العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52) وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) }

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)}

قوله تعالى: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({آلآن وقد كنتم به تستعجلون}
[حجة القراءات: 332]
قرأ نافع {الآن} بفتح اللّام وإسقاط الهمزة نقل فتح الهمزة إلى اللّام كما قرأ ورش {الأرض} {الآخرة} وقرأ إسماعيل عن نافع {الآن} بإسكان اللّام وبه قرأ الباقون على أصل الكلمة). [حجة القراءات: 333]

قوله تعالى: {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)}

قوله تعالى: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعمش: [آلحقُّ هو].
قال أبو الفتح: اعلم أن الأجناس تتساوى فائدتا معرفتها ونكرتها في نحو هذا، تقول:
[المحتسب: 1/312]
ثق بأمانٍ من الله، وثق بالأمان من الله، وهذا حق، وهذا الحق، وهذا صدق، وهذا الصدق.
ومنه قولهم: خرجت فإذا بالباب أسد، وإذا بالباب الأسد، المعنى واحد ووضع اللفظ مختلف؛ وسبب ذلك كون الموضع جنسًا، وقد تقدم نحو هذا). [المحتسب: 1/313]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 04:01 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (54) إلى الآية (56) ]
{ وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55) هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54)}

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55)}

قوله تعالى: {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ الآيتين (57) ، (58) ]

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)}

قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} [58].
قرأ ابن عامر وحده {فليفرحوا} بالياء و{تجمعون} بالتاء وروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلتفرحوا بالتاء على أصل الأمر؛ وذلك أن كل أمر للغائب والحاضر فلا بد من لام تجزم الفعل، كقولك: ليقم زيد {لينفق ذو سعة من سعته} وكذلك إذا قلت قم واذهب والأصل: لتقم ولتذهب بإجماع النحويين، غير أن المواجهة كثر استعماله فحذفت اللام اختصارًا واستغنوا بـ «افرحوا» عن «لتفرحوا» وبـــ «قم» عن «لتقم» وفي حرف أُبَيِّ {فبذلك فافرحوا} فأما اللام من الغائب فلا يجوز حذفها إلا في ضرورة شعر كما قال:
محمد تفد نفسك كل نفس = إذا ما خفت من أمر تبالا
وكذلك قرأ القراء الباقون: {فبذلك فليفرحوا} بالياء على أمر الغائب
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/269]
وشاهده: {هو خير مما يجمعون}.
ومن قرأ بالتاء فمعناه: فبذلك يا أصحاب محمد فلتفرحوا أي: بالقرآن، وهو خير مما يجمع الكافرون؛ لأن قبل الآية: {قد جاءتكم موعظة من ربكم} [57] يعني القرآن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/270]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلّهم قرأ: فليفرحوا، هو خير مما يجمعون [يونس/ 58] بالياء، غير ابن عامر فإنّه قرأ: خير مما تجمعون بالتاء.
ولم يذكر عنه في: فليفرحوا شيء، هذه رواية ابن ذكوان وهشام جميعا.
وقال غير أحمد بن موسى: قراءة ابن عامر: فبذلك فليفرحوا بالياء هو خير مما تجمعون بالتاء.
قال أبو علي: قوله سبحانه: قل بفضل الله وبرحمته
[الحجة للقراء السبعة: 4/280]
[يونس/ 58] الجار فيه متعلق بمضمر استغني عن ذكره، لدلالة ما تقدّم من قوله سبحانه: قد جاءتكم موعظة عليه كما أنّ قوله: آلآن وقد عصيت [يونس/ 91] يتعلّق الظرف فيه بمضمر، يدلّ عليه ما تقدّم ذكره من الفعل، وكذلك قوله:.. آلآن وقد كنتم به تستعجلون [يونس/ 51]، فأمّا قوله فبذلك فليفرحوا فإن الجارّ في قوله: فبذلك يتعلق بقوله: فليفرحوا لأنّ هذا الفعل يصل به، قال: وفرحوا بها [آل عمران/ 120] وقال:
فرحت بما قد كان من سيّديكما فأما الفاء في قوله: فليفرحوا فزيادة يدل على ذلك أن المعنى: ما فرحوا بذلك، ومثل الآية في زيادة الفاء قول الشاعر:
وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي فالفاء في فاجزعي، زيادة، كما كانت التي في قوله:
فليفرحوا كذلك، ولا تكون إلا وبها الزيادة، لأنّ الظرف إنما
[الحجة للقراء السبعة: 4/281]
يتعلّق باجزعي، والجار في فليفرحوا فيما قبل الفاء [فكذلك يتعلّق بما قبل الفاء].
وقرءوا: فليفرحوا لأنّهم جعلوه أمرا للغائب، واللام إنّما تدخل على فعل الغائب، لأنّ المواجه استغني فيه عن اللام بقولهم: افعل، فصار شبيها بالماضي من يدع الذي استغني عنه بترك.
ولو قلت، فلتفرحوا فألحقت التاء لكنت مستعملا لما هو كالمرفوض، وإن كان الأصل، فلا ترجّح القراءة بالتاء، فإنّ ذلك هو الأصل، لما قد ترى كثيرا من الأصول المرفوضة.
فأما قراءة من قرأ من سواهم: فلتفرحوا فلأنه اعتبر الخطاب الذي قبل، وهو قوله سبحانه: قد جاءتكم موعظة... فلتفرحوا [يونس/ 57 - 58]، وزعموا أنها في حرف أبيّ: فافرحوا.
[الحجة للقراء السبعة: 4/282]
قال أبو الحسن: وزعموا أنها لغة، قال: وهي قليلة، يعني نحو: لتضرب، وأنت تخاطب.
فأما قراءة ابن عامر: هو خير مما تجمعون بالتاء، فعلى أنّه عنى المخاطبين، والغيب جميعا، إلا أنّك غلّبت المخاطب على الغيبة، كما غلّبت التذكير على التأنيث، فكأنه أراد به المؤمنين وغيرهم.
ومن قرأ بالياء كان المعنى: فافرحوا بذلك أيّها المؤمنون، أي: افرحوا بفضل الله ورحمته، فإن ما آتاكموه من الموعظة، وشفاء ما في الصدور، وثلج اليقين بالإيمان وسكون النفس إليه، خير مما يجمعه غيركم من أعراض الدنيا، ممّن فقد هذه الخلال التي حزتموها.
فإن قلت: فكيف جاء الأمر للمؤمنين بالفرح وقد ذمّ ذلك في غير موضع من التنزيل؟ من ذلك قوله سبحانه: لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين [القصص/ 76] وقال: إنه لفرح فخور [هود/ 10]، قيل: إن عامّة ما جاء مقترنا بالذمّ من هذه اللفظة إذا جاءت مطلقة، فإذا قيّدت لم يكن ذمّا، كقوله سبحانه:... يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله [آل عمران/ 170]، وقد قيّدت في الآية بقوله فبذلك.
[الحجة للقراء السبعة: 4/283]
فإن قلت: فقد جاء قوله تعالى: فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله [التوبة/ 81] وهو مقيّد، وهو مع التقييد موضع ذمّ. فإن التقييد لا يمتنع أن يجيء في الذمّ، لأنّه يبيّنه كما يبيّن ما كان غير ذمّ، فأما الذي يختصّ بالذمّ فهو أن يجيء على الإطلاق.
فأما قوله سبحانه: فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم [غافر/ 83]، وقوله سبحانه: ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله [الروم/ 4]، فالفرح بنصر الله المؤمنين محمود كما كان القعود عن رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم مذموم]، فالتقييد في الموضعين تبيين وتخصيص). [الحجة للقراء السبعة: 4/284]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- وعثمان بن عفان وأُبي بن كعب والحسن وأبي رجاء ومحمد بن سيرين والأعرج وأبي جعفر بخلاف والسلمي وقتادة والجحدري وهلال بن يَسَاف والأعمش بخلاف وعباس بن الفضل وعمرو بن فائد: [فَبِذَلِكَ فَلْتفْرَحُوا] بالتاء، وقرأ: [فبِذَلِكَ فافرَحُوا] أبي بن كعب.
قال أبو الفتح: أما قراءة أبي هذه [فافرحوا] فلا نظر فيها؛ لكن [فلتفرحوا] بالتاء خرجت على أصلها؛ وذلك أن أصل الأمر أن يكون بحرف الأمر وهو اللام، فأصل اضرب لتضرب، وأصل قم لتقم، كما تقول للغائب: ليقم زيد، ولتضرب هند؛ لكن لما كثر أمر الحاضر نحو: قم، واقعد، وادخل، واخرج، وخذ، ودع؛ حذفوا حرف المضارعة تخفيفًا، بقى ما بعده ودل حاضر الحال على أن المأمور هو الحاضر المخاطب، فلما حذف حرف المضارعة بقى ما بعده في أكثر الأمر ساكنًا؛ فاحتيج إلى همزة الوصل ليقع الابتداء بها، فقيل: اضرب، اذهب، ونحو ذلك.
فإن قيل: ولِمَ كان أمر الحاضر أكثر حتى دعت الحال إلى تخفيفه لكثرته؟
قيل: لأن الغائب بعيد عنك، فإذا أردت أن تأمره احتجت إلى أن تأمر الحاضر لتؤدي إليه أنك تأمره، فقلت: يا زيد، قل لعمرو: قم، ويا محمد، قل لجعفر: اذهب، فلا تصل إلى أمر الغائب إلا بعد أن تأمر الحاضر أن يؤدي إليه أمرك إياه، والحاضر لا يحتاج إلى ذلك؛ لأن خطابك إياه قد أغنى عن تكليفك غيره أن يتحمل إليه أمرك له.
ويدلك على تمكن أمر الحاضر أنك لا تأمر الغائب بالأسماء المسمى بها الفعل في الأمر، نحو:
[المحتسب: 1/313]
صَه، ومَه، وإِيه، وإِيهًا، وحيَّهل، ودونك، وعندك، ونحو ذلك.
لا تقول: دونه زيدًا، ولا عليه جعفرًا، كقولك: دونك زيدًا، وعليك سعدًا. وقد شذ حرف من ذلك فقالوا: عليه رجلًا لَيْسَنِي. ولهذا المعنى قوِي ضمير الحاضر على ضمير الغائب فقالوا: أنت وهو، فلما صاغوا لهما اسمًا واحدًا صاغوه على لفظ الحضور لا لفظ الغيبة، فقالوا: أنتما، فضموا الغائب إلى الحاضر، ولم يقولوا: هما، فيضموا الحاضر إلى الغائب، فهذا كله يريك استغناءَهم بقُمْ عن لِتَقُم ونحوه.
وكأن الذي حسَّن التاءَ هنا أنه أمر لهم بالفرح، فخوطبوا بالتاء لأنها أذهب في قوة الخطاب، فاعرفه، ولا تقل قياسًا على ذلك: فبذلك فلتحزنوا؛ لأن الحزن لا تقبله النفس قبول الفرح، إلا أن تريد إصغارهم وإرغامهم، فتؤكد ذلك بالتاء على ما مضى). [المحتسب: 1/314]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فبذلك فليفرحوا هو خير ممّا يجمعون}
قرأ يعقوب في رواية رويس (فبذلك فلتفرحوا هو خير ممّا تجمعون) بالتّاء فيهما
اعلم أن كل أمر للغائب والحاضر لابد من لام تجزم الفعل كقولك ليقم زيد {لينفق ذو سعة} وكذلك إذا قلت قم واذهب فالأصل لتقم ولتذهب بإجماع النّحويين فتبين أن المواجهة كثر استعمالهم لها فحذفت اللّام اختصارا وإيجازا واستغنوا ب افرحوا عن لتفرحوا وب قم عن لتقم فمن قرأ بالتّاء فإنّما قرأ على الأصل وجته أنّها عن النّبي صلى الله عليه وسلم عن أبي بن كعب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمرت أن أقرأ عليك قال قلت وقد سماني ربك قال نعم قال فقرأ عليّ يعني النّبي صلى الله عليه (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير ممّا تجمعون) بالتّاء وقد روي عن النّبي صلى الله عليه
أنه قال لتأخذوا مصافكم أي خذوا مصافكم فهذا أمر المواجهة
[حجة القراءات: 333]
وقرأ ابن عامر (خير ممّا تجمعون) بالتّاء أي تجمعون أنتم من أعراض الدّنيا
وقرأ الباقون {فليفرحوا} و{يجمعون} بالياء فيهما على أمر الغائب أي ليفرح المؤمنون بفضل الله أي الإسلام وبرحمته أي القرآن خير ممّا يجمعه الكافرون في الدّنيا). [حجة القراءات: 334]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19-: {مما يجمعون} قرأه ابن عامر بالتاء، على الخطاب، لأن بعده خطابًا في قوله: {قل أرأيتم} «59»، وقوله: {فجعلتم منه}، وقوله: {أذن لكم} فحمل صدر الكلام على آخره، ليتفق اللفظ، فيكون الضمير في «تجمعون» وفي «فلتفرحوا» للكفار على معنى: ولو كنتم مؤمنين لوجب أن تفرحوا بذلك، فهو خير مما تجمعون من دنياكم أيها الكفار، وقد روي عن ابن عامر وغيره أنه قرأ: «فلتفرحوا» بالتاء على الخطاب للكفار، أي: لو كنتم مؤمنين لكان فرحكم بالإسلام والإيمان خيرًا مما تجمعون من دنياكم، ولم أقرأ «فليفرحوا» إلا بالياء للجميع، ويجوز أن يكون الضمير في قوله: «فليفرحوا» في هذه القراءة للمؤمنين وقرأ الباقون بالياء في «يجمعون» أجروه على الإخبار عن الكفار، لا عن المؤمنين لأن المؤمنين هم الذين أعطوا فضل الله، وهو الإسلام وأعطوا رحبته، وهو القرآن لم يُعط ذلك الكفار، فقل: إنما أعطي المؤمنون من الإسلام والقرآن خير مما يجمع هؤلاء الكفار من دنياهم، ففي «يفرحوا» ضمير المؤمنين، وفي «ويجمعون» ضمير الكفار، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، ولصحة معناه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/520]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا تَجْمَعُونَ} [آية/ 58] بالتاء فيهما:
قرأها يعقوب وحده- يس-.
والوجه أنه أصل مرفوض في الأمر، وذلك لأن أصل الأمر أن يكون بحرف كما أن النهي بحرف، لكنهم استغنوا عن ذلك بصيغة إفعل في أمر المواجه، وبقي في الغائب على أصله من كونه بحرف جازم، فقيل: ليضرب زيد، فمن قال للمخاطب لتضرب بالتاء فقد استعمل الأصل المرفوض في الأمر.
وزعم أبو الحسن أنها لغة، وهي قليلة.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في بعض المغازي: "لتأخذوا مصافكم" بالتاء.
وإنما اختار يعقوب هذه اللغة؛ لأنه أراد أن يكون على المخاطبة ليوافق ما
[الموضح: 628]
قبله من قوله تعالى {قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ وكره مخالفة المصحف، فقرأها بالتاء.
ويؤيد هذه القراءة أن في حرف أبي {فَبِذَلِكَ فَاَفْرَحُوا} على الخطاب.
وأما {تَجْمَعُونَ} بالتاء، فوجهه أنه أيضًا على الخطاب، كما أن {فَلْتَفْرَحُوا} على الخطاب، والمعنى افرحوا أيها المؤمنون بذلك فهو خير مما تجمعونه من عروض الدنيا.
ويجوز أن يكون {تَجْمَعُونَ} للمخاطبين والغائبين جميعًا، لكن غلب المخاطبون، والمراد هو خير مما تجمعونه أنتم وغيركم.
وقرأ الباقون ويعقوب- ح- و- ان- {فَلْيَفْرَحُوا} {مِّمَّا يَجْمَعُونَ} بالياء فيهما، إلا ابن عامر فإنه قرأ {فَلْيَفْرَحُوا} بالياء و{تَجْمَعُونَ} بالتاء.
والوجه في {فَلْيَفْرَحُوا} بالياء أنه أمر للغائب، وأمر الغائب يكون بالياء وباللام، تقول: ليضرب زيدٌ عمراً، وإنما هو الأصل في باب الأمر بقي على ما هو القياس.
وأما وجه {يَجْمَعُونَ} بالياء فلأنه أريد به الغيب، والمعنى فبذلك فليفرح المؤمنون، فهو خيرٌ مما يجمعونه من الأموال.
ووجه قراءة ابن عامر أن المراد فبذلك فليفرح المؤمنون فهو خير مما تجمعونه أيها المخاطبون.
وأما الفاء في قوله "فليفرحوا" فزائدة، كما هي في قول الشاعر:
47- لا تجزعي إن منفسا أهلكته = وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
[الموضح: 629]
والتقدير: فبذلك افرحوا، فعند ذلك اجزعي). [الموضح: 630]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (59) إلى الآية (61) ]

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60) وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61) }

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)}

قوله تعالى: {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)}

قوله تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {وما يعزب عن ربك} [61].
قرأ الكسائي وحده: {وما يعزب} بكسر الزاي في كل القرآن.
وقرأ الباقون بالضم، وهما لغتان (يعزب) و(يعزب) مثل عكف يعكف ويعكف، ومعنى لا يعزب عنه: لا يبعد عن الله شيء في الأرض ولا في السماء دق أو جل، ولا تخفى عليه خافية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/270]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} قرأهما حمزة برفع الراء فيهما ردًا على قوله {من مثقال ذرة} لأن موضع «مثقال» رفع قبل دخول «من» لأنها زائدة والتقدير: لا يعزب عن ربك مثقال ذرة ولا أصغر ولا أكبر كما قال تعالى: {ما لكم من إله غيره}.
وقرأ الباقون بفتح الراء على أنهما في موضع خفض إلا أنهما لا ينصرفان لأن (أفعل) إذا كان صفة أو [؟] لم ينصرف، والتقدير: من مثقال ذرة ولا من أصغر ولا أكبر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/270]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الراء وضمّها من قوله جلّ وعزّ: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر [يونس/ 61].
فقرأ حمزة وحده: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر* بضمّ الراء فيهما، وقرأ الباقون: ولا أصغر، ولا أكبر بفتح الراء فيهما.
[الحجة للقراء السبعة: 4/284]
قال أبو علي: من فتح الراء في: ولا أصغر، ولا أكبر [من أكبر وأصغر] فلأنّ أفعل في الموضعين، في موضع جرّ لأنّه صفة للمجرور الذي هو قوله: من مثقال ذرة [يونس/ 61]، وإنّما فتح لأنّ أفعل إذا اتصل به منك كان صفة، وإذا كان صفة لم ينصرف في النكرة.
ومن رفع فقال: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر* حمله على موضع الموصوف، وذلك أن الموصوف الذي هو من مثقال ذرة الجار والمجرور فيه في موضع رفع، كما كانا في موضعه في قوله: كفى بالله شهيدا [الفتح/ 28] وقوله:
ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت...
فحمل الصفة على الموضع، وممّا يجوز أن يكون محمولا على الموضع قوله: ما لكم من إله غيره [الأعراف/ 59]. يجوز أن يكون صفة بمنزلة مثل، ويجوز أن يكون استثناء كما تقول: ما لكم من إله إلا الله.
وممّا جاء من الحمل على الموضع قوله سبحانه:
[الحجة للقراء السبعة: 4/285]
فأصدق وأكن من الصالحين [المنافقون/ 10]، وقوله:
ويذرهم في طغيانهم يعمهون [الأعراف/ 186].
وقال:
فلسنا بالجبال ولا الحديدا وقد يجوز أن يعطف قوله: ولا أصغر من ذلك* على ذرة* فيكون التقدير: ما يعزب عن ربّك مثقال ذرة ولا مثقال أصغر، فإذا حمل على هذا لم يجز فيه إلا الجرّ، لأنه لا موضع للذّرّة غير لفظها، كما كان لقوله: من مثقال ذرة موضع غير لفظه، ولا يجوز على قراءة حمزة أن يكون معطوفا على ذرة*، كما جاز في قول الباقين، لأنّه إذا عطف على ذرة* وجب أن يكون أصغر* مجرورا، وإنما فتح لأنّه لا ينصرف، وكذلك يكون على قول من عطفه على الجار الذي هو من*). [الحجة للقراء السبعة: 4/286]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السّماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلّا في كتاب مبين}
قرأ الكسائي {وما يعزب} بكسر الزّاي وقرأ الباقون بالرّفع وهما لغتان تقول عزب يعزب ويعزب مثل عكف يعكف ويعكف
قرأ حمزة {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} بالرّفع فيهما رد على قوله {من مثقال ذرة} لأن موضع {مثقال} رفع قبل دخول من لأنّها زائدة التّقدير ما يعزب عن ربك مثقال ذرة ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلّا في كتاب مبين
قال الزّجاج ويجوز رفعه من جهة أخرى على الابتداء ويكون المعنى ولا ما هو أصغر من ذلك ولا ما هو أكبر إلّا في كتاب مبين
وقرأ الباقون {ولا أصغر} {ولا أكبر} بالفتح على معنى ما يعزب عن ربك من مثقال ذرة ولا مثقال أصغر من ذلك ولا أكبر والموضوع موضع خفض إلّا أنه فتح لأنّه لا ينصرف). [حجة القراءات: 334]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (20- قوله: {وما يعزب} قرأه الكسائي بكسر الزاي، هنا وفي سبأ وقرأ الباقون برفعهما، وهما لغتان مثل: يعرِش ويعرُش). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/520]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} قرأهما حمزة بالرفع، عطفهما على موضع «من مثقال» وموضعه رفع بـ «يعزب» و«من» زائدة، وقرأ الباقون بالفتح عطفوه على لفظ «مثقال» وحقه الخفض، لكن لا ينصرف لأنه صفة، ولأنه على وزن الفعل، ويجوز عطفه على «ذرة» لكن لا ينصرف، وقد تقدم ذكر «ساحر» في الأعراف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/521]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {ومَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ} [آية/ 61] بكسر الزاي:
قرأها الكسائي، وكذلك في سبأ، وقرأ الباقون {يَعْزُبُ} بضم الزاي.
والوجه أنهما لغتان، يقال: عزب يعزب ويعزب بضم الزاي وكسرها إذا بعد). [الموضح: 630]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {ولا أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ ولا أَكْبَرَ} [آية/ 61] بالرفع فيهما:
قرأهما حمزة ويعقوب، وقد اتفقوا جميعًا فيهما على الرفع في سبأ.
والوجه أنهما محمولان على موضع قوله {مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ} فإن الجار والمجرور ههنا في موضع رفع، كما في قوله تعالى {كَفَى بِالله شَهِيدًا} كذلك، والتقدير: وما يعزب عن ربك مثقال ذرة، فحمل العطف في قوله {أَصْغَرَ} و{أَكْبَرَ} على الموضع، فلذلك رفعهما.
[الموضح: 630]
وقرأ الباقون {ولا أَصْغَر} {ولا أَكْبَرَ} بالنصب فيهما.
والوجه أنهما معطوفان على المجرور بمن، وهو قوله {مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ وهما غير مصروفين ينصبان في موضع الجر، كأنه قال: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة ولا من أصغر من ذلك ولا من أكبر.
ويجوز أن يكونا معطوفين على {ذَرَّةٍ} وهي مجرورة بإضافة {مِّثْقَالِ} إليها، والتقدير: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة ولا مثقال أصغر من ذلك). [الموضح: 631]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (62) إلى الآية (64) ]

{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) }

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}

قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)}

قوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (65) إلى الآية (67) ]

{ وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67) }

قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {ولا يُحْزِنكَ قَوْلُهُمْ} [آية/ 65] بضم الياء وكسر الزاي:
قرأها نافع وحده، وقرأ الباقون {ولا يَحْزُنكَ} بفتح الياء وضم الزاي.
والوجه أن حزنه وأحزنه واحد، يقال حزنه الشيء يحزنه وأحزنه يحزنه فهما لغتان لمعنى واحد.
وقال بعضهم: إن يحزن ويحزن مستعملان جميعًا، إلا أن أحزن بالألف متروك الاستعمال، كأنهم تركوا ماضيه واستعملوا مضارعه كما استعملوا يذر ويدع، وتركوا استعمال الماضي منهما). [الموضح: 631]

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66)}

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (68) إلى الآية (70) ]

{ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70) }


قوله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)}

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)}

قوله تعالى: {مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (71) إلى الآية (74) ]
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) }

قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {فأجمعوا أمركم} [71].
روى خارجة عن نافع {فأجمعوآ} بوصل الألف من جمعت.
وقرأ الباقون {فأجمعوآ}من أجمعت وهو الاختيار؛ لأن العرب تقول:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/270]
أجمعت على الأمر إذا أحكمته وعزمت عليه، أنشدني ابن مجاهد رضي الله عنه:
يا ليت شعري والمنى لا تنفع = هل أغدون يوما وأمرى مجمع
فهذا من أجمعت، ولو كان من جمعت لكان مجموعًا كما قال تعالى: {ذلك يوم مجموع له الناس}.
فأما قوله: {وشركآءكم} فقرأ القراء بالنصب قال الفراء: نصبه بإضمار فعل والتقدير: فاجمعوا أمركم وادعوا شركاءكم.
وقال البصريون: هو مفعول معه؛ لأن الواو بمعنى «مع» التقدير: فاجمعوا أمركم مع شركاءكم.
وقرا الحسن وحده {وشركاؤكم} بالرفع فعطف ظاهرًا على مكني مرفوع، وإنما صلح ذلك حيث فصل بينهما المفعول فناب عن التأكيد، والتأكيد أن تقول: فاجمعوا أمركم أنت وشركاؤكم.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/271]
كما قال الشاعر شاهدًا لأجمعوا بقطع الألف.
أجمعوا أمرهم بليل فلما = أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/272]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وروى نصر بن علي عن الأصمعيّ قال: سمعت نافعا يقرأ: فاجمعوا أمركم [71]، مفتوحة الميم من
[الحجة للقراء السبعة: 4/286]
جمع. وروى غير الأصمعي عن نافع مثل سائر القرّاء.
وكلّهم قرأ: فأجمعوا أمركم بالهمز وكسر الميم من:
أجمعت.
قال أبو علي: ما رواه الأصمعي عن نافع من قراءته:
فاجمعوا أمركم من جمعت، فالأكثر في الأمر أن يقال:
أجمعت، كما قال: وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم [يوسف/ 102]. وقال:
هل أغدون يوما وأمري مجمع وقال:
أجمعوا أمرهم بليل فلمّا... أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
فيمكن أن يكون أراد: فاجمعوا ذوي الأمر منكم. أي:
رؤساءكم ووجوهكم، كما قال سبحانه: وإلى أولي الأمر منهم [النساء/ 83]، فحذف المضاف، وجرى على المضاف
[الحجة للقراء السبعة: 4/287]
إليه، ما كان يجري على المضاف، لو ثبت، ويجوز أن يكون جعل الأمر ما كانوا يجمعونه من كيدهم الذي كانوا يكيدونه به، فيكون بمنزلة قوله: فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا [طه/ 64]، على أنّ أبا الحسن زعم أنّ وصل الألف في فاجمعوا أمركم وشركاءكم، أكثر في كلام العرب، قال: وإنما يقطعونها إذا قالوا: أجمعوا على كذا وكذا، قال: والقراءة بالقطع عربيّة. ومن قرأ: اجمعوا، من: جمعت، حمل الشركاء على هذا الفعل الظاهر، لأنّك جمعت الشركاء، وجمعت القوم، وعلى هذا جاء: ذلك يوم مجموع له الناس [هود/ 103].
ومن قال: فأجمعوا أمركم على أفعل، أضمر للشركاء فعلا آخر كأنّه: فأجمعوا أمركم، واجمعوا شركاءكم، فدلّ المنصوب على الناصب، كقول الشاعر:
علفتها تبنا وماء باردا... حتّى شتت همّالة عيناها
وكقول الآخر:
شرّاب ألبان وتمر وأقط
[الحجة للقراء السبعة: 4/288]
وكقوله:
متقلّدا سيفا ورمحا لمّا لم يجز أن يحمل الرمح على التقليد، أضمر له فعلا كما أضمر لنصب الشركاء لمّا لم يجز الحمل على: أجمعوا.
وزعموا أنّ في حرف أبيّ: وادعوا شركاءكم فحمل الكلام على الذي يراد به الانتصار، كقوله: وادعوا من استطعتم من دون الله [هود/ 13] وادعوا شهداءكم من دون الله [البقرة/ 23].
ويجوز أن يكون انتصاب الشركاء على أنه مفعول معه، أي: أجمعوا أمركم مع شركائكم، كقولهم: استوى الماء والخشبة، وجاء البرد والطّيالسة. ويدلّك على جوازه أن
الشركاء فاعله في المعنى، كما أن الطيالسة كذلك، ومن ثمّ قرأ الحسن فيما زعموا فاجمعوا أمركم وشركاؤكم.
وزعم أبو الحسن أن قوما يقيسون هذا الباب، ويجعلونه مستمرّا، وأن قوما يقصرونه على ما سمع، والقول الأوّل عندي أقيس). [الحجة للقراء السبعة: 4/289]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي عبد الرحمن والحسن وابن أبي إسحاق وعيسى الثقفي وسلام ويعقوب، ورُويت عن أبي عمرو: [فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ] مكسورة الميم ورفع [شركاؤكم]. وقرأ: [فَاجْمَعُوا أَمْرَكُمْ] غير مهموزة والميم مفتوحة [وشُرَكاءَكم] نصبًا الأعرج وأبو رجاء وعاصم الجحدري والزهري، ورُوي عن الأعمش. وفي قراءة أبي: [وادْعُوا شُرَكاءَكم ثم اجمَعوا أَمْرَكم].
قال أبو الفتح: أما [فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ] بالرفع، فرفعه على العطف على الضمير في [أَجْمِعوا]، وساغ عطفه عليه من غير توكيد للضمير في [أَجْمِعوا] من أجل طول الكلام بقوله: [أْمْرَكُم]. وعلى نحو من هذا يجوز أن تقول: قم إلى أخيك وأبو محمد، واذهب مع عبد الله وأبو بكر، فتعطف على الضمير من غير توكيد وإن كان مرفوعًا ومتصلًا؛ لما ذكرنا من طول الكلام بالجار والمجرور. وإذا جاز قول الله تعالى: {مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا}، وأن نكتفي بطول الكلام بـ"لا" وإن كانت بعد حرف العطف؛ كان الاكتفاء من التوكيد بما هو أطول من "لا"، وهو أيضًا قبل الواو، كما أن التوكيد لو ظهر لكان قبلها أحرى.
[المحتسب: 1/314]
وعلى ذلك فلو قال قائل: قم وزيد، فعطف على الضمير المرفوع من غير توكيد كان أقبح من قولنا: قمت وزيد؛ وذلك أن المعطوف عليه في قم وزيد ضمير لا لفظ له، فهو أضعف من الضمير في قمت؛ لأن له لفظًا وهو التاء، وقمت وزيد أضعف من قمنا وزيد؛ لأن "نا" من قمنا أتم لفظًا من التاء في قمت.
وعليه أيضًا تعلم أن قمتما وزيد أشبه شيئًا من قمنا وزيد؛ لأن "تُما" من قمتما أتم لفظًا من "نا" من قمنا. وكذلك أيضًا قولك للنساء: ادْخلْنانِّ وزيد، أمثل من قولك: دخلتنَّ وزيد؛ لأن "نانِّ" من ادخلنان أطول من "تُنَّ" من دخلتن.
فهذه مصارفة وإن خفيت ولطفت تؤثِّر في أنفس العارفين بها ما لا تخطر على أوهام الساهين عنها.
وكذلك لو قلت: اضربنا"نِّهِ" وزيد؛ لكان أمثل من ادخلنانِّ وزيد؛ لأن "نانِّهِ" ستة أحرف و"نانِّ" أربعة أحرف، وكذلك اضربنانِّهما وزيد أمثل من اضربنانِّه وزيد؛ لأن "نانِّهما" سبعة أحرف و"نانِّه" ستة أحرف، وكذلك الزيدين الثوبين اكسُونانِّهما هما، أمثل من قولك: الزيدين اكسونانِّهما؛ لأن "نانِّهما هما " عشرة أحرف "ونانِّهما" سبعة أحرف.
فهذا مبنًى يعاد عليه، ويثنى أشباهه إليه. وجميعه من بعد ليس في قوة التوكيد نحو: قم أنت وزيد، و {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}؛ وذلك أن التوكيد وإن لم يكن في طول هذه الفروق والفصول، فإن فيه معنى ليس فيها وهو تثبيتة معنى الاسمية للمضمر المتصل الذي قد شَعَّثَ الفعل فمازجه وصار كجزء منه، فضعفت عن العطف عليه، كما لا يجوز العطف على جزء من الفعل، فإذا وُكِّد صار في حيز الأسماء، ولحق بما يحسن العطف عليه بعد توكيده كما حسن عليها). [المحتسب: 1/315]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة السري بن يَنْعُم: [ثم أَفْضُوا إليَّ] من أفضيت.
قال أبو الفتح: معناه: أَسرعوا إليَّ، وهو أَفعلْت من الفضاء؛ وذلك أنه إذا صار إلى الفضاء تمكن من الإسراع، ولو كان في ضيق لم يقدر من الإسراع على ما يقدر عليه من السبعة، ولام
[المحتسب: 1/315]
أفضيت والفضاء وما تصرف منهما واو لقولهم: فَضَا الشيء يقضو إذا اتسع، فقولهم: أفضيت: صرت إلى الفضاء؛ كقولهم: أَعرَق الرجل: إذا صار إلى العراق، وأعمن الرجل: إذا صار إلى عُمان، وأنجد: أتى نجدًا، ونحو ذلك). [المحتسب: 1/316]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ} [آية/ 71] بوصل الألف وفتح الميم:
قرأها نافع وحده- عي-.
والوجه أنه من جمع يجمع، والمراد اجمعوا ذوي أمركم، فحذف
[الموضح: 631]
المضاف، والمعنى اجمعوا رؤساءكم.
ويجوز أن يكون المراد بالأمر كيدهم الذي يكيدونه به، فيكون المعنى اجمعوا كيدكم كما قال تعالى {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًا}.
وقرأ الباقون {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ} بقطع الألف وكسر الميم.
والوجه أن أجمع يكون بالأمر أخص، يقال أجمعت الأمر وجمعت القوم، قال الله تعالى {ومَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وقال الشاعر:
48- هل أغدون يومًا وأمري مجمع
فلما كان المفعول به ههنا الأمر في قوله {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ} كان أجمعوا بقطع الألف به أليق). [الموضح: 632]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {شُرَكَاؤُكُمُ} [آية/ 71] بالرفع:
قرأها يعقوب وحده.
والوجه ان الشركاء معطوف على الضمير المرفوع، وهو ضمير الجمع في أجمعوا، أي أجمعوا أنتم وشركاؤكم، والعطف على الضمير المرفوع المستكن لا يصلح في سعة الكلام إلا بالتوكيد أو بما يقوم مقامه، لا تقول قم وزيد، إلا أن تؤكد، فتقول: قم أنت وزيد، ولو قلت قم يوم الجمعة وزيد
[الموضح: 632]
جاز؛ لأن الظرف الفاصل بينهما قام مقام التوكيد، وهذا منه؛ لأن قوله {أَمْرَكُمْ} الفاصل بين الضمير وبين ما عطف عليه يقوم مقام التأكيد، فلذلك جاز.
وقرأ الباقون {وشُرَكَاؤُكُمُ} بالنصب.
والوجه أن {شُرَكَاؤُكُمُ} عند من قرأ {اَجْمَعُوا} بوصل الألف، معطوف على الأمر، أي اجمعوا أمركم وشركاءكم جميعًا، وعند من قرأ {أَجْمِعُوا} بالقطع، منصوب بفعل مضمر؛ لأنه لا يقال أجمعت الشركاء، إنما يقال أجمعت الأمر أي عزمت عليه، وجمعت الشركاء، فكأنه قال أجمعوا أمركم وأجمعوا شركاءكم، كما قال الشاعر:
49- شراب ألبان وتمر وأقط
أرادوا أكال تمر: وقال:
50- علفتها تبنًا وماءً بارداً
أراد وسقيتها ماءً بارداً.
ويجوز أن يكون منصوبًا على أنه مفعول معه، والتقدير: اجمعوا أمركم مع شركائكم كما يقال جاء البرد والطيالسة، أي مع الطيالسة). [الموضح: 633]

قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)}

قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)}

قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (75) إلى الآية (78) ]
{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78) }

قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مجاهد وسعيد بن جبير: [إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ].
قال أبو الفتح: هذا -على قول قراءة الجماعة: {لَسِحْرٌ مُبِينٌ} - إشارة إلى الفعل الواقع هناك من قلب العصا حية ونحوه، وهذا -على من قرأ: [لَسَاحِر]- إشارة إلى موسى عليه السلام، كما أن هذا -من قول الله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ} - إشارة إلى اليوم، وهذا -على قراءة من قرأ: [هَذَا يَوْمَ لا يَنْطِقُونَ] بالنصب- إشارة إلى الفعل الواقع في هذا اليوم). [المحتسب: 1/316]

قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)}

قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة