العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النحل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الأولى 1434هـ/5-04-2013م, 03:22 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة النحل [ من الآية (84) إلى الآية (89) ]

{وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 جمادى الأولى 1434هـ/5-04-2013م, 03:24 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم نبعث من كلّ أمّةٍ شهيدًا ثمّ لا يؤذن للّذين كفروا ولا هم يستعتبون}.
يقول تعالى ذكره: يعرفون نعمة اللّه ثمّ ينكرونها اليوم ويستنكرون {يوم نبعث من كلّ أمّةٍ شهيدًا} وهو الشّاهد عليها بما أجابت داعي اللّه، وهو رسولهم الّذي أرسل إليهم {ثمّ لا يؤذن للّذين كفروا} يقول: ثمّ لا يؤذن للّذين كفروا في الاعتذار، فيعتذروا ممّا كانوا باللّه وبرسوله يكفرون {ولا هم يستعتبون} فيتركوا والرّجوع إلى الدّنيا فينيبوا ويتوبوا، وذلك كما قال تعالى: {هذا يوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون}
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {ويوم نبعث من كلّ أمّةٍ شهيدًا} وشاهدها نبيّها، على أنّه قد بلّغ رسالات ربّه، قال اللّه تعالى: {وجئنا بك شهيدًا على هؤلاء} "). [جامع البيان: 14/327]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 84 - 90.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ويوم نبعث من كل أمة شهيدا} قال: شهيدها نبيها على أنه قد بلغ رسالات ربه، قال الله: {وجئنا بك شهيدا على هؤلاء} قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية فاضت عيناه). [الدر المنثور: 9/95]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا رأى الّذين ظلموا العذاب فلا يخفّف عنهم ولا هم ينظرون}.
يقول تعالى ذكره: وإذا عاين الّذين كذّبوك يا محمّد وجحدوا نبوّتك والأمم الّذين كانوا على منهاج مشركي قومك عذاب اللّه، فلا ينجيهم من عذاب اللّه شيءٌ، لأنّهم لا يؤذن لهم فيعتذرون فيخفّف عنهم العذاب بالعذر الّذي يدّعونه، {ولا هم ينظرون} يقول: ولا يرجئون للعقاب، لأنّ وقت التّوبة والإنابة قد فات، فليس ذلك وقتًا لهما، وإنّما هو وقتٌ للجزاء على الأعمال، فلا ينظر بالعتاب ليعتب بالتّوبة). [جامع البيان: 14/328]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن العالية في قوله: {وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون} قال: هذا كقوله: (هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون) ). [الدر المنثور: 9/95]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا رأى الّذين أشركوا شركاءهم قالوا ربّنا هؤلاء شركاؤنا الّذين كنّا ندعو من دونك، فألقوا إليهم القول إنّكم لكاذبون}.
يقول تعالى ذكره: وإذا رأى المشركون باللّه يوم القيامة ما كانوا يعبدون من دون اللّه من الآلهة والأوثان وغير ذلك، قالوا: ربّنا هؤلاء شركاؤنا في الكفر بك، والشّركاء الّذين كنّا ندعوهم آلهةً من دونك، قال اللّه تعالى ذكره: {فألقوا} يعني: شركاءهم الّذين كانوا يعبدونهم من دون اللّه {القول} يقول: قالوا لهم: إنّكم لكاذبون أيّها المشركين، ما كنّا ندعوكم إلى عبادتنا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فألقوا إليهم القول} قال: " حدّثوهم ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثله). [جامع البيان: 14/328-329]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فألقوا إليهم القول يقول حدثوهم). [تفسير مجاهد: 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فألقوا إليهم القول} قال: حدثوهم). [الدر المنثور: 9/95]

تفسير قوله تعالى: (وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}.
يقول تعالى ذكره: وألقى المشركون إلى اللّه يومئذٍ السّلم يقول: استسلموا يومئذٍ وذلّوا لحكمه فيهم، ولم تغن عنهم آلهتهم الّتي كانوا يدعون في الدّنيا من دون اللّه، وتبرّأت منهم، ولا قومهم، ولا عشائرهم الّذين كانوا في الدّنيا يدافعون عنهم، والعرب تقول: ألقيت إليه كذا تعني بذلك قلت له.
وقوله: {وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} يقول: وأخطأهم من آلهتهم ما كانوا يأملون من الشّفاعة عند اللّه بالنّجاة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلم} يقول: " ذلّوا واستسلموا يومئذٍ {وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} "). [جامع البيان: 14/329-330]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرنا الحارث بن نبهان عن ............. ] إسحاق وزرّ بن حبيشٍ عن ابن مسعودٍ [{الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله زدناهم عذاباً فوق] العذاب}، ما تلك الزّيادة، قال: عقارب [لها أنياب كالنخل الطوال]). [الجامع في علوم القرآن: 2/7-8]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال في قوله تعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب قال زيدوا عقارب أنيابها أمثال النخل الطوال). [تفسير عبد الرزاق: 1/362]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش عن عبد اللّه بن مرّة عن مسروقٍ في قوله: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال: عقارب كأمثال النّخل الطّوال [الآية: 88]). [تفسير الثوري: 166]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه زدناهم عذابًا فوق العذاب بما كانوا يفسدون}.
يقول تعالى ذكره: الّذين جحدوا يا محمّد نبوّتك وكذّبوك فيما جئتهم به من عند ربّك، وصدّوا عن الإيمان باللّه وبرسوله من أراده، زدناهم عذابًا يوم القيامة في جهنّم فوق العذاب الّذي هم فيه قبل أن يزادوه، وقيل: تلك الزّيادة الّتي وعدهم اللّه أن يزيدهموها عقارب وحيّاتٍ.
وقد قال مثل ذلك أهل التأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال: " عقارب لها أنيابٌ كالنّخل ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه مثله
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبو معاوية، وابن عيينة، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال: " زيدوا عقارب لها أنيابٌ كالنّخل الطّوال ".
- حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجانيّ قال: حدّثنا جعفر بن عونٍ قال: أخبرنا الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، مثله.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن سعيدٍ، عن سليمان، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، نحوه
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا إسرائيل، عن السّدّيّ، عن مرّة، عن عبد اللّه، قال: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال: " أفاعي "
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا عبد اللّه، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن مرّة، عن عبد اللّه، قال: " أفاعي في النّار ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن رجلٍ، عن مرّة، عن عبد اللّه، مثله
- حدّثنا مجاهد بن موسى، والفضل بن الصّبّاح، قالا: حدّثنا جعفر بن عونٍ، قال: أخبرنا الأعمش، عن مجاهدٍ، عن عبيد بن عميرٍ، قال: " إنّ لجهنّم جبابًا فيها حيّاتٌ أمثال البخت، وعقارب أمثال البغال الدّهم، يستغيث أهل النّار إلى تلك الجباب أو السّاحل، فتثب إليهم فتأخذ بشفاههم وشفارهم إلى أقدامهم، فيستغيثون منها إلى النّار، فيقولون: النّار النّار فتتبعهم حتّى تجد حرّها فترجع، قال: وهي في أسرابٍ "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني حييّ بن عبد اللّه، عن أبي عبد الرّحمن الحبليّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: " إنّ لجهنّم سواحل فيها حيّاتٌ وعقارب أعناقها كأعناق البخت "
وقوله: {بما كانوا يفسدون} يقول: زدناهم ذلك العذاب على ما بهم من العذاب بما كانوا يفسدون، بما كانوا في الدّنيا يعصون اللّه ويأمرون عباده بمعصيته، فذلك كان إفسادهم، اللّهمّ إنّا نسألك العافية، يا مالك الدّنيا والآخرة الباقية). [جامع البيان: 14/330-332]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمثنا آدم نا المسعودي عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود في قوله الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب قال زيدوا عقارب من نار كالبغال الدلم أنيابها كالنخل). [تفسير مجاهد: 350-351]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني عليّ بن عيسى، ثنا إبراهيم بن أبي طالبٍ، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، قال: قال عبد اللّه رضي اللّه عنه، في قول اللّه عزّ وجلّ " {زدناهم عذابًا فوق العذاب} [النحل: 88] قال: عقارب أنيابها كالنّخل الطّوال «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/387]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} [النحل: 88].
- عن عبد اللّه بن مسعودٍ في قوله: ({زدناهم عذابًا فوق العذاب} [النحل: 88] قال: زيدوا عقارب، أنيابها كالنّخل الطّوال.
رواه الطّبرانيّ بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7/48]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا (سريح) بن يونس، ثنا مروان ابن معاوية، عن الأعمش، عن (عبد اللّه) بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه رضي الله عنه، في قوله تعالى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابًا فوق العذاب بما كانوا يفسدون (88) }، قال: زيدوا عقارب أنيابها كالنحل الطّوال.
صحّحه الحاكم). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/763]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا سريح، (ثنا) إبراهيم بن سليمان، عن الأعمش، عن الحسن، عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما، في قوله (تعالى): {زدناهم عذابًا فوق العذاب}، قال: خمسة أنهارٍ يعذّبون ببعضها في اللّيل، وببعضها في النّهار). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/765]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وألقوا إلى الله يومئذ السلم} قال: استسلموا). [الدر المنثور: 9/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وألقوا إلى الله يومئذ السلم} يقول: ذلوا واستسلموا يومئذ). [الدر المنثور: 9/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وهناد بن السري وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن مسعود في قوله: {زدناهم عذابا فوق العذاب} قال: زيدوا عقارب لها أنياب كالنخل الطوال). [الدر المنثور: 9/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والخطيب في تالي التلخيص عن البراء أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله: {زدناهم عذابا فوق العذاب} قال: عقارب أمثال النخل الطوال ينهشونهم في جهنم). [الدر المنثور: 9/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد عن ابن مسعود قال: أفاعي في النار). [الدر المنثور: 9/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية: إن أهل النار إذا جزعوا من حرها استغاثوا بضحضاح في النار فإذا أتوه تلقاهم عقارب كأنهن البغال الدهم وأفاع كأنهن البخاتي فضربنهم فذلك الزيادة). [الدر المنثور: 9/97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير قال: إن في جهنم لجبابا فيها حيات أمثال البخت وعقارب أمثال البغال يستغيث أهل النار من تلك الجباب إلى الساحل فتثبت إليهم فتأخذ جباههم وشفارهم فكشطت لحومهم إلى أقدامهم فسيتغيثون منها إلى النار فتتبعهم حتى تجد حرها فترجع وهي في أسراب.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن مجاهد مثله). [الدر المنثور: 9/97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن عمرو قال: إن لجهنم سواحل فيها حيات وعقارب أعناقها كأعناق البخت). [الدر المنثور: 9/97-98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الأعمش عن مالك بن الحارث قال: إذا طرح الرجل في النار هوى فيها فإذا انتهى إلى بعض أبوابها قيل: مكانك حتى تتحف فيسقى كأسا من سم الأساود والعقارب فيتميز الجلد على حدة والشعر على حدة والعصب على حدة والعروق على حدة). [الدر المنثور: 9/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {زدناهم عذابا فوق العذاب} قال: خمسة أنهار من نار صبها الله عليهم يعذبون ببعضها بالليل وببعضها بالنهار). [الدر المنثور: 9/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، عن جابر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: الزيادة خمسة أنهار تجري من تحت العرش على رؤوس أهل النار ثلاثة أنهار على مقدار الليل ونهران على مقدار النهار فذلك قوله: {زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون} ). [الدر المنثور: 9/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال: قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم قلت: لا، قال: إن ما بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا تجري أودية القيح والدم، قلت له: الأنهار قال: لا، بل الأودية). [الدر المنثور: 9/98-99]

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن أبان بن تغلب عن مجاهد في قوله تعالى تبينا لكل شيء قال مما أحل الله وحرم عليهم). [تفسير عبد الرزاق: 1/362]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال سمعت أن مسيلمة أخذ رجلين من أهل الإسلام فقال لأحدهما أتشهد أن محمد رسول الله قال نعم وكان مسيلمة لا ينكر أن محمدا رسول الله ويقول هو نبي وأنا نبي قال فقال له أتشهد أن مسيلمة رسول الله قال نعم فتركه ثم جيء بالآخر فقال أتشهد أن محمدا رسول الله فقال نعم قال أتشهد أن مسيلمة رسول الله قال إني أصم فقال أسمعوه فقال مثل مقالته الأولى فقال إذا ذكروا لك محمدا سمعت وإذا ذكروا لك مسيلمة قلت إني أصم اضربوا عنقه قال فضربوا عنقه فبلغ ذلك النبي فقال أما هذا فقد بقي على يقين وأما الآخر فأخذ بالرخصة). [تفسير عبد الرزاق: 1/362-363]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم نبعث في كلّ أمّةٍ شهيدًا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدًا على هؤلاء ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ وهدًى ورحمةً وبشرى للمسلمين}.
يقول تعالى ذكره: {ويوم نبعث في كلّ أمّةٍ شهيدًا عليهم من أنفسهم} يقول: نسأل نبيّهم الّذي بعثناه إليهم للدّعاء إلى طاعتنا وقال: {من أنفسهم} لأنّه تعالى ذكره كان يبعث إلى أممٍ أنبياءها منها: ماذا أجابوكم، وما ردّوا عليكم؟ {وجئنا بك شهيدًا على هؤلاء} يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وجئنا بك يا محمّد شاهدًا على قومك وأمّتك الّذين أرسلتك إليهم بما أجابوك وماذا عملوا فيما أرسلتك به إليهم.
وقوله: {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} يقول: نزّل عليك يا محمّد هذا القرآن بيانًا لكلّ ما بالنّاس إليه الحاجة من معرفة الحلال والحرام، والثّواب والعقاب {وهدًى} من الضّلالة {ورحمةً} لمن صدّق به، وعمل بما فيه من حدود اللّه وأمره ونهيه، فأحلّ حلاله وحرّم حرامه
{وبشرى للمسلمين} يقول: وبشارةً لمن أطاع اللّه، وخضع له بالتّوحيد، وأذعن له بالطّاعة، يبشّره بجزيل ثوابه في الآخرة، وعظيم كرامته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الزّبير، عن ابن عيينة، قال: حدّثنا أبان بن تغلب، عن الحكم، عن مجاهدٍ: {تبيانًا لكلّ شيءٍ} قال: " ممّا أحلّ وحرّم "
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة، عن أبان بن تغلب، عن مجاهدٍ، في قوله: " {تبيانًا لكلّ شيءٍ} ممّا أحلّ لهم وحرّم عليهم "
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، قوله: {تبيانًا لكلّ شيءٍ} قال: " ما أمر به، وما نهى عنه "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، في قوله: {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} قال: " ما أمروا به، ونهوا عنه "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن أشعث، عن رجلٍ، قال: قال ابن مسعودٍ: " أنزل في هذا القرآن كلّ علمٍ، وكلّ شيءٍ قد بيّن لنا في القرآن، ثمّ تلا هذه الآية "). [جامع البيان: 14/333-334]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: إن الله أنزل في هذا الكتاب تبيانا لكل شيء ولقد عملنا بعضا مما بين لنا في القرآن، ثم تلا {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} ). [الدر المنثور: 9/99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن الضريس في فضائل القرآن ومحمد بن نصر في كتاب الله والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال: من أراد العلم فليتنور القرآن فإنه فيه علم الأولين والآخرين). [الدر المنثور: 9/99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: لا تهذوا القرآن كهذا الشعر ولا تنثروه نثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب). [الدر المنثور: 9/99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: إن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن). [الدر المنثور: 9/99-100]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: إن هذه القلوب أوعية فأشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره). [الدر المنثور: 9/100]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {تبيانا لكل شيء} قال: مما أمروا به ونهوا عنه). [الدر المنثور: 9/100]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في قوله: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} قال: بالسنة). [الدر المنثور: 9/100]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 جمادى الأولى 1434هـ/5-04-2013م, 03:33 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويوم نبعث من كلّ أمّةٍ} يعني من كلّ أمّةٍ.
{شهيدًا} وهم الأنبياء، تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: شهيدًا، يعني نبيّهم يشهد عليهم أنّه قد بلّغهم.
{ثمّ لا يؤذن للّذين كفروا ولا هم يستعتبون} هي مثل قوله: {هذا يوم لا ينطقون * ولا يؤذن لهم فيعتذرون} بحجّةٍ، وهي مواطن لا يؤذن لهم في موطنٍ في الكلام، ويؤذن لهم في موطنٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/81]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويوم نبعث من كل أمة شهيدا} يروى أن نبي كل أمة شاهد عليها). [معاني القرآن: 4/100]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذا رأى الّذين ظلموا العذاب} وإذا دخل الّذين ظلموا العذاب، يعني المشركين.
{فلا يخفّف عنهم} العذاب.
{ولا هم ينظرون} سألوا اللّه أن ينظرهم، أن يؤخّرهم فيردّهم إلى الدّنيا حتّى يتوبوا، فلم ينظرهم، أي فلم يؤخّرهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/82-81]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وإذا رأى الّذين أشركوا شركاءهم} إذا رأوا الشّياطين الّذين كانوا يضلّونهم في الدّنيا، يعرف كلّ إنسانٍ شيطانه.
{قالوا} يقول بنو آدم.
{ربّنا هؤلاء شركاؤنا} يعنون بني إبليس.
{الّذين كنّا ندعو من دونك} لأنّهم هم الّذين دعوهم إلى عبادة الأوثان.
قال: {وإن يدعون إلا شيطانًا مريدًا}.
وقال قتادة: {الّذين كنّا ندعو من دونك}
{فألقوا إليهم القول} فألقى بنو آدم إلى بني إبليس القول، حدّثوهم.
تفسير مجاهدٍ.
ذكره عاصم بن حكيمٍ وابن مجاهدٍ فقالوا لهم: {إنّكم لكاذبون}، أي: إنّكم كذّبتمونا في الدّنيا وغرّرتمونا). [تفسير القرآن العظيم: 1/82]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( [قوله]: {فألقوا إليهم القول...}
آلهتهم ردّت عليهم قولهم {إنّكم لكاذبون} أي لم ندعكم إلى عبادتنا). [معاني القرآن: 2/112]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فألقوا إليهم القول إنّكم لكاذبون...}
فكسرت لأنها من صلة القول. ومن فتحها لو لم تكن فيها لام في قوله لكاذبون جعلها تفسيراً للقول: ألقوا إليهم أنكم كاذبون فيكون نصباً لو لم يكن فيها لام؛ كما تقول:
ألقيت إليك أنك كاذب. ولا يجوز إلاّ الكسر عند دخول اللام، فتقول: ألقيت إليك إنّك لكاذب). [معاني القرآن: 2/112]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فألقوا إليهم القول إنّكم لكاذبون} أي قالوا: إنكم لكاذبون، يقال: ألقيت إليه كذا، أي قلت له كذا). [مجاز القرآن: 1/366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا رأى الّذين أشركوا شركاءهم قالوا ربّنا هؤلاء شركاؤنا الّذين كنّا ندعو من دونك فألقوا إليهم القول إنّكم لكاذبون}
أي لما رأى الذين أشركوا ما كانوا يشركون باللّه غير نافعهم وجحدتهم آلهتهم كما قال الله جلّ وعزّ: {كلّا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدّا} ). [معاني القرآن: 3/216]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون} أي جحدتم آلهتهم كما قال تعالى: {سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا} ). [معاني القرآن: 4/100]

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلم} أعطوا الإسلام يومئذٍ واستسلموا له، آمنوا باللّه وكفروا بالشّيطان والأوثان.
وقال قتادة: ذلّوا واستسلموا يومئذٍ.
{وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} عبادتهم إيّاهم في الدّنيا افتراءً على اللّه وهو الكذب وهو كقوله: {ثمّ قيل لهم أين ما كنتم تشركون * من دون اللّه قالوا ضلّوا عنّا} ).
[تفسير القرآن العظيم: 1/82]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وألقوا إلى الله يومئذٍ السّلم} أي المسالمة). [مجاز القرآن: 1/366]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون}
روى سعيد عن قتادة قال استسلموا وذلوا وضل عنهم ما كانوا يفترون أي يشركون). [معاني القرآن: 4/101-100]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال يحيى: بلغني عن عبد اللّه بن مسعودٍ،
قال: حيّاتٌ وعقارب لها أنيابٌ مثل النّخل الطّوال تنهشهم.
وقال الحسن هو كقوله: {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابًا} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/83]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون}
روي في التفسير أن الّذي زيدوا عقارب لها أنياب كالنحل الطوال.
وقيل أيضا: إنهم يخرجون من حرّ النار إلى الزمهرير، فيبادرون من شدة برده إلى النّار). [معاني القرآن: 3/216]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب}
روى مسروق عن عبد الله قال زيدوا عقارب أنيابها كالنخل الطوال). [معاني القرآن: 4/101]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويوم نبعث في كلّ أمّةٍ شهيدًا عليهم من أنفسهم} ، يعني: نبيّهم هو شاهدٌ عليهم.
{وجئنا بك} يا محمّد.
{شهيدًا على هؤلاء} ، يعني: أمّته.
قوله: {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} ما بيّن فيه من الحلال والحرام، والكفر، والإيمان، والأمر والنّهي، وكلّ ما أنزل اللّه فيه.
- النّضر بن معبدٍ عن أبي قلابة عن أبي الدّرداء، قال: نزل القرآن على ستّ آياتٍ: آية مبشّرةٍ، وآيةٍ منذرةٍ، وآية فريضةٍ، وآيةٍ تأمرك، وآيةٍ تنهاك، وآية قصصٍ وأخبارٍ.
قال: {وهدًى ورحمةً وبشرى للمسلمين} للمؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 1/83]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {تبياناً لكلّ شيءٍ} أي بياناً). [مجاز القرآن: 1/366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويوم نبعث في كلّ أمّة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكلّ شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}
كل نبي شاهد على أمّته، وهو أعدل شاهد عليها.
وقوله: {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكلّ شيء}.
تبيان: اسم في معنى البيان، ومثل التّبيان التّلقاء، ولو قرئت تبيانا على وزن تفعال لكان وجها، لأن التبيان في معنى التبيين، ولا تجوز القراءة به لأنه لم يقرا به أحد من القراء).
[معاني القرآن: 3/217-216]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} روى أبان بن ثعلب عن مجاهد قال تبيانا للحلال من الحرام). [معاني القرآن: 4/101]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :{تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} أي: بيانا لكل شيء). [ياقوتة الصراط: 300]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 جمادى الأولى 1434هـ/5-04-2013م, 03:40 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87) }

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 12:42 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 12:43 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 12:46 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ويوم نبعث من كل أمة شهيدا} آية وعيد، التقدير: واذكر يوم نبعث ويرد شهيدا على كفرهم وإيمانهم، فـ "شهيد" بمعنى "شاهد"، وذكر الطبري أن المعنى: ثم ينكرونها اليوم، ويوم نبعث، أي: ينكرون كفرهم فيكذبهم الشهيد. وقوله: {ثم لا يؤذن} أي لا يؤذن للذين كفروا أي في المعذرة، وهذا في موطن دون موطن; لأن في القرآن أن كل نفس تأتي تجادل عن نفسها ويترتب أن تجيء كل نفس تجادل، فإذا استقرت أقوالهم بعث الله الشهود من الأمم فتكذب الكفار فلا يؤذن للكاذبين بعد في معذرة، ولا هم يستعتبون بمعنى: يعتبون، تقول: "عتبت الرجل" إذا كفيته ما عتب فيه، كما تقول: "أشكيته ما شكا"، كأنه قال: ولا هم يكفون ما يعتبون فيه ويشق عليهم، والعرب تقول: استفعل بمعنى أفعل، تقول: أدنيت الرجل واستدنيته، وقال قوم: لا يسألون أن يرجعوا عما كانوا عليه في الدنيا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فهذا استعتاب معناه طلب عتباه، وقال الطبري: معناه: يطلبون الرجوع إلى الدنيا فلا يعطون فيقع منهم توبة عمل). [المحرر الوجيز: 5/396]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإذا رأى الذين ظلموا العذاب}، أخبر الله تعالى في هذه الآية أن هؤلاء الكفرة الظالمين في كفرهم إذا أراهم الله عذاب النار وشارفوها وتحققوا كنه شدتها، فإن ذلك الأمر الهائل الذي نزل بهم لا يخفف بوجه ولا يؤخر عنهم، وإنما مقصد الآية الفرق بين ما يحل بهم وبين رزايا الدنيا، فإن الإنسان لا يتوقع أمرا من
[المحرر الوجيز: 5/396]
خطوب الدنيا إلا وله طمع في أن يتأخر عنه، وأن يجيئه في أخف ما يتوهم برجائه، وكذلك متى حل به كان طامعا في أن يخف، وقد يقع ذلك في خطوب الدنيا كثيرا، فأخبر الله تعالى أن عذاب الآخرة -إذا عاينه الكافر- لا طماعية فيه بتخفيف ولا تأخير). [المحرر الوجيز: 5/397]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}
أخبر سبحانه وتعالى أنهم إذا رأوا يوم القيامة بأبصارهم الأوثان والأصنام وكل معبود من دون الله -لأنها تحشر معهم توبيخا لهم على رؤوس الأشهاد- أشاروا إليهم وقالوا: هؤلاء كنا نعبدهم من دون الله، كأنهم أرادوا بذلك تذنيب المعبودين وإدخالهم في المعصية، وأضافوا الشركاء إلى أنفسهم من حيث هم جعلوهم شركاء، وهذا كما يصف رجل آخر بأنه خير فتقول له أنت: ما فعل خيرك؟ فأضفته إليه من حيث وصفه هو بتلك الصفة، والضمير في "القول" عائد على الشركاء، فمن كان من المعبودين من البشر ألقى القول المعهود بلسانه، وما كان من الجمادات تكلمت بقدرة الله بتكذيب المشركين في وصفهم بأنهم آلهة وشركاء لله، ففي هذا وقع الكذب لا في العبادة. وقال الطبري: المعنى: إنكم لكاذبون، ما كنا ندعوكم إلى عبادتنا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فكأنهم كذبوهم في التذنيب لهم). [المحرر الوجيز: 5/397]

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {وألقوا إلى الله}، الضمير في "ألقوا" عائد على المشركين، والمعنى: ألقوا إليه الاستسلام، وألقوا ما بأيديهم وذلوا لحكمه ولم تكن لهم حيلة ولا دفع، و"السلم": الاستسلام، وقرأ الجمهور: "السلم" بفتح اللام، وروى يعقوب عن أبي عمرو سكون اللام، وقرأ مجاهد: "السلم" بضم السين واللام). [المحرر الوجيز: 5/397]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {الذين كفروا} الآية في ضمن قوله: {وضل عنهم ما كانوا يفترون} أنه
[المحرر الوجيز: 5/397]
حل بهم عذاب الله وباشروا نقمته، ثم فسره فأخبر أن الذين كفروا ومنعوا غيرهم من الدخول في الدين وسلوك سبيل الله زادهم عذابا أجل من العذاب العام لجميع الكفار عقوبة على إفسادهم، فيحتمل أن يكون قوله: "الذين" بدلا من الضمير في "يفترون"، و"زدناهم" فعل مستأنف إخباره، ويحتمل أن يكون "الذين" ابتداء "زدناهم"، وروي في ذلك أن الله تعالى سلط عليهم عقارب وحيات لها أنياب كالنخل الطوال، قاله ابن مسعود، وقال عبيد بن عمير: حيات لها أنياب كالنخل، وعقارب كالبغال الدلم، ونحو هذا، وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن لجهنم سواحل فيها هذه الحيات وهذه العقارب، فيفر الكفار إلى السواحل من النار، فتتلقاهم هذه الحيات والعقارب، فيفرون منها إلى النار، فتتبعهم حتى تجد حر النار فترجع، قال: وهي في أسراب). [المحرر الوجيز: 5/398]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ويوم نبعث} الآية، في ضمنها وعيد، والمعنى: واذكر يوم نبعث في كل أمة شهيدا عليها، وهو رسولها الذي شاهد في الدنيا تكذيبها وكفرها، وإيمانها وهداها، ويجوز أن يبعث الله شهيدا من الصالحين مع الرسل، وقد قال بعض الصحابة: إذا رأيت أحدا على معصية فانهه، فإن أطاعك وإلا كنت شهيدا عليه يوم القيامة.
قوله: {من أنفسهم} بحسب أن بعثة الرسل كذلك هي في الدنيا، وذلك أن الرسول الذي من نفس الأمة في اللسان والسيرة وفهم الأغراض والإشارات متمكن له إفهامهم والرد على معاندتهم، ولا يتمكن ذلك من غير من هو من الأمة، فلذلك لم يبعث الله نبيا قط إلا من الأمة المبعوث إليهم. وقوله: "هؤلاء" إشارة إلى هذه الأمة. و"الكتاب": القرآن، وقوله: "تبيانا" اسم وليس بمصدر، كالنقصان، والمصادر في مثل هذا التأويل منها مفتوحة كالترداد والتكرار، ونصب "تبيانا" على الحال، وقوله: {لكل شيء} مما نحتاج في الشرع ولا بد منه في الملة، كالحلال والحرام والدعاء إلى الله والتخويف من عذابه، وهذا حصر ما اقتضته عبارات المفسرين، وقال
[المحرر الوجيز: 5/398]
ابن مسعود رضي الله عنه: "أنزل في هذا القرآن كل علم، وكل شيء قد بين لنا في القرآن"، وتلا هذه الآية). [المحرر الوجيز: 5/399]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 08:27 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 08:31 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويوم نبعث من كلّ أمّةٍ شهيدًا ثمّ لا يؤذن للّذين كفروا ولا هم يستعتبون (84) وإذا رأى الّذين ظلموا العذاب فلا يخفّف عنهم ولا هم ينظرون (85) وإذا رأى الّذين أشركوا شركاءهم قالوا ربّنا هؤلاء شركاؤنا الّذين كنّا ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول إنّكم لكاذبون (86) وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون (87) الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه زدناهم عذابًا فوق العذاب بما كانوا يفسدون (88)}
يخبر تعالى عن شأن المشركين يوم معادهم في الدّار الآخرة، وأنّه يبعث من كلّ أمّةٍ شهيدًا، وهو نبيّها، يشهد عليها بما أجابته فيما بلّغها عن اللّه تعالى، {ثمّ لا يؤذن للّذين كفروا} أي: في الاعتذار؛ لأنّهم يعلمون بطلانه وكذبه، كما قال: {هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون} [المرسلات: 35، 36]. ولهذا قال: {ولا هم يستعتبون}).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 592]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا رأى الّذين ظلموا} أي: أشركوا {العذاب فلا يخفّف عنهم} أي: لا يفتّر عنهم ساعةً واحدةً، {ولا هم ينظرون} أي: [و] لا يؤخّر عنهم، بل يأخذهم سريعًا من الموقف بلا حسابٍ، فإنّه إذا جيء بجهنّم تقاد بسبعين ألف زمامٍ، مع كلّ زمامٍ سبعون ألف ملكٍ، فيشرف عنق منها على الخلائق، وتزفر زفرةً لا يبقى أحدٌ إلّا جثا لركبتيه، فتقول: إنّي وكّلت بكلّ جبّارٍ عنيدٍ، الّذي جعل مع اللّه إلهًا آخر، وبكذا وكذا وتذكر أصنافًا من النّاس، كما جاء في الحديث. ثمّ تنطوي عليهم وتتلقّطهم من الموقف كما يتلقّط الطّائر الحبّ قال اللّه تعالى: {إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ سمعوا لها تغيّظًا وزفيرًا وإذا ألقوا منها مكانًا ضيّقًا مقرّنين دعوا هنالك ثبورًا لا تدعوا اليوم ثبورًا واحدًا وادعوا ثبورًا كثيرًا} [الفرقان: 12 -14]، وقال تعالى: {ورأى المجرمون النّار فظنّوا أنّهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفًا} [الكهف: 53]. وقال تعالى: {لو يعلم الّذين كفروا حين لا يكفّون عن وجوههم النّار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون بل تأتيهم بغتةً فتبهتهم فلا يستطيعون ردّها ولا هم ينظرون} [الأنبياء: 39، 40]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 592-593]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ أخبر تعالى عن تبرّئ آلهتهم منهم أحوج ما يكونون إليها، فقال: {وإذا رأى الّذين أشركوا شركاءهم} أي: الّذين كانوا يعبدونهم في الدّنيا، {قالوا ربّنا هؤلاء شركاؤنا الّذين كنّا ندعو من دونك فألقوا إليهم القول إنّكم لكاذبون} أي: قالت لهم الآلهة: كذبتم، ما نحن أمرناكم بعبادتنا. كما قال تعالى: {ومن أضلّ ممّن يدعو من دون اللّه من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين} [الأحقاف: 5، 6] وقال تعالى: {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً ليكونوا لهم عزًّا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدًّا} [مريم: 81، 82]. وقال الخليل عليه الصّلاة والسّلام: {ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعضٍ ويلعن بعضكم بعضًا ومأواكم النّار وما لكم من ناصرين} [العنكبوت: 25] وقال تعالى: {ويوم يقول نادوا شركائي الّذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقًا} [الكهف: 52] والآيات في هذا كثيرةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 593]

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلم} -قال قتادة، وعكرمة: ذلّوا واستسلموا يومئذٍ، أي: استسلموا للّه جميعهم، فلا أحد إلّا سامعٌ مطيعٌ، كما قال: {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا} [مريم: 38] أي: ما أسمعهم وما أبصرهم يومئذٍ! وقال تعالى: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربّهم ربّنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحًا إنّا موقنون} [السجدة: 12]، وقال: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} [طه: 111] أي: خضعت وذلّت واستكانت وأنابت واستسلمت.
{وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} أي: ذهب واضمحلّ ما كانوا يعبدونه افتراءً على اللّه فلا ناصر لهم ولا معين ولا مجيز). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 593]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه زدناهم عذابًا فوق العذاب بما كانوا يفسدون} أي: عذابًا على كفرهم، وعذابًا على صدّهم النّاس عن اتّباع الحقّ، كما قال تعالى: {وهم ينهون عنه وينأون عنه} [الأنعام: 26] أي: ينهون النّاس، عن اتّباعه، ويبتعدون هم منه أيضًا {وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون} [الأنعام: 26]
وهذا دليلٌ على تفاوت الكفّار في عذابهم، كما يتفاوت المؤمنون في منازلهم في الجنّة ودرجاتهم، كما قال [اللّه] تعالى: {قال لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون} [الأعراف: 38].
وقد قال الحافظ أبو يعلى: حدثنا سريح بن يونس، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه في قول اللّه: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال: زيدوا عقارب أنيابها كالنّخل الطّوال.
وحدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا إبراهيم بن سليمان، حدّثنا الأعمش، عن الحسن، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال: هي خمسة أنهارٍ
فوق العرش يعذّبون ببعضها باللّيل وببعضها بالنّهار). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 593-594]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويوم نبعث في كلّ أمّةٍ شهيدًا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدًا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ وهدًى ورحمةً وبشرى للمسلمين (89)}
يقول تعالى مخاطبًا عبده ورسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم: {ويوم نبعث في كلّ أمّةٍ شهيدًا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدًا على هؤلاء} يعني أمّته.
أي: اذكر ذلك اليوم وهوله وما منحك اللّه فيه من الشّرف العظيم والمقام الرّفيع. وهذه الآية شبيهةٌ بالآية الّتي انتهى إليها عبد اللّه بن مسعودٍ حين قرأ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صدر سورة "النّساء" فلمّا وصل إلى قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النّساء: 41]. فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "حسبك". قال ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه: فالتفتّ فإذا عيناه تذرفان.
وقوله: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} قال ابن مسعودٍ: [و] قد بيّن لنا في هذا القرآن كلّ علمٍ، وكلّ شيءٍ.
وقال مجاهدٌ: كلّ حلالٍ وحرامٍ.
وقول ابن مسعودٍ: أعمّ وأشمل؛ فإنّ القرآن اشتمل على كلّ علمٍ نافعٍ من خبر ما سبق، وعلم ما سيأتي، وحكم كلّ حلالٍ وحرامٍ، وما النّاس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم، ومعاشهم ومعادهم.
{وهدًى} أي: للقلوب، {ورحمةً وبشرى للمسلمين}
وقال الأوزاعيّ: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} أي: بالسّنّة.
ووجه اقتران قوله: {ونزلنا عليك الكتاب} مع قوله: {وجئنا بك شهيدًا على هؤلاء} أنّ المراد -واللّه أعلم-: إنّ الّذي فرض عليك تبليغ الكتاب الّذي أنزله عليك، سائلك عن ذلك يوم القيامة، {فلنسألنّ الّذين أرسل إليهم ولنسألنّ المرسلين} [الأعراف: 6]، {فوربّك لنسألنّهم أجمعين عمّا كانوا يعملون} [الحجر: 92، 93]، {يوم يجمع اللّه الرّسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنّك أنت علام الغيوب} [المائدة: 109]، وقال تعالى: {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ} [القصص: 85] أي: إنّ الّذي أوجب عليك تبليغ القرآن لرادّك إليه، ومعيدك يوم القيامة، وسائلك عن أداء ما فرض عليك. هذا أحد الأقوال، وهو متّجه حسنٌ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 594-595]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة