العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة المؤمنون

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 07:32 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة المؤمنون [من الآية (23) إلى الآية (30) ]

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (24) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26) فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 07:33 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره أفلا تتّقون}.
يقول تعالى ذكره: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه} داعيهم إلى طاعتنا وتوحيدنا والبراءة من كلّ معبودٍ سوانا {فقال} لهم نوحٌ: {يا قوم اعبدوا اللّه} يقول: قال لهم: ذلّوا يا قوم للّه بالطّاعة. {ما لكم من إلهٍ غيره} يقول: ما لكم من معبودٍ يجوز لكم أن تعبدوه غيره. {أفلا تتّقون} يقول: أفلا تخشون بعبادتكم غيره عقابه أن يحلّ بكم). [جامع البيان: 17/34]

تفسير قوله تعالى: (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فقال الملأ الّذين كفروا من قومه ما هذا إلاّ بشرٌ مثلكم يريد أن يتفضّل عليكم ولو شاء اللّه لأنزل ملائكةً ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين}.
يقول تعالى ذكره: فقالت جماعة أشراف قوم نوحٍ، الّذين جحدوا توحيد اللّه وكذّبوه، لقومهم: ما نوح أيّها القوم إلاّ بشرٌ مثلكم، إنّما هو إنسانٌ مثلكم وكبعضكم، {يريد أن يتفضّل عليكم} يقول: يريد أن يصير له الفضل عليكم، فيكون متبوعًا وأنتم له تبعٌ. {ولو شاء اللّه لأنزل ملائكةً} يقول: ولو شاء اللّه أن لا نعبد شيئًا سواه لأنزل ملائكةً، يقول: لأرسل بالدّعاء إلى ما يدعوكم إليه نوحٌ ملائكةً تؤدّي إليكم رسالته.
وقوله: {ما سمعنا بهذا} الّذي يدعونا إليه نوحٌ من أنّه لا إله لنا غير اللّه في القرون الماضية، وهي آباؤهم الأوّلون). [جامع البيان: 17/34]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إن هو إلاّ رجلٌ به جنّةٌ فتربّصوا به حتّى حينٍ (25) قال ربّ انصرني بما كذّبون (26) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التّنّور فاسلك فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك إلاّ من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الّذين ظلموا إنّهم مغرقون}.
يعني تعالى ذكره بقوله مخبرًا عن قيل الملأ الّذين كفروا من قوم نوحٍ {إن هو إلاّ رجلٌ به جنّةٌ} ما نوحٌ إلاّ رجلٌ به جنونٌ.
وقد يقال أيضًا للجنّ جنّةٌ، فيتّفق الاسم والمصدر، وهو من قوله: {إن هو} كناية اسم نوحٍ.
وقوله: {فتربّصوا به حتّى حينٍ} يقول: فتلبّثوا به، وتنظّروا به حتّى حينٍ؛ يقول: إلى وقتٍ ما. ولم يعنوا بذلك وقتًا معلومًا، إنّما هو كقول القائل: دعه إلى يومٍ ما، أو إلى وقتٍ ما). [جامع البيان: 17/35]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قال ربّ انصرني بما كذّبون} يقول: قال نوحٌ داعيًا ربّه مستنصرًا به على قومه، لمّا طال أمره وأمرهم، وتمادوا في غيّهم: {ربّ انصرني} على قومي {بما كذّبون} يعني بتكذيبهم إيّاي، فيما بلّغتهم من رسالتك، ودعوتهم إليه من توحيدك). [جامع البيان: 17/35]

تفسير قوله تعالى: (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وفار التنور قال كانت آية لهم إذا رأوا التنور قد فار منها الماء أن يسلك فيها من كل زوجين اثنين). [تفسير عبد الرزاق: 2/45]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {بأعيننا} قال: بعين اللّه بوجهه). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 107] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأوحينا إليه أن اصنع الفلك} يقول: فقلنا له حين استنصرنا على كفرة قومه: اصنع الفلك، وهي السّفينة {بأعيننا} يقول: بمرأًى منّا ومنظرٍ، {ووحينا} يقول: وبتعليمنا إيّاك صنعتها. {فإذا جاء أمرنا} يقول: فإذا جاء قضاؤنا في قومك، بعذابهم وهلاكهم؛ وقوله: {وفار التّنّور} وقد ذكرنا فيما مضى اختلاف المختلفين في صفة التّنّور والصّواب عندنا من القول فيه بشواهده، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. {فاسلك فيها من كلٍّ زوجين اثنين} يقول: فأدخل في الفلك واحمل. والهاء والألف في قوله {فيها} من ذكر الفلك {من كلّ زوجين اثنين}.
يقال: سلكته في كذا، وأسلكته فيه؛ ومن سلكته قول الشّاعر:
وكنت لزاز خصمك لم أعرّد = وقد سلكوك في يومٍ عصيب
وبعضهم يقول: أسلكت بالألف؛ ومنه قول الهذليّ:
حتّى إذا أسلكوهم في قتائدةٍ = شلًّا كما تطرد الجمّالة الشّردا
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فاسلك فيها من كلّ زوجين اثنين} يقول لنوحٍ: اجعل في السّفينة من كلّ زوجين اثنين.
{وأهلك} وهم ولده ونساؤهم. {إلاّ من سبق عليه القول} من اللّه بأنّه هالكٌ فيمن يهلك من قومك، فلا تحمله معك، وهو يام الّذي غرق ويعني بقوله: {منهم} من أهلك، والهاء والميم في قوله {منهم} من ذكر الأهل.
وقوله: {ولا تخاطبني} الآية، يقول: ولا تسألني في الّذين كفروا باللّه أن أنجّيهم. {إنّهم مغرقون} يقول: فإنّي قد حتّمت عليهم أن أغرق جميعهم). [جامع البيان: 17/36-37]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله {وعلى الفلك} قال: السفن). [الدر المنثور: 10/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون * فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فاسلك فيها} الآية، يقول: اجعل معك في السفينة من كل زوجين اثنين). [الدر المنثور: 10/569]

تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد للّه الّذي نجّانا من القوم الظّالمين}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك} فإذا اعتدلت في السّفينة أنت ومعك ممّن حملته معك من أهلك، راكبًا فيها عاليًا فوقها؛ {فقل الحمد للّه الّذي نجّانا من القوم الظّالمين} يعني من المشركين). [جامع البيان: 17/37]

تفسير قوله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقل ربّ أنزلني منزلاً مباركًا وأنت خير المنزلين (29) إنّ في ذلك لآياتٍ وإن كنّا لمبتلين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه نوحٍ عليه السّلام: وقل إذا سلّمك اللّه وأخرجك من الفلك فنزلت عنها: {ربّ أنزلني منزلاً} من الأرض {مباركًا وأنت خير} وأنت خير من أنزل عباده المنازل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {منزلاً مباركًا} قال: لنوحٍ حين نزل من السّفينة.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ عن ابن جريجٍ عن مجاهدٍ، مثله.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك. فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: {ربّ أنزلني منزلاً مباركًا} بضمّ الميم، وفتح الزّاي. بمعنى: أنزلني إنزالاً مباركًا. وقرأه عاصمٌ: (منزلاً) بفتح الميم، وكسر الزّاي. بمعنى: أنزلني مكانًا مباركًا وموضعًا). [جامع البيان: 17/37-38]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وقل رب أنزلني منزلا مباركا يقول الرب عز وجل لنوح عليه السلام حين نزل من السفينة). [تفسير مجاهد: 430]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين.
أخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {وقل رب أنزلني منزلا مباركا} قال لنوح حين أنزل من السفينة). [الدر المنثور: 10/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ (أنزلني منزلا) بنصب الميم وخفض الزاي). [الدر المنثور: 10/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين} قال: يعلمكم كيف تقولون إذا ركبتم وكيف تقولون إذا نزلتم أما عند الركوب {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} الزخرف الآية 13 {بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} هود الآية 41 وعند النزول {رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين} ). [الدر المنثور: 10/569-570]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ} يقول تعالى ذكره: إنّ فيما فعلنا بقوم نوحٍ يا محمّد من إهلاكناهم إذ كذّبوا رسلنا، وجحدوا وحدانيّتنا، وعبدوا الآلهة والأصنام، لعبرًا لقومك من مشركي قريشٍ، وعظاتٍ، وحججًا لنا، يستدلّون بها على سنّتنا في أمثالهم، فينزجروا عن كفرهم، ويرتدعوا عن تكذيبك، حذرًا أن يصيبهم مثل الّذي أصابهم من العذاب.
وقوله: {وإن كنّا لمبتلين} يقول تعالى ذكره: وكنّا مختبريهم بتذكيرنا إيّاهم بآياتنا، لننظر ما هم عاملون قبل نزول عقوبتنا بهم). [جامع البيان: 17/38]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين} قال: أي ابتلى الناس قبلكم). [الدر المنثور: 10/570]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 07:36 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23)}

تفسير قوله تعالى: {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (24)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره أفلا تتّقون {23} فقال الملأ الّذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشرٌ مثلكم} [المؤمنون: 23-24] يقوله بعضهم لبعضٍ.
{يريد أن يتفضّل عليكم} [المؤمنون: 24] بالرّسالة وما له عليكم من فضلٍ.
{ولو شاء اللّه لأنزل ملائكةً} [المؤمنون: 24] ولو أنزل ملائكةً لآمنّا.
{ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين} [المؤمنون: 24] أنّ رجلًا ادّعى النّبوّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/398]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إن هو إلا رجلٌ به جنّةٌ} [المؤمنون: 25] جنونٌ.
{فتربّصوا به حتّى حينٍ} [المؤمنون: 25] قال بعضهم: حتّى يموت، وقال بعضهم: حتّى يستبين جنونه). [تفسير القرآن العظيم: 1/398]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {جنّةٌ...}

هو الجنون. وقد يقال للجن الجنّة، فيتّفق الاسم والمصدر.
وقوله: {فتربّصوا به حتّى حينٍ} لم يرد بالحين حين موقّت. وهو في المعني كقولك. دعه إلى يوم ولم ترد: إلى يوم معلوم واحدٍ من ذي قبل: ولا إلى مقدار يوم معلوم.
إنما هو كقولك إلى يوم مّا). [معاني القرآن: 2/234]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (الجنة): والجنون واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 265]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {إن هو إلّا رجل به جنّة فتربّصوا به حتّى حين}
{جنّة} في معنى جنون، والجنّة اسم للجن). [معاني القرآن: 4/11]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن هو إلا رجل به جنة}جنة أي جنون
فتربصوا به حتى حين قال الفراء ليس يراد بالحين وقت بعينه إنما هو كما تقول دعه إلى يوم ما). [معاني القرآن: 4/454]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [المؤمنون: 26] نوحٌ: {ربّ انصرني بما كذّبون} [المؤمنون: 26] وقال في آيةٍ أخرى: {مغلوبٌ فانتصر} [القمر: 10] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/398]

تفسير قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التّنّور فاسلك فيها من كلٍّ زوجين اثنين} [المؤمنون: 27] وقد فسّرنا ذلك كلّه في سورة هودٍ.
قوله: {فاسلك فيها} [المؤمنون: 27] أي: فاحمل فيها.
{من كلٍّ زوجين اثنين} [المؤمنون: 27] من كلّ صنفين اثنين.
يزيد بن إبراهيم والحسن بن دينارٍ، عن محمّد بن سيرين قال: نبّئت أنّ بعض أمراء المؤمنين سأل صاحبًا لكعبٍ: هل سمعت كعبًا يقول في الطّلاء شيئًا؟
[تفسير القرآن العظيم: 1/398]
قال: نعم سمعته يقول: لمّا هبط نوحٌ من السّفينة أعطي مثالًا، فجعل ينظر فيه وجعل يأمرهم أن يخرجوا، فأخرجوا حتّى بقي حبلتان من عنبٍ.
فجاء الرّسول فقال: لا أجدهما.
فأمره، فرجع فقال: لا أجدهما، ثمّ أمره فرجع فقال: لا أجدهما: فقام قائمًا واستقبله ملكٌ أو جبريل فقال له: ارجع فقد ذهب بهما الشّيطان، وقد ذهب من يجيء بهما.
فجيء بالحبلتين وبالشّيطان فقال لنوحٍ: إنّه شريكك فأحسن شركه.
فقال: لي الثّلثان وله الثّلث.
فقيل: إنّه شريكك فأحسن شركه.
قال: لي النّصف وله النّصف.
فقيل: إنّه شريكك فأحسن شركه فقال: لي الثّلث وله الثّلثان فقيل: أحسنت وأنت محسانٌ، تأكله عنبًا، وتأكله زبيبًا، وتشربه عصيرًا وتطبخه حتّى يذهب ثلثاه ثمّ تشربه.
قوله: {وأهلك} [المؤمنون: 27] أي: واحمل فيها أهلك.
{إلا من سبق عليه القول منهم} [المؤمنون: 27] ابنه الّذي غرق.
والقول: الغضب.
{ولا تخاطبني} [المؤمنون: 27] أي: ولا تراجعني). [تفسير القرآن العظيم: 1/399]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فاسلك فيها من كلّ زوجين اثنين} مجازها فاجعل واحمل وفي آية أخرى {ما سلككم في سقر}

قال عدي بن زيد:
وكنت لزاز خصمك لم أعرّد= وقد سلكوك في يوم عصيب
وبعضهم يقول اسلك بالألف قال:
حتى إذا أسلكوهم في قتائدة=شلأ كما تطرد الجمالة الشردا).
[مجاز القرآن: 2/57]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فاسلك فيها} أي أدخل فيها. يقال: سلكت الخيط في الإبرة وأسلكته). [تفسير غريب القرآن: 297]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَاسْلُكْ}: أي: أدخل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 163]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {في الّذين ظلموا إنّهم مغرقون {27} فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك} [المؤمنون: 27-28] كان معه امرأته وثلاثٌ هكذا بنين له: سامٌ، وحامٌ، ويافث، ونساؤهم.
فجميع من كان في السّفينة ثمانيةٌ.
{فقل الحمد للّه الّذي نجّانا من القوم الظّالمين} [المؤمنون: 28] المشركين.
وقال في آيةٍ أخرى: {وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ} [هود: 41] عثمان عن قتادة قال: قد بيّن اللّه لكم ما تقولون إذا ركبتم في البرّ، وما تقولون إذا ركبتم في البحر.
إذا ركبتم في البرّ قلتم: {سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين {13} وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون {14}} [الزخرف: 13-14] وإذا ركبتم في البحر قلتم: {بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ} [هود: 41] وقال سعيدٌ عن قتادة: يعلّمكم كيف تقولون إذا ركبتم، فإذا ركبتم قلتم عند الرّكوب: {سبحان الّذي سخّر لنا هذا} [الزخرف: 13] و{بسم اللّه مجراها ومرساها} [هود: 41]، وعند
[تفسير القرآن العظيم: 1/399]
النّزول: {ربّ أنزلني منزلا مباركًا وأنت خير المنزلين} [المؤمنون: 29] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/399]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فإذا استويت أنت ومّن معك على الفلك} مجازه إذا علوت على السفينة وفي آية أخرى: {على العرش استوى} أي: علا وقال آخرون: حتى إذا كنت أنت ومن معك في الفلك " لأن " في " و " على " واحد كقوله " ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل " أي على جذوع النخل
والفلك هاهنا السفينة،
وقد يقع على الواحد والجميع بلفظ واحد). [مجاز القرآن: 2/58-57]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فقل الحمد لله} مرفوع لأنه حكاية يأمره أن يلفظ بهذا اللفظ ولم يعملوا فيه " قل خيرا " فينصبونه). [مجاز القرآن: 2/58]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الفلك}: السفن، الواحد والجمع فيه سواء). [غريب القرآن وتفسيره: 265]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الفُلْـكُ}: السفن). [العمدة في غريب القرآن: 216]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال سعيدٌ عن قتادة: يعلّمكم كيف تقولون إذا ركبتم، فإذا ركبتم قلتم عند الرّكوب: {سبحان الّذي سخّر لنا هذا} [الزخرف: 13] و{بسم اللّه مجراها ومرساها} [هود: 41]، وعند
[تفسير القرآن العظيم: 1/399]
النّزول: {ربّ أنزلني منزلا مباركًا وأنت خير المنزلين} [المؤمنون: 29] ابن مجاهدٍ عن أبيه قال: {منزلا مباركًا} [المؤمنون: 29] لنوحٍ حين نزل من السّفينة.
قال يحيى: وسمعت النّاس إذا نزلوا منزلا قالوا هذا القول). [تفسير القرآن العظيم: 1/400]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وقل ربّ أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين}

تقرأ منزلا ومنزلا جميعا، فالمنزل اسم لكل ما نزلت فيه، والمنزل المصدر بمعنى الإنزال، يقول: أنزلته إنزالا ومنزلا ويجوز منزلا، ولم يقرأ بها - فلا تقرأن بها -.
على معنى نزلت نزولا ومنزلا). [معاني القرآن: 4/11]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقل رب أنزلني منزلا مباركا}
منزل وإنزال واحد والمنزل موضع النزول والمنزل بمعنى النزول كما تقول جلس مجلسا والمجلس الموضع الذي يجلس فيه). [معاني القرآن: 4/454]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ} [المؤمنون: 30] من أمر قوم نوحٍ وغرقهم {لآياتٍ} [المؤمنون: 30] لمن بعدهم {وإن كنّا لمبتلين} [المؤمنون: 30] بالدّين، يعني ما أرسل به الرّسل من عبادته.
وهو تفسير الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 1/400]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :
( {لمبتلين} أي: لمختبرين). [ياقوتة الصراط: 373]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 07:38 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23) }

تفسير قوله تعالى: {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (24) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما نقض الخبر فقولك: ما زيد إلا منطلق؛ لأنك نفيت عنه كل شيء إلا الانطلاق. فلم تصلح ما أن تكون عاملة في نقض النفي؛ كما لم تعمل في تقديم الخبر.
قال الله عز وجل: {وما أمرنا إلا واحدة كلمح} و{ما هذا إلا بشر مثلكم} وقال حيث كانت في موضعها {ما هذا بشراً} و{ما هن أمهاتهم}.
فهذا أصلها الذي شرحنا، وسنفرد باباً للمسائل؛ إذ كانت لا تصح إلا بعد الفراغ من الأصول). [المقتضب: 4/190] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول هي زوجه وهو زوجها قال الله جل وعز: {أمسك عليك زوجك} وقال أيضا: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج} أي امرأة مكان امرأة والجميع أزواج وقال: {يا أيها النبي قل لأزواجك} وقد يقال زوجته قال الفرزدق:
(وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي = كساع إلى أسد الشرى يستبيلها)
وقال الآخر:
(يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم = أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب)
وقال يونس: تقول العرب زوجته امرأة وتزوجت امرأة وليس من كلام العرب تزوجت بامرأة قال وقول الله جل ثناؤه: {وزوجناهم بحور عين} أي قرناهم وقال: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} أي وقرناءهم وقال
الفراء: هي لغة في أزد شنوءة وتقول عندي زوجا نعال وزوجا حمام وزوجا خفاف وإنما تعني ذكرا وأنثى قال الله جل ثناؤه: {فاسلك فيها من كل زوجين اثنين} ويقال للنمط زوج قال لبيد:
(من كل محفوف يظل عصيه = زوج عليه كلة وقرامها)
وتقول سوء الاستمساك خير من حسن الصرعة). [إصلاح المنطق: 331-332] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) }

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (حدّثني عبد الرحمن بن الحسين عن عبد المنعم عن أبيه بن منبّه قال: قال لقمان لابنه: " يا بنيّ إذا سافرت فلا تنم على دابتكن فإن كثرة النوم سريع في دبرهم، فإذا نزلت أرضا مكلئة فأعطهم حظّهم من الكلأ وابدأ بعلفهم وسقيهم قبل نفسك وإذا بعدت عليك المنازل " فعليك بالدّلج فإن الأرض تطوى بالليل. وإذا أردت النزول " فلا تنزل على قارعة الطرق فإنهم مأوى الحيّات و السباع ولكن عليك من بقاع الأرض بأحسنهم لونًا وألينهم تربة وأكثرهم كلأ فأنزلهم، وإذا نزلت فصلّ ركعتين قبل أن تجلس وقل: {ربّ أنزلني منزلاً مباركًا وأنت خير المنزلين} ). [عيون الأخبار: 2/135]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن المصدر واسم المكان والزمان بزيادة الميم في أوائلها يكون لفظها لفظ المفعول إذا جاوزت الثلاثة من الفِعْل. وذلك؛ لأنها مفعولات. وذلك نحو قوله: {وقل ربي أنزلني منزلا مباركا}، {وبسم الله مجراها ومرساها}، وما أشبه ذلك). [المقتضب: 1/246]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن كان المصدر لفعل على أكثر من ثلاثة كان على مثال المفعول؛ لأن المصدر مفعول. وكذلك إن بنيت من الفعل اسماً لمكان أو زمان، كان كل واحد منهما على مثال المفعول. لأن الزمان والمكان مفعول فيهما. وذلك قولك في المصادر: أدخلته مدخلاً، كما قال عز وجل: {أنزلني منزلاً مباركاً} و{باسم الله مجريها ومرساها}.
و كذلك: سرحته مسرحاً، وهذا مسرحنا؛ أي في موضع تسريحنا، وهذا مقامنا؛ لأنك تريد به المصدر والمكان من أقمت. وعلى ذلك قال الله عز وجل: {إنها ساءت مستقراً ومقاماً} لأنها من أقمت. وقال: {يا أهل يثرب لا مقام لنا} لأنها من قمت. موضع قيام ومن قرأ لا مقام إنما يريد: لا إقامة.
قال الشاعر:
ألم تعلم مسرحي القوافي = فلا عياً بهن ولا اجتلابا
أي تسريحي. وقال الآخر:
وما هي إلا في إزار وعلـقةٍ = مغار بن همامٍ على حي خثعما
أي وقت إغارة ابن همام.
وهذا أوضح من أن يكثر فيه الاحتجاج؛ لأن المصدر هو المفعول الصحيح؛ ألا ترى أنك إذا قلت: ضربت زيداً، أنك لم تفعل زيداً وإنما فعلت الضرب، فأوصلته إلى زيد، وأوقعته به، لأنك إنما أوقعت به فعلك. فأما قول الله عز وجل: {وجعلنا النهار معاشاً} فمعناه: عيشاً، ثم قال: {ويسألونك عن المحيض} أي الحيض. فكان أحد المصدرين على مفعل والآخر على مفعل.
وقوله عز وجل: {سلامٌ هي حتى مطلع الفجر}.
ومطلع الفجر وما أشبه هذا فله باب يذكر فيه إن شاء الله). [المقتضب: 2/118-120]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "إلا جديب المقيد"، يقال: بلد جدبٌ وجديبٌ، وخصب وخصيب، والأصل في النعت خصيبٌ ومخصبٌ، وجديبٌ ومجدب، والخصب والجدب إنما هما ما حل فيه، وقيل: خصيبٌ وأنت تريد مخصب، وجديبٌ وأنت تريد مجدبٌ، كقولك: عذاب أليم وأنت تريده مؤلم، قال ذو الرمة:

ونرفع من صدور شمردلاتٍ = يصك وجوهها وهج أليم
ويقال: رجل سميع، أي مسمعٌ، قال عمرو بن معد يكرب:
أمن ريحانة الداعي السميع = يؤرقني وأصحابي هجوع
وأما قوله: "المقيد" فهو موضع التقييد: وكل مصدر زيدت الميم في أوله إذا جاوزت الفعل من ذوات الثلاثة فهو على وزن المفعول، وكذلك إذا أردت اسم الزمان واسم المكان، تقول: أدخلت زيدًا مدخلاً كريمًا. وسرحته مسرحًا حسنًا، واستخرجت الشيء مستخرجًا، قال جرير:
ألم تعلم مسرحي القوافي = فلا عيًا بهن ولا اجتلابا
أي تسريحي، وقال عز وجل: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكًا} ويقال: قمت مقامًا، وأقمت مقامًا وقال عز وجل: {إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} أي موضع، وقال الشاعر:
وما هي إلا في إزارة وعلقةٍ = مغار ابن همام على حي خثعما
يريد زمن إغارة ابن همام). [الكامل: 1/260-262]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 06:49 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 06:50 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 06:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين قال رب انصرني بما كذبون}
هذا ابتداء تمثيل لكفار قريش بأمم كفرت بأنبيائها فأهلكوا، ففي ضمن ذلك الوعيد بأن يحل لهم بلاء نحو ما حل بأولئك.
ونوح -عليه السلام- أول نبي أرسل إلى الناس، وإدريس -عليه السلام- أول من نبئ ولم يرسل). [المحرر الوجيز: 6/289]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (24)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الملأ": الأشراف لأنهم عنهم يصدر الملأ، وهو جمع القوم، وفي قول "هؤلاء" استبعاد بعثة البشر، وهم قوم مقرون بالملائكة، وذلك لا شك متقرر عندهم من بقايا نبوة آدم وإدريس -عليهما السلام- وغيرهما، ولم يكن عن علم صحيح ولا معرفة بأخبار نبوة). [المحرر الوجيز: 6/289]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الجنة": الجنون، و"تربصوا" معناه: اصبروا وانتظروا هلاكه، و"حتى حين".
[المحرر الوجيز: 6/289]
معناه: إلى وقت، ولم يعينوه، وإنما أرادوا: إلى وقت يريحكم القدر منه). [المحرر الوجيز: 6/290]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم إن نوحا -عليه السلام- دعا على قومه حين يئس منهم وإن كان دعاؤه في هذه الآية ليس بنص، وإنما هو ظاهر من قوله: "بما كذبون"، فهو يقتضي طلب العقوبة، وأما النصرة بمجردها فكانت تكون بردهم إلى الإيمان.
وقرأ أبو جعفر، وابن محيصن: "رب انصرني". برفع الباء، وكذلك "رب احكم" وشبهه). [المحرر الوجيز: 6/290]

تفسير قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين}
قد تقدم القول في صفة السفينة وقدرها في سورة هود، و"الفلك" هنا مفرد لا جمع.
وقوله تعالى: "بأعيننا" عبارة عن الإدراك هذا مذهب الحذاق، ووقفت الشريعة على أعين وعين، ولا يجوز أن يقال: عينان من حيث لم توقف الشريعة على التثنية، و"وحينا" معناه: في كيفية العمل ووجه البيان، وذلك أن جبريل -عليه السلام- نزل إلى نوح -عليه السلام- فقال له: اصنع كذا وكذا لجميع حكم السفينة وما يحتاج إليه. واستجن الكفار نوحا لادعائه النبوة بزعمهم أنها دعوى، وسخروا منه لعمله السفينة على غير مجرى، أو لكونها أول سفينة إن صح ذلك.
وقوله تعالى: "أمرنا" يحتمل أن يكون مصدرا بمعنى أن نأمر الماء بالفيض، ويحتمل أن يريد واحد الأمور، أي إهلاكنا للكفرة، وقد تقدم القول في معنى قوله تعالى: {وفار التنور}. والصحيح من الأقوال أنه تنور الخبز، وأنه أمارة كانت بين الله -تبارك وتعالى- وبين نوح عليه السلام.
وقوله تعالى: "فاسلك" معناه: فأدخل، ومنه قول الشاعر:
[المحرر الوجيز: 6/290]
حتى سلكن الشوى منهن في مسك من نسل جوابة الآفاق مهداج
وقول الآخر:
وكنت لزاز خصمك لم أعرد ... وقد سلكوك في يوم عصيب
يقال: سلك وأسلك بمعنى.
وقرأ حفص عن عاصم: "من كل" بتنوين "كل"، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم بإضافة "كل" دون تنوين، و"الزوجان" كل ما شأنه الاصطحاب من كل شيء كالذكر والأنثى من الحيوان ونحو النعال وغيرها كل واحد زوج للآخر، هذا موقع اللفظة في اللغة، والعدديون يوقعون الزوج على الاثنين، وعلى هذا أمر استعمال العامة للزوج.
وقوله تعالى: "وأهلك" يريد قرابته، ثم استثنى من سبق عليه القول بأنه كافر وهو ابنه وامرأته، ثم أمر الله نوحا -عليه السلام- ألا يراجع ربه ولا يخاطبه شافعا في أحد من الظالمين، والإشارة إلى من استثنى إذ العرف من البشر الحنو على الأهل). [المحرر الوجيز: 6/291]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمره تعالى بأن يحمد ربه على النجاة من الظلمة عند استوائه وتمكنه في الفلك). [المحرر الوجيز: 6/291]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمره
[المحرر الوجيز: 6/291]
بالدعاء في بركة المنزل، وقرأ عاصم -في رواية أبي بكر -: "منزلا" بفتح الميم وكسر الزاي، وهو موضع النزول، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم: "منزلا" بضم الميم وفتح الزاي، وهو مصدر بمعنى الإنزال، ويجوز أن يراد به موضع النزول). [المحرر الوجيز: 6/292]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن في ذلك لآيات} خطاب لمحمد -صلى الله عليه وسلم- أي: إن فيما جرى على هذه الأمم لعبرا أو دلائل لمن له نظر وعقل، ثم أخبر تعالى أنه يبتلي عباده الزمن بعد الزمن على جهة الوعيد لكفار قريش بهذا الإخبار، و"إن" عند سيبويه هي المخففة من الثقيلة، واللام لام تأكيد، والفراء يقول: "إن" نافية واللام بمعنى "إلا"، و"مبتلين" معناه مصيبين ببلاء ومختبرين اختبارا يؤدي إلى ذلك). [المحرر الوجيز: 6/292]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 03:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 03:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره أفلا تتّقون (23) فقال الملأ الّذين كفروا من قومه ما هذا إلّا بشرٌ مثلكم يريد أن يتفضّل عليكم ولو شاء اللّه لأنزل ملائكةً ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين (24) إن هو إلّا رجلٌ به جنّةٌ فتربّصوا به حتّى حينٍ (25)}
يخبر تعالى عن نوحٍ، عليه السّلام، حين بعثه إلى قومه، لينذرهم عذاب اللّه وبأسه الشّديد، وانتقامه ممّن أشرك به وخالف أمره وكذّب رسله، {فقال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره أفلا تتّقون} أي: ألا تخافون من اللّه في إشراككم به؟!).[تفسير ابن كثير: 5/ 472]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فقال الملأ -وهم السّادة والأكابر منهم-: {ما هذا إلا بشرٌ مثلكم يريد أن يتفضّل عليكم} يعنون: يترفّع عليكم ويتعاظم بدعوى النّبوّة، وهو بشرٌ مثلكم. فكيف أوحي إليه دونكم؟ {ولو شاء اللّه لأنزل ملائكةً} أي: لو أراد أن يبعث نبيًّا، لبعث ملكًا من عنده ولم يكن بشرًا! {ما سمعنا بهذا} أي: ببعثة البشر في آبائنا الأوّلين. يعنون بهذا أسلافهم وأجدادهم والأمم الماضية).[تفسير ابن كثير: 5/ 472]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إن هو إلا رجلٌ به جنّةٌ} أي: مجنونٌ فيما يزعمه، من أنّ اللّه أرسله إليكم، واختصّه من بينكم بالوحي {فتربّصوا به حتّى حينٍ} أي: انتظروا به ريب المنون، واصبروا عليه مدّةً حتّى تستريحوا منه). [تفسير ابن كثير: 5/ 473]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26) فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال ربّ انصرني بما كذّبون (26) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التّنّور فاسلك فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الّذين ظلموا إنّهم مغرقون (27) فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد للّه الّذي نجّانا من القوم الظّالمين (28) وقل ربّ أنزلني منزلا مباركًا وأنت خير المنزلين (29) إنّ في ذلك لآياتٍ وإن كنّا لمبتلين (30)}.
يقول تعالى مخبرًا عن نوحٍ، عليه السّلام، أنّه دعا ربّه يستنصره على قومه، كما قال تعالى مخبرًا [عنه] في الآية الأخرى: {فدعا ربّه أنّي مغلوبٌ فانتصر} [القمر: 10]، وقال هاهنا: {[قال] ربّ انصرني بما كذّبون} فعند ذلك أمره اللّه تعالى بصنعة السّفينة وإحكامها وإتقانها، وأن يحمل فيها من كلٍّ زوجين اثنين، أي: ذكرًا وأنثى من كلّ صنفٍ من الحيوانات والنّباتات والثّمار، وغير ذلك، وأن يحمل فيها أهله {إلا من سبق عليه القول} أي: سبق فيه القول من اللّه بالهلاك، وهم الّذين لم يؤمنوا به من أهله، كابنه وزوجته، واللّه أعلم.
وقوله: {ولا تخاطبني في الّذين ظلموا إنّهم مغرقون} أي: عند معاينة إنزال المطر العظيم، لا تأخذنّك رأفةٌ بقومك، وشفقةٌ عليهم، وطمع في تأخيرهم لعلّهم يؤمنون، فإنّي قد قضيت أنّهم مغرقون على ما هم عليه من الكفر والطّغيان. وقد تقدّمت القصّة مبسوطةً في سورة "هودٍ" بما يغني عن إعادة ذلك هاهنا). [تفسير ابن كثير: 5/ 473]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد للّه الّذي نجّانا من القوم الظّالمين}، كما قال: {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون. لتستووا على ظهوره ثمّ تذكروا نعمة ربّكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين. وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون} [الزّخرف: 12-14]. وقد امتثل نوحٌ، عليه السّلام، هذا، كما قال تعالى: {وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجراها ومرساها} [هودٍ:41]. فذكر الله تعالى عند ابتداء سيره وعند انتهائه، وقال تعالى: {وقل ربّ أنزلني منزلا مباركًا وأنت خير المنزلين}). [تفسير ابن كثير: 5/ 473]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ} أي: إنّ في هذا الصّنيع -وهو إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين- {لآياتٍ} أي: لحججًا ودلالاتٍ واضحاتٍ على صدق الأنبياء فيما جاءوا به عن اللّه تعالى، وأنّه تعالى فاعلٌ لما يشاء، وقادرٌ على كلّ شيءٍ، عليمٌ بكلّ شيءٍ.
وقوله: {وإن كنّا لمبتلين} أي: لمختبرين للعباد بإرسال المرسلين). [تفسير ابن كثير: 5/ 473-474]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة