سورة الكوثر
[ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قرأ القراء: {إنا أعطيناك} [1] بالعين، وإنما ذكرته لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: (إنا أنطيناك الكوثر) والكوثر: نهر في الجنة، وقيل: الكوثر: الخير الكثير، وهو فوعل من الكثرة، والواو زائدة، ويقال: للرجل الكثير العطاء كوثر، وأنشد:
فهم أهلات حول قيس بن عاصم = إذا أدلجوا بالليل يدعون كوثرا
ولغة للعرب يقولون: أنط يا رجل، أي: اسكت). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/537]
قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({فصل لربك وانحر} [2] قيل في تفسيره: أي: خذ شمالك بيمينك في الصلاة، وقيل: العيدين [يوم الفطر ويوم الأضحى]، فصل لربك وانحر البدن، وقيل: استقبل القبلة بنحرك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/537]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- (وَانْحَرِنَّ) [آيَةُ/ 2و3] بِحَذْفِ هَمْزَةِ {إِنَّ} وَكَسْرِ الرَّاءِ: -
رَوَاهَا- ش- عَنْ نَافِعٍ، وَكَذَلِكَ (هُوَ لَبْتَرُ) اللاَّمُ مُحَرَّكَةٌ بِحَرَكَةِ الْهَمْزَةِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ لَمَّا تَحَرَّكَتِ الْهَمْزَةُ، وَقَبْلَهَا سَاكِنٌ، خُفِّفَتْ بِأَنْ نُقِلَ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ إِلَى مَا قَبْلَهَا، ثُمَّ حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ، فَصَارَ {انْحَرَنَّ} وَ{هُوَ لَبْتَرُ}، وَهَذَا تَخْفِيفُ الْهَمْزَةِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الصُّورَةِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْهَمْزِ فِيهِمَا {وَانْحَرْ إِنَّ} {هُوَ الأَبْتَرُ}، وَهُوَ الأَصْلُ مِنْ غَيْرِ تَخْفِيفٍ). [الموضح: 1404] (م)
قوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
قرأ عاصم في رواية أبي بكر من طريق الأعشى (إنّ شانيك هو الأبتر (3) بغير همز.
وقرأ الباقون " إن شانئك " بالهمز.
قال أبو منصور: هما لغتان، والأصل الهمز.
يقال: شنئته أشنوه إذا أبغضته). [معاني القراءات وعللها: 3/168]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({إن شانئك} [3] الهمزة بعد النون، لأنه فاعل من شنأ يشنأ فهو
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/537]
شانئ، وأنشد:
ومن شانئ ظاهر غمزة = إذا ما انتسبت له انكرن
والشانئ: المبغض. والأبتر: أي: لا عقب له. يقال: حية أبتر مقطوعة الذنب، و«هو» فاصلة عند البصريين، وعماد عند الكوفيين؛ لأنه لو قيل إن شانيك الأبتر بغير هو جاز أن يكون نعتًا، وخبرًا فإذا فصلت بينهما بـ«هو» صح أنه خبر، ألم تسمع قوله تعالى: {وأنه هو رب الشعرى} أتى بفاصلة جاز أن يكون بدلا وصفة، فما قال: {وأنه أهلك عادا الأولى} ولم يقل وأنه هو أهلك؛ لأن الفعل لا يكون بدلا من الاسم فصح أنه خبر، فأنت فيه قائل في الكلام: إن زيدًا قائم، ولا يقال: إن زيدا هو قائم فإذا قلت: أن زيدًا القائم جاز أن تقول: إن زيدا هو القائم، ولا تكون الفاصلة إلا بين معرفتين الثاني محتاج إلى الأول كمفعول ظننت، واسم «كان» وخبرها، واسم «إن» وخبرها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/538]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- (وَانْحَرِنَّ) [آيَةُ/ 2و3] بِحَذْفِ هَمْزَةِ {إِنَّ} وَكَسْرِ الرَّاءِ: -
رَوَاهَا- ش- عَنْ نَافِعٍ، وَكَذَلِكَ (هُوَ لَبْتَرُ) اللاَّمُ مُحَرَّكَةٌ بِحَرَكَةِ الْهَمْزَةِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ لَمَّا تَحَرَّكَتِ الْهَمْزَةُ، وَقَبْلَهَا سَاكِنٌ، خُفِّفَتْ بِأَنْ نُقِلَ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ إِلَى مَا قَبْلَهَا، ثُمَّ حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ، فَصَارَ {انْحَرَنَّ} وَ{هُوَ لَبْتَرُ}، وَهَذَا تَخْفِيفُ الْهَمْزَةِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الصُّورَةِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْهَمْزِ فِيهِمَا {وَانْحَرْ إِنَّ} {هُوَ الأَبْتَرُ}، وَهُوَ الأَصْلُ مِنْ غَيْرِ تَخْفِيفٍ). [الموضح: 1404] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- وَرَوَى الأَعْشَى عَنْ- ياش- عَنْ عَاصِمٍ {شَانِيَكَ} [آيَةُ/ 3] بِالْيَاءِ غَيْرَ مَهْمُوزَةٍ: -
[الموضح: 1404]
وَالْوَجْهُ فِي الأَصْلِ شَانِئَكَ بِالْهَمْزِ؛ لأَنَّهُ مِنْ شَنِئْتُهُ إِذَا أَبْغَضْتَهُ، إِلاَّ أَنَّ الْهَمْزَةَ خُفِّفَتْ فِي الْكَلِمَةِ، وَتَخْفِيفُهَا هَاهُنَا أَنْ تُجْعَلَ يَاءً؛ لأَنَّ قَبْلَهَا كَسْرَةٌ، نَحْوُ مِيَرٍ جَمْعُ مِئْرَةٍ، وَهِيَ الْعَدَاوَةُ، وَالأَصْلُ مِئَرٌ بِالْهَمْزِ فَخُفِّفَ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {شَانِئَكَ} بِالْهَمْزِ، وَهُوَ الأَصْلُ). [الموضح: 1405]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين