تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أنّي رسول اللّه إليكم فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم واللّه لا يهدي القوم الفاسقين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: واذكر يا محمّد إذ قال موسى بن عمران لقومه: {يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون} حقًّا أنّي رسول اللّه إليكم.
وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}. يقول: فلمّا عدلوا وجاروا عن قصد السّبيل {أزاغ اللّه قلوبهم}: يقول: أمال اللّه قلوبهم عنه.
- وقد: حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا العوّام، قال: حدّثنا أبو غالبٍ، عن أبي أمامة، في قوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}. قال: هم الخوارج.
{واللّه لا يهدي القوم الفاسقين}. يقول: واللّه لا يوفّق لإصابة الحقّ القوم الّذين اختاروا الكفر على الإيمان). [جامع البيان: 22/612-613]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله تعالى: {من بعدي اسمه أحمد} [الصف: 6]
- حدّثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيبٌ، عن الزّهريّ، قال: أخبرني محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ لي أسماءً، أنا محمّدٌ، وأنا أحمد، وأنا الماحي الّذي يمحو اللّه بي الكفر، وأنا الحاشر الّذي يحشر النّاس على قدمي، وأنا العاقب»). [صحيح البخاري: 6/151]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله من بعدي اسمه أحمد في رواية أبي ذرٍّ باب يأتي من بعدي وذكر فيه حديث جبير بن مطعمٍ وقد تقدّم شرحه مستوفى في أوائل السّيرة النّبويّة). [فتح الباري: 8/641]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بابٌ: {من بعدي اسمه أحمدٌ} (الصّفّ: 6)
وقبله: {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إنّي رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التّوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} الآية. سمّاه الله أحمد اشتقاقا من اسمه أو مبالغة في الفاعل، والمعنى: من حمدني فأنت أحمد منه، واسمه عند أهل الإنجيل: الفار قليط، من جبال فاران: روح الحق الّذي لا يتكلّم من قبل نفسه). [عمدة القاري: 19/233]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله تعالى: {من بعدي اسمه أحمد}
(قوله تعالى من) ولأبي ذر باب بالتنوين {يأتي من بعدي اسمه أحمد} [الصف: 6] قال في الدر يحتمل النقل من الفعل المضارع أو من أفعل التفضيل والظاهر الثاني وعلى كلا الوجهين فمنعه من الصرف للعلمية والوزن الغالب إلا أنه على الأوّل يمتنع معرفة وينصرف نكرة وعلى الثاني يمتنع تعريفًا وتنكيرًا لأنه تخلف العلمية الصفة وإذا نكر بعد كونه علمًا جرى فيه خلاف سيبويه والأخفش وهي مسألة مشهورة عند النحاة وأنشد حسان يمدحه عليه الصلاة والسلام وصرفه:
صلى الإله ومن يحف بعرشه = والطيبون على المبارك أحمد
فأحمد بدل أو بيان للمبارك.
- حدّثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيبٌ عن الزّهريّ قال: أخبرني محمّد بن جبير بن مطعمٍ عن أبيه -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: «إنّ لي أسماءً، أنا محمّدٌ، وأنا أحمد، وأنا الماحي، الّذي يمحو اللّه بي الكفر، وأنا الحاشر، الّذي يحشر النّاس على قدمي، وأنا العاقب».
وبه قال: (حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: (أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة (عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب أنه (قال: أخبرني) بالإفراد (محمد بن جبير) بن مطعم (عن أبيه) جبير (-رضي الله عنه-) أنه (قال: سمعت رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول):
(إن لي أسماء أنا محمد) لجمعه جلائل الخصال المحمودة وهذا البناء يدل على بلوغ النهاية في الحمد (وأنا أحمد) أفعل من الحمد قطع متعلقه للمبالغة (وأنا الماحي الذي يمحو الله الكفر) لأنه بعث والدنيا مظلمة بالكفر فأتى -صلّى اللّه عليه وسلّم- بالنور الساطع حتى محاه (وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على
قدمي) بكسر الميم وتخفيف التحتية أي على أثري وزمان نبوّتي ليس بعدي نبي وقيل المراد أنه يحشر أوّل الناس يوم القيامة. قال الطيبي: وهو من الإسناد المجازي لأنه سبب في حشر الناس لأن الناس لم يحشروا ما لم يحشر (وأنا العاقب) أي الذي يخلف في الخير من كان قبله). [إرشاد الساري: 7/382-383]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله: {ومبشّرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}
- أخبرنا عليّ بن شعيبٍ، عن معن بن عيسى، قال: حدّثنا مالكٌ، عن الزّهريّ، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لي خمسة أسماءٍ، أنا محمّدٌ، وأحمد، وأنا الحاشر الّذي يحشر النّاس على قدميّ، وأنا الماحي الّذي يمحو الله بي الكفر، وأنا العاقب»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/299]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إنّي رسول اللّه إليكم مصدّقًا لما بين يديّ من التّوراة ومبشّرًا برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد فلمّا جاءهم بالبيّنات قالوا هذا سحرٌ مبينٌ}.
يقول تعالى ذكره: واذكر أيضًا يا محمّد إذ قال عيسى ابن مريم لقومه من بني إسرائيل: {يا بني إسرائيل إنّي رسول اللّه إليكم مصدّقًا لما بين يديّ من التّوراة} الّتي أنزلت على موسى {ومبشّرًا} أبشّركم {برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني معاوية بن صالحٍ، عن سعيد بن سويدٍ، عن عبد الأعلى بن هلالٍ السّلميّ، عن عرباض بن سارية، قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّي عند اللّه مكتوبٌ لخاتم النّبيّين، وإنّ آدم لمنجدلٌ في طينته، وسأخبركم بأوّل ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، والرّؤيا الّتي رأت أمّي، وكذلك أمّهات النّبيّين، يرين أنّها رأت حين وضعتني أنّه خرج منها نورٌ أضاءت منه قصور الشّام.
{فلمّا جاءهم بالبيّنات} يقول: فلمّا جاءهم أحمد بالبيّنات، وهي الدّلالات الّتي آتاه اللّه حججًا على نبوّته قالوا هذا ساحرٌ مبينٌ} يقول: يبتن ما أتى به غير أنّه ساحرٌ). [جامع البيان: 22/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يضحك الله إليهم: القوم إذا اصطفوا للصلاة والقوم إذا اصطفوا لقتال المشركين ورجل يقوم إلى الصلاة في جوف الليل، قوله تعالى: {وإذ قال عيسى ابن مريم} الآية). [الدر المنثور: 14/446]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن مردويه عن العرياض بن سارية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني عبد الله في أم الكتاب وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته وسوف أنبئكم بتأويل ذلك، أنا دعوة إبراهيم وبشارة عيسى قومه ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاء له قصور الشام). [الدر المنثور: 14/446]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي موسى قال: أمرنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي قال: ما منعك أن تسجد لي قلت: لا نسجد إلا لله قال: وما ذاك قلت: إن الله بعث فينا رسوله وهو الرسول الذي بشر به عيسى بن مريم برسول يأتي من بعد اسمه أحمد فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا). [الدر المنثور: 14/447]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مالك والبخاري ومسلم والدرامي والترمذي والنسائي عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لي خمسة أسماء: أنا محمد وأنا أحمد وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا العاقب والعاقب الذي ليس بعده نبي). [الدر المنثور: 14/447]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالس، وابن مردويه عن جبير بن مطعم سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: أنا محمد وأنا أحمد والحاشر ونبي التوبة ونبي الملحمة). [الدر المنثور: 14/447]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أعطيت ما لم يعط أحد من أنبياء الله قلنا يا رسول الله ما هو قال: نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل لي تراب الأرض طهورا وجعلت أمتي خير الأمم). [الدر المنثور: 14/447]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {فلما جاءهم بالبينات} قال: محمد وفي قوله: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم} قال: بألسنتهم). [الدر المنثور: 14/448]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مسروق أنه كان يقرأ التي في المائدة وفي الصف وفي يونس ساحر). [الدر المنثور: 14/448]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {هذا سحر مبين} بغير ألف وقرأ {والله متم نوره} بتنوين متم وبنصب نوره). [الدر المنثور: 14/448]