قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("وي" المعروف أنها اسم فعل، بمعنى: أعجب. قال الشاعر:
وي، كأن من يكن له نشب يح ... بب، ومن يفتقر يعش عيش ضر
فهو اسم للفعل المضارع. وتلحقها "كاف" الخطاب. قال عنترة:
ولقد شفى نفسي، وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس: ويك، عنتر، أقدم
وقال الكسائي: إن "ويك" محذوفة من "ويلك". "فالكاف"، على قوله، ضمير مجرور. وأما قوله تعالى: {وكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء}، فقال أبو الحسن الأخفش: هو "ويك" بمعنى: أعجب، و"الكاف" حرف خطاب. أي: أعجب لأن الله. وعند الخليل وسيبويه أن "وي" وحدها، و"الكاف" للتشبيه. واختلاف القراء في الوقف مشهور.
وذكر صاحب رصف المباني أن "وي" حرف تنبيه، معاناها التنبيه على الزجر، كما أن "ها" معناها التنبيه على الحض. وهي تقال، للرجوع عن المكروه، والمحذور. وذلك إذا وجد رجل يسب أحداً، أو يوقعه في مكروه، أو يتلفه، أو يأخذ ماله، أو يعرض له بشيء من ذلك، فيقال لذلك الرجل: "وي". ومعناه: تنبيه وازدر عن فعلك. ويجوز أن توصل به "كاف" الخطاب. وهذا كلامه. ثم ذكر اختلاف العلماء في قوله تعالى: {وكأن الله}، وقال: الصحيح أن تكون "وي" حرف تنبيه. والله سبحانه أعلم). [الجنى الداني:352 - 354]