العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:46 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (38) إلى الآية (41) ]
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) }


قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّ اللّه يدافع عن الّذين آمنوا (38)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (إن الله يدفع) بغير ألف. وقرأ الباقون (يدافع) بألف.
[معاني القراءات وعللها: 2/181]
قال أبو منصور: من قرأ (يدافع) فهو من دافع يدافع، بمعنى: دفع.
وقد جاءت حروفٌ على (فاعل) للواحد، منها: قاتله اللّه، وعافاه اللّه، وعاهدت الله.
ومن قرأ (يدفع) فهو من دفع يدفع). [معاني القراءات وعللها: 2/182]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (إن الله يدفع عن الذين آمنوا) [الحج/ 38] ولو لادفع الله الناس [الحج/ 40] بغير ألف.
وقرأ نافع: إن الله يدافع عن الذين آمنوا، (ولولا دفاع الله) بألف.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: إن الله يدافع بألف، ولولا دفع الله بغير ألف.
قراءة ابن كثير وأبي عمرو: (إنّ الله يدفع) ولولا دفع الله جعلوا الدفع مصدر دفع، وقراءة نافع: إن الله يدافع (ولولا دفاع الله)، فدفاع يكون مصدر دافع، كما أن القتال مصدر قاتل. فأما من فصل بين الفعل والمصدر وقرأ: إن الله يدافع ولولا دفع الله فيجوز
[الحجة للقراء السبعة: 5/278]
أن يكون وافق قراءة من قرأ: (إنّ الله يدفع) ولولا دفع الله وذلك أن فاعل في معنى فعل مثل: طارقت النّعل، ولا يصح أن يكون مثل قاتل وضارب، فهو مثل واعد التي يراد به فعل، فجاء يدفع على أن معنى الفعل فعل، وإن كان لفظه على فاعل، مثل: طارقت النّعل، وعاقبت اللص، وعافاه الله.
ولو قرأ قارئ: (ولولا دفاع الله الناس) وقرأ: (إن الله يدفع) لجاز أن يكون الدفاع من دفع، كالكتاب من كتب، لا يريد به مصدر فاعل، ولكن مصدر الثلاثة مثل: الكتاب والقيام والعتاب، وقال أبو الحسن: أكثر الكلام: (إن الله يدفع) بغير ألف. قال: وتقولون: دفع الله عنك، قال: ودافع عربية إلا أن الأول أكثر). [الحجة للقراء السبعة: 5/279] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن الله يدافع عن الّذين آمنوا} 38
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (إن الله يدفع عن الّذين آمنوا) بغير ألف من دفع يدفع دفعا وحجتهما أن الله جلّ وعز لا يدافعه
[حجة القراءات: 477]
شيء وهو يدفع عن النّاس فالفعل وحده له لا لغيره
وقرأ الباقون {إن الله يدافع} بالألف وحجتهم أن يدافع عن مرّات متواليات لأن قول القائل دافعت عن زيد يجوز أن يراد به دفعت عنه مرّة بعد مرّة وليس ينحى به نحو قاتلت زيدا بل ينحى به نحو قوله {قاتلهم الله} والفعل له لا لغيره ونحو هذا طارقت النّعل وسافرت). [حجة القراءات: 478]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {إن الله يدافع} قرأه ابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/119]
وإسكان الدال من غير ألف، وقرأ الباقون بضم الياء وبألف بعد الدال.
وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعل الفعل من واحد، وهو الله جل ذكره، يدفع عمن يشاء، ولما كان في إثبات الألف احتمال أن يكون الفعل من اثنين، والله وحده هو الدافع، كان ترك إثبات الألف أولى لزوال الاحتمال، وهو الاختيار، لما في إثبات الألف من الاحتمال ان يكون الدفع من اثنين من دافع ومن مدفوع عنه، والمدفوع عنه لا حظ له في الدفع، لكن يُحمل على تكرير الفعل، أي يدفع عنهم مرة بعد مرة، فيصح لفظ {يدافع} من واحد، ومثله: {قاتلهم الله} «التوبة 30» ليس هو من اثنين، والعرب تخرج «فاعل» من واحد، نحو: سافر زيد.
14- وحجة من قرأ بألف أنه حمله أيضًا على الواحد، لأن المفاعلة قد تكون من واحد، نحو: عاقبت اللص، وداويت العليل، وقد تكون «فَاعَل» للتكرير، أي يدفع عنهم مرة بعد مرة، وقد يأتي «فاعل» من واحد، قالوا: سافر زيد، وقد ذكرناه، وقد تقدم ذكر «دفع» وعلته في البقرة، والكلام عليه كالكلام في {يدافع} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/120]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {إنَّ الله يُدَفِعُ}[آية/ 38] بغير ألف:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أنه مضارع دفع، يقال: دفع يدفع دفعًا، والمعنى يدفع السوء.
وقرأ الباقون {يُدَافِعُ}بالألف.
والوجه أنه مضارع دافع، يقال: دافع يدافع مدافعة ودفاعًا، ودافع ههنا بمعنى دفع؛ لأن الفعل من واحد، كطارقت النعل وعاقبت اللص، وهم للدفاع في هذا المعنى أكثر استعمالاً منهم للدفع، وإن كان المعنى واحداً). [الموضح: 881]

قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أذن للّذين يقاتلون (39)
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي (أذن للّذين) بفتح الألف (يقاتلون) بكسر التاء.
وقرأ أبو عمرو وأبو بكر عن عاصم، ويعقوب (أذن للّذين) بضم الألف (يقاتلون) بكسر التاء.
وقرأ ابن عامر (أذن للّذين يقاتلون) بفتح الألف والتاء جميعًا.
وقرأ نافع وحفص: (أذن) - بضم الألف -، (يقاتل) - بفتح التاء -.
قال أبو منصور: من قرأ (أذن) بفتح الألف فالمعنى: أذن اللّه للذين يقاتلون أو: يقاتلون، و(أنهم ظلموا)، أي: أذن لهم بسبب ما ظلموا أن يقاتلوا، وكذلك المعنى فيمن قرأ (أذن)، وإذا قرئ (يقاتلون) فهم فاعلون، وإذا قرئ (يقاتلون) فهم مفعولون). [معاني القراءات وعللها: 2/182]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {أذن للذين يقاتلون} [39].
قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي (أذن) بفتح الألف و(يقتلون) بكسر التاء، والتقدير: أذن الله تعالى يقاتلون من ظلمهم، وكذلك التقدير في قراءة الباقين.
وقرأ أبو عمر، وأبو بكر عن عاصم: بكسر التاء وضم الألف.
وقرأ ابن عامر: بفتح التاء، والألف جميعًا.
وقرأ عاصم في رواية حفص ونافع: {أذن} بالضم {يقتلون} بالفتح). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/79]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الألف وضمّها من قوله تعالى: أذن للذين يقاتلون [الحج/ 39].
فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: (أذن للذين) مفتوحة الألف مكسورة التاء.
وقرأ نافع وأبو عمارة وابن اليتيم وهبيرة عن حفص عن عاصم:
أذن برفع الألف يقاتلون مفتوحة التاء.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وأبو عمرو أذن للذين يقاتلون مضمومة الألف مكسورة التاء. وقرأ ابن عامر (أذن للذين يقاتلون) مفتوحة الألف والتاء.
قال أبو علي: المأذون لهم في القتال أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وما ظلموا به: أنّ المشركين أخرجوهم من ديارهم وشرّدوهم حتى لحق طائفة منهم بالحبشة، ثم بوّءوا المدينة بعد، فمن قرأ: (أذن) فبنى الفعل للفاعل فلما تقدّم من ذكر الله تعالى وقوله: الذين يقاتلون في موضع نصب.
ومن قرأ: أذن فبنى الفعل للمفعول به، فالمعنى على أن الله
[الحجة للقراء السبعة: 5/280]
سبحانه أذن لهم في القتال، والجار والمجرور في موضع رفع لإسناد الفعل المبني للمفعول إليهما.
ومن قرأ: (يقاتلون) فالمعنى أنهم يقاتلون عدوهم، والظالمين لهم بإخراجهم عن ديارهم.
ومن قرأ: أذن للذين يقاتلون فالمعنى فيه: أذن الله للذين يقاتلون بالقتال، ومعاني هذه القراءات متقاربة. وزعموا أن في بعض القراءات: في سبيل الله وهذا يصلح أن يكون في قراءة من قرأ:
(يقاتلون) ويقاتلون لأن من يقاتل المشركين ومن يقاتل من المسلمين، فقتاله في سبيل الله، وحذف مثل هذا في الكلام للدّلالة عليه حسن كثير، والذي أظهره أخرج ما حذفه الجمهور من اللفظ إلى اللفظ.
وممّا يقوي قول من قال: يقاتلون بأنهم ظلموا بأن الفعل الذي بعده مسند إلى المفعول به). [الحجة للقراء السبعة: 5/281]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير}
قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم {أذن للّذين يقاتلون} بضم الألف أي اذن الله للّذين يقاتلون ثمّ رد إلى ما لم يسم فاعله
وقرأ الباقون {آذن} بفتح الألف وحجتهم أنه قرب من قوله قبلها {إن الله لا يحب كل خوان كفور} فأسندوا الفعل إلى الله لتقدم اسمه وأن الفعل قرب منه وأخرى وهي أن الكلام عقيبه جرى بتسمية الله وهو قوله {وإن الله على نصرهم لقدير} فكان الأولى أن يكون ما بينهما في سياق الكلام بلفظهما ليأتلف الكلام على نظام واحد عن مجاهد في قوله {أذن للّذين يقاتلون} قال ناس مؤمنون خرجوا مهاجرين من مكّة إلى المدينة وكانوا يمنعون فأدركهم الكفّار فأذن للمؤمنين بقتال الكفّار فقاتلوهم قال مجاهد هو أول قتال أذن به للمؤمنين
قرأ نافع وابن عامر وحفص بفتح التّاء على ما لم يسم فاعله أي
[حجة القراءات: 478]
يقاتلهم الكفّار ويقوّي هذا قوله {بأنّهم ظلموا} أن الفعل بعده مسند إلى المفعول به قال عاصم لو كانت يقاتلون بكسر التّاء ففيم أذن لهم فكأنهم ذهبوا إلى أن المشركين قد كانوا بدؤوهم بالقتال فأذن الله لهم حين قاتلوا أن يقاتلوا من قاتلهم وهو وجه حسن لأن المشركين قد كانوا يقتلون أصحاب النّبي صلى الله عليه وكان المؤمنون ممسكين عن القتال لأنهم لم يؤمروا به فأذن الله لهم أن يقاتلوا من قاتلهم
وقرأ الباقون بكسر التّاء لأنهم فاعلون المعنى يقاتلون عدوهم الظّالمين لهم بإخراجهم من ديارهم وحجتهم في حرف أبي (أذن للّذين قاتلوا) ). [حجة القراءات: 479]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {أذن للذين} قرأه نافع وأبو عمرو وعاصم بضم الهمزة، على ما لم يسم فاعله، فـ «الذين» يقوم مقام الفاعل، والله هو الفاعل، وقرأ الباقون {أذن} بفتح الهمزة، على أنهم بنوا الفعل للفاعل المتقدم الذكر، وهو الله جل ذكره، فهو مضمر في {أذن}، و{للذين} في موضع نصب يتعدى الفعل إليهم بحرف الجر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/120]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {يقاتلون} قرأه نافع وابن عامر وحفص بفتح التاء، على ما لم يسم فاعله، على معنى: أذن الله للذين يقاتلون عدوهم بالقتال لعدوهم، ويقوي هذه القراءة قوله: {بأنهم ظلموا} فدل ذلك على أنهم قوتلوا، فأتى الفعلان على ما لم يسم فاعله، وهو الاختيار، لصحة معناه؛ لأنهم لما قوتلوا وظلموا بالقتال أذن الله لهم بقتال عدوهم، وقد قيل: إنها أول آية نزلت في إباحة قتال المشركين، وقرأ الباقون بكسر التاء، أضافوا الفعل إلى الفاعل، على تقدير: أذن الله للذين يريدون قتال عدوهم بالقتال، وقد تقدم ذكر «قتلوا، ومدخلا، وكأين، وليضل، وترجع الأمور» وشبه ذلك، فأغنى عن إعادته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/121]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {أُذِنَ لِلَّذِينَ}[آية/ 39] بضم الألف:
قرأها نافع وأبو عمرو وعاصم ويعقوب.
والوجه أن الفعل مبني للمفعول به، والجار والمجرور في موضع رفع بإسناد الفعل الذي لم يسم فاعله إليه، والله تعالى هو الذي أذن لهم في القتال، والمأذون لهم في القتال هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما لم يشتبه المعنى بني الفعل للمفعول به، إذ الفاعل غير مشتبه، وما بعده أيضًا على ما لم يسم فاعله وهو قوله {ظَلَمُوا}وفاعل الظلم أيضًا لا يشتبه، لأنهم هم المشركون.
وقرأ الباقون {أُذِنَ}بفتح الألف.
والوجه أن الفعل بني للفاعل، والفاعل هو الله تعالى والمعنى أذن الله للذين يقاتلون في قتال الكفار بسبب أنهم ظلموا، وذلك أن المشركين أخرجوهم من ديارهم). [الموضح: 882]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {يُقَاتِلُونَ}[آية/ 39] بفتح التاء:
قرأها نافع وابن عامر و- ص- عن عاصم.
والوجه أن المراد يقاتلهم الذين ظلموهم بإخراجهم من ديارهم، فهم مفعولون.
وقرأ الباقون {يُقَاتِلُونَ}بكسر التاء.
[الموضح: 882]
والوجه أنه أراد أنهم يقاتلون ظالميهم، فهم فاعلون). [الموضح: 883]

قوله تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لهدّمت صوامع (40)
قرأ ابن كثير ونافع (لهدمت) خفيفة الدال.
وقرأ الباقون (لهدمت) مشددة.
قال أبو منصور: (لهدّمت) للتكثير، ومن خفف فهو جائز، كقولك: قتل الرجال، وقتّلوا). [معاني القراءات وعللها: 2/183]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- قوله تعالى: {لهدمت صومع} [40].
قرأ ابن كثير ونافع {لهدمت} خفيفًا.
وقرأ الباقون مشددًا، وهما لغتان، غير أن التشديد للتكثير. هدمت شيئًا بعد شيء مثل ذبحت، وذبحت، فقال الحسن: تهديمها: تعطيلها، فهذا شاهد لمن شدد.
فإن قيل لك: كيف تهدم الصلوات؟
ففي ذلك جوابان:
أحدهما: أن تهدم موضع الصلوات وهي المساجد، فإذا هدموا موضع الصلوات فقد هدموا الصلاة وأبطلوها.
والجواب الآخر: أن الصلوات ها هنا بيوت النصارى يسمونها صلواتًا.
حدثني ابن مجاهد قال: حدثنا إدريس عن خلف عن محبوب عن داود عن أبي العالية في قوله: {وصلوت ومسجد} قال: الصلوات: بيوت الصابئين يسمونها صلواتًا. قال الشاعر:
إتق الله والصلاة فدعها = إن في الصوم والصلاة فسادا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/78]
يعني بالصلاة في هذا البيت: بيت النصارى، وبالصوم ذوق النعام). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/79]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {ولولا دفع الله الناس} [40].
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو {دفع الله} بغير ألف. {وإن الله يدفع} [38] كمثل.
وكان أبو عمرو يقول: {يدفع} لحن.
وقرأ نافع {يدفع}، {ولولا دفع الله} بألف فيهما.
وقرأ الباقون، {يدفع} بألف {ولولا دفع الله} بغير ألف، وهما لغتان غير أن الدفاع: فعل من اثنين دافعته مثل ناظرته، والدفع: من واحد, وقد يكون فاعلت من واحد، كقولهم: طارقت النعل، وعافاك الله وقد أشبعت ذلك في سورة (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/79]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (إن الله يدفع عن الذين آمنوا) [الحج/ 38] ولو لادفع الله الناس [الحج/ 40] بغير ألف.
وقرأ نافع: إن الله يدافع عن الذين آمنوا، (ولولا دفاع الله) بألف.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: إن الله يدافع بألف، ولولا دفع الله بغير ألف.
قراءة ابن كثير وأبي عمرو: (إنّ الله يدفع) ولولا دفع الله جعلوا الدفع مصدر دفع، وقراءة نافع: إن الله يدافع (ولولا دفاع الله)، فدفاع يكون مصدر دافع، كما أن القتال مصدر قاتل. فأما من فصل بين الفعل والمصدر وقرأ: إن الله يدافع ولولا دفع الله فيجوز
[الحجة للقراء السبعة: 5/278]
أن يكون وافق قراءة من قرأ: (إنّ الله يدفع) ولولا دفع الله وذلك أن فاعل في معنى فعل مثل: طارقت النّعل، ولا يصح أن يكون مثل قاتل وضارب، فهو مثل واعد التي يراد به فعل، فجاء يدفع على أن معنى الفعل فعل، وإن كان لفظه على فاعل، مثل: طارقت النّعل، وعاقبت اللص، وعافاه الله.
ولو قرأ قارئ: (ولولا دفاع الله الناس) وقرأ: (إن الله يدفع) لجاز أن يكون الدفاع من دفع، كالكتاب من كتب، لا يريد به مصدر فاعل، ولكن مصدر الثلاثة مثل: الكتاب والقيام والعتاب، وقال أبو الحسن: أكثر الكلام: (إن الله يدفع) بغير ألف. قال: وتقولون: دفع الله عنك، قال: ودافع عربية إلا أن الأول أكثر). [الحجة للقراء السبعة: 5/279] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في تشديد الدال وتخفيفها من قوله: لهدمت صوامع [الحج/ 40].
فقرأ ابن كثير ونافع: (لهدمت صوامع) خفيفة الدال وقرأ الباقون: لهدمت مشدّدة الدال.
هدمت يكون للقليل والكثير، يدلّك على ذلك أنك تقول:
ضربت زيدا ضربة، وضربته ألف ضربة، فاللفظ في القلة والكثرة على حالة واحدة، وهدّمت يختص به الكثير، كما أن الرّكبة والجلسة تختص بالحال التي هو عليها، وفي التنزيل: وغلقت الأبواب [يوسف/ 23]، وقال الشاعر:
[الحجة للقراء السبعة: 5/279]
ما زلت أفتح أبوابا
وأغلقها... حتى أتيت أبا عمرو بن عمّار
فهذا وجه من قال: (لهدمت صوامع) بالتخفيف). [الحجة للقراء السبعة: 5/280]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الجحدري بخلاف: [وصُلُوتٌ] بضم الصاد واللام، وإسكان الواو، والتاء.
وروى عنه: [وصِلْواتٌ]. بكسر الصاد، وجزم اللام بعد الواو. بالتاء.
وقرأ: [وصُلُوتٌ] أبو العالية -بخلاف- والحجاج بن يوسف- بخلاف- والكلبي.
وقرأ: [وصُلُوتٌ] الحجاج. ورويت عن الجحدري.
وقرأ: [وَصُلُوَتٌ] جعفر بن محمد.
وقرأ: [وصُلُوتًا] مجاهد.
وقرأ: [وصلَوَاتٌ] الجحدري والكلبي بخلاف.
وقرأ: [وصِلْوِيتًا] عكرمة.
قال أبو الفتح: اعلم أن أقوى القراءات في هذا الحرف هو ما عليه العامة، وهو: {صَلَوَاتٌ}
[المحتسب: 2/83]
ويلي ذلك [صُلُواتٌ] و [صُلَوَات] و[صِلْوَاتٌ]. فأما بقية القراءات فيه فتحريف وتشبث باللغة السريانية واليهودية.
وذلك أن الصلاة عندنا من الواو، يدلك على ذلك ما كان رآه أبو علي فيها، وذلك أنها من الصَّلَوَيْن وهما مكتنِفا ذنَب الفرس وغيره مما يجري مجرى ذلك، قال: واشتقاقه منه أن تحريك الصَّلَوَيْنِ أول ما يظهر من أفعال الصلاة، فأما الاستفتاح ونحوه من القراءة والقيام فأمر لا يظهر، ولا يخص ما ظهر منه الصلاة، لكن الركوع أول ما يظهر من أفعال المصلي. وقولهم أيضا في الجمع: صلواتٌ، قاطع بكون اللام واوا، وإنما ذكرنا وجه اشتقاقها من الصَّلَوَيْن. فصلوات جمع صلاة، كقنوات من قناة.
وأما [صُلُوَات] و[صُلَوَات] فجمع صُلْوَة، وإن كانت غير مستعملة. ونظيرها حُجْرَة وحُجُرَات وحُجَرَات. وأما [صِلْوَات] فكأنه جمع صِلْوَة كرِشْوَة ورِشْوَات، وهي أيضا مقدرة وغير مستعملة، كتقدير [صُلْوَة]. وقد تكون [صُلَوَات] بفتح اللام أيضا جمع صُلاة كطُلاة وطُلَيَات. وإنما بدأنا بقولنا إنها جمع صُلْوَة كحُجُرات جمع حُجْرَة، ولم تقدم ذكر صلاة المتقدرة ليقل تقدير ما لم يخرج إلى الاستعمال.
ومعنى [صَلَوات] هنا: المساجد، وهي على حذف المضاف، أي: مواضع [الصَّلَوَات]، ومنه قولهم: صلى المسجد، أي: أهله. وأذن المسجد، أي: مؤذنه. وقال:
نبِّئْتُ أنّ النارَ بَعْدَكَ أُوقِدَتْ ... وَاسْتَبَّ بَعْدَكَ يا كُلَيْبُ الْمَجْلِسُ
قال أبو حاتم: ضاقت صدورهم لما سمعوا {هُدِّمَتْ صَلَوَاتٌ}، فعدلوا إلى بقية القراءات، وقال الكلبي: [صُلُواتٌ]: مساجد اليهود، وقال الجحدري: [صُلُواتٌ]: مساجد النصارى. وعندنا من خارج باب الموصل بيوت يدفن فيها النصارى تعرف بالباصَلُوث، بثاء منقوطة
[المحتسب: 2/84]
بثلاث، وقال قطرب: صُلُوث بالثاء: بعض بيوت النصارى، قال: والصُّلُوثُ: الصوامع الصغار لم يسمع لها بواحد، قال: وقال ابن عباس: [صَلَوَات]: كنائس اليهود، وصوامع الرهبان، وبِيَع النصارى.
وقال أبو حاتم: قال الحسن: تهديمها: تعطيلها، وقول الله سبحانه: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}، ثم قال: {وَلا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ}، فهذا يدل على أن المراد: لا تقربوا المسجد، فقال: "الصلاة"). [المحتسب: 2/85]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولولا دفع الله النّاس بعضهم ببعض لهدمت صوامع}
قرأ نافع (ولولا دفاع الله النّاس) بالألف وقرأ الباقون {ولولا دفع الله} وقد بيّنت في سورة البقرة
قرأ نافع وابن كثير {لهدمت} بالتّخفيف وقرأ الباقون بالتّشديد وهما لغتان غير أن التّشديد للتكثير {لهدمت} شيئا بعد شيء مثل ذبحت وذبحت). [حجة القراءات: 479]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (17- قوله: {لهدمت} قرأ الحرميان بالتخفيف؛ لأنه يقع للقليل والكثير، وهو أخف، وقرأ الباقون بالتشديد، ليخلصوا الفعل إلى التكثير، لكثرة الصوامع والبيع والصلوات والمساجد، فالتشديد الذي يدل على التكثير أولى وهو الاختيار لكثرة ما دفع الله من الهدم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/121]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {ولَوْلا دَفْاعُ الله}[آية/ 40] بالألف وكسر الدال:
قرأها نافع ويعقوب.
والوجه أن دفاعًا مصدر دافع، والفعل من واحد كطارقت النعل، وقد سبق.
ويجوز أن يكون الدفاع مصدراً من دفع كالكتاب من كتب.
وقرأ الباقون {ولَوْلا دَفْعُ الله}بغير ألف.
والوجه أنه مصدر دفع يدفع، وهو الأصل في الباب). [الموضح: 883]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ}[آية/ 40] بتخفيف الدال:
قرأها ابن كثير ونافع.
والوجه أن الفعل إذا كان مخففًا فإنه ينطلق على القلة والكثرة جميعًا، بدليل قولهم: ضربته ضربة وضربتين وألف ضربةٍ، فالمخفف إذاً يكون ههنا بمعنى الكثرة.
وقرأ الباقون {هُدِّمَتْ}بالتشديد.
والوجه أن التفعيل يختص الكثرة، فاختير ههنا؛ لأن الصوامع جمع. وأدغم التاء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي.
[الموضح: 883]
والوجه أن إدغام التاء في الصاد جائز حسن لتقاربهما في المخرج واشتراكهما في الهمس.
وقرأ الباقون بالإظهار.
والوجه أنهما حرفان غير مثلين، والإظهار أصل، فأجروه على الأصل). [الموضح: 884]

قوله تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:48 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (42) إلى الآية (45) ]

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44) فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)}


قوله تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42)}
قوله تعالى: {وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43)}
قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44)}
قوله تعالى: {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فكأيّن من قريةٍ أهلكتها (45)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (أهلكتها) بالتاء.
وقرأ الباقون (أهلكناها) بالنون.
قال أحمد بن يحيى: ما كان من هذا للّه وحده دون أعوانه فهو على التوحيد، وما كان على لفظ الجمع فهو ما فعله بأعدائه، وجائز أن يكون اللفظ لفظ الجميع، وقد تفرد به أبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/183]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وبئرٍ معطّلةٍ (45)
أخبرني المنذري عن ابن السكيت قال: البئر أنثى، تصغيرها بؤيرة، وتجمع ثلاث أبؤر، وتجمع أبئارا، ويقلب فيقال آبار، وتجمع أيضًا بيار وروي لورش عن نافع، وابن جماز، ويعقوب، وخارجة (وبيرٍ معطّلةٍ) بلا همزة.
[معاني القراءات وعللها: 2/183]
قال الأصمعي: سألت نافعًا عن (البير) و(الذيب) أتهمز؟
فقال: إن كان العرب تهمزها فاهمزها. والباقون يهمزون. وكذلك قرئ لنافع بالهمز.
قال أبو منصور: كلام العرب الجيد في (البئر) و(الذئب) الهمز.
ويقال للحفرة البؤرة وبأرت بئرا، أي: احتفرت بئرًا). [معاني القراءات وعللها: 2/184]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {أهلكناها} [45].
قرأ أبو عمرو وحده {أهلكتها} بالتاء كقوله: {فكيف كان نكير} الله تعالى يخبر عن نفسه بلفظ الواحد.
وقرأ الباقون {أهلكناها} بالنون على لفظ الجمع، وإن كان الله هو المخبر عن نفسه. كما قال {نحن قمسنا بينهم معيشتهم} والقرية لا تهلك، إنما يهلك أهلها. فإذا هلك الأهل تعطلت القرية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/80]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {وبئر معطلة} [45].
كان نافع لا يهمز البئر في رواية ورش.
وأبو عمرو يخير فيها إذا قرأ بترك الهمز.
والباقون يهمزون وهو الأصل. تقول العرب: بأرت البئر أبار وجمع البئر: أبار. ويقال لحفرة تحفر كالشور: البؤرة بالهمز تشبيها بذلك. ويقال: للبئر الجب، ويقال لناحيتها الجال.
ويقال لها الركية، والطوى وبئر ذمة قليلة الماء، والماتح الذي يسقى الماء، والمائح الذي ينزل إلى أسفل البشر فيغرف الماء بيده إذا قل ماء الركية. قال الشاعر:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/80]
يأيها الماتح دلوى دونكا
إني رأيت الناس يحمدونكا
يثنون خيرً ويمجدنكا
ويقال البئر: الجهنام والرس والبئر مؤنثة، تصغيرها بئيرة.
سمعت ابن مجاهد يقول: قال الأصمعي: سألت نافعًا عن همز البئر فقال: إن كانت العرب تهمزها فهمزها. ويقال للبئر إذا كانت كثيرة الماء: بئر زغرب وغيلم، وقليذم، وعرية كل ذلك بمعنى قليذم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/81]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ أبو عمرو وحده: (أهلكتها) [الحج/ 45] بالتاء.
وقرأ الباقون: أهلكناها بالنون، وروى عبد الرحمن بن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم: (أهلكتها) بالتاء.
وجه قراءة: (أهلكتها) أن قبله: وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير [الحج/ 44] وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها [الحج/ 48] فهو أشبه بما قبله وما بعده مع أن الأصل في هذا النحو الأفراد.
ومن قرأ: أهلكناها فيشبه أن يكون لما رأى من كثرة ذلك في
[الحجة للقراء السبعة: 5/281]
التنزيل بلفظ الجمع نحو: وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا [الأعراف/ 4] ولقد أهلكنا القرون من قبلكم [يونس/ 13] وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها [القصص/ 58] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/282]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في همز البئر وترك همزها [من قوله تعالى: وبئر معطلة] [الحج/ 45].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: وبئر مهموزة.
وقرأ نافع في رواية ورش، وابن جماز ويعقوب وخارجة: (وبير) بغير همز. وقال الأصمعي: سألت نافعا عن البير والذيب فقال: إن كانت العرب تهمزها فأهمز. واختلف عن المسيّبي، فروى ابن المسيّبي عن أبيه عن نافع أنه لم يهمز، وروى أبو عمارة عن المسيبي عن نافع أنه همز. حدثني عبد الله بن الصقر عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع [أنه] لم يهمز (وبير).
وروى عبيد عن هارون عن أبي عمرو: وبئر مهموز.
قال أبو علي: تحقيق الهمز حسن وتخفيفه حسن، وتخفيفه أن تقلب ياء بحسب الحركة التي قبلها، وكذلك الذئب وما أشبه ذلك من همزة ساكنة قبلها كسرة). [الحجة للقراء السبعة: 5/282]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الجحدري: [وَبِئْرٍ مُعَطَلَةٍ]، ساكنة العين.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون ذلك على عَطَلَتْ أو أَعْطَلَتْ أو عَطِلَتْ فهي عَاطِل، وأَعْطَلْتُها فهي مُعْطَلة، فيكون منقولا من ثلاثي على فَعَلْتُ أو فَعِلْتُ، والفتح أولى بالعين فيه من الكسر؛ لأن عَطِلَ يقال للمرأة إذا عَطِلَتْ من الحَلْي، كما قال في ضِده: حَلِيَت فهي حالِيَة، وقالوا: امرأة عاطل بلا هاء، كأخواتها من طاهر وطامث). [المحتسب: 2/85]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة} 45
قرأ أبو عمرو (أهلكتها) بالتّاء وحجته ما تقدم وما تأخّر فأما ما تقدم فقوله {وكذب موسى فأمليت للكافرين ثمّ أخذتهم}
[حجة القراءات: 479]
44 - {وما تأخّر} قوله {وكأين من قرية أمليت لها} 48 فكان الأولى ما يكون بينهما في لفظهما ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون {أهلكناها} بالنّون وحجتهم إجماع الجميع على قوله {وكم أهلكنا من قرية} {وكم من قرية أهلكناها} {ألم نهلك الأوّلين} ولم يأت شيء من ذكر الإهلاك بلفظ الواحد بل كله أتى بلفظ الجمع فكان إلحاق هذا الحرف بنظائره أولى). [حجة القراءات: 480]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (18- قوله: {أهلكنا} قرأه أبو عمرو بالتاء بلفظ التوحيد. وقرأ الباقون بالنون والألف، على لفظ الجمع.
19- وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على لفظ التوحيد الذي أتى بالتاء
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/121]
قبله، وهو قوله: {فأمليت للكافرين ثم أخذتهم} «44» وحمله أيضًا على لفظ التوحيد بعده في قوله: {ثم أخذتها} «48» فكان حمل الكلام على ما قبله وما بعده أليق وأحسن.
20- وحجة من قرأ بلفظ الجمع أنه أفخم، وفيه معنى التعظيم، وبه جاء القرآن في مواضع، قد تقدم ذكرها، وعلى ذلك أتى الإخبار بالإهلاك بلفظ الجمع إجماعًا، في نحو قوله: {وكم من قرية أهلكناها} «الأعراف 4»، {وكم أهلكنا من القرون} «الإسراء 17»، وهو كثير، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/122]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْتُهَا}[آية/ 45] بالتاء:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن الفعل لله سبحانه وتعالى، فجاء على أصله من الإفراد؛ لأن ما قبله كذلك وهو قوله {وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ}بالتاء.
وقرأ الباقون {أَهْلَكْنَاهَا}بالنون.
والوجه أنه قد جاء في التنزيل كثير مما جاء بلفظ التعظيم من مثله، نحو قوله {وكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا}، {ولَقَدْ أَهْلَكْنَا القُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ}، {وكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ} ). [الموضح: 884]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {وَبِيرٍ مُّعَطَّلَةٍ}[آية/ 45] غير مهموزة:
قرأها نافع- ش- وأبو عمرو إذا أدرج.
والوجه أنه على تخفيف الهمزة، وتخفيفها ههنا بقلبها ياءً لسكونها وانكسار ما قبلها، كذيبٍ ونحوه، وتخفيف كل همزة ساكنة أن تقلب إلى الحرف المجانس لحركة ما قبلها.
وقرأ الباقون {وَبِئْرٍ}بالهمز.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأن الأصل في الهمزة التحقيق). [الموضح: 885]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (46) إلى الآية (48) ]
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48)}


قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)}
قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وإنّ يومًا عند ربّك كألف سنةٍ ممّا تعدّون (47)
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء، وفي (السجدة) بالتاء.
وقرأ الباقون بالتاء في السورتين.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فهو مخاطب، ومن قرأ بالياء فللغيبة.
والمعنى: إن يوما عند ربك من أيام عذابهم في الآخرة كألف سنة مما تعدون في الدنيا). [معاني القراءات وعللها: 2/184]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( 14- وقوله تعالى: {كألف سنة مما تعدون} [47]
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء {مما تعدون}. فالتاء للخطاب، والياء للغيب. ولم يختلفوا في (السجدة).
فإن قال قائل: لم قال تعالى: {وإن يوما عند ربك كألف سنة} وقال في موضع آخر: {في يوم كان مقداره خمسين الف سنة}؟
فالجواب في ذلك: أن يوم القيامة طويل له أول، ولا آخر له. فقيل {خمسين ألف سنة} أي: في شدة العذاب، لن له منتهي). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/82]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: ومما تعدون [الحج/ 47].
فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: (ممّا يعدّون) بالياء هاهنا،
[الحجة للقراء السبعة: 5/282]
وقرءوا في السجدة: مما تعدون [47] بالتاء. وقرأ الباقون: بالتاء جميعا.
حجة من قرأ بالياء أن قبله: ويستعجلونك بالعذاب [الحج/ 47] فيكون الكلام من وجه واحد، وزعموا أن الحسن قرأ:
(ممّا يعدّون) وقال: مما يعدّون يا محمد.
وحجّة التاء أنهم زعموا أنه أكثر في القراءة وهو مع ذلك أعمّ، ألا ترى أنه يجوز أن يعنى به من ذكر في قوله: (يعدّون) وغيرهم من النبي صلّى الله عليه وسلّم والمسلمين وغيرهم، وقد جاء في كلامهم وصف اليوم ذي الشدائد والجهد بالطول، وجاء وصف خلافه بالقصر، أنشد عن أبي زيد:
تطاولت أيّام معن بنا... فيوم كشهرين إذ يستهل
وقال الآخر:
يطول اليوم لا ألقاك فيه... ويوم نلتقي فيه قصير
وقال آخر:
ويوم كإبهام الحبارى لهوته). [الحجة للقراء السبعة: 5/283]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن يومًا عند ربك كألف سنة ممّا تعدون}
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائيّ (ممّا يعدون) بالياء وحجتهم أن قبله {ويستعجلونك بالعذاب} فكذلك {يعدون} إخبار عنهم
وقرأ الباقون {تعدون} بالتّاء وحجتهم أن التّاء أعم لأنّه عنى النّاس كلهم فكأنّه قال كألف سنة ممّا تعدون أنتم وهم ويقوّي التّاء قوله تعالى {وإن يومًا عند ربك كألف سنة} ممّا تعده أنت يا محمّد ومن استعجلك بعذابي). [حجة القراءات: 480]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {مما تعدون} قرأه ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
وحجة من قرأ بالياء أنه حمله على لفظ الغيبة الذي قبله، في قوله: {يستعجلونك بالعذاب} وروي عن الحسن أنه قرأ: «مما يعدون يا محمد» فهذا يدل على الياء.
22- وحجة من قرأ بالتاء أنه أجراه على العموم؛ لأنه يُحتمل أن يكون خطابًا للمسلمين وللكفار، إذا قرئ بالتاء، والياء إنما هو إخبار عن الكفار خاصة، فالتاء أعم، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/122]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا يَعُدُّونَ}[آية/ 47] بالياء:
قرأها ابن كثير وحمزة والكسائي.
والوجه أن القراءة بها حسنة؛ لأنه يجوز أن يكون اللفظ شاملاً للكل، والمعنى مما يعده الناس، وأيضًا فإن ما قبله على الغيبة، وهو قوله {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ}، فيجوز أن يكون راجعًا إليهم.
وقرأ الباقون {تَعُدُّونَ}بالتاء.
والوجه أن القراءة بهذا أكثر، والعموم يجوز أن يكون حاصلاً ههنا أيضًا؛ لأنه يحتمل أن يراد به من ذكروا في قوله {يَسْتَعْجِلُونَكَ}وغيرهم من النبي
[الموضح: 885]
والمسلمين، خوطبوا جميعًا بذلك؛ لأنه إذا اجتمع الخطاب والغيبة غُلِّبَ الخطاب). [الموضح: 886]

قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:51 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (49) إلى الآية (51) ]
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49) فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (50) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (51)}


قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49)}
قوله تعالى: {فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (50)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (51)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (في آياتنا معاجزين (51)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: (معجّزين) بغير ألف، وكذلك في سورة سبأ.
وقرأ الباقون (معاجزين) حيث وقع.
[معاني القراءات وعللها: 2/184]
قال أبو منصور: من قرأ (معجّزين) فمعناه: مثبّطين.
ومن قرأ (معاجزين) فإن الفراء قال: معناه معاندين.
وقال غيره: معنى (معاجزين) أي: ظانين أنهم يعجزوننا، أي: يفوتوننا؛ لأنهم ظنوا أنهم لا يبعثون، وكانوا يقولون: لا بعثٌ ولا جنةٌ ولا نارٌ). [معاني القراءات وعللها: 2/185]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {في ءايتنا معاجزين} [] في كل القرآن. زمعناه مبطين، ومتبطين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقرأ الباقون {معاجزين} بألف على معنى: معاندين، وهو الاعتداد عند المشيخة؛ لأن العناد يدخل فيه الكفر، والمشاقة، والتثبيط، والتعجيز، إنما هو في نوع من الخلاف فالعناد عام، والتثبيط خاص.
قال أبو عبد الله: وأما أنا فأراه سواء؛ لأن من بطأ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد عانده. وأما قوله: {أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض}.
فأجمع القراء على ذلك، ولا يجوز معاجزين ها هنا؛ لأنها تصير إلى معنى
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/82]
أولئك لم يكونوا معاندين، وذلك خطأ؛ لأنهم قد عاندوا الله ورسوله، ومعنى بمعجزين أي سابقين. يقال أعجزني الشيء سبقني وفاتني، وهذا بين واضح). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/83]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إثبات الألف وإسقاطها من قوله عز وجلّ (معجزين)
[الحجة للقراء السبعة: 5/283]
[الحج/ 51] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو كلّ ما فيه: (آياتنا معجزين) بغير ألف [مشدّدا] وقرأ الباقون: معاجزين بألف.
قال أبو علي: معاجزين: ظانّين ومقدّرين أنهم يعجزوننا، لأنهم ظنوا أن لا بعث ولا نشور فيكون ثواب وعقاب، وهذا في المعنى كقوله: أم حسب الذين يعلمون السيئات أن يسبقونا [العنكبوت/ 4] و (معجزين) ينسبون من تبع النبى صلّى الله عليه وسلّم إلى العجز، وهذا كقولهم:
جهّلته: نسبته إلى الجهل، وفسّقته: نسبته إلى الفسق، وزعموا أن مجاهدا فسّر معجزين: مثّبطين أي: يثبّطون الناس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم). [الحجة للقراء السبعة: 5/284]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم} 51
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (والّذين سعوا في آيتنا معجزين) بغير ألف أي ينسبون من تبع النّبي صلى الله عليه إلى العجز وهذا كقولهم جهلته نسبته إلى الجهل وفسقته نسبته إلى الفسق
[حجة القراءات: 480]
وقال مجاهد {معجزين} أي مثبطين ومبطئين أي يثبطون النّاس عن النّبي صلى الله عليه وعن أتباع الحق
وقرأ الباقون {معاجزين} بالألف أي ظانين أنهم يعجزوننا لأنهم ظنّوا أنهم لا يبعثون وأنه لا جنّة ولا نار
قال قتادة ظنّوا أنهم يعجزون الله وقال ابن عبّاس معاجزين مسابقين وقال الفراء {معاجزين} أي معاندين وأما قوله {أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض} فأجمع القرّاء على ذلك ولا يجوز معاجزين ها هنا لأنّه يصير إلى معنى أولئك لم يكونوا معاندين وذلك خطأ لأنهم قد عاندوا رسول الله صلى الله عليه ومعنى معجزين أي سابقين يقال أعجزني أي سابقني وفاتني). [حجة القراءات: 481]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (23- قوله: {معاجزين} قرأه ابن كثير وأبو عمرو مشددا، من غير ألف، وقرأ الباقون بألف مخففا.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/122]
وحجة من قرأ بغير ألف أنه حمله على معنى {مثبطين} أي: يثبطون الناس عن اتباع النبي، أي يثبطونهم عن ذلك، ويؤخرونهم عن ذلك، وهو بمعنى: يحببون إليهم ترك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
24- وحجة من قرأ بالألف أنه على معنى مشاقين الله، وقيل: معناه معاندين الله، وقيل معناه مسابقين الله، والمعنى: أنهم ظنوا أنهم يعجزون الله، وقيل: يفوقونه فلا يقدر عليهم، وذلك باطل من ظنهم، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه، ومثله الاختلاف في سبأ في موضعين فيها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/123]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {مُعْجِزِينَ}[آية/ 51] بتشديد الجيم من غير ألف:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو، وكذلك في سبأ إذا كان ما قبله {آيَاتِنَا}.
والوجه أن المراد ينسبون من يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى العجز، وهو مثل قولك: جهلت فلانًا بالتشديد، نسبته إلى الجهل، وفسقته: نسبته إلى الفسق، وقال مجاهد: معجزين مثبطين الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقرأ الباقون {مُعْاجِزِينَ}بالألف وتخفيف الجيم في السورتين.
والوجه أن المراد بمعاجزين ظانين أنهم يعجزوننا أي يفوتوننا، لأنهم قدروا أن لا بعث ولا جنة ولا نار). [الموضح: 886]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:53 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (52) إلى الآية (57) ]
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (57)}


قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)}
قوله تعالى: {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53)}
قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)}
قوله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)}
قوله تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (57)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (58) إلى الآية (62) ]
{ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62) }


قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ثمّ قتلوا أو ماتوا (58)
قرأ ابن عامر وحده (ثمّ قتّلوا) بتشديد التاء. وخفف الباقون.
قال أبو منصور: وقد مرّ الجواب عنهما آنفًا). [معاني القراءات وعللها: 2/185]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {ثم قتلوا أو ماتوا} [58].
قرأ ابن عامر وحده ثم {قتلوا} مشددة أي: مرة بعد مرة.
وقرأ الباقون مخففًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/83]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلّهم قرأ: ثم قتلوا أو ماتوا [الحج/ 58] خفيفة غير ابن عامر فإنه قرأ: (قتلوا) مشدّدة التاء، والقاف في قولهم جميعا مرفوعة.
قتلوا: يكون للقليل والكثير، وقتلوا: في هذا الموضع حسن، لأنهم قد أكثر فيهم القتل في وجوه توجهوا إليها). [الحجة للقراء السبعة: 5/284]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين هاجروا في سبيل الله ثمّ قتلوا أو ماتوا}
قرأ ابن عامر {ثمّ قتلوا} بالتّشديد مرّة بعد مرّة وهو حسن لأنهم قد أكثروا القتل فيهم
وقرأ الباقون {قتلوا} بالتّخفيف وحجتهم أن التّخفيف يصلح للكثير والقليل). [حجة القراءات: 481]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {ثُمَّ قُتِلُوا}[آية/ 58] بتشديد التاء:
قرأها ابن عامر وحده.
[الموضح: 886]
والوجه أنه على التكثير؛ لأنهم قد أكثر فيهم القتل، والتفعيل لكثرة الفعل، وإنما كثر ههنا لكونهم جمعًا.
وقرأ الباقون {ثُمَّ قُتِلُوا}بتخفيف التاء.
والوجه أن المخفف يصلح للقليل والكثير، وهو ههنا للكثرة). [الموضح: 887]

قوله تعالى: {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {ليدخلنهم مدخلاً} [59].
قرأ نافع وحده {مدخلاً} بفتح الميم جعله مصدرًا، أو اسم المكان من دخل، يدخل.
وقرأ الباقون {مدخلاً} بالضم، وهو الاختيار لقوله: {ليدخلنهم} لأنه من أدخل يدخل كما قال تعالى: {أدخلني مدخل صدق} ولم يقل: مدخل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/83]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وحده: (مدخلا) [الحج/ 59] بفتح الميم، وقرأ الباقون: مدخلا مرفوعة الميم، وروى الكسائي عن ابي بكر عن عاصم: (مدخلا) بفتح الميم.
قال: المدخل يجوز أن يراد به الإدخال، ويمكن أن يراد به مكانه، وإذا عنيت بالمدخل الإدخال، كان المعنى أنهم إذا أدخلوا
[الحجة للقراء السبعة: 5/284]
أكرموا، فلم يكونوا كمن ذكر في قوله: الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم [الفرقان/ 34]، ويجوز أن يعنى به الموضع، ويرضونه لأن لهم فيه ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين، فهو خلاف المدخل الذي قيل فيه: إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون [غافر/ 71].
وحجّة من قال: (مدخلا) أن المدخل يجوز أن يكون الدخول، ويجوز أن يكون موضعه كالمدخل، ودلّ: ليدخلنهم [الحج/ 59] على الدخول لأنهم إذا أدخلوا دخولا فكأنه قال: ليدخلنّهم فيدخلون مدخلا، ودلّ على هذا الفعل ما في قوله: ليدخلنهم من الدلالة عليه). [الحجة للقراء السبعة: 5/285]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ليدخلنهم مدخلًا يرضونه}
قرأ نافع {ليدخلنهم مدخلًا} بفتح الميم جعله مصدرا واسم مكان تقول دخل يدخل مدخلًا وهذا مدخلنا وكل ما كان
[حجة القراءات: 481]
على فعل يفعل فالمصدر واسم المكان على مفعل ودلّ قوله تعالى {ليدخلنهم} على المصدر لأنهم إذا أدخلوا دخلوا فكأنّه قال ليدخلنهم فيدخلون مدخلًا
وقرأ الباقون {مدخلًا} وحجتهم قوله تعالى {ليدخلنهم} تقول أدخل يدخل إدخالا ومدخلا كما قال {وقل رب أدخلني مدخل صدق} ). [حجة القراءات: 482]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {مَّدْخَلاً}[آية/ 59] بفتح الميم:
قرأها نافع وحده.
وقرأ الباقون {مُّدْخَلاً}بضم الميم.
وقد مضى الكلام على ذلك في سورة النساء). [الموضح: 887]

قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60)}

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61)}

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل.. (62) وأشباهه.
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية ابن الأخرم (وأنّ ما تدعون) وفي العنكبوت (إن الله يعلم ما تدعون) وفي لقمان (وأنّ ما تدعون) بالتاء في هذه المواضع الثلاثة، وفي المؤمن (والذين يدعون من دونه) عند رأس العشرين آية منها.
وكذلك روى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وقرأهن نافع كلهن بالتاء.
وقرأهن أبو عمرو وحفص ويعقوب بالياء.
وقرأ أبو بكر عن عاصم في رواية يحيى عنه هنا وفي لقمان بالتاء، وفي العنكبوت والمؤمن بالياء.
وقرأ حمزة والكسائي بالتاء في العنكبوت، والباقي بالياء.
[معاني القراءات وعللها: 2/185]
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فللمخاطب، ومن قرأ بالياء فللغيبة، وكل ذلك جائز). [معاني القراءات وعللها: 2/186]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {وإنما يدعون من دونه} [62].
قرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم بالياء. وكذلك في (المؤمن) و(لقمان) و(العنكبوت).
وقرأ نافع وابن عامر ضد ذلك.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/83]
وقرأ ابن كثير بالياء في كل ذلك إلا في (المؤمن).
وقرأ حمزة، والكسائي في (العنكبوت) بالتاء.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر في (الحج)، و(لقمان) بالتاء. فمن قرأ بالياء فهو إخبار عن غيب. ومن قرأ بالتاء فمعناه: قل يا محمد لهؤلاء الكفرة الذين يعبدون الأصنام من دون الله إن الذي تدعون من دون الله هو الباطل. إذ كان لا يعقل خطابًا، ولا يسمع صوتًا، ولا ينفع، ولا يضر. وإنما هو شيء يفتعلونه وينحتونه بأيديهم. فأي جهل من هذا؟!). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/84]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عز وجلّ: (وأنّ ما تدعون من دونه هو الباطل) [الحج/ 62] في الياء والتاء هاهنا وفي العنكبوت [42] ولقمان [30] والمؤمن [20].
فقرأ ابن كثير في الحج والعنكبوت ولقمان بالتاء، وفي المؤمن: يدعون من دونه بالياء.
وقرأهنّ نافع بالتاء، وكذلك ابن عامر.
وقرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم كلّه بالياء، وقرأ حمزة والكسائي في العنكبوت (إنّ الله يعلم ما تدعون) بالتاء، والباقي بالياء.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر حرفين بالياء وحرفين بالتاء، في الحج ولقمان بالتاء، وفي العنكبوت والمؤمن بالياء.
حجّة من قرأ يدعون بالياء قوله: يكادون يسطون [الحج/ 72].
[الحجة للقراء السبعة: 5/285]
وحجّة التاء قوله: يا أيها الناس ضرب مثل [الحج/ 73] وهذا إليه أقرب من قوله: يكادون يسطون والأقرب أولى، والتاء على تقدير: وأن ما تدعون أيها المشركون، والياء على تقدير: قل لهم إن ما يدعون. على هذا يحمل ذلك وما أشبهه). [الحجة للقراء السبعة: 5/286]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل}
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر (وإن ما تدعون) بالتّاء ها هنا وفي لقمان أي قل يا محمّد لهؤلاء الكفرة إن الّذين تدعون من دون الله هو الباطل لأنّه لا يعقل ولا يسمع ولا ينفع ولا يضر
وقرأ الباقون {يدعون} بالياء إخبار عن غيب). [حجة القراءات: 482]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (25- قوله: {وأن ما يدعون} قرأه الحرميان وأبو بكر وابن عامر بالتاء، ومثله في لقمان، وقرأهما الباقون بالياء.
وحجة من قرأ بالياء نه حمله على لفظ الغيبة لأن بعده «يكادون ويسطون» بلفظ الغيبة.
26- وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على الخطاب لأن بعده {يا أيها الناس} وهو أقرب إليه، والمنادى مخاطب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/123]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {وَأَنَّ مَا تَدْعُونَ}[آية/ 62] بالتاء:
قرأها نافع، وكذلك في العنكبوت {يَعْلَمُ مَا تَدْعُونَ}، وفي لقمان: {وَأَنَّ مَا تَدْعُونَ}، وفي المؤمن {والَّذِينَ تَدْعُونَ}.
وقرأ ابن كثير وابن عامر في المؤمن بالياء، والباقي بالتاء، وفي المؤمن خلاف عن ابن عامر.
وقرأ أبو عمرو و- ص- عن عاصم ويعقوب بالياء في الجميع.
وقرأ حمزة والكسائي في العنكبوت بالتاء والباقي بالياء.
- ياش- عن عاصم في الحج ولقمان بالتاء والباقي بالياء.
وزاد يعقوب حرفًا في الحج {إنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ الله لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا}فقرأها بالياء، ولم يتابعه عليه أحد.
[الموضح: 887]
وأما الذي في النحل فقد ذكر في موضعه.
والوجه للياء أن المراد الإخبار عنهم المشركون، وهم غيبٌ؛ لأن الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم.
والوجه للتاء أنه على خطاب المشركين، كأنه قال: إن ما تدعون أيها المشركون هو الباطل، أو على معنى القول كأنه قال: قل لهم يا محمد إنما تدعون.
فيها: ياء واحدة مضافة وهي {بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}.
فتحها نافع و- ص- عن عاصم. وأسكنها الباقون و- ياش- عن عاصم.
والوجه في الفتح والإسكان قد تقدم). [الموضح: 888]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (63) إلى الآية (66) ]
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66)}


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63)}
قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64)}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (67) إلى الآية (70) ]
{ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67) وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70) }


قوله تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح السين وكسرها من قوله عز وجل: (منسكا) [الحج/ 34 - 67].
فقرأ حمزة والكسائي، (منسكا) بكسر السين في الحرفين جميعا.
[الحجة للقراء السبعة: 5/277]
وقرأ الباقون: منسكا بفتح السين في الحرفين جميعا.
قال أبو علي: الفتح أولى لأنه لا يخلو من أن يكون مصدرا أو مكانا، وكلاهما مفتوح العين، إذا كان الفعل على: فعل يفعل، نحو:
قتل يقتل مقتلا، وهذا مقتلنا.
ووجه الكسر: أنه قد يجيء اسم المكان على المفعل من هذا النحو، نحو: المطلع، وإنما هو من طلع يطلع، والمسجد وهو من يسجد، فيمكن أن يكون هذا مما شذّ أيضا عن قياس الجمهور، فجاء اسم المكان على غير القياس، ولا يقدم على هذا إلا بالسمع، ولعلّ الكسائي سمع ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/278] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة لاحق بن حميد: [فَلا يُنَزِعُنَّكَ].
قال أبو الفتح: ظاهر هذا فلا يستخِفُّنَّك عن دينك إلى أديانهم، فيكون بصورة المنزوع عن شيء إلى غيره. ومنه قول الله: {وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ}، ونحوه قول يونس في قول الله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا}، ألا تراه كيف
[المحتسب: 2/85]
ذهب إلى تعليق ينزع في هذا الموضع؟ ولو كان بمنزلة نزع الرَّجُلِ الرِّجْلَ من الخف أو المسمار من الجذع ونحوه لما جاز تعليقه.
قال أبو علي: فإنما هو إذًا كقولك: لنميزنهم بالاعتقاد والعلم فنخصهم باستحقاق الذم بما يجب اعتقاده في مثلهم. هذا محصول ما كان يقوله أبو علي فيه وإن لم يحضرني الآن صورة لفظه. فكذلك إذًا قوله: [لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلا يَنْزِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ] أي: فاثبت على دينك ولا يمل بك هواك إلى اعتقاد دين غيرك.
وأما قراءة العامة: {فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ} أي: فاثبت على يقينك في صحة دينك ولا تلتفت إلى فساد أقوالهم، حتى إذا رأوك كذلك أمسكوا عنك ولم ينازعوك، فلفظ النهي لهم ومعناه له، صلى الله عليه وسلم. ومثله قولهم: لا أرينك ههنا، ألا ترى أن معناه: لا تكن هنا فأراك؟ فالنهي في اللفظ لنفسه، ومحصول معناه للمخاطب. ومثله قول النابغة:
لا أَعْرَفًا رَبْرَبًا حُورًا مَدَامِعُها ... كأنَّ أبْكَارَها نِعَاجُ دُوَّار
أي لا تَدْن مني كذلك فأعرفها، وكلام للعرب كثير الانحرافات ولطيف المقاصد والجهات، وأعذب ما فيه تلفته وتثنيه). [المحتسب: 2/86]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {مَنْسَكًا}[آية/ 34 و67] بكسر السين في الحرفين:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه يقال: نسك ينسك وينسك بالضم والكسر في المضارع، فيجوز أن يكون قوله {مَنْسَكًا}بكسر السين اسم المكان من نسك ينسك بالكسر، فيكون على القياس؛ لأن القياس يقتضي في المكان من يفعل بالكسر أن يكون على مفعل بالكسر أيضًا، ويجوز أن يكون من نسك ينسك
[الموضح: 879]
بالضم، فيكون شاذاً، كما قالوا: المطلع، من طلع، والمسجد من سجد، على الشذوذ، ويتوقف فيه على السماع. والكسائي لم يقرأ إلا بما سمع.
ويجوز أن يكون {مَنْسَكًا}مصدراً جاء شاذاً أيضًا، والقياس يقتضي الفتح، إلا أنه مثل المرجع مصدراً، كقوله تعالى {إلَى الله مَرْجِعُكُمْ}أي رجوعكم.
وقرأ الباقون {مَنْسَكًا}بفتح السين في الحرفين.
والوجه أنه إذا كان من نسك ينسك بالضم، فإنه يصح أن يكون مصدراً أو مكانًا، فكلاهما مفتوح العين، إذا كان الفعل على فعل يفعل بالضم نحو قتل يقتل مقتلاً وهذا مقتلنا، وأما إذا كان من نسك ينسك بالكسر، فإنه يكون مصدراً، فإن المصدر في القياس لا يكون إلا بالفتح، سواء كان المضارع بضم العين أو بكسرها.
وأما المعنى فإنه إذا كان مكانًا فالمراد: لكل أمة جعلها موضع عبادة، وإذا كان مصدراً فالمراد: لكل أمة جعلنا ذبيحة يُتنسك بها، والذبيحة تسمى نسكاً ومنسكاً على المصدر، ويجوز أن يكون المراد به وإن كان مصدراً: المكان أيضًا، فيكون على حذف المضاف، كأنه قال: موضع منسكٍ). [الموضح: 880] (م)

قوله تعالى: {وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68)}
قوله تعالى: {اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69)}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 11:01 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (71) إلى الآية (72) ]
{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72)}


قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (عبيد عن هارون عن أبي عمرو: (ما لم ينزل) [الحج/ 71] وقال: إذا لم يكن قبلها أنزل فهو (ينزل) خفيفة. وكذلك يقول: إذا كان قبلها (أنزل)، لا تبالي أيّهما قرأت: (ينزل)، أو ينزل.
قد مضى القول في هذا النحو في غير موضع). [الحجة للقراء السبعة: 5/286]

قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة