وقوع أدوات الشرط بعد (إذا)
اجتماع الشرطين له أحكام سنعرض لها في الحديث عن أدوات الشرط الجازمة.
وقد جاء في القرآن الكريم وقوع (إن) الشرطية بعد (إذا) في آيتين واقترنت (إن) بالفاء، لأن أداة الشرط الثانية إذا جعلت في جواب أداة الشرط الأولى وجب اقترانها بالفاء.
وجاءت (لو) بعد (إذا) مقترنة بالفاء في آية، وجاءت غير مقترنة بالفاء: لأن (إذا) فيها متمحضة للظرفية؛ كما جاءت (إن) بعد (إذا) ولم تقترن بالفاء؛ لأنها لم تجعل في جواب (إذا).
وهذه هي الآيات:
1- {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}[4: 25]. (إن) الشرطية واقعة في جواب (إذا) [البحر:3/224]، [العكبري:1/99].
2- {وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [4: 6]. (إن) في جواب (إذا) [الكشاف:1/248]، [العكبري:1/94]، [البحر:3/171].
3- {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [47: 21] في [البحر:8/82]: «الظاهر أن جواب (إذا) قوله: {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ}؛ كما تقول: (إذا) كان الشتاء فلو جئتني لكسوتك. وقيل: الجواب محذوف».
4- {فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [2: 196].
5- {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ} [2: 180]. جواب الشرط محذوف. [البحر:2/19]
6- {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا} [3: 156]. (إذا) هنا ظرفية. [الكشاف:1/225]، [العكبري:1/87]، [البحر:3/92-93].
[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص202]