جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قال فما خطبكم أيّها المرسلون} يقول: قال إبراهيم لضيفه: فما شأنكم أيّها المرسلون). [جامع البيان: 21/531]
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({قالوا إنّا أرسلنا إلى قومٍ مجرمين} قد أجرموا بالكفر باللّه عزّ وجلّ). [جامع البيان: 21/531]
تفسير قوله تعالى: (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لنرسل عليهم حجارةً من طينٍ (33) مسوّمةً عند ربّك للمسرفين (34) فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: قال الله عزّ وجلّ {لنرسل عليهم حجارةً من طينٍ} يقول: لنمطر عليهم من السّماء حجارةً من طينٍ {مسوّمةً} يعني: معلّمةً.
- كما: حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ). [جامع البيان: 21/531-532]
تفسير قوله تعالى: (مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: ... وقال غيره: .... وقال: {مسوّمةً} [الذاريات: 34] : معلّمةً، من السّيما قتل الإنسان لعن "). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره مسوّمةً معلّمةً من السيما هو قول أبي عبيدة ووصله بن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاس في قوله مسومة قال معلّمةً وأخرج الطّبريّ من طريق العوفيّ عن بن عبّاس في قوله مسومة قال مختومةً بلونٍ أبيض وفيه نقطةٌ سوداء وبالعكس). [فتح الباري: 8/601]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال: مسوّمةً معلمةً من السّما
أي: قال غير ابن عبّاس أيضا في قوله تعالى: {لنرسل عليهم حجارة من طين (33) مسومة عند ربك للمسرفين} (الذاريات: 33، 34) وفسّر: (مسومة) بقوله: (معلمة من السيما) وهي من السومة وهي العلامة). [عمدة القاري: 19/192]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره): أي غير ابن عباس ({مسوّمة}) أي (معلمة من السيما) بكسر السين المهملة وسكون التحتية مقصورًا وهي العلامة). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {مسوّمةً عند ربّك للمسرفين} قال: المسوّمة: الحجارة المختومة، يكون الحجر أبيض فيه نقطةٌ سوداء، أو يكون الحجر أسود فيه نقطةٌ بيضاء فذلك تسويمها عند ربّك يا إبراهيم للمسرفين، يعني للمتعدّين حدود اللّه، الكافرين به من قوم لوطٍ). [جامع البيان: 21/532]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله مسومة قال يعني معلمة). [تفسير مجاهد: 2/619]
تفسير قوله تعالى: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين} يقول تعالى ذكره: فأخرجنا من كان في قرية سدوم، قرية قوم لوطٍ من أهل الإيمان باللّه وهم لوطٌ وابنتاه، وكنى عن القرية بقوله: {من كان فيها} ولم يجر لها ذلك قبل ذلك). [جامع البيان: 21/532]
تفسير قوله تعالى: (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين (36) وتركنا فيها آيةً للّذين يخافون العذاب الأليم}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: فما وجدنا في تلك القرية الّتي أخرجنا منها من كان فيها من المؤمنين غير بيتٍ من المسلمين، وهو بيت لوطٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين} قال: لو كان فيها أكثر من ذلك لأنجاهم اللّه، لتعلموا أنّ الإيمان عند اللّه محفوظٌ لا ضيعة على أهله.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ {فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين} قال: هؤلاء قوم لوطٍ لم يجدوا فيها غير لوطٍ.
- حدّثني ابن عوفٍ قال: حدّثنا أبو المغيرة، قال: حدّثنا صفوان قال: حدّثنا أبو المثنّى، ومسلمٌ أبو حسبة الأشجعيّ قال اللّه: {فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين} لوطًا وابنتيه قال: فحلّ بهم العذاب قال اللّه: {وتركنا فيها آيةً للّذين يخافون العذاب الأليم}). [جامع البيان: 21/532-533]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} قال: لوط وابنتيه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: كانوا ثلاثة عشر). [الدر المنثور: 13/667-668]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} قال: لو كان فيها أكثر من ذلك لنجاهم الله ليعلموا أن الإيمان عند الله محفوظ لا ضيعة على أهله). [الدر المنثور: 13/668]
تفسير قوله تعالى: (وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وتركنا فيها آيةً للّذين يخافون العذاب الأليم} يقول: وتركنا في هذه القرية الّتي أخرجنا من كان فيها من المؤمنين آيةً، وقال جلّ ثناؤه: {وتركنا فيها آيةً} والمعنى: وتركناها آيةً لأنّها الّتي ائتفكت بأهلها، فهي الآية، وذلك كقول القائل: يرى الشّيء في هذا الشّيء عبرةً وآيةً؛ ومعناها: هذا الشّيء آيةٌ وعبرةٌ، كما قال جلّ ثناؤه {لقد كان في يوسف وإخوته آياتٌ للسّائلين} وهم كانوا الآيات وفعلهم، ويعني بالآية: العظة والعبرة، للّذين يخافون عذاب اللّه الأليم في الآخرة). [جامع البيان: 21/533]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية في قوله العذاب الأليم قال الموجع). [تفسير مجاهد: 2/619]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {وتركنا فيها آية} قال: ترك فيها صخرا منضودا). [الدر المنثور: 13/668]