العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 09:47 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي القراءات في سورة العلق

القراءات في سورة العلق


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 11:51 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة العلق

مقدمات سورة العلق

قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (من سُورَة العلق إِلَى آخر الْقُرْآن). [السبعة في القراءات: 691]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ذكر اخْتلَافهمْ في سُورَة العلق). [السبعة في القراءات: 692]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة العلق). [التبصرة: 386]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة العلق). [التيسير في القراءات السبع: 528]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(سورة العلق). [تحبير التيسير: 615]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (ومن سورة العلق إلى آخر القرآن). [الشاطبية: 89]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (ومن سورة العلق إلى آخر القرآن). [فتح الوصيد: 2/1323]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):(وَمِنْ سُورَةِ الْعَلَقِ إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ). [كنز المعاني: 2/723]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (من سُورَةِ الْعَلَقِ إلى آخِرِ القُرْآنِ
لا تَعَلُّقَ لسُورَةِ الْعَلَقِ بما بَعْدَها في نَظْمِهِ، وسُورَةِ الْقَدْرِ ولم يَكُنَّ مُتَّصِلَتانِ، وكذا التَّكاثُرُ والْهُمَزَةُ ولِإِيلَافِ والْكَافِرُونَ مُتَّصِلاتٌ في نَظْمِهِ ثُمَّ سُورَةُ تَبَّتْ وما بَيْنَ ذلك كُلِّهِ مِنَ السُّوَرِ لا خُلْفَ فيها إلا ما سَبَقَ ذِكْرُهُ في الأُصولِ وغَيْرِها، وكذا ما بَعْدَ تَبَّتْ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/262]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (75- بَابٌ: فَرْشِ حُرُوفِ مِنْ سُورَةِ الْعَلَقِ إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ). [الوافي في شرح الشاطبية: 380]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة العلق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/621]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سُورَةُ الْعَلَقِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/619]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة العلق). [غيث النفع: 1309]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): (سورة العلق). [معجم القراءات: 10/501]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [التبصرة: 386]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مكية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/621]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مَكِّيَّةٌ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/619]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مكية). [غيث النفع: 1309]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي عشرون آية في المدني وتسع عشرة في الكوفي). [التبصرة: 386]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (عددها ثماني عشرة للشامي، والعراقي، أي: البصري والكوفي يعدّانها تسع عشرة آية، وعددها للحجازيين المرموز لهم بالصدر عشرون؛ فتعين أن يكون العدد الأول للشامي وحده] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/621]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ( [الْفَوَاصِلُ]
وَآيُهَا ثَمَانِ عَشْرَةَ دِمَشْقِيٌّ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ عِرَاقِيٌّ، وَعِشْرُونَ حِجَازِيٌّ.
خِلاَفُهَا آيَتَانِ: {يَنْهَى} تَرَكَهَا شَامِيٌّ، {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ} حِجَازِيٌّ.
مُشَبَّهُ الْفَاصِلَةِ مَوْضِعَانِ: {نَاصِبَةٍ}، {كَاذِبَةٍ} عَكْسُهُ {نَادِيَهُ} ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/619] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (جلالتها واحدة، وآيها ثمان عشرة دمشقي، وتسع عشرة بصري وكوفي وحمصي، وعشرون لمن بقي). [غيث النفع: 1309]

الياءات:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ولا ياء فيها). [غيث النفع: 1311]

ذكر من قال لا خلاف في السورة:
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وليس في سورة الشمس والليل والضحى وألم نشرح والتين والعلق شيء من المخالفة). [شرح الدرة المضيئة: 256] (م)

غير مصنف:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وإذا جمعتها مع {والتين} من قوله تعالى {أليس الله بأحكم الحاكمين} والوقف على ما قبله تام وقيل كاف، إلى {خلق} وهو تام وقيل كاف، فتبدأ بقالون، بقطع الجميع، ثم بقطع الأول، ووصل البسملة بأول السورة، واندرج عه ورش وقنبل والبصري والشامي وعاصم وعلي.
ثم تعطف البزي بالتكبير، بالأوجه الأربعة، ثم مع التهليل، ثم مع التهليل والتحميد، واندرج معه قنبل.
ثم تعطف قالون بالوجه الثالث من وجوه البسملة، واندرج معه من ذكر، ثم ورشًا بالسكت والوصل، واندرج معه البصري والشامي فيهما، وحمزة في الوصل، ثم تعطف المكي بالأوجه الثلاثة). [غيث النفع: 1309]

الإمالة:
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وأمال حمزة، والكسائي أواخر آي هذه السورة، من لدن قوله تعالى: {ليطغى} (6)، إلى قوله: {بأن الله يرى} (14).
وأمال أبو عمرو وحده: {يرى}. وما عداه بين بين.
وورش: جميع ذلك بين بين.
والباقون: بإخلاص الفتح). [التيسير في القراءات السبع: 528]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وأمال حمزة والكسائيّ وخلف أواخر آي هذه السّورة من لدن قوله: (ليطغى) إلى قوله (بأن اللّه يرى) وأمال أبو عمرو (يرى) وحده، وما عداه بين بين وورش جميع ذلك بين بين، والباقون بإخلاص الفتح). [تحبير التيسير: 615]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ إمالةُ رُؤُوسِ آيِ (العَلَقِ) مِن قولِهِ: {لَيَطْغَى} إلى {يَرَى} في الإمالةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/401]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وذُكِرَ إمالَةُ رُؤوسِ آيِ والشَّمْسِ واللَّيْلِ والضُّحَى والعَلَقِ كما ذُكِرْنَ في بابِهِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 742] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم للعسرى [الليل: 10] ولليسرى [الأعلى: 8] والعسر [البقرة: 185] ويسرا [الكهف: 88] لأبي جعفر، واقرا [العلق: 1] له أيضا، [وإمالة] رءوس أي «العلق»). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/620] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَأَمَالَ رُؤُوسَ آيِهَا اَلتِّسْعَةَ مِنْ: {لَيَطْغَى} إِلَى {يَرَى} حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، وَافَقَهُمْ فِي {يَرَى} أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ ذَكْوَانَ مِنْ طَرِيق اَلصُّورِيِّ.
وَقَلَّلَ الْكُلَّ الأَزْرَق وَجْهًا وَاحِدًا، وَحِينَئِذٍ يُرَقِّقُ لاَمَ {صَلَّى} كَذَلِكَ، وَافَقَهُ أَبُو عَمْرٍو عَلَى تَقْلِيلِ غَيْرِ {يَرَى} بخُلْفِهِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/619]

الممال:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
فواصله الممالة (ط):
{ليطغى} و{استغنى} و{الرجعى} و{ينهى} و{صلى} و{الهدى} و{بالتقوى} و{وتولى} و{يرى} لهم وبصري.
ما ليس برأس آية:
{رءاه} [العلق: 7] لهم وبصري وشعبة وابن ذكوان بخلف عنه، ولا يخفى أن إمالة ورش تقليل، والأخوين إضجاع، وإمالة البصري في الهمزة فقط، والأخوين في الراء والهمزة، والطريق الآخر لابن ذكوان الفتح.
{أدراك} [القدر: 2] لهم وبصري وشعبة وابن ذكوان بخلف عنه.
{جآءتهم} [البينة: 4] لحمزة وابن ذكوان.
{نار} [البينة: 6] لهما ودروي.
{أوحى} [الزلزلة] لهم). [غيث النفع: 1319] (م)

المدغم:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
(ك): {علم بالقلم} [العلق] {القدر ليلة} [القدر] {الفجر لم} {البرية جزآؤهم} [البينة] {والعاديات ضبحا} {فالمغيرات صبحا} [العاديات] ووافقه في هذا خلاد بخلف عنه، ومده عنده لازم كما تقدم نظائره {الخير لشديد} [العاديات].
ولا إدغام في {أنقض ظهرك} [الشرح] لأن الضاد لا تدغم إلا في موضع واحد، وهو {لبعض شأنهم} [62] بالنور لا غير). [غيث النفع: 1320] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومدغمها: واحد). [غيث النفع: 1311]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 11:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة العلق

[ من الآية (1) إلى الآية (8) ]
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) }

قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ {اقْرَأْ} في الموضعيْنِ لأبي جعفرٍ في الهمزِ المفردِ). [النشر في القراءات العشر: 2/401] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({اقْرَأْ} ذُكِرَ في الهَمْزِ المُفْرَدِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 742]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم للعسرى [الليل: 10] ولليسرى [الأعلى: 8] والعسر [البقرة: 185] ويسرا [الكهف: 88] لأبي جعفر، واقرا [العلق: 1] له أيضا، [وإمالة] رءوس أي «العلق»، ونارا تّلظّى لرويس والبزي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/620] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
وَأَبْدَلَ هَمْزَةَ {اقْرَأْ} مَعًا أَبُو جَعْفَرٍ وَحْدَهُ، كَوَقْفِ حَمْزَةَ وَهِشَامٍ بخُلْفِهِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/619]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {اقرأ} [1 3] معًا بتحقيق الهمزة للسبعة). [غيث النفع: 1309] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)}
{اقْرَأْ}
- قرأ الجمهور (اقرأ) بالهمز.
- وقرأ أبو جعفر ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (اقرأ) بإبدال الهمزة ألفًا من جنس حركة ما قبلها.
- وقرأ الأعشى عن أبي بكر عن عاصم بحذف الهمز (اقر)، براء مفتوحة.
ذكره أبو حيان وقال: (كأنه على قول من يبدل الهمزة بما يناسب حركتها فيقول: قرا يقرا، كسعى يسعى فلما أمر منه قيل: اقر، بحذف الألف كما تقول: اسع).
- وقرأ حمزة وهشام بخلاف عنه في الوقف كقراءة أبي جعفر (اقر) بإبدال الهمزة ألفًا.
قال مكي: (وأجاز النحويون (اقر يا هذا) بحذف الهمزة على تقدير إبدال الألف من الهمزة قبل الأمر) ). [معجم القراءات: 10/501]

قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)}
قوله تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ {اقْرَأْ} في الموضعيْنِ لأبي جعفرٍ في الهمزِ المفردِ). [النشر في القراءات العشر: 2/401] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {اقرأ} [1 3] معًا بتحقيق الهمزة للسبعة). [غيث النفع: 1309] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)}
{اقْرَأْ}
- القراءات فيه كالذي تقدم في الآية السابقة). [معجم القراءات: 10/502]

قوله تعالى: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)}
{عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)}
- كذا جاءت قراءة الجماعة (علّم بالقلم).
- وقرأ ابن الزبير (علّم الخط بالقلم).
قال أبو حيان: وهي عندي على سبيل التفسير لأعلى أنها قرآن لمخالفتها سواد المصحف).
- وأدغم أبو عمرو ويعقوب الميم في الباء، ويُسمى هذا عند المتقدمين إخفاء، وهو مختلف عن إدغام أبي عمرو (الإدغام الكبيرة)، وقد بينت هذا مرارًا فيما سبق). [معجم القراءات: 10/502]

قوله تعالى: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}
قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كلآ} الثلاثة، المختار الوقف على الثاني دون الأول والثالث، فالأولى الوقف على ما قبلهما، والابتداء بهما). [غيث النفع: 1310] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6)}
{لَيَطْغَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالتقليل الأزرق وورش وأبو عمرو وإسماعيل والمسيبي في رواية خلف عنه.
- والباقون بالفتح، وهي قراءة المسيبي في رواية ابنه عنه). [معجم القراءات: 10/502]

قوله تعالى: {أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {أَن رَآهُ اسْتغنى} 7
قَرَأَ ابْن كثير فِيمَا قَرَأت على قنبل {أَن رَآهُ} بِغَيْر ألف بعد الْهمزَة وزن رعه وَهُوَ غلط لِأَن (رءاه) مثل رعاه ممالا وَغير ممال
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو (رءاه) بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْهمزَة
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة والكسائي (أَن رءاه) بِكَسْر الرَّاء وَمد الْهمزَة مَفْتُوحَة في وزن رعاه
وَقَرَأَ نَافِع وَحَفْص عَن عَاصِم (أَن رءاه) بِالْفَتْح). [السبعة في القراءات: 692]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن رأه) [العلق: 7]: مثل «رعة»: قنبل غير الزينبي). [المنتهى: 2/1044]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ قنبل (أن رأه استغنى) بالقصر، ومده الباقون، وورش على أصله في تمكين المدن، وقد كان الشيخ أبو الطيب رحمه الله يأخذ لقنبل بالوجهين، ولم تأت هذه الرواية عن قنبل إلا من طريق ابن مجاهد فيما علمت، ولها وجه بعيد في العربية، ستراه بعد إن شاء الله، وبالوجهين قرأت لقنبل). [التبصرة: 386]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ قنبل: {أن رآه} (7): بقصر الهمزة.
والباقون: بمدها). [التيسير في القراءات السبع: 528]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ قنبل: (أن رآه) بقصر الهمزة، والباقون بمدها). [تحبير التيسير: 615]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ( {أَنْ رَآهُ} [العلق: 7] بحذفِ الألفِ: قُنْبُلٌ.
وأَخَذَ أبو الطيِّبِ له بالوجهيْنِ. والمَدُّ روايةُ الزنينيِّ وأبي ربيعةَ عنه). [الإقناع: 2/813]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1115 - وَعَنْ قُنْبُلٍ قَصْراً رَوَى ابْنُ مُجاَهِدِ = رَآهُ وَلَمْ يَأْخُذْ بِهِ مُتَعَمِّلاَ). [الشاطبية: 89]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1115] وعن (قنبل) قصرا روى ابن مجاهد = رآه ولم يأخذ به متعملا
قال ابن مجاهد: «قرأت على قنبل {أن رأه استغنى}، على وزن رعه».
قال: «وهي غلط لا يجوز إلا {رءاه}، مثل رعاه».
وإنما ذكره، لتعرفه من قوله.
وكذلك رواه أبو عون عن قنبل، والرواية عنه صحيحة.
وقد أخذ له الأئمة بالوجهين، وعوَّل صاحب التيسير على القصر.
وقال في غيره: «وبه قرأت».
وأثبت ابن غليون وأبوه الوجهين، واختار إثبات الألف وهي لغة في: (رآه).
[فتح الوصيد: 2/1323]
ومثله في الحذف، قول رؤبة بن العجاج:
وصاني العجاج فيما وصني.
وما كان ينبغي لابن مجاهد إذا جاءت القراءة ثابتة عن إمام من طریق لا يشك فيه، أن يردها، لأن وجهها لم يظهر له.
وقد سبق في (حاشی) ذكر هذا الحذف ونحوه.
وإذا كانوا يقولون: (لا أدر) في المستقبل الذي يلبس الحذف فيه، فـ(رأه) أولى). [فتح الوصيد: 2/1324]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): (1115- وَعَنْ قُنْبُلٍ قَصْرًا رَوَى ابْنُ مُجاَهِدٍ = رَآهُ وَلَمْ يَأْخُذْ بِهِ مُتَعَمِّلاَ
(ب) الْمُتَعَمِّلُ: الْعَامِلُ، وَالْمُرَادُ الَّذِي يَعْمَلُ فِي الْقِرَاءَةِ، يَعْنِي تَلامِذَتَهُ الْمُتَعَلِّمِينَ.
(ح) عَنْ قُنْبُلٍ: مُتَعَلِّقٌ بِرَوَى، قَصْرًا: مَفْعُولُهُ، رَآهُ: مَفْعُولُ قَصْرًا؛ لأَنَّهُ مَصْدَرٌ يَعْمَلُ عَمَلَ الْفِعْلِ، ضَمِيرُ (يَأْخُذُ) لابْنِ مُجَاهِدٍ، الْهَاءُ فِي (بِهِ) لِلْقَصْرِ، مُتَعَمِّلاً: مَفْعُولُ يَأْخُذُ.
(ص) يَقُولُ: رَوَى ابْنُ مُجَاهِدٍ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُجَاهِدٍ، شَيْخُ الْقُرَّاءِ بِالْعِرَاقِ عَنْ قُنْبُلٍ أَنَّهُ قَصَرَ: {رَآهُ اسْتَغْنَى}، فِي الْعَلَقِ عَلَى وَزْنِ رَعْهُ؛ لأَنَّهُ لَمَّا نَقَلَ حَرَكَةَ الْعَيْنِ فِي
[كنز المعاني: 2/723]
مُضَارِعِهِ إِلَى الْفَاءِ وَحَذَفَ نَحْوَ (يُرَى) وَلَمْ يُمْكِنِ النَّقْلُ فِي الْمَاضِي لِتَحَرُّكِ الْفَاءِ فَحَذَفَ اللامَ فِيهِ جَبْرًا، أَوْ لأَنَّ الْهَمْزَةَ خُفِّفَتْ فَاجْتَمَعَ أَلِفَانِ فَسَقَطَ أَحَدُهُمَا لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، فَلَمَّا انْقَضَتِ الْكَلِمَةُ رُدَّتِ الْهَمْزَةُ إِلَى أَصْلِهَا، أَوْ لأَنَّ حَرْفَ اللِّينِ قَدْ يُحْذَفُ كَثِيرًا مِثْلَ: لا أَدْرِ وَلَعَمْرِ وَوَصِّنِي.
ثُمَّ قَالَ: وَلَمْ يَأْخُذِ ابْنُ مُجَاهِدٍ تَلامِذَتَهُ الْمُتَعَلِّمِينَ فِي الْقِرَاءَةِ بِالْقَصْرِ، لكونه مخالفا لقياس العرب
[كنز المعاني: 2/724]
وقيل: إنه سمع عن قنبل القصر، ولم يحفظه لتخبط حالة لكبر سنه، لكن غير ابن مجاهد أخذوا لقنبل بالقصر، وَمَالَ صَاحِبُ التَّيْسِيرِ إِلَيْهِ لِصِحَّةِ تَوْجِيهِهِ بِمَا ذَكَرْنَا، وَقَوْمٌ أَخَذُوا لَهُ بِالْوَجْهَيْنِ). [كنز المعاني: 2/725]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1115- [وَعَنْ قُنْبُلٍ قَصْرًا رَوَى ابْنُ مُجاَهِدِ ،... رَآهُ وَلَمْ يَأْخُذْ بِهِ مُتَعَمِّلاَ]
قَصْرًا مَفْعُولُ رَوَى ، ورَآهُ مَفْعُولُ قَصْرًا؛ لأنَّهُ مَصْدَرٌ أي رَوَى ابْنُ مُجَاهِدٍ عن قُنْبُلٍ قَصْرًا في هذه الكَلِمَةِ وهي -أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى- فحَذَفَ الأَلِفَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والهاءِ ، وابْنُ مُجَاهِدٍ هذا هو الإمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُجَاهِدٍ شَيْخُ القُرَّاءِ بالْعِرَاقِ في وَقْتِهِ، وهو أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ في القِرَاءاتِ السَّبْعِ على ما سَبَقَ بَيَانُهُ في خُطْبَةِ هذا الكِتابِ ،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/262]
وأَوْضَحْنَاهُ في كِتابِ الأَحْرُفِ السَّبْعَةِ وقد ذَكَرْتُ من أَخْبارَهِ في تَرْجَمَتِهِ في (مخُتْصَرِ تَارِيخِ بَغْدَادَ) وماتَ رَحِمَهُ اللهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعِشْرِينَ وثلاثِ مِائَةٍ وقد ضَعَّفَ بَعْضُهم قِرَاءَتَهُ على قُنْبُلٍ، وقالَ: إنَّما أَخَذَ عنه وهو مُخْتَلِطٌ لكِبَرِ سنِّهِ على ما ذَكَرْنَاهُ في تَرْجَمَةِ قُنْبُلٍ في الشَّرحِ الكَبِيرِ لهذه القَصِيدَةِ.
وقالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ في (كِتَابِ السَّبْعَةِ) له: قَرَأْتُ على قُنْبُلٍ (أَنْ رَآهَ) قَصْرًا بغَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَ الهَمْزَةِ في وَزْنِ (رَعَهُ) قالَ: وهو غَلَط ٌلا يَجوزُ إلا رَآهُ في وَزْنِ رَعَاهُ مُمَالًا وغَيْرَ مُمَالٍ، فهذا مَعْنَى قَوْلِ النَّاظِمِ ولم يَأْخُذْ به؛ لأنَّهُ جعَلَهُ غَلَطًا، ومَعْنَى مُتَعَمِّلا أي: عَامِلا يُقَالُ عَمِلَ واعْتَمَلَ وتَعَمَّلَ، فيَجوزُ أنْ يَكونَ حالًا مِنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، وهو ظاهِرٌ، ويَجوزُ أنْ يَكونَ مَفْعُولًا به، أي لم يَأْخُذْ به على أَحَدٍ قَرَأَ عَلَيْهِ، والْمُتَعَمِّلُ طالِبُ العِلْمِ الآخِذُ نفْسَهُ به، يُقالُ تَعَمَّلَ فُلانٌ لكذا وسَوْفَ أَتَعَمَّلُ في حاجَتِكَ، أي أَتَعَنَّي، وهذا كالمُتَفَقِّهِ والْمُتَنَسِّكِ أي لم يُطَالِبْ أَحَدًا من تلامِذَتِهِ بالقِراءَةِ به وهذه العِبارَةُ غالبَِةٌ في أَلْفاظِ شُيوخِ القُرَّاءِ ، يَقولُ قائِلُهم به قَرَأْتُ وبه آخُذٌ أي وبه أُقْرِئُ غَيْرِي.
وقالَ الشَّيْخُ الشَّاطِبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فيما قَرَأْتُهُ بِخَطِّ شَيْخِنا أَبِي الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللهُ: رَأَيْتُ أَشْياخَنا يَأْخُذونَ فيه بما ثَبَتَ عن قُنْبُلٍ مِنَ القَصْرِ خِلافَ ما اخْتَارَهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ.
وقَرَأْتُ في حَاشِيَةِ النُّسْخَةِ المَقْرُوءَةِ على النَّاظِمِ رَحِمَهُ اللهُ: زَعَمَ ابْنُ مُجَاهِدٍ أنَّهُ قَرَأَ بهذا عَلَيْهِ أي على قُنْبُلٍ ورَدَّهُ ورَآهُ غَلَطًا، هكذا في السَّبْعَةِ ولم يَتَعَرَّضْ في الكِتابِ له لِمَا عَلِمَ من صِحَّةِ الرِّوايَةِ فيه، قالَ: وإذا صَحَّ تَصَرُّفُ العَرَبِ في رَأَيَا لِقَلْبٍ، ويَحْفَظُ الهَمْزَةَ فكيف يُنْكِرُ قَصْرَ الهَمْزةَ إذا صَحَّتْ به الرِّوايَةُ.
وقالَ الشَّيْخُ في شَرْحِهِ: وكذلك رَوَاهُ أَبُو عَوْنٍ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ الوَاسِطِيَّ عن قُنْبُلٍ ، والرِّوايَةُ عنه صَحِيحَةٌ وقد أَخَذَ له الأَئِمَّةُ بالوَجْهَيْنِ ، وعَوَّلَ صاحِبُ التَّيْسِيرِ على القَصْرِ، يَعْنِي؛ لأنَّهُ لم يَذْكُرْ فيه غَيْرَهُ فإنَّهُ قالَ: قَرَأَ قُنْبُلٌ -أَنْ رَآهُ- بقَصْرِ الهَمْزَةِ والباقونَ بِمَدِّها ، وقالَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/263]
في غَيْرِهِ وبه قَرَأْتُ، وأَثْبَتَ ابْنُ غَلَبُونَ وأَبُوهُ الوَجْهَيْنِ، واخْتَارَ إثبْاتَ الأَلِفَ، قالَ الشَّيْخُ: وهي لُغَةٌ في رَآهُ ومِثْلُهُ في الحَذْفِ قَوْلُ رُؤْبَةَ: وَصَّانِي الْعَجَّاجُ فيما وَصَّنِي، قالَ: وما كان يَنْبَغِي لِابْنِ مُجَاهِدٍ إذا جَاءَتِ القِرَاءاتُ ثَابِتَةً عن إمامٍ مِنْ طَرِيقٍ لا يُشَكُّ فيه أنْ يَرُدَّهَا؛ لأنَّ وَجْهَها لم يَظْهَرْ له، وقد سَبَقَ في -حَاشَا- ذِكْرُ هذا الحَذْفِ ونَحْوِهِ.
وإذا كَانوا يَقولونَ لا أَدِرُ مِنَ المُسْتَقْبَلِ الَّذِي يَلْبِسُ الحَذْفُ فيه قِرَاءةً أَوْلَى.
قُلْتُ: وأَنَشَدَنِي الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللهُ لنَفْسِهِ بَيْتَيْنِ بَعْدَ هذا البَيْتِ حالَةَ قِرَاءتِي لشَرْحِهِ عَلَيْهِ في الكَرَّةِ الأخِيرَةِ الَّتِي لم نَقْرَأْ عَلَيْهِ بَعْدَها.
وَنَحْنُ أَخَذْنَا قَصْرَهُ عَنْ شُيُوخِنَا ،... بِنَصٍّ صَحِيحٍ صَحَّ عَنْهُ فَبَجِّلَا
وَمَنْ تَرَكَ الْمَرْوِيَّ مِنْ بَعْدِ صِحَّةٍ ،... فَقَدْ زَلَّ فِي رَأْيِ رَآيِ مُتَخَيِّلَا
قُلْتُ: لَعَلَّ ابْنَ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللهُ إنَّمَا نُسِبَ هذا إلى الغَلَطِ لِأَخْذِهِ إيَّاهُ عن قُنْبُلٍ في زَمَنِ اخْتِلاطِهِ، مع ما رَأَى من ضَعْفِ هذا الحَذْفِ في العَرَبِيَّةِ؛ لأنَّهُ وإنْ جَاءَ نَحْوُهُ ففِي ضَرُورَةِ شِعْرٍ، أو ما يَجْرِي مَجْرَى ذلك من كَلِمَةٍ كَثُرَ دَوْرُهَا على أَلْسِنَتِهم، فلا يَجوزُ القِيَاسُ على ذلك ، وقد صَرَّحَ بتَضْعِيفِ هذه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/264]
القِرَاءةِ جَماعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ ، قال أَبُو عَلِيٍّ: إنَّ الأَلِفَ حُذِفَتْ من مُضارِعِ رَأَى في قَوْلِهم:
*أَصَابَ النَّاسَ جَْهدٌ وَلَوْ تَرَ أَهْلَ مَكَّةَ*
فهَلَّا جَازَ حَذْفُها أَيْضًا مِنَ المَاضِي.
قِيلَ: إنَّ الحَذْفَ لا يُقَاسُ عَلَيْهِ لا سِيَّمَا في نَحْوِ هذا إنْ كانَ على غَيْرِ قِياسٍ، فإنْ قُلْتَ: فقد جَاءَ -حَاشَا للهِ- يَكونُ إلا فِعْلًا؛ لأنَّ الحَرْفَ لا يُحْذَفُ منه، وقالَ رُؤْبَةُ فيما: وَصَّنِي، قِيلَ: إنَّ ذلك في القِلَّةِ بحَيْثُ لا يُصَارُ يَسُوغُ القِياسُ عَلَيْهِ، ومِمَّا يُضَعِّفُهُ إنَّ الأَلِفَ ثَبَتَتْ حَيْثُ تُحْذَفُ الياءُ والواوُ، ألا تَرَى أنَّ من قالَ -إِذَا يَسْرِ- فحَذَفَ الياءَ في الفاصِلَةِ، لم يَحْذِفْ من نَحْوِ -وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى- وقالَ مَكِّيٌّ هو بَعِيدٌ في القِياسِ والنَّظَرِ والاستِِعْمَالِ هذا مع كَوْنِهِ عَلَّلَ هذه القِرَاءَةَ بخَمْسِ عِلَلٍ كُلُّهَا ضَعِيفةٌ، ومِنْ أَغْرَبِها أنَّ الأَلِفَ حُذِفَتْ لأَجْل ِالسَّاكِنِ بَعْدَ الهاءِ ولم يُعْتَدَّ بالهاءِ حاجِزًا ، ولو كانَ ذلك مُسَوِّغًا هذا لكانَ في قِرَاءةِ الجَماعَةِ أَوْلَى ، فإنَّهم لم يَعْتَدُّوا بالهاءِ حاجِزًا في امْتِنَاعِهم في صِلَةِ هاءِ الكِتابَةِ لأَجْلِ السَّاكِنِ قَبْلَها على ما سَبَقَ في بابِهِ، واللهُ أَعْلَمُ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/265]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1115- وَعَنْ قُنْبُلٍ قَصْرًا رَوَى ابْنُ مُجاَهِدِ = رَآهُ وَلَمْ يَأْخُذْ بِهِ مُتَعَمِّلاَ
رَوَى ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ قُنْبُلٍ قَصْرَ هَمْزَةِ: {أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} وَالْمُرَادُ بِالْقَصْرِ حَذْفُ الأَلِفِ الَّتِي بَعْدَ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ غَيْرُهُ بِإِثْبَاتِ الأَلِفِ بَعْدَ الْهَمْزَةِ. وَقَوْلُهُ: وَلَمْ يَأْخُذْ بِهِ، مَعْنَاهُ أَنَّ ابْنَ مُجَاهِدٍ رَوَى الْقَصْرَ عَنْ قُنْبُلٍ وَلَكِنْ لَمْ يَعْمَلْ بِهِ وَلَمْ يُقْرِئْ بِهِ غَيْرَهُ، وَلَكِنْ قَدْ صَحَّتْ رِوَايَةُ الْقَصْرِ عَنْ قُنْبُلٍ حَتَّى إِنَّ الدَّانِيَ لَمْ يَذْكُرْ فِي التَّيْسِيرِ- الَّذِي هُوَ أَصْلُ الشَّاطِبِيَّةِ - عَنْ قُنْبُلٍ سِوَى الْقَصْرِ، وَالْحَاصِلُ أَنَّ الأَئِمَّةَ أَخَذُوا لِقُنْبُلٍ بِالْوَجْهَيْنِ فَكِلاهُمَا صَحِيحٌ عَنْهُ مَقْرُوءٌ بِهِمَا لَهُ مِنْ طَرِيقِ النَّاظِمِ وَأَصْلِهِ). [الوافي في شرح الشاطبية: 380]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (واخْتُلِفَ عن قُنْبُلٍ في {أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق:7]؛ فرَوَى ابنُ مُجاهِدٍ وابنُ شَنَبُوذَ وأكثرُ الرواةِ عنه: (رَاهُ) بقصرِ الهمزةِ من غيرِ ألفٍ، ورَوَاهُ الزَّيْنَبِيُّ وحدَه عن قُنْبُلٍ بالمدِّ، فخَالَفَ فيه سائِرَ الرُّوَاةِ عن قُنْبُلٍ، إلاَّ أنَّ ابنَ مَاجَهْ غَلَّطَ قُنْبُلاً في ذلكَ، فرُبَّما لم يَأْخُذْ به، وزَعَمَ أنَّ الخُزَاعِيَّ رَوَاه عن أصحابِه بالمدِّ.
ورَدَّ الناسُ على ابنِ مُجاهِدٍ في ذلك بأنَّ الروايةَ إذا ثَبَتَتْ وَجَبَ الأخذُ بها، وإنْ كانَتْ حُجَّتُها في العربيَّةِ ضعيفةً، كما تَقَدَّمَ تقريرُ ذلك، وبأنَّ الخُزَاعِيَّ لم يَذْكُرْ هذا الحرفَ في كتابِهِ أصلاً.
قُلْتُ: وليسَ ما رُدَّ به على ابنِ مُجاهِدٍ في هذا لازماً؛ فإنَّ الراويَ إذا ظَنَّ غَلَطَ المَرْوِيِّ عنه لا يَلْزَمُه رِوَايَةُ ذلك عنه، إلاَّ على سبيلِ البيانِ؛ سواءٌ كانَ المَرْوِيُّ صحيحاً أم ضعيفاً؛ إذ لا يَلْزَمُ مِن غَلَطِ المَرْوِيِّ عنه ضَعْفُ المَرْوِيِّ في نفسِه؛ فإنَّ قراءةَ (مُرْدَفِينَ) بفتحِ الدالِ صحيحةٌ مقطوعٌ بها،
[النشر في القراءات العشر: 2/401]
وقَرَأَ بها ابنُ مُجاهِدٍ على قُنْبُلٍ، معَ نَصِّه أنه غَلِطَ في ذلكَ، ولا شَكَّ أنَّ الصوابَ معَ ابنِ مُجاهِدٍ في ذلكَ.
وأمَّا كَوْنُ الخُزَاعِيِّ لم يَذْكُرْ هذا الحرفَ في كتابِه فلا يَلْزَمُ أيضاً؛ فإنه يَحْتَمِلُ أنْ يكونَ سَأَلَه عن ذلك؛ فإنه أحدُ شيوخِه الذين رَوَى عنهم قِرَاءَةَ ابنِ كَثِيرٍ، والذي عندِي في ذلك أنه أَخَذَ بغيرِ طريقِ ابنِ مُجاهِدٍ والزَّيْنَبِيِّ عن قُنْبُلٍ؛ كطريقِ ابنِ شَنَبُوذَ وأبي رَبِيعَةَ الذي هو أَجَلُّ أصحابِه، وكابنِ الصَّبَّاحِ والعبَّاسِ بنِ الفَضْلِ، وأحمدَ بنِ محمدِ بنِ هارونَ، ودلبةَ البَلْخِيِّ، وابنِ ثَوْبَانَ، وأحمدَ بنِ محمدٍ اليَقْطِينِيِّ، ومحمدِ بنِ عيسَى الجَصَّاصِ وغيرِهم، فلا رَيْبَ في الأخذِ مِن طُرُقِهم بالقَصْرِ وَجهاً واحداً؛ لروايتِهم كذلكَ مِن غيرِ إنكارٍ.
وإنْ أُخِذَ بطريقِ الزَّيْنَبِيِّ عنه، فالمدُّ كالجماعةِ وجهاً واحداً، وإنْ أُخِذَ بطريقِ ابنِ مُجاهِدٍ فيُنْظَرُ فيمَن رَوَى القَصْرَ عنه؛ كصَالِحٍ المُؤَدِّبِ، وبَكَّارِ بنِ أحمدَ، والمُطَّوِعِيِّ، والشَّنَبُوذِيِّ، وعبدِ اللَّهِ بنِ الْيَسَعَ الأَنْطَاكِيِّ، وزَيْدِ بنِ أبي بِلالٍ وغيرِهم، فيُؤْخَذُ به كذلكَ، وإنْ كانَ مِمَّن رَوَى المَدَّ عنه كأبي الحَسَنِ المُعَدَّلِ، وأبي طاهِرِ بنِ أبي هاشِمٍ، وأبي حَفْصٍ الكَتَّانِيِّ وغيرِهم، فالمَدُّ فقطْ.
وإن كانَ مِمَّن صَحَّ عنه الوجهانِ مِن أصحابِه أُخِذَ بِهما، كأبي أحمدَ السَّامِرِيِّ، رَوَى عنه فارِسُ بنُ أحمدَ القَصْرَ، ورَوَى عنه ابنُ نَفِيسٍ المَدَّ، وكزيدِ بنِ عليِّ بنِ أبي بِلالٍ، رَوَى عنه أبو الفَرَجِ النَّهْرَوَانِيُّ وأبو محمَّدِ بنُ الفَحَّامِ القَصْرَ، ورَوَى عنه عبدُ الباقي بنُ الحسنِ المَدَّ، والوجهانِ جميعاً مِن طريقِ ابنِ مُجاهِدٍ في الكافي وتَلْخِيصِ ابنِ بليمةَ وغيرِهما، ومِن غيرِ طريقِه في التجريدِ والتَّذْكِرَةِ وغيرِهما، وبالقَصْرِ قُطِعَ في التيسيرِ وغيرِه مِن طريقِه، ولا شكَّ أنَّ القصرَ أَثْبَتُ وأصحُّ عنه من طريقِ الأداءِ، والمدَّ أقوَى مِن طريقِ النصِّ، وبهما آخُذُ مِن طريقِه جمعاً بينَ النصِّ والأداءِ.
ومَن زَعَمَ أنَّ ابنَ مُجاهِدٍ لم يَأْخُذْ بالقَصْرِ، فقدْ أَبْعَدَ في الغايةِ وخالَفَ الروايةَ. واللَّهُ تعالى أعلَمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/402]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (رَوَى قُنْبُلٌ بخِلافٍ عنه {أَنْ رَأَهُ} بقَصْرِ الهَمْزَةِ، والباقون بمَدِّها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 742] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (رَوَى قُنْبُلٌ بخِلافٍ عنه {أَنْ رَأَهُ} بقَصْرِ الهَمْزَةِ، والباقون بمَدِّها،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 742]
وذُكِرَ إمالَتُهُ, وكذا {أَدْراَكَ} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 743] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (995- .... .... .... واقصر = أن رأه زكا بخلفٍ .... ). [طيبة النشر: 101]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ «أن رآه استغنى» في العلق بقصر الهمزة قنبل بخلاف عنه وهو لغة ثبتت القراءة به، والباقون بمدها وهي اللغة الفصحى). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 330]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
... ... ... ..... = أن رأه (ز) كا بخلف ....
ش: واختلف عن ذي زاي (زكا) البزي في: أن رّءاه استغنى [7] فروى ابن مجاهد، وابن شنبوذ، وأكثر الرواة عنه بقصر الهمزة من غير ألف.
ورواه الزينبي وحده عنه بالمد؛ فخالف فيه سائر الرواة عن قنبل.
ثم إن ابن مجاهد غلط قنبلا في القصر، وربما [لم] يأخذ به، وزعم أن الخزاعي رواه عن أصحابه بالمد، ورد الناس تغليطه بما قال الداني من أن الرواية إذا ثبتت وجب الأخذ بها وإن ضعفت حجتها في العربية، [وبأن] الخزاعي لم يذكر هذا الحرف في كتابه أصلا.
قال الناظم: وليس ما رد به على ابن مجاهد لازما؛ فإن الراوي إذا ظن غلط المروي عنه لا يلزمه رواية ذلك عنه إلا على سبيل البيان، سواء كان [المروي صحيحا أو ضعيفا؛ إذ لا يلزم من غلط المروي عنه ضعف] المروي في نفسه؛ فإن قراءة مردفين [الأنفال: 9] بفتح الدال صحيحة مقطوع بها، وقرأ بها ابن مجاهد على قنبل مع نصه أنه غلط في ذلك، ولا شك أن الصواب مع ابن مجاهد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/621]
وأما كونه لم يذكره في كتابه فيحتمل أن يكون سأله عنه؛ فإن شيخه قال: فالذي عندي أنه إن أخذ بغير طريق ابن مجاهد، والزينبي عن قنبل [من] [طريق] ابن شنبوذ وأبي ربيعة وابن الصباح والعياشي ودلبة [وابن ثوبان] واليقطيني وغيرهم- فلا ريب في الأخذ له من طرقهم بالقصر وجها واحدا؛ لروايتهم كذلك من غير نكير، وإن أخذ بطريق الزينبي عنه فالمد كالجماعة فقط، وإن أخذ بطريق ابن مجاهد فينظر فيمن روى القصر عنه: [فإن كان] لصالح المؤذن والشنبوذي وغيرهم فيؤخذ به كذلك، وإن كان ممن روى المد كالمعدل [والكتابي] فالمد فقط، وإن كان ممن صح عنه الوجهان من أصحابه: كالسامري وغيره أخذ بهما، والوجهان جميعا من طريق ابن مجاهد في «الكافي» و«تلخيص ابن بليمة» وغيرهما، ومن غير طريقه في «التجريد»، و«التذكرة» وغيرهما وبالقصر قطع في «التيسير» وغيره من طريقه، والقصر أثبت من طريق الأداء، والمد أقوى من طريق النص ومن زعم أن ابن مجاهد لم يأخذ بالقصر فقد أبعد غاية، [الإبعاد] وخالف الرواية والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/622]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَاخْتُلِفَ فِي {أَنْ رَآهُ}: فَقُنْبُلٌ مِنْ رِوَايَةِ اِبْنِ شَنْبُوذٍ وَابْنِ مُجَاهِدٍ، وَأَكْثَرُ اَلرُّوَاةِ عَنْهُ بِقَصْرِ الْهَمْزَةِ بِلاَ أَلِفٍ، وَافَقَهُ اِبْنُ مُحَيْصِنٍ.
وَالْبَاقُونَ بِالْمَدِّ، وَهُوَ رِوَايَةُ اَلزَّيْنَبِيِّ عَنْ قُنْبُلٍ، وَتَغْلِيظُ اِبْنِ مُجَاهِدٍ لِقُنْبُلٍ فِي
رِوَايَةِ الْقَصْرِ، رَدَّهُ اَلنَّاسُ عَلَيْهِ.
وَاَلَّذِي اِرْتَضَاهُ فِي اَلنَّشْرِ: أَنَّهُ إِنْ أَخَذَ عَنْ قُنْبُلٍ بِغَيْرِ طَرِيقِ اِبْنِ مُجَاهِدٍ
[إتحاف فضلاء البشر: 2/619]
وَالزَّيْنَبِيِّ، كَابْنِ شَنْبُوذٍ وَأَبِي رَبِيعَةَ وَغَيْرِهِمَا، فَبِالْقَصْرِ وَجْهًا وَاحِدًا بِلاَ رَيْبٍ، وَإِنْ أَخَذَ عَنْهُ بِطَرِيقِ اَلزَّيْنَبِيِّ فَبِالْمَدِّ، كَالْجَمَاعَةِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَإِنْ أَخَذَ بِطَرِيقِ اِبْنِ مُجَاهِدٍ فَبِالْوَجْهَيْنِ، وَهُمَا صَحِيحَانِ عَنْهُ فِي الْكَافِي وَتَلْخِيصِ اِبْنِ بَلِيمَةَ وَغَيْرِهِمَا.
قَالَ -أَعْنِي صَاحِبَ اَلنَّشْرِ-: وَلاَ شَكَّ أَنَّ الْقَصْرَ أَثْبَتُ وَأَصَحُّ عَنْهُ، مِنْ طَرِيقِ اَلأَدَاءِ، وَالْمَدُّ أَقْوَى مِنْ طَرِيقِ اَلنَّصِّ، وَبِهِمَا آخُذُ مِنْ طَرِيقَيْهِ جَمْعًا بَيْنَ اَلنَّصِّ وَالأَدَاءِ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اِبْنَ مُجَاهِدٍ لَمْ يَأْخُذْ بِالْقَصْرِ، فَقَدْ أَبْعَدَ فِي الْغَايَةِ وَخَالَفَ فِي اَلرِّوَايَةِ.
وَقَدْ وُجِّهَ الْحَذْفُ بِأَنَّ بَعْضَ الْعَرَبِ يَحْذِفُ لاَمَ مُضَارِعِ "رَأَى" تَخْفِيفًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَصَابَ اَلنَّاسَ جُهْدٌ، وَلَوْ تَرَ أَهْلَ مَكَّةَ، بَلْ قِيلَ: إِنَّهَا لُغَةٌ عَامَّةٌ، وَحَيْثُ صَحَّتِ اَلرِّوَايَةُ بِهِ وَجَبَ قَبُولُهُ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/620]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَتَقَدَّمَ الْكَلاَمُ عَلَى إِمَالَةِ حَرْفَيْ {رَآهُ} وَمَرَّ نَظِيرُهُ فِي اَلأَنْبِيَاءِ، وَهُوَ {وَإِذَا رَآكَ} لاتِّصَالِهِ بِمُضْمَرٍ كَمَا هُنَا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/620]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن رءاه} [7] قرأ قنبل بخلف عنه بقصر الهمزة، أي بحذف الألف بين الهمزة والهاء، فيصير بوزن (رعه) والباقون بإثبات الألف والهمزة قبله، وهو الطريق الثاني لقنبل.
وضعف بعضهم القصر، عملاً بقول ابن مجاهد في كتاب السبعة: «قرأت على قنبل {أن رءاه} قصرًا بغير ألف بعد الهمزة، وهو غلط».
ولا وجه لتضعيفه فإنه صحيح ثابت، قطع به الداني في التيسير وغيره، وقرأ به غير واحد على ابن مجاهد نفسه، كصالح المؤدب، وبكار بن أحمد، والمطوعي،
[غيث النفع: 1310]
والشنبوذي، وعبد الله بن اليسع الأنطاكي، وزيد بن أبي بلال.
وقال المحقق: «ولا شك أن القصر أثبت عن قنبل من طريق الأداء، والمد أقوى من طريق النص، وبهما آخذ من طريقه، جمعًا بين النص والأداء، ومن زعم أن ابن مجاهد لم يأخذ بالقصر فقد أبعد في الغاية، وخالف في الرواية» اهـ.
وثلاثة ورش فيه جلية، وإمالته ستأتي إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 1311]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى}
{رَآَهُ}
- قرأ الجمهور (رآه) بألف بعد الهمزة، وهي لام الفعل، وهو رواية الزينبي عن قنبل، وهو الاختيار.
- وقرأ ابن مجاهد وابن شنبوذ وقنبل بخلاف عنه والقواس عن ابن كثير ومجاهد وحميد وابن محيصن (رآه) بحذف الألف وقصر الهمزة.
قال ابن مجاهد: (على وزن ورعه وهو غلط لأن رآه مثل رعاه ممالاً وغير ممال).
قال أبو حيان: (ينبغي أن لا يُغلطه، بل يتطلب له وجهًا، وقد حذفت الألف في نحو هذا، قال: (وصّاني العجاج فيما وصني)) يريد وصاني، فحذف الألف وهي لام الفعل، وقد حذفت في مضارع (رأى) في قولهم: (أصاب الناس جهدٌ ولوتر أهل مكة)، وهو حذف لا ينقاس، لكن إذا صحت الراوية وجب قبوله، والقراءات جاءت على لغات العرب قياسها وشاذها).
وقال مكي: (وقد كان الشيخ أبو الطيب رحمه الله يأخذ لقنبل بالوجهين، ولم تأت هذه الرواية عن قنبل إلا من طريق ابن مجاهد
[معجم القراءات: 10/503]
فيما علمت، ولها وجه بعيد في العربية، ... وبالوجهين قرأت لقنبل).
قال ابن غلبون: (وقد قرأت له بالوجهين وبهما آخذ، والمختار بالألف مثل الجماعة).
وقال النشار: (وقصر قنبل الهمزة من (أن رآه) بخلاف عنه، وهو ضعيف جدًا، أي: القصر).
وقال ابن الجزري: (وليس ما رد به على ابن مجاهد في هذا لازمًا، فإن الراوي إذا ظن غلط المروي عنه لا يلزمه رواية ذلك عنه إلا على سبيل البيان سواء كان المروي صحيحًا أم ضعيفًا: إذ لا يلزمه من غلط المرويّ عنه ضعف المروي في نفسه: فإن قراءة (مردفين) بفتح الدال صحيحة مقطوع بها، وقرأ بها ابن مجاهد على قنبل مع نصه أنه غلط في ذلك، ولا شك أن الصواب مع ابن مجاهد في ذلك.. وبالقصر قطع في التيسير وغيره من طريقه، ولا شك أن القصر أثبت وأصح عنه من طريق الأداء، والمد أقوى من طريق النص، وبهما أخذ من طريقه جمعًا بين النصين، والأداء، ومن زعم أن ابن مجاهد لم يأخذ بالقصر فقد أبعد، وخالف الرواية، والله تعالى أعلم).
وذكر ابن الأنباري في قراءة ابن كثير ثلاثة أوجه:
1- حذفت منه اللام كما حذفت في (حاش الله).
2- حذفت منه اللام لأنه مضارع (يرى)، وقد حذفت عينه بعد نقل حركتها إلى ما قبلها، فلما سكن حرف الهمزة ههنا لأنه يُستثقل عينه للحركة فحذفت اللام.
3- أن يكون حذفت لسكونها وسكون السين في (استغنى)، لأن الهاء حرف خفي لا يُعد حاجزًا، وأجرى الوقف مجرى الوصل لئلا
[معجم القراءات: 10/504]
يختلف، وهذا أضعف الأوجه.
- وقرئ (راءه) بألف بين الراء والهمزة، وهو مقلوب من (رآه) وهي لغة مسموعة.
وأما الإمالة في (رآه) فكما يلي:
أ- إمالة الهمزة والراء معًا:
وهي قراءة ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي وخلف والداجوني عن هشام وأبي نشيط عن قالون ويحيى بن آدم عن أبي بكر والأعمش وعباس وابن مجاهد وأبي عون عن قنبل والنقاش عن ابن ذكوان.
ب- إمالة الراء وفتح الهمزة:
وهي قراءة أبي عمرو من طريق السوسي بخلاف عنه.
ج- إمالة الهمزة وفتح الراء:
وهي قراءة ابن ذكوان من طريق الصوري، وأبي عمرو من طريق الدوري، وأبي بكر من طريق يحيى بن آدم والداجوني.
د- بالتقاليل:
- وهي قراءة الأزرق وورش ونافع.
- وقرأ الباقون بالفتح وهم: نافع وحفص عن عاصم وابن كثير والحلواني عن هشام وابن ذكوان من رواية العراقيين وأبو بكر من طريق العليمي.
[معجم القراءات: 10/505]
وانظر مثل هذا في الآية/ 36 من سورة الأنبياء، والآية/23 من سورة التكوير.
{اسْتَغْنَى}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (ليطغى) الآية/ 6). [معجم القراءات: 10/506]

قوله تعالى: {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)}
{الرُّجْعَى}
- الإمالة فيه كالإمالة في (ليطغى) الآية/6). [معجم القراءات: 10/506]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 11:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة العلق

[ من الآية (9) إلى الآية (19) ]
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}

قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ الخلافُ في إمالةِ الراءِ منه والهمزةِ في بابِها، وكذلك في {أَدْرَاكَ} و{أَرَأَيْتَ} ذُكِرَ في الهمزِ المُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/402] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أَرَأَيْتَ} ذُكِرَ في الهَمْزِ المُفْرَدِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 743]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَقَرَأَ {أَرَأَيْتَ} بِتَسْهِيلِ اَلثَّانِيَةِ نَافِعٌ وَأَبُو جَعْفَرٍ، زَادَ الأَزْرَق إِبْدَالَهَا أَلِفًا مَعَ الْمَدِّ لِلسَّاكِنَيْنِ، وَحَذَفَهَا الْكِسَائِيُّ، وَأَثْبَتَهَا مُحَقَّقَةً الْبَاقُونَ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/620]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايت} الثلاثة قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إبدالها ألفًا مع المد الطويل، وعلي بإسقاطها، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 1311] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى}
{أَرَأَيْتَ}
- قرأ نافع وقالون وورش من طريق الأزرق والأصبهاني، وأبو جعفر بتسهيل الهمزة الثانية بين بين.
- وقرأ ورش من طريق الأزرق بإبدال الهمزة ألفًا مع إشباع المد للساكنين (أرايت).
- وقرأ الكساني بحذفها (أريت).
- وقرأ حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
- وإذا وقف الأزرق وورش تبين لهما التسهيل لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر، إذ تصبح صورة القراءة (أرايت) كذا!
- والباقون بالتحقيق في الوصل والوقف.
قال مكي: (ومن ترك همز (أرأيت) جعل الهمزة مكنية، بين الهمزة والألف، وقيل أبدل منها ألفًا، وقال أبو عبيد: والأول هو الأصل).
[معجم القراءات: 10/506]
وقال ابن خالويه: (وقرأ نافع (أرايت) بتليين الهمزة الثانية استثقالاً للجمع بينهما في كلمة واحدة، وكان الكسائي يسقطها جملة، فيقول: (أريت) بإسقاط الهمزة، وكذلك في كل القرآن..)).
{يَنْهَى}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (ليطغى) في الآية/6). [معجم القراءات: 10/507]

قوله تعالى: {عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)}
{صَلَّى}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (ليطغى) الآية/6.
ومن أمال رقق اللام، ومن فتح غلظها). [معجم القراءات: 10/507]

قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ الخلافُ في إمالةِ الراءِ منه والهمزةِ في بابِها، وكذلك في {أَدْرَاكَ} و{أَرَأَيْتَ} ذُكِرَ في الهمزِ المُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/402] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايت} الثلاثة قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إبدالها ألفًا مع المد الطويل، وعلي بإسقاطها، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 1311] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11)}
{أَرَأَيْتَ}
- تقدم بيان القراءة في الآية/9.
{الْهُدَى}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (ليطغى) الآية/6). [معجم القراءات: 10/507]

قوله تعالى: {أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12)}
{بِالتَّقْوَى}
- الإمالة فيه كالإمالة في (ليطغى) الآية/6). [معجم القراءات: 10/507]

قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ الخلافُ في إمالةِ الراءِ منه والهمزةِ في بابِها، وكذلك في {أَدْرَاكَ} و{أَرَأَيْتَ} ذُكِرَ في الهمزِ المُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/402] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايت} الثلاثة قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إبدالها ألفًا مع المد الطويل، وعلي بإسقاطها، والباقون بتحقيقها). [غيث النفع: 1311] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13)}
{أَرَأَيْتَ}
- تقدمت في الآية/9.
{تَوَلَّى}
- الإمالة فيه كالإمالة في (ليطغى) الآية/6). [معجم القراءات: 10/507]

قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14)}
{بِأَنَّ}
- قرأ حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء.
[معجم القراءات: 10/507]
{يَرَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو، وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 10/508]

قوله تعالى: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((لَنَسْفَعًا) بتشديد النون محبوب عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بتخفيفها وهو الاختيار على أنها نون خفيفة كما في الخط). [الكامل في القراءات العشر: 662]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كلآ} الثلاثة، المختار الوقف على الثاني دون الأول والثالث، فالأولى الوقف على ما قبلهما، والابتداء بهما). [غيث النفع: 1310] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15)}
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
- قرأ الجمهور (لنسفعا) بالنون الخفيفة، وكتبت بالألف، باعتبار الوقف؛ إذ الوقف عليها بإبدالها ألفًا.
قال الشهاب: (... لأنه يوقف على النون الخفيفة بالألف تشبيهًا لها بالتنوين، وقاعدة الرسم مبنية على حال الوقف والابتداء).
- وروى محبوب، وهارون كلاهما عن أبي عمرو (لنسفعن) بالنون المشددة.
- وقرأ ابن مسعود (لأسفعا).
[معجم القراءات: 10/508]
وهي عن ابن مسعود (لأسفعن) بالنون المشددة عن ابن خالويه والبيضاوي، وذكر ابن عطية أنها كذلك في مصحف عبد الله). [معجم القراءات: 10/509]

قوله تعالى: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((نَاصِيَةٍ) وما بعدها نصب أبو حيوة، وابن أبي عبلة، الباقون بالجر، وهو الاختيار على البدل). [الكامل في القراءات العشر: 662]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)}
{نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}
- قرأ الجمهور (ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ) بجر الثلاثة، وذلك كما يلي:
1- عند أبي حيان على أن (ناصية) بدل نكرة من معرفة، وهي (الناصية) في الآية السابقة.
2- عند الزمخشري والعكبري بدل نكرة وصفت من معرفة فجاز ذلك.
ورد أبو حيان على الزمخشري أنه ليس شرطًا في إبدال النكرة من المعرفة أن توصف عند البصريين خلافًا لمن شرط ذلك من غيرهم، ولا أن يكون من لفظ الأول أيضًا خلافًا لزاعمه.
وذكر الشهاب أن النكرة تبدل من المعرفة عند الكوفيين بشرطين، اتحاد الوصف، ووصف النكرة.
- وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة وزيد بن علي (ناصيةً كاذبةً خاطئةً) بنصب الثلاثة على الشتم، أو على إضمار أعني.
[معجم القراءات: 10/509]
- وقرأ الكسائي في رواية (ناصية كاذبة خاطئة) برفع الثلاثة على تقدير: هي ناصيةً...، وهي عند الزمخشري: على الشتم أيضًا.
{كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}
- أخفى التنوين في الخاء أبو جعفر، وذلك مع الغنة.
{خَاطِئَةٍ}
- قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء في الحالين.
- وكذا قرأ حمزة في الوقف.
- وأمال الكسائي، وحمزة بخلاف عنه الهاء وما قبلها في الوقف.
- وقرأ ابن مسعود (... فاجرة) في موضع (خاطئة) ). [معجم القراءات: 10/510]

قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17)}
{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ}
- قرأ ابن مسعود (فليدع إلى ناديه) بزيادة (إليَّ) على قراءة الجماعة
- وذكر العكبري أنه قرئ بسكون الياء (ناديه) وهو من تسكين ياء المنقوص في النصب حملاً على الرفع والجر.
وجاءت عند ابن خالويه (إلى ناديه)، كذا ضبط على أن (إلى) حرف جر). [معجم القراءات: 10/510]

قوله تعالى: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) بالتاء على ما لم يسم فاعله ابن أبي عبلة، الباقون بالنون، وهو الاختيار على أن الفعل للَّه). [الكامل في القراءات العشر: 662]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَيُوقَفُ عَلَى {سَنَدْعُ} بِحَذْفِ الْوَاوِ لِلْكُلِّ لِلرَّسْمِ، وَمَا فِي اَلأَصْلِ مِنَ الْقَطْعِ لِيَعْقُوبَ بِالْوَاوِ، وَمِنَ الْخِلاَفِ لِقُنْبُلٍ، سَبَقَ رَدُّهُ فِي سُورَةِ (اَلشُّورَى)، عِنْدَ الْكَلاَمِ عَلَى {وَيَمْحُ اَللَّهُ} ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/620]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)}
{سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}
- قرأ الجمهور (سندع الزبانية) بالنون مبنيًا للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى، الزبانية: بالنصب مفعول.
- وكُتبت (سندع) بغير الواو: لأنها تسقط في الوصل لالتقاء الساكنين.
- وروى ابن شنبوذ عن قنبل (سندعو) بالواو.
- ونص أبو عمرو الداني عن يعقوب (سندعو) بالواو في الوقف، وقال: (هذه قراءتي على أبي الفتح وأبي الحسن جميعًا، وبذلك جاء النص عنه).
قال ابن الجزري: (قلت: وهو من انفراده، وقد قرأته به من طريقه، وانفرد ابن فارس في جامعه بذلك عن ابن شنبوذ عن قنبل، فخالف سائر الناس...).
قال مكي وغيره: (لا ينبغي أن يتعمد الوقف عليها ولا على ما يشابهها...).
قال في الإتحاف: (بحذف الواو للكل للرسم، وما في الأصل من القطع ليعقوب بالواو، ومن الخلاف لقنبل سبق رده في الشورى عند الكلام على (ويمح الله) آية/24).
[معجم القراءات: 10/511]
وقال في سورة الشورى: (وما ذكره في الأصل هنا من القطع ليعقوب بالوقف بالواو فهو مما انفرد به الداني، ولم يُتابع عليه فلا يقرأ به، وكذا ما ذكره من إثبات الواو لقنبل في أحد وجهيه، لا يقرأ به، ولا يُعوّل عليه، إذ هو مما انفرد به فارس عن ابن شنبوذ عن قنبل، فخالف سائر الناس كما في النشر...).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (فسأدعو الزبانية).
- وقرأ ابن أبي عبلة (سيدعى الزبانية) بالياء مبنيًا للمفعول، الزبانية: رفع، قام مقام الفاعل.
- وجاء عند الرازي (ستُدعى) كذا بالتاء غير معزوة لقارئ، ومثله عند الخفاجي). [معجم القراءات: 10/512]

قوله تعالى: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كلآ} الثلاثة، المختار الوقف على الثاني دون الأول والثالث، فالأولى الوقف على ما قبلهما، والابتداء بهما). [غيث النفع: 1310] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}
{لَا تُطِعْهُ}
- قراءة الجماعة (لا تطعه) مضارع مجزوم مخفف التاء والطاء من (أطاع).
- وقرأ نعيم بن ميسرة (لا تطعه) بتشديد الطاء، وهذا يقتضي زيادة المد في الألف قبلها لالتقاء ساكنين.
- وعن نعيم أيضًا أنه قرأ (لا تطعه) بتشديد الطاء.
[معجم القراءات: 10/512]
قال ابن خالويه: (بإدغام التاء في الطاء) كذا!
- وذكر العكبري أنه بفتح التاء مع تشديد الطاء (تطعه) قال: أصله تطيعه، ثم أبدل من حركة الياء المقدرة في الأصل طاء كما أبدلت فيها السين في أسطاع ثم حذفت الياء للجزم).
قلت: هو تعليل بعيد ومتكلف). [معجم القراءات: 10/513]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة