تفسير قوله تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى كان أمة قانتا لله قال إمام مطيع لله). [تفسير عبد الرزاق: 1/360]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (الثوري عن فراس عن الشعبي عن مسروق قال قرئت عند ابن مسعود إن إبراهيم كان أمة قانتا لله فقال إن معاذا كان أمة قانتا لله قال فأعادوا عليه قال فأعاد عليهم ثم قال أتدرون ما الأمة الذي يعلم الناس الخير والقانت الذي يطيع الله ورسوله). [تفسير عبد الرزاق: 1/360-361]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن مسعودٍ: «الأمّة معلّم الخير، والقانت المطيع»). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله القانت المطيع سيأتي في آخر السّورة). [فتح الباري: 8/385]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن مسعودٍ الأمّة معلّم الخير والقانت المطيع وصله الفريابيّ وعبد الرّزّاق وأبو عبيد اللّه في المواعظ والحاكم كلّهم من طريق الشّعبيّ عن مسروقٍ عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال قرئت عنده هذه الآية إنّ إبراهيم كان أمة قانتًا لله فقال بن مسعودٍ إنّ معاذًا كان أمّةٌ قانتًا للّه فسئل عن ذلك فقال هل تدرون ما الأمّة الأمّة الّذي يعلّم النّاس الخير والقانت الّذي يطيع اللّه ورسوله). [فتح الباري: 8/387]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن مسعود فأخبرنا به إبراهيم بن محمّد الدّمشقي مشافهة بالمسجد الحرام أنا أحمد بن أبي طالب عن أنجب بن أبي السعادات الحمامي أن محمّد بن عبد الباقي أخبره أنا أبو الفضل حمد بن أحمد أنا أحمد بن عبد الله الحافظ ثنا سليمان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمّد بن أبي مريم ثنا الفريابيّ ثنا سفيان عن فراس عن الشّعبيّ عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال قرئت عنده هذه الآية أو قرأها {إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله} النّحل فقال عبد الله بن مسعود أن معاذًا كان أمة قانتًا لله فسئل عبد الله فقال هل تدرون ما الأمة؟ الأمة الّذي يعلم النّاس الخير والقانت الّذي يطيع الله ورسوله
هكذا رواه الفريابيّ في تفسيره ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد الرّزّاق عن الثّوريّ ورواه أبو عبيد في كتاب المواعظ له عن عبد الرّحمن بن مهدي عن سفيان به وله طرق إلى الشّعبيّ وإسناده صحيح). [تغليق التعليق: 4/237-238]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن مسعودٍ الأمّة معلّم الخير
أشار به إلى قوله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله} (النّحل: 120) وقال عبد الله بن مسعود في تفسير الأمة بأنّه: معلم الخير، وكذا رواه الحاكم من حديث مسروق عن عبد الله، وقال: صحيح على شرط الشّيخين، وعن مجاهد: كان مؤمنا وحده والنّاس كلهم كفار، وعن قتادة ليس من أهل دين إلاّ ويتولونه ويرضونه، وعن شهر بن حوشب: لا تخلو الأرض إلاّ وفيها أربعة عشر يدفع الله بهم عن أهل الأرض ويخرج بركتها إلاّ زمان إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام، فإنّه كان وحده انتهى. والأمة لها معان أخر في القرآن من: النّاس والجماعة والدّين والحين والواحد الّذي يقوم مقام جماعة.
والقانت المطيع
هذا من تتمّة كلام ابن مسعود، فإنّه فسر القانت في قوله: {إن إبراهيم كان أمة قانتًا} (النّحل: 120) بالمطيع، وكذلك أخرجه ابن مردويه في تفسيره). [عمدة القاري: 19/17-18]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن مسعود): فيما وصله الحاكم والفريابي (الأمة) من قوله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة} [النحل: 120]. هو (معلم الخير) وفي الكشاف وغيره أنه بمعنى مأموم أي يؤمه الناس ليأخذوا منه الخير أو بمعنى مؤتم به قال في الأنوار: فإن الناس كانوا يؤمونه للاستفادة ويقتدون بسيرته لقوله: {إني جاعلك للناس إمامًا} [البقرة: 124] فهو رئيس الموحدين وقدوة المحققين.
(والقانت) هو (المطيع) كما فسره به ابن مسعود أو هو القائم بأمر الله.
وسبق ذكر هذا قريبًا وهذا ثابت لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/197-198]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا للّه حنيفًا ولم يك من المشركين (120) شاكرًا لأنعمه، اجتباه وهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ}.
يقول تعالى ذكره: إنّ إبراهيم خليل اللّه كان معلّم خيرٍ يأتمّ به أهل الهدى {قانتًا} يقول: مطيعًا للّه {حنيفًا} يقول: مستقيمًا على دين الإسلام، {ولم يك من المشركين} يقول: ولم يك يشرك باللّه شيئًا، فيكون من أولياء أهل الشّرك به.
وهذا إعلامٌ من اللّه تعالى أهل الشّرك به من قريشٍ أنّ إبراهيم منهم بريءٌ، وأنّهم منه براءٌ.
{شاكرًا لأنعمه} يقول: كان يخلص الشّكر للّه فيما أنعم عليه، ولا يجعل معه في شكره في نعمه عليه شريكًا من الآلهة والأنداد وغير ذلك، كما يفعل مشركو قريشٍ. {اجتباه} يقول: اصطفاه واختاره لخلّته. {وهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ} يقول: وأرشده إلى الطّريق المستقيم، وذلك دين الإسلام، لا اليهوديّة ولا النّصرانيّة.
وبنحو الّذي قلنا في معنى {أمّةً قانتًا} قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني زكريّا بن يحيى، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عن الحكم، عن يحيى بن الجزّار، عن أبي العبيدين، أنّه جاء إلى عبد اللّه فقال: من نسأل إذا لم نسألك؟ فكأنّ ابن مسعودٍ رقّ له، فقال: أخبرني عن الأمّة، قال: " الّذي يعلّم النّاس الخير "
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مسلمٍ البطين، عن أبي العبيدين، أنّه سأل عبد اللّه بن مسعودٍ عن الأمّة القانت، قال: " الأمّة: معلّم الخير، والقانت: المطيع للّه ورسوله "
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن منصورٍ يعني ابن عبد الرّحمن، عن الشّعبيّ، قال: حدّثني فروة بن نوفلٍ الأشجعيّ قال: قال ابن مسعودٍ: " إنّ معاذًا كان أمّةً قانتًا للّه حنيفًا " فقلت في نفسي: غلط أبو عبد الرّحمن، إنّما قال اللّه تعالى: {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا للّه} فقال: تدري ما الأمّة وما القانت؟ قلت: اللّه أعلم، قال: الأمّة: الّذي يعلّم الخير، والقانت: المطيع للّه ولرسوله، وكذلك كان معاذ بن جبلٍ كان يعلّم الخير، وكان مطيعًا للّه ولرسوله "
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة قال: سمعت فراسًا يحدّث، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ أنّه، قال: " إنّ معاذًا كان أمّةً قانتًا للّه، قال: فقال رجلٌ من أشجع يقال له فروة بن نوفلٍ: نسي، إنّما ذاك إبراهيم، قال: فقال عبد اللّه: " من نسي، إنّما كنّا نشبّهه بإبراهيم " قال: وسئل عبد اللّه عن الأمّة، فقال: " معلّم الخير، والقانت: المطيع للّه ورسوله "
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن فراسٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ قال: قرأت عند عبد اللّه هذه الآية: {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا للّه}، فقال: " كان معاذٌ أمّةً قانتًا. قال: هل تدري ما الأمّة؟ الأمّة الّذي يعلّم النّاس الخير، والقانت: الّذي يطيع اللّه ورسوله "
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ قال: حدّثنا ابن فضيلٍ قال: حدّثنا بيان بن بشرٍ البجليّ، عن الشّعبيّ قال: قال عبد اللّه: " إنّ معاذًا كان أمّةً قانتًا للّه حنيفًا ولم يك من المشركين " فقال له رجلٌ: نسيت قال: " لا، ولكنّه شبيه إبراهيم، والأمّة: معلّم الخير، والقانت: المطيع "
- حدّثني عليّ بن سعيدٍ الكنديّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، عن ابن عونٍ، عن الشّعبيّ، في قوله: {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا للّه حنيفًا} قال: " مطيعًا "
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ، قال: قال عبد اللّه: " إنّ معاذًا كان أمّةً قانتًا معلّم الخير " وذكر في الأمّة أشياء مختلفٌ فيها، قال: {وادّكر بعد أمّةٍ}، يعني: بعد حينٍ، و{أمّةً وسطًا}
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن سعيد بن سابقٍ، عن ليثٍ، عن شهر بن حوشبٍ، قال: " لم تبق الأرض إلاّ وفيها أربعة عشر يدفع اللّه بهم عن أهل الأرض وتخرج بركتها، إلاّ زمن إبراهيم، فإنّه كان وحده "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: أخبرنا هشيمٌ، قال: أخبرنا سيّارٌ، عن الشّعبيّ، قال: وأخبرنا زكريّا، ومجالدٌ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن ابن مسعودٍ، نحو حديث يعقوب، عن ابن عليّة، وزاد فيه: " الأمّة: الّذي يعلّم الخير ويؤتمّ به ويقتدى به، والقانت: المطيع للّه وللرّسول ". قال له أبو فروة الكنديّ: إنّك أوهمت "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: " {إنّ إبراهيم كان أمّةً} على حدةٍ، {قانتًا للّه}، قال: مطيعًا ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله، إلاّ أنّه، قال: مطيعًا للّه في الدّنيا
- قال ابن جريجٍ: وأخبرني عويمرٌ، عن سعيد بن جبيرٍ أنّه، قال: " قانتًا: مطيعًا "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا للّه} قال: " كان إمام هدًى، مطيعًا، تتّبع سنّته وملّته "
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، أنّ ابن مسعودٍ، قال: " إنّ معاذ بن جبلٍ كان أمّةً قانتًا قال غير قتادة: قال ابن مسعودٍ: " هل تدرون ما الأمّة؟ الّذي يعلّم الخير "
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن فراسٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، قال: قرئت عند عبد اللّه بن مسعودٍ: {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا}، فقال: " إنّ معاذًا كان أمّةً قانتًا، قال: فأعادوا، فأعاد عليهم، ثمّ قال: " أتدرون ما الأمّة؟ الّذي يعلّم النّاس الخير، والقانت: الّذي يطيع اللّه "
وقد بيّنّا معنى الأمّة ووجوهها ومعنى القانت باختلاف المختلفين فيه في غير هذا الموضع من كتابنا بشواهده، فأغنى بذلك عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 14/392-397]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أمة قانتا يعني قال الأمة الذين هم على حدة والقانت المطيع). [تفسير مجاهد: 354]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا سفيان، وأخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ الثّوريّ، عن فراسٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، قال: قرأت عند عبد اللّه بن مسعودٍ {إنّ " إبراهيم كان أمّةً قانتًا للّه} [النحل: 120] قال: فقال ابن مسعودٍ: إنّ معاذًا كان أمّةً قانتًا. قال: فأعادوا عليه فأعاد، ثمّ قال: أتدرون ما الأمّة؟ الّذي يعلّم النّاس الخير، والقانت الّذي يطيع اللّه ورسوله «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/390]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {إنّ إبراهيم كان أمّةً} [النحل: 120].
- عن مسروقٍ قال: قال عبد اللّه - يعني ابن مسعودٍ -: إنّ معاذًا كان أمّةً قانتًا للّه حنيفًا ولم يك من المشركين. فقال فروة - رجلٌ من أشجع -: نسي إنّ إبراهيم فقال: ومن نسي؟ إنّا كنّا نشبّه معاذًا بإبراهيم. وسئل عن الأمّة، فقال: معلّم الخير. وسئل عن القانت، فقال: مطيع اللّه ورسوله.
رواه الطّبرانيّ بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7/49]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مسدّدٌ: أخبرنا يحيى، ثنا شعبة، حدّثني فراسٌ (عن) عامرٍ، عن مسروقٍ، قال: إنّ عبد اللّه رضي الله عنه، قرأ إنّ معاذًا كان أمّةً قانتًا للّه (حنيفًا)، فقال فروة بن نوفلٍ: نسي إنّ إبراهيم، فقال عبد اللّه رضي الله عنه: ما نسيت إنّا كنّا نشبّهه بإبراهيم.
وسئل عبد اللّه رضي الله عنه، عن الأمّة قال: معلّم الخير، وسئل عن القانت قال: المطيع للّه (تعالى) ورسوله صلّى اللّه عليه وسلّم). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/760]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 120 - 123.
أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود أنه سئل: ما الأمة قال: الذي يعلم الناس الخير، قالوا: فما القانت قال: الذي يطيع الله ورسوله). [الدر المنثور: 9/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إن إبراهيم كان أمة قانتا} قال: كان على الإسلام ولم يكن في زمانه من قومه أحد على الإسلام غيره فلذلك قال الله: {كان أمة قانتا} ). [الدر المنثور: 9/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {إن إبراهيم كان أمة} قال: إماما في الخير {قانتا} قال: مطيعا). [الدر المنثور: 9/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {إن إبراهيم كان أمة} قال: كان مؤمنا وحده والناس كفار كلهم). [الدر المنثور: 9/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن شهر بن حوشب قال: بم يبق في الأرض إلا وفيها أربعة عشر يدفع الله بهم عن أهل الأرض ويخرج بركتها إلا زمن إبراهيم فإنه كان وحده). [الدر المنثور: 9/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يشهد له أمة إلا قبل الله شهادتهم، والأمة الرجل فما فوقه إن الله يقول: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين} ). [الدر المنثور: 9/130-131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إن إبراهيم كان أمة} قال: إمام هدى يقتدى به وتتبع سنته). [الدر المنثور: 9/131]
تفسير قوله تعالى: (شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({شاكرًا لأنعمه} يقول: كان يخلص الشّكر للّه فيما أنعم عليه، ولا يجعل معه في شكره في نعمه عليه شريكًا من الآلهة والأنداد وغير ذلك، كما يفعل مشركو قريشٍ. {اجتباه} يقول: اصطفاه واختاره لخلّته. {وهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ} يقول: وأرشده إلى الطّريق المستقيم، وذلك دين الإسلام، لا اليهوديّة ولا النّصرانيّة). [جامع البيان: 14/392]
تفسير قوله تعالى: (وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وآتيناه أجره في الدنيا قال هي كقوله وآتيناه في الدنيا حسنة قال وقال ليس من أهل دين إلا وهم يتولونه). [تفسير عبد الرزاق: 2/96] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وآتيناه في الدّنيا حسنةً، وإنّه في الآخرة لمن الصّالحين}.
يقول تعالى ذكره: وآتينا إبراهيم على قنوته للّه وشكره على نعمه وإخلاصه العبادة له في هذه الدّنيا ذكرًا حسنًا وثناءً جميلاً باقيًا على الأيّام {وإنّه في الآخرة لمن الصّالحين} يقول: وإنّه في الدّار الآخرة يوم القيامة لممّن صلح أمره وشأنه عند اللّه، وحسنت منه منزلته وكرامته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وآتيناه في الدّنيا حسنةً} قال: " لسان صدقٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: " {وآتيناه في الدّنيا حسنةً} فليس من أهل دينٍ إلاّ يتولاّه ويرضاه "). [جامع البيان: 14/397-398]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وآتيناه في الدنيا حسنة يعني لسان صدق). [تفسير مجاهد: 354]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وآتيناه في الدنيا حسنة} قال: لسان صدق). [الدر المنثور: 9/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وآتيناه في الدنيا حسنة} قال: فليس من أهل دين إلا يرضاه ويتولاه). [الدر المنثور: 9/131]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ أوحينا إليك أن اتّبع ملّة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين (123) إنّما جعل السّبت على الّذين اختلفوا فيه، وإنّ ربّك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ثمّ أوحينا إليك يا محمّد وقلنا لك: اتّبع ملّة إبراهيم الحنيفيّة المسلمة {حنيفًا} يقول: مسلمًا على الدّين الّذي كان عليه إبراهيم، بريئًا من الأوثان والأنداد الّتي يعبدها قومك، كما كان إبراهيم تبرّأ منها). [جامع البيان: 14/398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة معا في المصنف، وابن المنذر، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن عمرو قال: صل إبراهيم الظهر والعصر والمغرب بعرفات ثم وقف حتى إذا غابت الشمس دفع، ثم صلى المغرب والعشاء بجمع ثم صلى الفجر كأسرع ما يصلي أحد من المسلمين ثم وقف به حتى إذا كان كأبطأ ما يصلي أحد من المسلمين دفع ثم رمى الجمرة ثم ذبح وحلق ثم أفاض به إلى البيت فطاف به فقال الله لنبيه: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا} والله تعالى أعلم). [الدر المنثور: 9/131]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال أخبرني من سمع مجاهدا يقول في قوله تعالى إنما جعل السبت قال أرادوا الجمعة فأخذوا السبت مكانه). [تفسير عبد الرزاق: 1/362]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّما جعل السّبت على الّذين اختلفوا فيه} يقول تعالى ذكره: ما فرض اللّه أيّها النّاس تعظيم يوم السّبت إلاّ على الّذين اختلفوا فيه، فقال بعضهم: هو أعظم الأيّام، لأنّ اللّه تعالى فرغ من خلق الأشياء يوم الجمعة، ثمّ سبت يوم السّبت. وقال آخرون: بل أعظم الأيّام يوم الأحد، لأنّه اليوم الّذي ابتدأ في خلق الأشياء، فاختاروه تعظيمه وتركوا تعظيم يوم الجمعة الّذي فرض اللّه عليهم تعظيمه واستحلّوه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {إنّما جعل السّبت على الّذين اختلفوا فيه} " اتّبعوه وتركوا الجمعة ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {إنّما جعل السّبت} قال: " أرادوا الجمعة فأخطئوا، فأخذوا السّبت مكانه "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّما جعل السّبت على الّذين اختلفوا فيه} " استحلّه بعضهم، وحرّمه بعضهم "
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، وسعيد بن جبيرٍ: {إنّما جعل السّبت على الّذين اختلفوا فيه} قال: " باستحلالهم يوم السّبت "
- حدّثني يونس، قال: أخبرني ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {إنّما جعل السّبت على الّذين اختلفوا فيه} قال: " كانوا يطلبون يوم الجمعة فأخطئوه، وأخذوا يوم السّبت، فجعله عليهم "
وقوله: {وإنّ ربّك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} يقول تعالى ذكره: إنّ ربّك يا محمّد ليحكم بين هؤلاء المختلفين بينهم في استحلال السّبت وتحريمه عند مصيرهم إليه يوم القيامة، فيقضي بينهم في ذلك وفي غيره ممّا كانوا فيه يختلفون في الدّنيا بالحقّ، ويفصل بالعدل بمجازاة المصيب فيه جزاءه، والمخطئ فيه منهم ما هو أهله). [جامع البيان: 14/398-400]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه يعني اتبعوه وتركوا الجمعة). [تفسير مجاهد: 354-355]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 124.
أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه} قال: أراد الجمعة فأخذوا السبت مكانه). [الدر المنثور: 9/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه} قال: إن الله فرض على اليهود الجمعة فأبوا وقالوا: يا موسى إنه لم يخلق يوم السبت شيئا فاجعل لنا السبت فلما جعل عليهم السبت استحلوا فيه ما حرم عليهم). [الدر المنثور: 9/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك وسعيد بن جبير في قوله: {إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه} قال: باستحلالهم إياه رأى موسى عليه السلام رجلا يحمل حطبا يوم السبت فضرب عنقه). [الدر المنثور: 9/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الشافعي في الأم والبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم يوم الجمعة فاختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد). [الدر المنثور: 9/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة وحذيفة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة والسبت والأحد وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نخن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق والله أعلم). [الدر المنثور: 9/133]