العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الوقف والابتداء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 جمادى الآخرة 1434هـ/29-04-2013م, 11:40 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي الابتداء بالألفات والوقف عليها

الابتداء بالألفات والوقف عليها

عناصر الموضوع :

الابتداء بالألفات والوقف عليها
...- أنواع الألفات في الابتداء
...- الألفات المضمومة
...- الألفات المكسورة
...- الألفات المفتوحة

ألفات أوائل الأفعال
ألفات أوائل الأسماء
أنواع ألفات القطع في القرآن الكريم
الوقف على (أنا)
الوقف على قوله تعالى: {وتظنون بالله الظنونا} و{أطعنا الرسولا} والوقف على {فأضلونا السبيلا}
الوقف على {أحيا}و{الدنيا} و{العليا}
القول في قوله تعالى: {لكنا هو الله ربي}
الوقف على المقصور المنصوب
الوقف على المقصور المرفوع والمجرور
الوقف على {لدا} و{حتّى} و{وذكرى}
الوقف على الممدود
الوقف على {هود}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:44 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الابتداء بالألفات

أنواع الألفات في الابتداء
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الألفات في الابتداء بها ثلاثة: مضموم ومكسور ومفتوح). [جمال القراء : 2/607]

الألفات المضمومة
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (فالمضموم: ألف الأمر في كل فعل، ثالث حروفه في المستقبل مضموم، كقوله عز وجل: {انظروا ماذا في السموات} الآية [يونس: 101]، {ادخلوا عليهم الباب} الآية [المائدة: 23]،
{أخرج عليهن} الآية [يوسف: 31]، {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم} الآية [الأعراف: 49]، {انقص منه} الآية [المزمل: 3]، {اسجدوا لآدم} الآية [البقرة: 34]، {ادعهن} الآية [البقرة: 260]، {اغدوا} الآية [القلم: 22]، {انفخوا} الآية [الكهف: 96]، {اشدد به أزري} الآية [طه: 31]، وكذلك {انشزوا} الآية [المجادلة: 11] على قراءة الضم.
وإنما ضمت إتباعا لضمة ثالث الفعل، وذلك الخاء في يدخل؛ لأن الساكن الذي بينهما ليس بحاجز قوي، فكأنهما قد اجتمعا، وشرط هذا الضم في ثالث الفعل أن يكون لازما، وهذا مذهب جميع القراء والنحاة وفصحاء العرب.
وقد حكى قطرب عن العرب: اخرج بكسر الهمزة، وهو شاذ لا يعول عليه، وإنما اختير الإتباع على الكسر الذي هو الأصل كراهة الخروج من كسر إلى ضم لازم مستثقل، ألا ترى أنه لا يوجد في كلامهم ضمة لازمة بعد كسرة، وأما كبد فإنها ضمة إعراب تتغير وتنتقل، فكان إتباع الضمة الضمة أخف عليهم.
وقال أهل الكوفة: ليس ذلك الإتباع مخصوصا بالمضموم العين، وإنما همزة الوصل مبنية على عين الفعل من مستقبل الثلاثي، فإن كانت العين مكسورة كسرت ألف الوصل، وتضم إذا كانت مضمومة، تقول: اضرب، اخرج، فيتبع الكسر الكسر والضم الضم، وكان القياس أن تتبع الفتح الفتح، فتقول: اذهب لكنهم كسروا في ذلك أيضا على قول الكوفيين خشية الإلباس، بقولك أذهب إذا أخبرت عن نفسك ووقفت.
وأما أهل البصرة فإنهم قالوا: إن همزة الوصل هذه لا حظ لها في الحركة وإنما اجتلبت ساكنة؛ لأن الأصل في كل حرف السكون، ثم كسرت تشبيها بكسرة الساكن إذا لقي ساكنا، كقولك: اضرب الرجل وقامت الجارية.
وقال الأنباري: هذا غلط؛ لأنها إذا كانت ساكنة لا حركة لها فمحال أن يدخلوها للابتداء؛ لأن العرب لا تبتدئ بساكن، فلا يجوز أن يدخلوا حرفا ينوي به السكون.
والجواب عن هذا: أنهم اجتلبوه ساكنا على ما عليه الحروف في أصلها ولم ينووا به السكون لحصول العلم بأنه لا بد أن يتحرك في هذا الموضع.
قال البصريون: وكان القياس في الموضع الذي ضمت فيه الكسر أيضا ولكنهم عدلوا عن ذلك لما ذكرناه من الاستثقال؛ ولأنهم لو فعلوا ذلك لنطقوا بما اجتنبوه في أبنية الأسماء، فضموا لأن قولهم: ادخل، نظير أبلم، وقالوا: اضرب، ونظيره في الأسماء إذخر، وقالوا: اعلم ونظيره فيها إصبع.
وقوله عز وجل: {وأمر بالعرف} الآية [الأعراف: 199]، {وأمر قومك} الآية [الأعراف: 145]، {وأمر أهلك} الآية [طه: 132]، فلو لم يدخل حرف العطف لقلت: أؤمر، فتبدل الهمزة الثانية واوا لانضمام همزة الوصل قبلها.
وإنما انضمت لضم ثالث الفعل الضم اللازم، وجاء هذا الفعل في الأمر بالهمزة وبحذفها، كقوله:
مريهم في أحبتهم بذاكا
ومثله أكل، وأخذ، حذف ألف الوصل من هذه الثلاثة تخفيفا لكثرة الاستعمال، والقياس إثباتها، وأن يقال: أأكل، أأخذ، أأمر، ثم أوكل، أوخذ، أومر، إلا أنهم عدلوا إلى ما هو أخف من هذا فأسقطوا الهمزة الثانية استثقالا لها مع الأولى، ثم أسقطوا الأولى وهي همزة الوصل استغناء عنها لما تحرك ما بعدها فقالوا: كل، خذ، مر.
قال الله عز وجل: {خذوا حذركم} الآية [النساء: 71]، {خذ من أموالهم} الآية [التوبة: 103]، وقال عز وجل: {كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم} الآية [الحاقة: 24].
وأما سوى هذه الثلاثة من هذا القبيل فالأمر فيه بهمزة الوصل، وقلب فاء الفعل وهي الهمزة الثانية واوا كما سبق، على أن سيبويه حكى عن بعض العرب: أؤكل.
فإذا وقع حرف العطف قبل الأفعال الثلاثة المذكورة فلك إبقاء الهمزة نحو وأكل، كما قال الله عز وجل: {وأمر بالعرف}؛ لأن حرف العطف أغنى عن همزة الوصل، فلم يجتمع همزتان، ولك حذفها كما قال الله عز وجل: {وخذ بيدك} الآية [ص: 44].
فإن قيل: فما لهم لم يقرءوا {امشوا} الآية [ص: 6]، {ابنوا له بنيانا} الآية [الصافات: 97]، {اقضوا إلي} الآية [يونس: 71]، بالضم مع أن ثالث الفعل مضموم في ذلك؟ قيل: الثالث الذي تراه مضموما إنما هو مكسور في الأصل؛ لأن الأصل: امشيوا، واقضيوا، وابنيوا، فاستثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى ما قبلها، فاجتمع ساكنان: الياء والواو فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فالأمر من ذلك: امشوا، اقضوا، ابنوا بكسر الهمزة؛ لأن ثالث الفعل في الأصل مكسور، ومثل ذلك قوله عز وجل: {ايتوني بكتاب} الآية [الأحقاف: 4].
ومن الألفات المضمومة: ألفات الأفعال المبنية لما لم يسم فاعله، ولا تكون هذه الألف إلا مضمومة، وذلك في قوله عز وجل: {اتبعوا} الآية [البقرة: 166]، {اؤتمن} الآية [البقرة: 283]، فأبدلت الهمزة الثانية واوا لسكونها وانضمام ما قبلها،{ابتلي المؤمنون} الآية [الأحزاب: 11]، {اضطر} الآية [البقرة: 173]، {اجتثت} الآية [إبراهيم: 26]، {استهزئ} الآية [الأنعام : 10]، {استحفظوا} الآية [المائدة: 44]، {استضعفوا} الآية [الأعراف: 75]، {استحق} الآية [المائدة: 107]، {استجيب له} الآية [الشورى: 16]، ونحو ذلك، وهذه كلها ألفات وصل تسقط في الدرج وتثبت في الابتداء مضمومة.
وأما قوله عز وجل: {أخرجنا} الآية [البقرة: 246]، {أعطوا} الآية [التوبة: 58]، {أحصرتم} الآية [البقرة: 196]، {أكره} الآية [النحل: 106]، {أمروا} الآية [النساء: 60]، {أخذوا} الآية [الأحزاب: 61]، {أوحي} الآية [الأنعام: 93]، {أوتي} الآية [البقرة: 136]، وشبه ذلك، فإنها ألفات ثابتة في الدرج، والابتداء مضمومة في الحالين، وقد يسقط في الدرج منها ما يلقى حركته على ساكن قبله نحو: {وقد أخرجنا} الآية [البقرة: 246]، {ولقد أوحى} الآية [الزمر: 65]، و{قل أوحي} الآية [الجن: 1]، {وقد أمروا} الآية [النساء: 60]، و{من أكره} الآية [النحل: 106] .
فإذا ابتدأ القارئ الكلمة أتي بالهمزة مضمومة.
ومن ذلك ألف المتكلم الداخلة على الفعل المبني لما لم يسم فاعله، وذلك في قوله عز وجل: {أخرج حيا} الآية [مريم: 66]، وكذلك {أبعث حيا} الآية [مريم: 33]، {أخرج وقد خلت القرون} الآية [الأحقاف: 17]، {أوت كتابيه} الآية [الحاقة: 25].
ومن المضمومة أيضا ألف المتكلم في الفعل المبني للفاعل نحو: {أفرغ عليه} الآية [الكهف: 96]، {أحيي وأميت} الآية [البقرة: 258]، {أصيب به من أشاء} الآية [الأعراف: 156]، {أنبئكم} الآية [المائدة: 60]، {أريكم إلا ما أرى} الآية [غافر: 29]، {أبلغكم رسالات ربي} الآية [الأعراف: 62]، {أبرئ نفسي} الآية [يوسف: 53]، ونحو ذلك مما يكون الماضي فيه على أربعة أحرف، نحو (أفرغ) أو ما هو في معنى الأربعة وهو المشدد نحو بين، وبلغ، ونبأ). [جمال القراء : 2/607-611]

الألفات المكسورة
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وأما الألفات المكسورة:

فمنها ألفات الأمر الداخلة على الفعل الذي ثالث حروفه في المستقبل مكسور أو مفتوح، وأول المستقبل منه مفتوح نحو: {اضرب بعصاك} الآية [البقرة: 60]، {اذهب إلى فرعون} الآية [طه: 24]، {اركب معنا} الآية [هود: 42]، {انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون} [المرسلات: 29]، {استقم كما أمرت} الآية [الشورى: 15].
وإنما دخلت ألف الأمر في هذا؛ لأن الحرف الثاني من المستقبل ساكن، فإذا أمرت منه سقط حرف الاستقبال ولم يمكن الابتداء بما بعده لأنه ساكن، فدخلت الألف ليبتدأ بها، ألا ترى أن الثاني من الفعل إذا كان متحركا لم تدخل الألف في الأمر كقولك: سر، وقم، وخف، وقد تقدم القول في علة كسرها والخلاف في ذلك.
ومن هذا قوله عز وجل: {انشزوا} الآية [المجادلة: 11] في قراءة الكسر، وقوله تعالى {اسر} الآية [الرعد: 10]، فيمن قرأ من سرى يسرى، وقوله عز وجل: و{اعلم أن الله} الآية [البقرة: 259] في قراءة حمزة والكسائي.
فإن كان الثاني من المستقبل من هذا القبيل همزة فأمر من ذلك دخلت همزة الأمر لسكون فاء الفعل، أعني الهمزة، وأبدلت ياء لسكونها وكسر همزة الأمر قبلها نحو: (ايت بقرآن)، (ايذن لي).
وحكى الكسائي عن بعض العرب أنه يبقي الهمزة الساكنة ولا يبدلها فيجمع بين همزتين: الأولى مكسورة والثانية ساكنة فيقول (اإت)، (اإذن لي).
وهذا مردود عند العلماء ولم يقرأ به أحد.
ومن ذلك ألفات الوصلة الداخلة على الأفعال الثلاثية المزيدة نحو: {اشتروا بآيات الله} الآية [التوبة: 9]، {اكتسب} الآية [النور: 11]، {اصطفى} الآية [البقرة: 132]، من قوله عز وجل: {وسلام على عباده الذين اصطفى} الآية [النمل: 59]، وكذلك قوله عز وجل: {اصطفى آدم} الآية [آل عمران: 33]، {اصطفاك وطهرك} الآية [آل عمران: 42]، {وابتغ فيما آتاك الله} الآية [القصص: 77]، {افترينا على الله كذبا} الآية [الأعراف: 89]، وكذلك في المصدر نحو: {ابتغاء مرضاة الله} الآية [البقرة: 207]، {افتراء على الله} الآية [الأنعام: 140].
ومن ذلك: {انكدرت} الآية [التكوير: 1]، {انشقت} الآية [الإنشقاق: 1]، {انفطرت} الآية [الإنفطار: 1]، {اسودت وجوههم} الآية [آل عمران: 106]، {ابيضت} الآية [آل عمران: 107]،
{انبعث أشقاها} [الشمس: 12].
وألف الوصل داخلة على هذه الأفعال: الماضي والأمر والمصدر لسكون (الفاء) في جميع ذلك، والابتداء في جميعها بالكسر.
ومثال الأمر: {استهزءوا} الآية [التوبة: 64] و{انتظروا} الآية [الأنعام: 158]، {اتبعوا ما أنزل} الآية [البقرة: 170]، ومن هذه الأفعال قوله عز وجل: {اثاقلتم إلى الأرض} الآية [التوبة: 38]، {اداركوا} الآية [الأعراف: 38]، {ادارك علمهم} الآية [النمل: 66]، {اهتزت} الآية [الحج: 5]، {اطيرنا بك} الآية [النمل: 47]، تبتدئ الألف في ذلك كله بالكسر على الأصل المقرر، وكان الأصل: تثاقلتم، تداركوا، وتطيرنا بكم، فأدغمت التاء، فلم يمكن الابتداء بها لسكونها، فجيء بهمزة الوصل وكسرت على ما سبق.
- ومن المكسور في الابتداء ألف الوصل في الأسماء، فمن ذلك (اسم) في قوله عز وجل: {اسمه المسيح} الآية [آل عمران: 45] يبتدأ بالكسر، وفيه لغة أخرى وهي أن يبتدأ بضم الهمزة ولم يقرأ بذلك أحد، وكذلك سُم وسِم، أربع لغات، والقراءة بالهمزة المكسورة لا غير.
ومن ذلك {امرؤ هلك} الآية [النساء: 176]، بكسر الهمزة في الابتداء، وكذلك نحو {امرأة العزيز} الآية [يوسف: 30]، {امرأتين تذودان} الآية [القصص: 23]، وكذلك {اثنان} الآية [المائدة: 106]، و{اثنين}، من قوله عز وجل: {إلهين اثنين} الآية [النحل: 51]، و{من كل زوجين اثنين} الآية [هود: 40]، و{اثنتين} الآية [النساء: 11]، من قوله عز وجل: {كانتا اثنتين} الآية [النساء: 176].
ومن ذلك ألف {ابن} في نحو قوله عز وجل: {ابن مريم} الآية [البقرة: 87]، {ابنه وكان في معزل} الآية [هود: 42]، {ابني من أهلي} الآية [هود: 45].
وإنما ابتدئت هذه الأسماء بالكسر على الأصل.
فإن قيل: فما لها لم تضم في نحو: {إن امرؤ} الآية [النساء: 176]، و{ابن مريم} و{اسمه} والثالث مضموم؟
قيل: الضمة في ذلك ضمة إعراب أو تابعة لضمة الإعراب، فهي متغيرة منتقلة غير لازمة وإنما انضمت همزة الوصل بناء على ما لا يتغير وينتقل، وكسرت على الأصل
). [جمال القراء : 2/607-614].

الألفات المفتوحة
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وأما المفتوح من الألفات: فالألف التي تصحب لام التعريف، وهي ألف وصل تسقط في الدرج كما تسقط ألف الوصل، وتثبت في الابتداء مفتوحة.

وإنما خولف بها همزات الوصل ففتحت لأنها دخلت هاهنا على حرف فأرادوا الفرق بين ما دخل من همزات الوصل على الأفعال والأسماء، وبين ما دخل على الحرف، وأيضا فإن اللام المصاحبة لها قد يكون ما بعدها مضموما كـ (الجنب) ومكسورا نحو (البر)، فلو ضمت الهمزة فقيل: الجنب لكان ذلك مستثقلا لتوالي الضمات واللام لسكونها ليست بالحاجز القوي، وكذلك لو كسرت فقيل: البر.
وأما قوله عز وجل: {آلذكرين} الآية [الأنعام: 143]، {آلله أذن لكم} الآية [يونس: 59]، {آلان وقد عصيت} الآية [يونس: 91]، {آلان وقد كنتم به تستعجلون} الآية [يونس: 51]، فإنها همزة الاستفهام داخلة على همزة الوصل التي مع اللام، وكان من حقها أن تسقط لما دخلت عليها همزة الاستفهام؛ لأنها إنما ثبتت في الابتداء دون الوصل، لكن لو حذفت لالتبس الاستفهام بالخبر؛ لأنها مفتوحة وهمزة الاستفهام مفتوحة، وحذف همزة الوصل مع همزة الاستفهام في غير ذلك نحو: {أتخذتم} الآية [البقرة: 80]، {أستغفرت لهم} الآية [المنافقون: 6]، لعدم الإلباس؛ لأن همزة الوصل في هذا لا تكون مفتوحة فتلتبس بهمزة الاستفهام.
وإنما قيل لهذه الهمزات همزات وصل؛ لأنها تسقط في الدرج فيتصل ما بعدها بما قبلها، وقيل: سميت بذلك؛ لأنها وصل بها اللسان إلى النطق بالساكن). [جمال القراء : 2/615]

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:45 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

ألفات أوائل الأفعال

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ):
(
وإنما بدأنا بها من قبل ألفات الأسماء لأن الأصول فيها أبين وأقرب على المتعلمين من ألفات الأسماء.
اعلم أن ألفات الأفعال تنقسم على ستة أقسام: ألف وصل وألف أصل وألف قطع وألف المخبر عن نفسه وألف الاستفهام وألف ما لم يسم فاعله.
فأما ألف الأصل فإنها تبتدأ في الماضي بالفتح وتعرفها بأن تجدها فاء من الفعل ثابتة في المستقبل.
وأما ألف الوصل فإنك تعرفها بسقوطها من الدرج وبفتح أول المستقبل وهي مبنية على ثالث المستقبل إن كان الثالث مكسورًا كسرت، وإن كان مضمومًا ضمت وإن كانت مفتوحًا كسرت [أيضًا].
وأما ألف القطع فإنك تعرفها بضم أول المستقبل.
وأما ألف المخبر عن نفسه فإنك تعرفها إذا حسُن بعد الفعل الذي هي فيه «أنا» وكان مستقبلاً.
وأما ألف الاستفهام فإنك تعرفها بمحنتين إذا جاءت بعدها «أم» أو حسن في موضعها «هل».
وأما ألف ما لم يسم فاعله فإنها تكون في أربعة أمثلة: في «افعل واستفعل وافتعل وانفعل» وقد تكون في «فعل» كقولك: «أخذ وأمر وأكل» وليست لازمة لجميع هذا البناء، تقول في ألف الأصل: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} [النحل: 1] فتبتدئها في الماضي [بالفتح] وتجدها فاء من الفعل، وذلك أن وزن أتى من الفعل «فعل» فالألف بحذاء الفاء. وتقول في المستقبل «يأتي» فتجدها ثابتة فيه. وكذلك «أكل وأمر وأبق» الألف فيهن أصلية لأنها فاء من الفعل، وذلك أن «أكل» على وزن «فعل» فالألف بحذاء الفاء.
وتقول في المستقبل «يأكل ويأمر ويأبق» فتجد الألف ثابتة في المستقبل.
وأما ألف الوصل فهي الألف في قوله: {اهدنا الصراط} [الفاتحة: 6] تستدل على أنها ألف وصل بسقوطها في الدرج، وذلك أنك تقول في الدرج: (نستعين اهدنا) فلا تجد ألفًا. فإن قال قائل: فما الضمة التي في النون في (نستعين)؟ فقل: هي علامة الرفع، وذلك أن الفعل المستقبل مرفوع بالحرف الذي في أوله في قول الكسائي فـ«نستعين» مرفوع بالنون التي في أوله، والضمة علامة الرفع. وتقول في المستقبل «يهدي» فتجد أوله مفتوحًا، فهذا يدلك على أن الألف في «اهدنا» ألف وصل. فإن قال قائل: لم أدخلتها في الابتداء وأسقطتها في الدرج فقل: وجدت الحرف الذي بعدها ساكنًا وهو الهاء في «اهدنا» والضاد في «اضرب» والعرب لا تبتدئ بساكن فأدخلت ألفًا يقع بها الابتداء، وحذفتها في الدرج لأن الذي بعدها اتصل لدي قبلها فلم تكن بي حاجة إلى إدخالها. وكذلك إن قال قائل: لم سميتها ألف وصل؟ فقل: لأني إذا وصلت الكلام قبل ما بعدها بما قبلها وسقطت من اللفظ. فإن قال: لم أثبتها في الخط وأسقطتها من اللفظ؟ فقل أثبتها في الخط لأن الكتاب وضع على السكوت على كل حرف، والابتداء بما بعده تثبت في الخط كما ثبتت إذا ابتدئ بها. فإن قال قائل: أي شيء تلقب ألف الوصل، أتلقبها ألفا أم همزة؟ فقل: اختلف النحويون في هذا، فقال الكسائي والفراء وسيبويه: في ألف وصل، والحجة لهم في هذا أن صورتها صورة الألف فلقيت ألفًا لهذا المعنى، وقال الأخفش: هي ألف ساكنة لا حركة لها كسرت في قوله: (اهدنا الصراط) وما أشبهه لسكونها وسكون الحرف الذي بعدها وقال: ضموها في قوله: {اقتلوا يوسف} [يوسف: 9] وفي قوله: {ادخلوا عليهم الباب} [المائدة: 23] لأنهم كرهوا أن يكسروها وبعدها التاء في قوله: (اقتلوا) مضمومة، والخاء في (ادخلوا) مضمومة فينتقلوا من كسر إلى ضم، فضموها بضم الذي بعدها. قال أبو بكر: وهذا غلط لأنها إذا كانت عنده ساكنة لا حركة لها فمحال أن يدخلها الابتداء لأن العرب لا تبتدئ بساكن، فلا يجوز أن يدخل الابتداء حرفًا ينوي به السكون. وقال قطرب في ألف {اهدنا الصراط} و{اضرب بعصاك} [الأعراف: 160]. وما أشبهها هي همة كثرت فتركت. قال أبو بكر: وهذا غلط أيضًا لأن الهمزة إذا كانت في أول حرف ثم وصلت بشيء قبلها كان مهموزة في الوصل كما تهمز في الابتداء، من ذلك قوله تعالى: {وأخذتم على ذلكم إصري} [آل عمران: 81] فالهمزة في (إصري) ثابتة في الابتداء والوصل، فيجب عليه أن يهمز ألف (اهدنا) في الوصل والابتداء إن كانت عنده همزة، فإن قال قائل: لم كسرت الألف في (اهدنا)؟ فقل: لأنها مبنية على ثالث المستقبل وهو الدال في «يهدي». فإن قال: لم بنيتها على الثالث ولم تبنها على الأول ولا على الثاني ولا على الرابع؟ فقل: لأن الأول زائد، والزائد لا يبني عليه،
والثاني ساكن، والساكن لا يبتدأ به، والرابع لا يثبت على إعراب واحد لأنه يكون في الرفع مضمومًا وفي النصب مفتوحًا وفي الجزم ساكنًا. وذلك أنك تقول في الرفع: أنت تضرب، فتضم الباء، وتقول في النصب أنت لن تضرب فتفتح الباء. وتقول في الجزم: أنت لم تضرب، فتسكن الباء، فلما يثبت الرابع على إعراب واحد لم تبن الألف عليه وبنيت على الثالث إذ كان إعرابه لا يتغير. وكذلك تبتدئ بالكسر قوله: {فقلنا اضربوه ببعضها} [البقرة: 72] {اضربوه}، {أن اضرب بعصاك الحجر} [الشعراء: 63] (اضرب)، {بالذي هو خير اهبطوا مصرا} [البقرة: 61] (اهبطوا)، {ربنا اكشف عنا العذاب} [الدخان: 12] تبتدئ، (اكشف)، {ربنا اطمس على أموالهم} [يونس: 88] تبتدئ (اطمس) ومثل {اكشف عنا العذاب}، {اصرف عنا عذاب جهنم} [الفرقان: 65] {ابن لي صرحا} [غافر: 36]، {اقذفيه في اليم} [طه: 39] تبتدئ هذا وما أشبهه بالكسر لأن ثالث المستقبل مكسور. وذلك أنك تقول: ضرب يضرب، هبط يهبط، صرف يصرف بني يبني، طمس يطمس، فتجد الثالث مكسورًا.
وتبتدئ أيضًا بالكسر قوله: {استعينوا بالله واصبروا} [الأعراف: 128] {استعينوا بالصبر والصلاة} [البقرة: 153] وكذلك: {استحوذ عليهم الشيطان} [المجادلة: 19] وكذلك: {استكبروا} [الأعراف: 75] لأن الألف مبنية على عين الفعل وهي الباء في (يستكبر)، والواو في «يستحوذ» وذلك
أنك تقول: يستكبر ويستحوذ، فتجد الباء والواو مكسورتين وهما بحذاء العين في يستفعل، فكسرت الألف بناء على عين الفعل، فإن قال قائل: كيف جاز للألف في «استكبر»، و«استحوذ» أن تُبنى على الباء في «يستكبر» والواو في «يستحوذ» وهما خامستان؟ وال: قد زعمت أن الألف تُبنى على الثالث. فيقال له: الباء في يستكبر وإن كانت خامسة في اللفظ فهي ثانية في التقدير، وذلك أن أصول الحروف الفاء والعين واللام، وما سوى هؤلاء الثلاثة الأحرف فزائد لا يلتفت إليه، فلما قلنا: «يستكبر» و«يستحوذ» وجدنا وزنه من الفعل «يستفعل» فالكاف في «يستكبر» والحاء في «يستحوذ» بحذاء الفاء، والباء في «يستكبر» والواو في «يستحوذ» بحذاء العين، فعليهما يقع البناء، ولا يلتفت إلى السين والتاء لأنهما زائدتان. فكل ما أتاك من هذا الجنس فابن الألف فيه على عين الفعل ولا تلتفت إلى الزائد، من ذلك قوله تعالى: {اعتدوا منكم في السبت} [البقرة: 65] كسرت الألف بناء على عين الفعل وهي الدال في «يعتدي» ولم يلتفت إلى الياء لأنها زائدة. وكذلك {اقتربت الساعة} [القمر: 1] بكسر الألف بناء على العين وهي الراء في «اقترب». وكذلك {اقترب للناس حسابهم} [الأنبياء: 1] {انبعث أشقاها} [الشمس: 12] بكسر الألف بناء على العين وهي العين في «ينبعث» فإن قال قائل: على أي شيء تبني ألف في قوله: (واستعينوا) [البقرة: 45] قيل له: على العين وهي الواو المكسورة في الأصل، وذلك أن الأصل في «نستعين» نستعون، فاستثقلوا الكسرة في الواو فنقلوها إلى العين فصارت الواو ياء لانكسار ما قبلها، فالألف مبنية على الواو المكسورة التي صارت ياء. وكذلك {استكبارًا في الأرض} [فاطر: 43] تبتدئ الألف بالكسر بناء على العين وهي الباء في «يستكبر». وكذلك {فما اسطاعوا أن يظهروه} [الكهف: 97] تبتدئ (اسطاعوا) بكسر الألف بناء على العين وهي الواو المكسورة في الأصل، وذلك أن الأصل في المستقبل «يستطوع» فاستثقلوا الكسرة في الواو فنقلوها إلى الطاء فصارت الواو ياء الانكسار ما قبلها وحذفوا التاء من «يستطيع» كما حذفوها من «استطاع»، قال الحطيئة:
والشعر لا يسطيعه من يظلمه = يريد أن يعربه فيعجمه
فكسرت الألف في «استطاعوا» بناء على الواو المكسورة التي صارت ياء. وكذلك: {استغفروا ربكم} [هود: 3] تُبنى الألف على الفاء في يستغفر وكذلك: {إذا السماء انفطرت} [الانفطار: 1] تبتدئ (انفطرت) بالكسر لأن الألف مبنية على العين وهي الطاء في تنفطر. وكذلك: {إذا السماء انشقت} [الانشقاق: 1] تبتدئ (انشقت) بالكسر. وتبتدئ أيضًا بالكسر: {اقضوا إلي ولا تنظرون} [يونس: 71] وكذلك: {وقال الملك ائتوني به} [يوسف: 50] تبتدئ {ائتوني به}. {ثم ائتوا صفا} [طه: 64] (ائتوا صفا) بكسر الألف لأنها مبنية على العين وهي التاء في «يأتي» والضاد في «يقضي» فإن قال [قائل] لم ابتدأتها بالكسر والضاد مضمومة في (اقضوا) وهي الثالث. والتاء مضمومة في
(ائتوا) وهي الثالث؟ قيل له: الأصل في التاء الكسر، والدليل على ذلك أنا نقول للرجل: أنت يا رجل، اقضي يا رجل، ونقول للاثنين ائتيا يا رجلان، اقضيا يا رجلان، فتجد التاء والضاد مكسورتين في فعل الواحد والاثنين فبنينا الألف عليها، وكان الأصل في الجمع «ائتيوا اقضيوا» فاستثقلوا الضمة في الياء فنقلوها إلى التاء والضاد وأسقطوا الياء لسكونها وسكون واو الجمع. فإن قال: فلم ابتدأت الألف في (انشقت) بالكسر ونحن نقول في المستقبل «تنشق» فلا تجد فيه حرفًا مكسورًا؟ قيل له: كان الأصل في «تنشق» تنشقق، على وزن تنفعل، فاستثقلوا الجمع بين قافين متحركتين لأن العرب لا تجمع بين حرفين متحركين من جنس واحد فأسقطوا حركة القاف الأولى وأدغموها في القاف الثانية فصارتا قافًا مشددة. وكان الأصل في قولهم: ايت يا رجل إات يا رجل إاتوا يا رجال، فجعلوا الهمزة الساكنة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، وذلك أن العرب تجعل الهمزة ياء إذا انكسر ما قبلها وكانت ساكنة، ويجعلونها ألفًا إذا سكنت وانفتح ما قبلها ويجعلونها واوًا إذا سكنت وانضم ما قبلها. فأما الهمزة التي سكنت وانكسر ما قبلها فقولك: الذيب، كان الأصل فيه: الذئب فأبدلوا من الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، وإنما حكمنا على الذئب بالهمز لأنه مأخوذ من تذآب الريح وهو مجيئها من كله وجه قال ذو الرمة:
نبات يشئزه ثأد ويسهره = تذؤب الريح والوسواس والهضب
فمعنى «يشئزه» يشخصه ويقلقه، والثأد الندى، وتذؤب الريح تجيئها من كل وجه، والهضب الدفعات من المطر، وقال ذو الرمة أيضًا:
غدا كأن به جنا تذاءبه = من كل أقطاره يخشى ويرتقب
فمعناه: كأنه به جنا تأخذه من كل وجه.
وأما الهمزة التي جعلت ألفا لانفتاح ما قبلها فقوله: {آمن الرسول} [البقرة: 285] كان الأصل فيه «أأمن الرسول» فجعلوا الهمزة الساكنة ألفًا لانفتاح ما قبلها، وذلك أنها إذا سكنت ضعفت فتغلب الحركة عليها. وكذلك: {يا بني آدم} [الأعراف: 26] كان الأصل فيه «أأدم» فجعلوا الهمزة الساكنة ألفًا لانفتاح ما قبلها.
وأما الهمزة التي سكنت وانضم ما قبلها فقولك «هو يومن» كان الأصل فيه «يؤمن» فجعلت الهمزة الساكنة واوًا لانضمام ما قبلها.
فإن قال قائل: إذا قلنا في الدرج (لقاءنا ائت) [يونس: 15] فما هذه الهمزة؟ قيل له: هذه الهمزة هي الساكنة التي في
«إلت» وهي عين الفعل وألف الوصل ساقطة. وقد أجاز الكسائي أن تثبت الهمزتين في الابتداء، فأجاز للمبتديء أن يقول: {إئت بقرآن} [يونس: 15] بهمزتين أخبرنا بها إدريس عن خلف عن الكسائي. قلت: وهذا قبيح لأن العرب لا تجمع بين همزتين، الثانية منهما ساكنة، ومع هذا فإن أبا العباس حدثنا عن سلمة بن عاصم عن الفراء أنه قال العرب لا تنطق بهمزة ساكنة إلا بنو تميم فإنهم يهمزون الذئب والكأس والرأس وقوله عز وجل: {فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا} [المزمل: 19] هذه الهمزة هي همزة وألف «اتخذ» ساقطة لأنها ألف وصل، وكان الأصل في «شاء» «شيأ» فجعلوا الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها. وكذلك: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت} [فصلت: 39] هذه الهمزة همزة الماء، وألف «اهتزت» ساقطة لأنها ألف وصل، وكان الأصل فيه «فإذا أنزلنا عليها الموه» فجعلوا الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وأبدلوا من الهاء همزة لقرب مخرجها منها وذلك أن أقصى مخارج الحلق للهاء والهمزة. وقوله عز وجل: {إذا شاء أنشره} [عس: 22] قرأ أبو عمرو: (ثم إذا شا أنشره) بهمزة واحدة، والهمزة الثانية في قراءة أبي عمرو همزة «أنشره» وهمزة «شاء» ساقطة اكتفاءً بالهمزة الثانية منها. وإنما ثبتت الألف في «أنشره» لأنها ألف قطع، والدليل على هذا أنك تقول: أنشر ينشر، فتجد أول المستقبل مضمومًا، وسنبين ألف القطع بعد هذا إن شاء الله.
وإذا كان ثالث المستقبل مضمومًا ضممت الألف في الابتداء كقوله: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} [البقرة: 21] تبتدئ: اعبدوا، بالضم لأنها مبنية على ثالث المستقبل وهو الباء في «يعبد» وكذلك: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله} [الأحزاب: 41] تبتدئ: اُذكروا، بالضم بناء على الثالث وهو الكاف في «يذكر»، وكذلك: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا} [البقرة: 34] تبتدئ اُسجدوا. وكذلك: {ادخلوا عليهم الباب} [المائدة: 23] {ادع لنا ربك} [البقرة: 69] {اقتلوا يوسف} [يوسف: 9] {انقص منه قليلا} [المزمل: 3] {اسكن أنت وزوجك} [البقرة: 35] {اشكر لي ولوالديك} [لقمان: 14] {احشروا الذين ظلموا} [الصافات: 22]
{انظر أنى يؤفكون} [المائدة: 75] {اركض برجلك} [ص: 42] {اخلفني في قومي} [الأعراف: 142] {ادخلي الصرح} [النمل: 44] {ادخلوا الأرض المقدسة} [المائدة: 21]، {انصرني بما كذبون} [المؤمنون: 26] {انفخوا حتى إذا جعله نارا} [الكهف: 96]
وقوله جل ثناؤه: {ألا يسجدوا} [النمل: 25] اختلف القراء فيها، فكان نافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة يقرؤن: (ألا يسجدوا) بتثقيل «ألا». وكان أبو عبد الرحمن السلمي والحسن وأبو جعفر وحميد والكسائي يقرؤون: (ألا يا اسجدوا) بتخفيف «ألا». فمن قرأ (ألا يسجدوا) بتثقيل «ألا» وقف «ألا». فمن قرأ (ألا يسجدوا) بتثقيل «ألا» وقف «ألا» وابتدأ: (يسجدوا). ومن قرأ «ألا» بالتخفيف وقف «ألا يا» وابتدأ: (اسجدوا) بالضم لأن الألف مبنية على الثالث وهو الجيم في «يسجدوا» ومعنى هذه القراءة: «ألا يا هؤلاء اسجدوا» فحذفوا هؤلاء وأبقوا
«يا» كما قال المرقش:
ألا يا اسلمي لا صرم لي اليوم فاطما = ولا أبدًا ما دام وصلك دائما
وقال الأخطل:
ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر = وإن كان حيانا عدى آخر الدهر
وقال الآخر: أنشدني المفضل: قال أبو بكر: وأنشدناه
أبو العباس:
ألا يا اسلمي قبل الفراق ظعينا = تحية من أمسى إليك حزينا
تحية من لا قاطع حبل واصل = ولا صارم قبل الفراق قرينا
وقال العجاج:
يا دار سلمي يا اسلمي ثم اسلمي = بسمسم أو عن يمين سمسم
وقال ذو الرمة:
ألا يا اسلمي يا دارمي على البلى = ولا ال منهلا بجرعانك القطر
وقال الكميت:
ألا يا اسلمي يا ترب أسماء من ترب = ألا يا اسلمي حييت عني وعن صحبي
أراد في جميع هذه الأبيات: ألا يا هذه اسلمي: فحذف
«هذه» وترك «يا». وقال الآخر:
يا لعنة الله والأقوام كلهم = والصالحين على سمعان من جار
أراد: يا هؤلاء لعنة الله، فحذف «هؤلاء». وأنشد الفراء:
وقالت ألا يا اسمع نعظك بخطة = فقلت: سميعا فانطقي وأصيبي
أراد: وقالت ألا يا هذا، فحذف «هذا»، وأنشد الفراء أيضًا:
يا قاتل الله صبيانا تجيء بهم = أم الهنيبر من زيند لها وارى
أراد: يا هؤلاء قاتل الله، وقال أبو نخيلة:
أمسلم يا اسمع يا ابن كل خليفة = ويا سائس الدنيا ويا جبل الأرض
أراد: يا هذا اسمع، فحذف «هذا».
قال أبو بكر: فإن قال قائل لم حذفوا ألف «يا» من المصحف في قوله: (ألا يا اسجدوا)؟ قيل له: العرب تحذف ألف «يا» من الكتاب. من ذلك أنهم كتبوا {يقوم اعبدوا} [الأعراف: 59] بحذف الألف وإنما جاز حذف الألف من «يا» لأن «يا» تدعي بها الأسماء ولا تدعي بها الأفعال، فحذفوا الألف لكثرة الاستعمال.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: الاختيار (ألا) بالتشديد لأنها في بعض التفسير: وزين لهم الشيطان ألا يسجدوا. قال:
والتخفيف وجه حسن، إلا أن فيه انقطاع الخبر الذي كان من أمر سبأ وقومها ثم يرجع بعد إلى ذكرهم. قال: والقراءة الأولى خبر يتبع بعضه بعضا لا انقطاع في وسطه.
وقال الفراء: الاختيار التخفيف لأنها سجدة أمرنا بها ولو كانت القراءة بالتثقيل لم يكن فيه أمر بسجود لأن المعنى: وزين لهم الشيطان ألا يسجدوا. فهذا خبر عن أولئك وليس فيه دليل على الأمر بالسجود. وهي في قراءة عبد الله: (هلا تسجدوا) بالتاء. وفي قراءة أبي: (ألا تسجدون لله الذي يعلم سركم وما تعلنون). فهذا يدل على التخفيف لأن قولك: «ألا تقوم» بمنزلة قولك: «قم». وقال الفراء: حدثنا الكسائي عن عيسى بن عمر قال: ما كنت أسمع المشيخة يقرؤونها إلا بالتخفيف على نية الأمر. وحكى الفراء عن العرب: ألا يا ارحمونا، ألا يا تصدقوا علينا، بمعنى: ألا يا هؤلاء افعلوا هذا.
وقوله تعالى: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا} [المجادلة: 11] اختلف القراء فيها، فكان ابن كثير والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤونها: (وإذا قيل انشزوا فانشزوا) بكسر الشين. فمن قرأ بهذه القراءة ابتدأ: (انشزوا) بكسر الألف لأنها مبنية على الثالث، وهو الشين في «ينشز». وكان أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم يقرؤونها: (انشزوا فانشزوا) بضم الشين. فمن قرأ بهذه القراءة ابتدأ: (انشزوا) بالضم لأن الألف مبنية على الثالث وهو الشين في «ينشز». وإذا كان ثالث المستقبل مفتوحا ابتدأت الألف بالكسر كقوله: {اذهب أنت وربك} [المائدة: 24] كسرت الألف لأن الثالث مفتوح وهو الهاء في «يذهب». وكذلك: {أن اصنع الفلك} [المؤمنون: 27] تبتدئ (اصنع) بكسر الألف
لأنها مبنية على الكسر لفتح الثالث، وذلك أنك تقول: «يصنع» فتجد النون مفتوحة. وكذلك: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} [الأعراف: 89] تبتدئ (افتح) بكسر الألف لأن الثالث مفتوح، وهو التاء في «يفتح». وكذلك: {اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها} [هود: 41] كسرت الألف لأن الثالث مفتوح وهو الكاف في «يركب». وكذلك {ائذن لي ولا تفتني} [التوبة: 49]، {اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا} [الفرقان: 36]، {اذهبوا بقيمصي هذا} [يوسف: 93]، {اجعل على كل جبل منهن جزءا} [البقرة: 260]، {اجعلني على خزائن الأرض} [يوسف: 55]، {اعملوا على مكانتكم} [الأنعام: 135]، {يا أرض ابلعي ماءك} [هود: 44] بالكسر لأن الثالث مفتوح وهو اللام في «يبلع»، والماضي «بلع» بكسر اللام. وكذلك: {اقرأ باسم ربك} [العلق: 1] تبتدئ (اقرأ) بالكسر لأن الثالث مفتوح وهو الراء في «يقرأ».
فإن قال قائل: هلا فتحت اللام إذا كان الثالث مفتوحًا كما تكسرها إذا كان الثالث مكسورًا وتضمها إذا كان الثالث مضمومًا؟ فقل: كرهت أن أفتحها فيلتبس الأمر بالخبر، وذلك أني لو قلت في الأمر: اذهب يا رجل، أصنع يا رجل، لالتبس بقولي في الخبر: أنا أذهب، أنا أصنع، فكسرناها لما بطل فيها الفتح لأن الكسر أخو الفتح، وذلك أن الحركات ثلاث: فتحة وكسرة وضمة. فالفتحة أخف الحركات ثم الكسرة تليها. والضمة أثقل الحركات، فحركت الألف بالكسر لما كانت الكسرة تقرب من الفتحة، وتبتدئ أيضًا بالكسر قوله: {اثاقلتم إلى الأرض} [التوبة: 38] {اداركوا فيها جميعا} [الأعراف: 28] لأن عين الفعل مفتوحة وهي القاف في «يثاقل» والراء في «يدارك». وذلك أن وزن يثاقل ويدارك يتفاعل، فالقاف في يثاقل بحذاء العين، والراء في يدارك بحذاء العين. وكذلك: {قالوا اطيرنا بك وبمن معك} [النمل: 47] تبتدئ: (اطيرنا) بكسر الألف لأن عين الفعل مفتوحة وهي الياء في «يطير» ومثله: {بل ادارك علمهم في الآخرة} [النمل: 66] تبتدئ (ادارك) بكسر الألف لأن عين الفعل مفتوحة وهي الراء في «يدارك». وكان الأصل في هذا «حتى إذا تداركوا» فأدغموا التاء في الدال، فصارت دالاً ساكنة، فلم يصلح الابتداء بساكن فأدخلوا ألفًا يقع بها الابتداء. وكذلك (قالوا اطيرنا) كان الأصل فيه: «قالوا تطيرنا» (في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض) كان الأصل فيه «تثاقلتم» (بل ادارك) كان الأصل فيه «تدارك».
128- حدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن هارون قال: في حرف أبي بن كعب: (أم تدارك علمهم) وقال الفراء: أنشدني الكسائي:
تولي الضجيع إذا ما استاقها خصرا = عذب المذاق إذا ما اتابع القبل
أرادك إذا ما تتابع القبل، فأدغم التاء الأولى في الثانية فسكنت فلم يصلح الابتداء بساكن فأدخل ألفًا يقع الابتداء بها.
وقال الفراء: روي عن بعض القراء أنه كان يقرأ: (قالوا اطيرنا بك)، (حتى إذا اداركوا فيها جميعا) بالجمع بين ساكنين، والحجة له في هذا أن الطاء والدال الأوليين أصلهما الحركة، وذلك أن الأصل فيهما: «قالوا تطيرنا، حتى إذا تداركوا» فلما كان أصلهما الحركة لم يعاملا معاملة الساكن الحقيقي السكون.
وتبتدئ ألف القطع بالفتح كقوله تعالى: {ربنا أفرغ علينا صبرا} [البقرة: 250] تبتدئ: (أفرغ) بالفتح لأن الألف فيه ألف قطع، والدليل على هذا أنك تقول: «أفرغ يفرع» فتجد أول المستقبل مضمومًا. وكذلك: {أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق} [الإسراء: 80] والدليل على أنها ألف قطع أنك تقول: «أدخل يدخل»، «وأخرج يخرج» فتجد أول المستقبل مضمومًا. وكذلك:
{يا سماء أقلعي} [هود: 44] تبتبديء: (أقلعي) بالقطع والفتح لأنك تقول: «أقلع يقلع» وكذلك: {أنزل علينا مائدة من السماء} [المائدة: 114] {أسمع بهم وأبصر} [مريم: 38] {أمسك عليك زوجك} [الأحزاب: 37]، {ألهاكم التكاثر} [التكاثر: 1] هؤلاء ألفات القطع لأنك تقول «أنزل ينزل وأسمع يُسمع، وأبصر يُبصر، وألهى يُلهي». وكذلك: {قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} [غافر: 11] (أكرمن) و(أهانن) [الفجر: 15ن 16]، {أنعمت عليهم} [الفاتحة: 7] هؤلاء ألفات القطع أيضًا لأنك تقول أحيا يحيي، أمات يُميت، أكرم يُكرم، أهان يُهين، أنعم يُنعم.
وكان أبو جعفر محمد بن سعدان وغيره يقولون: هؤلاء ألفات أصل. قال أبو بكر: وهذا غلط لأن أصول الأسماء والأفعال ثلاثة: فاء وعين ولام. وكل ما زاد على هؤلاء الثلاثة فهو زائد ليس بأصلي. فإذا قلنا: أفرغ وأكرم،
فوزنه من الفعل «أفعل» فالألف ليست فاء ولا عينًا ولا لامصا. ولا ينبغي أن تسمى أصلية. وتبتدئ {رب أرني} [الأعراف: 142] بالفتح (أرني) لأنها ألف قطع، والدليل على ذلك أنك تقول: «أرى يُري» فتجد أول المستقبل مضمومًا.
وقوله عز وجل {ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون} [غافر: 46] اختلف القراء فيه فكان أبو جعفر وشيبة ونافع ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي يقرؤونها: (أدخلوا) بفتح الألف في الوصل والابتداء، فمن قرأ بهذه القراءة ابتدأ: (أدخلوا) بفتح الألف لأنها ألف قطع، الدليل على هذا أنك تقول: «أدخل يُدخل» فتجد أول المستقبل مضمومًا، وتنصب
(آل فرعون) بوقوع الفعل عليهم، كما تقول «أدخل زيدًا الدار». وكان عاصم وأبو عمرو يقرآن: (ويوم تقوم الساعة ادخلوا) بحذف الألف في الوصل، فمن قرأ بهذه القراءة ابتدأ: (ادخلوا) بضم الألف بناء على ثالث المستقبل، وهو الخاء في «يدخل» وتنصب (آل فرعون) على النداء كأنك قلت: «ادخلوا يا آل فرعون».
واعلم أن ألف القطع إذا كانت في المصادر ابتدئت بالكسر كقوله {ويخرجكم إخراجا} [نوح: 18] الألف في «إخراج» ألف قطع لأنك تقول: «أخرج يخرج» فتجد أول المستقبل مضمومًا. وكذلك: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} [الحج: 25] الألف في «إلحاد» ألف قطع لأنك تقول: «ألحد يلحد» فتجد أول المستقبل مضمومًا.
فإن قال قائل: لم صارت ألف القطع مكسورة في المصدر؟ فقل: كرهوا أن يفتحوها فيلتبس المصدر بالجمع وذلك أنهم لو قالوا في المصدر: «أخراج وألحاد» لالتبس الجمع كقولك «أبيات وأثواب وأجمال». والدليل على هذا أيضًا أنهم لو ابتدؤوا [فقالوا]: «أخراج» لالتبس بجمع «خرج» فكسروا الألف ليفرقوا بين المصدر والجمع.
وأما ألف المخبر عن نفسه فإنك تعرفها بأن يحسن بعد الفعل الذي هي فيه «أنا» ويكون الفعل مستقبلاً كقوله تعالى: {قل هذه سبيل أدعو إلى الله على بصيرة} [يوسف: 108] هذه ألف المخبر عن نفسه لأنك تقول: «أدعو أنا غدا» فتجد الفعل يحسن بعده «أنا» وهو مستقبل. وكذلك: {رب أرني أنظر إليك} [الأعراف: 143] الألف في (أنظر) ألف المخبر عن نفسه لأنك تقول: «أنظر أنا غدا» فتجده يحسن بعده «أنا» وهو مستقبل. وكذلك {آتوني أفرغ عليه قطرا} [الكهف: 96] الألف في (أفرغ) ألف المخبر عن نفسه لأنك تقول «أفرغ أنا غدا».
فإن قال [قائل]: فلم فتحت الألف في قوله: (أدعو إلى الله) وضمتها في (أفرغ) وكلتاهما ألف المخبر عن نفسه؟ فقل: إذا كان الماضي على أقل من أربعة أحرف أو أكثر من أربعة أحرف، فألف المخبر [عن نفسه] مفتوحة، وإذا كان الماضي على أربعة أحرف فألف المخبر مضمومة. فالذي تفتح فيه الألف لأن الماضي على أقل من أربعة [أحرف] قوله: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} [الأنعام: 151] الألف في (أتل) ألف المخبر عن نفسه لأنك تقول: «أتلو أنا غدا» وفتحتها لأن الماضي «تلا» فهو أقل من أربعة [أحرف]. وكذل: {فاذكروني أذكركم} [البقرة: 152] الألف في «أذكر» ألف المخبر عن نفسه لأنك تقول: «أذكر أنا غدا». وفتحتها لأن الماضي «ذكر». فهو أقل من أربعة [أحرف]. وكذلك: {وأن أتلو القرآن} [النمل: 92] الألف في (أتلو) ألف المخبر عن نفسه. وكذلك: {أجعل بينكم وبينهم ردما} [الكهف: 95]، {حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي} [الكهف: 60]
والذي تفتح فيه ألف المخبر عن نفسه لأن الماضي أكثر من أربعة [أحرف] قوله عز وجل: {استخلصه لنفسي} [يوسف: 54] فتحت الألف لأن الماضي «استخلص» وهو أكثر من أربعة أحرف. وكذلك: {أستجب لكم إن الذين يستكبرون} [غافر: 60] فتحت الألف لأن الماضي «استجاب» فهو أكثر من أربعة.
والذي تضم فيه ألف المخبر عن نفسه لأن الماضي على أربعة [أحرف] قوله: {أفرغ عليه قطرا} [الكهف: 96] ألا ترى أنك تقول في الماضي «أفرغ» فتجده على أربعة أحرف.
129- وقوله: {قال أعلم أن الله على كل شيء قدير} [البقرة: 259] اختلف القراء فيه فحدثني أبي قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن هارون قال: في قراءة عبد الله: (قيل اعلم أن الله) على وجه الأمر، وبالجزم قرأ حمزة والكسائي. فمن قرأ بهذه القراءة ابتدأ: (اعلم) بكسر الألف لأنها ألف وصل كسرت لأن ثالث المستقبل مفتوح وهو اللام في «يعلم».وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأبو عمرو: (قال أعلم) بفتح الألف وقطعها لأنها ألف المخبر عن نفسه.
وذلك أنك تقول: «أعلم أنا غدا» فتجد الفعل يحسن بعده «أنا» وهو مستقبل وتقول في الماضي «علم» فتجده على أقل أربعة. فهذا يدلك على فتحها، وألف المخبر عن نفسه في ما لم يسم فاعله لا تكون إلا مضمومة قلت حروف الماضي أو كثرت كقولك: «أكرم، وأضرب، واستخلص».
وقوله تعالى {قال أتوني} [الكهف: 96] اختلف الفراء فيه. فكان أبو جعفر وشيبة ونافع وأبو عمرو والكسائي يقرؤون: (آتوني) بالمد، على معنى أعطوني، فعلى هذا المذهب تبتدئ (آتوني) بالمد لأنها ألف قطع، الدليل على ذلك أنك تقول «آتي يؤتي» فتجد أول المستقبل مضمومًا.
وكان عاصم والأعمش وحمزة يقرؤون: (قال ائتوني) بلا مد. ففي هذا وجهان: أحدهما أن يكون من «المجيء» فتبتدئ: «ايتوني» بكسر الألف لأنها ألف وصل مبنية على ثالث المستقبل وهو التاء في «يأتي» فيكون المعنى: «ايتوني بقطر»، أي: جيئوني به، فتسقط الباء من «القطر» كما تقول: «تعلقت الخطام» بمعنى: تعلقت بالخطام، أنشد الفراء قال: أنشدني الكسائي:
تعلقت هندا ناشئا ذات مئزر = وأنت قد فارقت لم تدر ما الحلم
أراد: تعلقت بهند فأسقط الباء، وأنشد الفراء:
نغالي اللحم للأضياف نيئا = ونرخصه إذا نضج القدور
أراد: نغالي باللحم فأسقط الباء. وقال الله جل وعلا، وهو أدق قليلا، {وإذا كالوهم أو وزنوهم} [المطففين: 3] فمعناه: وإذا كالوا لهم أو وزنوا لهم، فأسقط اللام، وقال أسراء: أنشدني القاسم، يعني ابن معن:
قالت حذام فأنصتوها = فإن القول ما قالت حذام
أراد: فأنصتوا لها، فحذف اللام. قال الفراء: وأنشدني المفضل
إن كنت أزمعت الفراق فإنما = زمت ركابكم بليل مظلم
أراد: إن كنت أزمعت على الفراق، فحذف «على».
وأنشد الفراء أيضًا:
وأيقنت التفرق يوم قالوا = تقسم مال أربد بالسهام
أراد: بالتفرق فحذف الباء. وقال الفراء: أنشدني أبو الجراح:
لقد طرقت رحال القوم ليلى = فأبعد دار مرتحل مزارا
أراد: فأبعد بدار مرتحل، فحذف الباء. والحجة الأخرى لمن قرأ: (قال أتوني) بالقصر أن يكون أراد «قال آتوني» بالمد فترك الهمزة الأولى فرجعت الهمزة الثانية. فعلى هذا يكون المعنى: أعطوني قطرًا. ويكون الابتداء: (آتوني) بالمد، على مذهب القراءة الأولى.
وألف الاستفهام التي تعرف بمجيء «أم» بعدها. قوله تعالى: {أفترى على الله كذبا أم به جنة} [سبأ: 8] هذه ألف الاستفهام، الدليل على ذلك مجيء «أم» بعدها. وكذلك: {أصطفى البنات على البنين} [الصافات: 153] هذه ألف
الاستفهام، الدليل على ذلك قوله: {أم لكم سلطان مبين} [الصافات: 156]
وكذلك: «{اتخذتم عند الله عهدا} [البقرة: 80] الألف ألف استفهام، الدليل على ذلك: {أم تقولون على الله ما لا تعلمون} [البقرة: 80] وكذلك: {أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم} [المنافقون: 6] وكذلك: {أستكبرت أم كنت من العالين} [ص: 75] وكان الأصل في هذا «أاستكبرت، أافترى على الله، أاصطفى البنات على البنين، أاستغفرت» فحذف الألف الثانية لأنها ألف وصل.
فإن قال قائل: هلا أتوا بمدة بعد الألف فقالوا: «آفترى، آصطفى» كما قالا: {آلله خير} [النمل: 59]، {الذكرين حرم أم الأنثيين} [الأنعام: 143]، {الآن وقد عصيت قبل} [يونس: 91]؟ فيقال له: كان الأصل في هذا: «أألذكرين،
أله خير، أالآن، فأبدلوا من الألف الثانية مدة ليفرقوا بين الاستفهام والخبر، وذلك أنهم لو قالوا: الله خير بلا مد لالتبس الاستفهام بالخبر». أنشد الفراء:
آلحق أن دار الرباب تباعدت = أو انبت حبل أن قلبك طائر
ولم يحتاجوا إلى هذه المدة في قوله: {افترى على الله} [سبأ: 8] لأن ألف الاستفهام مفتوحة، وألف الخبر مكسورة، وذلك أنك تقول في الاستفهام: «أفترى، أصطفى، أستغفرت» بفتح الألف. وتقول في الخبر: «اصطفى، افترى، استغفرت» فجعلوا الفرق بالفتح والكسر، ولم يحتاجوا إلى فرق آخر.
وقوله: {من الأشرار. أتخذناهم} [ص: 62، 63]
اختلف القراء فيه، فكان ابن كثير والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤونها: (من الأشرار اتخذناهم) بإذهاب الألف في الوصل. فعلى هذا المذهب تبتدئ: (اتخذناهم) بكسر الألف لأنها مبنية على عين الفعل وهي الخاء في «يتخذ».
فإن قال قائل: إذا كانت الألف في (اتخذناهم) ألف وصل على أي شيء ترد «أم»؟ فقل: في هذا وجهان: أحدهما أن تكون «أم» مردودة على قوله: {ما لنا لا نرى رجالا} [ص: 62]. والوجه الآخر أن تكون «أم» نفسها هي الاستفهام، ولا تكون مردودة على شيء، لأن العرب فرقت بين الاستفهام الذي سبقه كلام وبين الاستفهام الذي لم يسبقه كلام، فجعلوا للاستفهام المبتدأ: هل والألف وما أشبه ذلك. وجعلوا للاستفهام المتوسط «أم» ليفرقوا بين الاستفهام المتقدم والمتوسط الدليل على هذا قوله تعالى: {الم. تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. أم يقولون افتراه} [السجدة: 1، 3]. أتى بـ«أم» ولم يسبقها استفهام لما وصفناه، ومن ذلك قول امرئ القيس:
تروح من الحي أم تبتكر = وماذا يضيرك لو تنتظر
أتى بـ«أم» ولم يسبقها استفهام، فجعلها هي الاستفهام ليفرق بين المتقدم والمتوسط، وكذلك قول الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط = غلس الظلام من الرباب خيالا
قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وابن عامر الشامي وعاصم: (أتخذناهم) بقطع الألف. فمن قرأ بهذه القراءة ابتدأ: (أتخذناهم) بفتح الألف لأنها ألف الاستفهام وتكون «أم» مردودة عليها، والموضع الذي تعرفها فيه تحسُن «هل» في موضعها قوله تعالى: {الم. أحسب الناس أن يتركوا} [العنكبوت: 1، 2] هذه ألف الاستفهام لأنك لو أتيت بـ«هل» لصلح أن تقول: «الم، حل حسب الناس».
وألف ما لم يسم فاعله التي في أول الفعل قوله: {وقد أخرجنا من ديارنا} [البقرة: 246] الألف في «أخرج» ما لم يسم فاعله، ووزن «أخرج» من الفعل .
«أفعل». وكذلك: {أخرجوا من ديارهم وأموالهم} [الحشر: 8].
وأما ألف «استفعل» فقوله: {استجيب له حجتهم داحضة} [الشورى: 16] وكذلك: {استحفظوا من كتاب الله} [المائدة: 44]، {استخلف الذين من قبلهم} [النور: 55]، {استحق عليهم الأوليان} [المائدة: 107] من قرأ: (استحق) ابتدأ بالضم لأنها ألف ما لم يسم فاعله، وهي ألف «استفعل». ومن قرأ: (من الذين استحق) بحذف الألف في الوصل ابتدأ: (استحق) بالكسر لأنها ألف وصل مبنية على عين الفعل وهي القاف المكسورة، وذلك أن الأصل في المستقبل «يستحق» فاستثقلوا الجمع بين حرفين متحركين من جنس واحد فأسقطوا كسرة القاف الأولى بنقلها إلى الحاء، وأدغموها في القاف الثانية فصارتا قافًا مشددة، ومثل هذه المسألة قوله: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت}
[الحج: 5] هذه الهمزة همزة الماء، وألف (اهتزت) ساقطة في الوصل. وإذا ابتدأت (اهتزت) ابتدأت بكسر الألف لأنها مبنية على عين الفعل وهي الزاي المكسورة، وذلك أن الأصل في المستقبل «يهتزز» فأسقطت كسرة الزاي الأولى وأدغمت في الزاي الثانية فصارتا زايا مشددة.
وأما ألف «افتعل» فقوله عز وجل: {ابتلي المؤمنون} [الأحزاب: 11] {اضطر غير باغ} [البقرة: 173] كان في الأصل فيه: «اضطر» فأسقطوا حركة الراء الأولى وأدغموها في الراء الثانية وكذلك: {اجتثت من فوق الأرض} [إبراهيم: 26] ألف (اجتثت) ألف «افتعل» كان الأصل فيها: «اجتثت» فأسقطت حركة التاء الأولى وأدغمت
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/198]
في التاء التي بعدها فصارتا تاء مشددة. وكذلك: {فليؤد الذي اؤتمن أمانته} [البقرة: 283] تبتدئ: (اؤتمن) لأنها ألف «افتعل» وكان الأصل فيه: «أأتمن» فجعلت الهمزة الساكنة واوًا لانضمام ما قبلها، وأجاز الكسائي أن يبتدأ: «أأتمن» بهمزتين.
وأما ألف «انفعل» فقولك في الكلام: «انقطع بالرجل». وقد تكون في سوى هؤلاء الأمثلة الأربعة في غير القرآن، فلم نذكره إشفاقًا من الإطالة.
فإن قال قائل: لم صارت ألف ما لم يسم فاعله مضمومة؟ فقل: لأن فعل ما لم يسم فاعله يقتضي اثنين: فاعلاً ومفعولاً. وذلك أنك إذا قلت: «ضرب وشتم» كان الفعل يدل على ضارب ومضروب وشاتم ومشتوم. فضموا أوله لتكون الضمة دالة على اثنين كما قالوا: زيد حيث عمرو. فأعطوا «حيث» الضمة في كل حال لأنها تدل على محلين. وذلك أنك إذا
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/199]
قلت: زيد حيث عمرو، فمعناه: زيد في مكان فيه عمرو. وما تضمنت معنى محلين أعطيت الضمة في كل حال. الدليل على قوله تعالى: {ومن حيث خرجت} [البقرة: 149] وقوله: {من حيث لا يعلمون} [الأعراف: 182] دخل الخافض على «حيث» ولم يزل عنها ضمها للعلة التي ذكرناها. وكذلك قالوا: «نحن قمنا» فجعلوا النون في «نحن» مضمومة في كل حال لأن «نحن» تتضمن معنى التثنية والجمع. وذلك أنك تقول «نحن قمنا» مخبرًا عنك وعن آخر قام معك. وتقول نحن قمنا مخبرًا عنك وعن جمع قاموا معك. فلما تضمن معنيين أعطي الضمة.
فكذلك فعل ما لم يُسم فاعله، لما تضمن معنى الفاعل والمفعول جعل أوله مضمومًا في كل حال. فإن قال قائل: لم صار يتضمن معنيين يعطي الضم؟ فقل لأنه يقوى فيُعطى أثقل الحركات. فإن قال لك قائل: زعمت أن ألف المخبر عن نفسه تعرف بأن يحسن «أنا» بعد الفعل وقد وجدنا الألف مكسورة في قوله: {اصطفيتك على الناس} [الأعراف: 144] و«أنا» يحسن بعده، لأنك تقول: اصطفيت أنا؟ فيقال له: إنما تعرف ألف المتكلم بأن يحسن بعد الفعل «أنا» ويكون الفعل مستقبلاً و«اصطفيتك» فعل ماض لا يصلح أن تقول فيه: اصطفيت غدا، فلما كان فعلاً ماضيًا بطل أن تكون الألف فيه ألف المخبر عن نفسه. والألف في «اصطفى» ألف وصل، وهي مكسورة لأنها مبنية على عين الفعل، وهي الفاء في «يصطفي» يُقاس على هذا كل ما يرد من ألفات الأفعال إن شاء الله
). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/151-201]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:46 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

ألفات أوائل الأسماء

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ):
(
اعلم أن ألفات الأسماء تنقسم على أربعة أقسام: ألف أصل وألف قطع وألف وصل وألف الاستفهام.
فألف الأصل تعرفها بمحنتين، بأن تجدها فاء من الفعل ثابتة في التصغير، من ذلك قوله تعالى: {وأخذتكم على ذلكم إصري} [آل عمران: 81] هذه ألف أصل لأن (إصري) مثاله من الفعل «فعلي» فالألف بحذاء الفاء، وتقول في تصغيره «أصير» - كما ترى – فتجد الألف ثابتة في الصغير.

واعلم أن ألف الأصل في الأسماء تكون مضمومة ومفتوحة ومكسورة، فالمضمومة قوله تعالى: {قل أذن خير لكم} [التوبة: 61] الألف في (أذن) أصلية، لأنك تقول في مثالها «فُعُل» فالألف بحذاء الفاء، وتقول في تصغيرها

«أذينة» فتجد الألف ثابتة في التصغير. وكذلك: {يا أخت هارون} [مريم: 28] الألف في (أخت) أصلية لأنها فاء من الفعل، وهي ثابتة في التصغير، ألا ترى أنك تقول في التصغير «أخية».
والمفتوحة قوله: {أعجلتم أمر ربكم} [الأعراف: 150] الألف في (أمر) أصلية لأنك تقول في مثاله «فعل» فتجد الألف بحذاء الفاء، وتقول في تصغيره «أمير» فتجد الألف ثابتة في التصغير. وكذلك: {ما كان أبوك امرأ سوء} [مريم: 28] الألف في «الأب» ألف أصل لأنك تقول في تصغيره «أبي» وتقول في مثاله «فعيل» فالألف بحذاء الفاء.
والمكسورة قوله: {وأخذتم على ذلكم إصري} [آل عمران: 81].
والابتداء فيها بمثل الوصل، إذا وجدتها مكسورة في الوصل كسرتها في الابتداء، وإذا وجدتها مضمومة في الوصل ضممتها في الابتداء، وإذا وجدتها مفتوحة في الوصل فتحتها في الابتداء.
وألف القطع في الأسماء على وجهين: أحدهما أن يكون في أوائل الأسماء المفردة. والوجه الآخر أن تكون في أوائل الجمع.
فالتي تكون في أول الأسماء المفردة تعرفها بثباتها في التصغير وبأن تمتحن الألف فلا تجدها فاء ولا عينا ولا لامًا، من ذلك قوله: {فتبارك الله أحسن الخالقين} [المؤمنون: 14] الألف في (أحسن) ألف قطع لأنك تقول في تصغيره «أحيسن»
فتجد الألف ثابتة في التصغير، وتقول في مثاله من الفعل «أفعل» فتجد الألف ليست فاء ولا عينًا ولا لامًا. وكذلك: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها} [النساء: 86] الألف في «أحسن» ألف قطع لما ذكرنا.
فإن قال لك قائل: قد زعمت أن ألف الأصل تعرف بثباتها في التصغير، وزعمت أيضًا أن ألف القطع تعرف بثباتها في التصغير، فما الفرق بينهما؟ فقل: الفرق بينهما أن ألف الأصل فاء من الفعل وألف القطع ليست فاء ولا عينًا ولا لامًا.
وألف القطع في الجمع تعرفها بأن تجد الألف واللام يحسن
دخولهما عليها وتمتحنها فلا تجدها فاءً ولا عينًا ولا لامًا كقوله تعالى: {وحمر مختلف ألوانها} [فاطر: 27] الألف في (ألوان) ألف قطع لأنك تدخل عليها الألف واللام فتقول «الألوان» ومثالها من الفعل «أفعال»، فالألف ليست فاءً ولا عينًا ولا لامًا. وكذلك: {فأخرجنا به أزواجًا} [طه: 53] الألف في «أزواج» ألف قطع لأنك تدخل عليها الألف واللام فتقول: «الأزواج» و«أزواج» مثاله من الفعل «أفعال» فالألف ليست فاء. وكذلك: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب} [النحل: 116] الألف في «الألسنة» ألف قطع لأنك تدخل عليها الألف واللام فتقول: «الألسنة» وليست فاء من الفعل.
وألف الاستفهام مع الأسماء تمتحن بمثل ما امتحنت به
مع الأفعال.
وألفات الوصل في الأسماء تسعة: ألف ابن وابنة اثنين واثنين واثنتين وامريء وامرأة واسم واست. فهؤلاء الثمانية تكسر الألف في الابتداء فيهن وتحذف في الوصل. والتاسعة التي تدخل مع اللام للتعريف، وهي مفتوحة في الابتداء ساقطة في الوصل.
فأما الثمانية فإنك تعرفهن بالتصغير إذا وجدت الألف ثابتة في التكبير ساقطة من التصغير علمت أنها زائدة، من ذلك قوله: {يا عيسى ابن مريم} [المائدة: 116] إذا وقفت على (عيسى) ابتدأت (ابن مريم) بكسر الألف لأنها ألف وصل. الدليل على ذلك أنها لا تثبت في التصغير. وذلك أنك تقول في التصغير «بُني» كما ترى. وكذلك: {إن ابني من أهلي} [هود: 45]
إذا اضطررت إلى الوقف على (إن) ابتدأت (ابني) بكسر الألف لما ذكرنا. وكذلك: {ومريم ابنت عمران} [التحريم: 12] تبتدئ (ابنة) بكسر الألف لأنها ألف وصل، الدليل على ذلك أنك تقول في التصغير «بنية» فتجدها غير ثابتة في التصغير.
فإن قال قائل: لم صارت ألف «ابن» تبتدأ بالكسر؟ فقل: لأن أصله أمر من «بنيت» كان الأصل فيه «ابن» على وزن «اقض، ارم» ثم عربوه بتعريب الأسماء فرفعوه ونصبوه وخفضوه ونونوه، وكسروا الألف في «ابنة». لأن الأنثى مبنية على الذكر.
وتبتدئ أيضًا بالكسر قوله: {وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا} [المائدة: 12] تبتدئ (اثنى) بالكسر لأن الألف فيه ألف وصل، الدليل على ذلك أنك تقول في التصغير «ثني عشر»
فتجدها غير ثابتة فيه. وكذلك: {حين الوصية اثنان} [المائدة: 106] تبتدئ: {اثنان ذوا عدل منكم} بالكسر. وكذلك: {فانفجرت منه اثنتا عشر عينا} [البقرة: 60] تبتدئ (اثنتا عشرة) بالكسر لأنك تقول في التصغير «ثنيتا عشرة» فتجد الألف غير ثابتة فيه. وكذلك: {فإن كانتا اثنتين} [النساء: 176] تقف (كانتا) وتبتدئ (اثنتين) بكسر الألف لما ذكرنا.
فإن قال قائل: لم صارت الألف في اثنين واثنتين مكسورة؟ فقل: لأن أصله أمر من «ثنيت» كان الأصل فيه «اثن يا رجل» على وزن «اقض يا رجل، ارم يا رجل» ثم عربت بتعريب الأسماء فدخلت عليه ألف التثنية، وكسرت ألف اثنتين لأن الأنثى مبنية على الذكر وتبتدئ أيضًا بالكسر قوله: {إن امرؤ هلك} [النساء: 176] إذا اضطررت إلى الوقف على (إن) ابتدأت (امرؤ هلك) بكسر الألف لأنك تقول في التصغير «مريء» كما ترى، فتجدها غير ثابتة فيه فيستدل بهذا على أنها ألف وصل. وكذلك: {ما كان أبوك امرأ سوء} [مريم: 28] تبديء: (امرأ سوء) بكسر الألف لما ذكرنا. وكذلك: {كل امريء بما كسب رهين} [الطور: 21] من اضطر إلى الوقف على (كل) ابتدأ: (امرئ) بالكسر لما ذكرنا. وكذلك: {إذا قالت امرأت عمران} [آل عمران: 35] تبتدئ: (امرأ) بكسر الألف لأنك تقول في التصغير «مريئة»، كما ترى، فتجدها غير ثابتة فيه. وكذلك: {امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه} [يوسف: 30]، {امرأة فرعون}
[القصص: 9] تبتدئ بالكسر لما ذكرنا.
فإن قال قائل: لم صارت الألف في «امرئ» تبتدأ بالكسر؟ فقل: كان ينبغي أن تُبنى على الثالث فبطل ذلك لأن الثالث لا يثبت على إعراب واحد؛ لأنه يكون في الرفع مضمومًا وفي النصب مفتوحًا، وفي الخفض مكسورًا، كما قال جل ثناؤه في الرفع: (إن امرؤ هلك) فضم الراء. وقال في النصب: (ما كان أبوك امرأ سوء) ففتح الراء، وقال في الخفض: (كل امرئ) فكسر الراء. فلما بطل أن يبنى على الثالث شبهت بأخواتها فكسرت فيه كما كسرت في «ابن وابنة واثنين واثنتين».
وقال الكسائي والفراء: «امرؤ» معرب من مكانين: عرب من الراء والهمزة. وإنما دعاهم إلى أن يعربوه من مكانين، والإعراب الواحد يكفي من الإعرابين، أن آخره
همزة، والهمز قد يترك في كثير من الكلام فكرهوا أن يفتحوا الراء ويتركوا الهمز فيقولوا «امرو» فتكون الراء مفتوحة والواو ساكنة فلا تكون في الكلمة علامة للرفع فعربوه من الراء ليكونوا إذا تركوا الهمز آمنين من سقوط الإعراب من الكلمة. وقال الفراء: من العرب من يعربه من الهمزة وحدها ويدع الراء مفتوحة فيقولك «قام امرؤ، وضربت امرأ، ومررت بامرئ» وأنشد
بأبي امرؤ والشام بيني وبينه = أتتني ببشرى برده ورسائله
وأنشد الفراء أيضًا:
أنت امرؤ من خيار الناس قد علموا = تغطي الجزيل وتغلي الحمد بالثمن
وإذا أسقطت العرب الألف من «امرئ» كان لها فيه مذهبان: التعريب من مكانين، والتعريب من مكان واحد. فإذا عربوه من مكانين قالوا: «قام مرؤ، وضربت مرأ، ومررت بمرئ» وبهذه اللغة نزل القرآن، أعني بالتعريب من مكان واحد. قال الله تعالى: {بين المرء وزوجه} [البقرة: 102] فاجتمع أكثر القراء على فتح الميم.
131- وحدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال: حدثني أبي قال: حدثني العباس بن الفضل قال: سألت أبا عمرو عن قوله: {يحول بين المرء وقلبه} [الأنفال: 24] فقال: أما أهل مكة فيقولون: جاءني المرء يا هذا، ومررت بالمرء
يا هذا، ورأيت المرأ يا هذا. قال العباس: وسألت أبا الأشهب العقيلي فقرأ: (يحول بين المرء وقلبه) بالخفض. تبتدئ أيضًا بالكسر قوله: {بكلمة منه اسمه المسيح} [آل عمران: 45]، تبتدئ: (اسمه) بكسر الألف لأنك تقول في التصغير «سمى»، كما ترى، فلا تجد الألف ثابتة فيه.
فإن قال قائل: فلم كسرت الألف؟ فقل: لأن أصله أمر من «سميت» حذفت لامه ثم عربت بتعريب الأسماء، ومن العرب من يقول: «اسم» بضم الألف، ولا نعلم أحدًا قرأ بها. فسألت أبا العباس عن هذا فقال: من قال: «اسم» بكسر الألف أخذه من «سميت، أسمي» ومن قال: «اسم» بضم الألف أخذه من «سموت، أسمو». ومن العرب من
يقول في الاسم: «سم وسم» أنشد الفراء:
وعامنا أعجبنا مقدمه = يكني أبا السمح وقرضاب سمه
مبتركًا لكل عظم يلحمه
وأنشد الفراء أيضًا:
والله أسماك سما مباركا = آثرك الله به إيثاركا
وأنشدني أبي قال: أنشدني أبو عكرمة الضبي:
بسم الذي في كل سورة سمه = قد وردت على طريق تعلمه
قال: ويروى «سمه» بضم السين.
فأما «است» فإن الألف فيها ألف وصل، الدليل على هذا أنك تقول في تصغيرها «ستيهة» كما ترى فتجد الألف غير ثابتة في التصغير وإنما كسرت ألفها لأنها ألحقت بسائر أخواتها.
واعلم أن العرب تهمز ألف الوصل في ضرورة الشعر وهو مما لا يلتفت إليه وإنما ذكرته لك لتعرفه. قال قيس بن الخطيم:
إذا جاوز الإثنين سر فإنه = بنشر وتكثير الحديث قمين
فهمز ألف الاثنين وهي ألف وصل، وقال الآخر:
ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة = على حدثنا الدهر مني ومن جمل
فإن قال قائل: ما تقول في بيت ابن قيس الرقيات:
قالت أبن قيس ذا = وبعض الشيب يعجبها
لم قطع الألف؟ فقل: هذا البيت صواب، والألف المقطوعة ليست ألف وصل إنما هي ألف استفهام وألف الوصل ساقطة، كان الأصل فيه «قالت أابن قيس ذا» فحذف الألف الثانية للوصل وأبقى ألف الاستفهام.
وأما الألف التي تدخل مع اللام للتعريف فقوله جل وعز: (بسم الله الرحمن الرحيم)، إذا وقفت على (الله) تعالى ابتدأت «الرحمن الرحيم» بفتح الألف، وإذا وصلت أذهبتها وتعرفها بأن تمتحنها بالسقوط من الاسم الذي هي فيه، وبدخول الألف واللام عليها، فإذا صلح سقوطها من الاسم بطل دخول الألف واللام عليها فهي ألف وصل، وإذا كان غير ذلك فهي ألف قطع. فإذا قلت «الرحيم الحمد لله» علمت أن الألف في «الحمد» ألف وصل بأن تسقطها فتقول «حمد» ولا يحسن أن تدخل عليها الألف واللام. وكذلك: {حكيم. الطلاق} [البقرة: 228، 229] تبتدئ «الطلاق» بالفتح لأنها ألف وصل، الدليل على ذلك أنك تسقطها فتقول «طلاق» ولا يصح دخول الألف واللام عليها. وكذلك: {الحميد. الله الذي} [إبراهيم: 1، 2] تبتدئ الحميد لأنها ألف وصل. وكذلك: {لخبير. القارعة} [العاديات 11، القارعة 1] تبتدئ «القارعة» بالفتح لما ذكرنا. فإذا قلت: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم} [النحل: 116] قطعت الألف في الوصل لأنه يمكنك أن تدخل عليها الألف
واللام فتقول «الألسنة» ولا يمكنك أن تسقط منها الألف واللام. وكذلك قوله: {مختلف ألوانها} [فاطر: 27] هي ألف قطع لأنه يمكنك أن تدخل عليها الألف واللام فتقول: «الألوان».
فإن قال لك قائل: لم صارت الألف التي تدخل مع اللام للتعريف تبتدأ بالفتح؟ فقل: لأنهما بمنزلة حرف واحد. وذلك أن «ال» على وزن «هل وبل ومن وكم».
فإن قال لك قائل: هلا كسرت الألف تشبيهًا بـ«إن ومن»؟ فقل: كرهوا أن يكسروها فتلتبس بألف «اثنين واثنتين» ففتحوها ليفرقوا بينهما.
فإن قال لك قائل: إذا قلت «الرحمن» كم راء فيه؟ فقل: راءان، الأولى هي اللام التي مع الألف اندغمت في الراء لقرب مخرجها منها. وذلك أن المخرج الخامس من الفم للام، والمخرج السابع للراء. وكذلك: (الطلاق) فيه طاءان، الطاء الأولى هي اللام اندغمت في الطاء لقرب مخرجها منها. وكذلك: (الصراط) فيه صادان، الأولى هي اللام اندغمت في الصاد لقرب مخرجها منها، والأصل في هذا أن اللام تندغم في أربعة عشر حرفًا: في التاء والثاء والدال والذال والراء والزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والنون واللام. وإنما اندغمت في هؤلاء
الأربعة عشر حرفًا ولم تدغم في سائر الحروف لقربها منها ولعبدها من غيرها. الدليل على هذا قوله تعالى: {والأنعام والحرث} [آل عمران: 14] لم تدغم اللام في الحاء لبعد مخرجها منها.
وذلك أن اللام من حروف الفم، والحاء من حروف الحلق. ومثله: {وهل نجازي إلا الكفور} [سبأ: 17] لم تدغم اللام في (الكفور) لبعد مخرجها منها، وذلك أن المخرج الثاني من الفم للكاف والمخرج الخامس لللام، فلما بعُد المخرجان بطل الإدغام. يُقاس على هذا كل ما يرد من باب ألفا الأسماء إن شاء الله.
). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/202- 221


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:46 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

أنواع ألفات القطع في القرآن الكريم

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (القول في ألف القطع:
وإنما سميت بذلك؛ لأنها لا يتصل ما بعدها بما قبلها كما كان ذلك في همزة الوصل، لثبات هذه وقطعها ما بعدها مما قبلها، وهذه الألف تكون في أول الفعل الماضي الذي هو بها على أربعة أحرف وتعرف بضم أول المستقبل نحو: {أكرهتنا عليه من السحر} الآية [طه: 73]، و{ألهاكم التكاثر} الآية [التكاثر: 1]، و{ألقى} الآية [النساء: 94]، {أنعم} الآية [النساء: 65]، و{أنزل} الآية [البقرة: 90]، و{آتى} الآية [البقرة: 177]، و{أكرمن} الآية [الفجر: 15] و{أهانن} الآية [الفجر: 16] و{أنجانا} الآية [الأنعام: 63] و{أغوينا} الآية [القصص: 63] و{أمات} الآية [النجم: 44] و{أحيا} الآية [النجم: 44]، وفي فعل الأمر من هذه الأفعال نحو: {أدخلني} الآية [الإسراء: 80] و{أخرجني} الآية [الإسراء: 80]، و{أفرغ علينا صبرا} الآية [البقرة: 250، الأعراف: 126] و{أنزل علينا مائدة} الآية [المائدة: 114] و{أرنا مناسكنا} الآية [البقرة: 128] و{يا سماء أقلعي} الآية [هود: 44]، وهي مفتوحة في جميع ذلك ثابتة في الحالين.
والألف في مصادر هذه الأفعال أيضا ألف قطع ثابتة غير زائلة على حال، إلا أنها مكسورة نحو: {إعراضا} الآية [النساء: 128] و{إسرارا} الآية [نوح: 9]، و{إيمانا} الآية [آل عمران: 173] و{إدبار السجود} الآية [ق: 40]، و{إدبار النجوم} الآية [الطور: 49].
وإنما كسرت ليقع الفرق بين لفظ الجمع والمفرد؛ لأن الأيمان بالفتح جمع يمين، وكذلك الأسرار، والأدبار.
وألف المتكلم من هذه الأفعال مضمومة نحو {أفرغ} الآية [الكهف: 96]، و{أمتعه} الآية [البقرة: 126] و{أخفي لهم} الآية [السجدة: 17] في قراءة حمزة، وإنما ضمت هي وأخواتها من حروف المضارعة في الرباعي دون غيره؛ لأن الرباعي حذفت منه همزة "أفعل" لما دخلت عليه همزة المتكلم كراهة أن يقولوا: أأكرم، ثم حذفت مع التاء والنون والياء لتأتي كلها على نحو واحد، فجعل الضم الذي هو أقوى الحركات لها عوضا من حذفها.
وأما في غير الرباعي فإن همزة المتكلم مفتوحة، وكذلك أخواتها – أعني التاء والنون والياء نحو {أعبد} الآية [الأنعام: 56]، و{أتبعه} الآية [القصص: 49] و{أستخلصه} الآية [يوسف: 54] وكذلك أخواتها، فتحت حين سلمت من الحذف فلم تحتج إلى الضم.
والألف في (أحمد) ألف قطع.
ومن ألفات القطع إبراهيم، وإسماعيل، وإسرائيل، وإسحق، وإدريس، وإستبرق؛ لأنها أسماء أعجمية، وطلب الاشتقاق فيها ممتنع، وكذلك ألف إبليس، ومن قال إنه مشتق من أبلسه الله: أي آيسه من رحمته لم يجد وجها لامتناع الصرف.
وأما قوله عز وجل: {أتى الله بقلب سليم} الآية [الشعراء: 89] و{أفل} الآية [الأنعام: 76،77] و{أخذ} الآية [آل عمران: 81]، و{أذن} الآية [يونس: 59]، {أو أمن أهل القرى} الآية [الأعراف: 89]، وألف: إن، وأما، وألا، وأنا، وأنت، وإياك، وأولئك، و{أينما تكونوا} الآية [النساء: 78]، وأيان، و{أنى لك هذا} الآية [آل عمران: 37]، فالألف في جميع ذلك أصلية). [جمال القراء : 616/2-617]

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:46 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على (أنا)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وكذلك الوقف على {أنا} بالألف موافقة للرسم وإسقاطها في الدرج إلا في قراءة نافع، في قوله عز وجل:
- {أنا أحيي وأميت} و{وأنا أول المسلمين} في الأنعام.
- {وأنا أول المؤمنين} في الأعراف.
- {وأنا أنبئكم} في يوسف، وفيها: {أنا أخوك}.
- و{أنا أكثر} و{أنا أقل} في الكهف.
- و{أنا آتيك به} في النمل.
- {وأنا أدعوكم} في غافر.
- و{فأنا أول العابدين} في الزخرف.
- {وأنا أعلم} في الامتحان.
وفي رواية قالون عنه: {إن أنا إلا نذير..} في الأعراف، وكذلك في الشعراء والأحقاف، وذلك أن الاسم هو الهمزة والنون، وجيء بهذه الألف في الوقف حفظا للحركة، فلهذا تحذف في الوصل.
ومن ذلك قوله عز وجل: {لكنا هو الله ربي} في الكهف، والأصل "لكن أنا" وبذلك قرأ الحسن، ويروى أيضا عن أبي، وألقيت حركة الهمزة من "أنا" على النون، وحذفت الهمزة وأدغمت النون في النون، والألف في الوقف ألف (أنا) وتحذف في الوصل كما تحذف ألف (أنا)، وإنما ثبتت في الوقف محافظة على الحركة كما يحافظ عليها بالهاء، وحكي ذلك عن أبي عمرو، وأثبتها ابن عامر في الوصل والوقف وهي لغة من يقول من العرب: أنا قمت، كما قال:
أنا سيف العشيرة فاعرفوني ... حميد قد تذريت السناما
ويقوي قراءة ابن عامر وقوع الألف كالعوض من حذف الهمزة، لأن الاسم بقي على حرف واحد، والألف الساقطة من اللفظ لساكن لقيها إذا وقفت أتيت بها، نحو {عليهما ادخلوا عليهم} و{دعوا الله} {وقالا الحمد لله} و{ذاقا الشجرة} و{تلكما الشجرة} و{كانتا اثنتين}، {استبقا الباب} و{ادخلا النار} و{نجانا الله} و{لولا أن هدانا الله}، {وأغرقنا الذين}، {فآتينا الذين} و{طغى الماء} و{لدى الباب} و{لدى الحناجر}، و{إذا اهتديتم}، {وكفى الله} و{يا أيها الناس} و{يا أيها الذين آمنوا}.. وما كان مثله في جميع القرآن إلا في سورة النور: {أيه المؤمنون} و{يا أيه الساحر} في الزخرف، و{أيه الثقلان} في الرحمن، فإن الوقف فيهن على الهاء من غير ألف لأن رسمه كذلك، ويقف عند الضرورة على ألف {لا} من قوله عز وجل: {لا انفصام لها} لأنهما كلمتان بخلاف {لانفضوا} {ولأوضعوا} و{لأذبحنه} لأنها كلمة واحدة في جميع ذلك، واللام لام التوكيد). [جمال القراء:2/618-621]

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:47 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على قوله تعالى: {وتظنون بالله الظنونا} و{أطعنا الرسولا} والوقف على {فأضلونا السبيلا}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله تعالى: {وتظنون بالله الظنونا}، {وأطعنا الرسولا}، {فأضلونا السبيلا} [الأحزاب: 10، 66، 67]
هؤلاء الثلاثة الأحرف كتبن في المصاحف بألف فكان أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم يثبتون الألف في الوصل والوقف، وكان الأعمش وأبو عمرو وحمزة يحذفون الألف في الوصل والقطع. وكان عيسى بن عمر الهمداني والكسائي يصلان بغير ألف ويقفان بألف اتباعًا للكتاب.
قال أبو بكر: فمن أثبتهن في الوصل والوقف كانت له ثلاث حجج: إحداهن أن من العرب من يقف على
المنصوب الذي فيه الألف واللام بألف فيقولون: «ضربت الرجلا» ويقولون في الرفع: «هذا الرجلو» وفي الخفض: «مررت بالرجلي» والحجة الأخرى: أنهن رؤوس آيات فحسن إثبات الألف لأن رأس الآية موضع سكت وقطع للفصل بينها وبين الآية التي بعدها، الدليل على هذا أن العرب تزيد الألفات في قوافي أشعارها ومصاريعها لأنها مواضع سكت وقطع ولا يفعلون ذلك في حشو الأبيات، قال الشاعر:
أسائلة عميرة عن أبيها = خلال الجيش تعترف الركابا
وقال جرير:
ألا حي رهبي ثم حي المطاليا = فقد كان مأنوسا فأصبح خاليا
ومن حذف الألف في الوصل والوقف احتج بأن التنوين
لا يدخل مع الألف واللام، فلما لم يدخل التنوين لم يدخل الألف لأن الألف مبدلة من التنوين، والحجة الثالثة لأصحاب القراءة الأولى اتباع المصحف. قال خلف: رأيت في مصحف ينسب إلى قراءة أبي بن كعب: «الظنونا، والرسولا، والسبيلا» بألف فيهن. وقال أبو عبيد: رأيت في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان بن عفان، رحمة الله عليه، الألف مثبتة في ثلاثهن.
ومن حذف الألف في الوصل وأثبتها في الوقف قال: جمعت قياس العربية في أن لا يكون ألف في اسم فيه ألف ولام واتباع المصحف في إثبات الألف فاجتمع لي الأمران
).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/374- 377]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:47 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {أحيا}و{الدنيا} و{العليا}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (قال خلف: سمعت الكسائي يقول في قوله: {أحيا الناس جميعا} [المائدة: 32] الوقف عليه (أحيى) بالياء لمن كسر الحروف إلا من فتح فيفتح مثل هذا. وقال الكسائي: إنما كتبوا (أحيا) بالألف للياء التي في الحرف فكرهوا أن يجمعوا بين يائين. وكذلك «الدنيا والعليا»). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/408]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:48 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

القول في قوله تعالى: {لكنا هو الله ربي}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله تعالى: {لكنا هو الله ربي} [الكهف: 38] كان عاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي يقرؤون: (لكن هو الله) بحذف الألف في الوصل وبإثباتها في الوقف، والحجة لهم في هذا أن الأصل فيه «لكن أنا» فأسقطوا الهمزة وأدغموا النون الأولى في الثانية فصارتا نونا مشددة، وحذفت الألف في الوصل كما تحذفها من «أنا إذا قلت: أنا قمت وأنا قعدت» وأثبت في الوقف كما تثبت الألف في «أنا» إذا وقفت عليها. وأرادوا أن يجمعوا مع هذا اتباع الكتاب، والدليل على أن الأصل في «لكنا» «لكن أنا» قراءة الحسن: (لكن أنا هو الله ربي).
قال أبو العباس أحمد بن إبراهيم: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا يونس بن محمد عن هارون عن أبي حذيفة عن عمر عن الحسن أنه كان يقرؤها: (لكن أنا هو الله ربي). وقال أحمد بن إبراهيم: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا يونس بن محمد عن هارون قال: في قراءة أبي بن كعب: (لكن أنا هو الله ربي).
وقال الكسائي سمعت أعرابيًا يقول: «إن قائمًا» أنكرت عليه ذلك وقلت: إن كان «قائم» اسمًا فينبغي له أن يأتي بالخبر، وإن كان خبرًا فينبغي له أن يأتي بالاسم.
قال: «فاستثبته فإذا هو يريد: «إن أنا قائمًا» أي ما أنا قائمًا. ترك همزة «أنا» وأدغم النون الأولى في الثانية فصارتا نونًا مشددة. وقال الفراء: أنشدني أبو ثروان:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب = وتقلينني لكن إياك لا أقلي
أراد: «لكن أنا إياك» فأسقط الهمزة وأدغم النون الأولى في الثانية وحذف الألف من «أنا». ويجوز في العربية: «لكن هو الله ربي» بحذف الألف في الوصل والوقف لأنها لغة معروفة للعرب، يقولون: «لكن والله» فيقفون بإسقاط الألف ويجوز في العربية «لكنا هو الله ربي» بإثبات الألف في الوصل والوقف لأن من العرب من يقول: «أنا قمت» بإثبات الألف في الوصل. أنشد الفراء لأبي النجم:
أنا أبو النجم إذا قل العذر
وأنشد الفراء أيضًا:
أنا سيف العشيرة فاعرفوني = حميدًا قد تدريت السناما).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/408-411].

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:48 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على المقصور المنصوب

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (واعلم أنك إذا وقفت على منصوب مقصور كقيلك: «نسأل الله هدى، وأؤمل من الله رضى» وكقوله عز وجل: {سمعنا فتى} [الأنبياء: 60] كان وقفك على الألف المبدلة من لام الفعل والألف المبدلة من التنوين أسقطت، اعتمادًا على أن الألف الأولى تكفي منها وذلك أن الألف تقرب من الهمزة في المخرج، فلما اكتفوا بالهمزة الأولى من الثانية في «آدم وآخر» و«شا أنشره» على قراءة من يسقط إحدى الهمزتين، اعتمد على الألف الأولى وجعلت كالكافية من الثانية. والأصل في الاسم «سمعنا فتيا» فصارت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها وسقطت الألف الأولى لسكونها وسكون التنوين، فلما وقف على الاسم زال التنوين، فرجعت الألف الأصلية المبدلة من الياء وسقطت المبدلة من التنوين، هذا قول الكوفيين وإليه تذهب جماعة من البصريين.
وقال بعضهم الوقف في النصب: على الألف المبدلة من التنوين، والألف الأصلية هي المحذوفة، واحتجوا بأن الساكنين إذا اجتمعا سقط الأول منهما. فمن الحجة عليهم بعد الاحتجاج الذي أمضينا ذكره أن العرب تقول في الوقف: «رأيت فتي» فتميل الألف إلى الياء، وألف النصب لا تمال، فلا يقال: «رأيت عمري» في «رأيت عمرًا» فهذا يكشف غلط أصحاب هذه المقالة). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/416-418]

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:49 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على المقصور المرفوع والمجرور

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقال خلف: سمعت الكسائي يقول: من كسر {أن تكون أمة هي أربى من أمة} [النحل: 92] فكسر (أربى) في الوصل: وقف عليه بالكسر مثل ما يصل، وما كان مثله مثل «الدنيا والعليا»، {ومضى مثل الأولين} [الزخرف: 8] وما يشبهه، وحمزة مثله. قال خلف سمعت الكسائي يقول: الوقف على قوله: {إلى المسجد الأقصى} [الإسراء: 1] بالياء. وقال: «الأقصى» مثل
«الأدنى». وكذلك في سورة القصص {أقصى المدينة} [20] وكذلك في يس: {أقصى المدينة} [20] (أقصى) في الوقف.
وكذلك: {وجنى الجنتين دان} [الرحمن: 54] (وجني) إذا وقف وقف بالياء. وكذلك: {طغى الماء} [الحاقة: 11] (طغي) في الوقف. قال: وإنما كتب بالألف للألف واللام اللتين في الحرف الذي بعد هذه الحروف. قال: ومن فتح الحروف وقف على (أقصى) بالألف).

[إيضاح الوقف والابتداء: 1/434-435]


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:49 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {لدا} و{حتّى} و{وذكرى}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (قال خلف: سمعت الكسائي يقول: {لدا الباب قالت} [يوسف: 25] قال (لدى) كتب ههنا في «يوسف» بألف.
قال: «لدى وعلى وإلى» مخرجها من النحو واحد: «دليهم وعليهم وإليهم». قال: فالوقف عليهن بالفتح. وحمزة مثله.
قال خلف: وكانا يفتحان، يعني حمزة والكسائي، {حتى نبعث رسولا} [الإسراء: 15] يفتحان «حتى» كلها في الوقف، وإن كان كتابها بياء، يفتحانها كما يصلان.
حدثني أبي قال: حدثنا أبو جعفر الضني قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا سعيد بن زيد قال: كتبت لأيوب كتابًا فكتبت «حتا» فقال: اجعل «حتا» «حتى».
قال خلف: وسمعت الكسائي يقول: الوقف على {ذكرى الدار، وإنهم عندنا} [ص: 46، 47] على (ذكرى) بالياء كما في الكتاب لمن كسر الحروف ومن فتح الحروف وقف بألف).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/439-440]

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 04:50 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على الممدود

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقال خلف: سمعت الكسائي يقول: الوقف على {ما آتيتم من ربي ليربو} [الروم: 29] بالياء، ومثل هذا الحرف حروف في القرآن اللفظ فيها بالفتح بالتنوين، وهي بالياء في الوقف. واعلم أن الحرف إذا كان ممدودًا بغير تنوين وقفت عليه بالمد بغير همز كقوله عز وجل: {إذا طلقتم النساء} [الطلاق: 1] وكذلك: {أولياء تلقون إليهم بالمودة} [الممتحنة: 1] تقف عليهما (النسا، أوليا)، ومثلهما: {فمن ابتغى وراء ذلك} [المعارج: 31]، {تلقاء أصحاب النار} [الأعراف: 47]، {ابتغاء وجه ربه الأعلى} [الليل: 20]{دكا وخر موسى صعقا} [الأعراف: 143]، {حتى تفيء إلى أمر الله} [الحجرات: 9] تقف [عليه] بالمد بغير همز، فإذا كان الحرف ممدودًا بهمزة تستقبله وقفت عليه بغير مد كقوله: {كما آمن السفهاء} [البقرة: 13] تقف عليه (كما) بغير مد لأنك إنما مددته للهمزة التي في (آمن)، ومثله: {ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة} [القصص: 76]، {فلما أضاءت ما حوله} [البقرة: 17]، {قد يعلم ما أنتم عليه} [النور: 64] وهو كثير في القرآن، تقف عليه بغير مد، فإذا كان الحرف ممدودًا مخفوضًا وقفت عليه بالمد وإشمام الخفض كقوله: {ومن وراء إسحاق يعقوب} [هود: 71] وكذلك: {من وراء حجاب} [الأحزاب: 53]، {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات} [الحجرات: 4] تقف عليه بالمد وإشمام الخفض).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/448-449]


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 08:01 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

الوقف على {هود}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وتقول: قرأت «هودا» فيكون لك وجهان: إن شئت قرأت «هودا» بالتنوين على معنى «قرأت سورة هود» حذفت «السورة» وأقمت «هودا» مقامها كما قال: {واسأل القرية} [يوسف: 82] على معنى «وأسأل أهل القرية»، أنشدنا أبو العباس:
قليل عيبه والعيب جم = ولكن الغنى رب غفور
أراد: ولكن الغنى غنى رب غفور. فحذف «الغنى» وأقام الاسم الذي بعده مقامه. فعلى هذا المذهب تقول: قرأت «هودا» بالألف. والوجه الثاني أن تقول: قرأت «هود» بلا تنوين، فلا تجريه لعلتين: إحداهما أنه معرفة، والمعرفة تثقل الاسم، والعلة الأخرى أنه لمؤنث فعلى هذا المذهب تقول: قرأت «هود» بلا ألف، فإذا قلت: قرأت «يونس وإبراهيم ولقمان» لم تنونهن ووقفت عليهن بغير ألف لعجمتهن. فإن قال [قائل] فكيف جاز تنوين «هود» والوقف عليه بالألف وهو أعجمي؟
فقل: «هود» خف لقلة حروفه. فلذلك أجري).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/468-469]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة