تفسير قوله تعالى: (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة الأنبياء: {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم أنتم لها واردون (98) لو كان هؤلاء آلهةً ما وردوها وكلٌ فيها خالدون (99)
لهم فيها زفيرٌ وهم فيها لا يسمعون}؛ ثم استثنى بالآية التي تليها فقال: {إنّ الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون}). [الجامع في علوم القرآن: 3/77-78]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال أخبرني من سمع ابن عباس يخاصم نافع بن الأزرق فقال ابن عباس الورود الدخول وقال نافع لا قال فقرأ ابن عباس {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} أورد هؤلاء أم لا وقرأ {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار} أورد هؤلاء أم لا أما أنا وأنت فسندخلها فانظر هل نخرج منها أم لا وما أرى الله مخرجك منها لتكذيبك قال فضحك نافع فقال ابن عباس ففيم الضحك إذا). [تفسير عبد الرزاق: 2/11]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله حصب جهنم قال حطب جهنم يقذفون فيها). [تفسير عبد الرزاق: 2/30]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عبد الملك بن الأبجر عن عكرمة في قوله: {حصب جهنم} قال: حطب جهنم [الآية: 98]). [تفسير الثوري: 205]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال عكرمة: {حصب} [الأنبياء: 98] : «حطب بالحبشيّة»). [صحيح البخاري: 6/96-97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال عكرمة حصب جهنّم حطبٌ بالحبشة سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في بدء الخلق وروى الفرّاء بإسنادين عن عليٍّ وعائشة أنّهما قرآ حطبٌ بالطّاء وعن بن عبّاسٍ أنّه قرأها بالضّاد السّاقطة المنقوطة قال وهو ما هيّجت به النّار). [فتح الباري: 8/436]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال عكرمة {حصب جهنّم} حطب بالحبشية
....
أما قول عكرمة فتقدم في صفة النّار في بدء الخلق). [تغليق التعليق: 4/258]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال عكرمة حصب حطب بالحبشيّة
أشار به إلى قوله تعالى: {إنّكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنّم} (الأنبياء: 98) وقال عكرمة: الحصب هو الحطب بلغة الحبش، وليس هذا في رواية أبي ذر، وعن ابن عبّاس: يعني الأصنام وقود جهنّم، وقرأ بالطّاء، وكذا روي عن عائشة، وقيل: الحصب في لغة أهل اليمن الحطب، وعن ابن عبّاس أيضا أنه قرأها بالضاد الساقطة المنقوطة وهو ما هيجت به النّار). [عمدة القاري: 19/63]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال عكرمة) في قوله ({حصب}) أي (حطب) بالطاء بدل الصاد (بالحبشية) وقيل باليمانية وهي قراءة أبي وعائشة والظاهر أنها تفسير لا تلاوة والحصب بالصاد ما يرمى به في النار ولا يقال له حطب إلا وهو في النار فأما قبل ذلك فحطب وشجر وهذه ساقطة لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/241]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم أنتم لها واردون}.
يقول تعالى ذكره: إنّكم أيّها المشركون باللّه، العابدون من دونه الأوثان والأصنام، وما تعبدون من دون اللّه من الآلهة. كما؛
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه} يعني: " الآلهة ومن يعبدها.
{حصب جهنّم} " وأمّا حصب جهنّم، فقال بعضهم: معناه: وقود جهنّم وشجرها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {حصب جهنّم} " شجر جهنّم ".
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم} يقول: " وقودها ".
وقال آخرون: بل معناه: حطب جهنّم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، حدّثني الحارث، قال: حدثنى الحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {حصب جهنّم} قال: " حطبها ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله، وزاد فيه: وفى بعض القراءة: " حطب جهنّم "، يعني: في قراءة عائشة.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {حصب جهنّم} قال: " حطب جهنّم، يقذفون فيها ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن الحرّ، عن عكرمة، قوله: {حصب جهنّم} قال: " حطب جهنّم ".
وقال آخرون: بل معنى ذلك أنّهم يرمى بهم في جهنّم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {حصب جهنّم} يقول: " إنّ جهنّم إنّما تحصب بهم، وهو الرّمي، يقول: يرمى بهم فيها ".
واختلف في قراءة ذلك، فقرأته قرّاء الأمصار: {حصب جهنّم} بالصّاد، وكذلك القراءة عندنا لإجماع الحجّة عليه.
وروي عن عليٍّ، وعائشة أنّهما كانا يقرآن ذلك: " حطب جهنّم " بالطّاء.
وروي عن ابن عبّاسٍ أنّه قرأه: " حضب " بالضّاد.
- حدّثنا بذلك، أحمد بن يوسف قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّدٍ، عن عثمان بن عبد اللّه، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأها كذلك.
وكأنّ ابن عبّاسٍ إن كان قرأ ذلك كذلك، أراد أنّهم الّذين تسجر بهم جهنّم، ويوقد بهم فيها النّار، وذلك أنّ كلّ ما هيجت به النّار، وأوقدت به، فهو عند العرب حضبٌ لها.
فإذا كان الصّواب من القراءة في ذلك ما ذكرنا، وكان المعروف من معنى الحصب عند العرب: الرّمي، من قولهم: حصبت الرّجل: إذا رميته، كما قال جلّ ثناؤه: {إنّا أرسلنا عليهم حاصبًا}، كان الأولى بتأويل ذلك قول من قال: معناه أنّهم تقذف جهنّم بهم، ويرمى بهم فيها.
وقد ذكر أنّ الحصب في لغة أهل اليمن: الحطب، فإن يكن ذلك كذلك فهو أيضًا وجهٌ صحيحٌ. وأمّا ما قلنا من أنّ معناه الرّمي، فإنّه في لغة أهل نجدٍ.
وأمّا قوله: {أنتم لها واردون} فإنّ معناه: أنتم عليها أيّها النّاس أو إليها واردون، يقول: داخلون.
وقد بيّنت معنى الورود فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 16/410-413]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله حصب جهنم يقول حطب جهنم). [تفسير مجاهد: 415-416]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا قيس بن الربيع عن محمد بن الحكم قال أخبرني من سمع علي بن أبي طالب عليه السلام يقرؤها حطب جهنم بالطاء). [تفسير مجاهد: 416]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس قاسم بن القاسم السّيّاريّ، ثنا محمّد بن موسى بن حاتمٍ، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، ثنا الحسين بن واقدٍ، عن يزيد النّحويّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: لمّا نزلت {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم أنتم لها واردون} [الأنبياء: 98] فقال المشركون: الملائكة وعيسى وعزيرٌ يعبدون من دون اللّه؟ فقال: لو كان هؤلاء الّذين يعبدون آلهةً ما وردوها، قال: فنزلت {إنّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء: 101] عيسى وعزيرٌ والملائكة «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/416]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم} [الأنبياء: 98].
- عن ابن عبّاسٍ قال: نزلت هذه الآية إنّكم {وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم أنتم لها واردون} [الأنبياء: 98] ثمّ نسختها {إنّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء: 101] يعني عيسى ابن مريم - صلّى اللّه عليه وسلّم - ومن كان معه.
رواه البزّار، وفيه شرحبيل بن سعدٍ مولى الأنصار وثّقه ابن حبّان وضعّفه الجمهور، وبقيّة رجاله ثقاتٌ.
- وعن ابن عبّاسٍ قال: «لمّا نزلت {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم أنتم لها واردون} [الأنبياء: 98] قال عبد اللّه بن الزّبعرى: أنا أخصم لكم محمّدًا، فقال: يا محمّد، أليس فيما أنزل عليك {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم أنتم لها واردون} [الأنبياء: 98]؟ قال: " نعم ". قال: فهذه النّصارى تعبد عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيرًا، وهذه بنو تميمٍ تعبد الملائكة، فهؤلاء في النّار؟ فأنزل اللّه - عزّ وجلّ - {إنّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء: 101]».
رواه الطّبرانيّ، وفيه عاصم بن بهدلة وقد وثّق وضعّفه جماعةٌ.
- وعن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: إذا بقي في النّار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من نارٍ فيها مسامير من نارٍ - قال ذلك مرّتين أو ثلاثًا - فلا يرون أحدًا في النّار يعذّب غيرهم. ثمّ قرأ عبد اللّه: {لهم فيها زفيرٌ وهم فيها لا يسمعون} [الأنبياء: 100].
رواه الطّبرانيّ، وفيه يحيى الحمّانيّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/68-69]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا أحمد بن ثابتٍ، ثنا محمّد بن خالد بن عثمة، ثنا يحيى بن عميرٍ، حدّثني شرحبيل، عن ابن عبّاسٍ، قال: نزلت هذه الآية: {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم أنتم لها واردون} [الأنبياء: 98] ثمّ نسختها: {إنّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء: 101] يعني: عيسى ابن مريم صلّى اللّه عليه وسلّم، ومن كان معه). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 98 - 104
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه وأبو داود في ناسخه والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} قال المشركون: فالملائكة وعيسى وعزير يعبدون من دون الله، فنزلت {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} عيسى وعزير والملائكة). [الدر المنثور: 10/385]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء عبد الله بن الزبعرى إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: تزعم أن الله أنزل عليك هذه الآية {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} قال ابن الزبعرى: قد عبدت الشمس والقمر والملائكة وعزير وعيسى ابن مريم كل هؤلاء في النار مع آلهتنا فنزلت (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) وقالوا أالهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون) (الزخرف آية 57) ثم نزلت {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} ). [الدر المنثور: 10/386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في ناسخه، وابن المنذر، وابن مردويه والطبراني من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} شق ذلك على أهل مكة، وقالوا: شتم الآلهة، فقال ابن الزبعرى: أنا أخصم لكم محمدا ادعوه لي فدعي، فقال: يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أم لكل عبد من دون الله قال: بل لكل من عبد من دون الله، فقال ابن الزبعرى: خصمت، ورب هذه البنية يعني الكعبة ألست تزعم يا محمد أن عيسى عبد صالح وأن عزيرا عبد صالح وأن الملائكة صالحون قال: بلى، قال: فهذه النصارى تعبد عيسى، وهذه اليهود، تعبد عزيرا وهذه بنو مليح تعبد الملائكة فضج أهل مكة وفرحوا فنزلت {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} عزير وعيسى والملائكة {أولئك عنها مبعدون} ونزلت (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) (الزخرف آية 57) قال: هو الصحيح). [الدر المنثور: 10/386-387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} ثم نسختها {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} يعني عيسى ومن كان معه). [الدر المنثور: 10/387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك {إنكم وما تعبدون من دون الله} يعني الآلهة ومن يعبدها). [الدر المنثور: 10/387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {حصب جهنم} قال: وقودها). [الدر المنثور: 10/387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {حصب جهنم} قال: شجر جهنم). [الدر المنثور: 10/387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {حصب جهنم} قال: حطب جهنم بالزنجية). [الدر المنثور: 10/387-388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {حصب جهنم} قال: حطب جهنم.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 10/388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {حصب جهنم} قال: يقذفون فيها). [الدر المنثور: 10/388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {حصب جهنم} قال: حطبها، قال بعض القراء حطب جهنم من قراءة عائشة). [الدر المنثور: 10/388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الضحاك {حصب جهنم} يقول: إن جهنم تحصب بهم وهو الرمي: يقول: يرمي بهم فيها). [الدر المنثور: 10/388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: حضب جهنم بالضاد). [الدر المنثور: 10/388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا: قال في سورة الأنبياء {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} إلى قوله: {وهم فيها لا يسمعون} ثم استثنى فقال: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} فقد عبدت الملائكة من دون الله وعزير وعيسى). [الدر المنثور: 10/392]
تفسير قوله تعالى: (لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة الأنبياء: {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم أنتم لها واردون (98) لو كان هؤلاء آلهةً ما وردوها وكلٌ فيها خالدون (99)
لهم فيها زفيرٌ وهم فيها لا يسمعون}؛ ثم استثنى بالآية التي تليها فقال: {إنّ الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون}). [الجامع في علوم القرآن: 3/77-78] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لو كان هؤلاء آلهةً ما وردوها وكلٌّ فيها خالدون}.
يقول تعالى ذكره لهؤلاء المشركين الّذين وصف صفتهم أنّهم ما يأتيهم من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ إلاّ استمعوه وهم يلعبون، وهم مشركو قريشٍ: أنتم أيّها المشركون، وما تعبدون من دون اللّه واردو جهنّم، ولو كان ما تعبدون من دون اللّه آلهةً ما وردوها، بل كانت تمنع من أراد أن يوردكموها إذ كنتم لها في الدّنيا عابدين، ولكنّها إذ كانت لا نفع عندها لأنفسها، ولا عندها دفع ضرٍّ عنها، فهي من أن يكون ذلك عندها لغيرها أبعد، ومن كان كذلك كان بيّنًا بعده من الألوهة، وأنّ الإله هو الّذي يقدر على ما يشاء ولا يقدر عليه شيءٌ، فأمّا من كان مقدورًا عليه فغير جائزٍ أن يكون إلهًا.
وقوله: {وكلٌّ فيها خالدون} يعني الآلهة ومن عبدها أنّهم ماكثون في النّار أبدًا بغير نهايةٍ، وإنّما معنى الكلام: كلّكم فيها خالدون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {لو كان هؤلاء آلهةً ما وردوها وكلٌّ فيها خالدون} قال: " الآلهة الّتي عبد القوم قال: العابد والمعبود). [جامع البيان: 16/413-414]
تفسير قوله تعالى: (لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة الأنبياء: {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم أنتم لها واردون (98) لو كان هؤلاء آلهةً ما وردوها وكلٌ فيها خالدون (99)
لهم فيها زفيرٌ وهم فيها لا يسمعون}؛ ثم استثنى بالآية التي تليها فقال: {إنّ الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون}). [الجامع في علوم القرآن: 3/77-78] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لهم فيها زفيرٌ وهم فيها لا يسمعون (100) إنّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {لهم} المشركين وآلهتهم.
والهاء، والميم في قوله: {لهم} من ذكر {كلٌّ} الّتي في قوله: {وكلٌّ فيها خالدون}. يقول تعالى ذكره: لكلّهم في جهنّم زفيرٌ، {وهم فيها لا يسمعون} يقول: وهم في النّار لا يسمعون.
وكان ابن مسعودٍ يتأوّل في قوله: {وهم فيها لا يسمعون} ما؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن المسعوديّ، عن يونس بن خبّابٍ، قال: قرأ ابن مسعودٍ هذه الآية: {لهم فيها زفيرٌ وهم فيها لا يسمعون} قال: " إذا ألقي في النّار من يخلّد فيها جعلوا في توابيت من نارٍ، ثمّ جعلت تلك التّوابيت في توابيت أخرى، ثمّ جعلت التّوابيت في توابيت أخرى، فيها مسامير من نارٍ، فلا يرى أحدٌ منهم أنّ في النّار أحدًا يعذّب غيره. ثمّ قرأ: {لهم فيها زفيرٌ وهم فيها لا يسمعون} "). [جامع البيان: 16/414-415]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا المسعودي عن يونس بن خباب عن ابن مسعود قال إذا بقي في النار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من نار ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت من نار ثم قذفوا في أسفل الجحيم فيرون أنه لا يعذب في النار أحد غيرهم ثم تلا ابن مسعود لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون). [تفسير مجاهد: 416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن أبي الدنيا في صفة النار والطبراني البيهقي في البعث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إذا بقي في النار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من حديد النار فيها مسامير من حديد نار ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت من حديد ثم قذفوا في أسف الجحيم فما يرى أحدهم أنه يعذب في النار غيره، ثم قرأ ابن مسعود رضي الله عنه {لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون} ). [الدر المنثور: 10/389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا: قال في سورة الأنبياء {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} إلى قوله: {وهم فيها لا يسمعون} ثم استثنى فقال: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} فقد عبدت الملائكة من دون الله وعزير وعيسى). [الدر المنثور: 10/392] (م)