العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 09:39 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة الهمزة [ من الآية (1) إلى آخر السورة ]

{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب النزول
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:27 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى:{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى {ويل لكل همزة} قال يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 395]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يعني تعالَى ذِكْرُهُ بقولِهِ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} الوادي يسيلُ من صَديدِ أهلِ النارِ وقَيْحِهم، {لِكُلِّ هُمَزَةٍ} يقولُ: لكلِّ مغتابٍ للناسِ، يغتابُهم ويَغُضُّهم، كما قالَ زيادٌ الأعجمُ:
تُدلِي بوُدِّي إذا لاقَيْتَنِي كَذِباً ....... وَإنْ أَغِيبُ فأنتَ الهَامِزُ اللُّمَزَهْ
ويعني باللمزةِ: الذي يَعِيبُ الناسَ ويَطْعَنُ فيهم.
وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا مُشَرَّفُ بنُ أبانٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عنْ أَبِيه عن رجلٍ لم يُسَمِّهِ، عن أبي الجوزاءِ قالَ: قلتُ لابنِ عبَّاسٍ: مَن هؤلاءِ الذينَ بدأَهم اللَّهُ بالويلِ؟ قالَ: هم المشَّاءونَ بالنميمةِ، المفرِّقونَ بينَ الأحبَّةِ، الباغونَ أكبرَ العيبِ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن أبيهِ، عن رجلٍ من أهلِ البصرةِ، عن أبي الجوزاءِ قالَ: قلْتُ لابنِ عبَّاسٍ: مَنْ هؤلاءِ الذينَ ندَبَهم اللَّهُ إلى الويلِ؟ ثمَّ ذكرَ نحْوَ حديثِ مُشَرَّفِ بنِ أبانٍ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} قالَ: الهمزةُ يأكلُ لحومَ الناسِ، واللمزةُ: الطعَّانُ.
وقد رُوِيَ عن مجاهدٍ خلافُ هذا القولِ.
وهو ما حدَّثنا به أبو كُرَيبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} قالَ: الهمزةُ: الطعَّانُ، واللمزةُ: الذي يأكلُ لحومَ الناسِ.
- حدَّثنا مُشَرَّفُ بنُ أبانٍ الخطَّابُ قالَ: ثنا وكيعٌ قالَ: ثنا سفيانُ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثلَهُ.
ورُوِيَ عنه أيضاً خلافُ هذينِ القولينِ.
وهو ما حدَّثنا به ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثنا يحيى قالَ: ثنا سفيانُ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} قالَ: أحدُهما الذي يأكلُ لحومَ الناسِ، والآخرُ الطعَّانُ.
وهذا يدلُّ على أنَّ الذي حدَّثَ بهذا الحديثِ قد كانَ أشكلَ عليْهِ تأويلُ الكلمتيْنِ، فلذلك اختلفَ نقْلُ الرواةِ عنهُ ما روَوْا على ما ذكرْتُ.
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} أما الهمزةُ: فآكِلُ لحومِ الناسِ، وأما اللُّمزةُ: فالطعَّانُ عليهم.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سعيدِ بنِ أبي عَروبةَ، عن قتادةَ قالَ: الهُمزةُ: آكلُ لحومِ الناسِ: واللُّمزةُ: الطعَّانُ عليهم.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن ابنِ خُثَيْمٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} قالَ: ويلٌ لكلِّ طعَّانٍ مغتابٍ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن أبي جعفرٍ، عن الربيعِ، عن أبي العاليةِ قالَ: الهمزةُ: يَهْمِزُه فِي وجهِهِ، واللُّمزةُ: من خلفِهِ.
- حَدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ قالَ: يَهْمِزُهُ ويَلْمُزُهُ بلسانِهِ وعينِهِ، ويأكلُ لحومَ الناسِ، ويَطْعَنُ عليهم.
- حدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قالَ: الهمزةُ باليدِ، واللُّمزةُ باللسانِ.
وقالَ آخرُونَ فِي ذلك ما حدَّثني به يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، فِي قولِ اللَّهِ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} قالَ: الهمزةُ: الذي يهمزُ الناسَ بيدِهِ، ويضربُهم بلسانِهِ، واللمزةُ: الذي يلمُزُهم بلسانِهِ ويعيبُهم.
واخْتُلِفَ فِي المعنيِّ بقولِهِ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} فقالَ بعضُهم: عُنِيَ بذلك: رجلٌ من أهلِ الشِّركِ بعينِهِ، فقالَ بعضُ مَن قالَ هذا القولَ: هو جميلُ بنُ عامرٍ الجُمَحِيُّ. وقالَ آخرُونَ منهم: هو الأخنسُ بنُ شريقٍ.
ذِكْرُ من قالَ: عُنِيَ به مشركٌ بعينِهِ:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ قالَ: ثني أبي قالَ: ثني عمِّي قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} قالَ: مشركٌ كانَ يلمُزُ الناسَ ويَهْمِزُهم.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثنا أبو عاصمٍ قالَ: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن رجلٍ من أهلِ الرَّقَّةِ قالَ: نزلتْ فِي جميلِ بنِ عامرٍ الجمحيِّ.
- حدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، فِي قولِهِ: {هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} قالَ: ليستْ بخاصَّةٍ لأحدٍ، نزلتْ فِي جميلِ بنِي عامرٍ؛ قالَ ورقاءُ: زعمَ الرَّقَاشيُّ.
وقالَ بعضُ أهلِ العربيَّةِ: هذا من نوعِ ما تَذْكُرُ العربُ اسمَ الشيءِ العامِّ، وهي تقصِدُ بهِ الواحدَ، كما يُقالُ فِي الكلامِ، إذا قالَ رجلٌ لأحدٍ: لا أزورُكَ أبداً: كلُّ مَن لم يزرْنِي، فلسْتُ بزائرِهِ، وقائلُ ذلك يقصدُ جوابَ صاحبِهِ القائلِ لهُ: لا أزورُكَ أبداً.
وقالَ آخرُونَ: ذلك معنِيٌّ به كلُّ مَن كانتْ هذه الصفةُ صفتَهُ، ولم يُقْصَدْ بهِ قصْدٌ آخرُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو, قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسى؛ وحدَّثني الحارثُ قالَ: ثنا الحسنُ قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، فِي قولِ اللَّهِ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} قالَ: ليستْ بخاصَّةٍ لأحدٍ.
والصوابُ من القولِ فِي ذلك: أنْ يُقالَ: إنَّ اللَّهَ عمَّ بالقولِ كلَّ هُمزةٍ لُمزةٍ، كلُّ مَن كانَ بالصفةِ التي وصفَ هذا الموصوفَ بها، سبيلُهُ سبيلُهُ كائناً مَن كانَ من الناسِ). [جامع البيان: 24 / 616-620]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن المبارك عن ابن جريج قال الهمزة بالعين والشدق واليد واللمزة باللسان). [تفسير مجاهد: 2/ 781]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو حفصٍ أحمد بن أحيد الفقيه ببخارى، ثنا صالح بن محمّد بن حبيبٍ الحافظ، ثنا هارون بن سعيدٍ الأيليّ، ثنا عبد اللّه بن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ أبي السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي اللّه عنه، {ويلٌ لكلّ همزةٍ لمزةٍ} قال: «الويل وادٍ في جهنّم يهوي فيه الكافر أربعين خريفًا قبل أن يفرغ من حساب النّاس» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 583]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (والمرادُ الكَثِيرُ الهَمْزِ وكذا اللَّمْزُ.
وأَخرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصورٍ مِن حَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ أنَّهُ سُئِلَ عَنِ الهُمَزَةِ قَالَ: المَشَّاءُ بالنَّمِيمَةِ المُفَرِّقُ بَيْنَ الإخوانِ). [فتح الباري: 8 / 729]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الْهُمَزَةُ: الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، وَعَنْ قَتَادَةَ: الْهُمَزَةُ: الَّذِي يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ وَيَغْتَابُهُمْ، وَاللُّمَزَةُ: الطَّعَّانُ). [عمدة القاري: 19 / 313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ, عن راشِدِ بنِ سعْدٍ المِقْرائِيِّ, عن أبي هريرةَ, عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قالَ:«لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِرِجَالٍ تُقَطَّعُ جُلُودُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ؟ قالَ: الَّذِينَ يَتَزَيَّنُونَ لِلزينةِ. قالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بِجُبٍّ مُنْتِنِ الرِّيحِ فَسَمِعْتُ فِيهِ أَصْوَاتاً شَدِيدَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قالَ: نِسَاءٌ كُنَّ يَتَزَيَّنَّ بِزِينَةٍ وَ يَفْعَلْنَ مَا لاَ يَحِلُّ لَهُنَّ. ثُمَّ مَرَرْتُ عَلَى نِسَاءٍ وَرِجَالٍ مُعَلَّقِينَ بِثُدِيِّهِنَّ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ الْهَمَّازُونَ وَالْهَمَّازَاتُ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ قَالَ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}
» ). [الدر المنثور: 15 / 645-646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ, وابنُ أبي الدنيا في ذمِّ الغِيبَةِ, وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حاتمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ من طُرُقٍ عن ابنِ عبَّاسٍ, أنه سُئِلَ عن قولِه: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}؛ قالَ: هو المَشَّاءُ بالنميمةِ, المُفَرِّقُ بينَ الجَمْعِ, المُغْرِي بينَ الإخوانِ). [الدر المنثور: 15 / 646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ, عن ابنِ عبَّاسٍ قي قولِه: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ}؛ قالَ: طَعَّانٍ, {لُمَزَةٍ}. قَالَ: مُغْتَابٍ). [الدر المنثور: 15 / 646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِريَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي الدنيا في ذَمِّ الغِيبَةِ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حاتمٍ, والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ, عن مُجَاهِدٍ في الآيةِ, قالَ: {الهُمَزَةُ}: الطعَّانُ في الناسِ، واللُّمَزَةُ: الذي يأكُلُ لحومَ الناسِ). [الدر المنثور: 15 / 647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أَبِي حَاتمٍ, عن قَتَادَةَ قال: {الهُمَزَةُ} قالَ: آكِلُ لحومَ الناسِ و {اللُّمَزَةُ}: ْالطَّعَّانُ عليهم). [الدر المنثور: 15 / 647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن أبي العالِيَةِ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} قالَ: يهْمِزُه في وجهِه, و يَلْمِزُه مِن خلفِه). [الدر المنثور: 15 / 647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن قَتَادَةَ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} قالَ: يَهْمِزُه ويَلْمِزُه بلسانِه وعَيْنَيْهِ، ويأكُلُ لحومَ الناسِ ويَطْعَنُ عليهم). [الدر المنثور: 15 / 647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ, عن ابنِ جُرَيْجٍ, قالَ: الْهُمَزَةُ بِالْعَيْنِ والشِّدْقِ واليدِ, واللُّمزةُ باللسانِ). [الدر المنثور: 15 / 647]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وَالْهُمَزَةُ واللُّمَزَةُ فيما قَالَهُ ابْنُ عبَاَّسٍ: الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ وَقِيلَ: الْهُمَزَةُ الَّذِي يَعِيبُكَ في الْغَيْبِ، واللُّمَزَةُ الَّذِي يَعِيبُكَ في الْوَجْهِ). [إرشاد الساري: 7 / 433]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ} يقولُ: الذي جمعَ مالاً وأحصَى عدَدَهُ، ولم يُنفِقْهُ فِي سبيلِ اللَّهِ، ولم يُؤَدِّ حقَّ اللَّهِ فيه، ولكنَّهُ جمعَهُ فأوعاهُ وحفِظَهُ.
واختلفت القرأةُ فِي قراءةِ ذلك، فقرأَهُ من قرأةِ أهلِ المدينةِ أبو جعفرٍ، وعامَّةُ قرأةِ الكوفةِ سوى عاصمٍ: {جمَّعَ} بالتشديدِ، وقرأَ ذلك عامَّةُ قرأةِ المدينةِ والحجازِ، سوى أبي جعفرٍ، وعامَّةُ قرأةِ البصرةِ، ومن الكوفةِ عاصمٌ، {جَمَعَ} بالتخفيف، وكلهم مجمعون على تشديد الدال من {وَعَدَّدَهُ} على الوجهِ الذي ذكرْتُ من تأويلِهِ. وقد ذُكِرَ عن بعضِ المتقدِّمينَ بإسنادٍ غيرِ ثابتٍ أنَّهُ قرأَهُ: {جمعَ مالاً وعَدَدَهُ} بتخفيفِ الدالِ، بمعنى: جمعَ مالاً، وجمعَ عشيرتَهُ وعدَدَهُ. وهذه قراءةٌ لا أستجيزُ القراءةَ بها؛ بخلافِها قراءةَ الأمصارِ، وخروجِهَا عمَّا عليهِ الحُجَّةُ مجمعةٌ فِي ذلك.
وأمَّا قولُهُ: {جَمَعَ مَالاً} فإنَّ التشديدَ والتخفيفَ فيهما صوابانِ؛ لأنَّهما قراءتانِ معروفتانِ فِي قَرَأةِ الأمصارِ، متقاربتا المعنى، فبأيَّتِهما قرأَ القارئُ فمصيبٌ). [جامع البيان: 24 / 620-621]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ عن السُّدِّيِّ في قَوْلِه: {جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ} قالَ: أحصاه). [الدر المنثور: 15 / 648]

