العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم الاعتقاد > جمهرة شرح أسماء الله الحسنى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 27 شعبان 1438هـ/23-05-2017م, 04:10 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

أدلّة هذا الاسم


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 شعبان 1438هـ/23-05-2017م, 04:10 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح ابن القيم (ت:751هـ)[الشرح المطول]



قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( ( الغَنِيُّ ):
(الربُّ تَعَالَى... هوَ الغَنِيُّ بذاتِهِ، الذي كلُّ ما سِوَاهُ مُحْتَاجٌ إليهِ، وليسَ بهِ حاجةٌ إلى أحدٍ) ([1])، ([كما] أنَّهُ... لا يَأْكُلُ ولا يَشْرَبُ ولا يَحْتَاجُ إلى شيءٍ مِمَّا يَحْتَاجُ إليهِ خَلْقُهُ بوجهٍ من الوجوهِ) ([2]).
(فـ[هُوَ]… (( الغَنِيُّ )) الذي غِنَاهُ منْ لوازمِ ذاتِهِ، وكلُّ مَنْ في السَّمَاواتِ والأرضِ عبيدٌ لهُ، مَقْهُورُونَ بِقَهْرِهِ، مُصَرَّفُونَ بِمَشِيئَتِهِ، لَوْ أَهْلَكَهُم جميعاً لمْ يَنْقُصْ منْ عِزِّهِ وَسُلْطَانِهِ وَمُلْكِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ وَإِلَهِيَّتِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ، قالَ تَعَالَى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)} [المائدة: 17]) ([3]).
(فَلَهُ الغِنَى الكاملُ التامُّ منْ كلِّ وجهٍ عنْ كلِّ أحدٍ بكلِّ اعْتِبَارٍ) ([4]).
([واللهُ سبحانَهُ وتَعَالَى] يُذَكِّرُ عِبَادَهُ فَقْرَهُم إليهِ، وَشِدَّةَ حَاجَتِهِم إليهِ منْ كلِّ وجهٍ، وأنَّهُم لا غِنَى لهمْ عنهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَيَذْكُرُ غِنَاهُ عنهم وعنْ جميعِ الموجوداتِ، وأنَّهُ الغَنِيُّ بنفسِهِ عنْ كلِّ ما سِوَاهُ، وكلُّ ما سِوَاهُ فَقِيرٌ إليهِ بنفسِهِ، وأنَّهُ لا يَنَالُ أحدٌ ذرَّةً من الخيرِ فما فَوْقَهَا إلاَّ بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ، ولا ذَرَّةً من الشرِّ فما فَوْقَهَا إلاَّ بِعَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ)([5]).
( قالَ اللهُ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)} [فاطر: 15].
بَيَّنَ سبحانَهُ في هذهِ الآيَةِ أنَّ فَقْرَ العبادِ إليهِ أَمْرٌ ذَاتِيٌّ لهم، لا يَنْفَكُّ عنهم، كما أنَّ كَوْنَهُ غَنِيًّا حَمِيداً أَمْرٌ ذَاتِيٌّ لهُ، فَغِنَاهُ وَحَمْدُهُ ثابِتٌ لهُ لذاتِهِ لا لأمرٍ أَوْجَبَهُ، وَفَقْرُ مَنْ سِوَاهُ أمرٌ ثابتٌ لهُ لذاتِهِ لا لأمرٍ أَوْجَبَهُ، فلا يُعَلَّلُ هذا الفقرُ بحدوثٍ ولا إمكانٍ، بلْ هوَ ذَاتِيٌّ للفقيرِ، فحاجةُ العبدِ إلى رَبِّهِ لذاتِهِ , لا لِعِلَّةٍ أَوْجَبَتْ تلكَ الحاجةَ، كما أنَّ غِنَى الربِّ سُبْحَانَهُ لِذَاتِهِ لا لأمرٍ أَوْجَبَ غِنَاهُ، كما قالَ شَيْخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ:
وَالْفَقْرُ لِي وَصْفُ ذَاتٍ لازِمٌ أَبَداً = كَمَا الغِنَى أَبَداً وَصْفٌ لَهُ ذَاتِي([6])
فالخلقُ فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ إلى ربِّهِ بالذاتِ لا بِعِلَّةٍ، وكلُّ ما يُذْكَرُ ويُقَرَّرُ منْ أسبابِ الفقرِ والحاجةِ فهيَ أَدِلَّةٌ على الفقرِ والحاجةِ , لا عِلَلٌ لذلكَ؛ إذْ ما بالذاتِ لا يُعَلَّلُ، فالفقيرُ بذاتِهِ مُحْتَاجٌ إلى الغنيِّ بذاتِهِ، فما يُذْكَرُ منْ إمكانٍ وحدوثٍ واحتياجٍ فهيَ أَدِلَّةٌ على الفقرِ لا أَسْبَابٌ لهُ، ولهذا كانَ الصوابُ في مسألةِ علَّةِ احتياجِ العالمِ إلى الربِّ سبحانَهُ غيرَ القَوْلَيْنِ اللَّذَيْنِ يَذْكُرُهُمَا الفلاسفةُ والمُتَكَلِّمُونَ؛ فإنَّ الفلاسفةَ قالُوا: عِلَّةُ الحاجةِ الإمكانُ، والمُتَكَلِّمُونَ قالُوا: عِلَّةُ الحاجةِ الحدوثُ، والصوابُ أنَّ الإمكانَ والحدوثَ مُتَلازِمَانِ، وَكِلاهُمَا دليلُ الحاجةِ والافتقارِ، وفَقْرُ العالَمِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ أَمْرٌ ذاتيٌّ لا يُعَلَّلُ، فهوَ فَقِيرٌ بذاتِهِ إلى رَبِّهِ الغَنِيِّ بذاتِهِ، ثُمَّ يُسْتَدَلُّ بإمكانِهِ وحدوثِهِ وغيرِ ذلكَ من الأَدِلَّةِ على هذا الفقرِ.
والمقصودُ أنَّهُ سُبْحَانَهُ أَخْبَرَ عنْ حقيقةِ العبادِ وَذَوَاتِهِم بأنَّهَا فَقِيرَةٌ إليهِ عَزَّ وَجَلَّ، كما أَخْبَرَ عنْ ذاتِهِ المُقَدَّسَةِ وَحَقِيقَتِهِ أنَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ.
فالفقرُ المُطْلَقُ منْ كلِّ وجهٍ ثابتٌ لِذَوَاتِهِم وَحَقَائِقِهم منْ حيثُ هيَ، والغِنَى المُطْلَقُ منْ كلِّ وجهٍ ثابتٌ لذاتِهِ تَعَالَى وَحَقِيقَتِهِ منْ حيثُ هيَ.
فَيَسْتَحِيلُ أنْ يكونَ العبدُ إلاَّ فَقِيراً، وَيَسْتَحِيلُ أنْ يكونَ الربُّ سبحانَهُ إلاَّ غَنِيًّا، كما أنَّهُ يَسْتَحِيلُ أنْ يكونَ العبدُ إلاَّ عَبْداً، والربُّ إلاَّ رَبًّا.
إذا عُرِفَ هذا فالفَقْرُ فَقْرَانِ:
- فقرٌ اضْطِرَارِيٌّ: وهوَ فَقْرٌ عامٌّ, لا خُرُوجَ لِبَرٍّ ولا فاجرٍ عنهُ، وهذا لا يَقْتَضِي مَدْحاً ولا ذَمًّا, ولا ثَوَاباً ولا عِقَاباً، بلْ هوَ بِمَنـْزِلَةِ كونِ المخلوقِ مَخْلُوقاً وَمَصْنُوعاً.
- والفقرُ الثاني: فَقْرٌ اخْتِيَارِيٌّ، هوَ نَتِيجَةُ عِلْمَيْنِ شَرِيفَيْنِ:
● أَحَدُهُمَا: مَعْرِفَةُ العبدِ بِرَبِّهِ.
● والثاني: مَعْرِفَتُهُ بِنَفْسِهِ.
فَمَتَى حَصَلَتْ لهُ هاتانِ المعرفتانِ أَنْتَجَتَا لهُ فَقْراً هوَ عَيْنُ غِنَاهُ وَعُنْوَانُ فَلاحِهِ وسعادتِهِ، وَتَفَاوُتُ الناسِ في هذا الفقرِ بِحَسَبِ تَفَاوُتِهِم في هاتَيْنِ المعرفتَيْنِ.
فمَنْ عَرَفَ رَبَّهُ بالغِنَى المُطْلَقِ عَرَفَ نفسَهُ بالفقرِ المطلقِ، ومَنْ عَرَفَ ربَّهُ بالقدرةِ التامَّةِ عَرَفَ نفسَهُ بالعجزِ التامِّ، ومَنْ عَرَفَ ربَّهُ بالعِزِّ التامِّ عَرَفَ نفسَهُ بالمسكنةِ التامَّةِ، ومَنْ عَرَفَ ربَّهُ بالعلمِ التامِّ والحكمةِ عَرَفَ نفسَهُ بالجهلِ(7).
فاللهُ سبحانَهُ أَخْرَجَ العبدَ منْ بَطْنِ أُمِّهِ لا يَعْلَمُ شيئاً ولا يَقْدِرُ على شيءٍ، ولا يَمْلِكُ شيئاً، ولا يَقْدِرُ على عطاءٍ ولا منعٍ ولا ضُرٍّ ولا نفعٍ ولا شيءٍ الْبَتَّةَ، فكانَ فَقْرُهُ في تلكَ الحالِ إلى ما بهِ كمالُهُ أَمْراً مَشْهُوداً مَحْسُوساً لكلِّ أَحَدٍ، ومعلومٌ أنَّ هذا لهُ منْ لَوَازِمِ ذاتِهِ، وما بالذاتِ دائمٌ بِدَوَامِهَا، وهوَ لمْ يَنْتَقِلْ منْ هذهِ الرُّتْبَةِ إلى رتبةِ الربوبيَّةِ أو الغِنَى، بلْ لمْ يَزَلْ عَبْداً فَقِيراً بذاتِهِ إلى بَارِئِهِ وفاطِرِهِ.
فَلَمَّا أَسْبَغَ عليهِ نعمتَهُ، وأفاضَ عليهِ رحمتَهُ، وساقَ إليهِ أسبابَ كمالِ وجودِهِ ظاهراً وباطناً، وَخَلَعَ عليهِ ملابسَ إِنْعَامِهِ، وجَعَلَ لهُ السَّمعَ والبصرَ والفؤادَ، وعلَّمَهُ وأَقْدَرَهُ وصَرَّفَهُ وحَرَّكَهُ ومَكَّنَهُ من استخدامِ بَنِي جِنْسِهِ، وسَخَّرَ لهُ الخيلَ والإبلَ، وَسَلَّطَهُ على دوابِّ الماءِ، وَاسْتِنـْزَالِ الطَّيْرِ من الهواءِ، وقَهْرِ الوحوشِ العاديةِ، وَحَفْرِ الأنهارِ، وغَرْسِ الأشجارِ، وَشَقِّ الأرضِ، وتَعْلِيَةِ البناءِ، والتَّحَيُّلِ على جميعِ مصالحِهِ، والتحَرُّزِ والتَّحَفُّظِ مماَّ يُؤْذِيهِ، ظَنَّ المسكينُ أنَّ لهُ نَصِيباً من الملكِ، وادَّعَى لنفسِهِ مُلْكاً معَ اللهِ سبحانَهُ، ورأى نَفْسَهُ بغيرِ تلكَ العينِ الأُولَى، ونَسِيَ ما كانَ فيهِ منْ حالةِ الإعدامِ والفقرِ والحاجةِ، حتَّى كأنَّهُ لمْ يكُنْ هوَ ذلكَ الفقيرَ المحتاجَ، بلْ كانَ ذلكَ شَخْصاً آخرَ غيرَهُ، كما رَوَى الإمامُ أحمدُ في " مُسندِهِ " منْ حديثِ بُسْرِ بنِ جَحَّاشٍ القُرَشِيِّ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَصَقَ يوماً في كفِّهِ فَوَضَعَ عليها إِصْبَعَهُ ثُمَّ قالَ: ((قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ)) ([8]).
ومِنْ هَا هُنَا خُذِلَ مَنْ خُذِلَ، وَوُفِّقَ مَنْ وُفِّقَ، فَحُجِبَ المخذولُ عنْ حقيقتِهِ، ونَسِيَ نفسَهُ؛ فَنَسِيَ فَقْرَهُ وحاجتَهُ وضرورتَهُ إلى ربِّهِ، فَطَغَى وبَغَى وعَتَا فَحَقَّتْ عليهِ الشِّقْوَةُ، قالَ تَعَالَى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7)} [العلق: 6 - 7]، وقالَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)} [الليل: 5 -10]، فَأَكْمَلُ الخلقِ أَكْمَلُهُم عبوديَّةً وأعظُمُهُم شُهُوداً لفقرِهِ وضرورتِهِ وحاجتِهِ إلى ربِّهِ وعدمِ استغنائِهِ عنهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ، ولهذا كانَ منْ دُعَائِهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلا إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ)) ([9]). وكانَ يَدْعُو: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)) ([10]). يَعْلَمُ أنَّ قَلْبَهُ بِيَدِ الرحمنِ عزَّ وجلَّ ([11]) لا يَمْلُكُ منهُ شَيْئاً، وأنَّ اللهَ سبحانَهُ يُصَرِّفُهُ كَمَا يَشَاءُ، كيفَ وهوَ يَتْلُو قولَهُ تَعَالَى: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74)} [الإسراء: 74]. فَضَرُورَتُهُ صلى الله عليه وسلم إلى رَبِّهِ وَفَاقَتُهُ إليهِ بِحَسَبِ مَعْرِفَتِهِ بهِ، وَحَسَبِ قُرْبِهِ منهُ ومنـزلتِهِ عندَهُ، وهذا أَمْرٌ إِنَّمَا بَدَا منهُ لمَنْ بَعْدَهُ ما يَرْشَحُ منْ ظاهرِ الوعَاءِ، ولهذا كانَ أقربَ الخلقِ إلى اللهِ وَسِيلَةً وَأَعظَمَهُم عندَهُ جَاهاً وأرفعَهُم عندَهُ منـزلةً؛ لتكميلِهِ مقامَ العبوديَّةِ والفقرِ إلى ربِّهِ عزَّ وجلَّ، وكانَ يقولُ لهم: ((أَيُّهَا النَّاسُ، مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْـزِلَتِي، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ)) ([12]). وكانَ يَقُولُ: ((لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَت النَّصَارَى المَسِيحَ ابنَ مَرْيَمَ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ)) ([13]) ).([14])
). [المرتبع الأسنى: ؟؟]


(1) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/328)
(2) هدايةُ الحَيارَى (523) .
(3) إغاثةُ اللهفانِ (1/341 - 342) .
(4) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/45) .
([5]) الفوائِدُ (52) .
([6]) وقال ابنُ القيمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى في القصيدةِ النونيةِ (242):
وَهُوَ الغَنِيُّ بِذَاتِهِ فَغِنَاهُ ذَا = تِيٌّ لَهُ كَالْجُودِ وَالإِحْسَانِ
(7) وقالَ رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى فِي طريقِ الهجرتينِ (32): (ولمَّا كانَ الفقرُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ هو عينُ الغِنَى به فأَفْقَرُ الناسِ إلى اللهِ أغناهُم به، وأذَلُّهُم له أعزُّهم، وأَضْعَفُهُم بينَ يديه أَقواهُم، وأجهلُهُم عند نفسِه أَعلَمُهم باللهِ، وأَمقتُهُم لنفسِه أقربُهُم إلى مَرضاةِ اللهِ كان ذِكْرُ الغِنَى باللهِ معَ الفقرِ إليه مُتلازِمَيْنِ مُتناسِبَيْنِ....
واعلَمْ أنَّ الغِنَى على الحقيقةِ لا يكونُ إلا للهِ الغنيِّ بذاتِه عن كلِّ ما سواه، وكلُّ ما سواهُ فموسومٌ بسِمَةِ الفقرِ كما هو موسومٌ بسمةِ الخلقِ والصُّنْعِ، وكما أن كونَهُ مخلوقًا أمرٌ ذاتيٌّ له فكونُه فقيرًا أمرٌ ذاتيٌّ له....، وغناه أمرٌ نسبِيٌّ إضافيٌّ عارضٌ له فإنه إنما استَغْنَى بأمرٍ خارجٍ عن ذاتِه فهو غنيٌّ به فقيرٌ إليه. ولا يُوصَفُ بالغِنَى على الإطلاقِ إلا مَن غِناهُ مِن لوازِم ذاتِه، فهو الغنيُّ بذاتِه عما سِواهُ، وهو الأحدُ الصمَدُ الغنيُّ الحميدُ).
([8]) رواه الإمام أحمد (17387) .
([9]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 117.
([10]) رواه التِّرْمِذِيُّ في كتابِ القَدَرِ / بابُ ما جاءَ أن القلوبَ بينَ أُصْبُعَيِ الرحمنِ (2140) وابْنُ مَاجَهْ في كتابِ الدعاءِ / بابُ دعاءِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ (3834) من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنه.
([11])كما في حديثِ النَّوَّاسِ بنِ سَمْعَانَ الكِلابِيِّ رضيَ اللهُ عنه الذي رَوَاهُ الإمامُ أَحْمَدُ (17178).
([12]) رَوَاهُ الإمامُ أَحْمَدُ (13184) من حديثِ أنسٍ رضيَ اللهُ عنه.
([13]) رَوَاهُ الإمامُ أَحْمَدُ (165) والبُخَارِيُّ في كتابِ أحاديثِ الأنبياءِ / بابُ قولِ اللهِ تعالَى : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} الحديثُ (3445) من حديثِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنه.
([14]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (7 -9) .


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 شعبان 1438هـ/23-05-2017م, 04:12 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح ابن القيم(ت:751ه)[الشرح المختصر]



قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (الغَنِيُّ:
(الرَّبُّ تَعالَى.. هوَ الغَنِيُّ بذَاتِهِ، الذي كُلُّ مَا سِوَاهُ مُحْتاجٌ إليهِ وَلَيْسَ بِهِ حَاجَةٌ إلى أَحَدٍ)([104]).
([كَمَا] أَنَّهُ … لا يَأْكُلُ ولا يَشْرَبُ ولا يَحْتَاجُ إلى شَيْءٍ مِمَّا يَحْتَاجُ إليهِ خَلْقُهُ بوَجْهٍ مِن الوُجُوهِ)([105]).
(فَلَهُ الغِنَى الكَامِلُ التَّامُّ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ عنْ كُلِّ أَحَدٍ بكُلِّ اعْتِبَارٍ) ([106])
). [المرتبع الأسنى: ؟؟]


([104]) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/328).
([105]) هدايةُ الحيارَى (523).
([106]) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/45).


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 شعبان 1438هـ/23-05-2017م, 04:12 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ)



قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (الغني وهو الغني والمستغني عن الخلق بقدرته وعز سلطانه والخلق فقراء إلى تطوله وإحسانه كما قال تعالى: {والله الغني وأنتم الفقراء}). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 شعبان 1438هـ/23-05-2017م, 04:29 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي


شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)



قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الغني
الغني في كلام العرب: الذي ليس بمحتاج إلى غيره. وكذلك الله ليس بمحتاج إلى أحد جل وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا كما قال: {إن الله لغني عن العالمين}. وكل الخلق إليه جل اسمه محتاج كما قال: {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله وهو الغني الحميد}. فالله عز وجل ليس بمحتاج إلى أحد فيما خلق وما يخلق، ودبر ويدبر، ويعطي ويرزق ويقضي ويمضي لا راد لأمره وهو على ما يشاء قدير.
هذا أصل الغني في كلام العرب، وهو أن لا تكون بالإنسان حاجة إلى غيره وإنما سمي ذو اليسار والمال غنيًا لاستغنائه بالمال الذي عنده عن غيره وحاجة الناس إلى ما عنده، وهذا مجاز. وليس في العالم أحد غنيًا في الحقيقة لأن بكل من فيه حاجة إلى غيره كان ذا يسار أو معدمًا كبيرًا كان أو صغيرًا لا بد له من الحاجة إلى غيره في معونة أو تصرف أو غير ذلك من أمور الدنيا التي بعضها منوط ببعض.
وجمع من في العالم محتاج بعضهم إلى بعض إلا القليل ممن صرفوا فكرهم عن أمر الدنيا دفعة وانصرفوا إلى الباري جل اسمه وعلا. إن أولئك لا يكادون يستغنون عما يؤاريهم من الملبس ويكفهم من الحر والبرد ويغذيهم من المطعم والمشرب. فأمر الدنيا كذلكم بعضه مقرون ببعض.
فليس الغني على الحقيقة غير الله، لأنه الغني في الحقيقة عن جميع الأشياء وكلنا إليه مفتقر محتاج.
وقد يقول القائل من الناس أنا غني عن فلان، وفلان موسر مكثر، وهو معدم فقير، وإنما صار غنيًا عنه، لصرفه الطمع عما لديه، فتساويا فيما بعد ذلك، بل لعل ذلك الموسر المكثر، إذا ارتفع طمع الفقير فيما لديه، يحتاج إلى ذلك الفقير في أمر من أمور الدنيا، مما يستعين به فيه، فيكون محتاجًا إليه وهو عنه غني، ولذلك قيل: «الغني غني النفس»، وينشد هذان البيتان ويقال إنهما لعثمان بن عفان رضي الله عنه:
غني النفس يغني النفس حتى يكفها = وإن أعسرت حتى يضر بها الفقر
وما عسرة فاصبر لها إن لقيتها = بكائنة إلا سيتبعها يسر
ومنه قول الخليل بن أحمد أنشدناه ابن الأنباري عن شيوخه:
أبلغ سليمان أني عنه في سعة = وفي غنى غير أني لست ذا مال
سخى بنفسي أني لا أرى أحدًا = يموت هزلاً ولا يبقى على حال
فقد كشف لك عن معنى الغنى، وأوضحه ألا ترى أنه قال: «أني عنه في سعة وفي غنى غير أني لست ذا مال» فقد عرفك أنه غني وهو غير ذي مال. فليس الغني بالمال فقط وكم من ذي مال مكثر لا يتصرف فيه ولا يستغني به ويتصدى لمعروف من هو دونه في اليسار، ويتضرع إليه فيصير هو الفقير وإن كان ذا مال، والمسؤول غنيًا وإن كان دونه في اليسار.
وأهل اللغة مجمعون على أن الغني من اليسار، وكثرة المال مقصور مكسور الأول، وأن الغناء من الصوت ممدود مكسور الأول، وأن الغناء بمعنى النفع ممدود مفتوح الأول، يقال: «فلان قليل الغناء عنك»، أي قليل النفع. قال الشاعر:
نقل غناء على مالك = إذا الحرب شبت بأجدالها
وربما جاء الغني من الجدة واليسار في الشعر ممدودًا ضرورة، وذلك عند الكوفيين جائز للشاعر استعماله ضرورة أعني مد المقصور، ولا يجيزه البصريون. وأنشد الكوفيون:
سيغنيني الذي أغناك عني = فلا فقر يدوم ولا غناء
فمد الغني كما ترى، وكان الزجاج ينشده «ولا غناء» بفتح أوله ويخرجه إلى معنى النفع، وقال: «النفع غير خارج عن معنى الغنى» وليس هذا بشيء لأن بين الغنى في اليسار والنفع بونًا بعيدًا.
ويجيز البصريون قصر الممدود للشاعر ولا يجيزون له مد المقصور، وفي هذا كلام طويل، وقد أملينا هذه المسألة بحججها وعللها في كتاب «المسائل الصغير» فكرهنا تطويل الكتاب بذكرها.
وضد الغني: الفقير، ويقال فلان غني بين الغنى، وفلان فقير بين الفقر. قالوا اشتقاق الفقير من شيئين: أحدهما من فقرته أي كسرت فقار ظهره فكأنه لما ناله من ضعف الفقر والمسكنة فقير أي مكسور الفقار لا نهوض به.
والآخر أن يكون من فقرت مشفر البعير إذا حزرته بحديدة، ثم جعلت على موضع الحز الجرير وعليه وتر ملوي لتذله بذلك وتروضه لينقاد، فكأن الفقير لسوء حاله ذليل منقاد.
وللعرب ألفاظًا تستعملها في الغنى والفقر نذكر بعضها في هذا الموضع لأنه يليق بذلك، فمما يقال في الغنى على ما قرأته على أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج. قال: قرأت على أبي محمد بن الطيان المعروف بالقرشي. وقال: قرأت على أبي يوسف يعقوب بن إسحاق السكيت قال:
تقول العرب للغني: «إنه لمكثر» و«إنه لمثر» و«قد أثرى يثري إثراء» إذا كثر ماله، وثرا بنو فلان بني فلان إذا صاروا أكثر منهم.
ويقال: «إنه لذو ثراء وثروة» يراد أنه لذو عدد وكثرة.
ويقال: «إنه لذو وفر وذو دثر، وقد استوثن من المال واستوثج»، و«إنه لمترب»: له مال مثل التراب كثرة، وإن له لمالا جما أي كثيرًا، و«رجل مال وميل»، كثير المال. و«قد أمر ماله يأمر أمرًا»: إذا كثر، و«قد ضفا ماله يضفوا ضفوًا وضفوًا» كذلك.
ويقال: «أضنى» القوم و«أضنؤوا»: إذا كثرت ماشيتهم، والمشاء والغشاء والوشاء ممدودات -: تناسل المال وكثرته.
ويقال: «إن له مالاً عكمسًا، وعكابسًا، وعكبسًا، وعكامسًا»: أي كثيرًا وهو في الماشية والإبل. وكل كثير متراكب: عكامس. ويقال: «إن له لمالاً ذا مز». والمز: الفضل، ويقال: «إن له لغنمًا علبطة»: أي كثيرة، ولا يقال إلا في الغنم.
ويقال: «رجل حظيظ جديد»: إذا كان ذا حظ من الرزق وذا جد، «ورجل مرعب»: كثير المال، ويقالك «فلان في عيش رخاخ وعفاهم» أي واسع، و«إنه لفي أمة وبلهنية، ورفهنية، ورفاهية»، و«في غضراء من العيش»، و«إنه لذو طثر» يراد بذلك السعة، و«فلان في عيش رقيق الحواشي» أي ناعم.
والحلق، المال الكثير، وكذلك الدبر، و«قد أحرف فلان»: كثر ماله ويقال: «جاء فلان بالطم والرم»: إذا جاء بالكثر، والطم: الرطب، والرم: اليابس. والفنع: كثرة المال، و«وقع فلان في الاهيغين»: أي في الطعام والشراب، و «فلان عريض البطان»: إذا أثرى وكثر ماله، و«رخي اللبب» كذلك يصنع ما شاء، ويقال: «جاء بالضح والريح» في موضع الكثرة أي بما طلعت عليه الشمس وجرت عليه الريح. «وفلان مليء زكاة»: أي حاضر النقد.
ويقال «وفي المال يفي وفاء»، و«نمى ينمي نماء»: إذا كثر و«رجل مضر» أي له ضرة من المال أي قطعة يعتمد عليها، والهيء: الطعام، والجيء: الشراب.
ويقال «فاد لفلان مال يفيد فيدًا»: إذا ثبت له مال. والاسم الفائدة، وقالوا: «استفاد فلان مالا استفادة»، وكرهوا أن يقولوا: «أفاد مالا»، وقال بعض العرب: «أفاد مالا»: إذا استفاد مالا.
ويقال: فلان في عيش غرير، وأغرل، وأرغل، وأغضف، وأوطف، وأغلف: إذا كان مخصبًا، وعيش رغد مغد بمعنى، وعام أزب: مخصب، ورجل مضيع: كثير الضيعة، والغيداق: الواسع من كل شيء. ويقال: أرتع القوم: وقعوا في خصب ورعوا.
ومما يقال في الفقر قد ذكرنا معنى الغنى والفقر واشتقاقهما، وأكثر أهل العلم على أن الفقير: الذي له البلغة من العيش، والمسكين: الذي لا شيء له وبالإسناد المتقدم عن ابن السكيت قال: قال يونس بن حبيب: قلت لأعرابي: أفقير أنت؟ قال: لا والله بل مسكين، يقال من ذلك على ما ذكره ابن السكيت بالإسناد المتقدم: فلان فقير، مقتر، محوج، مقل، مخل، معوز، مفتاق: ذو فاقة، محتاج: ذو حاجة،
مسكين، معدم، صعلوك، ذو خصاصة، سبروت وقد قيل: سبريت أيضًا كانع، مدقع، قانع وهو الذي يسأل الناس، يقال منه: قنع يقنع قنوعًا إذا سأل، ومن الرضا قنع يقنع قناعة يقال: «نسأل الله القناعة بما رزق، ونعوذ به من القنوع»، وينشد للشماخ:
لمال المرء يصلحه فيغني = مفاقره أعف من القنوع
أي من مسألة الناس. ويقال أيضًا «رجل مملط»، «ومعصب» وهو الذي عصبت السنون ماله وقيل: هو الذي يتعصب بالخرق من سوء الحال والجوع. والمسيف: الذي قد ذهب ماله والسواف: الموت، وقع في المال سواف، وهذا قول الأصمعي، والأول قول أبي عبيدة وإنه لمخفق، وإنه لملفلج، وملفج بفتح الفاء وكسرها قد رويا جميعًا ومفلس، وعائل عال يعيل: إذا افتقر، وعال يعول: إذا جار، وأعال عياله يعيلهم: إذا صانهم ويقال رجل مكد: إذا امتنعت عليه الأشياء، ورجل مبلط: قد لزق من فقره بالبلا وهي الأرض الملساء، ويقال رجل مصرم، مخف، جحد، معر، زمر، كل هذا بمعنى قلة المال.
وفلان ذو خصاصة وهي الفقر والحاجة، والشظف: يبس العيش وشدته، ورجل ترب: إذا لزق بالتراب لفقره، ويقال رجل مرمل، ومنفق، ومقو، إذا ذهب طعامه في سفر أو حضر، ورجل مقفر: إذا بات في القفر فلم يأو إلى منزل، ولم يكن معه زاد، ورجل مكر: إذا ذهب ماله وكذلك إذا ذهب زاده في السفر، ومنفض: إذا ذهب طعامه من اللبن وغيره.
ومن أمثال العرب «النفاض يقطر الجلب»: معناه إذا انفض القوم قطروا إبلهم التي كانوا يضنون بها فجلبوها للبيع. ورجل أرمل محتاج، وقوم أرملة وأراملة وأرامل.
وقال أبو عبيدة: جاء في الحديث «لا يترك في الإسلام مفرج» - بالجيم وهو المغلوب المحتاج أي لا يترك في أخلاق المسلمين حتى يوسع عليه.
والضفف: قلة ذات اليد وكثرة العيال وكذلك الوبد: الضيق وكثرة العيال، «والحور بعد الكور»: القلة بعد الكثرة، قال الأصمعي: مثله: «العنوق بعد النوق»، «والمجرف»: الذي قد ذهب ماله، والمجلف: الذي ذهب أكثر ماله، وهذا باب يكثر جدًا، وفي هذا المقدار منه كفاية في هذا الموضوع، ونعود لتمام القول في معنى الغنى.
ويقال: غنيت عن كذا وكذا غنى، وأنا عنه غان، ومنه قول طرفة:
متى تأتني أصبحك كأسًا روية = وإن كنت عنها غانيًا فاغن وازدد
وغنينا بمكان كذا وكذا أي أقمنا به. والمغني: المنزل، والجمع مغان، قيل سمي بذلك لأنهم غنوا بالمقام به عن سواه.
والغانية من النساء قيل: هي التي غنيت بحسنها عن التحسن، وهو قول الأصمعي، وقيل: هي التي غنيت بزوجها، والجمح الغواني. قال النابغة:
في إثر غانية رمتك بسهمها = فأصاب قلبك غير أن لم تقصد
ويروى «في أثر جارية». وقالوا في قول النابغة:
غنيت بذلك إذ هم لك جيرة = منها بعطف رسالة وتودد
أي عاشت بذلك من قول الله عز وجل: {كأن لم يغنوا فيها} وقوله: بعطف رسالة وتودد منها لي أي غنيت تلك الحال التي وصفها عنها، وغنيت أنا بعطف رسالة منها وتودد، فاضمر لما في سياق الكلام عليه من الدليل.
والغناء من الصوت كما ذكرت لك ممدود. قال الشاعر:
تغن بالشعر أما كنت قائله = إن الغناء لهذا الشعر مضمار). [اشتقاق أسماء الله: 117-125]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 شعبان 1438هـ/23-05-2017م, 04:31 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)



قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (89- الغني: هو الذي استغنى عن الخلق وعن نصرتهم وتأييدهم لملكه فليست به حاجة إليهم، وهم إليه فقراء محتاجون كما وصف نفسه تعالى فقال عز من قائل: {والله الغني وأنتم الفقراء} [محمد: 38] ). [شأن الدعاء: 92-93]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 شعبان 1438هـ/23-05-2017م, 04:32 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ)



قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الغنيّ قال الله عزّ وجلّ: {وهو الغنيّ}.
وروي عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أسماء الله الغنيّ). [التوحيد: 2/158]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 رمضان 1438هـ/8-06-2017م, 09:25 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح ابن سعدي (ت:1376هـ)



قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ): ("الغني، المغني" فهو الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق، من جميع الوجوه والاعتبارات لكماله، وكمال صفاته، فلا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، ولا يمكن أن يكون إلا غنيا، لأن غناه من لوازم ذاته، كما لا يكون إلا خالقا، قادرا، رازقا، محسنا، فلا يحتاج إلى أحد بوجه من الوجوه، فهو الغني، الذي بيده خزائن السموات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة. المغني جميع خلقه غنى عاما، والمغني لخواص خلقه بما أفاض على قلوبهم من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية). [تيسير الكريم المنان: 948] (م)


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة