إكرام صاحب القرآن

[عبد العزيز بن داخل المطيري]

● إكرام صاحب القرآن ●

عناصر الموضوع:
● إكرام أهل القرآن والنهي عن إيذائهم
● من النصيحة لله تعالى ولكتابه إكرام قارئ القرآن
● تقديم الأقرأ في الإمامة للصلاة
● تقديم الأقرأ للقرآن عند الدفن ولو كانوا شهداء
● فضل مجالسة القراء
● من إنزال الناس منازلهم توقير أهل القرآن
● أهل القرآن أسعد الناس بولاية الله والدخول في ذمته
● ذم التعالي والتعاظم على أهل القرآن
● من قال من إجلال الله إكرام حامل القرآن

[أم أسماء باقيس]

......

[أروى المطيري]

إكرام أهل القرآن والنهي عن إيذائهم

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (الباب الثالث: في إكرام أهل القرآن والنهي عن إيذائهم
قال الله عز وجل: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، وقال الله تعالى: {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه}، وقال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}، وقال تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.
وفي الباب حديث أبي مسعود الأنصاري وحديث ابن عباس المتقدمان في الباب الثاني). [التبيان في آداب حملة القرآن:22]
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن من إجلال الله تعالى: إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)). رواه أبو داود وهو حديث حسن). [التبيان في آداب حملة القرآن:22]

[أروى المطيري]

من النصيحة لله تعالى ولكتابه إكرام قارئ القرآن

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (ومن النصيحة لله تعالى ولكتابه: إكرام قارئه وطالبه وإرشاده إلى مصلحته، والرفق به ومساعدته على طلبه بما أمكن، وتأليف قلب الطالب، وأن يكون سمحا بتعليمه في رفق، متلطفا به ومحرضا له على التعلم.
وينبغي أن يذكره فضيلة ذلك؛ ليكون سببا في نشاطه، وزيادة في رغبته، ويزهده في الدنيا، ويصرفه عن الركون إليها والاغترار بها، ويذكره فضيلة الاشتغال بالقرآن وسائر العلوم الشرعية، وهو طريق العارفين وعباد الله الصالحين، وأن ذلك رتبة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.
وينبغي أن يشفق على الطالب ويعتني بمصالحه، كاعتنائه بمصالح ولده ومصالح نفسه، ويجري المتعلم مجرى ولده في الشفقة عليه، والصبر على جفائه وسوء أدبه، ويعذره في قلة أدبه في بعض الأحيان، فإن الإنسان معرض للنقائص؛ لا سيما إن كان صغير السن.
وينبغي أن يحب له ما يحب لنفسه من الخير، وأن يكره له ما يكره لنفسه من النقص مطلقا.
فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (أكرم الناس علي: جليسي الذي يتخطى الناس حتى يجلس إلي، لو استطعت أن لا يقع الذباب على وجهه لفعلت)، وفي رواية: (إن الذباب ليقع عليه فيؤذيني). [التبيان في آداب حملة القرآن:36-37]

[أروى المطيري]

تقديم الأقرأ في الإمامة للصلاة

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):(ثبت عن ابن مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى)). رواه مسلم). [التبيان في آداب حملة القرآن:20-21](م)

[أروى المطيري]

تقديم الأقرأ للقرآن عند الدفن ولو كانوا شهداء

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: ((أيهما أكثر أخذا للقرآن؟)) فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد). رواه البخاري).
[التبيان في آداب حملة القرآن:23]

[أروى المطيري]

فضل مجالسة القراء

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان القراء أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولاً وشباباً). رواه البخاري في صحيحه
وسيأتي في الباب بعد هذا أحاديث تدخل في هذا الباب). [التبيان في آداب حملة القرآن:20-21](م)

[أروى المطيري]

من إنزال الناس منازلهم توقير أهل القرآن

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (عن عائشة رضي الله عنها قالت: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم). رواه أبو داود في سننه والبزار في مسنده، قال الحاكم أبو عبد الله في علوم الحديث: هو حديث صحيح).
[التبيان في آداب حملة القرآن:22]

[أروى المطيري]

أهل القرآن أسعد الناس بولاية الله والدخول في ذمته

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل قال: [من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب])). رواه البخاري.
وثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من صلى الصبح فهو في ذمة الله تعالى، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته)).
وعن الإمامين الجليلين أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما قالا: (إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي).
قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر -رحمه الله-: (اعلم يا أخي -وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته-: أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب؛ ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}) ). [التبيان في آداب حملة القرآن:23- 25]

[أروى المطيري]

ذم التعالي والتعاظم على أهل القرآن

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (وينبغي أن لا يتعاظم على المتعلمين بل يلين إليهم ويتواضع لهم؛ فقد جاء في التواضع لآحاد الناس أشياء كثيرة معروفة، فكيف بهؤلاء الذين هم بمنزلة أولاده، مع ما هم عليه من الاشتغال بالقرآن، مع ما لهم عليه من حق الصحبة وترددهم إليه؟

وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه)).
وعن أبي أيوب السختياني رحمه الله قال: (ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله عز وجل) ). [التبيان في آداب حملة القرآن:37-38](م)

[أم سهيلة]

من قال من إجلال الله إكرام حامل القرآن

قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (من قال من إجلال الله إكرام حامل القرآن.
- حدّثنا معاذ بن معاذٍ، عن عوفٍ، عن زياد بن مخراقٍ، عن أبي كنانة، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: (إنّ من إجلال الله إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه). [مصنف ابن أبي شيبة: 10/551]