تفسير قوله تعالى: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)}
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا نوح بن حبيبٍ، حدّثنا عبد الملك بن هشامٍ الذّماريّ، حدّثنا سفيان، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، " أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قرأ {يحسِب أنّ ماله أخلده}). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 344]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} يقولُ: يحسبُ أنَّ مالَهُ الذي جمعَهُ وأحصاهُ، وبخِلَ بإنفاقِهِ، مُخلِّدُهُ فِي الدنيا، فمزيلٌ عنه الموتَ. وقيلَ: أخلَدَهُ، والمعنى: يُخلِّدُهُ، كما يُقالُ للرجلِ الذي يأتي الأمرَ الذي يكونُ سبباً لهلاكِهِ: عطِبَ واللَّهِ فلانٌ، وهلَكَ واللَّهِ فلانٌ، بمعنى: أنَّهُ يَعْطَبُ من فعلِهِ ذلك، ولمَّا يَهْلِكْ بعدُ ولم يَعْطَبْ؛ وكالرجلِ يأتي المُوبِقةَ من الذنوبِ: دخلَ واللَّهِ فلانٌ النارَ). [جامع البيان: 24 / 621]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا الحسين بن عبد اللّه القطّان بالرّقّة حدثنا نوح حدثنا عبد الملك بن هشام الذماري حدّثنا سفيان بن سعيدٍ عن محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قرأ {يحسب أنّ ماله أخلده}). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1 / 439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ حِبَّانَ والحاكمُ وصحَّحه وابنُ مَرْدُويَهْ والخطيبُ في تارِيخِه عن جابرِ بِن عبدِ اللهِ, أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {يَحْسِبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ }. بكسرِ السينِ). [الدر المنثور: 15 / 648]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ عن عكرمةَ: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَه} قالَ: يَزِيدُ في عُمُرِه). [الدر المنثور: 15 / 648]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) }
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({الحطمة} : {اسم النّار} ، مثل: {سقر} [القمر: 48] و {لظى} [المعارج: 15]). [صحيح البخاري: 6 / 177]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {الْحُطَمَةُ اسْمُ النَّارِ مِثْلُ سَقَرَ ولَظَى} هُو قولُ الفَرَّاءِ قَالَ في قَولِهِ: {لَيُنْبَذَنَّ}: أيِ: الرَّجُلُ ومَالُهُ، {في الحُطَمَةِ} اسمٌ مِنْ أَسْمَاءِ النَّارِ كَقَوْلِهِ: {جَهَنَّمُ وسَقَرُ ولَظَى}. وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ للرَّجُلِ الأَكُولِ: {حُطَمَةٌ} أي: الكَثِيرُ الحَطْمِ). [فتح الباري: 8 / 729]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الْحُطَمَةُ: اسْمُ النَّارِ مِثْلُ سَقَرَ وَلَظَى).
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} وَفَسَّرَهَا بِقَوْلِهِ: {اسْمُ النَّارِ مِثْلَ سَقَرَ وَلَظَى}. وَسُمِّيَتْ بِالْحُطَمَةِ لأَنَّهَا تَحْطِمُ أَيْ: تَكْسِرُ). [عمدة القاري: 19 / 313]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {الْحُطَمَةُ اسْمُ النَّارِ مِثْلُ سَقَرَ وَلَظَى} وقِيلَ: اسْمٌ لِلدَّرَكَةِ الثَّالِثَةِ منها، وَسُمِّيَتْ حُطَمَةً؛ لأنَّها تَحْطِمُ الْعِظَامَ وتَكْسِرُهَا، وَالْمَعْنَى يَا أَيُّهَا الْهُمَزَةُ اللُّمَزَةُ الَّذِي يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ وَيَكْسِرُ من أَعْرَاضِهْمِ إنَّ وَرَاءَك الْحُطَمَةَ الَّتِي تَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ وَعِظَامَهُمْ أي: وَتَكْسِرُ الْعِظَامَ). [إرشاد الساري: 7 / 433]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {كَلَّا} يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: ما ذلك كما ظنَّ، ليسَ مالُهُ مخَلِّدَهُ، ثمَّ أخبرَ جلَّ ثناؤُه أنَّهُ هالكٌ ومعذَّبٌ على أفعالِهِ ومعاصيهِ التي كانَ يأتيها فِي الدنيا، فقالَ جلَّ ثناؤُهُ: {لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} يقولُ: ليقذَفَنَّ يومَ القيامةِ فِي الحطمةِ، والحطمةُ: اسمٌ من أسماءِ النارِ، كما قيل لها: جهنَّمُ وسَقَرُ ولظًى، وأحْسَبُهَا سُمِّيتْ بذلك لحطْمِها كلَّ ما أُلْقِيَ فيها، كما يُقالُ للرجلِ الأَكُولِ: الحُطَمَةُ.
وذُكِرَ عن الحسنِ البصريِّ أنَّهُ كانَ يقرأُ ذلك: " لَيُنْبَذَانِ فِي الحطمةِ " يعني: هذا الهمزةُ اللمزةُ ومالُهُ، فثنَّاهُ لذلك). [جامع البيان: 24 / 621-622]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ عن السديِّ: {كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ} قالَ: َ لَيُقْذَفَنَّ). [الدر المنثور: 15 / 648]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ, عن الحسينِ بنِ واقِدٍ, قالَ: الحُطَمَةُ بابٌ مِن أبوابِ جَهنمَ). [الدر المنثور: 15 / 648]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} يقولُ: وأيُّ شيءٍ أشعرَكَ يا محمدُ ما الحطمةُ). [جامع البيان: 24 / 622]

تفسير قوله تعالى: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) }
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا رشدين بن سعد، قال: حدثني ابن أنعم، عن خالد بن أبي عمران، بسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن النار لتأكل أهلها، حتى إذا طلعت على أفئدتهم انتهت، ثم يعود كما كان، ثم تستقبله أيضًا، فتطلع على فؤاده، فهو كذا أبدًا، فذلك قوله: {نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة} [سورة الهمزة: 6-7] ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 584]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الرّحمن بن زياد بن أنعمٍ، عن خالد بن أبي عمران يرفعه إلى رسول اللّه: إنّ النّار تأكل أهلها حتّى إذا طلعت على أفئدتهم انتهت، ثمّ تنين أنينًا واحدًا، ثمّ يعود كما كان، ثمّ تستقبله أيضًا فتطّلع على فؤاده فهو كذلك أبدًا، فذلك قول اللّه: {نار اللّه الموقدة (6) التي تطلع على الأفئدة}). [الجامع في علوم القرآن: 1/130]


قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمَّ أخبرَهُ عنها ما هي، فقالَ جلَّ ثناؤُه: هي {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} يقولُ: التي يطَّلِعُ ألمُهَا ووَهَجُهَا القلوبَ؛ والاطلاعُ والبلوغُ قد يكونانِ بمعنًى. حُكِيَ عن العربِ سماعاً: متى طَلَعتْ أرضُنا؛ وطلعتْ أرضي: بلغتْ). [جامع البيان: 24 / 622]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا سليمان بن حبان قال ثنا موسى بن عبيدة الربذي قال سمعت محمد بن كعب القرظي في قوله عز وجل {التي تطلع على الأفئدة} يقول الحطمة يقول تأكله النار إلى فؤاده فإذا بلغت فؤاده أنشأ خلقه). [تفسير مجاهد: 2/781]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حاتمٍ, عن محمدِ بنِ كعبٍ في قَوْلِه: {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ} قالَ: تَأْكُلُ كلَّ شيءٍ مِنه, حتى تَنْتَهِيَ إلى فُؤَادِهِ, فإذَا بَلَغَتْ فُؤَادَه ابْتُدِئَ خَلْقُه). [الدر المنثور: 15 / 648]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ عساكرَ عن محمدِ بنِ المُنْكَدِرِ في قَوْلِه: {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ} قالَ: تَأْكُلُه النارُ حتى تَبْلُغَ فُؤَادَه وهو حَيٌّ). [الدر المنثور: 15 / 648-649]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى مؤصدة قال مطبقة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 395]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُؤْصَدَةٌ} يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: إنَّ الحطمةَ التي وصفْتُ صفتَهَا عليهم، يعني: على هؤلاءِ الهمَّازينَ اللَّمَّازينَ {مُؤْصَدَةٌ} يعني: مطْبَقَةٌ؛ وهي تُهمَزُ ولا تُهْمَزُ؛ وقد قُرِئَتَا جميعاً.
وبنحْوِ الذي قُلْنا فِي ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا طَلْقٌ، عن ابنِ ظهيرٍ، عن السديِّ، عن أبي مالكٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ فِي (مُؤْصَدَةٌ): قالَ: مُطْبَقَةٌ.
- حدَّثني عبيدُ بنُ أسباطَ قالَ: ثني أبي، عن فُضَيلِ بنِ مرزوقٍ، عن عطيةَ، فِي قولِهِ: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُؤْصَدَةٌ} قالَ: مُطبَقَةٌ.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا يعقوبُ، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ قالَ: فِي النارِ رجلٌ فِي شِعْبٍ من شعابِها ينادي مقدارَ ألفِ عامٍ: يا حنَّانُ يا منَّانُ، فيقولُ ربُّ العزَّةِ لجبريلَ: أخرِجْ عبدي من النارِ، فيأتيها فيجدُها مُطبَقَةً، فيرجعُ فيقولُ: يا ربِّ، {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُؤْصَدَةٌ} فيقولُ: يا جبريلُ فكَّها، وأخرِجْ عبدي من النارِ، فيفُكُّها، ويَخرجُ مثلَ الخيالِ، فيُطرحُ على ساحلِ الجنَّةِ حتي يُنبِتَ اللَّهُ له شعراً ولحماً ودماً.
- حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ قالَ: ثنا ابنُ عليَّةَ، عن أبي رجاءٍ، عن الحسنِ، فِي قولِهِ: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُؤْصَدَةٌ} قالَ: مطْبَقَةٌ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ قالَ: ثنا وكيعٌ، عن مُضَرِّسِ بنِ عبدِ اللَّهِ قالَ: سمِعْتُ الضحَّاكَ {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُؤْصَدَةٌ} قالَ: مطبَقَةٌ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ قالَ: ثني أبي قالَ: ثني عمِّي قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُؤْصَدَةٌ} قالَ: عليهم مُغلَقَةٌ.
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُؤْصَدَةٌ} أي: مطبَقَةٌ.
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، فِي قولِهِ: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُؤْصَدَةٌ} قالَ: مطْبَقَةٌ.
والعربُ تقولُ: أُوْصِدَ البابَ: أُغْلِقَ). [جامع البيان: 24 / 622-624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِه: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} قالَ: مُطْبَقَةٌ). [الدر المنثور: 15 / 649] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ, قالَ: في النارِ رجلٌ في شِعْبٍ مِن شِعَابِها يُنَادِي مقدارَ ألفِ عامٍ: يا حنَّانُ يا منَّانُ. فيقولُ ربُّ العزةِ لجبريلَ: أَخْرِجْ عبدي من النارِ. فيأتيها فيَجِدُها مُطْبقةً فيَرْجِعُ، فيقولُ: يَا رَبِّ {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ}. فيقولُ: يا جِبْريلُ, فُكَّهَا وأَخْرِجْ عبدي من النارِ.
فيَفُكُّها ويُخْرِجُ مثلَ الخيالِ, فيَطْرَحُه على ساحلِ الجنةِ حتى يُنْبِتَ اللهُ له شعراً ولحماً ودماً). [الدر المنثور: 15 / 650-651]

تفسير قوله تعالى: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى عمد ممددة قال عمد يعذبون بها في النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 395]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} اختلفت القرأةُ فِي قراءةِ ذلك، فقرأتْهُ عامَّةُ قرأةِ المدينةِ والبصرةِ: {فِي عَمَدٍ} بفتحِ العينِ والميمِ. وقرأَ ذلك عامَّةُ قرأةِ الكوفةِ: {فِي عُمُدٍ} بضمِّ العينِ والميمِ. والقولُ فِي ذلك عندَنا أنَّهما قراءتانِ معروفتانِ، قد قرأَ بكلِّ واحدةٍ منهما علماءُ من القرأةِ، ولغتانِ صحيحتانِ. والعربُ تجمعُ العمودَ: عُمُداً وعَمَداً، بضمِّ الحرفينِ وفتحِهما، وكذلك تفعلُ فِي جمعِ إهابٍ، تجمعُهُ: أُهُباً بضمِّ الألفِ والهاءِ، وَأَهَباً بفتحِهما، وكذلك القَضيمُ، فبأيَّتِهما قرأَ القارئُ فمصيبٌ.
واختلفَ أهلُ التأويلِ فِي معنى ذلك، فقالَ بعضُهم: معنى ذلك إنَّها عليهم مؤصدةٌ بعَمَدٍ ممدَّدةٍ؛ أي: مغلقَةٌ مطْبَقَةٌ عليهم، وكذلك هو فِي قراءةِ عبدِ اللَّهِ فيما بلَغَنَا.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن قتادةَ، فِي قراءةِ عبدِ اللَّهِ: {إنَّها عليهم مُؤصَدَةٌ بِعَمَدٍ ممدَّدَةٍ}.
وقالَ آخرُونَ: بلْ معنى ذلك: إنَّما دخلوا فِي عَمَدٍ، ثمَّ مُدَّتْ عليهم تلك العَمَدُ بعمادٍ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ قالَ: ثني أبي قالَ: ثني عمِّي قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} قالَ: أدخَلَهم فِي عَمَدٍ، فمُدَّتْ عليهم بعمادٍ، وفي أعناقِهم السلاسلُ، فسُدَّتْ بها الأبوابُ.
- حدَّثني يونسُ قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ: {فِي عَمَدٍ} من حديدٍ مغلولينَ فيها، وتلك العَمَدُ من نارٍ قد احترقتْ من النارِ، فهي من نارٍ: {مُمَدَّدَةٍ} لهم.
وقالَ آخرُونَ: هي عَمَدٌ يُعذَّبونَ بها.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بشرٌ قالَ: ثنا يزيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} كنَّا نُحدَّثُ أنَّها عَمَدٌ يَعذَّبونَ بها فِي النارِ، قالَ بشرٌ: قالَ يزيدُ: فِي قراءةِ قتادةَ: {عَمَدٍ}.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مهرانُ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} قالَ: عمودٌ يعذَّبونَ به فِي النارِ.
وأوْلَى هذه الأقوالِ بالصوابِ فِي ذلك قولُ مَن قالَ: معناهُ: أنَّهم يُعذَّبونَ بعَمَدٍ فِي النارِ، واللَّهُ أعلمُ كيفَ تعذِيبُهُ إيَّاهُم بها، ولم يأْتِنا خبرٌ تقومُ بهِ الحُجَّةُ بصفةِ تعذيبِهم بها، ولا وُضِعَ لنا عليها دليلٌ، فنُدركَ به صفةَ ذلك، فلا قوْلَ فيه غيرُ الذي قُلْنا يصحُّ عندَنا). [جامع البيان: 24 / 624-626]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبيدٍ القرشيّ بالكوفة، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان العامريّ، ثنا يحيى بن آدم، ثنا حمزة الزّيّات، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، أنّه " ذكر النّار فعظّم أمرها وذكر منها ما شاء اللّه أن يذكر، ثمّ قال: {إنّها عليهم مؤصدةٌ (8) في عمدٍ ممدّدةٍ} «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 583]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِه: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} قالَ: مُطْبَقَةٌ, {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} قالَ:في عَمَدٍ مِن نارٍ). [الدر المنثور: 15 / 649]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن عليٍّ, أنه قَرَأَ: {فِي عَمَدٍ} ). [الدر المنثور: 15 / 649]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتم عن ابنِ مسعودٍ أنه قرَأَ: {بعمدٍ ممدَّدةٍ} قالَ: وهي الأَدْهَمُ). [الدر المنثور: 15 / 649]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتِمٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: {فِي عَمَدٍ} قالَ: الأبوابُ هِيَ الممَدَّدَةُ). [الدر المنثور: 15 / 649]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابن جَرِيرٍ عن ابن عبَّاسٍ: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} قالَ: أَدْخَلَهُم في عمدٍ فمُدَّتْ عليهم في أعناقِهم السلاسلُ فسُدَّتْ بها الأبوابُ). [الدر المنثور: 15 / 649]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ عن عطيَّةَ: {فِي عَمَدٍ} قالَ: عَمَدٌ مِن حديدٍ في النارِ.
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرزاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن قَتَادَةَ: {فِي عَمَدٍ} قالَ: كنا نُحَدَّثُ أنها عَمَدٌ يُعَذَّبُون بها في النارِ). [الدر المنثور: 15 / 650]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حاتمٍ, عن أبي صالحٍ: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} قالَ: القيودُ الطوالُ). [الدر المنثور: 15 / 650]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ عن فَاطِمَةَ{فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} قِالتْ في دُهُرٍ مَمْدودةٍ، لا انْقِطَاعَ لَهُ). [الدر المنثور: 15 / 650]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حاتمٍ عن السدِّيِّ, قالَ: مَن قَرَأَها: {فِي عمدٍ} فهو عمد مِنْ نارٍ, وَمَنْ قَرَأَهَا: {فِي عُمُدٍ} فهو أَجَلٌ مَمْدودٌ). [الدر المنثور: 15 / 650]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحكيمُ التِّرْمِذِيُّ في نوادرِ الأصولِ, عن أبي هريرةَ, قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّمَا الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمَنْ عَمِلَ الْكَبَائِرَ مِنْ أُمَّتِي ثُمَّ مَاتُوا عَلَيْهَا فَهُمْ فِي الْبَابِ الأَوَّلِ مِنْ جَهَنَّمَ لاَ تَسْوَدُّ وُجُوهُهُمْ، وَلاَ تَزْرَقُّ أَعْيُنُهُمْ، وَلاَ يُغَلُّونَ بِالأَغْلاَلِ، وَلاَ يُقْرَنُونَ مَعَ الشَّيَاطِينِ، وَلاَ يُضْرَبُونَ بِالْمَقَامِعِ، وَلاَ يُطْرَحُونَ فِي الأَدْرَاكِ؛ مِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا سَاعَةً ثُمَّ يَخْرُجُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ يَوْماً ثُمَّ يُخْرَجُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ شَهْراً ثُمَّ يُخْرَجُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا سَنَةً ثُمَّ يُخْرَجُ، وَأَطْوَلُهُمْ مُكْثاً فِيهَا مِثْلَ الدُّنْيَا مِنْ ُ يَوْمَ خُلِقَتْ إِلَى يَوْمَ أُفْنِيَتْ، وَذَلِكَ سَبْعَةُ آلاَفِ سَنَةٍ، ثُمَّ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ الْمُوَحِّدِينَ مِنْهَا قَذَفَ فِي قُلُوبِ أَهْلِ الأَدْيَانِ، فَقَالُوا لَهُمْ: كُنَّا نَحْنُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً فِي الدُّنْيَا فَآمَنْتُمْ وَكَفَرْنَا، وَصَدَّقْتُمْ وَكَذَّبْنَا, وَأَقْرَرْتُمْ وَجَحَدْنَا, فَمَا أَغْنَى ذَلِكَ عَنْكُمْ، نَحْنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا جَمِيعاً سَوَاءٌ, تُعَذَّبُونَ كَمَا نُعَذَّبُ, وَتُخَلَّدُونَ كَمَا نُخَلَّدُ. فَيَغْضَبُ اللهُ عِنْدَ ذَلِكَ غَضَباً لَمْ يَغْضَبْهُ مِنْ شَيْءٍ فِيمَا مَضَى، وَلاَ يَغْضَبُ مِنْ شَيْءٍ فِيمَا بَقِيَ، فَيُخْرِجُ أَهْلَ التَّوْحِيدِ مِنْهَا إِلَى عَيْنٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالصِّراطِ يُقَالُ لَهَا: نَهْرُ الْحَيَاةِ، فَيَرُشُّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَاءِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، مَا يَلِي الظِّلَّ مِنْهَا أَخْضَرُ وَمَا يَلِي الشَّمْسَ مِنْهَا أَصْفَرُ، ثُمَّ يُدْخَلُونَ الْجَنَّةَ فَيُكْتَبُ فِي جِبَاهِهِمْ: عُتَقَاءُ اللهِ مِنَ النَّارِ. إِلاَّ رَجُلاً وَاحِداً فَإِنَّهُ يَمْكُثُ فِيهَا بَعْدَهُمْ أَلْفَ سَنَةٍ، فَيُنَادِي: يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ. فَيَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِ مَلَكاً لِيُخْرِجَهُ فَيَخُوضُ فِي النَّارِ فِي طَلَبِهِ سَبْعِينَ عَاماً لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ, إِنَّكَ أَمَرْتَنِي أَنْ أُخْرِجَ عَبْدَكَ فُلاَناً مِنَ النَّارِ، وَإِنِّي طَلَبْتُهُ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ. فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْطَلِقْ فَهُوَ فِي وَادِي كَذَا وَكَذَا تَحْتَ صَخْرَةٍ, فأَخْرِجْهُ. فَيَذْهَبُ فَيُخْرِجُهُ مِنْهَا فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ إِنَّ الْجَهَنَّمِيِّينَ يَطْلُبُونَ إِلَى اللهِ أَنْ يَمْحُوَ ذَلِكَ الاسْمَ عَنْهُمْ، فَيَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِمْ مَلَكاً فَيَمْحُو عَنْ جِبَاهِهِمْ، ثُمَّ إِنَّهُ يُقَالُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ دَخَلَهَا مِنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ: اطَّلِعُوا إِلَى أَهْلِ النَّارِ, فَيَطَّلِعُونَ إِلَيْهِمْ فَيَرَى الرَّجُلُ أَبَاهُ وَيَرَى أَخَاهُ وَيَرَى جَارَهُ وَيَرَى صَدِيقَهُ وَيَرَى الْعَبْدُ مَوْلاَهُ، ثُمَّ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْعَثُ إِلَيْهِمْ مَلاَئِكَةً بِأَطْبَاقٍ مِنْ نَارٍ وَمَسَامِيرَ مِنْ نَارٍ وَعَمَدٍ مِنْ نَارٍِ, فَيُطْبَقُ عَلَيْهِمْ بِتِلْكَ الأَطْبَاقِ وَ يُشَدُّ بِتِلْكَ الْمَسَامِيرِ وَ يُمَدُّ بِتِلْكَ الْعَمَدِ، وَلاَ يَبْقَى فِيهَا خَلَلٌ يَدْخُلُ فِيهِ رَوْحٌ وَلاَ يَخْرُجُ مِنْهُ غَمٌّ، وَيَنْسَاهُمُ الْجَبَّارُ عَلَى عَرْشِهِ، وَيَتَشَاغَلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِنَعِيمِهِمْ، وَلاَ يَسْتَغِيثُونَ بَعْدَهَا أَبَداً، وَيَنْقَطِعُ الْكَلاَمُ فَيَكُونُ كَلاَمُهُمْ زَفِيراً وَشَهِيقاً، فَذَلِكَ قَوْلُه: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ}» يقولُ: مُطْبَقةٌ). [الدر المنثور: 15 / 651-652]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 05:25 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ( قوله عز وجل: {ويلٌ لّكلّ همزةٍ لّمزةٍ...} وإنما نزلت في رجل واحد كان يهمز الناس، ويلمزهم: يغتابهم ويعيبهم، وهذا جائز في العربية أن تذكر الشيء العام وأنت تقصد قصد واحد من هذا وأنت قائل في الكلام عند قول الرجل: لا أزورك أبدا، فتقول أنت: كل من لم يزرني فلست بزائره، وأنت تريد الجواب، وتقصد قصده، وهي في قراءة عبد الله: (ويلٌ للهمزة اللّمزة) ). [معاني القرآن: 3 /289]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({همزةٍ} الهمزة الذي يغتاب الناس ويبغضهم. قال الأعجم:
تدلى بودّي إذا لاقيتني كذباً ....... وإن أغيّب فأنت الهامز اللّمزه
[مجاز القرآن: 2 /311]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ويل لكل همزة}: الهمزة المشاء بالنميمة بين الإخوان الباغي للبريء العيب. {لمزة}: الآكل لحوم الناس، واللمزة العائب ويقال للرجل الأكول الحطمة). [غريب القرآن وتفسيره: 441]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (الهمزة): العيّاب والطّعّان. و(و اللمزة) مثله. وأصل «الهمز» و«اللّمز»: الدّفع). [تفسير غريب القرآن: 538]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {ويل لكلّ همزة لمزة (1)} (ويل) مرفوع بالابتداء والخبر {لكلّ همزة} ولو كان في غير القرآن جاز النصب، ولا يجوز في القرآن لمخالفة المصحف؛ فمن قال: (ويلا للكافرين) فالمعنى جعل الله له ويلا، ومن قال: (ويل) فهو أجود في العربية لأنه قد ثبت له الويل، والويل كلمة تقال لكل من وقع في هلكة.
و(الهمزة اللمزة) الذي يغتاب النّاس ويغضّهم قال الشاعر:
إذا لقيتك عن كره تكاشرني ....... وإن تغيّبت كنت الهامز اللّمزه
[معاني القرآن: 5/ 361]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الهُمَزَة) العيّاب، الطعّان. (واللمزة) مثله). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 307]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الهُمَزَةٍ): النمام (اللُّمَزَةٍ): الذي يغتاب). [العمدة في غريب القرآن: 357]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {الّذي جمع مالاً...} ثقّل (جمّع) الأعمش وأبو جعفر المدني، وخففها عاصم ونافع والحسن البصري، واجتمعوا جميعا على {وعدّده} بالتشديد، يريدون: أحصاه. وقرأها الحسن: (وعدده) خفيفة فقال بعضهم فيمن خفف: جمع مالا وأحصى عدده، مخففة يريد: عشيرته). [معاني القرآن: 3/ 289-290]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({الّذي جمع مالاً وعدّده} قال: {جمع} و{جمع مالاً وعدّده} من "العدّة"). [معاني القرآن: 4/ 52]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({الّذي جمع مالا وعدّده (2)} وقرئت: (الذي جمّع مالا)، وقرئت (جمع مالا)، بالتخفيف.
وقرئت (وعدّده) بالتشديد، وقرئت (وعدده) - بالتخفيف. فمن قرأ (وعدّده) فمعناه، وعدّده للدهور. ومن قرأ (وعدده) فمعناه جمع مالا وعددا، أي وقوما أعدّهم نصّارا). [معاني القرآن: 5 /361]

تفسير قوله تعالى: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يحسب أنّ ماله أخلده...} يريد: يخلده وأنت قائل للرجل: أتحسب أنّ مالك أنجاك من عذاب الله؟ ما أنجاك من عذابه إلاّ الطاعة، وأنت تعني، ما ينجيك. ومن ذلك قولك للرجل يعمل الذنب الموبق: دخل والله النار، والمعنى: وجبت له النار). [معاني القرآن: 3/ 290]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يحسب أنّ ماله أخلده * كلاّ لينبذنّ في الحطمة} [وقال] {يحسب أنّ ماله أخلده} {كلاّ لينبذنّ في الحطمة} أي: هو وماله). [معاني القرآن: 4/ 52]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يحسب أنّ ماله أخلده (3)} أي يعمل عمل من لا يظن مع يساره أنه يموت). [معاني القرآن: 5/ 362]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لينبذنّ في الحطمة...} قرأها العوام: "لينبذنّ" على التوحيد، وقرأها الحسن البصري وحده "لينبذانّ في الحطمة" يريد: الرجل وماله، والحطمة، اسم من أسماء النار، كقوله: جهنم، وسقر، ولظى فلو ألقيت منها الألف واللام إذ كانت اسما لم يجر). [معاني القرآن: 3 /290]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يحسب أنّ ماله أخلده * كلاّ لينبذنّ في الحطمة} [وقال] {يحسب أنّ ماله أخلده} {كلاّ لينبذنّ في الحطمة} أي: هو وماله). [معاني القرآن: 4/52](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لينبذنّ}: ليطرحنّ). [تفسير غريب القرآن: 538]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كلا}: ردع وزجر...، وقال: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ}؛ أي لا يخلده ماله). [تأويل مشكل القرآن: 558]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كلّا لينبذنّ في الحطمة (4)} أي يرمى به في النار. و{الحطمة} اسم من أسماء النار.
وقرئت (لينبذانّ في الحطمة). ورويت - عن الحسن، على أن المعنى لينبذنّ هو وماله في الحطمة. وقرئت (لتنبذن) في الحطمة، فمعناه أنه لينبذ هو وجمعه في الحطمة. والقراءة المعروفة {لينبذنّ}). [معاني القرآن: 5/ 362]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَيُنبَذَنَّ} ليطرحنّ. {الْحُطَمَةِ} جهنّم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 307]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحُطَمَةِ}: جهنم). [العمدة في غريب القرآن: 357]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وما أدراك ما الحطمة} فسرها فقال {نار الله الموقدة} ويقال للرجل الأكول. إنه لحطمة). [مجاز القرآن: 2 /311]

تفسير قوله تعالى: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {نار اللّه الموقدة (6) * الّتي تطّلع على الأفئدة (7)} هذه نار معدة لهؤلاء الكفار ومن كان مثلهم). [معاني القرآن: 5/ 362]

تفسير قوله تعالى: {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {تطّلع على الأفئدة...} يقول: يبلغ ألمها الأفئدة، والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى واحد. العرب تقول: متى طلعت أرضنا، وطلعت أرضي، أي: بلغت). [معاني القرآن: 3/ 290]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {الّتي تطّلع على الأفئدة} مبين في كتاب «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 538]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ}
قوله: {تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} أي توفي عليها وتشرف، ويقال: طلع الجبل واطّلع عليه: إذا علا فوقه. وخصّ الأفئدة، لأنّ الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه. فأخبرنا أنهم في حال من يموت وهم لا يموتون.وهو كما قال: {فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا} [طه: 74] يريد أنه في حال من يموت وهو لا يموت). [تأويل مشكل القرآن: 419]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى {تطّلع على الأفئدة} يبلغ ألمها وإحراقها إلى الأفئدة). [معاني القرآن: 5 /362]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {مّؤصدةٌ...}. وهي المطبقة، تهمز ولا تهمز). [معاني القرآن: 3/ 290]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({مؤصدةٌ} مطبقة). [مجاز القرآن: 2 /311]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّها عليهم مّؤصدةٌ} وقال: {مّؤصدةٌ} من "أأصد" "يؤصد"، وبضعهم يقول:"أوصدت" فذلك لا يهمزها مثل "أوجع" فهو "موجع"، ومثله "أأكف" و"أوكف" يقالان جميعا). [معاني القرآن: 4/ 52]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مؤصدة}: مطبقة). [غريب القرآن وتفسيره: 441]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّها عليهم مؤصدة (8)}
قرئت بالهمز وبغير همز. وقرئت موصدة، والعرب تقول أوصدته فعلى هذا موصدة، وتقول آصدته فعلى هذا "مؤصدة" بالهمزة. ومعنى "موصدة" مطبقة، أي العذاب مطبق عليهم). [معاني القرآن: 5/ 362]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّؤْصَدَةٌ}: مطبقة). [العمدة في غريب القرآن: 357]

تفسير قوله تعالى: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {في عمدٍ مّمدّدة...} ...
- حدثني إسماعيل بن جعفر المدني قال: كان أصحابنا يقرءون: (في عمد) بالنصب، وكذلك الحسن. وحدثني به الكسائي عن سليمان بن أرقم عن الحسن: (في عمد) ...
- وحدثني قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة السلولي عن علي رحمه الله أنه قرأها: (في عمد ممدّدةٍ) ...
- حدثني محمد بن الفضل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت أنهما قرآ: (في عمد ممدّدة) ...
والعمد، والعمد جمعان للعمود، مثل: الأديم، والأدم، والأدم، والإهاب، والأهب، والأهب، والقضيم والقضم والقضم ويقال: إنها عمد من نار). [معاني القرآن: 3/ 290-291]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({في عمدٍ} وفي عمد جمع العماد). [مجاز القرآن: 2/ 311]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({في عمد ممددة}: عمد وعمد جمع العماد). [غريب القرآن وتفسيره: 441]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {في عمد ممدّدة (9)}
وقرئت (في عمد) وهو جمع عماد وعمد وعمد، كما قالوا: إهاب وأهب وأهب. ومعناه أنها في عمد من النّار). [معاني القرآن: 5/362]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَمَدٍ}: جمع عمود). [العمدة في غريب القرآن: 357]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 05:27 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقد ينعت العرب الرجل والمرأة، فقالوا: ... و«رجل همزة لمزة»). [المذكور والمؤنث: 106]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (ورجل همزة لمزة يهمز الناس ويلمزهم أي يعيبهم قال الشاعر:

تدلى بودي إذا لاقيتني كذبا ....... وإن أغيب فأنت الهامز اللمزة ).
[إصلاح المنطق: 428]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) }

تفسير قوله تعالى: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) }

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) }

قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (ورجل حطمة كثير الأكل). [إصلاح المنطق: 429]

تفسير قوله تعالى: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) }

تفسير قوله تعالى: {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) }

قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وقد آصدت الباب وأوصدته وقرئ (إنها عليهم موصدة) و{مؤصدة} أي: مطبقة أنشدنا أبو عمرو عن الكسائي:
تحن إلى أجبال مكة ناقتي ....... ومن دونها أبواب صنعاء مؤصده ).
[إصلاح المنطق: 159-160] (م)
تفسير قوله تعالى: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} هو القياس، وعمد شاذ. وممددة: طوال). [مجالس ثعلب: 325]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:01 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:01 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {ويلٌ لّكلّ همزةٍ لّمزةٍ * الّذي جمع مالًا وعدّده * يحسب أنّ ماله أخلده * كلّا لينبذنّ في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار اللّه الموقدة * الّتي تطّلع على الأفئدة * إنّها عليهم مّؤصدةٌ * في عمدٍ مّمدّدةٍ}
{ويلٌ}
يجمع الشّرّ والخزي، وقيل: ويلٌ: وادٍ في جهنّم.
و(الهمزة) الذي يهمز الناس بلسانه، أي: يعيبهم ويغتابهم، وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: هو المشّاء بالنميم.
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه:
«وليس به لكنّهما صفتان بتلازمٍ»، قال تعالى: {همّازٍ مشّاءٍ بنميمٍ}.
وقال مجاهدٌ: الهمزة:
«الذي يأكل لحوم الناس».
وقيل لأعرابيٍّ: أتهمز إسرائيل. قال: إني إذًا لرجل سوءٍ. حسب أنه يقال له: أتقع في سبّه؟
و(اللّمزة) قريبٌ من المعنى في (الهمزة)، قال اللّه تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم}. وقرأ ابن مسعودٍ والأعمش: (ويلٌ للهمزة اللّمزة).
وهذا البناء الذي هو (فعلة) يقتضي المبالغة في معناه.
وقال أبو العالية، والحسن:
«الهمز بالحضور، واللّمز بالمغيب».
وقال مقاتلٌ ضدّ هذا. وقال ابن أبي نجيحٍ:
«الهمز باليد والعين، واللّمز باللسان». وقال تعالى: {ومنهم من يلمزك في الصّدقات}.
وقيل: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ. وقيل: في جميل بن عامرٍ الجمحيّ. ثمّ هي تتناول كلّ من اتّصف بهذه الصفات). [المحرر الوجيز: 8/ 687-688]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ ابن عامرٍ، وحمزة، والكسائيّ، والحسن: (جمّع) بشدّ الميم، والباقون بالتخفيف.
وقوله تعالى: {وعدّده} معناه: أحصاه وحافظ على عدده ألاّ ينقص، فمنعه من الخيرات ونفقة البرّ.
وقال مقاتلٌ: المعنى:
«استعدّه وادّخره».
وقرأ الحسن: (وعدده) بتخفيف الدالين. فقيل: المعنى: جمع مالًا وعددًا من عشيرةٍ. وقيل: أراد (عدّد) مشدّدًا فحلّ التضعيف. وهذا قلقٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 688]

تفسير قوله تعالى: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يحسب أنّ ماله أخلده} معناه: يحسب أنّ ماله هو معنى حياته وقوامها، وأنه حفظه مدّة عمره ويحفظه، ثمّ ردّ تعالى على هذه المحسبة، وأخبر إخبارًا مؤكّدًا أنه ينبذ في الحطمة، أي: التي تحطم ما فيها وتلتهمه.
وقرأ: {يحسب} -بفتح السين- الأعرج، وأبو جعفرٍ، وشيبة.
وقرأ ابن محيصنٍ، والحسن - بخلافٍ عنه -: (لينبذانّ) بنونٍ مكسورةٍ مشددةٍ قبلها ألفٌ، يعني: هو وماله.
وروي عنه ضمّ الذال على نبذ جماعةٍ؛ هو، وماله، وعدده، أو يريد جماعة الهمزات). [المحرر الوجيز: 8/ 688]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم عظّم اللّه تعالى شأنها، وأخبر أنها نار اللّه الموقدة التي يبلغ إحراقها القلوب ولا تخمد.
و(الفؤاد) القلب، ويحتمل أن يكون المعنى: أنها لا يتجاوزها أحدٌ حتى تأخذه بواجب عقيدة قلبه ونيّته، فكأنها مطّلعةٌ على القلوب بإطلاع اللّه تعالى إيّاها). [المحرر الوجيز: 8/ 688]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ أخبر اللّه تعالى أنها عليهم مؤصدةٌ، ومعناه: مطبقةٌ أو مغلقةٌ.
قال عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه:
«أبواب النار بعضها فوق بعضٍ»). [المحرر الوجيز: 8/ 688]

تفسير قوله تعالى: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {في عمدٍ} جمع (عمودٍ)، مثل: أديمٍ وأدمٍ، وهي عند سيبويه أسماء جمعٍ لا جموع، جاريةٌ على الفعل.
وقرأ ابن مسعودٍ (موصدةٌ بعمدٍ ممدّدةٍ). وقال ابن زيدٍ: المعنى: في عمد حديدٍ مغلولين لها، والكلّ من نارٍ. وقال أبو صالحٍ:
«هذه النار هي في قبورهم».
وقرأ عاصمٌ - في رواية أبي بكرٍ - وحمزة، والكسائيّ: (عمدٍ) بضمّ العين والميم، وقرأ الباقون وحفصٌ عن عاصمٍ بفتحهما، وقرأ الجمهور: {ممدّدةٍ} بالخفض على نعت (العمد)، وقرأ عاصمٌ: (ممدّدةٌ) بالرفع على إتّباع {مؤصدةٌ}). [المحرر الوجيز: 8/ 688]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم اللّه الرحمن الرحيم
{ويلٌ لّكلّ همزةٍ لّمزةٍ * الّذي جمع مالًا وعدّده * يحسب أنّ ماله أخلده * كلّا لينبذنّ في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار اللّه الموقدة * الّتي تطّلع على الأفئدة * إنّها عليهم مّؤصدةٌ * في عمدٍ مّمدّدةٍ}.
الهمّاز بالقول، واللمّاز بالفعل، يعني: يزدري الناس وينتقص بهم، وقد تقدّم بيان ذلك في قوله: {همّازٍ مشّاءٍ بنميمٍ}.
قال ابن عبّاسٍ:
«همزةٌ لمزةٌ: طعّانٌ معيابٌ». وقال الربيع بن أنسٍ: «الهمزة يهمزه في وجهه، واللّمزة من خلفه». وقال قتادة: «يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه، ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم».
وقال مجاهدٌ:
«الهمزة: باليد والعين، واللّمزة: باللسان»، وهكذا قال ابن زيدٍ. وقال مالكٌ: عن زيد بن أسلم: «همزه لحوم الناس». ثم قال بعضهم: المراد بذلك الأخنس بن شريقٍ. وقيل غيره. وقال مجاهدٌ: «هي عامّةٌ»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 481]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {الّذي جمع مالاً وعدّده} أي: جمعه بعضه على بعضٍ، وأحصى عدده،، كقوله: {وجمع فأوعى}. قاله السّدّيّ وابن جريرٍ.
وقال محمد بن كعبٍ في قوله: {جمع مالاً وعدّده}: ألهاه ماله بالنهار، هذا إلى هذا، فإذا كان الليل نام كأنّه جيفةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 481]

تفسير قوله تعالى: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يحسب أنّ ماله أخلده}. أي: يظنّ أنّ جمعه المال يخلّده في هذه الدار). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 481]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كلاّ}. أي: ليس الأمر كما زعم ولا كما حسب.
ثم قال تعالى: {لينبذنّ في الحطمة}. أي: ليلقينّ هذا الذي جمع مالاً فعدّده في الحطمة، وهي اسمٌ من أسماء النار صفةٌ؛ لأنها تحطم من فيها، ولهذا قال: {وما أدراك ما الحطمة * نار اللّه الموقدة * الّتي تطّلع على الأفئدة}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 481]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما أدراك ما الحطمة * نار اللّه الموقدة * الّتي تطّلع على الأفئدة}.
قال ثابتٌ البنانيّ:
«تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياءٌ. ثم يقول: لقد بلغ منهم العذاب». ثمّ يبكي.
وقال محمد بن كعبٍ:
«تأكل كلّ شيءٍ من جسده، حتّى إذا بلغت فؤاده جدّد خلقه، فرجع على جسده»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 481-482]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّها عليهم مؤصدةٌ}. أي: مطبقةٌ، كما تقدّم تفسيره في سورة البلد.
وقال ابن مردويه: حدّثنا عبد اللّه بن محمدٍ، حدّثنا عليّ بن سراجٍ، حدّثنا عثمان بن خرزاذ، حدّثنا شجاع بن أشرس، حدّثنا شريكٌ، عن عاصمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّها عليهم مؤصدةٌ}. قال:
«مطبقةٌ».
وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة: عن عبد اللّه بن أسيدٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ قوله ولم يرفعه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 482]

تفسير قوله تعالى: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {في عمدٍ ممدّدةٍ}. قال عطيّة العوفيّ:
«عمدٍ من حديدٍ».
وقال السّدّيّ:
«من نارٍ». وقال شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {في عمدٍ ممدّدةٍ}. يعني: «الأبواب هي الممدودة».
وقال قتادة: في قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ:
«إنّها عليهم مؤصدةٌ بعمدٍ ممدّدةٍ».
وقال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ: أدخلهم في عمدٍ فمدّت عليهم بعمادٍ، في أعناقهم السلاسل فسدّت بها الأبواب، وقال قتادة:
«كنّا نحدّث أنّهم يعذّبون بعمدٍ في النّار». واختاره ابن جريرٍ.
وقال أبو صالحٍ: {في عمدٍ ممدّدةٍ}. يعني:
«القيود الطّوال»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 482]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة