العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم اللغة > جمهرة معاني الحرف وأسماء الأفعال والضمائر والظروف > جمهرة معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:51 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (جُمَلُ "الهَاءَاتِ"
مضى تفسير وجوه "اللامات"، وهذا تفسير "الهاءات"، وهي أربع عشرة:
1- "هاء" سنخ.
2- و
"هاء" استراتحة وتبيين.
3- و
"هاء" التنبيه.
4- و
"هاء" الترقيق.
5- و
"هاء" الضمير.
6- و
"هاء" المبالغة والتفخيم.
7- و
"هاء" التأنيث.
8- و
"هاء" العماد.
9- و
"الهاء" التي تقع على المذكر والمؤنث.
10- و
"هاء" تتحول "تاء".
11- و
"هاء" تكون في نعت المذكر
12- و
"هاء" الوصل.
13- و
"هاء" الأمر.
14- و
"هاء" الندبة). [المحلى: 240]

1- "هاء" السنخ
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): ("فهاء" السنخ "هاء" «الوجه» و"هاء" «الشبه» و «الفقه»، ليس يتغير على كل حال). [المحلى: 241]
2- "هاء" الاستراحة والتبيين
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"هاء" الاستراحة والتبيين، كقول الله جل وعز: {ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه}، ومنه قول بشر بن أبي خازم:
مهما لي الليلة مهما ليه ..... أودى بنعلي وسرباليه
يا أوس لو نالتك أرماحنا ..... كنت كمن تهوي به الهاوية
ألفيتا عيناك عند القفا ..... أولى فأولى لك ذا واقية
فهذه "هاء" استراحة وتبيين).[المحلى: 241]
3- "هاء" التنبيه
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"هاء" التنبيه مثل: هذا وهذه وهو، قالوا: هو قائمٌ، "فالهاء" وحدها اسم، و"الواو" علامة الرفع، وقالوا: هما، فحذفوا "الواو" الزائدة وأتوا "بالميم" لما كانت من الزوائد، وكرهوا أن يعربوه من وجهين.
وأما «هذا» فإنه كان في الأصل «هذاء»، فكثر الاستعمال، فحذفوا "الهموة"، وجعلوا رفعه ونصبه وجره بمنزلة واحدة.
ومما جاء في الأصل:
هذائه الدفتر خير دفتر ..... بكف قرمٍ ماجدٍ مصور
وإنما دخلت "الهاء" ههنا للاستراحة والتبيين، وهو يقال: بالمد والقصر.
ويقال: هذه وهذي.
يقولون: هم ضاربون زيدًا، فإذا أضمروا قالوا: هم ضاربوه، و: هم قاتلوه، إلا في الشعر اضطرًارًا.
قال الشاعر:
هم الفاعلون الخير والآمرونه ..... إذا ما خشوا من حادث الأمر معظمًا.
أراد: الآمرون.
وفي «هو» ثلاث لغات، يقال: هُوَ وهُوْ وهُوّ.
- فأما من قال «هُوَ» فإنه حرك "الواو" طلب التثقيل.
- وأما من قال: «هُوَّ» فإنه كره أن يكون الاسم على حرفين، فعمده بالتشديد.
وقال الشاعر:
وإن لساني شهدةٌ يشتفى بها ..... وهو على من صبه الله علقم
- وأما من قال: «هُوْ»، بتسكين "الواو"، فإنه أخرجه على مثال "منْ"، و "عنْ" وأشباه ذلك، وقال الحطيئة يمدح سعيد بن العاص:
سعيدٌ وما يفعل سعيدٌ فإنه ..... نجيبٌ كمن هو في الفلاة نجيب
وبعضهم يسكن "الهاء" إذا تقدمها "واو"، كما يقرأ: {وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم} ... الآية.
ومن "هاء" التنبيه مثل قول الله جل وعز: {هاؤم اقرءوا كتابيه}، وقال: {ها أنتم هؤلاء}.
وقال الشاعر:
ونحن اقتسمنا الحب نصفين بيننا ..... فقلتُ لها: هذا لها، هاوذا ليا).
[المحلى: 242 - 244]
4- "هاء" الترقيق
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"هاء" الترقيق نحو قول عبيد الله بن قيس الرقيات:
إن الحوادث بالمدينة قد ..... أوجعنني وقرعن مروتيه
تبكيهم أسماءُ معولةً ..... وتقول سلمى: وارزيتيه).
[المحلى: 244]
5- "هاء" الضمير
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"هاء" الضمير: كلمته ولقيته). [المحلى: 244]
6- "هاء" المبالغة والتفخيم
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"هاء" المبالغة والتفخيم مثل قولهم: رجلٌ علامةٌ ونسابةٌ ولحانةٌ، إذا كان كثير اللحن، وزعموا أن قول الله جل وعز: {بل الإنسان على نفسه بصيرةٌ}، على هذا المعنى، ومثله: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصةٌ لذكورنا ومحرمٌ على أزواجنا}، "فالهاء" "هاء" المبالغة والتفخيم، ومنه قوله: {لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}، ألحقت "الهاء" للمبالغة، وإنما هي الجن.
وقال الشاعر يصف السيف:
ولو شهدت غداة الكوم قالت..... هو العضبُ المهذرمة العتيق).
[المحلى: 245]
7- "هاء" التأنيث
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"هاء" التأنيث مثل: كلبةٌ وضربةٌ وجنةٌ وشجرةٌ وقلنسوةٌ، وأما قول الله عز وجل: {وذلك دين القيمة}، فأنث لأن معناه: وذلك دين الحنفية القيمة).[المحلى: 246]
8- "هاء" العماد
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"هاء" العماد مثل قولهم: إنه قائمٌ فيها أخوك، و: إنه قائمٌ فيها أبوك، و: إنه قائمٌ فيها أختك، و: إنه قائمٌ فيها أختاك، و: إنه قائمةٌ فيها أخواتك، وليست هذه "الهاء" في هذا الموضع اسمًا، ولو كان اسمًا لقلت: إنهما وإنهم، ولأنثت في المؤنث، قال الله جل وعز: {إنه مصيبها ما أصابهم}، و: {قل أوحي إلي أنه استمع نفرٌ من الجن}.
وقال الشاعر:
فلم تر عيني مثل سربٍ رأيته ..... خرجن علينا من زقاق ابن واقف.
ولم يقل: رأيتهن). [المحلى: 246]
9- "الهاء" التي تقع على المذكر والمؤنث
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الهاء" التي تقع على المذكر والمؤنث كقول الشاعر:
فطافت ثلاثًا بين يوم وليلةٍ .....
قال «ثلاثًا» ولم يقل «ثلاثة»، وقد ذكر الأيام، وإنما قال «ثلاثًا»، على الليالي، لأن الأيام داخلة في الليالي لكثرة استعمالهم الليالي، ألا ترى أنهم يكتبون في كتبهم: بقين ومضين، وصمن عشرًا من الشهر، يعني: الليالي، وأما قول الشاعر:
وإن كلابًا هذه عشرُ أبطن ..... وأنت بريءٌ من قبائلها العشر
«البطن» مذكر، وإنما عنى القبائل، وأما قول الآخر:
ثلاثة أنفسٍ وثلاث ذودٍ ..... لقد جار الزمان على عيالي.
قال: «ثلاثة أنفسٍ»، لأنه أراد «ثلاثة أشخص»، وشخص الرجل نفسه.
قال الشاعر:
وكان مجني دون ما كنت أتقي ..... ثلاث شخوص: كاعبان ومعصر
قال: ثلاثُ شخوص، فأنت و «الشخص» مذكر). [المحلى: 247 - 248]
10- "الهاء" التي تتحول "تاء"
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الهاء" التي تتحول "تاء" هي لغة من لغات العرب، يقولون: وضعته في المشكات، و: هذه جمرت، وجنت، قال الله جل وعز: {إن شجرت الزقوم}، ومثله: {جنت النعيم}، و: {إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين}.
قال الشاعر:
من بعدما وبعدما وبعدمت ..... صارت نفوس القوم عند الغلصمت
وكادت الحرة أن تُدعى أمت.
أراد «الغلصمة»، و «الأمة»، فوقف على "الهاء" "بالتاء" على اللغة، وهي حميرية). [المحلى: 248]
11- "الهاء" التي تكون في نعت المذكر
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"الهاء" التي تكون في نعت المذكر.
قال الشاعر:
وأمرهم مركودةٌ في نزالهم .....وما بهم حيدٌ إذا الحرب هرت
بكل قناةٍ صدقةٍ يزنيةٍ ..... إذا أكرهت لم تنأطر واشمأزت
معناه: أمرهم أمرةٌ مركودةٌ، قال الله جل ذكره: {وما أمرنا إلا واحدة كلمحٍ بالبصر}، معناه: أمرنا أمرةٌ واحدةٌ.
قال الشاعر:
لو أنها عرضت لأشمط راهبٍ ..... عبد الإله صرورةٍ مُتعبد).

[المحلى: 249]
12- "هاء" الوصل
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (........................... ).[المحلى: 249]
13- "هاء" الأمر
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (...................... ). [المحلى: 250]
14- "هاء" الندبة
قال أبو بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي (ت: 317هـ): (و"هاء" الندبة: وازيداه، واعمراه.
قال الشاعر:
يا رب يا رباه إياك أسل ..... عفراء يا رياه من قبل الأجل).

[المحلى: 250]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:53 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أبو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبد الله الرماني (ت: 388هـ): ("الهاءات"
و"الهاءات" سبع، وهي:
1 - "هاء" الإضمار :كقولك: زيد ضربته وعمرو مررت به، فهذه "الهاء" كناية عن زيد وعمرو، فتسمى "هاء" الكناية و"هاء" الإضمار.
2 - و"هاء" التّأنيث: كقولك: طلحة وحمزة في الوقف، فإذا وصلت صارت "تاء".
3 - و"هاء" العماد: كقول الله تعالى: {إنّه أنا الله العزيز الحكيم}، و"الهاء" في إنّه عماد ذكرت على شريطة التّفسير، وكذلك قوله تعالى: {يا بني إنّها إن تك مثقال حبّة من خردل}، "فالهاء" ليست بضمير يرجع إلى مذكور مقدم، وإنّما هي مقدّمة على شريطة التّفسير لتفخم الكلام.
4 - و"هاء" الوقف: نحو قوله تعالى: {فبهداهم اقتده}، وقوله تعالى: {وما أدراك ما هيه}، و {هلك عني سلطانيه}.
وتجب هذه "الهاء" فيما يحذف من الفعل حتّى يبقى على كلمة واحدة نحو الأمر: من وشيت ووقيت، تقول: شه وقه، وكذلك: من وعيت، تقول: عه، فأنت في الأول في الخيار، وفي الثّاني فلا بد منها؛ لأنّه لا يوقف على كلمة واحدة قد ابتدئ بها.
5 - و"هاء" الندبة: نحو: وازيداه وواعمراه وما أشبه ذلك، فإذا وصلت سقطت، وإذا وقفت ثبتت؛ لأنّها لمد الصّوت، فإذا ناب عنها حرف غيرها في الاتّصال سقطت.
6 - و"الهاء" الأصليّة: نحو قولك: لا تموه، "فالهاء" فيه أصليّة، وكذلك قوله تعالى: {إلهكم إله واحد}.
7 - و"هاء" البدل: نحو: هرقت وأرقت، "فالهاء" بدل من "الهمزة"، وكذلك قولهم: هرق ماؤك، وكما قال الشّاعر:
هرق لنا من قرقرى ذنوبا ... إن الذّنوب ينفع المغلوبا ).
[منازل الحروف: 25 - 27]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:54 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


باب: مواضع "هاء" التأنيث
قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (باب: مواضع هاء التأنيث
اعلم أن "هاء" التأنيث تدخل آخر الكلمة على ثمانية عشر وجهًا:
أحدها: للفرق بين المذكر والمؤنث: وتكون
"الهاء" علامة للمؤنث، نحو: «قائمٌ» و«قائمة» و«مرءٌ» و«امرأة»، «وفتى» و«فتاة»، وما أشبه ذلك.
والثاني: للفرق بين المذكر والمؤنث: وتكون
"الهاء" علامة للمذكر، وسقوطها علامة للمؤنث، وذلك في العدد نحو: «ثلاثة رجالٍ» و«ثلاث نسوة»، وما أشبه ذلك.
والثالث: للفرق بين الواحد والجمع، وتكون
"الهاء" علامة للواحد، نحو «تمرة» و«تمر»، و«بطة» و«بط»، و«حمامة» و«حمام»، وما أشبه ذلك.
والرابع: للفرق بين الواحد والجمع، وتكون
"الهاء" علامة الجمع كقولهم: «هذا كمءٌ» للواحد، فإذا أرادوا جمعه قالوا: «هذه كمأة»، ومثله: «هذا حمار»، و«هؤلاء حمارة»، و«بغال» و«بغالة»، و«جمال» و«جمالة»، قال الهذلي:
حتى إذا أسلكوهم في قتائدة ..... شلا كما تطرد الجمالة الشردا
«الجمالة»: جمع جمالٍ.
والوجه الخامس: تدخل
"الهاء" لتأنيث الكلمة لغير فرقٍ، نحو «قرية»، و«غرفة»، و«برمة»، و«شقة»، و«عمامة»، و«إداوة»، و«نهاية»، و«بهيمة»، و«مدينة»، و«بلدة»، و«موماة»، و«مرضاة»، و«التوراة»، و«المنجاة» و«المرقاة»، وما أشبه ذلك، "الهاء" فيها لتأنيث الكلمة، وليس لشيءٍ منها مذكر يفرق "بالهاء" بينه وبين مؤنثه.
والوجه السادس: تدخل
"الهاء" لتوكيد التأنيث في الجمع الذي على «فعالٍ» و«فعولٍ»، ولا يلزمها في كل موضعٍ، وذلك قولهم في جمع «جمل»: «جمالة»، وفي «حجر: حجارة»، وفي «ذكر: ذكارة وذكورة»، وفي «فحل: فحالة، وفحولة»، وفي «صقر: صقورة»، وفي «بعل: بعولة»، وفي «عمٍ وخالٍ: عمومة وخؤولة»، "الهاء" في هذه الجموع لتأكيد التأنيث، قال الله تعالى: {كأنه جمالةٌ صفر}، وقال: {ترميهم بحجارة من سجيلٍ}، وقال: {وبعولتهن أحق بردهن}، وكذلك قولهم في جمع «ملك: ملائكة»، أدخلوا "الهاء" لتوكيد التأنيث، وكان حقه أن يجمع على «ملائك»، كما تقول: «مصنع ومصانع»، وللنحويين في أصل «ملك» قولان: قال بعضهم: أصله: «ملأك» واحتج بقول الشاعر:
فلست لإنسي ولكن لملأك ..... تنزل من جو السماء يصوبُ
وقال آخرون: أصله: «مألك» لأنه مأخوذ من «الألوك»، و«المألكة» وهي الرسالة، وقول الشاعر: «ولكن لملأك» كان الوجه أن يقول: ولكن لمألك، ولكنه قلب فقدم اللام وأخر "الهمزة".
والوجه السابع: تدخل
"الهاء" للمبالغة في المدح والذم، كقولهم في المدح: «رجل علامة» و«نسابة» و«راوية للأخبار» و«باقعة» و«بصيرة» وكأنهم أرادوا به «داهية» وقالوا في الذم: «رجل لحانة» و«هلباجة فقاقة جخابة» كأنهم أرادوا به «بهيمة» وقد قيل إن "الهاء" في قوله تعالى: {بل الإنسان على نفسه بصيرة}، وقوله تعالى: {ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا}، وقوله: {وذلك دين القيمة}، هي "هاء" المبالغة، وكذلك "الهاء" في قولهم: «خليفة» هي للمبالغة، والأصل فيه: «خليف».
والوجه الثامن: تدخل
"الهاء" للنسب في الجمع الذي على زنة «مفاعل» نحو: «المهالبة» و«الأشاعثة» و«الأشاعرة» في جمع «المهلب، وأشعث، وأشعر» بمعنى: مهلبين، وأشعثيين، وأشعريين، ينسبون إلى «المهلب، وأشعث، وأشعر» واحدهم: «مهلبي، وأشعثي، وأشعري» وكذلك «الأزارقة» ينسبون إلى نافع بن الأزرق، و«المسامعة»، ينسبون إلى «مسمع» و«المناذرة» ينسبون إلى «منذر» واحدهم: «أزرقي، ومسمعي، ومنذري»، وكذلك «السبابحة» و«البرابرة» بمعنى السبجيين، والبربريين، واحدهم: سبجي وبربري، وقد انضم في هذا النسب الذي في «المهالبة» ونحوها إذا أردت «المهلبيين» إلى العجمة، فاجتمع مع "الهاء" النسب والعجمة، و«السبابجة»: قوم من السند يستأجرون ليكونوا في السفينة كالمندرقة.
والوجه التاسع: تدخل
"الهاء" للعجمة في الجمع الذي على زنة «مفاعل» نحو قولهم: «الجواربة» و«الموارجة» جمع «جورب ومورج» وهو الخف، وهما اسمان أعجميان قد أعربا، وزيدت "الهاء" في الجمع للدلالة على أنه أعجمي، وكذلك «الطيالسة» جمع «طيلسان»، و«الصوالجة» جمع «صولجان»، و«الصوابحة» جمع «الصوبح» وهو عود يمد به العجين للرقاق، وكذلك «الكرابجة» جمع «الكربج» وهو الحانوت، والأصل فيه بالفارسية: «كربه» وقد أدخلوها في العربي الذي على هذا الوزن أيضًا فقالوا: «صيرف وصيارفة» و«صيقل وصياقلة».
والوجه العاشر: تدخل
"الهاء" عوضًا من حرف محذوف في الجمع الذي على زنة «مفاعيل» نحو: «زناديق وزنادقة» و«فرازين وفرازنة»، «وجحاجيح وجحاجحة»، "الهاء" في هذا الجمع للعوض من "الياء"، وهي لازمة لا تحذف لأنها عوض، فإن حذفتها أتيت "بالياء" لأنهما يتعاقبان، وكذلك قولهم: «أناسية» في جمع «إنسان»، الهاء عوضٌ من "الياء" المحذوفة لأنه كان يجب «أناسي» كما قال الله عز وجل: {وأناسي كثيرًا}.
والوجه الحادي عشر: تدخل
"الهاء" على المصدر عوضًا من حرف محذوفٍ، كقولهم: «أقام إقامة»، و«استقام استقامة» و«وزن زنة»، وما أشبه ذلك زادوا "الهاء"، لأنه كان ينبغي أن يكون: «أقوم إقوامًا، واستقوم استقوامًا، ووزن وزنًا» فلما أسقطوا "الواو" جعلوا "الهاء" كأنها عوض من ذلك الحرف، وتكملة لما سقط من الكلمة.
والوجه الثاني عشر: تدخل
"الهاء" على المصدر لتبين عدد المرات كقولك: «ضربت ضربة»، و«جلست جلسة»، و«أكلت أكلة».
والثالث عشر: تدخل
"الهاء" في الوقف، لبيان الحرف أو الحركة قبلها، نحو دخولها بعد "ألف" الندبة لبيان "الألف" في قولك: «وازيداه»، ونحو دخولها في الوقف لبيان الحركة في قوله عز وجل: {فبهداهم اقتده}، و{لم يتسنه}، {وما أدراك ما هيه} وبعد "ياء" الإضافة نحو: {كتابيه}، و{حسابيه}، و{ماليه}، و{سلطانيه}، هي في أربعة مواضع في القرآن، وهي تسمى "هاء" الاستراحة، و"هاء" الوقف، ومن أثبت "الهاء" في الوصل في هذه المواضع فإن ذلك على نية الوقف، وإن كان الفصل بين النطقين في هذا قصير الزمان، ومنه قول الشاعر وهو عمرو بن ملقط:
مهما لي الليلة مهما ليه ..... أودى بنعلي وسرباليه
وقال آخر:
أنا سحيم ومعي مذرايه ..... أعددته لفيك ذي الدوايه
أراد: مذراي، فلما وقف أدخل "الهاء".
والرابع عشر: تدخل
"الهاء" لإمكان النطق بالكلمة، وذلك في فعل الأمر إذا صار إلى حرفٍ واحدٍ كقولك: "عه" و"شه" و"قه" و"ره"، وما أشبه ذلك، زيدت "الهاء" في الوقف لإمكان النطق به، لأنه لا يمكن الوقف على حرفٍ ويبتدأ به، لأنه لا يبتدأ إلا بمتحركٍ ولا يوقف إلى على ساكنٍ.
والخامس عشر: تدخل
"الهاء" للوقف على الفعل المعتل "اللام" في حال الجزم عوضًا من حذف "اللام"، وذلك في لغة بعض العرب، يقولون في الوقف على «ارم، ولا ترم»: «ارمه، ولا ترمه» فيدخلون "الهاء" عوضًا من حذف "اللام" ولتبقى الحركة على حالها، وكذلك يقولون: «ادعه، ولا تدعه» و«اخشه، ولا تخشه»، وكذلك ما أشبهه.
والسادس عشر: تدخل
"الهاء" في الوقف لبيان الحركة وكراهية اجتماع الساكنين كقولهم في الوقف على «"ثم": "ثمه"» وعلى «"هلم": "هلمه"»، وعلى "إن" بمعنى "نعم": "إنه"، قال الراجز على هذه اللغة:
يا أيها الناس ألا هلمه.
وقال آخر وهو ابن قيس الرقيات واسمه عبيد الله:
يكسر العواذل في الصبو ..... ح يلمنني وألومهنه
ويقلن: شيب قد علا ..... ك وقد كبرت فقلت: إنه
والسابع عشر: تدخل "الهاء" عوضًا من "الياء"كقولهم: «هذه» والأصل: «هذي» فأبدلت "الهاء" من "الياء".
والوجه الثامن عشر: تدخل
"الهاء" لازدواج الكلمة الثانية مع الأولى، كقولهم: «لكل ساقطةٍ لاقطة»، قال أبو بكر بن الأنباري: معناه: لكل كلمةٍ ساقطةٍ، أي: يسقط بها الإنسان، لاقطٌ لها، أي متحفظ لها ... وإنما أدخلت "الهاء" في «اللاقطة» لتزدوج الكلمة الثانية مع الأولى، كما قالوا: «إن فلانًا يأتينا بالعشايا»). [الأزهية: 249 - 258]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:56 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


باب "الهاء"
باب "الهاء" المفردة
قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ):(باب "الهاء"
اعلم أن "الهاء" جاءت في كلام العرب مفردةً ومركبةً مع غيرها من الحروف.

باب "الهاء" المفردة
اعلم أن "الهاء" المفردة تنقسم قسمين: قسمٌ هي أصل وقسمٌ بدل من أصل.
فالقسمُ التي هي أصل لها في الكلام خمسة مواضع.
الموضع الأول: أن تكون للوقف، وذلك لمعنيين: أحدهما: بيان الحركة في كل مبني متحركٍ، نحو قولك في غلامي في الوقف: غلاميه، وفي هو: هوه، وفي هي: هيه، قال الله تعالى: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ}، وقوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ}، وقال الشاعر:
إذا ما ترعرع فينا الغلام .... فما إن يقال له: من هوه
المعنى الثاني: بيان "الألف"، نحو قولك في الندبة: وازيداه، واعمراه، فإذا وقفت أثبت "الهاء"، وإذا وصلت حذفت، ولا يجوز إثباتها إلا في الضرورة كقوله:
.... .... .... .... .... يا مرحباه بحمارٍ ناجيه
وقول الآخر:
وقد رابني قولها يا هنا .... ويحك ألحقت شرًّا بشرّ
عند من جعل الأصل «هنا» وهي كنايةٌ عن رجل.
الموضع الثاني: أن تكون للإطلاق في القوافي، كما تكون
"الألف" لذلك، لأنها تُسرح القافية إلى الحركة من التقييد، وهو السكون كما تفعل "الألفُ"، وذلك نحو قول الشاعر:
أُكْسُ بُنياتي وأمهنه .... أقسمُ بالله لتفعلنه
وقوله:
وقائلةٍ: أسيت فقلت جيرٍ .... أسيٌّ إنني من ذاك إنه
على أحد القولين، وهذا الموضع في التحقيق راجع إلى الوقف، إلا أنه في القوافي، فمن هذا الوجه ينقسم، والأول يكون في القوافي وغيرها فخالفه.
الموضع الثالث: أن تكون عوضًا من حركة عين الفعل كما كانت
"السين" في «أسطاع» وذلك في: أهراق يُهريق إهراقه، ومنه قوله:
فلما دنت إهراقةُ الماء أنصتت .... لأنزعه عنها وفي النفس أن أثني
وقوله:- وكنتُ كمهريق الذي في سقائه .... لرقراق آل فوق رابيةً صلد
وقوله:
فأصبحت كالمهريق فضلة مائه .... لضاحي سراب بالملا يترقرق
الموضع الرابع: أن تكون في جمع «أم» دلالة على من يعقل، كقولهم: «أُمهات» فرقًا بينه وبين ما لا يعقل، فإنه يُقال فيه: «أمات» فوزنه فُعلهات، و"الهاء" زائدة لقولهم في المصدر منه: الأمومة، كما يقولون في العم: العمومة، وقالوا: تأممت أمًا، أي: اتخذتها، قال الله تعالى: {وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ} ، وقال: {فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}، وقد قالوا: «أُمَّات» على الأصل، قال الشاعر فجمع بينهما:
إذا الأُمهات قبحن الوجوه .... فرجت الظلام بأُمَّاتكا
وحكى الخليل في كتاب العين أنه يُقال: «تأهمت أما» فتكون "الهاء" في أمهاتها أصلًا عنده على ذلك، قال بعضهم: هذا وهمٌ من الخليل، وكذلك قال ابنُ جني: إنه وهم في هذا الموضع، وإن له في الكتاب وهمًا كثيرًا وخللًا فلا ينبغي أن يُعول عليه.
وأما ما لا يعقل فيُقال فيه: «أُمَّات» بغير
"هاءٍ" كما قال الراعي:
.... .... .... .... .... أماتهن وطرقهن فحيلا
وربما أجروها مجرى من يعقل فأدخلوا "الهاء" فقالوا: أُمهات، كما قال الشاعر:
قوال معروفٍ وفعاله .... عقار مثنى أمُهات الرِّباع
وهو قليل.
الموضع الخامس: أن تكون من بنية الكلمة، فلا تُعلل لأنها مبدأ لغة، وذلك قولهم في الكبيرة العجيزة: هركولة من الركل، وهجرع من الجرع، وهبلع من البلع، وسلهب من السلب ولا يُقاس على شيء من ذلك لقلته، وإنما يُوقف فيه مع السماع، وكذلك في الموضع قبله، فاعلمه).
[رصف المباني:399 - 403]

باب "الهاءُ" المُبدلة من الأصل
قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ):(باب "الهاءُ" المُبدلة من الأصل

اعلم أن لها في الكلام أربعة مواضع:
الموضع الأول: أن تكون مبدلة من "همزة" الاستفهام، نحو قولهم فيما حكى قطرب: هزيدٌ منطلقٌ؟ وفي قول الشاعر:
وأتى صواحبها يقلن: هذا الذي .... منح المودة غيرنا وجفانا
الموضع الثاني: أن تكون بدلًا من "همزة" التعدية، نحو قولك في أرحتُ الماشية: هرحت الماشية، وفي أبرتُ الثوب: هبرت الثوب، وحكى اللحياني: هردت الشيء أهريده في أردته وأريده.
الموضع الثالث: أن تكون بدلًا من
"ألف" الوقف في «أنا» إذا وقفت عليه قلت: أنا أو أنه، حُكي من قولهم: «هكذا قصدي أنه» وإنما جعلناها بدلًا من "الألف"، لأن "الألف" في «أنا» في الوقف أكثر استعمالا من "الهاء"، لا سيما وقد ثبتت في الوصل على قراءة نافعٍ في {أنا أحيي}، {وأنا أول} ونحوهما مما جاء في القرآن "بهمزةٍ" بعده على خلافٍ عنه في المكسورة، وفي الشعر مطلقًا كما قال:
أنا سيف العشيرة .... .... .... .... .... .... ....
وكما قال الآخر:
فما أنا وانتحالي القوا .... في .... .... ....
والكثرة دلالةٌ من دلالات التصريف، وقد يُحتمل أن تكون زائدة بنفسها بمجرد الوقف فترجعُ إلى الموضع من "الهاء" الزائدة بنفسها في القسم الأول، والوجه الأول هو الأولى.
الموضع الرابع: أن تكون بدلًا من
"تاء" التأنيث بقياس في المفرد، نحو: قائمه في قائمة، وذاهبه في ذاهبة، وقالوا في الوقف على اللات: اللاه، وقالوا في العدد في الوصل: «ثلاثه وأربعه» في الوقف، و«كيف الإخوةُ والأخواه» كذلك، وقد جاءت بدلًا من "تاء" التأنيث في الحرف شاذًا، قالوا: لاه، وذلك كله موقوفٌ على السماع في المواضع المذكورة إلا المؤنث المفرد خاصة كما ذُكر). [رصف المباني:403 - 404]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:57 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"الهاء" و"الهمزة"
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (ومنها ("الهاء"، و"الهمزة") لاستفهامٍ أو قطعٍ، نحو: هالله، وألله، ولا تجرّ إلا في القسم اسم الله فقط، وقيل: الجرّ بحرفٍ مقدّرٍ بعدها). [التحفة الوفية: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:58 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("الهاء"
حرف مهمل، وهو "هاء" السكت. وهي "هاء" السكت. وهي "هاء" تلحق وفقاً لبيان الحركة. وإنما تلحق بعد حركة بناء لا تشبه الإعراب، نحو: هوه، وهيه، وما ليه، وله. وتلحق أيضاً بعد "ألف" الندبة، ونحوها. كقولك: وازيداه. ولا تثبت وصلاً، إلا في ضرورة شعر. وإنما أثبتها القراء وصلاً، في بعض المواضع، اتباعاً لرسم المصحف.
ولحاق هذه "الهاء" ليس بواجب، إلا في موضعين:
أحدهما: ما بقي من الأفعال المعتلة على أصل واحد. نحو: عه، ولم يعه.
والثاني: "ما" الاستفهامية، إذا جرت بإضافة اسم، نحو: قراءة مه؟ ولتفصيل الكلام على هذه المواضع موضع غير هذا.
وذكر بعضهم أن "للهاء"، التي هي حرف معنى، قسماً آخر. وهو أن تكون بدلاً من "همزة" الاستفهام، نحو: هزيد منطلق؟ حكاه قطرب. ومنه قول الشاعر:
وأتى صواحبها، فقلن: هذا الذي ... منح المودة غيرنا، وجفانا؟
وقال بعضهم: إنه أراد هذا فحذف "ألف" "ها"، للضرورة.
فإن قلت: عد "الهاء" من حروف المعاني مشكل، لأن "هاء" السكت قد ذكرها النحويون مع الحروف الزوائد، أعني حروف أمان وتسهيل. فإنهم مثلوا "الهاء" "بهاء" السكت. وإنما يذكر من حروف أمان وتسهيل ما ليس بحرف معنى. وأما "الهاء" التي هي بدل من "همزة" فليست بأصل! قلت: أما كون "هاء" السكت حرف معنى فواضح. وقد قال ابن الحاجب، وغيره: إن ذكرها مع الحروف الزوائد ليس بجيد. وهو كما قال. والله أعلم). [الجنى الداني:152 - 153]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:59 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): (حرف "الهاء"
"الهاء" المفردة
"الهاء" المفردة على خمسة أوجه:
أحدها: أن تكون ضميرا للغائب، وتستعمل في موضعي الجرّ والنّصب، نحو:{قال له صاحبه وهو يحاوره}.
والثّاني: أن تكون حرفا للغيبة، وهي "الهاء" في: "إيّاه"، والتّحقيق أنّها حرف لمجرّد معنى الغيبة، وأن الضّمير "إيا" وحدها.
والثّالث: "هاء" السكت، وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف، نحو:{ما هيه}، ونحو: هاهناه ووازيداه، وأصلها أن يوقف عليها، وربما وصلت بيّنة الوقف.
والرّابع: المبدلة من "همزة" الاستفهام، كقوله:
وأتى صواحبها فقلن هذا الّذي ... منح المودّة غيرنا وجفانا
والتّحقيق ألا تعد هذه؛ لأنّها ليست بأصلية على أن بعضهم زعم أن الأصل هذا فحذفت "الألف".
والخامس: "هاء" التّأنيث، نحو: رحمه في الوقف، وهو قول الكوفيّين، زعموا أنّها الأصل، وأن "التّاء" في الوصل بدل منها، وعكس ذلك البصريون، والتّحقيق ألا تعد، ولو قلنا بقول الكوفيّين، لأنّها جزء كلمة لا كلمة). [مغني اللبيب: 4 / 309 - 315]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:00 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)

النوع الثاني: من الحروف الأحادية وهو الذي اشتركت فيه الحروف بالأسماء
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (النوع الثاني: من الحروف الأحادية وهو الذي اشتركت فيه الحروف بالأسماء ولا تشارك الأفعال شيئًا من الأحادية لما بينا أن الاشتراك يجب كونه وضعًا وشيء من الأفعال لا يوضع أحاديثًا، بل يجب أن لا يكون أقل من ثلاثة أحرف أصول، حرف يبتدأ به، وحرف يوقف عليه، وحرف يفصل بينهما لمنافاة الأول بحركته الآخر بسكونه، ولكونه لا يقتضي طبعًا لا الحركة ولا السكون، ثم ما قيل إنه إن سكن نافي الأول وإن حرك نافي الآخر فالمنافاة حاصلة، فإن اتفق فعل على أقل من ثلاثة فلذلك بطريق الحذف لعارض، كما تقرر في فنه، وأحرف هذا النوع سبعة:
وهي: "الألف"، و"التاء"، و"الكاف"، و"النون"، و"الهاء"، و"الواو"، و"الياء"، فلنذكر كل حرف منها في فصل، ونذكر فيه ما يخطر بالبال ذكره إن شاء الله، وليعلم أن هذه الأحرف السبعة مبنية في حالتي حرفيتها واسميتها، أما في حالة الحرفية فظاهر لعدم استحقاق الحرف الإعراب، وأما في حال اسميتها فاستيفاء لبيانها ولكون وضعها كوضع الحروف على حرف واحد فنبيت مطلقًا، والله تعالى أعلم). [جواهر الأدب: 42]

الفصل الخامس: "الهاء"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل الخامس: من النوع الثاني من نوعي الأحادية المشتركة فيه الحروف والأسماء هو:
"الهاء": وهي من الحروف الحلقية كما تقدم، ومخرجها من أقصى الحلق، وهي دون "الهمزة" على الأصح كما مر، لا بالعكس، ومن أحرف الزيادة، فقد تقع بعضًا، ومستقلة ولا ضرورة هنا إلى بيان مواقعها بعضًا، فلينظر فيها عند الاستقلال، وحينئذٍ يجوز وقوعها اسمًا وحرفًا، فهي صنفان:
الصنف الأول: الحرفية ولها موضعان.
أحدهما: "هاء" الوقف تلحق جوازًا آخر كل مبني متحرك الآخر لا تشبه حركته حركة معرب، فلا تدخل غير آخر الكلمة، ولا آخرًا يكون ساكنًا، لا ما بني على حركة تشبه حركة معرب كالمبني في النداء، ومع "لا" التي لنفي الجنس، وفي العدد المركب ولا الفعل الماضي المشابه للمضارع، وتلزم فعل الأمر الوارد على حرف واحد نحو: "قه"، أو حرفين نحو: "اخشه"، و"ارمه"، و"اغزه"، أو مضارعًا على حرفين نحو: لم يقه، ولم يعه، أو معتل "اللام" نحو: "لم" يخشه، و"لم" يرمه، و"لم" يغزه، وتدخل "ما" الاستفهامية مجرورًا إمَّا بحرف نحو: "بمه"، و"لمه"، و"إمَّا" بإضافة، نحو: محى عمه، ويكثر لحاقها المستغاث والمندوب والمنادى، والأصل لحاقها وقفًا، وفي الدرج قليلًا، كقوله تعالى: {يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه}.
وثانيهما: "الهاء" الواقعة ردفًا يا ضمير النصب؛ لأن "الهاء" المفردة في "إياه"، والمردفة بعلائم التفريع في "إياها" "إياهما""إياهم" "إياهي"، هي حروف دالة على من له الضمير، وهو "إياكما"، هو مذهب سيبويه وتابعيه، كما في "كاف" الخطاب عنده في نحو: ذلك، وأما عند الخليل فالظاهر من مذهب أنها أسماء مضاف إليها، فتكون على مذهب داخلة في قسم الاسمية، كما سنذكره عقيبه.
الصنف الثاني: الاسمية، وهو ضمير المفرد المذكر الغائب نحو: ضربته، ولها موضعان:
أحدهما: عند كونها منصوبة موصولة بالفعل نحو: ضربه، أو باسم الفاعل نحو: الضاربه، عند من اعتقد نصبه.
وثانيهما: أن يكون مجرورًا إمَّا بحرف جر نحو: له، أو بإضافة نحو: غلامه، فإن كان ما قبل "الهاء" ساكنًا وليس "ياء" نحو: منه، وغلاماه، ضمت "الهاء"، وإن كان "ياء" نحو: لديه، وعليه كسرت، وإن كان متحركًا بكسرة نحو به، وغلامه، كسرت أيضًا، وإن كان ما قبلها متحركًا بضمة أو فتحة، نحو: له، وعملوه، أو كان ساكنًا غير "ياء"، فالضم.
تنبيه: "هاء" الغائب مضمومة عند أهل الحجاز مطلقًا بعد "ياء" ساكنة ولغة غيرهم كسرها بعد "الياء" الساكنة نحو: "لديه"، و"عليه"، وبعد الكسرة نحو: "به"، ومن غلامه، ولم يقرأ أحد من القراء في قوله تعالى: {أنسانيه} وعاهد عليه بالضم الأحفص وحمزة، وقد تشبع حركتها بعد متحرك نحو: ضربته، وضربنه، فإن سكن ما قبلها اختلست الضمة والكسرة عليها نحو منه، ويأيته ويرجوه، فإذا اتصل بالكلمة التي تتصل "بالهاء" المكسورة بالمفرد "هاء" للتثنية والجمع كسرتا أيضًا، تقول: "بهما"، و"بهم"، و"بهن"، وبعضهم يعامل "الكاف" في "بكما"، و"بكم"، و"بكن"، بذلك أي: بكسره أيضًا "كالهاء"). [جواهر الأدب: 74 - 75]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:03 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



باب "الهاء" وما أوله "الهاء"
"الهاء":

قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (باب "الهاء" وما أوله "الهاء"
"الهاء": تكون في أول الكلام وآخره، أما أوله: فقد تبدل "الهاء" عوضًا من "الهمزة" مثل: هراق وأراق، وأما في آخره فتأتي على أربعة عشر وجهًا:
الأول: ضميرًا للغائب: وتستعمل في موضع الجر والنصب، قال الله تعالى: {قال له صاحبه وهو يحاوره}.
الثاني: تكون حرفًا للغيبة، وهي "الهاء" في «إياه» فقيل: إن التحقيق أن الضمير "إيا" وحدها، و"الهاء" حرف لمجرد معنى الغيبة.
الثالث: تكون دالة على التأنيث، وليس له مذكر، كقربة وبُرمة وعمامة وإداوة وبهيمة ومدينة وما أشبه ذلك، وقال الكوفيون: هي الأصل و"التاء" في الوصل بدل منها، وعكس ذلك البصريون.
الرابع: تكون فارقة بين المذكر والمؤنث، فتقع في المؤنث نحو: قائم وقائمة وفتى وفتاة، وقد تقع في المذكر وذلك في العدد من الثلاثة إلى العشرة.
الخامس: تكون فارقة بين الواحد الجمع نحو: تمرة وتمر، وحمامة وحمام، وقد تقع في المذكر كقولك: هذا حمار، وهؤلاء حمارة، وقد تقع في الجمع دون الواحد في اسمين خاصة كقولك: حمأ وحمأة ومثله: حمأة وكم للواحد وكمأة للجمع.
السادس: تدخل للمبالغة في المدح والذم، كقولهم في المدح رجل علامة ونسّابة وراوية وخليفة، وفي الذم: لحانة وهلباجة، وقد قيل: إن "الهاء" في قوله تعالى: {بل الإنسان على نفسه بصيرة}، وقوله تعالى: {ما في بطون هذه الأنعام خالصةً لذكورنا}، وقوله تعالى: {وذلك دين القيمة} من ذلك.
السابع: تأتي لتأكيد التأنيث في الجمع الذي على «فَعَال» و«فُعُولَه» وليست بلامة في كل موضع، كقولهم في مثل: جمل جمالة، وفي حجر: حجارة، وفي فحل: فحالة وفُحولة، وفي عم: عمومة، وفي خالة: خؤولة، وكذلك في ملائكة، قال الله تعالى: {وبعولتهن أحق بردهن}.
الثامن: تأتي للنسب في الجمع الذي على زنة «مَفاعِل» نحو: المهالبة والأشاعثة، والأشاعرة.
التاسع: تأتي عوضًا من حرف محذوف لزومًا وذلك في أربعة مواضع:
أحدها: الجمع الذي على زنة «مفاعيل» نحو: زناديق وزنادقة وجحاجيح وجحاجحة، ومتى لم تأت بها أتيت بالباب؛ لأنهما يتعاقبان.
ثانيها: المصدر الذي حذفت عينه، كقولهم: أقام إقامة، والأصل أقام إقوامًا واستقوم استقوامًا.
ثالثها: الفعل المعتل "اللام" عوضًا من حذف "اللام"، وذلك في لغة بعض العرب، يقولون: ارمه، ولا ترمه.
رابعها: تكون عوضًا من "الباء"، كقولهم: هذه، والأصل هذي.
العاشر: تأتي لبيان المرات كقولك: جلست جلسة وجلستين.
الحادي عشر: تأتي في حال الوقف لبيان الحركة أو الحرف الذي قبلها نحو دخولها بعد "ألف" الندبة لبيان "الألف" في قولك: وازيداه، ونحو: {سلطانيه}، و{كتابيه}، و{حسابيه}، و{ماليه} لبيان "الياء"، ولبيان الحركة كقوله تعالى: {فبهداهم اقتده}، وقوله تعالى: {لم يتسنه}، ونحو قول الشاعر:
إذا ما ترعرع فينا الغلام .... فما إن يقال له من هوه
إذا لم يسد قبل شد الأزار .... فذلك فينا الذي لا هوه
ولي صاحب من بني الشيصبان ..... فطورًا أقول وطورًا هوه
وتسمى "هاء" السكت، وتسمى أيضًا "هاء" الاستراحة، وقد تثبت في الوصل على نية الوقف، كقراءة غير حمزة، والكسائي: {لم يتسنه وانظر}، {فبهداهم اقتده}، قيل: بإثبات "هاء" السكت في الدرج.
الثاني عشر: تدخل لإمكان النطق بالكلمة، وذلك في فعل الأمر إذا صار إلى حرف واحد كقوله: "عِهْ"، و"شِهْ"، و"قِهْ".
الثالث عشر: تأتي لبيان الحركة وكراهية اجتماع الساكنين، كقولهم في الوقف على "ثمّ": "ثّمَّهْ"، وعلى "هَلُمَّ": "هَلُمَّهْ"، وعلى "إنّ" بمعنى نعم، "إنَّهْ"، قال الشاعر:
يا أيهاالناس ألا هَلُمَّهْ
الرابع عشر: تدخل للمحاذاة والازدواج كقولهم: لكل ساقطةٍ لاقطة، أي: لكل كلمة ساقطة أي يسقط بها الإنسان لاقط يلقطها، كذا فسره أبو بكر بن الأنباري، فدخلت "الهاء" لتزدوج الأولى مع الثانية، كما قالوا: يأتينا بالغدايا والعشايا فجمعوا غداة على غدايا لتزدوج مع العشايا). [مصابيح المغاني: 498 - 502]


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:04 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
وكون هاء السكت من أعداء ..... هذي الحروف اختاره المُرادي
كغيره ولكن اترك بدلا ..... همزة الاستفهام إذما أُصلا).
[كفاية المعاني: 253]


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:05 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


شرح أحمد بن فارس الشدياق (ت: 1305هـ)
(حرف "الهاء")
قال أحمد بن فارس الشدياق (ت: 1305هـ): ( (حرف "الهاء")
"الهاء" المفردة على خمسة أوجه:
أحدها: أن تكون ضميرًا للغائب، وتستعمل في موضعي الجر والنصب نحو: {قال له صاحبه وهو يحاوره}.
والثاني: أن تكون حرفًا للغيبة، وهي
"الهاء" في "إياه".
والثالث:
"هاء" السكت، نحو: ماهية، ووهنا، ووازيداه، وأصلها أن يوقف عليها وربما وصلت.
والرابع: المبدلة من
"همزة" الاستفهام، كقوله:
وأتى صواحبها فقلن هذا الذي ..... منح المودة غيرنا وجفانا
وزعم بعضهم أن الأصل هذا فحذف "الألف".
والخامس:
"هاء" التأنيث، نحو: رحمة.
"ها": على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون اسم فعل بمعنى خذ، ويجوز مد "ألفها"، فتقول: "ها" زيدًا، و"ها" زيدًا، ويستعملان مع "كاف" الخطاب وبدونها، ويجوز في الممدودة أن يستغني عن "الكاف" بتصريف "همزتها" تصاريف "الكاف"، فيقال: "هاء" المذكر بالفتح، و"هاء" للمؤنث بالكسر، و"هاؤما" للمؤنث، و"هاؤم"، و"هاؤن"، ومنه: {هاؤم اقرأوا كتابيه}.
والثاني: أن تكون ضميرًا للمؤنث، فتستعمل مجرورة الموضع ومنصوبته، نحو: {فألهما فجورها}.
والثالث: أن تكون للتنبيه، فتدخل على الإشارة نحو: هذا، وعلى ضمير الرفع المخبر عنه باسم الإشارة نحو: {ها أنتم أولاء} وقيل: إنما كانت داخلة على الإشارة فقدمت، ورد بنحوها: أنتم هؤلاء.
وتدخل أيضًا في النداء نحو: يا "أيها" الرجل، وهي في هذا واجبة، ويجوز في هذه وهي لغة بني أسد أن تحذف "ألفها"، وأن تضم "هاؤها" اتباعًا، وعليه قراءة ابن عامر: {أيه المؤمنون}، {أيه الساحر}، {أيه الثقلان} بضم
"الهاء" في الوصل، وعلى اسم الله تعالى في القسم عند حذف الحرف، أي: حرف القسم، يقال: "ها" الله بقطع "الهمزة" ووصلها، وكلاهما مع إثبات "ألفها" وحذفها.
قال الشارح، قوله: بقطع "الهمزة"، بأن تقول: "ها" الله أو هألله، وقوله: ووصلها، أي: بأن تقول "ها" الله أو هالله، قال الدماميني: حكى الزمخشري في المفصل أنه يقال: "ها" أنا زيدًا منطلق، و"ها" أنا أفعل كذا، وهذا ليس من المواضع الأربعة التي ذكرها المصنف، لكن قال الرضي: لم أعثر لذلك على شاهد، وهو عجيب، فإن الزمخشري أنشد في المفصل قول النابغة:
ها أنا تا عذرة إن لم تكن قبلت ..... فإن صاحبها قد تاه في البلد
وهذا شاهد على دخولها على الجملة الاسمية مثل: "ها" أنا زيدًا منطلق.
وقال العلامة الدسوقي عند قول المصنف في الخطبة: و"ها" أنا بائح بما أسررته: أدخل "هاء" التنبيه على الضمير المنفصل، وخبره ليس اسم إشارة مع أنه يمنع ذلك، كما يأتي في حرف
"الهاء"، وقد وقع له ذلك في ثلاثة مواضع إلا أن يجاب بأنه مشى فيها على ما جوزه بعضهم.
وقال العلامة المرتضى شارح القاموس عند قول المصنف في الخطبة، و
"ها" أنا أقول: قال شيخنا المعروف بين أهل العربية: أنا "ها"، الموضوعة للتنبيه، لا تدخل على الرفع المنفصل الواقع مبتدأ إلا إذا أخبر عنه باسم الإشارة نحوها: أنتم أولاء أنتم هؤلاء، فأما إذا كان الخبر غير إشارة فلا، وقد ارتكبه المصنف غافلًا عن شرطه، والعجب أنه اشترط ذلك في آخر كتابه لما تكلم على "هاء"، وارتكبه ههنا، وكأنه قلد في ذلك شيخه العلامة جمال الدين بن هشام، فإنه في مغني اللبيب ذكرها ومعانيها واستعمالها على ما حققه النحويون، وعدل عن ذلك فاستعملها في كلامه في الخطبة مثل المصنف، فقال: و"ها" أنا بائح بما أسررته، اهـ.
وقال الحريري في درة الغواص: ويقولون: هو
"ذا" يفعل، وهو "ذا" يصنع، وهو خطأ فاحش ولحن شنيع، والصواب: "ها" هو "ذا" يفعل، وكان أصل القول: هو هذا.
قال الشارح: هو ما تبع فيه ابن الأنباري في كتابه الزاهر: وهو سفساف من القول، وضرب من الهذيان والفضول، فإنه هو مبتدأ وذا مبتدأ ثان خبره الجملة بعده، ويصح أن يكون
"ذا" اسمًا موصولًا، وإعرابه ظاهر، وصحته كذلك، ونحوه قال العجاج:
فهو ذا فقد رجا الناس الغير ..... من أمرهم على يديك والثؤر
وفي الحديث الشريف: «هو "ذاكم"»، وفي شرح التسهيل: إذا اجتمع اسم الإشارة وغيره يجعل اسم الإشارة مبتدأ وغيره خبر، فيقال: هذا القائم، وهذا زيد؛ لأن العرب اعتنت بمكان التنبيه والإشارة، فقدمته، ولا يجوز أن يجعل خبرًا إلا مع المضمر، فإن الأفصح فيه أن يقدم فيقال: "ها" أنا "ذا"، ويجوز: هذا أنا.
وفي كتاب الزاهر: إنما يجعلون المضمر بين
"ها" و"ذا" إذا قربوا الخبر، فيقولون: "ها" أنا "ذا" ألقى فلانًا، أي: قد قرب لقائي غياه، وقد سماه الكوفيون: تقريبًا.
وفي أصول ابن السراج: لا يجوز: هذا هو، وهذا أنت، وهذا أنا؛ لأنك لا تشير لإنسان غيرك، ولا إلى نفسك، إلا إذا قصد التمثيل، أي: هذا يقوم مقامك ويغني غناك، اهـ.
فعلى هذا يجوز: هذا أنت، وهذا أنا، أي: هذا مثلك، وهذا مثلي، فإن هذا هو بمنزلة قولك: هذا عبد الله، وما أشبهه؛ لأنك قد تكون في حديث إنسان فيسألك المخاطب عن صاحب القصة من هو فتقول: هذا هو.
وقال قوم: إن كلام العرب أن يجعلوا هذه الأسماء المكنية بين
"ها" و"ذا"، وينصبون أخبارها فيقولون: "ها" هو "ذا" قائمًا، و"ها" أنا جالسًا، وهذا يسمى التقريب، وهذا هو منشأ ما قاله ابن الأنباري والمصنف لم يقف على المراد منه، فليحرر، فإن ما قاله ليس بشيء ينبغي أن يذكر، انتهى.
وفي الكليات:
"ها" أنا كلمة يستعملونها غالبًا، وفيه إدخال "هاء" التنبيه على ضمير الرفع المنفصل، مع أن خبره ليس اسم إشارة، وقد صرح ابن هشام بعدم جوازه.
وقال في موضع آخر: هذا، أو مبتدأ حذف خبره، أي: هذا الذي ذكر على ما ذكر.
"هات": تقول: "هات" يا رجل، بكسر "التاء"، أي: أعطني، وللاثنين "هاتيا" مثل: "اتيا"، وللجمع: "هاتوا"، وللمرأة "هات"، "بالياء"، وللمرأتين: "هاتيا"، وللنساء: "هاتين"، وتقول: "هات" لا "هاتيت" و"هات" إن كانت بك مهاتاة، وما "أهاتيك"، كما تقول: ما أعاطيك.
قال الخليل: أصل
"هاتي" من آتى يؤتي، فقلبت "الألف" "هاء"، اهـ.
وهاته بمعنى هذه، وهي عند المغاربة أكثر اشتهارًا واستعمالًا من هذه.
"هب": قال الحريري: ويقولن: "هب" أني فعلت، و"هب" أنه فعل، والصواب: "هبني" و"هبه"، اهـ.
قال ابن بري: إذا جعل
"هبني" بمعنى: احسبني وعدني، فلا يمتنع أن تقول: "هب" "أني"، وقد سمع أيضًا فلا مانع منه قياسًا واستعمالًا.
"هل": حرف موضع لطلب التصديق دون التصور، وتفترق من "الهمزة" من عدة أوجه:
أحدها: اختصاصها بالتصديق.
والثاني: اختصاصها بالإيجاب، تقول:
"هل" قام، ويمتنع "هل" لم يقم، بخلاف "الهمزة" نحو:{ألم نشرح}.
ألا طعان ألا فرسان عادية.
والثالثة: أنها لا تدخل على الشرط ولا على
"أن".
والرابع: أنها تقع بعد العاطف لا قبله، وبعد
"أم"، نحو: {فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}، {وهل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور}.
والخامس: أنه قد يراد بالاستفهام بها النفي، ولذلك دخلت
"إلا" على الخبر بعدها نحو: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}، و"الباء" كما في قوله: ألا "هل" أخو عيش لذيذ بدائم.
والسادس: أنها تأتي بمعنى
"قد" مع الفعل، وبذلك فسر قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان} جماعة منهم ابن عباس رضي الله عنهما والكسائي والفراء والمبرد، وبالغ الزمخشري فزعم أنها أبدًا بمعنى "قد"، وأن الاستفهام إنما هو مستفاد من "همزة" مقدرة معها، ونقله في المفصل عن سيبويه فقال: وعند سيبويه أن "هل" بمعنى "قد"، إلا أنهم تركوا "الألف" قبلها؛ لأنها لا تقع إلا في الاستفهام، وقد جاء دخولها عليه في قوله:
سائل فوارس يربوع بشدتنا ..... أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم
قال: ولو كان كما ذكر لم تدخل إلا على الفعل "كقد"، ولم أر في كتاب سيبويه ما نقله عن، ورواية السيرافي في البيت: أم "هل".
وفي تسهيل ابن مالك: أنه يتعين مرادفة
"هل" "لقد" إذا دخلت عليها "الهمزة"، يعني: كما في البيت، ومفهومه أنها لا تتعين لذلك إذا لم تدخل عليها، بل قد تأتي لذلك كما في الآية، وقد لا تأتي له.
السابع: أن تكون بمنزلة
"أن" في إفادة التأكيد والتحقيق، ذكر ذلك جماعة من النحويين، وحملوا على ذلك: {هل في ذلك قسم لذي حجر}، وقدروه جوابًا للقسم وهو بعيد.
"هلم": قال في الصحاح: "هلم" يا رجل بفتح "الميم" بمعنى: تعال، قال الخليل: أصله: "لم" من قولهم: "لم" الله شعثه، أي: جمعه، كأنه أراد: "لم" نفسك إلينا، أي: أقرب، و"ها" للتنبيه، وإنما حذفت "ألفها" لكثرة الاستعمال، وجعلا اسمًا واحدًا يستوي فيه الواحد والجمع، والتأنيث في لغة الحجاز، قال الله تعالى: {والقائلين لإخوانهم هلم إلينا}، وأهل نجد يصرفونها فيقولون للاثنين: "هلما"، وللجمع: "هلموا"، وللمرأة: "هلمي"، وللنساء: "هلممن"، والأول أفصح.
وقد توصل
"باللام" فيقال: "هلم" لك، و"هلم" لكما، كما قالوا في "هيت".
وإذا قيل لك:
"هلم" إلى كذا، قلت: إلام أهم، مفتوحة "الألف" و"الهاء"، كأنك قلت: إلام ألم، وتركت "الهاء" على ما كانت عليه، وإذا قيل لك: "هلم" كذا، قلت: لا أهلمه، أي: لا أعطيكه.
"هنا": ظرف مكان للقريب، وقد تدخل عليه "الهاء" فيقال: "ههنا"، و"هنالك" للبعيد، و"اللام" زائدة، و"الكاف" حرف خطاب تفتح للمذكر وتكسر للمؤنث.
قال الفراء: يقال: اجلس
"ههنا" قريبًا، وتنح "ههنا"، أي: تباعد، و"هنا" بالفتح والتشديد، معناه: "ههنا"، ومنه قولهم: تجهوا من "هنا"، ومن "هنا"، أي: من "ههنا" و"ههنا"، ويقال في النداء: يا "هناه"، بزيادة "هاء" في آخره، تصير "تاء" في الوصل ، ومعناه: يا فلان.
"هو": وفروعه تكون أسماء وهو الغالب، وأحرفًا في نحو: زيد "هو" الفاضل إذا أعرب فصلًا.
قال شارح أبيات التحفة الوردية: العرب لا تنادي ضمير المتكلم فلا تقول: يا
"إياه"، ولا يا "هو"، فكلام جهلة الصوفية في نداء الله تعالى: يا "هو"، ليس جاريًا على كلام العرب.
"هيا": من حروف النداء، وأصلها: "أيا"، مثل: أراق، وهراق، و"هيا" "هيا" بالتشديد زجر، كما في القاموس، وقال الشريشي: "هيا" من أسماء الأفعال "كصه" و"مه"، ومعناه: أسرع وأقبل.
"هيت": "هيت" لك، بمعنى: "هلم" لك، يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، إلا أن العدد فيما بعده نحو: "هيت" لكما، و"هيت" لكم، و"هيت" لكن.
"هيهات": ذكرها صاحب القاموس في – "ي" – وفسرها ببعد، ويقال أيضًا: "إيهات"، وفي الصحيح: "هيهات" كلمة تبعيد، قال جرير:
فهيهات هيهات العقيق وأهله ..... وهيهات خل بالعقيق تحاوله
و"التاء" مفتوحة وأصلها: "هاء"، وناس يكسرونها على كل حال بمنزلة "نون" التثنية، وقد تبدل "الهاء" الأولى "همزة" فيقال: "إيهات"، مثل هراق وأراق). [غنية الطالب: 260 - 265]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة