الظاهر خطابا للمسلمين.
فأما ما روي عن عاصم من أنه قرأ كلّه بالياء، فهذا على توجيه الخطاب إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، كأنه: قل لهم: والله يعلم ما يسرّون وما يعلنون، والذين يدعون). [الحجة للقراء السبعة: 5/59]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون}
قرأ عاصم {والّذين يدعون من دون الله} بالياء إخبارًا عن المشركين وقرأ الباقون (والّذين تدعون من دون الله) وحجتهم ما تقدم وما تأخر فما تقدم {وإن تعدوا نعمة الله} وما تأخّر {إلهكم إله واحد} ). [حجة القراءات: 387]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {والذين يدعون} قرأه عاصم بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/35]
وحجة من قرأه بالياء أنه لم يحسن أن يخاطب بذلك المؤمنون كما خوطبوا بقوله: {تسرون} و{تعلنون} «19» فهو على هذه القراءة خطاب للمؤمنين، أجراه على الإخبار عن الكفار وهو غيَّب، والياء للغائب.
7- وحجة من قرأه بالتاء أنه جعل «تسرون وتعلنون» خطابًا للمشركين فأجرى {تدعون} على ذلك، فجعله كله خطابًا للمشركين، وفيه معنى التهدد لهم، ويجوز أن يكون «تسرون وتعلنون» على هذه القراءة أيضًا خطابًا للمؤمنين، و{تدعون} خطابًا للكفار، على معنى: قل لهم يا محمد والذين تدعون من دون الله، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/36]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله لَا يَخْلُقُونَ} [آية/ 20] بالياء:
قرأها عاصمٌ ويعقوب.
والوجه أنه إخبارٌ عن المشركين وهم غيبٌ، كأنه قال: والذين يدعوهم هؤلاء الكفار لا يخلقون شيئًا.
وقرأ الباقون {تَدْعُونَ} بالتاء.
وكلهم قرأ {تُسِرُّونَ} و{تُعْلِنُونَ} [آية/ 19] إلا ص- فإنه قرأ بالياء فيهن.
والوجه أنه على خطاب المشركين، وقوله {مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} خطابٌ للكافة، والمعنى والله يعلم ما تُسرون أيها الناس، وقل يا محمد للكفار: والذين تدعون أيها الكفار لا يخلقون شيئًا.
ويجوز أن تكون الثلاثة على خطاب الكفار.
[الموضح: 733]
وما روى ص- عن عاصم من الياء في الثلاثة، فيجوز أن يكون {يسرّون} و{يعلنون} على الإخبار عن الكافة، و{يدعون} للكفار.
ويجوز أن يكون الكل للكفار). [الموضح: 734]

قوله تعالى: {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة السلمى: [إيَّانَ يُبْعَثُون].
قال أبو الفتح: فيه لغتان: أيان، وإيان، بالفتح والكسر وقد مضى فيما قبل). [المحتسب: 2/9]

قوله تعالى: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22)}

قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 01:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل
[ من الآية (24) إلى الآية (29) ]
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) }

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)}

قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)}

قوله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مجاهد: [فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السُقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ]، و[لِبُيُوتِهِمْ سُقْفًا].
قال أبو الفتح: الذي قلناه آنفا في [النُّجْم] هو شرح لهذه القراءة). [المحتسب: 2/9]

قوله تعالى: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تشاقّون فيهم (27)
قرأ نافع وحده (تشاقّون فيهم) بكسر النون وتخفيفها.
وقرأ الباقون بفتح النون.
قال أبو منصور: من قرأ (تشاقّون فيهم) فإنه تبكيت من الله تعالى لعبدة الأوثان، يقول لهم يوم القيامة: أين شركائي بزعمكم الذين كنتم تشاقونني فيهم، أي: تعادونني - فحذفت إحدى النونين استثقالا للجمع بينهما، وكسر النون الباقية لتدل على ياء الإضافة.
[معاني القراءات وعللها: 2/77]
والقراءة المختارة (تشاقّون فيهم) بفتح النون؛ لأنها نون الجميع، والمعنى واحد في القراءتين). [معاني القراءات وعللها: 2/78]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (شركائي (27)
روى البزي عن ابن كثيرٍ (شركاي) بغير همز، مثل عصاي، وهداي وسائر القراء قرأوا (شركائي) بالمد وفتح الياء.
وقد روى غير البزي لابن كثيرٍ المد مثل سائر القراء.
قال أبو منصور: القراءة بالمد، وما روى البزي من القصر فهو وهم؛ لأن الشركاء ممدود، والعصا والهدى مقصوران، وليست سواء). [معاني القراءات وعللها: 2/78]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (.................................................................... والياء خفيفًا وكأنه اسم عجمي (جودى) مثل حُبلى وقال: والعرب تقلب مثل هذه الياء في الأسماء الأعجمية ألفًا إذا عربوه (شتى) و(ماهي) و(شاهي) فيقولون (ستا) و(شاها) و(ماها). ويجوز أن يكون أمرًا، أي: جودي بالمطر، ثم دخلت الألف واللام فبقيت اللفظة، وقد حكى ذلك في ألفاظ عن العرب دخول الألف واللام على الأفعال (اليتقصع) و(اليتتبع) و(اليجدع) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/351]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {شركآءى الذين} [27].
قرأ ابن كثير برواية البزي في رواية شبل بن عباد {شركاى} غير ممدود مثل هداي وبشراي.
وقرأ الباقون {شركآءى الذين} لأن شركاء مدتها مثل فقهاء وسفهاء، ثم أضفتها إلى ياء النفس، وهي مفتوحة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/351]
فأما قراءة ابن كثير فقال ابن مجاهد: لا وجه لها.
وقال ابن الرومي: سألت أبا عمرو عنها فقال: لحن.
قال أبو عبد الله: وله وجه، وذلك أن العرب تستثقل الهمزة في الاسم المنفرد فلم اجتمع في {شركآءى} أربعة أشياء كلها مستثقلة: الجمع، والهمزة والكسرة، والياء، خزل الهمز تخفيفًا، وكل مدة فهي زائدة، ألا ترى أن كل شاعر إذا احتاج إلى قصر الممدود حذف المدة غير متهيب كقول الشاعر:
* لا بد من صنعا وإن طال السفر *
وصنعاء ممدود، وقال آخر:
فلو أن الأطبا كان حولي = وكان مع الأطباء الأساة
أراد: فلو أن الأطباء، فهذا واضح بين، ويزيده وضوحًا أن الممدود يجوز أن تقف عليه مقصورًا بحذف المدة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/352]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح النون وكسرها من قوله عزّ وجلّ: تشاقون فيهم [27].
فقرأ نافع وحده: (تشاقون فيهم) بكسر النون وتخفيفها.
وقرأ الباقون: تشاقون فيهم بفتح النون.
قد ذكرنا وجه قول نافع فيما تقدم، ومعنى (تشاقون): تكونون في جانب والمسلمون في جانب، ولا تكونون معهم يدا واحدة. ومن هذا قيل لمن خرج عن طاعة الإمام وعن جملة جماعة المسلمين: شقّ العصا، أي: صار في جانب عنهم، فلم يكن ملائما لهم، ولا مجتمعا معهم في كلمتهم). [الحجة للقراء السبعة: 5/59]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الهمز من قوله عزّ وجلّ: أين شركائي الذين [27]، فقرأ نافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر- إن شاء الله- وحمزة والكسائي: أين شركائي الذين بهمزة وفتح الياء.
وقال البزيّ عن ابن كثير: (شركاي الذين) بغير همز وفتح الياء، مثل: هداي [البقرة/ 38].
وروى القوّاس عن ابن كثير: شركائي الذين مهموزة.
الوجه فيه الهمز: لأن شريكا وشركاء كخليط وخلطاء، وفي التنزيل: وإن كثيرا من الخلطاء [ص/ 24]، ولا نعلم أحدا جمعه على غير فعلاء.
ووجه القصر: أن هذا الضرب من الممدود قد قصر في الآحاد مرّة، ومدّ أخرى، قال:
وأربد فارس الهيجا إذا ما... تقعرت المشاجر بالفئام
[الحجة للقراء السبعة: 5/60]
وقال آخر:
إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا... فحسبك والضّحّاك سيف مهنّد
فكذلك الجموع، وقد حذفت الهمزة إذا كانت لاما، قالوا في: سوائية: سواية، وإنّما السوائية مثل الكراهية.
وذهب أبو الحسن في قولهم: أشياء، إلى أنه أفعلاء: أشيئاء، فحذفت والوجه المدّ في (شركاي).
وأمّا قوله: أين شركائي فإنّ القديم سبحانه لم يثبت بهذا الكلام له شريكا، وإنما أضيف على حسب ما كانوا يقولونه وينسبونه، وكما أضيفت هذه الإضافة، فكذلك أضيف إليهم، فقال: أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون [الأنعام/ 22]، وفي أخرى: وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون [يونس/ 28]، فإنّما أضيفوا هذه الإضافة على حسب ما كانوا يسمّونهم ويعتقدونه فيهم، ومثل ذلك قوله: ذق إنك أنت العزيز الكريم [الدخان/ 49]، ومثله: يا أيها الساحر ادع لنا ربك [الزخرف/ 49]، فهذا على حسب ما كانوا يقولون فيه، ويسمّونه به، وقد تقع الإضافة لبعض الملابسة دون التحقيق، كقول الشاعر:
[الحجة للقراء السبعة: 5/61]
إذا قلت قدني قال بالله حلفة... لتغني عني ذا إنائك أجمعا
فأضاف الإناء إليه لشربه منه، والإناء في الحقيقة لمن يسقي به، دون من يشرب منه، ومثل ذلك قول الهذليّ، أنشدناه علي بن سليمان:
وكنت كعظم العاجمات اكتنفنه... بأطرافها حتى استدقّ نحولها
فهذا كما تقول لمن يحمل خشبة ونحوها: خذ طرفك، وآخذ طرفي، فتنسب إليه الطرف الذي يليه، كما تنسب إلى نفسك الطرف الذي يليك، فعلى هذا تجري الإضافة في قوله:
أين شركائي). [الحجة للقراء السبعة: 5/62]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أين شركائي الّذين كنتم تشاقون فيهم}
قرأ نافع {تشاقون فيهم} بكسر النّون أراد تشاقونني أي تعادونني فحذف إحدى النونين استثقالا للجمع بينهما وحذف الياء اجتزاء بالكسرة
وقرأ الباقون {تشاقون} بفتح النّون لا يجعلونه مضافا إلى النّفس والنّون في هذ القراءة علامة الرّفع والنّون مع الياء المحذوفة في قراءة نافع في موضع النصب). [حجة القراءات: 388]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {تشاقون فيهم} قرأ نافع بكسر النون، وفتحها الباقون، وهي في الحجة لفتح النون والكراهة لكسرها مخففة مثل {تبشرون} في الحجر، والفتح الاختيار، لضعف الكسر، ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/36]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {أين شركائي} قرأ البزي بياء مفتوحة، من غير همز ولا مد، وقرأ الباقون بالهمز والمد، والياء مفتوحة.
وحجة من لم يمد ولا همز أنها لغة في قصر الممدود، قال أبو محمد: وهي قراءة بعيدة لأن قصر الممدود أكثر ما يأتي في الشعر وفي نادر من الكلام، قالوا في «السوء آية» «السواية» فقصروا.
10- وحجة من مد وهمز أنه أتى به على الأصل؛ لأنه جمع شريك، وباب «فعيل» أن يجمع على «فعلاء» وهو الأصل، وهو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/36]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {تُشَاقُّونِ فِيهِمْ} [آية/ 27] بكسر النون مخففةً:
قرأها نافعٌ وحده، والأصل: تشاقونني، بالياء قبلها نونان، فحُذفت إحدى النونين استثقالًا للجمع بينهما، ثم حُذفت الياء، واكتفي بالكسرة، كما قلنا في {تُبَشِّرُونِ}.
وقرأ الباقون {تُشَاقُّونَ} بفتح النون.
والوجه أنه تُفاعلون من الشقاق بغير ياء الضمير، فالنون فيه واحدة، وهي علامة الرفع). [الموضح: 734]

قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (الّذين تتوفّاهم الملائكة (28)
قرأ حمزة (الّذين يتوفّاهم) بياء وتاء في الموضعين مع الإمالة، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص عن عاصم فيها مثل حمزة، وقرا الباقون (تتوفّاهم) بتاءين). [معاني القراءات وعللها: 2/78]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: تتوفاهم الملائكة [28 - 32].
فقرأ حمزة وحده: (يتوفاهم الملائكة) بالياء والتاء وبالإمالة.
وقرأ الباقون بتاءين في الموضعين.
أبو عمارة عن حفص عن عاصم مثل حمزة، وروى
[الحجة للقراء السبعة: 5/62]
هبيرة عن حفص عن عاصم، وابن اليتيم عن ابن عمر عن عاصم مثل أبي بكر.
قول حمزة: (يتوفّاهم) بالياء، لأنّ الفعل متقدّم، والإمالة حسنة في هذا النحو من الفعل، وعلى هذا قرأ الأخرى بالياء أيضا.
وأما تتوفاهم فلأنّ الفعل مسند إلى جماعة، والجماعة مؤنث، كما جاء: وإذ قالت الملائكة [آل عمران/ 42، 45] في غير موضع في التنزيل، وقرأ كثير من القراء: كالذي استهوته الشياطين [الأنعام/ 71] ولو كان استهواه كان حسنا أيضا). [الحجة للقراء السبعة: 5/63] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الّذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم}
قرأ حمزة (الّذين يتوفاهم الملائكة) بالياء وكذلك الّذي بعده وقرأ الباقون بالتّاء
اعلم أن فعل الجميع إذا تقدم يذكر ويؤنث فإن ذكرته أردت جمع الملائكة وإذا أنثته أردت جماعة الملائكة وحجّة التّاء قوله تعالى {وإذ قالت الملائكة} ). [حجة القراءات: 388]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {تتوفاهم} في موضعين قرأهما حمزة بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، وقد تقدمت علة التذكير والتأنيث في هذا وأمثاله، فهو مثل: {فنادته الملائكة} «آل عمران 39» {إلا أن تأتيهم الملائكة} «النحل 33»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/36]
واختار أبو عبيد الياء لقول ابن مسعود: «ذكروا الملائكة» وتعقب عليه ابن قتيبة فاختار التاء، لأنها قراءة أهل الحرمين والبصرة وعاصم، وقال: والتأنيث إنما هو تأنيث الجماعة وليس يلحق الملائكة في التاء تأنيث، قال: وقد كان يلزم أبا عبيد أن يقرأه «توفاه رسلنا» لأنهم ملائكة، ولم يفعل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/37]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {الَّذِينَ يَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [آية/ 28 و32] بياء وتاء:
قرأها حمزة وحده في الحرفين.
والوجه أنه اختار تذكير الفعل؛ لتقدمه؛ ولكون التأنيث غير حقيقي؛ لأنه تأنيث جمعٍ، وللفصل.
وقرأ الباقون {تَتَوَفَّاهُمُ} بالتاء في الحرفين.
[الموضح: 734]
والوجه أن الفعل وإن تقدم فإنه مسند إلى جماعةٍ، فهي مؤنثة، كما قال تعالى {وإذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ} ). [الموضح: 735] (م)

قوله تعالى: {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل
[ من الآية (30) إلى الآية (32) ]
{وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32) }

قوله تعالى: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30)}

قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31)}

قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {الذين تتوفاهم الملائكة} [32].
قرأ حمزة وحده بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء، والأمر بينهما قريب كقوله {فناديه الملائكة} و{فنادبه الملائكة} وقد أشبعنا الغلة فيما سلف.
ومن قرأ بالتاء قال: سمعت الله عز وجل يقول: {إذ قالت الملائكة} ولم يقل: قال.
وحمزة والكسائي يميلان {تتوفيهم} من أجل الياء التي تراها في اللفظ ألفًا، وفخمها الباقون قالوا: لأن هذه الألف مبدلة من الياء، والأصل: تتوفيهم فاستثقلوا الضمة على الياء فحذفوها فصارت الياء ألفًا لانفتاح ما قبلها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/353]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: تتوفاهم الملائكة [28 - 32].
فقرأ حمزة وحده: (يتوفاهم الملائكة) بالياء والتاء وبالإمالة.
وقرأ الباقون بتاءين في الموضعين.
أبو عمارة عن حفص عن عاصم مثل حمزة، وروى
[الحجة للقراء السبعة: 5/62]
هبيرة عن حفص عن عاصم، وابن اليتيم عن ابن عمر عن عاصم مثل أبي بكر.
قول حمزة: (يتوفّاهم) بالياء، لأنّ الفعل متقدّم، والإمالة حسنة في هذا النحو من الفعل، وعلى هذا قرأ الأخرى بالياء أيضا.
وأما تتوفاهم فلأنّ الفعل مسند إلى جماعة، والجماعة مؤنث، كما جاء: وإذ قالت الملائكة [آل عمران/ 42، 45] في غير موضع في التنزيل، وقرأ كثير من القراء: كالذي استهوته الشياطين [الأنعام/ 71] ولو كان استهواه كان حسنا أيضا). [الحجة للقراء السبعة: 5/63] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {الَّذِينَ يَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [آية/ 28 و32] بياء وتاء:
قرأها حمزة وحده في الحرفين.
والوجه أنه اختار تذكير الفعل؛ لتقدمه؛ ولكون التأنيث غير حقيقي؛ لأنه تأنيث جمعٍ، وللفصل.
وقرأ الباقون {تَتَوَفَّاهُمُ} بالتاء في الحرفين.
[الموضح: 734]
والوجه أن الفعل وإن تقدم فإنه مسند إلى جماعةٍ، فهي مؤنثة، كما قال تعالى {وإذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ} ). [الموضح: 735] (م)

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل
[ من الآية (33) إلى الآية (35) ]
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (34) وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)}

قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إلّا أن يأتيهم الملائكة (33)
قرأ حمزة والكسائي (إلّا أن يأتيهم) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/78]
قال الأزهري: هما لغتان جيدتان، فمن قرأ بالتاء فلتأنيث جماعة الملائكة، ومن قرأ بالياء ذهب إلى الجمع). [معاني القراءات وعللها: 2/79]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {إلا أن تأتيهم الملائكة} [34].
قرأ حمزة والكسائي بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء، والعلة في الياء والتاء كالعلة في الذي قبله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/353]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله: إلا أن تأتيهم الملائكة [33].
فقرأ حمزة والكسائي: (إلا أن يأتيهم الملائكة) بالياء.
وقرأ ابن كثير وعاصم ونافع وأبو عمرو وابن عامر: تأتيهم بالتاء.
قد تقدم القول في هذا ونحوه). [الحجة للقراء السبعة: 5/63]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هل ينظرون إلّا أن تأتيهم الملائكة}
قرأ حمزة والكسائيّ (إلّا أن يأتيهم الملائكة) بالياء وقرأ الباقون بالتّاء قد تقدم القول في هذا ونحوه). [حجة القراءات: 388]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [آية/ 33] بالياء:
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {تَأْتِيَهُمُ} بالتاء.
والوجه فيهما على ما مضى في {تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} ). [الموضح: 735]

قوله تعالى: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (34)}

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل
[ من الآية (36) إلى الآية (40) ]
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39) إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)}

قوله تعالى: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فإنّ اللّه لا يهدي من يضلّ (37)
قرأ الكوفيون (لا يهدي) بفتح الياء وكسر الدال، وقرأ الباقون (لا يهدى) بضم الياء وفتح الدال.
واتفقوا جميعًا على ضم الياء وكسر الضاد من (يضل).
قال أبو منصور: من قرأ (لا يهدي من يضلّ) فمعناه: إن الله لا يهدي من أضله في سابق علمه لاستجابة الإضلال باختياره الضلالة على الهدى.
ومن قرأ (لا يهدى من يضل) فالمعنى: لا يهدى أحد يضله اللّه، وهذا نظير قوله - عزّ وجلّ -: (من يضلل اللّه فلا هادي له) ). [معاني القراءات وعللها: 2/79]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {فإن الله لا يهدي من يضل} [37].
قرأ أهل الكوفة: {لا يهدي} بفتح الياء.
وقرأ الباقون: {يهدى} بضم الياء وفتح الدال، ولم يختلفوا أعني السبعة ولا أحد في الياء من «يضل» أنها مضمومة مكسورة الضاد. فمن قرأ بالضم في {يُهدي} فالتقدير: من أضله الله لا يهديه أحد. واحتجوا بقراءة أُبَيٍّ:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/353]
{لا هادي لمن أضله الله} فاسم الله تعالى اسم «إن» و«يضل» الخبر. ومن فتح فالتقدير: من يهده لا يضله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/354]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الياء وضمّها من قوله: فإن الله لا يهدي من يضل [37].
[الحجة للقراء السبعة: 5/63]
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر: (لا يهدى) برفع الياء وفتح الدال.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: يهدي بفتح الياء وكسر الدال.
ولم يختلفوا في يضل أنها مضمومة الياء مكسورة الضاد.
الراجع إلى اسم (إنّ) هو الذّكر الذي في قوله: يضل في قراءة من قرأ: (يهدى)، ومن قرأ: يهدي: فمن جعل يهدي من: هديته:
جاز أن يعود الذكر الفاعل الذي فيه إلى اسم إنّ، ومن جعل يهدي في معنى: يهتدي، وجعل: من يضل مرتفعا به، فالراجع إلى اسم إنّ الذكر الذي في يضل كما كان كذلك في قول من قال: (يهدى) فالراجع إلى الموصول الذي هو (من) الهاء المحذوفة من الصّلة تقديره: «يضلّه» والمعنى: إن من حكم بإضلاله له وتكذيبه، فلا يهدى. ومثل هذا في المعنى قوله: فمن يهديه من بعد الله، [الجاثية/ 23]، تقديره: من بعد إضلال الله إيّاه والمفعول محذوف، أي: بعد حكمه بإضلاله.
وقراءة عاصم وحمزة والكسائي: لا يهدي من يضل في المعنى كقوله: من يضلل الله فلا هادي له [الأعراف/ 186]، وهذا كقوله: والله لا يهدي القوم الظالمين [البقرة/ 258]، وقوله: وما يضل به إلا الفاسقين [البقرة/ 26] فموضع (من) نصب ب (يهدي) وقد قيل: إن
[الحجة للقراء السبعة: 5/64]
(يهدي) في معنى يهتدي، بدلالة قوله: لا يهدي إلا أن يهدى [يونس/ 35] فموضع (من) على هذا رفع، كما أنه لو قال: يهتدي كان كذلك.
قال: ولم يختلفوا في يضل أنّه مضموم الياء، فهذا من قولك: ضلّ الرجل، وأضلّه الله. أي: حكم بإضلاله، كقولك: كفر زيد وأكفره الناس، أي: نسبوه إلى الكفر، وقالوا: إنه كافر، كما أن أسقيته قلت له: سقاك الله. قال:
وأسقيه حتى كاد ممّا أبثّه... تكلّمني أحجاره وملاعبه). [الحجة للقراء السبعة: 5/65]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وإبراهيم وابن خيرة: [إِنْ تَحْرَصْ]، بفتح الراء.
قال أبو الفتح: فيه لغتان: حَرَصَ يحرِص وهي أعلاهما، وحرِصْتُ أحرَص. وكلاهما من معنى السحابة الحارصة، وهي التي تقشِر وجه الأرض. وشجة حارصة: التي تقشِر جلدة الرأس، فكذلك الحرص، كأنه ينال صاحبه من نفسه لشدة اهتمامه بما هو حريص عليه، حتى يكاد يحُت مستَقَر فكره). [المحتسب: 2/9]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل}
قرأ حمزة وعاصم والكسائيّ {فإن الله لا يهدي} بفتح الياء
[حجة القراءات: 388]
وكسر الدّال قال الكسائي فيه وجهان أن الله إذا كتب عبدا شقيا فإنّه لا يهديه كقوله {والله لا يهدي القوم الظّالمين} وكان مجاهد رحمه الله يقول أربعة أشياء لا تغير الشّقاء والسعادة والحياة والموت والوجه الآخر أن الله جلّ وعز من يضل لا يهدي أي لا يهتدي والعرب تقول هداه الله فهدى واهتدى لغتان بمعنى واحد ف من في موضع رفع على هذا الوجه وعلى القول الأول نصب
وقرأ الباقون {فإن الله لا يهدي} بضم الياء وفتح الدّال على ما لم يسم فاعله أي من أضلّه الله لا يهديه أحد عن عكرمة عن ابن عبّاس قال قيل له فإن الله لا يهدي من يضل قال من أضلّه الله لا يهدى وحجتهم قراءة أبي (لا هادي لمن أضلّه الله) مثل لا يهان من أكرمه الله ومن في موضع رفع لأنّه لم يسم فاعله). [حجة القراءات: 389]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {لا يهدي من يضل} قرأ الكوفيون بفتح الياء وكسر الدال، أضافوا الفعل إلى الله جل ذكره، لتقدم ذكره في قوله: {فإن الله} و{من} في موضع نصب بـ {يهدي}، ويجوز أن يكون {يهدي} بمعنى «يهتدي» فتكون {من} في موضع رفع بفعلها، ولا ضمير في {يهدي}، وكون {يهدي} بمعنى: {يهتدي} في قراءة الكوفيين أحسن، لأن الله قد أضل قومًا، ثم هداهم للإيمان بعد ضلالهم وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الدال، بنوه للمفعول فـ {/ن} في موضع رفع على المفعول الذي لم يسم فاعله، وهو في المعنى بمنزلة قوله: {من يضلل الله فلا هادي له} «الأعراف 186» ويشهد لهذه القراءة أن في قراءة أبي: «فلا هادي لمن أضل الله» والتقدير: إذا أضل الله عبدًا لا يهديه أحد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/37]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {فَإِنَّ الله لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ} [آية/ 37] بفتح الياء من {يَهْدِي} وكسر الدال:
قرأها الكوفيون.
والوجه أن قوله {يَهْدِي} على هذا مسندٌ إلى الضمير العائد إلى اسم الله تعالى، و{يَهْدِي} متعدٍّ، والتقدير: إن الله لا يهدي هو من يُضله، فموضع {مَنْ} على هذا نصب بأنه مفعول به.
ويجوز أن يكون {يَهْدِي} بمعنى يهتدي، وموضع {مَنْ يُضِلّ} رفعٌ؛ لأنه فاعل يهتدي، والعائد إلى اسم الله تعالى على هذا هو الضمير المستكن في: يضله، وقد حُذف الهاء وهو عائد إلى {مَنْ}، والتقدير: إن الله لا يهتدي من يضله هو؛ لأنه لا بد من عائدٍ يعود من الجملة التي هي خبر {إنَّ} إلى اسمها وهو {الله}.
[الموضح: 735]
وقرأ الباقون {لا يُهْدَى} بضم الياء وفتح الدال.
واتفقوا على {يُضِلّ} بضم الياء وكسر الضاد.
والوجه في {يُهْدَى} بضم الياء وفتح الدال، أنه فعل لما لم يُسمّ فاعله، وموضع {مَنْ} رفعٌ، لأنه مفعول ما لم يُسم فاعله، والمعنى لا يُهدى أحدٌ يُضله الله). [الموضح: 736]

قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38)}

قوله تعالى: {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39)}

قوله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {كن فيكون} [40].
قرأ الكسائي وابن عامر بالنصب نسقا على قوله: {أن نقول له كن فيكون} وكذلك في (يس).
وقرأ الباقون بالرفع في كل القرآن على معنى: إذا أردناه أن نقول له كن فهو يكون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/354]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح النون وضمّها من قوله تعالى: (كن فيكون) [40].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة: كن فيكون رفعا، وكذلك في كل القرآن.
وقرأ ابن عامر والكسائي: (فيكون) نصبا، وفي سورة يس [82] مثله فتح.
أمّا نصب الكسائي: (فيكون) هاهنا، وفي سورة يس فإنّه يحمله على أن، كأنّه: أن يقول.. فيكون، قال: وسمعت ذلك بالنصب مرارا ذكرها.
فأمّا ابن عامر فإنّه قد نصب (فيكون) وإن لم يكن قبله
[الحجة للقراء السبعة: 5/65]
أن نحو: إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون [البقرة/ 617 آل عمران/ 47] فإن نصب هنا على هذا الحدّ، فقد مضى القول عليه قبل، وإن نصبه من حيث نصبه الكسائي، فمستقيم). [الحجة للقراء السبعة: 5/66]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أن نقول له كن فيكون}
قرأ ابن عامر والكسائيّ {أن نقول له كن فيكون} بالنّصب وقرأ الباقون بالرّفع
[حجة القراءات: 389]
فالنصب على ضربين أحدهما أن يكون قوله {فيكون} عطفا على {أن يقول} المعنى أن يقول فيكون والوجه الثّاني أن يكون نصبا على جواب {كن} والرّفع على فهو يكون على معنى ما أراد الله فهو يكون). [حجة القراءات: 390]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {كُنْ فَيَكُونَ} [آية/ 40] بالنصب:
قرأها ابن عامر والكسائي.
والوجه أن قوله «يكون» معطوفٌ على {نَقُولَ} الذي انتصب بـ {أَنْ}، والتقدير: أن نقول فيكون، فينتصب يكون؛ لأنه معطوف على منصوب.
وقرأ الباقون {فَيَكُونُ} بالرفع.
والوجه أنه فعلٌ مستأنف مقطوعٌ مما قبله، والتقدير: فهو يكون). [الموضح: 736]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:12 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]
{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الناس: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} بالباء، وروي عن علي عليه السلام: [لَنُثْوِيَنَّهُمْ]، بالثاء.
قال أبو الفتح: نصب الحسنة هنا أي: يحسن إليهم إحسانا، وضع حسنة موضع إحسان، كأنه واحد من الحَسَن دال عليه، ودل قوله تعالى: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} على ذلك الفعل؛ لأنه إذا
[المحتسب: 2/9]
أقرهم في الأرض بإطالة مدتهم ومدة خلفهم فقد أحسن إليهم، كما قال سبحانه: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}، وذلك ضدُّ ما يعمل بالعاصين الذين يسحَتُ أعمارهم، ويصطلِمُهُم بذنوبهم وجرائم أفعالهم). [المحتسب: 2/10]

قوله تعالى: {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42)}

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {إلا رجالاً نوحي إليهم} [43].
روى حفص عن عاصم {نوحي إليهم} بالنون وكسر الحاء، الله تعالى يُخبر عن نفسه.
وقرأ الباقون: {يوحى} على ما لم يُسم فاعله.
وحمزة والكسائي يميلان، لأن الألف منقلبة من ياء، الأصل: (يوحي) فانقلبت الياء ألفًا.
والباقون يفخمون على اللفظ؛ لأن الإمالة إنما وجبت من أجل الياء، فإذا زالت صورتها زالت الإمالة.
والعرب تقول: وحيتُ إليه وأوحيتُ، ووحيت له وأوحيت له قال الله تعالى: {بأن ربك أوحى لها} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/355]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلّهم قرأ: (إلا رجالا يوحى إليهم) [43] بالياء، إلا عاصما في رواية حفص، فإنه قرأ: نوحي إليهم بالنون، وكسر الحاء.
وجه الفعل المبني للمفعول قوله: وأوحي إلى نوح [هود/ 36]، وو ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه [الأنبياء/ 25].
[الحجة للقراء السبعة: 5/72]
ووجه قراءة عاصم: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده [النساء/ 163]. وأوحينا إلى أم موسى [يونس/ 87] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/73]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما أرسلنا من قبلك إلّا رجالًا نوحي إليهم}
قرأ حفص {إلّا رجالًا نوحي} بالنّون وكسر الحاء إخبار الله عن نفسه وحجته ما تقدم وهو قوله {وما أرسلنا} وفي التّنزيل {إنّا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح}
وقرأ الباقون {يوحى} بضم الياء على ما لم يسم فاعله وحجتهم قوله {وأوحي إلى نوح} و{قل أوحي إليّ} ). [حجة القراءات: 390]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {إلّا رجالًا نُوحِي} [آية/ 43] بالنون وكسر الحاء:
رواها ص- عن عاصم.
[الموضح: 736]
والوجه أن المراد نوحي نحن إليهم، والموحي هو الله تعالى، وقد سبق مثله.
وقرأ الباقون {يُوحَى} بالياء وفتح الحاء، وكذلك ياش- عن عاصم.
والوجه أنه فعلٌ لما لم يسم فاعله، والفعل أيضًا لله تعالى، وإن كان قد جاء على ما لم يسم فاعله، وهذا كما قال تعالى {وَأُوحِيَ إلى نُوحٍ}، وقال في موضع آخر {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ}، والمعنى فيهما واحدٌ.
وأمال الكسائي وحمزة {يُوحى}.
والوجه أن الألف منقلبة عن الياء، وأن ماضيه أوحى، وهو من الوحي، فلذلك حسُنت الإمالة فيها). [الموضح: 737]

قوله تعالى: {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:13 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (45) إلى الآية (50) ]
{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}

قوله تعالى: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45)}

قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46)}

قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47)}

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ (48)
قرأ حمزة والكسائي (أولم تروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ) بالتاء، ومثله في العنكبوت (أولم تروا كيف يبدئ اللّه) بالتاء.
وقرأ الباقون ( (أولم يروا) بالياء في السورتين.
[معاني القراءات وعللها: 2/79]
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فلإخباره عن غائب، ومن قرأ بالتاء فهو للخطاب). [معاني القراءات وعللها: 2/80]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يتفيّأ ظلاله (48)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (تتفيّأ ظلاله)، بتاءين، وقرأ الباقون (يتفيّأ) بالياء قبل التاء.
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فعلى تقديم فعل الجمع، ومن قرأ بالتاء فعلى أن الجماعة مؤنثة، وفعلها مؤنث). [معاني القراءات وعللها: 2/80]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء} [48] {أو لم يروا كيف يبدىء الله الخلق ثم يعيده} في (العنكبوت).
قرأ حمزة والكسائي بالتاء جميعًا على الخطاب.
وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عن غيب وتوبيخًا لهم؛ لأن الألف في {ألم} ألف توبيخ، والتقدير: وبخهم كيف يكفرون بالله وينكرون البعث ويعرضون عن آياته. {ألم يروا إلى الطير مسخرات} [79] {ألم يروا كيف يبدىء الله} إلا عاصمًا فإنه قرأ في (النحل) بالياء وفي (العنكبوت) بالياء والتاء اختلف عنه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/354]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {يتفيؤا ظلله} [48].
قرأ أبو عمرو بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء. فمن أنث فلتأنيث الظلال؛ لأنه جمع ظل، وكل جمع خالف الآدميين فهو مؤنث تقول: هذه الأمطار وهذه المساجد
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/354]
ومن ذكر فالظلال وإن كان جمعًا فإن لفظه لفظ الواحد مثل جدار، لأن جمع التكسير يوافق الواحد.
فإن سأل سائل فقال: إن أبا عمرو لا حجة عليه إذ أنث {تتفيؤا ظلله} فلم لم يؤنث كما أنث {أم هل تستوي الظلمات والنور}.
فالجواب في ذلك: أن علامة التأنيث في «الظلمات» حاضرة فقرأها بالياء، وفي الظلال العلامة معدومة ففرق بينهما لذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/355]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التاء والياء من قوله عزّ وجلّ: أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء [النحل/ 48].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء [وكذلك] أو لم يروا كيف يبدىء الله الخلق ثم يعيده، في العنكبوت [19]، بالياء جميعا.
واختلف عن عاصم، فروى يحيى بن آدم عن أبي بكر، وابن المنذر عن عاصم أيضا عن أبي بكر وابن أبي أمية عن أبي بكر عن عاصم في العنكبوت بالتاء. وروى حسين الجعفيّ والكسائيّ والأعشى وعبد الجبار بن محمد، عن أبي بكر عن عاصم، وحفص عن عاصم في العنكبوت بالياء، ولم يختلف عن عاصم في النحل أنّها بالياء.
وقرأ حمزة والكسائي: (أو لم تروا إلى ما لم خلق الله من شيء) بالتاء، أولم تروا كيف يبدئ الله بالتاء جميعا). [الحجة للقراء السبعة: 5/66]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلّهم قرأ: يتفيأ ظلاله [48] بالياء، غير أبي عمرو، فإنه قرأ: (تتفيأ) بالتاء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/66]
وقرأ حمزة وابن عامر: (ألم تروا إلى الطير) [79] بالتاء، وقرأ الباقون: بالياء.
قوله: أولم يروا.
حجة الياء: أن ما قبله غيبة، وهو قوله: أن يخسف الله بهم أو يأتيهم العذاب... أو يأخذهم [45، 46] أولم يروا [48]، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأصحابه قد رأوا ذلك وتيقّنوه.
ومن قرأ بالتاء: أراد جميع الناس، فوقع التّنبيه على الجمع بقوله: (أولم تروا).
قال: كلّهم قرأ: يتفيأ بالياء، غير أبي عمرو، فإنّه قرأ بالتاء: التذكير والتأنيث- في فعل هذا الضرب من الجميع، إذا تقدّم- جميعا حسنان، وقد تقدّم في غير موضع.
فأمّا يتفيّأ، فيتفعل من الفيء، يقال: فاء الظلّ يفيء فيئا، إذا رجع وعاد بعد ما كان ضياء الشمس نسخه، ومنه فيء المسلمين: لما يعود عليهم وقتا بعد وقت من خراج الأرضين المفتتحة والغنائم، فإذا عدّي قولهم: فاء، عدّي بزيادة الهمزة، أو تضعيف العين، فممّا عدّي بنقل الهمزة: ما أفاء الله على رسوله [الحشر/ 7] وبالتضعيف: فاء الظلّ وفيّأه الله، فتفيّأ: مطاوع فيّأه، فالفيء: ما نسخه ضوء الشمس، والظلّ: ما كان قائما لم تنسخه الشمس، مما يدل على ذلك قوله: ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا [الفرقان/ 45]، فالشمس ينسخ ضياؤها هذا الظل، فإذا زال ضياء الشمس الناسخ للظلّ، فاء الظلّ، أي:
رجع كما كان أوّلا، قال أبو زيد: ظهّر تظهيرا، وذلك قبل
[الحجة للقراء السبعة: 5/67]
نصف النهار إلى أن تزيغ الشمس وزيغها: إذا فاء الفيء، انتهى كلام أبي زيد.
قال أبو على: والضمير في قوله: ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا [الفرقان/ 46]. يجوز أن يكون للظلّ، ويجوز أن يكون لضياء الشمس، لأنّ كل واحد منهما يقبض قبضا يسيرا على التدريج.
وقال: أكلها دائم وظلها [الرعد/ 35]، وقال: وظل ممدود [الواقعة/ 30]، هما في الجنّة، فيكون ظلّا، ولا يكون فيئا، لأنّ ضياء الشمس لا ينسخه، على أن أبا زيد أنشد للنابغة الجعدي:
فسلام الإله يغدو عليهم... وفيوء الفردوس ذات الظّلال
وهذا الشعر قد أوقع فيه الفيء على ما لم تنسخه الشمس، وجمعه على فيوء، مثل بيت وبيوت، ويدلّ على أن الظل ما لم تنسخه الشمس قول النابغة: ذات الظلال، فسمّى ما في الجنة ظلّا، ويدل عليه قول الآخر:
فلا الظلّ من برد الضّحى تستطيعه... ولا الفيء من برد العشيّ تذوق
فجعل الظلّ وقت الضحى، لأنّ الشمس لم تنسخه في
[الحجة للقراء السبعة: 5/68]
ذلك الوقت، بدلالة ما تقدم حكايته، عن أبي زيد، وقال أبو عمر: أكثر ما تقول العرب: أفياء، وأنشد لعلقمة:
تتّبع أفياء الظّلال عشيّة... على طرق كأنّهن سبوب
قال أبو علي: فقول علقمة: أفياء الظلال، يجوز أن يكون جمع فيئا على أفياء، وأضافه إلى الظلال، على معنى أن الفيء يعود به الظل الذي كان نسخه ضوء الشمس، وأضافها إلى الظلّ كما يضاف المصدر إلى الفاعل، وأفياء يكون للعدد القليل مثل: أبيات وأعيان، وفيوء للكثير، كالبيوت والعيون، وقال: أرى المال أفياء الظّلال فتارة يئوب وأخرى يخبل المال خابله ومن هذا الباب قوله حتى تفيء إلى أمر الله [الحجرات/ 9] أي: ترجع عن بغيها إلى جملة أهل العدل، والفيء في الإيلاء مثل الرجعة في الطلاق، وهذه الآية في المعنى مثل قوله: ولله يسجد من في السموات والأرض طوعاو كرها وظلالهم بالغدو والآصال [الرعد/ 15]،
[الحجة للقراء السبعة: 5/69]
وزعموا أن الحسن كان يقول: يا ابن آدم أما ظلك فيسجد لله، وأما أنت فتكفر بالله.
وقال: (ظلاله) فأضاف الظلال إلى مفرد، ومعناه الإضافة إلى ذوي الظلال، لأن الذي يعود إليه الضمير واحد، يدلّ على الكثرة، وهو قوله: ما خلق الله [البقرة/ 228] وهذا مثل قوله: لتستووا على ظهوره [الزخرف/ 13]، فأضاف الظهور وهو جمع إلى ضمير مفرد، لأنه يعود إلى واحد يراد به الكثرة، وهو قوله: ما تركبون [الزخرف/ 12]، ومثل ذلك إضافة بين إلى ضمير المفرد في قوله: يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما [النور/ 43]، ولو أنّث لجاز من وجهين:
أحدهما: على قياس نخل خاوية [الحاقة/ 7] على قوله:
وينشىء السحاب الثقال [الرعد/ 12].
وممّا ينسب إلى ثعلب أنه قال: أخبرت عن أبي عبيدة أن رؤية قال: كلّ ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فيء وظلّ، وما لم تكن عليه الشمس فهو ظلّ. وقال بعض أهل التأويل: الظلّ هو الشخص نفسه، ويدلّ عندي على ما قال:
قول علقمة:
[الحجة للقراء السبعة: 5/70]
إذا نزلنا نصبنا ظلّ أخبية... وفار للقوم باللحم المراجيل
ألا ترى أنّهم ينصبون الظلّ الذي هو فيء، وإنما ينصبون الأخبية فيصير لها فيء ويمكن أيضا أن يستدلّ بقوله:
... أفياء الظلال عشيّة أي: أفياء الشخوص، فيحمل على هذا دون ما تأوّلناه، وقال: ظلّ أخبية، ولم يقل: ظلال أخبية، كما تقول:
شخوص أخبية، ولكنّه أفرد كما قال:
جلد الجواميس يريد: جلودها، فوضع الواحد موضع الجميع، ولا يكون ذلك على حذف المضاف، كأنه: ذا ظلّ أخبية، لأنّك حينئذ تضيف الشيء إلى نفسه، ألا ترى أن ذا ظل في قولك: ذا ظل، هو الظل، ويقوّي ذلك قول عمارة:
[الحجة للقراء السبعة: 5/71]
كأنّهنّ الفتيات اللّعس... كأنّ في أظلالهنّ الشّمس
أي: في أشخاصهن، لأنّ شبه الشمس إنّما هو في أشخاصها، دون ما يفيء من أفيائها، ويزعم هذا المتأوّل أن المعنى: أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء له ظلّ من جبل وشجر وبناء يتفيّأ ظلاله، أي: يكون للأشخاص فيء عن اليمين والشمائل، إذا كانت الشمس عن يمين الشخص، كان الفيء عن شماله، وإذا كانت على شماله، كان الفيء عن يمينه! وقيل: أول النهار عن يمين القبلة، وآخره عن شمال القبلة.
وقول الشاعر:
أفياء الظلال عشيّة وقولهم: أظلّ القوم عليهم، فيهما دلالة أيضا على أن الظلّ نفس الشخص). [الحجة للقراء السبعة: 5/72]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الثقفي: [تَتَفَيَّأُ ظُلَلَهُ]، وقراءة الناس: {ظِلالُهُ} .
قال أبو الفتح: الظُلَلُ: جمع ظُلّة، كحِلّة وحُلَلَ، وجِلّة وجُلَل. وقد يكون ظِلال جمع ظُلَة أيضا، كجُلَة وجِلال. وقالوا أيضا: حُلّة وحِلال، بالحاء غير معجمة. وقد يكون ظِلال جمع ظِلّ، كشِعْب وشِعاب، وبِئْر وبِئار، وذِئب وذِئاب). [المحتسب: 2/10]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم * أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشّمائل} 47 و48
قرأ حمزة والكسائيّ (أو لم تروا إلى ما خلق الله) بالتّاء على الخطاب وحجتهما قوله قبلها (فإن ربكم لرؤوف رحيم ألم تروا)
[حجة القراءات: 390]
وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عن غيب وتوبيخا لهم وحجتهم قوله قبلها {أو يأخذهم على تخوف}
قرأ أبو عمرو (تتفيأ ظلاله) بالتّاء وحجته أن كل جمع خالف الآدمين فهو مؤنث تقول هذه المساجد وهذه الظلال
وقرأ الباقون {يتفيأ} وحجتهم أن الفعل إذا تقدم جاز التّذكير منه). [حجة القراءات: 391]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {أولم يروا إلى ما خلق الله} قرأ حمزة والكسائي بالتاء، جعلاه خطابًا لجميع الخلق، وقرأ الباقون بالياء، ردوه على لفظ الغيبة التي قبله، وذلك قوله: «أن يخسف، أو يأتيهم، أو يأخذهم» «45، 46، 47» ثم قال: {أولم يروا} فجرى الكلام على سنن واحد في الغيبة، وهو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/37]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- قوله: {يتفيؤ} قرأه أبو عمرو بتاءين، على تأنيث لفظ الجمع، وهو «ظلال» وقرأ الباقون بياء وتاء، على تذكير معنى الجمع، أو على الحمل
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/37]
على المعنى؛ لأن «الظلال» هو «الظل» سواء، ولأن تأنيث هذا الجمع غير حقيقي؛ إذ لا ذكر له من لفظه، وقد تقدم لهذا نظائر، وهو الاختيار، لأن أكثر القراء عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/38]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {أَوَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ الله} [آية/ 48] بالتاء:
قرأها حمزة والكسائي، وكذلك في العنكبوت {أَوَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ}.
وتابعهما ياش- عن عاصم في العنكبوت.
والوجه أن المراد جميع الناس، والتقدير: أولم تروا أيها الناس إلى ما خلق الله، وهذا تنبيهٌ للكافة.
[الموضح: 737]
وقرأ الباقون {أَوَلَمْ يَرَوْا} بالياء في الموضعين، وكذلك ص- عن عاصم.
والوجه أنه على الغيبة؛ لأن ما قبله أيضًا إخبار عن الغائبين، وهو قوله تعالى {أَنْ يَخْسِفَ الله بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ}، فجرى على ما قبله). [الموضح: 738]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {تَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ} [آية/ 48] بتاءين:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
وقرأ الباقون {يَتَفَيَّأُ} بالياء.
والوجه أنه يتفعل من الفيء، والفيء: ما رجع من الظل بعد أن نسخته الشمس؛ لأنه من فاء إذا رجع، يقال: فاء الظل، وفيأه الله فتفيأ هو، فتفيأ مطاوع فيأ.
والتذكير والتأنيث جميعًا جائزان في قوله {يَتَفَيَّأُ}.
أما التاء فيه فللتأنيث، والتأنيث لأجل أن فاعله جماعةٌ، والجماعةُ مؤنثةٌ.
وأما الياء فلتذكير الفعل، وتذكيره من أجل أنه متقدمٌ، وفاعله غير حقيقي التأنيث؛ لكونه جمعًا، وتأنيث الجمع غير حقيقي). [الموضح: 738]

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)}

قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (51) إلى الآية (55) ]
{وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)}

قوله تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51)}

قوله تعالى: {وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)}

قوله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الزهري: [تَجَرُون]، بغير همز.
قال أبو الفتح: هذا في قوة القياس كقراءته أيضا : [لَكُمْ فِيهَا دِف]، وأصله {تَجْأَرُون}؛ فخفف الهمزة بأن ألقاها ونقل فتحتها إلى الجيم، فصار [تَجَرُونَ]، كقولك في تخفيف يَسْأَلون: يَسَلُون، وفي يَسْأَمُون: يَسَمون. ونظائره كثيرة قوية). [المحتسب: 2/10]

قوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما يُروى عن قتادة: [ثُمَّ إِذَا كَاشَفَ الضُّرَّ]، بألف.
قال أبو الفتح: قد جاء عنهم فاعَلَ من الواحد يراد به فَعَلَ، نحو طارَقْتُ النعل، أي: طرقْتُها، وعاقَبْتُ اللصَّ، وعافاه اللهُ، وقانَيْتُ اللونَ، أي: خلطته، في أحرف غير هذه، فكذلك يكون [ثُمَّ إِذَا كَاشَفَ الضُّرَّ] أي: كشف. ونحوه منه في المعنى والمثال: راخيتُ من خناقه، أي أرخيْتُ). [المحتسب: 2/10]

قوله تعالى: {لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مكحول عن أبي رافع، قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: [فَيُمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُون]، بالياء.
قال أبو الفتح: هو معطوف على الفعل المنصوب قبله، أي [لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَيُمَتَّعُوا]، ثم قال من بعد: [فَسَوْفَ يَعْلَمُون] ). [المحتسب: 2/11]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة