العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة هود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:24 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة هود [ من الآية (6) إلى الآية (8) ]

تفسير سورة هود
[ من الآية (6) إلى الآية (8) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8) }



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:25 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أشهل، عن ابن عون قال: أتينا إبراهيم وقد مات، فسأل بعض أصحابنا: هل سأله البارحة أحدٌ عن شيءٍ، فقالوا سأله عبد الرحمن بن الأسود عن المستقر، والمستودع، فقال: المستقر في الرحم، والمستودع في الصلب). [الجامع في علوم القرآن: 1/148]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم يقول الطير أمة والإنس أمة والجن أمة). [تفسير عبد الرزاق: 1/208]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى مستقرها ومستودعها قال مستقرها في الرحم ومستودعها في الصلب). [تفسير عبد الرزاق: 1/301]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إبراهيم عن ليث عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس ويعلم مستقرها ومستودعها قال مستقرها حيث تأوي ومستودعها حيث تموت). [تفسير عبد الرزاق: 1/301-302]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية : قوله تعالى: {وما من دابّةٍ في الأرض إلّا على الله رزقها ويعلم مستقرّها ومستودعها كلٌّ في كتابٍ مبينٍ} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيم، قال: نا أبو معشر، عن محمّد بن كعبٍ - في قوله عزّ وجلّ: {يعلم مستقرّها ومستودعها} -، قال: مستقرّها في الرّحم وفي الأرض، ومستودعها في الصّلب وفي الأرض إذا دفن). [سنن سعيد بن منصور: 5/339]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما من دابّةٍ في الأرض إلاّ على اللّه رزقها ويعلم مستقرّها ومستودعها كلٌّ في كتابٍ مّبينٍ}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {وما من دابّةٍ في الأرض إلاّ على اللّه رزقها} وما تدبّ دابّةٌ في الأرض.
والدّابّة: الفاعلة من دبّ فهو يدبّ، وهو دابٌّ، وهي دابّةٌ. {إلاّ على اللّه رزقها} يقول: إلاّ ومن اللّه رزقها الّذي يصل إليها هو به متكفّلٌ، وذلك قوتها وغذاؤها وما به عيشها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال بعض أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال مجاهدٌ في قوله: {وما من دابّةٍ في الأرض إلاّ على اللّه رزقها} قال: ما جاءها من رزقٍ فمن اللّه، وربّما لم يرزقها حتّى تموت جوعًا، ولكن ما كان من رزقٍ فمن اللّه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما من دابّةٍ في الأرض إلاّ على اللّه رزقها} قال: كلّ دابّةٍ.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وما من دابّةٍ في الأرض إلاّ على اللّه رزقها} يعني: كلّ دابّةٍ، والنّاس منهم.
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة يزعم أنّ كلّ ماشٍ فهو دابّةٌ، وأنّ معنى الكلام: وما دابّةٌ في الأرض، وأنّ من زائدةٌ.
وقوله: {ويعلم مستقرّها} حيث تستقرّ فيه، وذلك مأواها الّذي تأوي إليه ليلاً أو نهارًا {ومستودعها} الموضع الّذي يودعها، إمّا بموتها فيه أو دفنها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال جماعةٌ من أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن التّيميّ، عن ليثٍ، عن الحكم، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: {مستقرّها} حيث تأوي، {ومستودعها} حيث تموت.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ويعلم مستقرّها} يقول، حيث تأوي، {ومستودعها} يقول، إذا ماتت.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن ليثٍ، عن الحكم، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ: {ويعلم مستقرّها ومستودعها} قال، المستقرّ: حيث تأوي، والمستودع، حيث تموت.
وقال آخرون: {مستقرّها} في الرّحم، {ومستودعها} في الصّلب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ويعلم مستقرّها} في الرّحم، {ومستودعها} في الصّلب، مثل الّتي في الأنعام.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ويعلم مستقرّها ومستودعها} فالمستقرّ: ما كان في الرّحم، والمستودع: ما كان في الصّلب.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ويعلم مستقرّها} يقول: في الرّحم، {ومستودعها} في الصّلب.
وقال: آخرون: المستقرّ: في الرّحم، والمستودع: حيث تموت.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، ويعلى بن فضيلٍ، عن إسماعيل، عن إبراهيم، عن عبد اللّه: {ويعلم مستقرّها} ومستودعها قال: مستقرّها: الأرحام، ومستودعها: الأرض الّتي تموت فيها.
- قال: حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن مرّة، عن عبد اللّه: {ويعلم مستقرّها} ومستودعها المستقرّ: الرّحم، والمستودع. المكان الّذي تموت فيه.
وقال آخرون {مستقرّها} أيّام حياتها {ومستودعها} حيث تموت فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن سعدٍ، قال: أخبرنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، قوله: {ويعلم مستقرّها ومستودعها} قال: مستقرّها: أيّام حياتها، ومستودعها: حيث تموت ومن حيث تبعث.
وإنّما اخترنا القول الّذي اخترناه فيه، لأنّ اللّه جلّ ثناؤه أخبر أنّ ما رزقت الدّوابّ من رزقٍ فمنه، فأولى أن يتبع ذلك أن يعلم مثواها ومستقرّها دون الخبر عن علمه بما تضمّنته الأصلاب والأرحام.
ويعني بقوله: {كلٌّ في كتابٍ مبينٍ} عدد كلّ دابّةٍ، ومبلغ أرزاقها، وقدر قرارها في مستقرّها، ومدّة لبثها في مستودعها، كلّ ذلك في كتابٍ عند اللّه مثبتٌ مكتوبٌ مبينٌ، يبيّن لمن قرأه أنّ ذلك مثبتٌ مكتوبٌ قبل أن يخلقها، ويوجدها.
وهذا إخبارٌ من اللّه جلّ ثناؤه الّذين كانوا يثنون صدورهم ليستخفوا منه أنّه قد علم الأشياء كلّها، وأثبتها في كتابٍ عنده قبل أن يخلقها ويوجدها؛
يقول لهم تعالى ذكره: فمن كان قد علم ذلك منهم قبل أن يوجدهم، فكيف يخفى عليه ما تنطوي عليه نفوسهم إذا ثنوا به صدورهم واستغشوا عليه ثيابهم؟). [جامع البيان: 12/324-328]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وما من دابّةٍ في الأرض إلّا على اللّه رزقها ويعلم مستقرّها ومستودعها كلٌّ في كتابٍ مبينٍ (6)
قوله تعالى: وما من دابّةٍ في الأرض
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، ثنا أبي، ثنا عمّي، ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: وما من دابّةٍ في الأرض إلا على اللّه رزقها يعني: كلّ دابّةٍ وروي عن الضّحّاك مثل ذلك.
قوله تعالى: إلا على اللّه رزقها
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ، ثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ وما من دابّةٍ في الأرض إلا على اللّه رزقها ما جاءها من رزق فمن اللّه، وربّما لم يرزقها حتّى تموت جوعًا، ولكن ما كان من رزقٍ لها فمن اللّه.
قوله تعالى: ويعلم مستقرّها
[الوجه الأول]
- حدّثنا الحسين بن أبي الرّبيع، ثنا عبد الرّزّاق، ثنا ابن التّيميّ، عن ليثٍ، عن الحكم، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ يعني: قوله: ويعلم مستقرّها قال: مستقرّها حيث تأوي.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، ثنا بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: ويعلم مستقرّها قال: يأتيها رزقها حين كانت.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ، ثنا حفص بن عمر، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: المستقرّ: ما كان في أرحام النّساء وروي عن ابن مسعودٍ وقيس بن أبي حاتمٍ وأبي عبد الرّحمن السّلميّ وعطاءٍ ومجاهدٍ والنّخعيّ والضّحّاك وقتادة والسّدّيّ وعطاءٍ الخراسانيّ نحو ذلك.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع أنبأ عبد الرّزّاق، ثنا ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن إبراهيم قال: عبد اللّه: مستقرّها في الدّنيا
قال: أبو محمّدٍ:
رواه الثّقات، عن أبي خالدٍ، عن النّخعيّ، عن ابن مسعودٍ قال: مستقرّها في الرّحم.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عمّن حدّثه، عن ابن عبّاسٍ يعلم مستقرّها قال: مستقرّها في الأرض.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أسامة، وأحمد بن بشيرٍ، عن إسماعيل ابن خالدٍ، عن السّدّيّ قال: المستقر: ما فرغ من حلقه.
الوجه الخامس:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أحمد بن منيعٍ، ثنا هشيمٌ، ثنا منصورٌ، عن الحسن في قوله: مستقرّها قال: المستقرّ: الّذي قد مات فاستقرّ به عمله.
الوجه السّادس:
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن حاتمٍ المؤدّب، ثنا يونس بن محمّدٍ المؤدّب، ثنا يعقوب الأشعريّ القمّيّ، ثنا إبراهيم بن محمّد بن الحنفية وسألته فقلت: مستقر: قال: المستقرّ في أصلاب الرّجال.
الوجه السّابع:
- حدّثنا أبي، ثنا ابن نفيلٍ، ثنا إسماعيل بن عليّة، ثنا كلثوم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: فمستقرٌّ قال: إذا أقرّوا في أرحام النّساء وعلى ظهر الأرض أو في بطنها فقد استقرّوا.
قوله تعالى: ومستودعها
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن مرّة، عن عبد اللّه: فمستقرٌّ ومستودعٌ قال: المستودع: المكان الّذي يموت فيه وروي عن ابن عبّاسٍ مثل هذا وروي، عن مجاهدٍ في أحد قوليه مثله.
- حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ في قوله: يعلم مستقرّها ومستودعها قال: مستودعها من حيث تموت ومن حيث تبعث.
الوجه الثّامن:
- حدّثنا محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ، ثنا حفص بن عمر العدنيّ، ثنا الحكم ابن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ ومستودعٌ قال: ما كان في أصلاب الرّجال، وروي، عن قيسٍ وسعيد بن جبيرٍ ومجاهدٍ وأبي عبد الرّحمن السّلميّ وعطاء بن أبي رباحٍ وإبراهيم النّخعيّ ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ وقتادة والسّدّيّ والضّحّاك وعطاءٍ الخراسانيّ نحو ذلك.
الوجه التّاسع:
- حدّثنا الحسين بن أبي الرّبيع، ثنا عبد الرّزّاق، ثنا ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن إبراهيم قال: قال عبد اللّه: مستودعها: في الآخرة.
الوجه العاشر:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أحمد بن صنيعٍ، ثنا هشيمٌ، ثنا منصورٌ، عن الحسن: ومستودعٌ قال: الرّجل.
الوجه الحادي عشر:
- حدّثنا أبي محمّد بن حاتمٍ، ثنا يونس بن محمّدٍ المؤدّب، ثنا يعقوب الأشعريّ القمّيّ، ثنا إبراهيم بن محمّد بن الحنفيّة وسألته فقلت: فمستقرٌّ ومستودعٌ؟
قال: المستودع: في أرحام النّساء وهو أحد قولي عطاء بن أبي رباحٍ وقول زيد بن علي ابن الحسين.
قوله تعالى: في كتابٍ مبينٍ
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، عن سعيدٌ، عن قتادة، قوله: في كتابٍ مبينٍ قال: كلّ ذلك في كتابٍ، عند اللّه مبينٍ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2001-2004]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل، ثنا محمّد بن عبد الوهّاب، أنبأ جعفر بن عونٍ، أنبأ إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، في قول اللّه عزّ وجلّ " {يعلم مستقرّها ومستودعها} [هود: 6] قال: مستقرّها في الأرحام ومستودعها حيث تموت «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/371]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا الشّيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ بشر بن موسى، ثنا الحسن بن موسى الأشيب، ثنا حمّاد بن سلمة، عن داود بن أبي هندٍ، عن أبي العالية، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أتى على وادي الأزرق فقال: «ما هذا؟» قالوا: وادي الأزرق فقال: «كأنّي أنظر إلى موسى بن عمران مهبطًا له خوارٌ إلى اللّه بالتّكبير» ثمّ أتى على ثنيّةٍ، فقال: «ما هذه الثّنيّة؟» قالوا: ثنيّة كذا وكذا؟ فقال: «كأنّي أنظر إلى يونس بن متّى على ناقةٍ حمراء جعدةٍ خطامها ليفٌ وهو يلبّي، وعليه جبّةٌ صوفٌ» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/373]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني إسماعيل بن محمّد بن الفضل الشّعرانيّ، حدّثنا جدّي، ثنا عمرو بن عونٍ، ثنا هشيمٌ، أنبأ أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله عزّ وجلّ {يعلم مستقرّها ومستودعها} [هود: 6] ، قال: «المستقرّ ما كان في الرّحم، ممّا هو حيٌّ، وممّا هو قد مات، والمستودع ما في الصّلب» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/346] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 6.
أخرج أبو الشيخ عن أبي الخير البصري رضي الله عنه قال: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: تزعم أنك تحبني وتسيء بي الظن صباحا ومساء أما كانت لك عبرة إن شققت سبع أرضين فأريتك ذرة في فيها برة لم أنسها). [الدر المنثور: 8/14]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} يعني كل دابة). [الدر المنثور: 8/14]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} يعني ما جاءها من رزق فمن الله وربما لم يرزقها حتى تموت جوعا ولكن ما كان لها من رزق فمن الله). [الدر المنثور: 8/14]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن زيد بن أسلم رضي الله عنه أن الأشعريين أبا موسى وأبا مالك وأبا عامر في نفر منهم لما هاجروا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أرملوا من الزاد فأرسلوا رجلا منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله فلما انتهى إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعه يقرأ هذه الآية {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين} فقال الرجل: ما الأشعريون بأهون الدواب على الله، فرجع ولم يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأصحابه: أبشروا أتاكم الغوث ولا يظنون إلا أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعده فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجلان يحملان قصعة بينهما مملؤة خبزا ولحما فأكلوا منها ما شاؤوا ثم قال بعضهم لبعض: لو أنا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقضي به حاجته فقالا للرجلين: اذهبا بهذا الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنا قضينا حاجتنا ثم إنهم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله ما رأينا طعاما أكثر ولا أطيب من طعام أرسلت به، قال: ما أرسلت إليكم طعاما فأخبروه أنهم أرسلوا صاحبهم، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ما صنع وما قال لهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك شيء رزقكموه الله). [الدر المنثور: 8/15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ويعلم مستقرها} قال: حيث تأوي {ومستودعها} قال: حيث تموت). [الدر المنثور: 8/15-16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح رضي الله عنه في الآية قال: مستقرها بالليل ومستودعها حيث تموت). [الدر المنثور: 8/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويعلم {مستقرها} قال: يأتيها رزقها حيث كانت). [الدر المنثور: 8/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله {ويعلم مستقرها ومستودعها} قال: مستقرها في الأرحام ومستودعها حيث تموت). [الدر المنثور: 8/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أجل أحدكم بأرض أتيحت له إليها حاجة حتى إذا بلغ أقصى أثره منها فيقبض فتقول الأرض يوم القيامة: هذا ما استودعتني). [الدر المنثور: 8/16]

تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وكان عرشه على الماء قال هذا بدء خلقه قبل أن يخلق السماء والأرض). [تفسير عبد الرزاق: 1/301]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الأعمش عن سعيد بن جبير قال سئل ابن عباس عن قوله تعالى وكان عرشه على الماء على أي شيء كان الماء قال على متن الريح). [تفسير عبد الرزاق: 1/302]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {وكان عرشه على الماء} [هود: 7]
- حدّثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيبٌ، حدّثنا أبو الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: " قال اللّه عزّ وجلّ: أنفق أنفق عليك، وقال: يد اللّه ملأى لا تغيضها نفقةٌ سحّاء اللّيل والنّهار، وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السّماء والأرض، فإنّه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع "). [صحيح البخاري: 6/73]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله وكان عرشه على الماء)
ذكر فيه حديث أبي هريرة وفيه قوله وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع وسيأتي شرحه في كتاب التّوحيد إن شاء اللّه تعالى وقوله لا يغيضها بالغين المعجمة والضّاد المعجمة السّاقطة أي لا ينقصها وسحّاء بمهملتين مثقّلًا ممدودٌ أي دائمةٌ ويروي سحًّا بالتّنوين فكأنّها لشدّة امتلائها تغيض أبدًا واللّيل والنّهار بالنّصب على الظّرفيّة والميزان كنايةٌ عن العدل). [فتح الباري: 8/353]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {وكان عرشه على الماء} (هود: 7)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {وكان عرشه على الماء} أي: كان عرشه على الماء قبل أن يخلق السّموات والأرض، وقيل لابن عبّاس: على أي شيء كان الماء؟ قال: على متن الرّيح، وفي وقوف العرش على الماء والماء على غير تراب أعظم الاعتبار لأهل الأفكار، وقال كعب: خلق الله ياقوتة حمراء ثمّ نظر إليها بالهيبة فصارت ماء يرتعد، ثمّ خلق الرّيح فجعل الماء على متنها، ثمّ وضع العرش على الماء.
- (حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلّى اللّه عليه وسلّم - قال: قال الله عز وجل أنفق أنفق عليك وقال يد الله ملآى لا تغيضها نفقة سحاء اللّيل والنّهار وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السّماء والأرض فإنّه لم يغض ما في يده وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع) مطابقته للتّرجمة ظاهرة وأبو اليمان الحكم بن نافع وشعيب بن أبي حمزة وأبو الزّناد بكسر الزّاي وبالنون عبد الله بن ذكوان والأعرج عبد الرّحمن بن هرمز والحديث أخرجه في التّوحيد أيضا وأخرجه النّسائيّ في التّفسير ببعضه قوله أنفق عليك مجزوم لأنّه جواب الأمر وفيه مشاكلة لأن إنفاق الله تعالى لا ينقص من خزائنه شيئا قوله يد الله ملأى كناية عن خزائنه الّتي لا تنفد بالعطاء قوله لا يغيضها بالغين والضّاد المعجمتين أي لا ينقصها وهو لازم ومتعد يقال غاض الماء يغيض وغضته أنا أغيضه وغاض الماء إذا غار قوله سحاء أي دائمة الصب والهطل بالعطاء يقال سح يسح فهو ساح والمؤنث سحاء وهي فعلاء لا أفعل لها كهطلاء وروى سحا بالتّنوين على المصدر فكأنّها لشدّة امتلائها تفيض أبدا قوله اللّيل والنّهار منصوبان على الظّرفيّة قوله أرأيتم أي أخبروني قوله ما أنفق أي الّذي أنفق من يوم خلق السّماء والأرض قوله فإنّه أي فإن الّذي أنفق قوله لم يغض أي لم ينقص ما في يده وحكم هذا حكم المتشابهات تأويلا قوله " الميزان " أي العدل قال الخطابيّ الميزان هنا مثل وإنّما هو قسمته بالعدل بين الخلق قوله " يخفض ويرفع " أي يوسع الرزق على من يشاء ويقتر كما يصنعه الوزان عند الوزن يرفع مرّة ويخفض أخرى وأئمة السّنة على وجوب الإيمان بهذا وأشباهه من غير تفسير بل يجري على ظاهره ولا يقال كيف). [عمدة القاري: 18/293]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {وكان عرشه على الماء} [هود: 7]
(باب قوله) جل وعلا: ({وكان عرشه على الماء}) [هود: 7] قبل خلق السماوات والأرض. وعن ابن عباس وكان الماء على متن الريح.
- حدّثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيبٌ، حدّثنا أبو الزّناد، عن الأعرج عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «قال اللّه عزّ وجلّ أنفق أنفق عليك» وقال: «يد اللّه ملأى لا يغيضها نفقةٌ سحّاء اللّيل والنّهار». وقال: «أرأيتم ما أنفق منذ خلق السّماء والأرض فإنّه لم يغض ما في يده وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع». اعتراك: افتعلت من عروته أي أصبته. ومنه يعروه، واعتراني. آخذٌ بناصيتها: أي في ملكه وسلطانه. عنيدٌ وعنودٌ وعاندٌ واحدٌ. هو تأكيد التّجبّر. ويقول الأشهاد واحده شاهدٌ مثل: صاحبٍ وأصحابٍ. استعمركم: جعلكم عمّارًا أعمرته الدّار فهي عمرى جعلتها له، نكرهم وأنكرهم واستنكرهم واحدٌ. حميدٌ مجيدٌ كأنّه فعيلٌ من ماجدٍ. محمودٌ: من حمد. سجّيلٌ: الشّديد الكبير، سجّيلٌ وسجّينٌ واللاّم والنّون أختان وقال تميم بن مقبلٍ:
ورجلةٍ يضربون البيض ضاحيةً = ضربًا تواصى به الأبطال سجّينا
وبه قال: (حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: (أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة قال: (حدّثنا أبو الزناد) عبد الله بن ذكوان (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز (عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-) ولأبي ذر عن رسول الله (-صلّى اللّه عليه وسلّم- قال):
(قال الله عز وجل أنفق أنفق عليك) بفتح الهمزة في الأولى وضمها في الثانية وجزم الأول بالأمر والثاني بالجواب. (وقال يد الله ملأى) كناية عن خزائنه التي لا تنفذ بالعطاء أي (لا يغيضها) بفتح التحتية وكسر الغين وبالضاد المعجمتين بينهما تحتية ساكنة أي لا ينقصها (نفقة سحاء الليل والنهار) بنصبهما على الظرفية وسحاء بسين وحاء مشددة مهملتين ممدودًا يقال سح يسح فهو ساح وهي سحاء وهي فعلاء لا أفعل لها كهطلاء، ويروى سحاب بالتنوين على المصدر أي دائمة الصب والهطل بالعطاء ووصفها بالامتلاء لكثرة منافعها فجعلها كالعين التي لا يغيضها الاستقاء ولا ينقصها الامتياح قاله ابن الأثير. ولفظ بيده حكمه حكم سائر المتشابهات تأويلاً وتفويضاً (وقال أرأيتم) أي أخبروني (ما أنفق) أي الذي أنفاقه (منذ) بالنون ولأبي ذر مذ (خلق السماء والأرض فإنه لم يغض) بفتح التحتية وكسر الغين وبالضاد المعجمتين لم ينقص (ما في يده وكان عرشه على الماء وبيده الميزان) كناية عن العدل بين الخلق (يخفض ويرفع) من باب مراعاة النظير أي يخفض من يشاء ويرفع من يشاء ويسمع الرزق على من يشاء ويقتره على من يشاء.
وهذا الحديث أخرجه في التوحيد والنسائي في التفسير ببعضه). [إرشاد الساري: 7/169]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (باب {وكان عرشه على الماء} (7)
قوله: (أنفق أنفق عليك): بفتح الهمزة في الأولى وضمها في الثانية، وجزم الأول بالأمر والثاني بالجواب.
قوله: (يد الله ملأى) كناية عن خزائنه التي لا تنفذ بالعطاء. وقوله: لا يغيضها: بفتح التحتية، وكسر الغين وبالضاد المعجمتين بينهما تحتية ساكنة، أي: لا ينقصها. وقوله: نفقة سحاء الليل النهار بنصهما، وسحاء بمعنى هطلاء اهـ قسطلاني). [حاشية السندي على البخاري: 3/55]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا أحمد بن منيعٍ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن يعلى بن عطاءٍ، عن وكيع بن حدسٍ، عن عمّه أبي رزينٍ، قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربّنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماءٍ ما تحته هواءٌ وما فوقه هواءٌ، وخلق عرشه على الماء قال أحمد بن منيعٍ،: قال يزيد بن هارون: العماء: أي ليس معه شيءٌ.
هكذا يقول حمّاد بن سلمة: وكيع بن حدسٍ، ويقول شعبة وأبو عوانة وهشيمٌ: وكيع بن عدسٍ: وهو أصحّ، وأبو رزينٍ اسمه: لقيط بن عامرٍ ..
وهذا حديثٌ حسنٌ). [سنن الترمذي: 5/139]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وكان عرشه على الماء}
- أخبرنا عمران بن بكّار بن راشدٍ، حدّثنا عليّ بن عيّاشٍ، حدّثنا شعيبٌ، قال: حدّثني أبو الزّناد، ممّا حدّثه عبد الرّحمن الأعرج، ممّا ذكر أنّه سمع أبا هريرة يحدّث به، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «يمين الله ملأى، لا تغيضها نفقةٌ سحّاء اللّيل والنّهار» وقال: «أرأيتم ما أنفق منذ خلق السّموات والأرض فإنّه لم ينفق ما في يمينه، وعرشه على الماء، وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع»
- أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، حدّثنا خالد يعني ابن الحارث، حدّثنا عبد الرّحمن، قال: أنبأني جامع بن شدّادٍ، عن صفوان بن محرزٍ، عن ابن حصينٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كان الله ولا شيء غيره، وكان عرشه على الماء، فكتب في الذّكر كلّ شيءٍ، ثمّ خلق سبع سمواتٍ»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/126]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وهو الّذي خلق السّموات والأرض في ستّة أيّامٍ وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً ولئن قلت إنّكم مبعوثون من بعد الموت ليقولنّ الّذين كفروا إن هذا إلاّ سحرٌ مبينٌ}.
يقول تعالى ذكره: اللّه الّذي إليه مرجعكم أيّها النّاس جميعًا {وهو الّذي خلق السّموات والأرض في ستّة أيّامٍ} يقول: أفيعجز من خلق ذلك من غير شيءٍ أن يعيدكم أحياءً بعد أن يميتكم؟
وقيل: إنّ اللّه تعالى ذكره خلق السّموات والأرض وما فيهنّ في الأيّام السّتّة، فاجتزّى في هذا الموضع بذكر خلق السّموات والأرض من ذكر خلق ما فيهنّ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال. أخبرني إسماعيل بن أميّة، عن أيّوب بن خالدٍ، عن عبد اللّه بن رافعٍ، مولى أمّ سلمة، عن أبي هريرة، قال: أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيدي، فقال خلق اللّه التّربة يوم السّبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشّجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثّلاثاء، وخلق النّور يوم الأربعاء، وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى اللّيل.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {في ستّة أيّامٍ} قال: بدأ خلق الأرض في يومين، وقدّر فيها أقواتها في يومين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن كعبٍ، قال: بدأ اللّه خلق السّموات والأرض يوم الأحد والاثنين والثّلاثاء والأربعاء والخميس، وفرغ منها يوم الجمعة، فخلق آدم في آخر ساعةٍ من يوم الجمعة، قال: فجعل مكان كلّ يومٍ ألف سنةٍ.
- وحدّثت عن المسيّب بن شريكٍ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك: {وهو الّذي خلق السّموات والأرض في ستّة أيّامٍ} قال: من أيّام الآخرة، كلّ يومٍ مقداره ألف سنةٍ؛ ابتدأ في الخلق يوم الأحد، وختم الخلق يوم الجمعة فسمّيت الجمعة، وسبت يوم السّبت فلم يخلق شيئًا.
وقوله: {وكان عرشه على الماء} يقول: وكان عرشه على الماء قبل أن يخلق السّموات والأرض وما فيهنّ.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {وكان عرشه على الماء} قبل أن يخلق شيئًا.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، نحوه.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وكان عرشه على الماء} ينبئكم ربّكم تبارك وتعالى كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق السّموات والأرض.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {وكان عرشه على الماء} قال: هذا بدء خلقه قبل أن يخلق السّماء والأرض.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن يعلى بن عطاءٍ، عن وكيع بن حدسٍ، عن عمّه أبي رزينٍ العقيليّ، قال: قلت: يا رسول اللّه: أين كان ربّنا قبل أن يخلق السّموات والأرض؟ قال: في عماءٍ ما فوقه هواءٌ وما تحته هواءٌ، ثمّ خلق عرشه على الماء.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، ومحمّد بن هارون القطّان الرّازقيّ قالا: حدّثنا يزيد بن هارون، عن حمّاد بن سلمة، عن يعلى بن عطاءٍ، عن وكيع بن حدسٍ، عن عمّه أبي رزينٍ. قال: قلت: يا رسول اللّه أين كان ربّنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماءٍ ما فوقه هواءٌ، وما تحته هواءٌ، ثمّ خلق عرشه على الماء.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم، قال: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، قال. أخبرنا المسعوديّ، قال: أخبرنا جامع بن شدّادٍ، عن صفوان بن محرزٍ، عن ابن حصينٍ وكان من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أتى قومٌ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فدخلوا عليه، فجعل يبشّرهم، ويقولون: أعطنا حتّى ساء ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. ثمّ خرجوا من عنده، وجاء قومٌ آخرون فدخلوا عليه، فقالوا: جئنا نسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ونتفقّه في الدّين، ونسأله عن بدء هذا الأمر، قال: فاقبلوا البشرى إذ لم يقبلها أولئك الّذين خرجوا قالوا: قبلنا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كان اللّه ولا شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذّكر قبل كلّ شيءٍ، ثمّ خلق سبع سمواتٍ. ثمّ أتاني آتٍ، فقال: تلك ناقتك قد ذهبت، فخرجت ينقطع دونها السّراب، ولوددت أنّي تركتها.
- حدّثنا محمّد بن منصورٍ، قال: حدّثنا إسحاق بن سليمان، قال: حدّثنا عمرو بن أبي قيسٍ، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وكان عرشه على الماء} قال: كان عرش اللّه على الماء، ثمّ اتّخذ لنفسه جنّةً، ثمّ اتّخذ دونها أخرى، ثمّ أطبقهما بلؤلؤةٍ واحدةٍ، قال: {ومن دونهما جنّتان} قال: وهي الّتي {لا تعلم نفسٌ} أو قال: وهما الّتي لا تعلم نفسٌ {ما أخفي لهم من قرّة أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون}. قال: وهي الّتي لا تعلم الخلائق ما فيها أو ما فيهما يأتيهم كلّ يومٍ منها أو منهما تحفةٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، قال سئل ابن عبّاسٍ عن قول اللّه: {وكان عرشه على الماء} قال: على أيّ شيءٍ كان الماء؟ قال: على متن الرّيح.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير قال: سئل ابن عبّاسٍ عن قوله تعالى: {وكان عرشه على الماء} على أيّ شيءٍ كان الماء؟ قال: على متن الرّيح.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا مبشّرٌ الحلبيّ، عن أرطاة بن المنذر، قال: سمعت ضمرة يقول: إنّ اللّه كان عرشه على الماء، وخلق السّموات والأرض بالحقّ، وخلق القلم، فكتب به ما هو خالقٌ وما هو كائنٌ من خلقه، ثمّ إنّ ذلك الكتاب سبّح للّه ومجّده ألف عامٍ قبل أن يخلق شيئًا من الخلق.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: ثني عبد الصّمد بن معقلٍ، قال: سمعت وهب بن منبّهٍ يقول: إنّ العرش كان قبل أن يخلق اللّه السّموات والأرض، ثمّ قبض قبضةً من صفاء الماء، ثمّ فتح القبضة فارتفع دخانٌ، ثمّ قضاهنّ سبع سمواتٍ في يومين، ثمّ أخذ طينةً من الماء فوضعها مكان البيت، ثمّ دحا الأرض منها، ثمّ خلق الأقوات في يومين، والسّموات في يومين وخلق الأرض في يومين، ثمّ فرغ من آخر الخلق يوم السّابع.
وقوله: {ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً} يقول تعالى ذكره: وهو الّذي خلق السّموات والأرض أيّها النّاس، وخلقكم في ستّة أيّامٍ، {ليبلوكم} يقول: ليختبركم، {أيّكم أحسن عملاً} يقول: أيّكم أحسن له طاعةً.
- كما حدّثنا عن داود بن المحبّر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، عن كليب بن وائلٍ، عن عبد اللّه بن عمر، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّه تلا هذه الآية: {ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً} قال: أيّكم أحسن عملاً، وأورع عن محارم اللّه، وأسرع في طاعة اللّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً} يعني الثّقلين.
وقوله: {ولئن قلت إنّكم مبعوثون من بعد الموت ليقولنّ الّذين كفروا إن هذا إلاّ سحرٌ مبينٌ} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ولئن قلت لهؤلاء المشركين من قومك إنّكم مبعوثون أحياءً من بعد مماتكم فتلوت عليهم بذلك تنزيلي ووحيي، ليقولنّ إن هذا إلاّ سحرٌ مبينٌ؛ أي ما هذا الّذي تتلوه علينا ممّا تقول إلاّ سحرٌ لسامعه، مبينٌ حقيقته أنّه سحرٌ.
وهذا على تأويل من قرأ ذلك: {إن هذا إلاّ سحرٌ مبينٌ}؛
وأمّا من قرأ: إن هذا إلاّ ساحرٌ مبينٌ فإنّه يوجّه الخبر بذلك عنهم إلى أنّهم وصفوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بأنّه فيما أتاهم به من ذلك ساحرٌ مبينٌ.
وقد بيّنّا الصّواب من القراءة في ذلك في نظائره فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته ههنا). [جامع البيان: 12/328-336]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وهو الّذي خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّامٍ وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيّكم أحسن عملًا ولئن قلت إنّكم مبعوثون من بعد الموت ليقولنّ الّذين كفروا إن هذا إلّا سحرٌ مبينٌ (7)
قوله تعالى: وهو الذي خلق السماوات والأرض
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيد بن عروبة، عن قتادة خلق السماوات والأرض قال: خلق السّماوات قبل الأرض.
- أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، أخبرني عبد الصّمد بن معقلٍ أنّه سمع، عنه وهب بن منبّهٍ يقول: قال عزيرٌ: يا ربّ أمرت الماء فجمد في وسط الهواء، فجعلت منه سبعًا، وسمّيتها السّماوات ثمّ أمرت الماء ينفتق من التّراب، وأمرت التّراب يتميّز من الماء، وكان كذلك فسمّيت جميع ذلك الأرضين وجميع البحار.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة بن الفضل، ثنا محمّد بن إسحاق قال: ابتدع السّماوات والأرض، ولم يكونا بقدرته لم يستعن على ذلك بأحدٍ من خلقه، ولم يشرك في شيءٍ من أمره بسلطانه القاهر. وقوله النّافذ الّذي يقول به لمّا أراد أن يكون يقول له: كن فيكون، ففرغ من خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّامٍ.
قوله تعالى: في ستّة أيّامٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: خلق السماوات والأرض في ستّة أيّامٍ قال: يومٌ مقداره ألف سنةٍ.
قوله تعالى: وكان عرشه على الماء
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن ابن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ وكان عرشه على الماء أيّ شيءٍ كان الماء؟ قال: على متن الرّيح.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: وكان عرشه على الماء قبل أن يخلق شيئًا.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وكان عرشه على الماء ينبئكم تبارك وتعالى كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق السّماوات والأرض.
- حدّثنا أبي، ثنا سهل بن عثمان، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع، عن أنسٍ: وكان عرشه على الماء قال: عرشه على الماء: فلمّا خلق السّماوات والأرض قسّم ذلك الماء قسمين الّذي كان عليه عرشه فجعل نصفًا تحت العرش وهو البحر المسجور.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، وإنّما سمّي العرش عرشًا لارتفاعه.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا أبو أسامة، ثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ قال سمعت سعد الطّائيّ يقول العرش ياقوتةٌ حمراء
قرئ على بحر بن نصرٍ الخولانيّ المصريّ، ثنا أسد بن موسى، ثنا يوسف بن زيادٍ، عن أبي إلياس ابن بنت وهبٍ، عن وهب بن منبّهٍ قال: إنّ اللّه خلق العرش من نوره.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة بن الفضل، ثنا محمّد بن إسحاق قال: وهو الّذي خلق السماوات والأرض في ستّة أيّامٍ، وكان عرشه على الماء، فكان كما وصف نفسه تبارك وتعالى إنّه ليس إلا الماء عليه العرش وعلى العرش ذو الجلال والإكرام والعزّة والسّلطان والملك والقدرة والحلم والعلم والرّحمة والنّقمة الفعّال لما يريد.
قوله تعالى: ليبلوكم أيّكم أحسن عملا
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن المتوكّل، ثنا داود، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة ليبلوكم يعني: ليخبركم.
قوله أيّكم أحسن عملا
- أخبرنا عليّ بن المبارك فيما كتب إليّ، ثنا زيد بن المبارك، ثنا أبو ثورٍ، عن ابن جريج في قوله: ليبلوكم قال: الثّقلين.
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ، ثنا داود بن المحبّر، ثنا عبد الواحد بن زيادٍ، عن كليب بن وائلٍ، عن ابن عمر أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تلا أيّكم أحسن عملا ثمّ قال: أيّكم أحسن عقلا وأورع، عن محارم اللّه وأسرعكم في طاعة اللّه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر، ثنا خالد بن نزار، ثنا فضيل ابن عياضٍ، عن أبي عجلان قال: قال اللّه: ليبلوكم أيّكم أحسن عملا ولم يقل أكثر عملا.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا حفص بن عمر المهرقانيّ، ثنا مؤمّل بن إسماعيل قال: سمعت سفيان يقول: ليبلوكم أيّكم أحسن عملا: أزهدكم في الدّنيا.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن المتوكّل، ثنا روّادٌ، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قوله: أيّكم أحسن عملا يعني: أيّكم أتمّ عملا.
قوله تعالى: ولئن قلت إنّكم مبعوثون من بعد الموت
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، ثنا أبي، ثنا عمّي، عن أبيه، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: لقال الّذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبينٌ لزادهم تكذيبًا). [تفسير القرآن العظيم: 6/2004-2006]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وكان عرشه على الماء يعني قبل أن يخلق شيئا). [تفسير مجاهد: 2/300]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكرٍ الشّافعيّ، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما أنّه سئل عن قوله عزّ وجلّ " {وكان عرشه على الماء} [هود: 7] على أيّ شيءٍ كان الماء؟ قال: على متن الرّيح «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/371]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عمرٍو عثمان بن أحمد الدّقّاق ببغداد، ثنا محمّد بن عبيد اللّه بن أبي داود المنادي، ثنا روح بن عبادة، ثنا المسعوديّ، عن أبي صخرة جامع بن شدّادٍ، عن صفوان بن محرزٍ، عن بريدة الأسلميّ، قال: دخل قومٌ على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فجعلوا يسألونه يقولون: أعطنا. حتّى ساءه ذلك، ودخل عليه آخرون، فقالوا: جئنا نسلّم على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ونتفقّه في الدّين، ونسأله عن بدء هذا الأمر. فقال: «كان اللّه ولا شيء غيره وكان العرش على الماء، وكتب في الذّكر كلّ شيءٍ، ثمّ خلق سبع سماواتٍ» قال: ثمّ أتاه آتٍ، فقال: إنّ ناقتك قد ذهبت. قال: فوددت أنّي كنت تركتها «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 7
أخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال أهل اليمن: يا رسول الله أخبرنا عن أول هذا الأمر كيف كان قال: كان الله قبل كل شيء وكان عرشه على الماء وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء وخلق السموات والأرض فنادى مناد: ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب فوالله لوددت أني كنت تركتها). [الدر المنثور: 8/16-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه، وابن ماجة، وابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي رزين رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه قال: كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وخلق عرشه على الماء قال الترمذي رضي الله عنه: العماء: أي ليس معه شيء). [الدر المنثور: 8/17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم والترمذي والبيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء). [الدر المنثور: 8/17-18]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة والحاكم، وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال: دخل قوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جئنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتفقه في الدين ونسأله عن بدء هذا الأمر، فقال: كان الله ولا شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق سبع سموات ثم أتاني آت فقال: هذه ناقتك قد ذهبت، فخرجت والسراب ينقطع دونها فلوددت أني كنت تركتها). [الدر المنثور: 8/18]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف والفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه سئل عن قوله تعالى {وكان عرشه على الماء} على أي شيء كان قال: على متن الريح). [الدر المنثور: 8/18]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وكان عرشه على الماء} قال: قبل أن يخلق شيئا). [الدر المنثور: 8/18]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: كان عرشه على الماء فلما خلق السموات والأرض قسم ذلك الماء قسمين فجعل صفاء تحت العرش وهو البحر المسجور فلا تقطر منه قطرة حتى ينفخ في الصور فينزل منه مثل الطل فتنبت منه الأجسام وجعل النصف الآخر تحت الأرض السفلى). [الدر المنثور: 8/19]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج داود بن المحبر في كتاب العقل، وابن جرير، وابن أبي حاتم والحاكم في كتاب التاريخ، وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {ليبلوكم أيكم أحسن عملا} فقلت: ما معنى ذلك يا رسول الله قال: ليبلوكم أيكم أحسن عقلا ثم قال: وأحسنكم عقلا أورعكم عن محارم الله وأعلمكم بطاعة الله). [الدر المنثور: 8/19]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله {ليبلوكم} قال: يعني الثقلين). [الدر المنثور: 8/19]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ليبلوكم} قال: ليختبركم {أيكم أحسن عملا} قال: أيكم أتم عقلا). [الدر المنثور: 8/20]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه {ليبلوكم أيكم أحسن عملا} قال: أزهد في الدنيا). [الدر المنثور: 8/20]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أما قوله تعالى: {ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا} الآية أخرج أبو الشيخ عن زائدة رضي الله عنه قال: قرأ سليمان بن موسى في هود عند سبع آيات {لساحر مبين}). [الدر المنثور: 8/20]

تفسير قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إلى أمة معدودة قال إلى أجل معدود). [تفسير عبد الرزاق: 1/302]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس في قوله تعالى إلى أمة معدودة قال إلى أجل معدود). [تفسير عبد الرزاق: 1/302]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {وحاق} [هود: 8] : «نزل»). [صحيح البخاري: 6/73]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({يحيق} [فاطر: 43] : «ينزل»). [صحيح البخاري: 6/73]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره وحاق نزل يحيق ينزل قال أبو عبيدة في قوله تعالى وحاق بهم أي نزل بهم وأصابهم). [فتح الباري: 8/349]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره: وحاق نزل يحيق ينزل
أي: قال غير ابن عبّاس: معنى حاق في قوله: {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} (هود: 8) نزل بهم وأصابهم. قاله أبو عبيدة، وإنّما ذكر: يحيق إشارة إلى أنه من فعل يفعل بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع). [عمدة القاري: 18/287]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) في قوله تعالى: ({وحاق}) أي (نزل) بهم وأصابهم. (يحيق) أي (ينزل) ). [إرشاد الساري: 7/167]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره): أي غير عكرمة ({وحاق}) أي (نزل يحيق ينزل بؤوس فعول من يئست) بسكون السين). [إرشاد الساري: 7/168]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ ليقولنّ ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفًا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}.
يقول تعالى ذكره: ولئن أخّرنا عن هؤلاء المشركين من قومك يا محمّد العذاب، فلم نعجّله لهم، وأنسأنا في آجالهم إلى أمّةٍ معدودةٍ، ووقتٍ محدودٍ وسنين معلومةٍ.
وأصل الأمّة ما قد بيّنّا فيما مضى من كتابنا هذا أنّها الجماعة من النّاس تجتمع على مذهبٍ ودينٍ، ثمّ تستعمل في معانٍ كثيرةٍ ترجع إلى معنى الأصل الّذي ذكرت. وإنّما قيل للسنين المعدودة والحين في هذا الموضع ونحوه أمّةٌ، لأنّ فيها تكون الأمّة. وإنّما معنى الكلام: ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى مجيء أمّةٍ وانقراض أخرى قبلها.
وبنحو الّذي قلنا من أنّ معنى الأمّة في هذا الموضع الأجل والحين قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، قال: حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ، وحدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ: {ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ} قال: إلى أجلٍ محدودٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ بمثله.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {إلى أمّةٍ معدودةٍ} قال: أجلٍ معدودٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: إلى أجلٍ معدودٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {إلى أمّةٍ معدودةٍ} قال: إلى حينٍ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ} يقول: أمسكنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ قال ابن جريجٍ: قال مجاهدٌ: إلى حينٍ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ} يقول: إلى أجلٍ معلومٍ.
وقوله: {ليقولنّ ما يحبسه} يقول: ليقولنّ هؤلاء المشركون ما يحبسه؟ أيّ شيءٍ يمنعه من تعجيل العذاب الّذي يتوعّدنا به؟ تكذيبًا منهم به، وظنًّا منهم أنّ ذلك إنّما أخّر عنهم لكذب المتوعد.
- كما حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {ليقولنّ ما يحبسه} قال: للتكذيب به، أو أنّه ليس بشيءٍ.
وقوله: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفًا عنهم} يقول تعالى ذكره تحقيقًا لوعيده وتصحيحًا لخبره: ألا يوم يأتيهم العذاب الّذي يكذّبون به ليس مصروفًا عنهم، يقول: ليس يصرفه عنهم صارفٌ، ولا يدفعه عنهم دافعٌ، ولكنّه يحلّ بهم فيهلكهم. {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} يقول: ونزل بهم وأصابهم الّذي كانوا به يسخرون من عذاب اللّه. وكان استهزاؤهم به الّذي ذكره اللّه قيلهم قبل نزوله ما يحبسه نقلاً بأنبيائه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك كان بعض أهل التّأويل يقول.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} قال: ما جاءت به أنبياؤهم من الحقّ). [جامع البيان: 12/336-339]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ ليقولنّ ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفًا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون (8)
قوله تعالى: ولئن أخّرنا، عنهم العذاب
قال: قال: أخّرنا أي: أمسكنا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، ثنا بشرٌ بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قوله: العذاب قال: نكالٌ.
قوله تعالى: إلى أمّةٍ معدودةٍ
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو نعيمٍ، عن سفيان (ح) ، وثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا عبد الرّحمن، عن سفيان، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ ولئن أخّرنا، عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ قال: إلى أجلٍ معدودٍ.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: أمّةٍ معدودةٍ قال: إلى حينٍ.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ولئن أخّرنا، عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ يعني: بذلك أهل النّفاق ويقول: لئن أخّرنا، عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ ليقولنّ ما يحبسه قال اللّه: ألا يوم يأتيهم ليس مصروفًا، عنهم الآية.
قوله تعالى: ليقولنّ ما يحبسه
- أخبرنا عليّ بن المبارك بإسناده المعروف، عن ابن جريج: قوله: ليقولنّ ما يحبسه قال: قال آخرون: ليقولنّ ما يحبسه للتّكذيب وإنّه ليس بشيءٍ بقوله: ألا يوم يأتيهم ليس مصروفًا، عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن.
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن المفضّل، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن ويقول: وقع بهم العذاب الّذي استهزءوا به). [تفسير القرآن العظيم: 6/2006-2007]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء نا ابن أبي نجيح عن مجاهد ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة يعني إلى أجل معدود). [تفسير مجاهد: 2/300]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا هارون بن سليمان، ثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، ثنا سفيان، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، " {ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ} [هود: 8] قال: إلى أجلٍ معدودٍ «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 8 - 14
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: لما نزل (اقترب للناس حسابهم) (الأنبياء الآية 1) قال ناس: إن الساعة قد اقتربت فتناهوا فتناهى القوم قليلا ثم عاودا إلى أعمالهم أعمال السوء فأنزل الله (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) (النحل الآية 1) فقال أناس أهل الضلالة: هذا أمر الله قد أتى فتناهى القوم ثم عادوا إلى مكرهم مكر السوء فأنزل الله هذه الآية {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة}). [الدر المنثور: 8/20]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر إلى أمة معدودة قال: إلى أجل معدود). [الدر المنثور: 8/20-21]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {ليقولن ما يحبسه} قال: للتكذيب به وأنه ليس بشيء). [الدر المنثور: 8/21]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون} يقول: وقع العذاب الذي استهزؤا به). [الدر المنثور: 8/21]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:28 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويعلم مستقرّها ومستودعها...}
فمستقرّها: حيث تأوي ليلا أو نهاراً. ومستودعها: موضعها الذي تموت فيه أو تدفن). [معاني القرآن: 2/4]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وما من دابّة في الأرض إلاّ على الله رزقها} كل آكل فهو دابة، ومجازه: وما دابة في الأرض؛ ومن من حروف الزوائد).
[مجاز القرآن: 1/285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ويعلم مستقرّها ومستودعها} قال ابن مسعود: مستقرها: الأرحام.
ومستودعها: الأرض التي تموت فيها). [تفسير غريب القرآن: 202]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {وما من دابّة في الأرض إلّا على اللّه رزقها ويعلم مستقرّها ومستودعها كلّ في كتاب مبين}
{ويعلم مستقرّها ومستودعها}.
قيل {مستقرّها} مأواها على ظهر الأرض، {ومستودعها} ما تصير إليه، وقيل أيضا: {مستقرّها} في الأصلاب {ومستودعها} من الأرحام.
وقوله: {كلّ في كتاب مبين}.
أي ذلك ثابت من علم اللّه. فجائز أن يكون في كتاب، وكذلك قوله - جلّ وعز -: {إلّا في كتاب من قبل أن نبرأها} ). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها}
يقال لكل ما دب من الناس وغيرهم داب ودابة على المبالغة تأنيث على الصفة والخلقة
وقوله جل وعز: {ويعلم مستقرها ومستودعها}
قال عبد الله بن مسعود مستقرها في الرحم ومستودعها في الأرض التي تموت فيها
وقال مقسم عن عبد الله بن عباس مستقرها حيث تأوي إليه ومستودعها حيث تموت في الأرض
وقيل مستقرها ما يستقر عليه عملها ومستودعها ما تصير إليه
وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس مستقرها في الرحم ومستودعها في الصلب). [معاني القرآن: 3/332-331]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا} أي في الأرحام، {وَمُسْتَوْدَعَهَا} أي في الأرض التي تموت فيها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 106]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ليقولنّ الّذين كفروا إن هذا إلاّ سحرٌ مّبينٌ...}
{وسحر مبين}. فمن قال: (ساحرٌ مبينٌ) ذهب إلا النبي صلى الله عليه وسلم من قولهم. ومن قال: (سحرٌ) ذهب إلى الكلام...
- وحدثني أبو إسرائيل عن الأعمش عن أبي رزين عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ في ثلاثة مواضع ساحر: في آخر المائدة وفي يونس وفي الصفّ.
قال الفراء: ولم يذكر الذي في هود. وكان يحيى بن وثّاب يقرأ في أربعة مواضع ويجعل هذا رابعاً يعني في هود). [معاني القرآن: 2/4]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وهو الّذي خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيّكم أحسن عملا ولئن قلت إنّكم مبعوثون من بعد الموت ليقولنّ الّذين كفروا إن هذا إلّا سحر مبين}
الله قادر على أن يخلقها في لحظة، لأنه على كل شيء قدير، وإذا خلقهما وقدّرهما هذا القدر العظيم - والسّماء ليس بينها وبين الأرض عمد يرى - في ستة أيّام علم أنّ من كانت قدرته هذه القدرة لم يعجزه شيء.
قال اللّه - جلّ وعزّ -: {أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلق السّماوات والأرض ولم يعي بخلقهنّ بقادر على أن يحيي الموتى}.
وكان المشركون يكذّبون بأنّه يبعث الموتى، ويقرون أنه خالق السماوات والأرض.
وقوله: {وكان عرشه على الماء}.
هذا يدل على أن العرش والماء كانا قبل السّماوات والأرض.
وقوله: {ليبلوكم أيّكم أحسن عملا}.
معناه ليختبركم الاختبار الذي يجازيكم عليه، وهو قد علم قبل ذلك أيّهم أحسن عملا، إلا أنّه يجازيهم على أعمالهم لا على علمه فيهم.
{ولئن قلت إنّكم مبعوثون من بعد الموت ليقولنّ الّذين كفروا إن هذا إلّا سحر مبين}.
ويقرأ إلا ساحر مبين، والسحر باطل عندهم، فكأنّهم قالوا: إن هذا إلا باطل بيّن.
وأعلمهم اللّه - عزّ وجلّ - أنّ القدرة على خلق السّماوات والأرض تدل على بعث الموتى. وأهل الكفر مختلفون في البعث فالمشركون يقولون أنهم لا يبعثون ألبتّة ولا يرجعون بعد موتهم، واليهود والنصارى يزعم أن لا أكل ولا شرب ولا غشيا للنساء في الجنة وكل كافر بالبعث على جهته). [معاني القرآن: 3/39-40]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام}
فخبر جل وعز أن من قدر على هذا لا يعجزه شيء
ثم قال جل وعز: {وكان عرشه على الماء}
قال سعيد بن جبير سألت ابن عباس على أي شيء كان الماء ولم يخلق سماء ولا أرضا فقال على متن الريح
ثم قال جل وعز: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}
أي ليختبركم فيظهر منكم ما يجازيكم عليه لأنه إنما يجازي على الفعل وإن كان قد علمه قبل
وقوله عز وجل: {ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين} ويقرأ ساحر
قال أبو جعفر قال أبو إسحاق والسحر عندهم باطل فكأنهم قالوا إن هذا إلا باطل). [معاني القرآن: 3/333-332]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ} أي إلى حين موقوت وأجل،
وفي آية أخرى: {وادّكر بعد أمّةٍ} أي بعد حين.
{ألا يوم يأتيهم} ألا توكيد وإيجاب وتنبيه.
{وحاق بهم} أي نزل بهم وأصابهم). [مجاز القرآن: 1/285]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ مّعدودةٍ لّيقولنّ ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم وحاق بهم مّا كانوا به يستهزءون}
وقال: {إلى أمّةٍ مّعدودةٍ} و"الأمّة": الحين كما قال {وادّكر بعد أمّةٍ} ). [معاني القرآن: 2/39]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} فالأمة هاهنا: الحين والوقت.
وقال: {وادكر بعد أمة} في هذا المعنى.
قال أبو علي: وسنخبر عن الأمة في سورة النحل، إن شاء الله). [معاني القرآن لقطرب: 684]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {إلى أمة معدودة}: إلى حين وأجل محدود). [غريب القرآن وتفسيره: 173]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إلى أمّةٍ معدودةٍ}: أي إلى حين بغير توقيت. فأما قوله:
{وادّكر بعد أمّةٍ} فيقال: بعد سبع سنين). [تفسير غريب القرآن: 202]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(ألا) تزاد في الكلام للتنبيه.
كقوله: {أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} و: {أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} .
وقال الشاعر:
ألا أيّهذا الرّاجزي أحضرَ الوغى = وأن أشهد اللّذَّاتِ: هل أنت مُخْلِدِي
أراد أيّها الزاجري أن أحضر الوغى فزاد (ألا) وحذف (أن) ). [تأويل مشكل القرآن: 248-247] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (ألا) : تنبيه: وهي زيادة في الكلام، قال تعالى: {أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ}.
وقال: {أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ}.
وتقول: ألا إنّ القوم خارجون: تريد بها: افهم اعلم أنّ الأمر كذا وكذا). [تأويل مشكل القرآن: 560] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّة معدودة ليقولنّ ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون}
معناه إلى أجل وحين معلوم، كما قال الله تعالى..
{وادّكر بعد أمّة} أي بعد حين.
وقوله: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا}.
(يوم يأتيهم) منصوب بمصروف، المعنى ليس العذاب مصروفا عنهم يوم يأتيهم.
{وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}كما تقول أحاط بفلان عمله، وأهلكة كسبه، أي أهلكه جزاء كسبه وعاقبته). [معاني القرآن: 3/41-40]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة}
قال ابن عباس أي إلى أجل معدود
وقال مجاهد أي إلى حين
وقوله جل وعز: {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} أي جزاء استهزائهم والمعنى أحاط بهم العذاب). [معاني القرآن: 3/333]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِلَى أُمَّةٍ} إلى حين وأجل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 106]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِلَى أُمَّةٍ}: إلى حين). [العمدة في غريب القرآن: 154]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:30 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) }

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:30 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:31 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:01 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: وما من دابّةٍ ... الآية، تماد في وصف الله تبارك وتعالى بنحو قوله يعلم ما يسرّون وما يعلنون. و «الدابة» ما دب من الحيوان، والمراد جميع الحيوان الذي يحتاج إلى رزق ويدخل في ذلك الطائر والهوام وغير ذلك كلها دواب، وقد قال الأعشى: [الطويل]
نياف كغصن البان ترتج إن مشت = دبيب قطا البطحاء في كل منهل
وقال علقمة بن عبيدة لطير:
... ... ... ... = ... ... لطيرهن دبيب
وفي حديث أبي عبيدة: فإذا دابة مثل الظرب يريد من حيوان البحر، وتخصيصه بقول في الأرض إنما هو لأنه الأقرب لحسهم: والطائر والعائم إنما هو في الأرض، وما مات من الحيوان قبل أن يتغذى فقد اغتذى في بطن أمه بوجه ما.
وهذه الآية تعطي أن الرزق كل ما صح الانتفاع به خلافا للمعتزلة في قولهم إنه الحلال المتملك.
وقوله تعالى: على اللّه إيجاب لأنه تعالى لا يجب عليه شيء عقلا. و «المستقر»: صلب الأب: و«المستودع» بطن الأم، وقيل «المستقر»: المأوى، و «المستودع» القبر، وهما على هذا الطرفان، وقيل «المستقر»، ما حصل موجودا من الحيوان، والمستودع ما يوجد بعد.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: و «المستقر» على هذا- مصدر استقر وليس بمفعول كمستودع لأن استقر لا يتعدى. وقوله: في كتابٍ إشارة إلى اللوح المحفوظ. وقال بعض الناس: هذا مجاز وهي إشارة إلى علم الله.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا ضعيف وحمله على الظاهر أولى). [المحرر الوجيز: 4/ 542-544]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وهو الّذي خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّامٍ وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً ولئن قلت إنّكم مبعوثون من بعد الموت ليقولنّ الّذين كفروا إن هذا إلاّ سحرٌ مبينٌ (7) ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ ليقولنّ ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن (8)
قال أكثر أهل التفسير: «الأيام» هي من أيام الدنيا، وقالت فرقة: هي من أيام الآخرة يوم من ألف سنة. قاله كعب الأحبار، والأول أرجح.
وأجزاء ذكر السماوات عن كل ما فيها إذ كل ذلك خلق في الستة الأيام، واختلفت الأحاديث في يوم بداية الخلق، فروى أبو هريرة- فيما أسند الطبري- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال:
خلق الله التربة يوم السبت والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الاثنين والمكروه يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، وبث الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة، ونحو هذا من أن البداءة يوم السبت في كتاب مسلم، وفي الدلائل لثابت: وكان خلق آدم في يوم الجمعة، لا يعتد به إذ هو بشر كسائر بنيه، ولو اعتد به لكانت الأيام سبعة خلاف ما في كتاب الله، وروي عن كعب الأحبار أنه قال: بدأ الله خلق السماوات والأرض يوم الأحد، وفرغ يوم الجمعة، وخلق آدم في آخر ساعة منه. ونحو هذا في جل الدواوين أن البدأة يوم الأحد، وقال قوم: خلق الله تعالى هذه المخلوقات في ستة أيام مع قدرته على خلقها في لحظة. نهجا إلى طريق التؤدة والمهلة في الأعمال ليحكم البشر أعمالهم، وروي عن ابن عباس أنه قال: كان العرش على الماء، وكان الماء على الريح.
وقوله تعالى: ليبلوكم متعلق ب خلق والمعنى أن خلقه إياها كان لهذا وقال بعض الناس: هو متعلق بفعل مضمر تقديره أعلم بذلك ليبلوكم، ومقصد هذا القائل: أن هذه المخلوقات لم تكن لسبب البشر.
وقرأ عيسى الثقفي: «ولئن قلت» بضم التاء، وقرأ الجمهور «قلت» بفتح التاء.
ومعنى الآية: أن الله عز وجل هذه صفاته وهؤلاء بكفرهم في حيز إن قلت لهم: إنهم مبعوثون كذبوا وقالوا: هذا سحر. أي فهذا تناقض منكم إذ كل مفطور يقر بأن الله خالق السماوات والأرض، فهم من جملة المقرين بهذا، ومع ذلك ينكرون ما هو أيسر منه بكثير وهو البعث من القبور إذ البداءة أعسر من الإعادة، وإذ خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس.
واللام في لئن مؤذنة بأن اللام في ليقولنّ لام قسم لا جواب شرط.
وقرأ الأعرج والحسن وأبو جعفر وشيبة وفرقة من السبعة «سحر» وقرأت فرقة «ساحر» وقد تقدم). [المحرر الوجيز: 4/ 544-545]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وقوله تعالى: ولئن أخّرنا عنهم العذاب الآية، المعنى: ولئن تأخر العذاب الذي توعدتم به عن الله قالوا ما هذا الحابس لهذا العذاب؟ على جهة التكذيب. و «الأمة» في هذه الآية: المدة كما قال وادّكر بعد أمّةٍ [يوسف: 45]. قال الطبري سميت بذلك المدة لأنها تمضي فيها أمة من الناس ونحدث فيها أخرى، فهي على هذه المدة الطويلة.
ثم استفتح بالإخبار عن أن هذا العذاب يوم يأتي لا يرده شيء ولا يصرفه. وحاق معناه: حل وأحاط وهي مستعملة في المكروه ويوم منتصب بقوله: مصروفاً). [المحرر الوجيز: 4/ 545-546]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): ({وما من دابّةٍ في الأرض إلّا على اللّه رزقها ويعلم مستقرّها ومستودعها كلٌّ في كتابٍ مبينٍ (6)}
أخبر تعالى أنّه متكفّلٌ بأرزاق المخلوقات، من سائر دوابّ الأرض، صغيرها وكبيرها، بحريّها، وبرّيّها، وأنّه {يعلم مستقرّها ومستودعها} أي: يعلم أين منتهى سيرها في الأرض، وأين تأوي إليه من وكرها، وهو مستودعها.
وقال عليّ بن أبي طلحة وغيره، عن ابن عبّاسٍ: {ويعلم مستقرّها} أي: حيث تأوي، {ومستودعها} حيث تموت.
وعن مجاهدٍ: {مستقرّها} في الرّحم، {ومستودعها} في الصّلب، كالّتي في الأنعام: وكذا روي عن ابن عبّاسٍ والضّحّاك، وجماعةٍ. وذكر ابن أبي حاتمٍ أقوال المفسّرين هاهنا، كما ذكره عند تلك الآية: فاللّه أعلم، وأنّ جميع ذلك مكتوبٌ في كتابٍ عند اللّه مبينٍ عن جميع ذلك، كما قال تعالى: {وما من دابّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلا أممٌ أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثمّ إلى ربّهم يحشرون} [الأنعام:38]، وقوله: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البرّ والبحر وما تسقط من ورقةٍ إلا يعلمها ولا حبّةٍ في ظلمات الأرض ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبينٍ} [الأنعام:59]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 305-306]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وهو الّذي خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّامٍ وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيّكم أحسن عملًا ولئن قلت إنّكم مبعوثون من بعد الموت ليقولنّ الّذين كفروا إن هذا إلّا سحرٌ مبينٌ (7) ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ ليقولنّ ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفًا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون (8) }
يخبر تعالى عن قدرته على كلّ شيءٍ، وأنّه خلق السّموات والأرض في ستّة أيّامٍ، وأنّ عرشه كان على الماء قبل ذلك، كما قال الإمام أحمد:
حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن جامع بن شدّاد، عن صفوان بن محرز، عن عمران بن حصينٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اقبلوا البشرى يا بني تميمٍ". قالوا: قد بشّرتنا فأعطنا. قال: "اقبلوا البشرى يا أهل اليمن". قالوا: قد قبلنا، فأخبرنا عن أوّل هذا الأمر كيف كان؟ قال: "كان اللّه قبل كلّ شيءٍ، وكان عرشه على الماء، وكتب في اللّوح المحفوظ ذكر كلّ شيءٍ". قال: فأتاني آتٍ فقال: يا عمران، انحلّت ناقتك من عقالها. قال: فخرجت في إثرها، فلا أدري ما كان بعدي.
وهذا الحديث مخرّجٌ في صحيحي البخاريّ ومسلمٍ بألفاظٍ كثيرةٍ ؛ فمنها: قالوا: جئناك نسألك عن أوّل هذا الأمر فقال: "كان اللّه ولم يكن شيءٌ قبله -وفي روايةٍ: غيره -وفي روايةٍ: معه -وكان عرشه على الماء، وكتب في الذّكر كلّ شيءٍ، ثمّ خلق السّموات والأرض".
وفي صحيح مسلمٍ، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "إنّ اللّه قدّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السّموات والأرض بخمسين ألف سنةٍ، وكان عرشه على الماء".
وقال البخاريّ في تفسير هذه الآية: حدّثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيبٌ، حدّثنا أبو الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "قال اللّه عزّ وجلّ: أنفق أنفقعليك". وقال: "يد اللّه ملأى لا يغيضها نفقةٌ، سحّاء الليل والنّهار" وقال "أفرأيتم ما أنفق منذ خلق السّموات والأرض، فإنّه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، عن عمّه أبي رزين -واسمه لقيط بن عامر بن المنتفق العقيلي -قال: قلت: يا رسول اللّه، أين كان ربّنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: "كان في عماء، ما تحته هواءٌ وما فوقه هواءٌ، ثمّ خلق العرش بعد ذلك".
وقد رواه التّرمذيّ في التّفسير، وابن ماجه في السّنن من حديث يزيد بن هارون به وقال التّرمذيّ: هذا حديثٌ حسنٌ.
وقال مجاهدٌ: {وكان عرشه على الماء} قبل أن يخلق شيئًا. وكذا قال وهب بن منبّه، وضمرة بن حبيبٍ، وقاله قتادة، وابن جريرٍ، وغير واحدٍ.
وقال قتادة في قوله: {وكان عرشه على الماء} ينبئكم كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق السّموات والأرض.
وقال الرّبيع بن أنسٍ: {وكان عرشه على الماء} فلمّا خلق السّموات والأرض، قسم ذلك الماء قسمين، فجعل نصفًا تحت العرش، وهو البحر المسجور.
وقال ابن عبّاسٍ: إنّما سمّي العرش عرشًا لارتفاعه.
وقال إسماعيل بن أبي خالدٍ، سمعت سعدًا الطّائيّ يقول: العرش ياقوتةٌ حمراء.
وقال محمّد بن إسحاق في قوله تعالى: {وهو الّذي خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّامٍ وكان عرشه على الماء} فكان كما وصف نفسه تعالى، إذ ليس إلّا الماء وعليه العرش، وعلى العرش ذو الجلال والإكرام، والعزّة والسّلطان، والملك والقدرة، والحلم والعلم، والرّحمة والنّعمة، الفعّال لما يريد.
وقال الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ قال: سئل ابن عبّاسٍ عن قول اللّه: {وكان عرشه على الماء} على أيّ شيءٍ كان الماء؟ قال: على متن الرّيح.
وقوله تعالى: {ليبلوكم أيّكم أحسن عملا} أي: خلق السّموات والأرض لنفع عباده الّذين خلقهم ليعبدوه وحده لا شريك له، ولم يخلق ذلك عبثًا، كما قال تعالى: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الّذين كفروا فويلٌ للّذين كفروا من النّار} [ص:27]، وقال تعالى: {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا وأنّكم إلينا لا ترجعون فتعالى اللّه الملك الحقّ لا إله إلا هو ربّ العرش الكريم} [المؤمنون:115، 116]،وقال تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون} [الذّاريات:56].
وقوله: {ليبلوكم} أي: ليختبركم {أيّكم أحسن عملا} ولم يقل: أكثر عملًا بل {أحسن عملا} ولا يكون العمل حسنًا حتّى يكون خالصًا للّه عزّ وجلّ، على شريعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فمتى فقد العمل واحدًا من هذين الشّرطين بطل وحبط.
وقوله: {ولئن قلت إنّكم مبعوثون من بعد الموت ليقولنّ الّذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبينٌ} يقول تعالى: ولئن أخبرت يا محمّد هؤلاء المشركين أنّ اللّه سيبعثهم بعد مماتهم كما بدأهم، مع أنّهم يعلمون أنّ اللّه تعالى هو الّذي خلق السّموات والأرض، [كما قال تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ اللّه} [الزّخرف: 87]، {ولئن سألتهم من خلق السّماوات والأرض] وسخّر الشّمس والقمر ليقولنّ اللّه} [العنكبوت:61]، وهم مع هذا ينكرون البعث والمعاد يوم القيامة، الّذي هو بالنّسبة إلى القدرة أهون من البداءة، كما قال تعالى: {وهو الّذي يبدأ الخلق ثمّ يعيده وهو أهون عليه} [الرّوم:27]، وقال تعالى: {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفسٍ واحدةٍ} [لقمان:28] وقولهم: {إن هذا إلا سحرٌ مبينٌ} أي: يقولون كفرًا وعنادًا ما نصدّقك على وقوع البعث، وما يذكر ذلك إلّا من سحرته، فهو يتّبعك على ما تقول). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 306-308]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ ليقولنّ ما يحبسه} يقول تعالى: ولئن أخّرنا العذاب والمؤاخذة عن هؤلاء المشركين إلى أجلٍ معدودٍ وأمدٍ محصورٍ، وأوعدناهم به إلى مدّةٍ مضروبةٍ، ليقولنّ تكذيبًا واستعجالًا {ما يحبسه} أي: يؤخّر هذا العذاب عنّا، فإنّ سجاياهم قد ألفت التّكذيب والشّكّ، فلم يبق لهم محيصٌ عنه ولا محيدٌ.
و"الأمّة" تستعمل في القرآن والسّنّة في معانٍ متعدّدةٍ، فيراد بها: الأمد، كقوله في هذه الآية: {إلى أمّةٍ معدودةٍ} وقوله في [سورة] يوسف: {وقال الّذي نجا منهما وادّكر بعد أمّةٍ} [يوسف:45]، وتستعمل في الإمام المقتدى به، كقوله: {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا للّه حنيفًا ولم يك من المشركين} [النّحل:120]، وتستعمل في الملّة والدّين، كقوله إخبارًا عن المشركين أنّهم قالوا: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مقتدون} [الزّخرف:23]، وتستعمل في الجماعة، كقوله: {ولمّا ورد ماء مدين وجد عليه أمّةً من النّاس يسقون} [القصص:23]، وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطّاغوت} [النّحل:36]، وقال تعالى: {ولكلّ أمّةٍ رسولٌ فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون} [يونس:47].
والمراد من الأمّة هاهنا: الّذين يبعث فيهم الرّسول مؤمنهم وكافرهم، كما [جاء] في صحيح مسلمٍ: "والّذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة، يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثمّ لا يؤمن بي إلّا دخل النّار".
وأمّا أمّة الأتباع، فهم المصدّقون للرّسل، كما قال تعالى: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس} [آل عمران: 110] وفي الصّحيح: " فأقول: أمّتي أمتي".
وتستعمل الأمة في الفرقة والطائقة، كقوله تعالى: {ومن قوم موسى أمّةٌ يهدون بالحقّ وبه يعدلون} [الأعراف:159]، وقال تعالى: {من أهل الكتاب أمّةٌ قائمةٌ يتلون آيات اللّه آناء اللّيل وهم يسجدون} [آل عمران:113]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 308-309]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة