العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 09:47 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة العلق

توجيه القراءات في سورة العلق


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 11:51 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة العلق

مقدمات توجيه القراءات في سورة العلق
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة العلق). [معاني القراءات وعللها: 3/154]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سور العلق) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/507]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة العلق). [الحجة للقراء السبعة: 6/423]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة اقرأ). [المحتسب: 2/367]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (96 - سورة العلق). [حجة القراءات: 767]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سُورَةُ الْعَلَقِ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/383]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سُورَةُ الْعَلَقِ). [الموضح: 1382]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مَكِّيَّةٌ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/383]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وَهِيَ عِشْرُونَ آيَةً فِي الْمَدَنِيِّ وَتِسْعَ عَشْرَةَ فِي الْكُوفِيِّ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/383]

ما جاء في الاختلاف في هذه السورة:
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة التين.
لا شيء فيها.
سورة اقرأ.
مثله). [المحتسب: 2/367]

فضل السورة:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: خمس آيات من أول هذه السورة أول ما أنزل من القرآن، وآخر ما نزل من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/507]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 11:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة العلق

[ من الآية (1) إلى الآية (8) ]
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) }

قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({أقرأ باسم ربك} [1] جزم بالأمر، [والسكون] علامة الجزم وسكون الهمزة {باسم ربك} يا محمد الواحد {الذي خلق} يعني الإنسان، خلقه من علق، وهي النطفة تكون عشرين ليلة، ثم تكون علقة هذا قول). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/507]

قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (خلقه من علق، وهي النطفة تكون عشرين ليلة، ثم تكون علقة هذا قول.
وقال آخرون: النطفة تصير في البدن أربعين ليله، ثم تصير علقة، وجمعها علق، وهو الدم، ثم أربعين مضغة. وقد ذكرت في أول {قد أفلح}.
فإن قيل لك: لم قيل في هذه السورة {من علق} وقيل هناك {العلقة}؟
فقل: خزلت الهاء من آخر هذه لتوافق رؤوس الآي {باسم ربك الذي خلق} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/507]

قوله تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)}
قوله تعالى: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)}
قوله تعالى: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}
قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6)}
قوله تعالى: {أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (أن رآه استغنى (7).
روى قنبل عن ابن كثير " أن رأه استغنى " بوزن (رعه).
وروى أصحاب ابن كثير " أن رآه " بفتح الراء والهمزة.
قال أبو منصور: وهذا هو الصحيح، وما رواه قنبل فإنه خارج عن اللغة.
وقال ابن مجاهد: (رأه) بوزن (رعه) غلط، والصواب (رآه) بوزن (رعاه).
وقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب (أن رآه) بوزن (رعاه).
وقرأ نافع بين الكسر والفتح.
وقرأ أبو عمرو (رآه) بفتح الراء وكسر الهمزة.
وقرأ حمزة والكسائي " رآه " بكسر الراء والهمزة.
وقال ابن مجاهد: كان حمزة؛ والكسائي يقرآن (أن رآه) بكسر الراء وفتح الهمزة بوزن (رعاه) ). [معاني القراءات وعللها: 3/154]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {أن رءاه استغنى} [7].
فيه أربع قراءات:
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وابن عامر برواية ابن ذكوان بالخلف {أن رءاه استغنى} بكسر الراء.
وقرأ أبو عمرو برواية الدوري بفتح الراء وكسر الهمزة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/507]
وقرأ الباقون: {أن رءاه} بالفتح، والأصل: رأيه على وزن رعيه، فصارت الياء التي هي لام الفعل ألفا؛ لانفتاح ما قبلها، فصارت {أن رءاه استغني} على وزن رعاه.
والقراءة الرابعة: قراءة ابن كثير في رواية قنبل: {أن رأه} على وزن رعه.
قال ابن مجاهد: هوغلط؛ لأنه حذف لام الفعل التي كانت ألفا مبدلة من الياء، ويجوز أن الذي سمع ابن كثير يقرأ هذا الحرف لم يضبط عنه، ولا تزم عنه باستواء، وكانت قراءته: {أن راءه استغنى} بتقديم الألف على الهمزة ثم يخفف الهمزة ويحذفها لالتقاء الساكنين. وهذه لغة مشهورة، تقول العرب: راءني وشاءني، وأنشد:
[وكل خليل] راءني [فهل قائل] = من آجلك هذا هامة اليوم أو غد
وقال آخر:
وسهو الفؤاد حتى كأني = شارب عل من رحيق مدام
أو وليد معلل راء رؤيا = فهو يهذي بما يري في المنام.
فهذا أشبه بقراءة الأئمة من أن يغلط؛ لأن القراءة والأئمة يختار لهم أو يحتج لهم لا عليهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/508]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير فيما قرأت على قنبل: أن رأه [7] قصرا بغير ألف بعد الهمزة في وزن: رعه. قال أحمد: وهو غلط لا يجوز إلا رآه* مثل: رعاه، مما لا وغير ممال.
وقال ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: أن رآه بكسر الراء وبعد الهمزة ألف، في وزن رعاه.
وقرأ نافع: أن رآه فتح، وحفص عن عاصم لا يكسرها أيضا، أبو عمرو يفتح الراء ويكسر الهمزة.
قال أبو علي: ينبغي أن يعني بكسر الراء إمالة فتحتها نحو الكسرة، لأن بعض من يوثق بضبطه للقراء زعم أن حمزة والكسائي وأبا بكر عن عاصم يقرءون: أن رآه بإمالة الراء والهمزة والألف، إن قلت: إن الألف حذفت من مضارع رأى في قولهم: أصاب الناس جهد، ولو تر ما أهل مكة، فهلّا جاز حذفها أيضا من الماضي. قيل:
إن الحذف لا يقاس، لا سيما في نحو هذا إذا كان على غير قياس،
[الحجة للقراء السبعة: 6/423]
فإن قلت: فقد جاء: حاشى لله [يوسف/ 31]، ولا يكون إلا فعلا، لأن الحرف لا يحذف منه. قال رؤبة:
وصاني العجّاج فيما وصّني قيل: إن ذلك في القلّة بحيث لا يسوغ القياس عليه، ولعلّ ابن كثير نظر إلى هذه المواضع، ومما يضعف ذلك أن الألف تثبت حيث تحذف الياء والواو، ألا ترى أن من قال: إذا يسر فحذف الياء في الفاصلة لم يحذف من نحو: والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى [الليل/ 1، 2] فإن قلت: فقد جاء ما أنشده بعض البصريين:
من را مثل معدان بن ليلى إذا ما النّسع طال على المطيّة قيل: ليس الذي قرأه ابن كثير كذلك، وذاك أن الشاعر قلب الهمزة قلبا، ولم يخفّف على تخفيف القياس، ولكن على حدّ قوله:
لا هناك المرتفع فلمّا قلب التقى ساكنان فحذف لذلك، وأن رأه فحقّق الهمزة، ومثل تخفيف الشاعر قول الآخر:
على أنّ قيسا لم يطأ باه محرم
[الحجة للقراء السبعة: 6/424]
وهذا لا يستقيم مع تحقيق الهمزة، وأما قوله:
كأن لم ترا قبلي أسيرا يمانيا فيكون على وجهين: أحدهما: أنه أثبت الألف في ترا في موضع الجزم تشبيها بالياء في قوله:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ونحوه، والآخر: أن يكون حقّق الهمزة كما حقّق الآخر في قوله:
أري عينيّ ما لم ترأياه فحذف للجزم، ثمّ خفّف على حسب التخفيف في المرأة والكمأة. ورأيت في الآية. التي تدخل على الابتداء والخبر، والدليل على ذلك اتصال الضمير في قول: أن رآه ولولا أنه الداخل على الابتداء، لم يجز اتصال الضمير على هذا الحدّ، وقوله: استغنى في موضع المفعول الثاني.
قال: وقرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة
[الحجة للقراء السبعة: 6/425]
والكسائي: أن رآه استغنى بكسر الراء وبعد الهمزة ألف في وزن رعاه.
وقرأ نافع: أن رآه فتح، وحفص عن عاصم لا يكسر أيضا.
أبو عمرو: يفتح الراء ويكسر الهمزة.
قال أبو علي: قول ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: أن رآه أمالوا الفتحة التي على الراء لإمالة فتحة الهمزة، وصار إمالة الفتحة للفتحة كإمالة الألف في قولهم: رأيت عمادا لإمالة الألف، ألا ترى أنك قد تميل الفتحة، كما تميل الألف في قولك: من عمرو، كما تقول: من نار، ومن غار. وقال: قراءة نافع: أن رآه فتح، وكذلك حفص عن عاصم، فإنهما لم يميلا للإمالة، كما أن من قال: رأيت عمادا، لم يمل للإمالة، وأمال الألف في رأى، وأمال فتحة الهمزة لتميل الألف التي بعدها نحو الياء). [الحجة للقراء السبعة: 6/426]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى} 7 6
قرأ ابن كثير في رواية القواس {أن رآه} على وزن رعه وقرأ الباقون {أن رآه} والأصل رأيه على وزن رعيه فصارت الياء الّتي هي لام الفعل ألفا لانفتاح ما قبلها فصار {رآه}
قال مجاهد رواية القواس غلط لأنّه حذف لام الفعل الّتي كانت ألفا مبدلة من الياء
وقال غيره يجوز أن يكون حذف لام الفعل كما حذف من قولهم أصاب النّاس جهد ولو تر أهل مكّة فلذلك حذف من الماضي كما حذف المستقبل). [حجة القراءات: 767]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («1» قَوْلُهُ: {أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} قَرَأَهُ قُنْبُلٌ بِغَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِأَلِفٍ.
وَحُجَّةُ مَنْ قَرَأَ بِغَيْرِ أَلِفٍ [بَعْدَ الْهَمْزَةِ] أَنَّهُ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ فِي مُسْتَقْبَلِ «رَأَى»، يَحْذِفُونَ الأَلِفَ فِي «يَرَى» بِغَيْرِ جَزْمٍ، اكْتِفَاءً بِالْفَتْحَةِ مِنْهَا، حُكِيَ عَنْ [بَعْضِ] الْعَرَبِ، أَصَابَ النَّاسَ جُهْدٌ، وَلَوْ تَرَ أَهْلَ مَكَّةَ، يَحْذِفُونَ أَلِفَ «تَرَ» فَلَمَّا حُذِفَتْ فِي «تَرَى» لِغَيْرِ جَازِمٍ حُذِفَتْ فِي «رَأَى» كَذَلِكَ، وَهُوَ بَعِيدٌ فِي الْقِيَاسِ وَالنَّظَرِ وَالاسْتِعْمَالِ. وَقَدْ حَذَفُوا الأَلِفَ فِي الْمَاضِي فِي «حَاشَ لِلَّهِ»، وَفِي هَذِهِ الْعِلَّةِ ضَعْفٌ مِنْ طَرِيقِ الاسْتِعْمَالِ وَالْقِيَاسِ، وَفِي ذَلِكَ عِلَّةٌ أُخْرَى، وَهِيَ أَنْ يَكُونَ سَهَّلَ الْهَمْزَةَ مِنْ «رَأَى» عَلَى الْبَدَلِ، فَاجْتَمَعَ سَاكِنَانِ، فَحَذَفَ الأَلِفَ الثَّانِيَةَ لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، ثُمَّ رَدَّ الْهَمْزَةَ إِلَى أَصْلِهَا، وَبَقِيَتِ الأَلِفُ عَلَى حَذْفِهَا، وَهَذِهِ عِلَّةٌ أَيْضًا ضَعِيفَةٌ خَارِجَةٌ عَنِ الْقِيَاسِ وَالنَّظَرِ، وَفِي ذَلِكَ عِلَّةٌ ثَالِثَةٌ، وَهِيَ أَنْ يَكُونَ لَمْ يَعْتَدَّ بِالْهَاءِ فِي {رَآهُ} لِخَفَائِهَا، فَحَذَفَ الأَلِفَ الَّتِي قَبْلَ الْهَاءِ، لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ السِّينِ فِي {اسْتَغْنَى}، وَعَلَى ذَلِكَ أَجَازَ سِيبَوَيْهِ وَغَيْرُهُ حَذْفَ الْوَاوِ وَالْيَاءِ بَعْدَ الْهَاءِ الَّتِي قَبْلَهَا سَاكِنٌ، لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ مَا قَبْلَ الْهَاءِ، وَلَمْ يَعْتَدَّ بِالْهَاءِ حَاجِزًا بَيْنَهُمَا لِخَفَائِهَا، وَذَلِكَ فِي: فِيهِ، وَضَرَبُوهُ، إِذَا حَذَفَ الْيَاءَ وَالْوَاوَ، وَهَذِهِ عِلَّةٌ جَارِيَةٌ عَلَى الْقِيَاسِ [حَسَنَةٌ] لَوْلاَ أَنَّ ابْنَ كَثِيرٍ لَيْسَ مِنْ أَصْلِهِ
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/383]
حَذْفُ مَا بَعْدَ الْهَاءِ لِسُكُونِ مَا قَبْلَهَا، وَلَيْسَ مِنْ مَذْهَبِهِ تَرْكُ الاسْتِعْدَادِ بِالْهَاءِ لِخَفَائِهَا. فَهَذَا الْحَرْفُ خَارِجٌ عَنْ قِيَاسِ مَذْهَبِهِ وَقِرَاءَتِهِ، إِنْ أَجْرَيْتَهُ عَلَى هَذِهِ الْعِلَّةِ، وَهِيَ عِلَّةٌ صَحِيحَةٌ، وَفِي ذَلِكَ عِلَّةٌ رَابِعَةٌ، وَهِيَ أَنَّ مُسْتَقْبَلَ «رَأَى» قَدْ أَجْمَعَتِ الْعَرَبُ عَلَى حَذْفِ عَيْنِهِ بَعْدَ إِلْقَاءِ حَرَكَتِهِ عَلَى مَا قَبْلَهُ، وَهِيَ الْهَمْزَةُ فِي «تَرَى، وَنَرَى، وَيَرَى» فَلَمَّا اسْتُعْمِلَ الْحَذْفُ فِيهِ، وَاطُّرِحَ اسْتِعْمَالُ الأَصْلِ سَهَّلَ ذَلِكَ جَوَازَ الْحَذْفِ فِي مَاضِيهِ، فَلَمْ يُمْكِنْ حَذْفُ الْعَيْنِ، لأَنَّهُ لاَ سَاكِنَ قَبْلَهَا تُلْقَى حَرَكَةُ الْعَيْنِ عَلَيْهِ، لِئَلاَّ يُحْذَفَ الْحَرْفُ وَحَرَكَتُهُ، فَتُرِكَتْ، وَحُذِفَتِ اللاَّمُ، وَهَذِهِ حُجَّةٌ ضَعِيفَةٌ أَيْضًا، لأَنَّ حَذْفَ عَيْنِ الْمُسْتَقْبَلِ مِنْ هَذَا الْفِعْلِ، مَسْمُوعٌ مِنَ الْعَرَبِ مُسْتَعْمَلٌ، وَحَذْفُ لاَمِ الْمَاضِي غَيْرُ مَسْمُوعٍ وَلاَ مُسْتَعْمَلٌ، فَحَذْفُهُ بَعِيدٌ.
وَعِلَّةٌ خَامِسَةٌ، وَهِيَ أَنْ يَكُونَ حَذْفُ الأَلِفِ مِنْ {رَآهُ} لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الْوَاوِ بَعْدَ الْهَاءِ، عَلَى أَصْلِ حَذْفِ الأَوَّلِ مِنَ السَّاكِنَيْنِ، إِذَا اجْتَمَعَا، فَلَمَّا وَصَلَ حَذَفَ الْوَاوَ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ السِّينِ، وَبَقِيَتِ الأَلِفُ عَلَى حَذْفِهَا، لأَنَّ حَذْفَ الْوَاوِ عَارِضٌ، وَهَذِهِ عِلَّةٌ لاَ بَأْسَ بِهَا. وَقَدْ كَانَ الشَّيْخُ أَبُو الطَّيِّبِ يَأْخُذُ فِيهِ لِقُنْبُلٍ بِالْوَجْهَيْنِ.
«2» وَحُجَّةُ مَنْ قَرَأَ بِغَيْرِ حَذْفٍ أَنَّهُ الأَصْلُ الْمُسْتَعْمَلُ الْفَاشِي، وَأَنَّ عَلَيْهِ الْجَمَاعَةَ، وَأَنَّهُ لاَ وَجْهَ قَوِيٌّ لِلْحَذْفِ، وَأَنَّهُ لاَ عِلَّةَ ظَاهِرَةً تُوجِبُ الْحَذْفَ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/384]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- (أَنْ رَأَهُ اسْتَغْنَى) [آيَةُ/7] مَقْصُورَةً مِثْلُ رَعَهُ: -
رَوَاهَا- ل- عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ، وَكَذَلِكَ ابْنُ شَنَبُوذَ عَنْهُ.
وَالْوَجْهُ فِيهِ قَدِ اسْتَضْعَفَهُ الْعُلُمَاءُ، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا جَاءَ مِنْ حَذْفِ الأَلِفِ فِي نَحْوِ قَوْلِهِ {حَاشَ لِلَّهِ}، وَقَوْلِ ابْنِ الْعَجَّاجِ:
181- وَصَّانِيَ الْعَجَّاجُ فِيمَا وَصَّنِي
وَغَيْرِهِمَا مِنَ الأَفْعَالِ الَّتِي حُذِفَ مِنْهَا الأَلِفُ الَّتِي هِيَ لامُ الْكَلِمَةِ مِنْ غَيْرِ مُوجِبٍ أَوْجَبَهُ مِنَ الْقِيَاسِ، وَقَدْ جَاءَ فِي مُضَارِعِهِ: فَلَوْ تَرَ مَا أَهْلُ مَكَّةَ، وَالأَصْلُ تَرَى، وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِنَ الْقِلَّةِ بِحَيْثُ لا يَجُوزُ الْقِيَاسُ عَلَيْهَا فَهِيَ شَاذَّةٌ،
[الموضح: 1382]
وَإِنَّمَا ضَعَّفَوا هَذِهِ الْقِرَاءَةَ لِحَمْلِهَا عَلَى مَا شَذَّ وَبَعُدَ عَنِ الْقِيَاسِ.
الْبَزِّيُّ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ و- ص عَنْ عَاصِمٍ (ويَعْقُوبُ) {رَآهُ} بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَالْهَمْزَةِ، مِثْلُ رَعَاهُ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ هُوَ الأَصْلُ؛ لأَنَّهُ عَلَى وَزْنِ فَعَلَ مِنَ الرُّؤْيَةِ، وَأَصْلُهُ: رَأَيَ، فَقُلِبَتِ الْيَاءُ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا فَبَقِيَ رَأَى، مِثْلُ رَعَى وَسَعَى.
وَقَرَأَ نَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو (رَآِهُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَإِمَالَةِ الْهَمْزَةِ، وَنَافِعٌ إِلَى الْفَتْحِ أَقْرَبُ.
وَالْوَجْهُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمْ تَرَكُوا فَتْحَةَ الرَّاءِ عَلَى حَالِهَا، وَأَمَالُوا فَتْحَةَ الْهَمْزَةِ لِتُمِيلَ الأَلِفَ الَّتِي بَعْدَهَا نَحْوَ الْيَاءِ إِعْلامًا بِأَنَّهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْيَاءِ، كَمَا أَمَالُوا رَمَى وَسَعَى.
وَقَرَأَ حَمْزَةُ والْكِسَائِيُّ وَعَاصِمٌ- ياش- (رِآِهُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ وَالْهَمْزَةِ، وَإِمَالَةِ الأَلِفِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ لَمَّا أُمِيلَتِ الْهَمْزَةُ وَالأَلِفُ، أُمِيلَتِ الرَّاءُ اتِّبَاعًا لَهَا، وَهِيَ إِمَالَةٌ لإِمَالَةٍ، كَمَا قُلْنَا فِي "عِمَادِا" بِإِمَالَةِ الأَلِفَيْنِ، أُمِيلَتِ الأَلِفُ الَّتِي بَعْدَ الدَّالِ لإِمَالَةِ الأَلِفِ الَّتِي قَبْلَ الدَّالِ، وَالتَّقْدِيمُ وَالتَّأْخِيرُ فِي الإِتْبَاعِ سَوَاءٌ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ {رَآهُ} بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالْهَمْزَةِ جَمِيعًا.
وَالْوَجْهُ فِي تَرْكِ الإِمَاَلَةِ قَدْ مَضَى). [الموضح: 1383]

قوله تعالى: {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 11:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة العلق

[ من الآية (9) إلى الآية (19) ]
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}
قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9)}
قوله تعالى: {عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)}
قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11)}
قوله تعالى: {أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12)}
قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13)}
قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14)}
قوله تعالى: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وأجمع القراء في هذه السورة على تخفيف النون في {لنسفعن} [15] والوقف {لنسفعا} وإنما ذكرته لأن ابن مجاهد حدثني عن الجمال عن الحسن، قال: حدثنا أحمد عن شبل عن محبوب عن أبي عمرو، وقال: حدثنا سليمان عن أبي حاتم عن محبوب {لنسفعن بالناصية} بتشديد النون، وهما لغتان تقول: اضربن زيدا، أو اضربن زيدا، فمن شدد النون أثبتها في الوقف، وفي التثنية والجمع، فتقول: اضربان واضربن. ومن خفف النون وقف بألف فقال: اضربا وحذفها في التثنية. فأما النون المشددة في فعل جميع النساء فإنك تحجز بين النونات بألف فتقول: اضربنان يا نسوة، ومعنى {لنسفعا بالناصية} أو ليسودن وجهه. وقيل: لنأخذن بناصيته. وإنما كني عن جميع الوجه بالناصية؛ لأنها في مقدم الوجه كما قال تعالى: {فيؤخذ بالنواصي والأقدام} أي: يجعل وجهه بين رجليه ثم يقذف في النار، نعوذ بالله منها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/509]

قوله تعالى: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)}
قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17)}
قوله تعالى: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)}
قوله تعالى: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة