(لو) بمعنى (إن) الشرطية
قال [الرضى: 2/ 363]: «وقد يجيء جواب (لو) قليلا لازم الوجود في جميع الأزمنة في قصد المتكلم وآية ذلك أن يكون الشرط مما يستبعد استلزامه لذلك الجزاء بل يكون نقيض ذلك الشرط أنسب وأليق باستلزامه لذلك الجزاء فيلزم استمرار وجود ذلك الجزاء على كل تقدير لأنك تحكم في الظاهر أنه لازم للشرط الذي نقيضه أولى باستلزام ذلك الجزاء.
فيكون ذلك الجزاء لازما لذلك الشرط ولنقيضه، فيلزم وجوده أبدا إذ النقيضان لا يرتفعان.
مثاله: لو أهنتني أكرمتك فإذا استلزم الإهانة الإكرام فكيف لا يستلزم الإكرام الإكرام ومنه قوله تعالى:
{ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام... ما نفدت كلمات الله}.
أي لبقيت وقول عمر رضي الله عنه: «نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه».
أي لو أمن لأطاع، وقوله تعالى: {ولو أسمعهم لتولوا}.
وفي [المغني: 1/ 210]: «والحاصل: أن الشرط متى كان مستقبلا محتملا وليس المقصود فرضه الآن أو فيما مضى فهي بمعنى (إن) ومتى كان ماضيا أو حالا أو مستقبلا، ولكن قصد فرضه الآن أو فيما مضى فهي الامتناعية».
الآيات
1- {ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم} [2: 221].
في [العكبري: 1/ 53]: «(لو) هاهنا بمعنى (إن) وكذا في كل موضع وقع بعد (لو) الفعل الماضي وكان جوابها متقدما عليها».
وفي [البحر: 2/ 165]: «(لو) هذه بمعنى (إن) الشرطية نحو: ردوا السائل ولو بظلف محرق، والواو في (ولو) للعطف على حال محذوفة التقدير: خير من مشركة على كل حال ولو في هذه الحال». [المغني: 1/ 210].
2- {فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به} [3: 91].
في [معاني القرآن: 1/ 226]: « {ولو افتدى به} الواو هاهنا قد يستغنى عنها فلو قيل: ملء الأرض ذهبا لو افتدى به كان صوابا».
وفي [البحر: 2/ 520-521]: «قراءة الجمهور (ولو افتدى) بالواو فقيل الواو زائدة وهو ضعيف وقيل: ليست بزائدة...
والذي يقتضيه هذا التركيب وينبغي أن يحمل عليه أن الله تعالى أخبر أن من مات كافرا لا يقبل منه ما يملأ الأرض من ذهب على كل حال يقصدها. ولو في حالة الافتداء به من العذاب لأن حالة الافتداء هي حال لا يمتن فيها المفتدي على المفتدي منه، إذ هي حال قهر من المفتدي منه للمفتدي، وقد قررنا في نحو هذا التركيب أن (لو) تأتي منبهة على أن ما قبلها جاء على سبيل الاستقصاء. وما بعدها جاء تنصيصا على الحالة التي يظن أنها لا تندرج فيما قبلها كقوله (أعطوا السائل ولو جاء على فرس) و(ردوا السائل ولو بظلف محرق) كأن هذه الأشياء مما كان لا ينبغي أن يؤتي بها لأن كون السائل على فرس يشعر بغناه، فلا يناسب أن يعطى.
وكذلك الظلف المحرق لا غناء فيه فكان يناسب ألا يرد السائل به، وكذلك حالة الفداء يناسب أن يقبل منه ملء الأرض ذهبا، لكنه لا يقبل ونظيره قوله تعالى: {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين} لأنهم نفوا أن يصدقهم على كل حال حتى في حالة صدقهم وهي الحالة التي ينبغي أن يصدقوا فيها».
3- {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم} [4: 9].
في [العكبري: 1/ 95]: « {خافوا} جواب (لو) ومعناها (إن)».
وفي [البحر: 3/ 177-178]: «وذهب صاحب التسهيل إلى أن (لو) هنا شرطية بمعنى (إن) فتقلب الماضي إلى معنى الاستقبال.
والتقدير: وليخش الذين إن تركوا من خلفهم. قال: ولو وقع بعد (لو) هذه مضارع لكان مستقبل المعنى: كما يكون بعد (إن) قال الشاعر:
لا يلفك الراجيك إلا مظهرا = خلق الكرام ولو تكون عديما
4- {وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنقوا مما رزقهم الله} [4: 39].
في [العكبري: 1/ 101-102]: «(لو) فيها وجهان:
أحدهما: على بابها، أي لو آمنوا لم يضرهم.
والثاني: أنها بمعنى (أن) الناصبة للفعل ويجوز أن تكون بمعنى (إن) الشرطية».
5- {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} [4: 78].
في [العكبري: 1/ 106]: « {ولو كنتم} بمعنى وإن كنتم».
وفي [البحر: 3/ 299]: «و(لو) هنا بمعنى (إن) وجاءت لدفع توهم النحاة من الموت بتقدير أن لو كانوا في بروج مشيدة ولإظهار استقصاء العموم في {أينما}».
6- {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم}[4: 129].
7- {شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين} [4: 135].
في [البحر: 3/ 369-370]: «ومجيء (لو) هنا لاستقصاء جميع ما يمكن فيه الشهادة لما كانت الشهادة من الإنسان على نفسه بصدد ألا يقيمها لما جبل عليه المرء من محاباة نفسه ومراعاتها منبه على هذه الحال وجاء هذا الترتيب في الاستقصاء في غاية من الحسن والفصاحة...,(لو) شرطية بمعنى (إن) وقوله: {على أنفسكم} متعلق بمحذوف وحذف (كان) بعد (لو) كثير».
8- {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث} [5: 100]
(لو) بمعنى (إن) [المغني: 1/ 210].
9- {فيقسمان بالله لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى} [5: 106].
10- {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى} [6: 152].
11- {ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون} [8: 8].
في [البحر: 4/ 464]: «التحقيق فيه أن الواو للعطف على محذوف وذلك المحذوف في موضع الحال والمعطوف على الحال حال ومثلنا ذلك بقوله:
«أعطوا السائل ولو جاء على فرس» أي على كل حال ولو على هذه الحال التي تنافي الصدقة على السائل وأن (ولو) هذه تأتي لاستقصاء...».
12- {ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت} [8: 19].
13- {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} [9: 33].
(لو) بمعنى (إن) [المغني: 1/ 210].
14- {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} [9: 32].
15- {ما كان للنبي والذي آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} [9: 113].
في [البحر: 5/ 105]: «وتضمن قوله {ما كان للنبي} النهي عن الاستغفار لهم على أي حال كانوا ولو في حال كونهم أولى قربى.
فقوله: {ولو كانوا} جملة معطوفة على حال مقدرة.... و(لو) تأتي لاستقصاء ما لولاها لم يكن ليدخل فيما قبلها ما بعدها».
16- {أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون} [10: 42].
17- {أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون} [10: 43].
في [الجمل :2/ 346]: «جواب (لو) في الجملتين محذوف لدلالة قوله: {أفأنت تسمع الصم} وقوله {أفأنت تهدي العمي} عليه وكل منهما معطوفة على جملة مقدرة مقابلة لها، وكلتاهما في موضع الحال من مفعول الفعل السابق، أي أفأنت تسمع الصم لو كانوا يعقلون. ولو كانوا لا يعقلون أفأنت تهدي العمى لو كانوا يبصرون ولو كانوا لا يبصرون أي لا تسمعهم ولا تهديهم على كل حال مفروض».
18- {ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون} [10: 82].
19- {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم} [10: 96-97].
20- {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين} [12: 17].
في [النهر: 5/ 226]: «فما أنت بمؤمن لنا على كل حالة، ولو في حالة الصدق».
21- {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} [12: 103].
في [البحر: 5/ 351]: «وجواب (لو) محذوف أي ولو حرصت لم يؤمنوا».
22- {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} [17: 88].
في [الجمل: 2/ 640- 641]: «هو عطف على مقدر أي لا يأتون بمثله لو لم يكن بعضهم لبعض ظهيرا ولو كان... وقد حذف المعطوف عليه حذفا مطردا لدلالة المعطوف عليه دلالة واضحة. فإن الإتيان بمثله حيث انتفى عند التظاهر فلأن ينتفي عند عدمه أولى.
وعلى هذه النكتة يدور ما في (لو) و(إن) الوصلتين من التأكيد... ومحله النصب على الحالية حسبما عطف عليه أي لا يأتون بمثله على كل حال مفروض، ولو في هذه الحالة المنافية لعدم الإتيان به فضلاً عن غيرها».
23- {إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له} [22: 73].
في [البحر: 6/ 390]: «الواو فيه للعطف على حال محذوفة كأنه قيل: لن يخلقوا ذبابا على كل حال، ولو في هذه الحال التي كانت تقتضي أن يخلقوا لأجل اجتماعهم ولكنه ليس في مقدورهم ذلك».
24- {يكاد زينتها يضيء ولو لم تمسسه نار} [24: 35].
25- {ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن} [33: 52].
في [البحر: 7/ 244]: «معطوف على حال محذوفة أي ولا أن تبدل بهن من أزواج على كل حال ولو في هذه الحال التي تقتضي التبدل وهي حالة الإعجاب بالحسن». [المغني: 1/ 210].
26- {وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى}[35: 18].
27- {فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون} [40: 14].
28- {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} [58: 22].
29- {ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} [59: 9].
30- {والله متم نوره ولو كره الكافرون} [61: 8].
جواب (لو) محذوف أي أتمه وأظهره. [الجمل :4/ 231].
31- {ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} [61: 9].
جواب (لو) محذوف أي أتمه وأظهره. [الجمل: 4/ 231].